
رحلة عبر الزمن: مطاعم ملكية توفر تجارب مستوحاة من التاريخ
شهدت السنوات الأخيرة، زيادة في الاهتمام بتجارب تناول طعام التي تنقل الضيوف إلى الماضي، حيث يختبرون تجارب غامرة حول العالم تعيد إحياء تقاليد قرون مضت، إذ تحاكي المطاعم ولائم القصور، فيما تتحول الوجبات إلى عرض ساحر، يروي قصصًا من الفخامة الملكية التاريخية.
مفهوم تجارب الطعام المستوحاة من التاريخ
الوجبات التاريخية الملكية - المصدر: Unsplash
لم يكن الطعام الملكي مجرد تجربة لتناول الطعام، بل رمز للسلطة، ومشهد احتفالي يجسد البذخ والمكانة، ففكرة الولائم الفاخرة تعود إلى العصور الوسطى وعصر النهضة الأوروبية، حيث كانت القصور الملكية مثل قصر فرساي في فرنسا، وقصر هامبتون كورت في إنجلترا، مسرحاً لحفلات العشاء التي تجسد قوة الملوك وتراثهم.
الولائم كانت أدوات سياسية وثقافية، وجلسات تهدف لإبهار الحكام والضيوف من الدول المجاورة، وكانت تترافق مع عروض موسيقية ومسرحية، مما جعلها حدثًا متكاملاً.
المطاعم في عصرنا الحالي تحاول إعادة تصوير هذا الإرث، عبر مزيج من التصميم الفاخر والقوائم المبتكرة، سواء من ناحية الديكور الخاص بالمكان، أو من خلال الأزياء أو الاستعراض الذي يرافق الأطباق، فالسحر موجود في كل تفصيل.
من المفروشات والهندسة، إلى قوائم الطعام التي تدمج بين الوصفات التاريخية الأصلية والتقنية الحديثة، إلى استخدام أطباق مستوحاة من حقب تاريخية مختلفة، وصولاً إلى طاقم العمل الذي يرتدي أزياء مستوحاة من الحقبة، والذين يقدمون الطعام وسط سحب من الدخان الجاف أو على وقع الموسيقى، إنها ليست وجبة فحسب، بل عرض مسرحي متكامل.
ورغم جمالية الفكرة، تواجه هذه المطاعم تحديات في تحقيق التوازن بين الالتزام بالأصالة وتلبية توقعات الضيوف المعاصرين، فقد تتعارض بعض الوصفات التاريخية مع اتجاهات الطعام الصحية اليوم، مما يدفع بالطهاة إلى إعادة تخيلها، وبالإضافة إلى ذلك يجب أن تظل التجربة مريحة دون أن تفقد سحرها التاريخي، مثل ضمان خصوصية الضيوف في مساحة واسعة تذكر بصالات القصور.
شعبية التجربة الملكية في العصر الحديث
تعد هذه التجارب فرصة للهروب إلى عالم غامض جذاب - المصدر: Unsplash
في عالم تسوده الوجبات السريعة، تقدم الولائم الملكية فرصة للهرب إلى عالم من البذخ والخيال، حيث ينجذب الضيوف إلى الجمع الفريد بين الأصالة التاريخية والابتكارات العصرية.
وبالإضافة إلى ذلك تلعب التفاصيل الحسية دوراً رئيسياً، بدءاً من الموسيقى الكلاسيكية أو التي تتناسب مع أجواء الحقبة التاريخية الخاصة بالمطعم، وصولاً إلى روائح الأزهار العابقة في المكان، مما يخلق أجواء القصور الملكية الفاخرة بكل أبعادها.
وطبعاً، هناك الخصوصية الخاصة بأسرار تلك الطبقة، التي تدفع بالبشر إلى محاولة عيشها ولو لبضع ساعات.
نصائح للاستمتاع بتجربة طعام تاريخية فريدة
خض التجربة بعقلية منفتحة للاستمتاع بكل تفاصيلها - المصدر: Unsplash
التجربة من دون شك لا تشبه تجارب تناول الطعام المعتادة أو حتى تجارب الطعام الفاخرة. للاستمتاع بهذه التجربة الفريدة من نوعها عليك مقاربتها كما تستحق، بعقلية منفتحة وفضول.
- ابحث في السياق التاريخي:
قبل الذهاب اقرأ عن الفترة التاريخية أو الثقافة التي يستوحي منها المطعم قائمة طعامه، على سبيل المثال، إذا كان المطعم يستوحي التجربة من عهد لويس الرابع عشر، تعرف على أطباق ذلك العصر مثل حساء البصل الملكي أو فطائر الكريمة المذهبة.
- تعرف على القصة:
حتى إذا كنت تملك معرفة عامة استفسر عن تاريخ الطبق وأصله، فالطواقم في هذه المطاعم تملك المعلومات التي عادة تكون مأخوذة من أرشيف القصور، وغالباً ما يسردون قصصاً لا يعرفها الكثيرون.
- ارتداء ملابس تتناسب مع الأجواء:
غالبية المطاعم لديها كود للملابس، وبعض المطاعم التي تقدم هذه التجربة تنصح بارتداء ملابس تتناسب مع الحقبة التاريخية، ولكن حتى ولو لم يكن هناك سياسة تتعلق بنوعية اللباس، احرص على ارتداء ملابس أنيقة، ذلك لأن الملابس هذه تضفي طابعاً احتفالياً، وتجعلك جزءًا من السيناريو الملكي.
