
ما سر عدم استخدام الصين لسلاح الجو؟
ومنذ تلك اللحظة، لم تختبر الصين قدراتها الجوية في أي نزاع مباشر، وظلّت حريصة على تجنّب الانخراط في حروب خارج حدودها. في المقابل، خاضت الولايات المتحدة وحلفاؤها سلسلة طويلة من العمليات العسكرية، امتدت من الخليج إلى البلقان، وصولًا إلى أفغانستان، وكان سلاح الجو خلالها في صميم المعركة وأداة الحسم الأساسية.
وعلى الرغم من أن الصين أصبحت اليوم تمتلك واحدا من أضخم وأكثر أساطيل الطيران تطورا في العالم، يضمّ نحو أربعة آلاف طائرة، تُشكّل المقاتلات منها أكثر من 50%، مما يضعها في المرتبة الثالثة عالميا من حيث الحجم، فإن هذه القوة الهائلة لم تُختبر بعد في ساحات القتال.
وهو ما يفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول مدى جاهزيتها الفعلية، إذ تظلّ المناورات والتدريبات -مهما بلغت دقتها- محكومة بسيناريوهات منضبطة ومحددة سلفا، تختلف كليا عن فوضى المعركة الحقيقية وما تكتنفه من مفاجآت وغموض لا يمكن التنبؤ به.
في النهاية، لا شيء يوازي اختبار الحرب.
ومع تقاعد الجيل الأخير من الطيارين الصينيين الذين خاضوا مواجهات فعلية في منتصف القرن الماضي، لم يعد سلاح الجو الصيني يملك خبرة قتالية حقيقية. وقد عبّرت وسائل الإعلام العسكرية الصينية ذاتها عن هذه الهواجس، حين انتقدت الصحيفة الرسمية للجيش الصيني في عام 2018 ما وصفته بـ"داء السلام"، في إشارة إلى التآكل التدريجي في الكفاءة والانضباط الذي تخلّفه فترات السلم الطويلة، خاصة في مؤسسة عسكرية لم تُختبر بالنار.
إعلان
في المقابل، يرى بعض المسؤولين الصينيين أن الغياب عن ميادين القتال لا ينبغي أن يُعد مؤشرًا على الضعف بالضرورة، ويستشهدون بجيوش كبرى لم تخض حروبا متكررة، لكنها أثبتت كفاءتها حين اندلعت المواجهة.
ومع ذلك، يبقى السؤال معلّقا: هل بوسع هذه القوة الجوية الضخمة أن تُحقق تفوقا حقيقيا إذا اندلع نزاع واسع النطاق؟ أم أنها، رغم مظهرها المهيب، مجرد أداة ردع رمزية قد تنكشف عند أول اختبار عن عملاق من ورق؟
سماء مُقيّدة بسلاسل الأرض!
لفهم إستراتيجية سلاح الجو الصيني في صورتها المعاصرة، لا بد من العودة إلى الجذور الفكرية التي شكّلت عقيدة الصين العسكرية، وفي مقدمتها مبدأ "الدفاع النشط"، الذي تعود أصوله إلى عهد ماو تسي تونغ.
ففي عام 1928، قدّم ماو صياغته الشهيرة لتكتيكات حرب العصابات: "عندما يتقدم العدو؛ نتراجع. عندما يعسكر؛ نُزعجه. عندما يتعب؛ نهاجمه. وعندما يتراجع؛ نلاحقه". كانت تلك المقولة تجسيدًا واضحًا لرؤية عسكرية تمزج بين "الكُمُون الإستراتيجي" و"الهجوم المضاد المرن"، بهدف الحفاظ على زمام المبادرة في مواجهة خصم يتفوق عددا وعتادا.
وقد تمثّل التطبيق العملي الأبرز لهذا النهج في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، من خلال تبنّي سياسة "استدراج العدو إلى العمق"، وهي إستراتيجية تقوم على انسحاب منظّم نحو قواعد خلفية، يهدف إلى إنهاك العدو تدريجيًّا، قبل مباغتته بهجوم مضاد حاسم يُكسَر به الحصار وتُدمَّر أجزاء من قوته. بهذا الشكل، تحوّل هذا الأسلوب من مجرد تكتيك ميداني إلى قاعدة مركزية لعقيدة "الدفاع النشط" بوصفها رؤية إستراتيجية متكاملة.
