
ترامب يرفع العقوبات عن سوريا.. صفقة إستراتيجية أم وهم مؤقت؟
'سنرفعها كلها'.. بهذه الكلمات أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب خلال زيارته السعودية، في 13 مايو/أيار 2025، أن واشنطن ستلغي جميع العقوبات المفروضة على سوريا.
ويأتي هذا الإعلان بعد خمسة أشهر من الإطاحة المفاجئة بنظام الديكتاتور بشار الأسد، في هجوم خاطف قادته 'هيئة تحرير الشام' بزعامة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع.
وتحدث خبراء لـ "المعهد الأطلسي" حول مآلات قرار ترامب؛ حيث رأى بعضهم أنه يمثل نجاحا دبلوماسيا مهما لكل من السعودية وتركيا، بينما أشار آخرون إلى أن القرار فرصة نادرة للولايات المتحدة لتحقيق مكسب إستراتيجي طويل الأمد في المنطقة.
نصر طويل الأمد
وقال قتيبة إدلبي، الزميل البارز في مركز رفيق الحريري التابع للمجلس الأطلسي، إن القرار يمثّل "تحولا محوريا قد يُحدد إرث ترامب في الشرق الأوسط".
فهو "فرصة لضمان نصر أميركي طويل الأمد في سوريا من خلال تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومواجهة منافسين مثل روسيا والصين، وفتح فرص اقتصادية للشركات الأميركية".
وأشار إلى أن العقوبات الحالية تُضعف الحكومة الجديدة التي تسعى للحصول على دعم الولايات المتحدة والخليج.
وبيّن أنه "إذا استمرت هذه العقوبات، فسيظل الاقتصاد السوري في حالة انهيار، مما يجعله يعتمد بشكل متزايد على روسيا والصين وإيران".
وهذا من شأنه -بحسب إدلبي- أن يفتح الباب أمام تجدد التطرف، وعدم الاستقرار الإقليمي، وعودة ظهور تنظيم الدولة.
وأضاف: "سيسمح القرار للشركات الأميركية بمنافسة نظيرتها الصينية على عقود جهود إعادة الإعمار المتوقعة في سوريا والتي تبلغ قيمتها 400 مليار دولار".
كما سيمكن ترامب من الاستفادة من تمويل الخليج، وخلق فرص عمل في كل من سوريا والولايات المتحدة، وإظهار دور واشنطن كقوة استقرار.
وأضاف أن "ازدهار سوريا من شأنه أن يقلل من تدفق اللاجئين، ويضعف "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني، ويزيل سوريا كتهديد لإسرائيل- الدولة التي تسعى القيادة السورية الجديدة إلى بناء علاقات سلمية معها".
وأردف أن الحكومة السورية الجديدة ليست بلا عيوب، لكنها اتخذت خطوات براغماتية، فقد بدأت في إعادة دمج المناطق مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وشنّت حملة على تهريب المخدرات، وبذلت جهودا لحماية الأقليات، وابتعدت عن حزب الله والقوات الإيرانية.
هذه الخطوات -بحسب إدلبي- تُظهر استعدادا للتعاون مع الغرب والتماهي مع هدفه في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وأوضح أن "ترامب إذا أوفى بوعوده، فقد يحقق نصرا نادرا يحظى بتأييد الحزبين، ويتفوق على روسيا، ويُعيد تشكيل مستقبل سوريا بطريقة تخدم المصالح الأميركية والسلام الإقليمي".
'مقامرة ذكية'
بدوره، قال دانيال ب. شابيرو، الذي شغل سابقا منصب نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وسفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل، إن إعلان ترامب "مُقامرة، لكنه الخيار الصحيح".
وأضاف أن كثيرين يُشكّكون -بحق- في "الشرع"، وفي حركته (السابقة) "هيئة تحرير الشام"، نظرا لماضيهم الجهادي العنيف. وفق تعبيره.
لكن "نظرا لأنه لا يمكن سبر أغوار النفوس، يبقى من غير المعروف إذا ما كانوا قد تخلوا فعلا عن أيديولوجيتهم المتطرفة، فهم في عملية لإعادة تشكيل هويتهم منذ توليهم السلطة في ديسمبر/كانون الأول 2024". بحسب تعبيره.
وأوضح أن ما يمكن الحكم عليه هو الأفعال، وحتى الآن، قال الشرع وفعل كثيرا مما طالبت به الدول الغربية والعربية. فهو يبذل جهودا لإشراك الجميع، بما في ذلك تعيين نساء وأفراد من الأقليات في حكومته.
