
"أبو القنابل".. تعرف على السلاح الأمريكي الأقوى الذي يهدد المنشآت تحت الأرضية
تُعتبر قنبلة GBU-57، التي يُطلق عليها البعض في الجيش الأميركي لقب "أبو القنابل"، أكبر قنبلة غير نووية بالولايات المتحدة، إذ حلت محل قنبلة الانفجار الجوي الهائل الأصغر حجماً والأكثر شهرة، والمعروفة شعبياً باسم "أم القنابل" MOAB.
وأفادت مجلة The National Interest بأن قنبلة GBU-57 هي أحد الأنظمة غير النووية الرئيسية التي صُممت لحملها على متن القاذفة الشبحية الأميركية بعيدة المدى B-2 Spirit، وهي نفس القاذفة الشبحية B-2 التي نُقلت بأعداد كبيرة إلى قاعدة التمركز الرئيسية للبحرية الأميركية في جزيرة دييجو جارسيا بالمحيط الهندي، على بُعد حوالي 3000 ميل من إيران.
أكبر قنبلة أميركية
وتُعرف القنبلة GBU-57 رسمياً باسم القنبلة الخارقة للتحصينات الضخمة (MOP)، وهي واحدة من أكثر الأسلحة قوة في ترسانة الجيش الأميركي، وطورتها شركة Boeing تحت إشراف القوات الجوية الأميركية، وتُجسّد هذه القنبلة الموجهة بدقة والخارقة للتحصينات أحدث التقنيات العسكرية، وهي مصممة لتحييد الأهداف المدفونة في حفر عميقة والمحصنة بشدة.
وبفضل قوتها التدميرية الهائلة وهندستها المتطورة، تُمثّل قنبلة GBU-57 أداة حاسمة في الحروب الحديثة، لا سيما في السيناريوهات التي تتضمن خصوماً ذوي بنية تحتية.
ووُضعت هذه الاستراتيجية في أوائل العقد الأول من القرن الـ 21 رداً على التهديدات العالمية المتنامية آنذاك، لا سيما من الدول "المارقة" التي تُطوّر ما وُصف بقدرات أسلحة نووية "غير مشروعة"، والتي استثمرت بكثافة في مجمعات شاسعة من المنشآت العسكرية تحت الأرض.
وتعتبر هذه المجمعات، التي غالباً ما تكون مدفونة على عمق مئات الأقدام تحت الأرض ومُدعّمة بالخرسانة، مصممة لتحمل الضربات الجوية التقليدية.
وصُممت قنبلة MOP، أو GBU-57، خصيصاً لمواجهة هذا التحدي، نظراً لقدرتها على اختراق هذه الدفاعات وإطلاق حمولة مدمرة.
واختُبرت هذه القنابل للمرة الأولى عام 2007، بعد بضع سنوات فقط من تفعيل القنبلة MOAB، وخضعت لعدة ترقيات لتعزيز قدرتها على الاختراق ودقتها.
وأعلنت القوات الجوية الأميركية أن "القنبلة جاهزة للعمل خلال الولاية الأولى للرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2011".
وتُعد قنبلة GBU-57، التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل (نحو 13.6 ألف كيلوجرام)، من أكبر القنابل غير النووية التي صُنعت في العالم.
ويُميزها حجمها ووزنها عن غيرها من الذخائر، لكن أهميتها الحقيقية تكمن في قدرتها على اختراق أعماق الأرض، وتحطيم الخرسانة والفولاذ قبل الانفجار، ما يضمن أقصى قدر من الضرر لأهدافها المقصودة في باطن الأرض.
ومن بين مزايا قنبلة GBU-57 عن غيرها من القنابل الأميركية، غلافها الفولاذي المقوى، ما يسمح لها باختراق ما يصل إلى 200 قدم من الأرض أو عشرات الأقدام من الخرسانة المسلحة قبل الانفجار.