- اختبر التجربة كاملة:
لا تكتفِ بطلب طبق واحد، جرب قائمة التذوق التي تشمل أطباقاً مختلفة، ولا تتردد بسؤال النادل عن كيفية تقديم الأطباق التي تختارها، فهناك بعض الأطباق التي تقدم بطريقة فنية، كالأطباق بأغطية فضية مع الدخان وغيرها من العناصر المسرحية، لذلك طلب الطبق لا يتمحور حول مكوناته فحسب، بل اختر أيضًا وفق التفاصيل الأخرى المتعلقة به.
- خذ وقتك كاملاً واستمتع بكل مرحلة:
الولائم الملكية كانت تستمر لساعات، وبعض المطاعم تحاول أن تجعل التجربة هذه تستمر لوقت طويل، لذلك خذ وقتك كاملاً، واستمتع بالتفاصيل المحيطة بك، من ديكور وأدوات المائدة والروائح كرائحة الزهور والشموع، وتذوق الأطباق ببطء واستمتع بها، وخذ فترة استراحة بين الأطباق وانغمس كلياً في سحر المكان من خلال لعب الدور، تخيل نفسك ضيفاً في بلاط ملكي في قصر فرساي أو في بلاط الملكة فكتوريا أو أي حقبة أخرى تتناسب مع المطعم.
كيف تعيد المطاعم إحياء ولائم القصور التاريخية؟
الوصفات التاريخية يتم الحصول عليها من أرشيف القصور - المصدر: Unsplash
تعيد المطاعم التي تقدم تجارب طعام مستوحاة من لائم القصور الملكية، من خلال الدمج بين البحث التاريخي، المكونات الفاخرة، الأساليب التقليدية والعرض المسرحي المبهر.
- البحث التاريخي والأطباق وفق الحِقب:
البداية بطبيعة الحال هي بالبحث التاريخي، إذ يقوم الطهاة بالاعتماد على كتب الطهي القديمة والمخطوطات التاريخية وسجلات القصور، لاكتشاف الوصفات الملكية الأصلية.
كما تقدم المطاعم الأطباق التي كانت معروفة في الحقبة الزمنية التي يعيد المطعم إحياءها، مثلاً عصر تيودور (هنري الثامن)، هي فترة اللحوم المشوية كالغزلان، التي تقدم مع الأطباق الحلوة طوال الوجبة وليس في النهاية فقط.
- المكونات الأصلية والتقنيات التقليدية:
تعتمد المطاعم على مكونات تم استخدامها في المطابخ الملكية قديماً، وذلك للمحافظة على أصالة الطبق كما يتم استخدام أساليب طهو تقليدية. وفي المقابل، هناك بعض الطهاة الذين يعيدون تفسير الوصفة لتتناسب مع الأذواق الحديثة والتفضيلات الغذائية، مع المحافظة على جوهر الوصفات التاريخية.
- المكان والعروض الغامرة:
تقع العديد من المطاعم التي تقدم هذه التجارب في مبانٍ تاريخية، مثل القلاع والقصور، مما يعز أصالة التجربة، كما يتم استخدام أدوات وأطباق تتناسب مع الحقبة التاريخية وفخامة الولائم الملكية، فيما يرتدي طاقم العمل زياً تقليدياً يزيد من أصالة التجربة، وطبعاً يتم تقديم الطعام بتقاليد وطقوس القاعات الملكية، وفي بعض الأحيان تشمل التجربة عروضاً موسيقية حية أو مسرحية خلال الوجبات.
مطاعم تقدم أجواء ووجبات مستوحاة من التاريخ
لو جراند فيفو Le Grand Vefour
أقدم مطاعم باريس يوفر تجرية مستوحاة من الأرشيف الملكي - المصدر: Grand Vefour
تأسس عام 1784، وهو واحد من أقدم وأشهر المطاعم في باريس، حيث كان مفضلاً لدى عديد من الشخصيات البارزة، مثل نابليون وفيكتور هوجو، ويعتبر جزءاً من تاريخ باريس الغني، حيث شهد العديد من الأحداث الهامة في القرون الماضية.
يتميز المطعم بتجربة طعام تاريخية فريدة، حيث تقدم قائمة طعام مستوحاة من الأرشيف الملكي الفرنسي، مثل 'حساء ماري ستيوارت Consomme Marie Stuart"، وهو حساء كلاسكي من القرن الثامن عشر، ويتم تقديم الطعام في قاعات مزينة بمرايا ذهبية ولوحات من عصر لويس السادس عشر، مما يخلق جواً فاخراً.
بريفي كيتشن Privy Kitchen
ولائم الملك هنري الثامن في قصر تاريخي بلمسات تتناسب مع العصر - المصدر: HPR/Privy Kitchen
يقدم "بريفي كيتشن Privy Kitche" الواقع في قصر هامبتون كورت التاريخي بلندن، تجربة تعيد الزوار إلى عصر الملك هنري الثامن، وفخامة البلاط التوردوري، إذ يقع في مطابخ القصر الأصلية التي تعود للقرن السادس عشر، والتي كانت يوماً ما مركز إعداد الطعام للعائلة الملكية.
يقدم المطعم أطباقاً قدمت في قاعات العائلة الملكية مثل فطيرة لحم البقر التودورية، وهي مزيج من لحم البقر المطهو ببطء والفواكه المجففة والتوابل كالقرفة والقرنفل، والتي تقدم مع صلصة الخردل، كما يعيد إحياء التاريخ من خلال المكونات والتقنيات الأصلية، مع موظفين يرتدون أزياء تاريخية ويروون قصص الولائم.