"ويؤكد الشرع أن الشريعة الصارمة لن تُفرَض، كما بدأ مفاوضات مع قسد بشأن إدماجها السلمي في المؤسسات الوطنية السورية".
ويصرّح بأنه لا يريد لسوريا أن تشكل تهديدا لأي من جيرانها، بما في ذلك إسرائيل، ويرغب في منع إيران من إعادة بسط نفوذها داخل البلاد، كما يصطف إلى جانب الدول العربية المعتدلة وشركاء الولايات المتحدة مثل السعودية والإمارات، بحسب شابيرو.
لكنه يرى أن "هذه الأقوال والأفعال يجب أن تخضع للاختبار والتحقق بمرور الوقت، بحسب تأكيد المسؤول الأميركي السابق".
وأوضح أنه "لكي تنجح الحكومة الجديدة في تحقيق الاستقرار في سوريا، فهي بحاجة إلى موارد تساعد في تشغيل الاقتصاد، فإعادة الإعمار، وتوطين اللاجئين، واستعادة الخدمات التي تعطلت بسبب سنوات الحرب، كلها أمور مكلفة".
ومن دون تخفيف كبير للعقوبات الأميركية، فلن يكون أي من ذلك ممكنا -وفق شابيرو- بل إن غياب هذا الدعم سيقود على الأرجح إلى انزلاق سوريا مجددا إلى الفوضى، و"يوفر بيئة خصبة للمتطرفين".
"لذا، ينبغي للكونغرس أن يتعاون مع ترامب في وضع آلية لتخفيف العقوبات تتيح إعادة فرضها إذا اقتضت الحاجة، ومع ذلك، فإن الرئيس الأميركي محق في اغتنام هذه الفرصة"، حسبما يرى شابيرو.
شيك على بياض؟
من جانبها، ترى سارة الزعيمي نائبة مدير الاتصالات في مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط التابع لـ "المجلس الأطلسي"، أنه "ينبغي على الولايات المتحدة أن تحرص على ألا تمنح النظام السوري الجديد شيكا على بياض".
وحذّرت من أن تخسر واشنطن كل أوراق الضغط التي تملكها على حاكم لم يبتعد إلا أخيرا عن أيديولوجيا متطرفة خطيرة، لا سيما حينما يتعلق الأمر بكيفية تعامله مع التنوع العِرقي والديني في البلاد. وفق تعبيرها.
بدوره، يعتقد المسؤول السابق بالخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، توماس واريك، أنه "لا يمكن لأحد أن يزعم أن ترامب لا يصغي إلى القادة العرب، فهو يفعل ذلك بوضوح".
وأضاف واريك -الذي كان أيضا نائب مساعد سابق لوزير الأمن الداخلي الأميركي لشؤون سياسات مكافحة الإرهاب- أن "القادة العرب كانوا موحدين في دعوتهم لترامب وإدارته إلى رفع العقوبات عن سوريا، للمساعدة في دفع البلاد نحو السلام مع جميع جيرانها".
وأوضح أن "آراء المسؤولين في إدارة ترامب تباينت حول كيفية الرد على تصريحات الشرع الداعية إلى السلام مع جيران سوريا والانفتاح على الغرب، لكن لم يتوقع أحد أن يعلن الرئيس رفع العقوبات خلال هذه الزيارة".
ونوَّه إلى أنه "من المرجح أن تبقى العقوبات المفروضة على الجماعات الإرهابية سارية، مثل تلك المفروضة على هيئة تحرير الشام، التي أوصلت الشرع إلى السلطة، بدعم من تركيا".
وأكَّد أن سوريا "تحتاج إلى إحراز تقدم ملموس في تهميش المتطرفين في صفوف الشرع والانخراط في محادثات جادة -سواء مباشرة أو غير مباشرة- مع إسرائيل، قد تؤدي في النهاية إلى الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام".
وأشار إلى أن "ترامب قد يغير رأيه غدا، لكن الواضح حاليا أنه يُصغي جيدا".
من جهته، قال ألان بينو، وهو زميل أول غير مقيم في المجلس الأطلسي: إن "رفع العقوبات يُظهر دعم الولايات المتحدة لجهود شركاء واشنطن العرب في الخليج ومصر والأردن لإعادة دمج سوريا في المنظومة العربية المعتدلة بعد عقود من الانحياز لإيران".