ألقت هذه المرحلة التاريخية بظلالها العميقة على بنية الجيش الصيني، بما في ذلك سلاح الجو. فكما يوضح شياو مينغ تشانغ، الأستاذ المشارك في قسم القيادة والإستراتيجية بكلية الحرب الجوية التابعة لسلاح الجو الأميركي، فإن التفكير الدفاعي الذي طبع العقيدة العسكرية الصينية دفع بكين إلى تشكيل قوة جوية ترتكز أساسا على عدد كبير من المقاتلات، لا القاذفات. ذلك أن المقاتلات تتماشى مع طبيعة العمليات الدفاعية، بينما تُستخدم القاذفات غالبا في ضرب العمق المعادي، وهو ما لم يكن متّسقا مع التوجّه الإستراتيجي الصيني في تلك المرحلة.
كذلك، نُظر إلى سلاح الجو بوصفه امتدادا تكتيكيا للقوات البرية، ينبغي بناؤه وفق متطلبات ساحة المعركة الأرضية، انطلاقا من اقتناع راسخ بأن الصين دولة برية في جوهرها. ومن هذا المنطلق، لم يُعامل سلاح الجو بوصفه قوة إستراتيجية مستقلة، بل أداة دعم للعمليات البرية، ويُقاس نجاحه بمدى فاعليته في إسناد القوات البرية، لا بقدرته على تحقيق أهداف جوية مستقلة.
وانعكس ذلك في العقيدة العسكرية، التي اعتبرت أن أي انتصار تحققه القوات البرية يُحتسب تلقائيا إنجازا يُسجّل لسلاح الجو أيضا، وهو ما كرّس تبعيته الهيكلية والوظيفية للجيش البري.
بيد أن الحرب الكورية في خمسينيات القرن الماضي، مثّلت أول اختبار خارجي فعلي لجدوى هذا التصور، وحينها أدرك القادة الصينيون مدى تفوّق القوات الجوية الأميركية.
لكنهم رغم ذلك، لم يعيدوا النظر في البنية الإستراتيجية لسلاحهم الجوي بشكل جذري، بل ظلّ الرهان منصبّا على العنصر البشري، تأثرا بإرث حرب العصابات، وهو ما عزّز مكانة سلاح الجو داخل المؤسسة العسكرية، دون أن يمنحه استقلالًا إستراتيجيا حقيقيا، بل أبقاه في موقع القوة التكميلية التابعة للجيش البري.
التحوّل البطيء..الدفاع وحده لا يكفي
غير أن المحطة الأبرز في تحوّل نظرة الصين إلى دور سلاح الجو جاءت في تسعينيات القرن الماضي، كما يشير سكوت تانر، محلل الأمن الصيني وخبير الشؤون الآسيوية. فقد دفعت الدروس القاسية المستفادة من هزيمة العراق في حرب الخليج بكين إلى إجراء مراجعة عميقة لعقيدتها العسكرية، انتهت إلى اقتناع مفاده أن "القوة الأضعف التي تكتفي بالدفاع ستبقى حبيسة موقع المتلقي للضربات"، وأن المبادرة لا تُنتزع إلا "بشنّ عمليات هجومية نشطة".
تزامن هذا التحوّل مع إدراك متزايد للحاجة إلى حماية المصالح القومية الصينية، ليس فقط على امتداد حدودها، بل أيضا خارجها، خاصة مع تنامي احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية حول تايوان.
ومن هنا، بدأت الصين بإعادة تعريف سلاحها الجوي بوصفه عنصرا أساسيا في خوض الحروب الحديثة. ومنذ عام 1993، اعتمدت بكين إستراتيجية عسكرية جديدة تقوم على الاستعداد لكسب "حروب محلية تحت ظروف تقنية عالية"، وهو ما فرض متطلبات نوعية جديدة على القوات الجوية.
