
تجاهل ترامب لإسرائيل: تهميش لنتنياهو أم تجاوز للحليف؟
من أبرز ما استوقف المراقبين في جولة
الرئيس الأميركي
الصورة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968
دونالد ترامب بالمنطقة أنها لم تشمل
إسرائيل
، مع أنها ليست المرة الأولى التي تُستثنى هذه الأخيرة من زيارة رئيس أميركي إلى الشرق الأوسط، إذ استثناها الرئيس
دوايت أيزنهاور
في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي من زيارته إلى تركيا وإيران، وحذفها الرئيس الأسبق
جورج بوش الأب
من رحلته في أوائل التسعينيات إلى مصر والسعودية وتركيا. لكن استثناءها هذه المرة مختلف ويطرح تساؤلات، كونه جاء في سياق تجاهل متعمّد مارسه ترامب في أكثر من مسألة وقضية كانت واشنطن تنسّق عادة بشأنها مع الحليف الإسرائيلي، أو تضعه على الأقل في الصورة مسبقاً.
وعزّز غياب التنسيق أو حتى مجرد الإبلاغ عن الصفقة مع الحوثيين والاتفاق مع حركة حماس للإفراج عن الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وكذلك المفاوضات الجارية مع إيران، فضلاً عن التطور الكبير بخصوص سورية ولقاء ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع، الاعتقاد بأن في الأمر ما هو أبعد من فتور في العلاقة بين ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وحتى زيارة وزير الدفاع بيتر هيغسيث إلى إسرائيل عشية جولة ترامب الخليجية فقد جرى صرف النظر عنها وانضم الوزير إلى الفريق المرافق للرئيس.
هذه الممارسة غير المسبوقة تناولتها قراءات وتفسيرات مختلفة، خصوصاً من جانب أوساط يهودية أميركية، محافظة وليبرالية، والتي رأت فيها ما هو أكثر من مجرد رد فعل من البيت الأبيض، وقال موقع جويش إنسايدر: "الرسالة التي انطوى عليها كلام الرئيس واستبعاده إسرائيل من الجولة، أثارا القلق لدى أنصار تل أبيب من الجمهوريين ومن الخبراء المتشددين في الشؤون الخارجية الذين أبدوا تخوّفهم من أن صفقات الرئيس مع دول الخليج الغنية قد تضع إسرائيل في وضع دبلوماسي غير مواتٍ". ومثل كل مرة تحجب فيها الأحداث حضور إسرائيل هبّت جماعاتها، خاصة الجهات المتشددة منها، إلى سَوق التحذيرات من الاندفاع في العلاقات مع المنطقة وتصويرها كتهديد لخصوصية علاقات واشنطن مع تل أبيب.
وقال إيليوت أبرامز، المسؤول في الخارجية الأميركية والمبعوث الخاص السابق، إن "مقاربة الرئيس ترامب التي تدور حول المكاسب التجارية والمالية من شأنها أن تقلّل من قيمة التحالف مع إسرائيل، الذي يتعدّى هذه المنافع"، ويعتبر أبرامز أحد أبرز صقور المحافظين الجدد، ومن أهم نواطير إسرائيل في واشنطن.
رصد
التحديثات الحية
ترامب يهمش نتنياهو من جديد ويترك إسرائيل في ذهول
لكن ثمة من يذهب إلى أبعد من هذا التوصيف بوضع سلوك ترامب تجاه إسرائيل في خانة "التغيير" الذي يتجاوز محاولة كبح نتنياهو إلى جعله يتقبّل المثول لسياسات ترامب في المنطقة لا المشاركة في رسمها. وترى هذه القراءة أنّ الفكر اليميني الأميركي "المناوئ لإسرائيل والمعادي للسامية" أفلح عبر "تراكماته المزمنة" في التأثير على شرائح واسعة من قاعدة الحزب الجمهوري وجرّها في هذا الاتجاه. وقالت مجلة فوروورد اليهودية التقدمية: "النظرة السلبية عن إسرائيل لدى الجمهوريين قفزت من 27% في 2022 إلى 37% في الوقت الحاضر"، وأضافت أن "مواقف نصف جيل الشباب الجمهوري أصبحت سلبية تجاه الدولة العبرية".