العمق من الاختراق
ويتحقق هذا العمق من الاختراق من خلال مزيج من الطاقة الحركية، الناتجة عن سقوطها من ارتفاع شاهق، وميزات تصميمية متطورة تحافظ على سلامة هيكلها أثناء الاصطدام.
وجرى تجهيز قنبلة GBU-57 بنظام ملاحة مُوجّه بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ما يضمن دقةً فائقة حتى عند استهداف هياكل مدفونة في حفر عميقة.
وتُعد هذه الدقة بالغة الأهمية، إذ صُممت GBU-57 للاستخدام ضد أهداف عالية القيمة وذات أهمية استراتيجية، إذ يجب تقليل الأضرار الجانبية إلى أدنى حد.
ويعزز دمج تقنية التخفي في منصة إطلاقها، القاذفة B-2، إذ يُعزز فعاليتها بشكل أكبر من خلال تمكينها من التهرب من رادارات العدو ودفاعاته الجوية.
وعملياً، تُعدّ قنبلة MOP (GBU-57) أداةً متخصصةً وليست سلاحاً مُعداً للاستخدام على نطاق واسع.
وما أثار استياء الحكومة الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة، على الرغم من مشاركتها العديد من الأسلحة المتطورة الأخرى، رفضت تاريخياً تسليم هذه القنبلة إلى أي دولة أجنبية.
وتؤدي قدرة القنبلة على تدمير مثل هذه الأهداف دون اللجوء إلى الأسلحة النووية إلى توفير للمخططين العسكريين خياراً قوياً غير نووي، ما يسد الفجوة بين الحرب التقليدية والحرب النووية.
مخاوف استراتيجية
وتجدر الإشارة إلى أن هذا السلاح ليس خالياً من المشكلات، إذ شكك بعض المحللين في فعاليته من حيث التكلفة، نظراً لسعره المقدر بحوالي 20 مليون دولار للقنبلة الواحدة، ولقلة السيناريوهات التي تتطلب استخدام مثل هذه القنبلة.
ويثير اعتماد القنبلة على القاذفة الشبحية B-2 القديمة، مخاوف لوجستية بشأن جدواها على المدى الطويل.
ويسعى سلاح الجو الأميركي إلى تكييف طائرته B-21 Raider، بديلة B-2، لتكون قادرة على حمل قنبلة GBU-57، لكن B-21 لن تكون جاهزة للدخول إلى الخدمة قبل عدة سنوات.
وتواجه القنبلة الأميركية الأكبر تحديات أخرى تتمثل في الطبيعة المتطورة للحرب نفسها.
ومع تطوير الخصوم لأساليبهم المضادة، مثل المخابئ العميقة أو مراكز القيادة اللامركزية، ربما تتضاءل فعالية GBU-57.
وبينما قد تُبقيها سلسلة من التحديثات فعّالة، لا يزال هناك جدل مستمر بشأن إمكانية تخصيص الموارد بشكل أفضل للتقنيات الناشئة، مثل الأسلحة الأسرع من الصوت.
تدمير المواقع النووية
ويحتمل ألا تكون حتى قنبلة GBU-57 كافية لتدمير المواقع النووية الإيرانية المشتبه بها، على سبيل المثال.
وفي هذه الحالة، ربما تلجأ الولايات المتحدة إلى استخدام قنابل نووية منخفضة القوة لإتمام مهمة ضرب المواقع الإيرانية، بحسب The National Interest.
وأضافت المجلة الأميركية، أنه مع أن هذا الاحتمال لا يزال مستبعداً للغاية، إلا أنه لا يمكن استبعاد مثل هذه الأعمال تماماً بمجرد بدء إطلاق النار.
وأشارت إلى أن نقل 6 أو 7 طائرات B-2 إلى قاعدة دييجو جارسيا، كل منها قادرة على حمل قنبلتين من طراز GBU-57، يعني أن إدارة ترمب تفكر جدياً في قصف المنشآت النووية الإيرانية.