ويعتقد أن قرار ترامب يُشير إلى أن واشنطن ليست مصممة فقط على منع طهران من امتلاك سلاح نووي، بل أيضا على كبح جماح الجهود الإيرانية الرامية إلى استعادة محور المقاومة الذي ضعف كثيرا.
تحول كبير
كذلك، علقت كيمبرلي دونوفان، التي عملت سابقا مديرا مساعدا بالإنابة لقسم الاستخبارات في شبكة إنفاذ الجرائم المالية بوزارة الخزانة الأميركية، على قرار ترامب بوصفه "التحول الكبير في السياسة الخارجية".
وللمضي قدما في هذا التحوّل، "يجب عليها البدء في التفاعل مع الأمم المتحدة للنظر فيما إذا كان ينبغي رفع العقوبات عن هيئة تحرير الشام وكيفية ذلك"، وفق قولها.
وحول الشأن القانوني، قالت المحامية في مشروع التقاضي الإستراتيجي في المجلس الأطلسي سيليست كميوتيك: "بناءً على المعلومات المتاحة، من غير الواضح كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع العقوبات التي تستهدف الأفراد والكيانات".
وحذَّرت من أن "رفع العقوبات المُستهدفة قد يسمح للأسد، على سبيل المثال، بدخول الولايات المتحدة، والوصول إلى الأصول الأميركية المُجمدة سابقا، وإجراء معاملات بالدولار الأميركي".
ولذلك أوضحت أنه "يمكن لواشنطن أن تلجأ إلى فرض عقوبات محدَّدة ضمن برامج أخرى ذات صلة، مثل برنامج ماغنيتسكي العالمي، المُتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".
من جانبها، قالت المدير المساعد لشؤون الإدارة الاقتصادية في المجلس الأطلسي مايا نيكولادزي: إن إعلان ترامب "يُمثّل توافقا مُفاجئا ومُرحّبا به، بين إستراتيجية واشنطن للعقوبات وإستراتيجية الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة".
وقد دعا المسؤولون الأوروبيون واشنطن إلى رفع العقوبات عن سوريا؛ لأن الشركات متعددة الجنسيات والبنوك الكبرى لن تدخل السوق السورية طالما بقيت العقوبات الأميركية سارية.
أما محلل السياسة الخارجية والأمن في أنقرة، عمر أوزكيزيلجيك، فقد أكد أن القرار يمثل نجاحا دبلوماسيا للسعودية وتركيا، وانتصارا جيوسياسيا للولايات المتحدة. مشيرا إلى أنه "الخطوة الأولى نحو الاعتراف رسميا بالسلطات السورية".
ويمكن لهذا النجاح المشترك -بحسب وصفه- أن يُمهد الطريق لتعاون إقليمي أعمق بين الرياض وأنقرة، مسلطا الضوء على فعالية حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة حين يوحدون صفوفهم.
بدوره، يرى سنان حتاحت، وهو زميل أول غير مقيم بالمجلس الأطلسي، أنه مع ذلك لا تزال هناك جهتان إقليميتان بارزتان تتحفظان بشكل ملحوظ رغم الإجماع الإقليمي الأوسع.
"فإيران، الحليف التقليدي لنظام الأسد المخلوع، ترى في ترسيخ الحكومة الحالية في دمشق لسلطتها خطرا محتملا، وترى فيه تحديا مباشرا لمصالحها الإستراتيجية والأمنية في بلاد الشام".
"أما إسرائيل، فلا تزال متحفظة أيضا بسبب هواجسها الأمنية المستمرة وتورطها العسكري المباشر داخل الأراضي السورية".
من جانبها، أوضحت الباحثة ليز دي كرويف، التي تعمل مساعدة مشروع ضمن مبادرة النفوذ الاقتصادي، أن رفع العقوبات خطوة أولى ضرورية، لكنها لا تكفي لجذب الاستثمارات الأجنبية الحيوية التي تحتاجها سوريا للتعافي وإعادة الإعمار.
"فبعد سنوات من الصراع والعزلة، لم تعد سوريا بحاجة إلى اقتصاد مفتوح فحسب، بل إلى إعادة بناء الثقة وإثبات قدرتها على الاستقرار طويل الأمد".