زودن 3 هاكن Zu den 3 Hacken
زودن 3 هاكن يعيدكم إلى عصر النهضة بأطباق ملكية - المصدر: Zu den 3 Hacken
يعد من أقدم المطاعم في مدينة فيينا، حيث يعود تاريخه إلى عام 1447، ويعد هذا المكان جزءاً من التراث الثقافي في للمدينة، حيث يتميز بتقديم المأكولات النمساوية التقليدية في جو تاريخي يعود لعصر النهضة، حيث يحتفظ المطعم بجو هذا العصر.
ويتميز الديكور الداخلي هنا بالتفرد، حيث يضم غرفاً صغيرة مع أثاث خشبي تقليدي، وديكورات تقليدية، مع أرضية خشبية وخشب محفور، ومن الأطباق التي يقدمها اللحم المقلي بالبقسماط، وهو واحد من أطباقه الشهيرة.
دومفريز هاوس Dumfries House
دومفريز هاوس يوفر تجربة غامرة من الطعام والخدمة والمكان - المصدر: Dumfries House
يقدم تجربة طعام من القرن الثامن عشر، تأخذ الضيوف في رحلة إلى التقاليد الخاصة بتلك الحقبة، مع قائمة طعام غنية تضم أطباق مثل السلمون المسلوق ولحم الغزال المشوي.
وغالباً ما تقدم هذه الوجبات في غرفة الطعام الوردية، والتي كانت المفضلة لدى الملك تشارلز الثالث، حيث يتم تقديم الطعام على الطراز الكلاسيكي بواسطة "الخدم"، لإعادة تصوير الأجواء الملكية لتلك الحقبة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- الرجل
رحلة عبر الزمن: مطاعم ملكية توفر تجارب مستوحاة من التاريخ
شهدت السنوات الأخيرة، زيادة في الاهتمام بتجارب تناول طعام التي تنقل الضيوف إلى الماضي، حيث يختبرون تجارب غامرة حول العالم تعيد إحياء تقاليد قرون مضت، إذ تحاكي المطاعم ولائم القصور، فيما تتحول الوجبات إلى عرض ساحر، يروي قصصًا من الفخامة الملكية التاريخية. مفهوم تجارب الطعام المستوحاة من التاريخ الوجبات التاريخية الملكية - المصدر: Unsplash لم يكن الطعام الملكي مجرد تجربة لتناول الطعام، بل رمز للسلطة، ومشهد احتفالي يجسد البذخ والمكانة، ففكرة الولائم الفاخرة تعود إلى العصور الوسطى وعصر النهضة الأوروبية، حيث كانت القصور الملكية مثل قصر فرساي في فرنسا، وقصر هامبتون كورت في إنجلترا، مسرحاً لحفلات العشاء التي تجسد قوة الملوك وتراثهم. الولائم كانت أدوات سياسية وثقافية، وجلسات تهدف لإبهار الحكام والضيوف من الدول المجاورة، وكانت تترافق مع عروض موسيقية ومسرحية، مما جعلها حدثًا متكاملاً. المطاعم في عصرنا الحالي تحاول إعادة تصوير هذا الإرث، عبر مزيج من التصميم الفاخر والقوائم المبتكرة، سواء من ناحية الديكور الخاص بالمكان، أو من خلال الأزياء أو الاستعراض الذي يرافق الأطباق، فالسحر موجود في كل تفصيل. من المفروشات والهندسة، إلى قوائم الطعام التي تدمج بين الوصفات التاريخية الأصلية والتقنية الحديثة، إلى استخدام أطباق مستوحاة من حقب تاريخية مختلفة، وصولاً إلى طاقم العمل الذي يرتدي أزياء مستوحاة من الحقبة، والذين يقدمون الطعام وسط سحب من الدخان الجاف أو على وقع الموسيقى، إنها ليست وجبة فحسب، بل عرض مسرحي متكامل. ورغم جمالية الفكرة، تواجه هذه المطاعم تحديات في تحقيق التوازن بين الالتزام بالأصالة وتلبية توقعات الضيوف المعاصرين، فقد تتعارض بعض الوصفات التاريخية مع اتجاهات الطعام الصحية اليوم، مما يدفع بالطهاة إلى إعادة تخيلها، وبالإضافة إلى ذلك يجب أن تظل التجربة مريحة دون أن تفقد سحرها التاريخي، مثل ضمان خصوصية الضيوف في مساحة واسعة تذكر بصالات القصور. شعبية التجربة الملكية في العصر الحديث تعد هذه التجارب فرصة للهروب إلى عالم غامض جذاب - المصدر: Unsplash في عالم تسوده الوجبات السريعة، تقدم الولائم الملكية فرصة للهرب إلى عالم من البذخ والخيال، حيث ينجذب الضيوف إلى الجمع الفريد بين الأصالة التاريخية والابتكارات العصرية. وبالإضافة إلى ذلك تلعب التفاصيل الحسية دوراً رئيسياً، بدءاً من الموسيقى الكلاسيكية أو التي تتناسب مع أجواء الحقبة التاريخية الخاصة بالمطعم، وصولاً إلى روائح الأزهار العابقة في المكان، مما يخلق أجواء القصور الملكية الفاخرة بكل أبعادها. وطبعاً، هناك الخصوصية الخاصة بأسرار تلك الطبقة، التي تدفع بالبشر إلى محاولة عيشها ولو لبضع ساعات. نصائح للاستمتاع بتجربة طعام تاريخية فريدة خض التجربة بعقلية منفتحة للاستمتاع بكل تفاصيلها - المصدر: Unsplash التجربة من دون شك لا تشبه تجارب تناول الطعام المعتادة أو حتى تجارب الطعام الفاخرة. للاستمتاع بهذه