وجاء هذا التغيير في الآونة الأخيرة متأثراً ببرامج بودكاست لمشاهير من الإعلاميين المحافظين يتقدمهم
تاكر كارلسون
، المقرب جداً من ترامب والذي قيل إنه وراء اختيار جي دي فانس نائباً للرئيس. وكان قد تردد أثناء التعيينات في الإدارة الجديدة أن كارلسون لعب دوراً مهماً في إبعاد وزير الخارجية السابق مايك بومبايو عن العودة إلى منصبه باعتباره مقرباً من إسرائيل. والمعروف أن كارلسون له تصريحات مباشرة ضد إسرائيل، خاصة بعد اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويُذكر أن بعض المحسوبين على فريق "صقور إسرائيل في الإدارة جرى تهميشهم في الآونة الأخيرة"، ومنهم مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي مايك والتز، الذي أعفي من منصبه ليصبح سفير واشنطن في الأمم المتحدة. وبدا التخلّص من المتشددين المقربين من إسرائيل أنه جاء في إطار "إعادة التموضع" لصالح اليمين الملتزم بشعار أميركا أولاً. وبحسب هذا التعليل فإن تجاهل ترامب مؤخراً لإسرائيل "ليس مزاجاً ولا رسالة إلى نتنياهو" بقدر ما هو انتقال إلى تعامل مختلف مع إسرائيل، ولو أنه "لا ضمان لبقائه على هذا الخيار". لكن تأثير هذا الفكر لا يبدو أنه سيبارح الساحة الأميركية، كما يقول أصحاب هذه القراءة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
بروكسل ترصد مساعدة مالية لإذاعة أوروبا الحرة بعدما جمدت واشنطن تمويلها
أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، يوم الثلاثاء، أنّ بروكسل ستمنح إذاعة "أوروبا الحرة/راديو الحرية" Radio Free Europe/Radio Liberty مساعدة مالية قدرها 5.5 ملايين يورو، لتمكينها من مواصلة عملها بعد أن جمّدت الولايات المتحدة تمويلها. وقالت كالاس للصحافيين، عقب اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "هذا المبلغ سيدعم العمل الحيوي الذي تقوم به إذاعة أوروبا الحرة". وأضافت: "هذا تمويل طارئ قصير الأمد، مصمّم ليكون بمثابة شبكة أمان للصحافة المستقلة". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد جمّد في مارس/آذار تمويل إذاعة "أوروبا الحرة/راديو الحرية" وهيئات بث أميركية أخرى، من بينها "صوت أميركا"، ضمن مساعيه لخفض الإنفاق الحكومي. لكن إذاعة "أوروبا الحرة/راديو الحرية"، التي توظف أكثر من 1700 شخص، طعنت بقرار ترامب أمام القضاء، وقد حصلت الأسبوع الماضي على أمر قضائي يتيح لها مؤقتًا مواصلة الحصول على التمويل. غير أن "الوكالة الأميركية للإعلام العالمي"، التي تشرف على عمليات الإذاعة، لم تفرج حتى الآن عن الأموال المخصّصة لها. إعلام وحريات التحديثات الحية حكم قضائي يلزم إدارة ترامب بإعادة تمويل إذاعة أوروبا الحرة وفي تصريحها، شدّدت كالاس على أن المساعدة المالية التي رصدها الاتحاد الأوروبي لن تكون كافية لتغطية عمل الإذاعة في جميع أنحاء العالم، بل ستركّز على بلدان في مناطق مثل القوقاز وآسيا الوسطى. وأقرّت المسؤولة الأوروبية بأنّ "من الواضح أن أوروبا لا تستطيع توفير كل التمويل اللازم" لعمل الإذاعة. تجدر الإشارة إلى أنّ إذاعة أوروبا الحرة دشنت خلال الحرب الباردة، وتبث برامجها حالياً بـ27 لغة في 23 دولة في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والشرق الأوسط. ويقع مقرها الرئيسي في