وقد عبّر الرئيس الصيني السابق، جيانغ تسه مين ، عن هذا التحوّل بوضوح في مارس/آذار 1999، حين أكّد أن الهدف الإستراتيجي لسلاح الجو الصيني هو "التحول التدريجي من قوة دفاعية إلى قوة تجمع بين الدفاع والهجوم".
ولتنفيذ هذه الرؤية، أطلقت بكين برنامجا ضخما لتحديث سلاحها الجوي، تضمن اقتناء مقاتلات متقدمة من روسيا مثل "سوخوي 30″، إلى جانب تطوير نماذج محلية رائدة مثل "جيه-10″، وتوسيع أسطولها من طائرات الإنذار المبكر والنقل والتزود بالوقود. كما دخلت الصين نادي الدول المصنعة للطائرات الشبحية عبر طراز "جيه-20″، وشرعت في العمل على نماذج مستقبلية لمقاتلات الجيل السادس، في إشارة واضحة إلى طموحها لقيادة سباق التفوق الجوي في آسيا.
ومع ذلك، فإن التحوّل الكمّي والنوعي في مستوى العتاد لم يرافقه تغيير جذري موازٍ في العقيدة التشغيلية. فحتى بعد تحديث ترسانتها الجوية، حافظت الصين على خط إستراتيجي واضح بعدم المبادرة بالاشتباك الجوي المباشر، ما لم تفرض الظروف القصوى ذلك. ورغم ما تبنّته بكين من إصلاحات عسكرية واسعة النطاق، تحت قيادة الرئيس الحالي، شي جين بينغ ، فإن سلاح الجو لا يزال يُنظر إليه باعتباره أداة للردع الإستراتيجي أكثر من كونه وسيلة لتحقيق الهيمنة الهجومية.
وبينما قد يُنظر إلى بعض التغييرات، مثل التخلي عن المبدأ التقليدي "لا تطلق النار أولا"، أو تقليص أعداد القوات البرية لصالح تعزيز ميزانية القوات الجوية ونفوذها، كمؤشرات على تحوّل جذري في النهج العسكري، فإن هذه الخطوات تعبّر في جوهرها عن سعي لتعزيز جاهزية الردع الوقائي، أكثر مما تعكس تحوّلا نحو عقيدة هجومية شاملة.
لقد انتقلت الصين من نموذج "الدفاع الجامد" إلى "الدفاع المرن"، الذي يتيح تنفيذ ضربات استباقية محسوبة في حال تهديد المصالح الحيوية، وهو ما يُعرف بمفهوم "الهجوم الدفاعي"، الذي صاغته بكين ليكون وسيلةً للردع لا للتوسع أو العدوان.
ويتناغم هذا التوجّه مع الفلسفة الصينية العريقة المستمدة من فكر "صن تزو"، التي تجسّدها مقولته الشهيرة: "أفضل الانتصارات هي التي تتحقق دون قتال". وعلى هذا الأساس، يختلف مفهوم الردع الصيني جوهريًّا عن نظيره الغربي؛ ففي حين يرتكز الردع في المفهوم الغربي على التهديد العلني والمباشر بمعاقبة الخصم لثنيه عن سلوك معين، تصوغه الصين ضمن سياقها الثقافي الخاص، الذي يمزج بين استعراض القوة العسكرية، والحرب النفسية، والإشارات الضمنية.
ومن هذا الفارق المفاهيمي، تقدّم العقيدة الجوية الصينية نموذجا مغايرا في علاقات القوة. فهي تسوّق نفسها على أنها قوة عظمى "مسؤولة"، تحجم عن استخدام القوة العسكرية المباشرة، بخلاف ما تصفه بالسجل الدموي للغرب.
وقد منحها هذا الخطاب قبولا في كثير من دول الجنوب العالمي، التي تقارن بين التدخلات العسكرية الأميركية المتكررة في الشرق الأوسط، وبين إحجام الصين عن خوض مغامرات مشابهة. وهكذا، يصبح ضبط النفس العسكري الصيني عنصرا داعما لقوتها الناعمة، ومُفسحا المجال لتوسيع نفوذها عبر أدوات الاقتصاد والدبلوماسية.