التجربة الفريدة من نوعها عليك مقاربتها كما تستحق، بعقلية منفتحة وفضول. - ابحث في السياق التاريخي: قبل الذهاب اقرأ عن الفترة التاريخية أو الثقافة التي يستوحي منها المطعم قائمة طعامه، على سبيل المثال، إذا كان المطعم يستوحي التجربة من عهد لويس الرابع عشر، تعرف على أطباق ذلك العصر مثل حساء البصل الملكي أو فطائر الكريمة المذهبة. - تعرف على القصة: حتى إذا كنت تملك معرفة عامة استفسر عن تاريخ الطبق وأصله، فالطواقم في هذه المطاعم تملك المعلومات التي عادة تكون مأخوذة من أرشيف القصور، وغالباً ما يسردون قصصاً لا يعرفها الكثيرون. - ارتداء ملابس تتناسب مع الأجواء: غالبية المطاعم لديها كود للملابس، وبعض المطاعم التي تقدم هذه التجربة تنصح بارتداء ملابس تتناسب مع الحقبة التاريخية، ولكن حتى ولو لم يكن هناك سياسة تتعلق بنوعية اللباس، احرص على ارتداء ملابس أنيقة، ذلك لأن الملابس هذه تضفي طابعاً احتفالياً، وتجعلك جزءًا من السيناريو الملكي. - اختبر التجربة كاملة: لا تكتفِ بطلب طبق واحد، جرب قائمة التذوق التي تشمل أطباقاً مختلفة، ولا تتردد بسؤال النادل عن كيفية تقديم الأطباق التي تختارها، فهناك بعض الأطباق التي تقدم بطريقة فنية، كالأطباق بأغطية فضية مع الدخان وغيرها من العناصر المسرحية، لذلك طلب الطبق لا يتمحور حول مكوناته فحسب، بل اختر أيضًا وفق التفاصيل الأخرى المتعلقة به. - خذ وقتك كاملاً واستمتع بكل مرحلة: الولائم الملكية كانت تستمر لساعات، وبعض المطاعم تحاول أن تجعل التجربة هذه تستمر لوقت طويل، لذلك خذ وقتك كاملاً، واستمتع بالتفاصيل المحيطة بك، من ديكور وأدوات المائدة والروائح كرائحة الزهور والشموع، وتذوق الأطباق ببطء واستمتع بها، وخذ فترة استراحة بين الأطباق وانغمس كلياً في سحر المكان من خلال لعب الدور، تخيل نفسك ضيفاً في بلاط ملكي في قصر فرساي أو في بلاط الملكة فكتوريا أو أي حقبة أخرى تتناسب مع المطعم. كيف تعيد المطاعم إحياء ولائم القصور التاريخية؟ الوصفات التاريخية يتم الحصول عليها من أرشيف القصور - المصدر: Unsplash تعيد المطاعم التي تقدم تجارب طعام مستوحاة من لائم القصور الملكية، من خلال الدمج بين البحث التاريخي، المكونات الفاخرة، الأساليب التقليدية والعرض المسرحي المبهر. - البحث التاريخي والأطباق وفق الحِقب: البداية بطبيعة الحال هي بالبحث التاريخي، إذ يقوم الطهاة بالاعتماد على كتب الطهي القديمة والمخطوطات التاريخية وسجلات القصور، لاكتشاف الوصفات الملكية الأصلية. كما تقدم المطاعم الأطباق التي كانت معروفة في الحقبة الزمنية التي يعيد المطعم إحياءها، مثلاً عصر تيودور (هنري الثامن)، هي فترة اللحوم المشوية كالغزلان، التي تقدم مع الأطباق الحلوة طوال الوجبة وليس في النهاية فقط. - المكونات الأصلية والتقنيات التقليدية: تعتمد المطاعم على مكونات تم استخدامها في المطابخ الملكية قديماً، وذلك للمحافظة على أصالة الطبق كما يتم استخدام أساليب طهو تقليدية. وفي المقابل، هناك بعض الطهاة الذين يعيدون تفسير الوصفة لتتناسب مع الأذواق الحديثة والتفضيلات الغذائية، مع المحافظة على جوهر الوصفات التاريخية. - المكان والعروض الغامرة: تقع العديد من المطاعم التي تقدم هذه التجارب في مبانٍ تاريخية، مثل القلاع والقصور، مما يعز أصالة التجربة، كما يتم استخدام أدوات وأطباق تتناسب مع الحقبة التاريخية وفخامة الولائم الملكية، فيما يرتدي طاقم العمل زياً تقليدياً يزيد من أصالة التجربة، وطبعاً يتم تقديم الطعام بتقاليد وطقوس القاعات الملكية، وفي بعض الأحيان تشمل التجربة عروضاً موسيقية حية أو مسرحية خلال الوجبات. مطاعم تقدم أجواء ووجبات مستوحاة من التاريخ لو جراند فيفو Le Grand Vefour أقدم مطاعم باريس يوفر تجرية مستوحاة من الأرشيف الملكي - المصدر: Grand Vefour تأسس عام 1784، وهو واحد من أقدم وأشهر المطاعم في باريس، حيث كان مفضلاً لدى عديد من الشخصيات البارزة، مثل نابليون وفيكتور هوجو، ويعتبر جزءاً من تاريخ باريس الغني، حيث شهد العديد من الأحداث الهامة في القرون الماضية. يتميز المطعم بتجربة طعام تاريخية فريدة، حيث تقدم قائمة طعام مستوحاة من الأرشيف الملكي الفرنسي، مثل 'حساء ماري ستيوارت Consomme Marie Stuart"، وهو حساء كلاسكي من القرن الثامن عشر، ويتم تقديم الطعام في