وبينما يُحتمل أن يتمكن الأميركيون والإسرائيليون من تدمير هذه المنشآت، إلا أن تداعيات ذلك ربما تكون مزعزعة للاستقرار في المنطقة، وربما تؤدي في النهاية إلى مزيد من الضرر لكل من إسرائيل والولايات المتحدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- الشروق
تدعيم التكوين في الدكتوراه بـ6 مقاييس أفقية
حدّدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في قرار جديد، مجموع المقاييس الأفقية الخاصة بتدعيم التكوين في الطور الثالث 'الدكتوراه' للسنة الجامعية الحالية، والتي تركّز على تدريس الإنجليزية والذكاء الاصطناعي وتقنيات البرمجة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال. وحسب القرار الصادر في 20 أفريل 2025، تحوز 'الشروق' نسخة منها، تتولى كل مؤسسة جامعية تنظيم تكوين تكميلي لفائدة طالب الدكتوراه خلال السنة الأولى من التكوين، ما يسمح بتمكين طلبة الدكتوراه من اكتساب المعارف الأفقية اللازمة لتحضير الأطروحة. ووفقا لذات القرار، يسمح التكوين التكميلي لطالب الدكتوراه من تعميق المعارف التالية في مجال التعليمية في البحث العلمي والبيداغوجيا والفلسفة، مع تحسين المستوى في اللغة الإنجليزية وفقا للمعايير المعتمدة (مستوى B2 أو C1)، واكتساب خبرات في تكنولوجيات الإعلام والاتصال في البحث العلمي والبيداغوجيا، فضلا عن أسس وتقنيات البرمجة، وتقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي. ومنحت الوزارة فريق التكوين في الدكتوراه حرية اختيار نمط التكوين وفقا لكل مقياس، إما بالنمط الحضوري أو عبر الخط بأشكال مختلفة 'دروس، محاضرات، ملتقيات وورشات.. إلخ'، على أن يتم المصادقة على المهارات المكتسبة، في دفتر طالب الدكتوراه على أساس تقييم تكويني ونهائي. ولتطبيق ذلك، نصّ القرار بإنشاء خلية على مستوى كل مؤسسة تعليم عالي تعمل بالتنسيق مع لجان التكوين في الدكتوراه المعنية مكلفة بوضع حيز التنفيذ التكوين التكميلي، مع انتقاء الأساتذة المتدخلين في التكوين، وبرمجة دورات التكوين، وتولي مهمة التقييم التكويني والنهائي لطلبة الدكتوراه. وتتكون الخلية من نائب مدير الجامعة أو المدير المساعد المكلف بما بعد التدرج بصفته منسقا، وستة أساتذة باحثين من مصف الأستاذية معينين من طرف مدير المؤسسة، إذ تتكون من أستاذ باحث بالنسبة للتعليمية، وأستاذ باحث بالنسبة للفلسفة، وأستاذ باحث بالنسبة للغة الإنجليزية، أستاذ باحث بالنسبة لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، أستاذ باحث بالنسبة لأسس وتقنيات البرمجة، أستاذ باحث بالنسبة لتقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي. فيما يترأس الخلية نائب مدير الجامعة أو المدير المساعد المكلف بما بعد التدرج والذي يضمن تنسيق نشاطاتها، وتجتمع الخلية بطلب من منسقها كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وتعرض الخلية برنامج عملها المرفق برزنامة على المجلس العلمي للمؤسسة للمصادقة عليه. وتعرض الخلية الحصيلة السنوية لتنفيذ برنامج عملها