إستراتيجية منع الوصول.. جدار الصين الصاروخي
تتجسّد النزعة الدفاعية في العقيدة العسكرية الصينية المعاصرة من خلال تبنّيها لإستراتيجية "منع الوصول/تحريم دخول المنطقة" (A2/AD)، التي أصبحت إحدى ركائز تصورها للأمن القومي. فبدلًا من إرسال قوات جوية لضرب الخصوم في عمق أراضيهم، تُركز بكين جهودها على بناء منظومات صاروخية متقدمة تجعل من الاقتراب من نطاقها الجغرافي مخاطرة جسيمة.
يتمثل جوهر هذه الإستراتيجية في نشر طبقات دفاعية متعددة من الصواريخ المضادة للسفن والطائرات، مثل الصاروخ الباليستي "دونغ فينغ–26″، المعروف بلقب "قاتل حاملات الطائرات"، القادر على إصابة أهداف بحرية متحركة على مسافة تصل إلى أربعة آلاف كيلومتر. إلى جانب ذلك، تعتمد الصين على صواريخ كروز جوالة، ومنظومات دفاع جوي متطورة مثل "إس-400″ الروسية و"إتش كيو-9" المحلية الصنع.
تهدف هذه الترسانة، مجتمعة، إلى ردع، أو على الأقل تأخير، أي تدخل عسكري معادٍ، وخاصة من قبل الولايات المتحدة، في المناطق التي تعتبرها الصين ذات أهمية إستراتيجية قصوى، مثل مضيق تايوان وبحر جنوب الصين.
وتُسهم هذه الرؤية، جزئيًّا، في تفسير إحجام الصين عن نشر مقاتلاتها الجوية على نطاق واسع، إذ تراهن بكين على قدرتها الصاروخية لحسم المواجهة الجوية منذ بدايتها، عبر استهداف منصات العدو الهجومية -كمطارات الإقلاع وحاملات الطائرات- بدل الانخراط في معارك جوية مباشرة مرهقة وطويلة.
وتعزز هذا التوجّه جملة من المؤشرات الأخرى؛ فالصين لا تسعى إلى فرض هيمنة جوية عالمية على غرار الإستراتيجية الأميركية، بل تركز أساسًا على تأمين أمنها القومي، وحماية مصالحها الإقليمية الآخذة في التمدد. ومن ثم، ترتكز إستراتيجية سلاح الجو الصيني على بناء قوة قادرة على بسط السيطرة في "مسارح العمليات ذات الأولوية"، وتقديم الدعم العملياتي واللوجستي للقوات البرية والبحرية، فضلًا عن أداء دور ردعي ذي طابع إستراتيجي.
وعلى الصعيد العملياتي، يواجه سلاح الجو الصيني تحديًا جوهريًّا يتمثل في النقص الحاد في طائرات التزود بالوقود جوًّا، مما يقيد قدراته على تنفيذ ضربات بعيدة المدى، أو استعراض قوته الجوية على نطاق عابر للقارات.
فوفقًا لأحدث البيانات، تمتلك الولايات المتحدة أكثر من 400 طائرة تزوّد بالوقود جوًّا، مقابل ثلاث فقط لدى الصين، وهو فارق شاسع يعوق أي طموح صيني حالي لنشر القوة الجوية خارج المحيط الإقليمي، ويؤكد الاتجاه العام نحو حصر الاستخدام الجوي في نطاقات محسوبة بعناية ضمن المسارح القتالية ذات الأولوية.
سلاح الغموض.. على العالم أن يخشى جيشا لم يُجرَّب بعد!
من ناحية أخرى، فإن امتلاك الصين لقوة جوية هائلة دون استخدامها فعليًّا يثير حالة من عدم اليقين في أذهان خصومها، فغياب الخبرة القتالية يترك قدرة الصين الحقيقية على خوض حرب حديثة موضع تخمين أكثر منها موضع يقين.