قاعات مزينة بمرايا ذهبية ولوحات من عصر لويس السادس عشر، مما يخلق جواً فاخراً. بريفي كيتشن Privy Kitchen ولائم الملك هنري الثامن في قصر تاريخي بلمسات تتناسب مع العصر - المصدر: HPR/Privy Kitchen يقدم "بريفي كيتشن Privy Kitche" الواقع في قصر هامبتون كورت التاريخي بلندن، تجربة تعيد الزوار إلى عصر الملك هنري الثامن، وفخامة البلاط التوردوري، إذ يقع في مطابخ القصر الأصلية التي تعود للقرن السادس عشر، والتي كانت يوماً ما مركز إعداد الطعام للعائلة الملكية. يقدم المطعم أطباقاً قدمت في قاعات العائلة الملكية مثل فطيرة لحم البقر التودورية، وهي مزيج من لحم البقر المطهو ببطء والفواكه المجففة والتوابل كالقرفة والقرنفل، والتي تقدم مع صلصة الخردل، كما يعيد إحياء التاريخ من خلال المكونات والتقنيات الأصلية، مع موظفين يرتدون أزياء تاريخية ويروون قصص الولائم. زودن 3 هاكن Zu den 3 Hacken زودن 3 هاكن يعيدكم إلى عصر النهضة بأطباق ملكية - المصدر: Zu den 3 Hacken يعد من أقدم المطاعم في مدينة فيينا، حيث يعود تاريخه إلى عام 1447، ويعد هذا المكان جزءاً من التراث الثقافي في للمدينة، حيث يتميز بتقديم المأكولات النمساوية التقليدية في جو تاريخي يعود لعصر النهضة، حيث يحتفظ المطعم بجو هذا العصر. ويتميز الديكور الداخلي هنا بالتفرد، حيث يضم غرفاً صغيرة مع أثاث خشبي تقليدي، وديكورات تقليدية، مع أرضية خشبية وخشب محفور، ومن الأطباق التي يقدمها اللحم المقلي بالبقسماط، وهو واحد من أطباقه الشهيرة. دومفريز هاوس Dumfries House دومفريز هاوس يوفر تجربة غامرة من الطعام والخدمة والمكان - المصدر: Dumfries House يقدم تجربة طعام من القرن الثامن عشر، تأخذ الضيوف في رحلة إلى التقاليد الخاصة بتلك الحقبة، مع قائمة طعام غنية تضم أطباق مثل السلمون المسلوق ولحم الغزال المشوي. وغالباً ما تقدم هذه الوجبات في غرفة الطعام الوردية، والتي كانت المفضلة لدى الملك تشارلز الثالث، حيث يتم تقديم الطعام على الطراز الكلاسيكي بواسطة "الخدم"، لإعادة تصوير الأجواء الملكية لتلك الحقبة.


مجلة سيدتي
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
دليلك الشامل لعالم الباروكة.. من الحضارة القديمة إلى الأناقة العصرية
الشعر كان وما زال أحد أبرز معالم الجمال الأنثوي، لكن في عصرنا الحديث، أصبح الشعر المستعار أو ما يسمى ب الباروكة وسيلةً مثاليةً للتعبير عن الذات، وتغيير المظهر بكل سهولة ومرونة. منذ العصور القديمة، استخدمتها النساء كعلامة على الأناقة والمكانة الاجتماعية، ثم تطورت لتصبح جزءاً أساسياً في عالم الجمال. اليوم، أصبحت الباروكة أداةً عمليةً وغير مقيدة، تمنحك الحرية لتجربة أساليب مختلفة دون أي التزام دائم. الباروكة هي أكثر من مجرد تغيير شكلي، بل هي طريقة للتجديد والابتكار، سواء كنتِ ترغبين في مظهر طبيعي وأنيق أو في إطلالة جريئة ومميزة. تتوافر اليوم العديد من الأنواع، من الشعر الطبيعي إلى الصناعي، ما يسمح لكِ باختيار الأنسب لاحتياجاتك. إذا كنتِ تبحثين عن التجديد أو حل لمشكلة تساقط الشعر أو حتى إضافة لمسة من الأناقة لمناسبة خاصة، الباروكة هي الاختيار الأمثل. تمنحك الفرصة للتألق في أي وقت وبكل أسلوب يناسبك. هل أنت جاهزة لاكتشاف عالم الباروكة وتغيير إطلالتك بسهولة ؟ نحن هنا لمساعدتك في اختيار الأنسب لك، لتظهري دائماً بأفضل صورة. تاريخ الباروكة: من مصر القديمة إلى العصر الحديث اليكِ تطور الباروكة وتاريخها منذ العصر القديم إلى الحديث: الباروكة في العصور القديمة بدأت الباروكة في مصر القديمة كرمز للمكانة الاجتماعية، وكان الفراعنة والنبلاء يرتدونها كجزء من زينتهم. لم تكن الباروكة مجرد قطعة شعر تُضاف إلى الرأس، بل كانت وسيلة لحماية الرأس من حرارة الشمس وأيضاً للظهور بشكل أنيق وراقٍ. كان يتم صنع البواريك من الشعر البشري أو الألياف النباتية، وتُصمم بحيث تكون كبيرةً وفاخرةً لتناسب مكانة الشخص الذي يرتديها. أما في اليونان القديمة، فقد كانت النساء ترتدين البواريك كوسيلة لتحسين مظهر شعرهن، خاصة إذا كان شعرهن خفيفاً أو متساقطاً. كما كانت الباروكة تُستخدم في العروض المسرحية لتغيير شكل الممثلين في الأدوار المختلفة. الباروكة في أوروبا العصور الوسطى والحديثة في القرن السابع عشر، بدأت الباروكة تأخذ طابعاً