على المجلس العلمي للمؤسسة، حيث يضع مدير المؤسسة تحت تصرف الخلية كل الوسائل المتاحة التي تؤهلها للقيام بمهامها الإدارية والتنظيمية والبيداغوجية. وتهدف المقاييس الأفقية، حسب ذات القرار، لتطوير عدة مهارات، حيث يؤهل مقياس تكنولوجيات الإعلام والاتصال، طالب الدكتوراه، لاحترام الملكية الفكرية واستعمال أدوات الرقمنة، وتحرير محتوى علمي موثوق وذي جودة، مع الانضمام للشبكات الأكاديمية، والقيام ببحث علمي معمّق والتحسيس بأهمية آداب وأخلاقيات البحث العلمي، ومهارات التقييم الذاتي والعمل على الخط. أما مقياس الفلسفة، فيهدف إلى التحسيس بأهمية الآداب وأخلاقيات البحث والتفكير النظري والإبستيمولوجي حول أسس البحث وتطوير القدرات الفكرية من أجل نشر وتحصيل المعرفة، وتنمية الحس النقدي لدى الطالب، واكتساب فكر منفتح واحترام الآخر. كما يستهدف مقياس أسس وتقنيات البرمجة كيفية تعبئة المعارف في وضعية ما، وتطوير القدرات الفكرية من أجل تحصيل ونشر المعرفة، وتطوير المهارات العرضية، والقدرة على التحليل والتلخيص واكتساب مهارات التقييم الذاتي والعمل على الخط، مع تطوير المبادرات والابتكار في مجالي المعرفة والخبرة. في حين يركّز مقياس تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي على تحرير محتوى علمي موثوق وذو جودة، ومهارات التقييم الذاتي والعمل على الخط، في حين يكتسب الطالب مهارات لغوية كتابية وشفهية والتلخيص والتحليل واكتساب فكر متفتح واحترام الآخر من خلال تعلّم اللغة الإنجليزية.


خبر للأنباء
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- خبر للأنباء
"أبو القنابل".. تعرف على السلاح الأمريكي الأقوى الذي يهدد المنشآت تحت الأرضية
تُعتبر قنبلة GBU-57، التي يُطلق عليها البعض في الجيش الأميركي لقب "أبو القنابل"، أكبر قنبلة غير نووية بالولايات المتحدة، إذ حلت محل قنبلة الانفجار الجوي الهائل الأصغر حجماً والأكثر شهرة، والمعروفة شعبياً باسم "أم القنابل" MOAB. وأفادت مجلة The National Interest بأن قنبلة GBU-57 هي أحد الأنظمة غير النووية الرئيسية التي صُممت لحملها على متن القاذفة الشبحية الأميركية بعيدة المدى B-2 Spirit، وهي نفس القاذفة الشبحية B-2 التي نُقلت بأعداد كبيرة إلى قاعدة التمركز الرئيسية للبحرية الأميركية في جزيرة دييجو جارسيا بالمحيط الهندي، على بُعد حوالي 3000 ميل من إيران. أكبر قنبلة أميركية وتُعرف القنبلة GBU-57 رسمياً باسم القنبلة الخارقة للتحصينات الضخمة (MOP)، وهي واحدة من أكثر الأسلحة قوة في ترسانة الجيش الأميركي، وطورتها شركة Boeing تحت إشراف القوات الجوية الأميركية، وتُجسّد هذه القنبلة الموجهة بدقة والخارقة للتحصينات أحدث التقنيات العسكرية، وهي مصممة لتحييد الأهداف المدفونة في حفر عميقة والمحصنة بشدة. وبفضل قوتها التدميرية الهائلة وهندستها المتطورة، تُمثّل قنبلة GBU-57 أداة حاسمة في الحروب الحديثة، لا سيما في السيناريوهات التي تتضمن خصوماً ذوي بنية تحتية. ووُضعت هذه الاستراتيجية في أوائل