واشنطن، بينما يتمركز مكتبها الصحافي في جمهورية التشيك. وسبق أن حاولت إدارة ترامب تقليص التمويل المخصّص ل وسائل إعلام حكومية أميركية أخرى مؤيدة للديمقراطية، بما في ذلك إذاعة صوت أميركا. وفي 22 إبريل/ نيسان، صدر حكم يمنع الإدارة من تفكيك إذاعة صوت أميركا، معتبراً أنّها أجبرتها على وقف عملياتها بشكل غير قانوني، للمرة الأولى منذ تأسيسها في حقبة الحرب العالمية الثانية. (فرانس برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 8 ساعات
- العربي الجديد
شهداء في رفح وجباليا وترقب لدخول المساعدات
تواصل إسرائيل تصعيد عدوانها على قطاع غزة، غير آبهة بالتحركات والمناشدات الدولية المتكررة التي تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية. وتشن طائرات الاحتلال غارات عنيفة تستهدف منازل ومناطق سكنية في مختلف أنحاء القطاع، وسط عمليات نسف لأحياء بأكملها، ما يزيد من أعداد الضحايا والدمار. وفي ظل الحصار المفروض، يتدهور الوضع الإنساني بسرعة، مع تعمّق أزمة الغذاء والدواء، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية في معظم المناطق. ورغم الإدانات الدولية، لا تزال حكومة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في توسيع عملياتها العسكرية. وتتزايد المواقف الدولية التي تعكس تحوّلًا في لغة الخطاب تجاه إسرائيل. فقد أعلنت بريطانيا ، الثلاثاء، استدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن، تسيبي حوتوفلي، للاستجواب الرسمي، كما قررت تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع تل أبيب، احتجاجًا على ما وصفته بـ"توسيع حرب الإبادة" ضد الفلسطينيين في غزة. من جهتها، أعلنت السويد عن تحرّك دبلوماسي داخل الاتحاد الأوروبي للضغط من أجل فرض عقوبات على وزراء في الحكومة الإسرائيلية، في خطوة تعكس تنامي الغضب الأوروبي من استمرار الانتهاكات وغياب أي التزام بالمساءلة الدولية. أما في الولايات المتحدة، فقد نقل موقع "والاه" العبري عن مسؤولين اثنين في البيت الأبيض قولهم إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشعر بـ"إحباط متزايد" من استمرار الحرب، وبـ"فزع" خاص من صور الأطفال الفلسطينيين ومعاناتهم في غزة. وذكر المسؤولان أن ترامب بعث برسائل مباشرة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، طالبًا منه "العمل على إنهاء الحرب فورًا". في المقابل، اتخذ نتنياهو خطوة مفاجئة، إذ أوعز، الثلاثاء، بإعادة جزء من فريق التفاوض مع حركة "حماس" من العاصمة القطرية الدوحة، والإبقاء فقط على الطواقم الفنية، في مؤشر على تعثر المسار التفاوضي بالتزامن مع التصعيد الميداني. على الصعيد الإنساني، قالت الأمم المتحدة أن المساعدات لم تصل إلى الفلسطينيين بعد يومين من بدء دخول الإمدادات الجديدة إلى قطاع غزة. ووفقا للأمم المتحدة لم تصل أي من المساعدات حقا للفلسطينيين. ووصف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك العملية الأمنية الجديدة للسماح بدخول المساعدات إلى المخازن بأنها "طويلة ومعقدة وخطيرة". وأشار إلى أن طلبات جيش الاحتلال بإنزال عمال الإغاثة للمساعدات من الشاحنات وتحميلها مجددا تعرقل جهود توزيع المساعدات. تطورات الحرب على غزة يتابعها "العربي الجديد" أولاً بأول..