فمن جهة، يرى البعض أن هذا الغياب الميداني يجعل من الجيش الصيني "نمرًا من ورق"، تنقصه التجربة الفعلية تحت ضغط النيران. ومن جهة أخرى، يُحذّر آخرون من خطورة هذا الاستنتاج، معتبرين أن الصين عوّضت غياب الحروب بتدريب صارم وتحديث تقني متواصل، قد يجعلان منها خصمًا شرسًا عند أول اختبار حقيقي.
وهكذا، يتحول الغموض نفسه إلى ورقة لصالح بكين. فخصومها لا يعرفون بدقة مدى جاهزية قواتها الجوية، وحلفاؤها لا يستطيعون الجزم بكيفية تصرفها في حال اندلاع نزاع. والنتيجة أن الجميع يبني حساباته على أسوأ السيناريوهات: الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة يتعاملون مع فرضية أن الصين ستكون خصما خطيرا إذا قررت الدخول في حرب، بينما تسعى الصين إلى طمأنة جيرانها بأنها لا تعتزم خوض مغامرات عسكرية في الوقت الراهن، حتى لا تدفعهم إلى الاصطفاف ضدها.
ويتعزز هذا الحذر من خلال التقارير المتزايدة التي ترصد النمو المطّرد في قطاع الصناعات العسكرية الصينية، وخصوصا في مجال الطيران العسكري، ومدى انعكاس ذلك على المستوى العملياتي في بؤر التوتر حول العالم.
وفي حين لم تختبر الصين قوتها الجوية مباشرة في حروبها الخاصة منذ عقود، فإن مقاتلاتها وتقنياتها القتالية تجد طريقها إلى ساحات قتال فعلية من خلال جيوش حليفة، وهو ما يمنح بكين تجربة ميدانية غير مباشرة تعزّز من مصداقيتها العسكرية.
وتُعدّ باكستان أبرز الأمثلة على ذلك؛ إذ تُعدّ أكبر مستخدم خارجي للطائرات الصينية، خاصة مقاتلات "جيه إف-17 ثاندر"، التي طُوّرت بالتعاون مع بكين، وأثبتت فعاليتها في مهام الاعتراض والدوريات الجوية ضد الهند. بل إن بعض التقارير تشير إلى أن هذه المقاتلات شاركت في الاشتباك الجوي الشهير بين الهند وباكستان عام 2019، الذي أسفر عن إسقاط طائرة "ميغ-21" هندية وأسر طيارها.
وفي اشتباكات أبريل/نيسان الأخيرة بين البلدين، أكدت مصادر باكستانية أن قواتها الجوية أسقطت خمس طائرات هندية، بينها ثلاث طائرات "رافال" فرنسية الصنع، باستخدام مقاتلات صينية من طراز "جيه-10 سي". وتُرجّح التقارير أن تلك المقاتلات كانت مزوّدة بصواريخ "بي إل-15" جو–جو، التي تُعدّ من أحدث الأسلحة الصينية البعيدة المدى.
ويتميّز هذا الصاروخ برادار نشط يعمل بتقنية مصفوفة المسح الإلكتروني، مما يمنحه قدرة عالية على مقاومة التشويش، ويُقدّر مدى النسخة التصديرية منه بأكثر من 150 كيلومترًا، وهو ما يتيح للطائرات الاشتباك مع أهداف خارج نطاق الرؤية المباشرة.
أما في القارة الأفريقية، فتبرز نيجيريا مثالا آخر على الاختبار الميداني للتكنولوجيا الصينية، حيث أشاد المسؤولون العسكريون هناك بأداء مقاتلات "جيه إف-17 ثاندر" في العمليات ضد المتمردين بشمال البلاد. ففي أبريل/نيسان 2022، أعرب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة النيجيرية، الجنرال لاكي إيرابور، عن "رضاه التام" عن أداء هذه المقاتلات، مؤكدًا أنها تلبي المتطلبات الأمنية الحالية والمستقبلية بفضل قدراتها القتالية المتقدمة.
توفر هذه الحروب "بالوكالة" فرصة قيّمة للصين لاختبار معداتها في بيئات قتال حقيقية، مما يساعدها على رصد الثغرات التقنية وتطوير منتجاتها الدفاعية. كما تضيف بعدًا من المصداقية إلى صناعاتها العسكرية، وتعزّز هيبة القوة الجوية الصينية بوصفها "العملاق غير المقاتل".