العقد الأول من القرن الـ 21 رداً على التهديدات العالمية المتنامية آنذاك، لا سيما من الدول "المارقة" التي تُطوّر ما وُصف بقدرات أسلحة نووية "غير مشروعة"، والتي استثمرت بكثافة في مجمعات شاسعة من المنشآت العسكرية تحت الأرض. وتعتبر هذه المجمعات، التي غالباً ما تكون مدفونة على عمق مئات الأقدام تحت الأرض ومُدعّمة بالخرسانة، مصممة لتحمل الضربات الجوية التقليدية. وصُممت قنبلة MOP، أو GBU-57، خصيصاً لمواجهة هذا التحدي، نظراً لقدرتها على اختراق هذه الدفاعات وإطلاق حمولة مدمرة. واختُبرت هذه القنابل للمرة الأولى عام 2007، بعد بضع سنوات فقط من تفعيل القنبلة MOAB، وخضعت لعدة ترقيات لتعزيز قدرتها على الاختراق ودقتها. وأعلنت القوات الجوية الأميركية أن "القنبلة جاهزة للعمل خلال الولاية الأولى للرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2011". وتُعد قنبلة GBU-57، التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل (نحو 13.6 ألف كيلوجرام)، من أكبر القنابل غير النووية التي صُنعت في العالم. ويُميزها حجمها ووزنها عن غيرها من الذخائر، لكن أهميتها الحقيقية تكمن في قدرتها على اختراق أعماق الأرض، وتحطيم الخرسانة والفولاذ قبل الانفجار، ما يضمن أقصى قدر من الضرر لأهدافها المقصودة في باطن الأرض. ومن بين مزايا قنبلة GBU-57 عن غيرها من القنابل الأميركية، غلافها الفولاذي المقوى، ما يسمح لها باختراق ما يصل إلى 200 قدم من الأرض أو عشرات الأقدام من الخرسانة المسلحة قبل الانفجار. العمق من الاختراق ويتحقق هذا العمق من الاختراق من خلال مزيج من الطاقة الحركية، الناتجة عن سقوطها من ارتفاع شاهق، وميزات تصميمية متطورة تحافظ على سلامة هيكلها أثناء الاصطدام. وجرى تجهيز قنبلة GBU-57 بنظام ملاحة مُوجّه بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ما يضمن دقةً فائقة حتى عند استهداف هياكل مدفونة في حفر عميقة. وتُعد هذه الدقة بالغة الأهمية، إذ صُممت GBU-57 للاستخدام ضد أهداف عالية القيمة وذات أهمية استراتيجية، إذ يجب تقليل الأضرار الجانبية إلى أدنى حد. ويعزز دمج تقنية التخفي في منصة إطلاقها، القاذفة B-2، إذ يُعزز فعاليتها بشكل أكبر من خلال تمكينها من التهرب من رادارات العدو ودفاعاته الجوية. وعملياً، تُعدّ قنبلة MOP (GBU-57) أداةً متخصصةً وليست سلاحاً مُعداً للاستخدام على نطاق واسع. وما أثار استياء الحكومة الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة، على الرغم من مشاركتها العديد من الأسلحة المتطورة الأخرى، رفضت تاريخياً تسليم هذه القنبلة إلى أي دولة أجنبية. وتؤدي قدرة القنبلة على تدمير مثل هذه الأهداف دون اللجوء إلى الأسلحة النووية إلى توفير للمخططين العسكريين خياراً قوياً غير نووي، ما يسد الفجوة بين الحرب التقليدية والحرب النووية. مخاوف استراتيجية وتجدر الإشارة إلى أن هذا السلاح ليس خالياً من المشكلات، إذ شكك بعض المحللين في فعاليته من حيث التكلفة، نظراً لسعره المقدر بحوالي 20 