وأكَّدت أن "رفع العقوبات وحده لا يكفي لطمأنة المستثمرين، الذين يحتاجون إلى ضمانات بالاستقرار، وحماية قانونية، وإشارات واضحة من المجتمع الدولي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمن مونيتور
منذ 43 دقائق
- يمن مونيتور
ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي وأبل برسوم جمركية جديدة، ويثير اضطرابًا في الأسواق
يمن مونيتور/ نيويورك/ وكالات: صعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تهديداته التجارية يوم الجمعة، مستهدفًا شركة أبل العملاقة والواردات من الاتحاد الأوروبي بأكمله، مما أثار اضطرابًا في الأسواق العالمية بعد فترة من الهدوء النسبي. هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على هواتف آيفون المباعة داخل الولايات المتحدة والمنتجة بأسواق أخرى. ويأتي هذا التهديد في ظل بيع أكثر من 60 مليون هاتف آيفون سنوياً في الولايات المتحدة، حيث لا تُجرى عمليات تصنيع الهواتف الذكية. ولم يحدد ترامب إطارًا زمنياً لتحذيراته الموجهة لأبل. ولم يتوقف ترامب عند هذا الحد، بل أوصى بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، بدءًا من الأول من يونيو، مما سينتج عنه رسوم كبيرة على السلع الفاخرة والأدوية وغيرها من البضائع الأوروبية. وقد أثار هذا التهديد قلقاً كبيراً في بروكسل، حيث أحجمت المفوضية الأوروبية عن التعليق مباشرة، مفضلةً انتظار مكالمة هاتفية بين المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ونظيره الأمريكي. تسببت هذه التهديدات في تراجع حاد بالأسواق العالمية. انخفضت العقود الآجلة المرتبطة بالمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.5% في التداولات قبل بداية الجلسة، كما تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 2%. وهبط سهم أبل بنسبة 3.5%، إلى جانب أسهم شركات التكنولوجيا الرائدة الأخرى، بينما تراجعت أسهم شركات صناعة السيارات الفاخرة الألمانية، مثل بورشه ومرسيدس وبي إم دبليو، بأكثر من أربعة في المئة. تأتي تصريحات ترامب لتعيد إثارة الاضطرابات التي شهدتها الأسواق في أوائل أبريل، عندما فرض رسوماً جمركية عالمية شملت 145% على السلع المستوردة من الصين، مما أدى إلى موجة بيع واسعة للأصول الأمريكية وتراجع ثقة الشركات والمستهلكين. ورغم تعليق البيت الأبيض لمعظم الرسوم الجمركية حتى أوائل يوليو، فإن تعليقات ترامب الأخيرة أنهت فترة الهدوء النسبي. على صعيد متصل، كشف مصدر لرويترز أن أبل تهدف إلى تصنيع معظم هواتف آيفون المباعة في الولايات المتحدة في مصانع بالهند بحلول نهاية عام 2026، وتعمل على تسريع تلك الخطط لتفادي الرسوم الجمركية المرتفعة المحتمل تطبيقها على الصين، والتي تعد قاعدة التصنيع الرئيسية للشركة. وكانت رويترز قد ذكرت الشهر الماضي أن أبل تسعى لجعل الهند قاعدة تصنيع بديلة وسط مخاوف من الرسوم الجمركية المحتملة على الصين، والتي قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار هواتف آيفون. مقالات ذات صلة


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
مجزرة جديدة تحصد 31 يمنيا (صور)