لكن في نهاية المطاف، تظل هذه الاختبارات محدودة الأثر؛ فهي لا تمنح سلاح الجو الصيني نفسه الخبرة القتالية المباشرة، التي تظل عنصرا لا يمكن اكتسابه بالتدريب أو استعارته من تجارب الآخرين.
سد الفجوة.. بين المحاكاة والمسيرات
تحاول الصين سدّ الفجوة الناتجة عن غياب الخبرة القتالية المباشرة، عبر الاستثمار المكثف في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مثل المحاكاة الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والطائرات غير المأهولة.
ففي ميدان التدريب، أنشأت بكين منظومات محاكاة متطورة تُحاكي سيناريوهات الحرب الجوية باستخدام تكتيكات لخصوم مفترضين، كما أدخلت مفهوم "الخصم الافتراضي" ضمن مناوراتها العسكرية، بما يُمكّن الطيارين من اختبار سيناريوهات اشتباك متنوعة ومعقّدة. وفي خطوة لافتة لسدّ الفجوة المعرفية، سعت الصين إلى استقطاب طيارين غربيين سابقين، لتدريب طياريها على آليات التفكير وعقيدة القتال الجوي في الجيوش الغربية.
وفي موازاة ذلك، تركز بكين على دمج الذكاء الاصطناعي في إدارة القتال الجوي، بما يتيح له تقديم توصيات آنية حول المناورات المثلى والردود الأنسب على التهديدات، إلى جانب تحليل بيانات الطلعات التدريبية لتشخيص مكامن القوة والضعف بدقة عالية.
أما على مستوى الميدان، فقد أثبتت الصين تقدما ملحوظا في مجال الطائرات المسيّرة، التي أصبحت عنصرا أساسيا في الدوريات الجوية حول تايوان، حيث تُستخدم لاختراق الدفاعات الجوية دون تعريض الطيارين للخطر. وتُطوّر الصين حاليا أسرابا من المسيّرات الذاتية التشغيل، إضافة إلى الذخائر الجوالة الانتحارية، القادرة على ضرب أهداف عالية القيمة دون الحاجة إلى مواجهة جوية تقليدية.
ويأتي ذلك بالتوازي مع تصعيد غير مسبوق في وتيرة الطلعات الجوية الصينية في محيط تايوان، التي تجاوز عددها في عام 2024 ثلاثة آلاف طلعة. وفي بعض الأيام، كانت عشرات الطائرات تحلق قرب الجزيرة بشكل متزامن، في استعراض واضح للقدرة الجوية، يحقق لبكين جملة من الأهداف: فهو من جهة، يُسهم في تدريب القوات الجوية على التموضع والاقتراب القتالي، ومن جهة أخرى، يختبر فعالية الدفاعات التايوانية، ويرسل رسالة ضغط نفسي وعسكري دائم إلى تايبيه.
ولكن؛ رغم هذا التقدم التكنولوجي والتنظيمي، تبقى هناك فجوة لا يمكن تجاوزها بسهولة: غياب الخبرة القتالية الفعلية. فقد أثبت ميدان الحرب أن التكنولوجيا وحدها لا تصنع النصر، ما لم تُرفد بمهارة المقاتل وتمرُّسِه في بيئة الاشتباك الحقيقي. ومهما بلغ التدريب من واقعية أو تعقيد، فلن يُغني عن تراكم التجربة في قلب المعركة. فكما أن ماء البركة لا يعلّم السباحة، كذلك لا تمنح المحاكاة وطلعات الاستعراض الطيارين تلك اللحظة الحاسمة من الاختبار تحت الضغط الفعلي للحرب.