رسمياً في فرنسا، حيث أصبح ارتداء الباروكة جزءاً من الأناقة الملكية والنبلاء. كان الملك لويس الرابع عشر هو من ابتكر الأسلوب المميز للباروكة التي كانت تتميز بالكثافة والطول والتموجات. سرعان ما انتشرت هذه الموضة في جميع أنحاء أوروبا، وأصبحت الباروكة رمزاً للثراء والمكانة الاجتماعية. في إنجلترا، كانت الباروكة جزءاً من الأزياء الرسمية للرجال والنساء على حد سواء، وكان ارتداؤها يعتبر علامةً على التحضر والرقي. ومع مرور الوقت، بدأ استخدام الباروكة يقتصر على فئات معينة من الناس، مثل الشخصيات العامة والمشاهير. الباروكة في العصر الحديث اليوم، لم تعد الباروكة مقتصرة على النبلاء أو الفنانين فقط، بل أصبحت جزءاً أساسياً من ثقافة الجمال اليومية. مع تطور المواد المستخدمة في صناعة البواريك، أصبحت أكثر تنوعاً وسهولة في الاستخدام، سواء كانت من الشعر الطبيعي أو الصناعي. أصبح بإمكان الجميع الاستمتاع بها، مما جعلها خياراً مثالياً للعديد من الأشخاص في مختلف أنحاء العالم. تتميز الباروكة الحديثة بأنها أكثر خفة وطبيعية في مظهرها وملمسها بفضل التقنيات المتطورة. أصبحت وسيلة مبتكرة وسريعة لتغيير المظهر، سواء لتجربة تسريحات جديدة أو لتغطية تساقط الشعر. إضافة إلى ذلك، أصبحت الباروكة وسيلة للتعبير عن الذات في عالم الموضة، حيث يمكن للأشخاص اختيار ألوان وأشكال تعكس شخصياتهم. اليوم، مع توفر مجموعة واسعة من الخيارات، أصبحت الباروكة جزءاً من أسلوب الحياة للجميع، وتُتيح لهم فرصة التغيير والتجديد بثقة وسهولة. أنواع الشعر المستعار: ما بين مميزات وعيوب تتعدد أنواع البواريك وتختلف حسب المواد المستخدمة في تصنيعها وهدف الاستخدام. إليك أشهر أنواع البواريك المتوفرة في السوق: الباروكة الطبيعية (Human Hair Wig) تُصنع الباروكة الطبيعية من شعر بشري 100%. وهي تُعد الأكثر طلباً لأنها توفر مظهراً طبيعياً للغاية. يمكن تصفيفها باستخدام أدوات تصفيف الشعر مثل مكواة الشعر أو مجفف الشعر. كما يمكن صبغها وتغيير لونها وتصفيفها حسب الرغبة. تُعتبر الباروكة الطبيعية من الخيارات المثالية إذا كنت تبحثين عن مظهر شبيه بالشعر الحقيقي. مميزات الباروكة الطبيعية: مظهر طبيعي جداً. قابلة للصبغ والتصفيف بالحرارة. دائمة إذا تم العناية بها بشكل جيد. يمكن استخدامها لفترات طويلة. عيوب الباروكة الطبيعية: غالية الثمن. تتطلب عناية دقيقة. تحتاج إلى صيانة مستمرة. الباروكة الصناعية (Synthetic Wig) تُصنع الباروكة الصناعية من ألياف صناعية مثل البوليستر أو النايلون. تتميز هذه البواريك بأنها سهلة الاستخدام، حيث تأتي بتسريحات جاهزة ولا تحتاج إلى الكثير من العناية. كما أنها تتميز بسعرها المنخفض مقارنة بالباروكة الطبيعية. مميزات الباروكة الصناعية: منخفضة السعر. تسريحات جاهزة لا تحتاج إلى تعديل. سهلة الصيانة. خفيفة الوزن. عيوب الباروكة الصناعية: لا يمكن تغيير تسريحتها أو صبغها. لا تتحمل الحرارة العالية (إلا إذا كانت مقاومة للحرارة). قد تبدو أقل طبيعية مقارنة بالباروكة الطبيعية. الباروكة المقاومة للحرارة (Heat-Resistant Wig) تُعتبر الباروكة المقاومة للحرارة نوعاً من البواريك الصناعية، لكنها مصممة لتحمُّل درجات حرارة معتدلة. يمكنك استخدام أدوات تصفيف الشعر مثل مكواة الشعر أو مجفف الشعر، مما يُتيح لكِ تجديد مظهر الباروكة وتصفيفها كما ترغبين. مميزات الباروكة المقاومة للحرارة: قابلة للتصفيف باستخدام أدوات الحرارة. أقل تكلفة من الباروكة الطبيعية. أكثر تنوعاً من الباروكة الصناعية العادية. عيوب الباروكة المقاومة للحرارة: عمرها الافتراضي أقل من الباروكة الطبيعية. لا يمكن صبغها. كيف تختارين الباروكة المناسبة لك؟ عند اختيار الباروكة، هناك بعض العوامل الأساسية التي يجب مراعاتها لضمان اختيار الباروكة المثالية التي تناسب شكل وجهك و لون بشرتك وذوقك الشخصي: شكل الوجه اختيار الباروكة المناسبة يعتمد بشكل كبير على شكل وجهك. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك: الوجه البيضاوي: يناسبك معظم أنواع البواريك، سواء القصير أو الطويل. الوجه المستدير: اختاري باروكة ذات أطراف حادة أو ذات طبقات طويلة لإضافة بعد بصري للوجه. الوجه المربع: يفضل اختيار باروكة مع خصلات ناعمة أو مدورة لتهدئة حدة الزوايا. الوجه الطويل: اختاري باروكة متوسطة الطول مع كثافة في الجوانب لإعطاء توازن للوجه. يمكنك التعرف ايضا على المكياج الأنسب لشكل وجهك Perfect Your Makeup لون البشرة اختيار لون الباروكة يتأثر أيضا بلون بشرتك. إليك بعض الخيارات: البشرة الفاتحة: تفضل الألوان الفاتحة مثل الأشقر الفاتح أو الكراميل. البشرة القمحية أو المتوسطة: تناسبك الألوان الدافئة مثل البني أو الأشقر الذهبي. البشرة السمراء: الباروكات ذات الألوان الغامقة مثل البني الداكن أو الأسود أو الأحمر الداكن هي الأفضل. ويمكنك التعرف إلى لون بشرتك بالاطلاع إلى كيف أعرف لون بشرتي الحقيقي؟ المناسبة أو الاستخدام إذا كنت ستستخدمين الباروكة بشكل يومي، يُفضل اختيار النوع الذي يناسب روتينك اليومي. أما إذا كانت لاستخدامات خاصة أو مناسبات، يمكنك تجربة الألوان أو الأنماط الأكثر جرأة. العناية بالباروكة: كيف تحافظين عليها؟ بغض النظر عن نوع الباروكة التي تختارينها، العناية بها أمر بالغ الأهمية للحفاظ على مظهرها الجميل وطول عمرها. إليكِ بعض النصائح الأساسية: غسل الباروكة الباروكة الطبيعية: اغسليها بشامبو مخصص للبواريك، في ماء فاتر، وضعي بلسماً خفيفاً ل ترطيب الشعر. الباروكة الصناعية: اغسليها باستخدام شامبو خفيف، وتجنبي وضع البلسم. اغسليها فقط عند الحاجة. التجفيف الباروكة الطبيعية: جففيها بشكل طبيعي على حامل الباروكة أو عارضة، وابتعدي عن استخدام المجفف. الباروكة الصناعية: لا تستخدمي المجفف، بل اتركيها تجف على حامل مخصص. تمشيط الباروكة استخدمي مشطاً ذا أسنان واسعة أو فرشاة خاصة بالبواريك لتمشيط الباروكة بلطف من الأطراف إلى الجذور. تجنبي تمشيط الباروكة عندما تكون مبللة. تخزين الباروكة خزني الباروكة بعيداً عن أشعة الشمس والرطوبة. يمكن تخزينها على حامل مخصص للحفاظ على شكلها. الحماية من العوامل الخارجية تجنبي تعريض الباروكة للحرارة العالية أو أشعة الشمس المباشرة. لا تتركيها في أماكن رطبة مثل الحمام. الصيانة الدورية قومي بتفقد الباروكة بانتظام للتأكد من عدم وجود تشابك أو تلف. يمكن غسلها بشكل دوري حسب الحاجة. الباروكة تمنحك فرصةً للتجديد والتغيير بكل سهولة. سواء كنت تبحثين عن حل لمشكلة تساقط الشعر، أو ترغبين في تغيير إطلالتك بشكل جذري، فإن الباروكة توفر لك كل ما تحتاجين إليه من خيارات متعددة. باتباعك للنصائح الخاصة باختيار الباروكة والعناية بها، يمكنك الاستمتاع بمظهر متجدد وأنيق دائماً.


صحيفة مكة
٢١-٠٢-٢٠٢٥
- صحيفة مكة
سفير خادم الحرمين الشريفين لدى قطر يفتتح الأسبوع الثقافي السعودي في الدوحة
افتَتح الأمير منصور بن خالد بن فرحان، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة قطر اليوم، في العاصمة القطرية الدوحة، فعالية الأسبوع الثقافي السعودي التي تنظمها وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الثقافة القطرية في منطقة "درب الساعي" بالعاصمة الدوحة، وذلك بحضور الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة القطرية الدكتور غانم بن مبارك العلي، وجمع من المثقفين والأدباء، وتُسلّط الفعالية الضوء على ما تتميز به الثقافة السعودية بمختلف مكوناتها من غنى ثقافي، وحضارة ضاربة في جذور التاريخ، ويُعرّف المجتمع القطري والسيّاح من مختلف الجنسيات بثقافة وفنون المملكة. وتجوّل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى قطر في أرجاء الفعالية التي تُشارك فيها مبادرة "عام الحِرف اليدوية 2025" في دولة قطر بصفتها أول مشاركة دولية لها، وذلك عبر جناحٍ يُقدِّم محتوى تعريفيًا بالعام الثقافي، وأهمية الحِرف اليدوية، ويُسهم في تعزيز الوعي بها باعتبارها إحدى عناصر الثقافة السعودية، إلى جانب حضور عددٍ من الحِرفيين الذين يستعرضون مهاراتهم، ويتفاعلون مع الجمهور بشكلٍ مباشر، بالإضافة إلى توفّر شاشات تفاعلية توضّح أنواع الحِرف اليدوية وخصائص كل حِرفة. ويشهدُ الأسبوع الثقافي السعودي في قطر مشاركة هيئة التراث عبر 10 حِرفيين سعوديين يعرضون أبرز الحِرف التقليدية التي تُمثّل ثقافة المملكة وتراثها، ومنها صناعة البشت، وحياكة السدو، وصناعة العقال، وصناعة السبح، وصناعة المباخر الخشبية. إلى جانب تخصيص الهيئة شاشةً تعرض فيها التراثَ الثقافي المشترك بين السعودية وقطر، وفيديوهات للمواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي باليونسكو، وعناصر التراث الثقافي غير المادي المسجلة على القائمة التمثيلية للتراث غير المادي لدى منظمة اليونسكو. وتُقدم هيئة الأدب والنشر والترجمة خلال الأسبوع فعاليات منوّعة بين الشعر، والقصة القصيرة، وأدب الأطفال واليافعين، ومن ذلك توزيع إصدارات سلسلة "قصص من السعودية" التي تعكس الحياة اليومية السعودية بعادات سكانها وتقاليدهم، إلى جانب تنظيم فعالية "الراوي" التي تقدّم للأطفال واليافعين حكايات وروايات من التراث الشفهي السعودي، وتوزيع كتيّبات أدبية للأطفال، منها "مزيونة" و"التحديات الأدبية"، وديوان "أبجديات الكون" المخصص لليافعين والكبار، الذي شارك فيه عدد من أبرز الشعراء السعوديين. ومن جانبها تُشارك هيئةُ المسرح والفنون الأدائية بعروض تقليدية تؤديها فرقُ فنونٍ أدائية سعودية من الجنسين، وتُقدم ألوانًا متنوعة من العروض الأدائية، مثل السامري، والخبيتي، والليوة، والخمّاري، والرفيحي، والخطوة. وتنظّم هيئة الموسيقى خلال الأسبوع جناحًا يستعرض أبرز الآلات الموسيقية التراثية التي أُلِّفت منها الموسيقى السعودية، بالإضافة إلى شاشات تعريفية لأبرز المبادرات والفعاليات التي نظّمتها الهيئة، وعدد من الشاشات التفاعلية للمخرجات المرئية والمسموعة لمبادرتي "طروق السعودية يلتقي العالم" و"ذاكرة الموسيقى السعودية"، كذلك تُقيم ندوة حوارية يشارك بها مجموعة من الباحثين والمتخصصين من البلدين بعنوان "الموسيقى الكلاسيكية في السعودية وقطر مقاربات وفوارق". فضلاً عن إقامة عروضٍ موسيقية لمبادرة "طروق السعودية يلتقي العالم" تُدمج فيها مقطوعات موسيقية تراثية من السعودية وقطر بمقطوعات موسيقية عالمية، كذلك تنظيم حفل موسيقي لفنان سعودي. وأما هيئةُ فنون الطهي فتقدّم خلال مشاركتها تجربةَ الطهي الحي في ركن الطُّهاة بمشاركة مجموعةٍ من الطُّهاة السعوديين الذين يقدمون أبرز الأطباق والأصناف الغذائية السعودية، وكذلك خيمة خبير القهوة التي تُبرز مذاق ضيافة القهوة الأصيلة مع التمور الفاخرة، وتقديم أنواعٍ مختلفة من المشروبات السعودية الحارة والباردة في تجربة مميزة تُعرّف بفنون الطهي السعودي الفريد. وتشارك هيئة فنون العمارة والتصميم بجناحٍ تعريفي مخصص لمبادرة ميثاق الملك سلمان العمراني؛ لإبراز الميثاق وأثره في قطاع العمارة والتصميم، ومبادرة "صُمِّم في السعودية" التي تُبرز الابتكارات في مجال التصميم الصناعي بالمملكة. وتقيم هيئة الأزياء متاجر لعرض أبرز التصاميم، ومعرضًا للتصاميم التراثية التقليدية السعودية من قِبل أبرز مصممي الأزياء السعوديين، وإتاحة الفرصة للزوار باقتناء الأزياء السعودية. وبدورها، تعرضُ هيئة المكتبات المخطوطات العربية النادرة الرقمية عبر شاشات تفاعلية في معرض ضمن أقسام معرض الأسبوع الثقافي السعودي في قطر، ليستكشف خلاله الزائر الإرث العربي والتراث الثقافي باستخدام مخطوطات رقمية وشاشات جدارية وتفاعلية. وأما هيئة الأفلام فتُشارك بعرض لمجموعة من الأفلام القصيرة التي تسلط الضوء على مناطق المملكة وإرثها الثقافي المتنوع، بالإضافة إلى عرض أفلامٍ سعودية قصيرة، منها "كورة" و"المدرسة القديمة". ويشارك مجموعةٌ من طلاب المعهد الملكي للفنون التقليديّة (وِرث) بعروضٍ حيّة لمنتجاتهم اليدويّة، وبيعها على الزوار، إلى جانب عرض القطع الفنية والأدوات المشهورة في الحِرف اليدويّة في إطار مشاركة (وِرث) التي تعكس التراث والتقاليد المتوارثة لكلا البلدين الشقيقين بهوية "المعادن"، وتقدم محتوىً إثرائيًّا ومرئيًا للفنون التقليديّة، فضلاً عن تنظيم ورش عمل تفاعلية لصناعة فاصلِ كتاب معدنيّ مطعّم بالنقوش التقليديّة. وتحضرُ مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي بمعرضٍ لمقتنيات الخط العربي في قالب زجاجي، ومن بينها الأقلام المستخدمة للخط العربي، والورق المقهّر، ومحبرة خيوط الحرير "الليقة"، وعرض فيديو تعريفي عن المركز، وإستراتيجيته، وأهدافه، وأدواره في خدمة الخط العربي. ويأتي تنظيم الأسبوع الثقافي السعودي في قطر بدعوةٍ من وزارة الثقافة القطرية، حيث تهدف من خلاله وزارة الثقافة إلى تعميق حضور الثقافة السعودية على الساحة الإقليمية والدولية، وتعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030، وترسيخ العلاقات الثقافية السعودية والقطرية.