العربي الجديد
منذ 11 ساعات
- العربي الجديد
ترامب يضغط لإقناع نواب جمهوريين معارضين بتمرير مشروع إنفاق يفاقم عجز الموازنة
زار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء، مبنى الكابيتول للضغط على الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي لإقرار مشروع إنفاق ضخم للضرائب والهجرة هذا الأسبوع، والذي يصفه دائما بـ"القانون الموحد الضخم والجميل"، مع ما له من تداعيات على مستوى مفاقمة عجز الموازنة في البلاد. يسعى ترمب إلى إقناع معارضين داخل الحزب الجمهوري الذين عبروا عن مخاوف من أن التشريع لا يساهم كفاية في خفض الإنفاق. دافع الرئيس دونالد ترامب، في تصريحات له بالكونغرس، عن التخفيضات التي يستهدفها مشروع القانون في الرعاية الصحية (Medicaid)، مدعياً أن أجزاء كثيرة كانت تنفق على "أجانب غير شرعيين ومجرمين وقتلة"، وقال: "تم تخفيض الإنفاق فقط في ثلاثة أجزاء في الرعاية الصحية وهي الاحتيال والهدر وسوء الاستخدام". وتتسبب التخفيضات في ما يخص الرعاية الصحية بحالة من الجدل وعدم الرضا داخل المجتمع الأميركي عموماً والديموقراطيين خصوصاً، وتتوقع تقارير أن تؤدي التغييرات في الرعاية الصحية إلى فقدان نحو 8.6 ملايين أميركي على الأقل للرعاية الصحية، غير أن هذا الأمر لا يمثل أولوية لدى الجمهوريين. ويمثل مشروع القانون اختباراً لنفوذ الرئيس لدى المشرعين المترددين، إذ واصل عدد من الجمهوريين في مجلس النواب تحفظهم على التشريع، وقال النائب الجمهوري وارن ديفيدسون اليوم الثلاثاء، لشبكة سي إن إن: "لا أستطيع التصويت عليه"، وأنه يرغب في "روية مزيد من التخفيضات في الإنفاق ضمن التشريع المقترح. وبدت لهجة الرئيس الأميركي صباح اليوم، محذرة للجمهوريين المعارضين لمشروع القانون، إذ قال في تصريحات للصحافيين قبل اجتماعه مع أعضاء مجلس النواب إنه يرى أن إقرار مشروع القانون يمثل اختباراً لمدى ولاء الحزب الجمهوري له، وحذر من أن أي معارض يصوت ضد مشروع القانون "لن يبقى جمهورياً لفترة طويلة". وتعد واحدة من أهم النقاط العالقة، بجانب الرعاية الصحية، مسألة زيادة الخصومات الضريبية على مستوى الولايات والمستوى المحلي والتي تعد أولوية بالنسبة للجمهوريين من هذه الولايات الديموقراطية، وقال النائب الجمهوري مايكل لولر صباح اليوم للصحافيين بالكونغرس إنه لا يوجد اتفاق حتى الآن على هذه القضية، مشيراً إلى أنه إذا لم يتم الاتفاق عليها فلن يكون هناك تصويت، بينما يخشى آخرون من أن يؤدي ذلك إلى مزيد من المكاسب لحكام الولايات الديموقراطية. اقتصاد دولي التحديثات الحية تهديد ترامب بالتسريح الجماعي يدفع موظفي الحكومة إلى الاستقالة ويسعى رئيس المجلس مايك جونسون للوصول إلى اتفاق بين الجمهوريين الذين لا يحتملون خسارة أكثر من صوتين في التصويت العام بالمجلس، ويسعى لكسب أصوات هؤلاء المحافظين الذين يرون أن مشروع القانون يزيد من عجز الموازنة وزيادة الدين العام ويطالبون بتغييرات جوهرية في برنامج ميديكيد. ويتضمن مشروع القانون، تخفيضات ضريبية بقيمة تزيد على خمسة تريليونات دولار، وفقاً لتقديرات اللجنة المشكلة للضرائب، مقابل خفض الإنفاق في جوانب أخرى من القانون، بما يفاقم عجز الموازنة العامة. ويأتي اجتماع الرئيس مع الجمهوريين في محاولة للضغط عليهم وإنجاز التصويت الذي يتضمن جزءاً كبيراً لأمن الحدود بما في ذلك خطط تمويل بناء الجدار الحدودي وزيادة الدوريات والاستثمار في أحدث التقنيات، كما يتضمن تعديلات على سياسات اللجوء وزيادة الرسوم المفروضة على طالبي اللجوء، إذ يتضمن أحد البنود فرض رسوم قدرها 1000 دولار على المهاجرين الذين يتقدمون بطلبات اللجوء والتي تقدم دون أي رسوم منذ بدء إقرار اللجوء في أميركا.