وإذا كانت هذه الإستراتيجية قد خدمت الصين خلال سنوات صعودها السلمي، فإن اقترابها من لحظة الصدام الفعلي مع خصومها قد يدفع هذا العملاق الهادئ إلى التحوّل قسريا إلى عملاق مقاتل، يُجرّب للمرة الأولى قدراته في ميدان الحرب.. حيث لا مكان للتجريب!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
ناجون بوسنيون يروون شهاداتهم على أهوال معسكر الموت بأومارسكا
تحولت مدينة بريدور البوسنية من واحة للتعايش الحضاري بين الأديان والأعراق إلى مسرح مروع للتطهير العرقي والإبادة الجماعية خلال الحرب البوسنية في التسعينيات. وشهدت هذه المدينة، التي كانت تجسد نموذجا مشرقا للتنوع الثقافي، حيث تتجاور المساجد والكنائس، تحولا جذريا عندما سيطرت القوات الصربية عليها في أبريل/نيسان عام 1992، وهذا أدى إلى إنشاء شبكة من معسكرات الاعتقال أشهرها معسكر أومارسكا سيئ الصيت. وكانت الحياة في بريدور قبل الحرب تمثل نموذجا حيا للانسجام البوسني، حيث عاش المسلمون والصرب والكروات جنبا إلى جنب لعقود طويلة، يتشاركون الأفراح والأحزان ويتزاوجون فيما بينهم دون اعتبار للانتماءات الدينية أو العرقية. ولكن تغير كل ذلك بشكل جذري عندما نفذت القوات الصربية انقلابا مسلحا أطاح بالسلطة المنتخبة، واستولت على المؤسسات الحيوية من شرطة ومحاكم وبنوك، وسيطرت على الإذاعة المحلية التي أصبحت بوقا للدعاية الصربية. واستعرضت حلقة (2025/7/10) من سلسلة "أفلام الجزيرة" هذه المأساة الإنسانية من خلال شهادات مباشرة من الناجين والوثائق التاريخية التي تكشف الطبيعة المنهجية للجرائم المرتكبة. وأوضحت الحلقة كيف تم تحويل منجم الحديد السابق في أومارسكا إلى معسكر اعتقال ضم آلاف المعتقلين من المسلمين والكروات، تحت إدارة قادة مثل ميلادو راديتش الملقب بـ"كراكان" وزوران جيجيتش، الذين أشرفوا على عمليات تعذيب وقتل منهجية. وشكل معسكر أومارسكا نقطة تحول في الكشف عن حقيقة ما كان يجري في البوسنة، خاصة بعد زيارة الصحفيين الأجانب عام 1992. وجاءت هذه الزيارة استجابة لتحدي زعيم صرب البوسنة رادوفان كراديتش ، الذي نفى وجود معسكرات اعتقال ودعا المراسلين الأجانب لزيارة المناطق الصربية والتحقق بأنفسهم. ولكن ما شاهده الصحفيون كان صادما، حيث رأوا مئات الرجال النحيلين في حال يرثى لها، يتناولون وجبة واحدة يوميا من حساء مائي مع قطعة خبز صغيرة. وكشفت الشهادات المروعة للناجين عن طبيعة الحياة داخل المعسكر، إذ تم حشر 600 شخص في غرفة لا تتجاوز مساحتها 150 مترا مربعا، في ظروف لا إنسانية تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة. وتعرض المعتقلون لعمليات تعذيب وحشية على يد الحراس، خاصة في مكان يسمى "البيت الأبيض" حيث كانت تتم عمليات الإعدام الجماعي تحت جنح الظلام. ووصف الناجون كيف كان الحراس يختارون ضحاياهم بشكل عشوائي لممارسة أشكال مختلفة من التعذيب النفسي والجسدي. واستهدفت عمليات الاعتقال والقتل بشكل خاص المثقفين والمتعلمين من أبناء المجتمع البوسني، في إطار إستراتيجية منهجية تهدف إلى تدمير النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع المسلم والكرواتي في المنطقة. وشملت هذه الإستراتيجية أيضا تدمير المعالم الدينية والثقافية، وطرد السكان من منازلهم، وارتكاب جرائم اغتصاب جماعية ضد النساء. وتمكن الصحفيون