مليون دولار للقنبلة الواحدة، ولقلة السيناريوهات التي تتطلب استخدام مثل هذه القنبلة. ويثير اعتماد القنبلة على القاذفة الشبحية B-2 القديمة، مخاوف لوجستية بشأن جدواها على المدى الطويل. ويسعى سلاح الجو الأميركي إلى تكييف طائرته B-21 Raider، بديلة B-2، لتكون قادرة على حمل قنبلة GBU-57، لكن B-21 لن تكون جاهزة للدخول إلى الخدمة قبل عدة سنوات. وتواجه القنبلة الأميركية الأكبر تحديات أخرى تتمثل في الطبيعة المتطورة للحرب نفسها. ومع تطوير الخصوم لأساليبهم المضادة، مثل المخابئ العميقة أو مراكز القيادة اللامركزية، ربما تتضاءل فعالية GBU-57. وبينما قد تُبقيها سلسلة من التحديثات فعّالة، لا يزال هناك جدل مستمر بشأن إمكانية تخصيص الموارد بشكل أفضل للتقنيات الناشئة، مثل الأسلحة الأسرع من الصوت. تدمير المواقع النووية ويحتمل ألا تكون حتى قنبلة GBU-57 كافية لتدمير المواقع النووية الإيرانية المشتبه بها، على سبيل المثال. وفي هذه الحالة، ربما تلجأ الولايات المتحدة إلى استخدام قنابل نووية منخفضة القوة لإتمام مهمة ضرب المواقع الإيرانية، بحسب The National Interest. وأضافت المجلة الأميركية، أنه مع أن هذا الاحتمال لا يزال مستبعداً للغاية، إلا أنه لا يمكن استبعاد مثل هذه الأعمال تماماً بمجرد بدء إطلاق النار. وأشارت إلى أن نقل 6 أو 7 طائرات B-2 إلى قاعدة دييجو جارسيا، كل منها قادرة على حمل قنبلتين من طراز GBU-57، يعني أن إدارة ترمب تفكر جدياً في قصف المنشآت النووية الإيرانية. وبينما يُحتمل أن يتمكن الأميركيون والإسرائيليون من تدمير هذه المنشآت، إلا أن تداعيات ذلك ربما تكون مزعزعة للاستقرار في المنطقة، وربما تؤدي في النهاية إلى مزيد من الضرر لكل من إسرائيل والولايات المتحدة.


خبر للأنباء
١٦-١١-٢٠٢٤
- خبر للأنباء
الجيش الأمريكي يخطط لتزويد قاذفات B-52 بصاروخ ذي قدرات نووية
تعمل الولايات المتحدة على تسليح قاذفتها الأبرز B-52 بصواريخ كروز بعيدة المدى (LRSO)، قادرة على حمل أسلحة نووية، وسط مخاوف من أن تؤدي الخطوة إلى التعجيل بحرب نووية. وتسعى القوات الجوية الأميركية لتحقيق هذا الهدف مع شركاء الصناعة، بحيث يتم دمج صواريخ كروز بعيدة المدى في القاذفة B-52، وهو ما من شأنه أن يقدم مفاهيم جديدة للعمليات بالنسبة للمنصة الأميركية، بحسب موقع "Warrior Maven". وستوفر هذه الميزة القدرة على تدمير أهداف العدو على مسافات أبعد وأطول كثيراً، لتجنب الدفاعات الجوية المتقدمة، ومنع الطائرات المأهولة من التعرض للخطر. وفي حالة منع الدفاعات الجوية المتقدمة للعدو، أو التطورات القتالية الأخرى للقاذفات الشبحية، والمقاتلات من العمل في وضع بديل على مقربة من العدو، فإن صواريخ LRSO، يمكن أن تقدم خيارات جديدة للهجوم الجوي. صواريخ LRSO يمكن لصواريخ LRSO حمل الأسلحة النووية أيضاً، وهو ما كان موضوعاً للنقاش، ويكمن القلق الأساسي، كما عبر عنه أعضاء بالكونجرس، في أن إدخال مثل هذا السلاح قد يخفض عتبة الحرب النووية، ما يزيد من احتمالات نشوبها. ويتصاعد