العربي نيوز: شهد اليمن، مجزرة جديدة بشعة ومروعة، طالت 31 يمنيا، واوقعت قتلى وجرحى، بجانب خسارة ومصادرة ممتلكات خاصة لليمنيين بقوة السلاح، في اعتداء جديد اجرامي وسافر، نفذته عمدا وعدوانا القوات البحرية الإرتيرية، على الصيادين اليمنيين في المياه الإقليمية اليمنية بالبحر الأحمر. أكدت هذا مصادر محلية متطابقة بينها جمعيات تعاونية للصياديين اليمنيين على الساحل الغربي لليمن، أفادت بأن القوات البحرية الإرتيرية، اعتدت من جديد على 31 صيادا يمنيا على قارب "جلبة" في المياه الإقليمية اليمنية بالبحر الأحمر، وأوقعت قتلى وجرحى منهم قبل اعتقالهم. مضيفة: إن زوارق من القوات البحرية الارتيرية أطلقت النار عليهم برشاش معدل مثبت على زورق من نوع 'فيبر'، وألحقت أضرارا كبيرة بالقارب والمحركات، ومقتل اثنين صيادين يمنيين واصابة ثالث، والاستيلاء على ممتلكاتهم ومعداتهم الخاصة بالصيد، واقتيادهم للمياه الارتيرية". وتابعت المصادر المحلية وجمعيات الصيادين التعاونية في الساحل الغربي لليمن، قائلة: إن "القوات البحرية الإرتيرية احتجازت الصيادين اليمنيين لساعات، قبل ان تطلق سراحهم". مشيرة إلى "وصول جثمانيّ الصيادين القتيلين والمصاب إلى ميناء الاصطياد السمكي بمحافظة الحديدة". في المقابل، أدان مدير عام الموانئ والمراكز في هيئة المصائد السمكية بمحافظة الحديدة، التابعة لسطات جماعة الحوثي، عزيز عطيني، ما أقدمت عليه البحرية الإرتيرية، واعتبره "انتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية وجريمة مكتملة الأركان في ظل صمت دولي غير مبرر". حسب تعبيره. ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة لسلطات جماعة الحوثي في صنعاء عن هيئة المصائد السمكية في الحديدة أنها "طالبت الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية بالتحرك العاجل لإدانة هذه الجريمة، وحماية الصيادين اليمنيين من الاعتداءات والانتهاكات المتكررة داخل المياه اليمنية". شاهد .. مجزرة اريترية جديدة بحق صيادي اليمن بالتوازي، أعلنت سلطات محافظة الحديدة، في بيان، الجمعة (23 مايو) عن اطلاق سراح صيادين يمنيين من معتقلات اريتريا، وقالت: إن " 37 صيادا من أبناء المحافظة وصلوا إلى مرسى الخوخة، عقب إفراج السلطات الإريترية عنهم بعد احتجاز دام شهرا كاملا، دون أي مسوغ قانوني". مؤكدة أن الصيادين اليمنيين المعتقلين بسجون الاريترية "تعرضوا لظروف قاسية أثناء فترة الأسر، في حين أقدمت السلطات الإريترية على مصادرة قواربهم". اضافة إلى "اجبارهم على شاقة وسط معاملة مهينة وممارسات قمعية ممنهجة تهدف إلى حرمانهم من حقهم في العمل والكسب المشروع". وازدهرت في مياه اليمن الاقليمية وبخاصة في البحر الاحمر، عمليات صيد لا تحدث إلا في مياه اليمن وبمقابل مالي طائل يتراوح للصيد الواحد بين 700 إلى 1000 دولار أمريكي، حسب تأكيد صيادين يمنيين وعقال جمعياتهم التعاونية، أكدوا دفع كل منهم فدية مقابل اطلاق البحرية الاريتيرية سراحهم. أكدت هذا شكاوى صيادين يمنيين، شكو بحرقة تعرضهم المستمر إلى "عمليات مطاردتهم واختطافهم المستمرة لهم بصورة شبه يومية من جانب القوات البحرية الاريترية". كاشفين أن الاخيرة "صارت تمشط يوميا على مياه اليمن لاختطاف اكبر عدد من الصيادين اليمنيين، سعيا وراء جني فدية". وأفاد صيادون يمنيون كانوا بين 100 صياد يمني اطلقت سراحهم مؤخرا السلطات الاريتيرية، بأن الاخيرة "تشترط لاطلاق سراح كل صياد يمني معتقل دفع فدية تسميها غرامة، تتراوح بين 700 إلى 1000 دولار امريكي عن كل صياد، بجانب مصادرة صيده من الاسماك ومعداته". موضحين أن "سجونا ضيقة وعفنة وبلا حمامات، على السواحل الاريترية تعتقل مئات الصيادين اليمنيين وبينهم من مضى على اختطافه ومصادرة قاربه ومعداته، تسعة اشهر والبعض اتم العام في ظل غياب اي دور لخفر السواحل او السلطات اليمنية في اطلاقهم أو وضع حد لاختطافهم". وصار اختطاف البحرية الاريتيرية للصيادين اليمنيين حدثا يوميا، منذ بدء الحرب في مارس 2015م وحظر سلطات التحالف الاصطياد خارج مسافة ميلين من الشواطئ اليمنية، ومنعها الصيادين من ارتياد عمق المياه الاقليمية لليمن، بدعوى "مكافحة تهريب السلاح". حسب زعمها؟ يأتي هذا بعدما، أطلقت قوات التحالف البحرية وبخاصة البحرية الاماراتية منها، المرابطة في المياه اليمنية الاقليمية، المجال للقوات البحرية الاريتيرية لدخول مياه اليمن دون ترخيص مسبق، بزعم أنها "تساعد التحالف في مراقبة الزوارق وقوارب الصيد وضبط المخالفين". بحسب مصادر محلية في مديريات الساحل الغربي، فإن ما يسمى "قوات خفر السواحل" التابعة لقوات طارق عفاش، الممولة من الامارات "تشارك القوات البحرية الاريتيرية في الايقاع بالصيادين اليمنيين وجمع مبالغ الفدية لاطلاق سراحهم من السجون الاريتيرية على دفعات". وأفاد صياديون يمنيون سبق أن وقعوا بالأسر، أن عمليات مطاردتهم من زوارق البحرية الاريتيرية "تتم بصورة يومية في المياه الاقليمية اليمنية، المحيطة بالجزر اليمنية في البحر الاحمر، وبصورة اكبر في المياه الاقليمية اليمنية لأرخبيل جزر حنيش الكبرى والصغرى وجزيرة زقر". يشار إلى أن الامارات ترتبط مع اريتيريا عبر الكيان الصهيوني (اسرائيل) باتفاقيات تعاون امني وعسكري بحرية، خولت البحرية الاريتيرية بسط نفوذها على المياه الاقليمية اليمنية واستعادة سيطرتها على ارخبيل جزر حنيش، التي استعادها اليمن عام 1998م عبر التحكيم الدولي، عقب احتلال اريتريا له نهاية 1995م.


اليمن الآن
منذ 8 ساعات
- اليمن الآن
بعد عدن ولحج وأبين.. غضب نسائي يجتاح تعز: احتجاجات عارمة ضد فساد السلطات وتواطؤ النافذين
اخبار وتقارير بعد عدن ولحج وأبين.. غضب نسائي يجتاح تعز: احتجاجات عارمة ضد فساد السلطات وتواطؤ النافذين السبت - 24 مايو 2025 - 01:30 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص امتد لهيب الغضب الشعبي إلى قلب مدينة تعز، حيث تستعد نساء المدينة للخروج في تظاهرة غاضبة، يوم السبت، في مشهد يعكس تصاعد الاحتقان الشعبي ضد تردي الأوضاع المعيشية وتفشي الفساد وسط صمت رسمي مخزٍ. مصادر محلية أكدت أن دعوات نسائية انطلقت عبر منصات التواصل الاجتماعي ومنظمات مجتمع مدني لتنظيم وقفة احتجاجية حاشدة، تنديدًا بانهيار الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء، واحتجاجًا على تفاقم معاناة السكان، في ظل غلاء فاحش يعصف بجيوب المواطنين، وفساد مستشرٍ أجهز على ما تبقى من مؤسسات الدولة. وقالت المصادر إن التظاهرة النسائية تهدف إلى كسر جدار الصمت المفروض على مدينة تعيش على وقع العطش والظلام، حيث وصل سعر "وايت" الماء إلى أكثر من 50 ألف ريال، وارتفع سعر رغيف الخبز إلى 100 ريال، في ظل غياب شبه كلي للرقابة أو أي تحرك حكومي فاعل. واتهمت المشاركات في التظاهرة المرتقبة قيادات السلطة المحلية والعسكرية بالضلوع في حالة الفوضى، متحدثات عن انتهاكات متكررة من قبل نافذين في السلطة، تشمل الاستيلاء على منازل نازحين، والتغطية على جرائم منظمة وسط انفلات أمني خطير. وأضافت المصادر أن هذه الاحتجاجات تأتي على خطى التظاهرات النسائية في محافظات عدن ولحج وأبين، ما يشير إلى حراك نسوي متصاعد ضد الطبقة الحاكمة، في وقت تتزايد فيه الأصوات المطالبة بتدخل رئاسي عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل انفجار الغضب الشعبي بشكل أوسع. الاكثر زيارة اخبار وتقارير تفجيرات شديدة تهز الجبال والحوثي يستنفر ويحفر المتاريس والخنادق. اخبار وتقارير فاجعة في قلب صنعاء: شابان من ريمة يُذبحان داخل متجرهما والجناة يفرّون تحت أ. اخبار وتقارير عصابة تحتال على تاجر في عدن بـ150 ألف دولار.. تفاصيل استدراجه. اخبار وتقارير حصيلة مرعبة في انفجار صنعاء.. الأمريكي يكشف تفاصيل صادمة عن مستودع حوثي تحت.