قلق آخر يتمثل في أنه نظراً لكونه سلاحاً تقليدياً ونووياً "مزدوج القدرات"، فهناك خطر محتمل يتمثل في أن الخصم قد يخطئ في فهم هجوم LRSO التقليدي على أنه ضربة نووية، ويرد بالأسلحة النووية. ويرى المؤيدون، مثل البنتاجون والقوات الجوية الأميركية ومطوري الأسلحة الصناعية، بدعم من أغلبية المشرعين، أن القادة يحتاجون إلى مجموعة واسعة من الخيارات التي يمكنهم من خلالها ضمان وتعزيز الردع الاستراتيجي، ما يعني أن وجود LRSO من المرجَّح أن يمنع الحرب النووية. ويسود هذا الرأي حتى الآن نظراً لأن ميزانية القوات الجوية لعام 2024 طلبت أموالاً لشراء ما يصل إلى 1000 سلاح LRSO. تقنيات جديدة للهجوم الجوي لسنوات عديدة، جرى تطوير هذا السلاح كمنتج من الجيل التالي لصاروخ كروز الذي يتم إطلاقه من الجو بواسطة قاذفات B-52، وهو يقدم سلسلة من التقنيات الجديدة في مجال الهجوم الجوي. وفي حين أن العديد من التقنيات المحددة غير متوفرة لأسباب أمنية، فإن مفهوم السلاح واضح. وتستمر الدفاعات الجوية لخصوم الولايات المتحدة مثل منظومات S-400 وS-500 الروسية، ونظام HQ-9 الصيني في التطور، وأصبحت أكثر تقدماً وتقنية ودقة. وتقول وسائل الإعلام الروسية إن صواريخ روسيا الأرض- جو يمكنها حتى اكتشاف وتدمير الطائرات الشبحية، وهو "ادعاء طموح وغير مؤكد، وقد لا يكون مرجحاً في ضوء التقدم في تكنولوجيا التخفي"، وفق الموقع نفسه. شبكات رقمية للدفاع الجوي ومع ذلك، تعمل الدفاعات الجوية لخصوم الولايات المتحدة حالياً بشبكات رقمية، وقدرة متزايدة على مشاركة تفاصيل الهدف عبر التشكيلات، ومدى أطول بكثير وقدرة على العمل على العديد من الترددات في وقت واحد. والغرض من الدفاعات الجوية هو استخدام رادار "المراقبة" منخفض التردد الذي يمكنه تغطية منطقة والتأكد من وجود "شيء ما" هناك. ترقية الطائرات الشبحية ويشكل تحسين الدفاعات الجوية الروسية والصينية جزءاً من دوافع تصميم طائرة B-21 التابعة للقوات الجوية الأميركية، والتي تعد جيلاً جديداً كلياً من تكنولوجيا التخفي. كما تم ترقية الطائرات الشبحية الحالية مثل B-2 وF-22 وF-35 القادرة على حمل أسلحة نووية باستمرار بخصائص شبحية أحدث، وأكثر تقدماً مثل مواد الطلاء، والإدارة الحرارية المحسّنة، والهوائيات المضمنة، وغيرها من التقنيات التي تقلل من التوقيع الراداري. وظهر تحسن حاسم آخر فيما يتعلق بالجهود المبذولة لمواجهة الدفاعات الجوية المتقدمة، يتعلق بوصول الفرق المأهولة وغير المأهولة، ما يعني تشغيل مجموعات من الطائرات بدون طيار من قمرة القيادة لطائرة مقاتلة شبحية لاختبار دفاعات العدو، وتغطية المناطق بالاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، أو حتى بدء هجوم بينما تعمل الطائرات المأهولة على مسافات أكثر أماناً لأداء القيادة والسيطرة. وتعمل القوات الجوية الأميركية مع شركة Boeing على دمج صواريخ LRSO على القاذفة B-52، وهي مهمة تتطلب واجهات تقنية، ومحاذاة التحكم في إطلاق النار، وأنظمة القيادة والتحكم والتوجيه المتصل.