الأجانب من توثيق جزء من هذه الجرائم رغم القيود المشددة والحراسة المكثفة التي فرضتها السلطات الصربية على زيارتهم. ولكن ما تم تصويره والكشف عنه كان مجرد قمة جبل الجليد مقارنة بحجم الفظائع الحقيقية التي ارتكبت، فقد كان المعسكر يتم تنظيفه وإخفاء الأدلة قبل وصول الوفود الإعلامية، كما تم نقل المعتقلين الأكثر تضررا إلى أماكن أخرى لإخفاء حقيقة أوضاعهم. ردود أفعال وتراوحت ردود أفعال المجتمع الدولي بين الصدمة والاستنكار، وأدى هذا في النهاية إلى تأسيس المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي. كما تمت محاكمة عدد من المسؤولين عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية، لكن أحكام المحكمة لم ترق إلى مستوى توقعات الضحايا وذويهم. وحصل زوران جيجيتش، المتهم بارتكاب أبشع الجرائم، على حكم بالسجن 27 عاما، بينما حصل آخرون على أحكام أخف بكثير مما تستحقه جرائمهم. ولا يزال الناجون يواجهون تحديات نفسية واجتماعية معقدة، إذ يعيش كثير منهم في نفس المناطق التي تضم مرتكبي الجرائم ضدهم. وتحكي إحدى الناجيات كيف اكتشفت أنها تقف في طابور شراء الزهور خلف الرجل الذي اغتصبها في المعتقل، بينما يصف ناج آخر لقاءه العرضي مع من قتل أصدقاءه وإخوانه. ويسود الإنكار ونفي ما حدث في أوساط واسعة من المجتمع الصربي المحلي، حتى من قبل الأشخاص العاديين ناهيك عن أولئك الذين في السلطة. ويرفض كثيرون الاعتراف بما شاهدوه أو علموا به، ويدعون عدم معرفتهم بأي شيء عما جرى، حتى لو كانوا يسكنون بالقرب من المقابر الجماعية أو معسكرات الاعتقال.


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
تحليل يظهر تحسن أداء صواريخ إيران وخامنئي: مستعدون للدبلوماسية والقتال
أظهر تحليل جديد لـ"وول ستريت جورنال" تحسن أداء الصواريخ الإيرانية في اختراق الدفاعات الإسرائيلية، فيما شدد المرشد الأعلى علي خامنئي الأربعاء على استعداد طهران للانخراط في الدبلوماسية وجاهزيتها للقتال في نفس الوقت. ووفق تحليل بيانات لوول ستريت جورنال فإن اختراق صواريخ إيران لدفاعات إسرائيل ارتفع من 8% في بداية الحرب إلى 16% في نهايتها. وقالت الصحيفة إن إيران أطلقت عددا أقل من الصواريخ مع استمرار الحرب، لكن معدل نجاحها ارتفع. وكشف التحليل أن إيران غيرت توقيت ونمط الهجمات ووسعت نطاق انتشار الأهداف جغرافيًا. وعبر التجربة والخطأ، اكتشفت إيران ثغرات في دفاعات إسرائيل الجوية العريقة، وفق صحيفة وول ستريت جورنال. وتُظهر البيانات أن نسبة الصواريخ التي تجاوزت الدفاعات الجوية تضاعفت خلال حرب الـ 12 يومًا، "حيث اكتشفت طهران نقاط ضعف من خلال التجربة والخطأ." وقالت الصحيفة إنه على مدى 12 يوما، اخترقت إيران دفاعات إسرائيل بنجاح متزايد، "مُثبتةً أنه حتى أكثر أنظمة العالم تطورًا قابلة للاختراق". وقد غيّرت طهران تكتيكاتها ووجدت ثغرات في دروع إسرائيل، وفق الصحيفة. جاهزية كاملة في سياق متصل، قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي "سواء دخلنا في ساحة الدبلوماسية أو المواجهة العسكرية فإننا سندخلها باستعداد وجاهزية كاملة". وأضاف "ردنا على أي عدوان من جانب العدو كان دائما حاسما وقويا ويمكن توجيه ضربات أكبر". وكانت إسرائيل شنت عدوانا على إيران في 13 يونيو/حزيران الماضي واستهدفت قواعد ومنشآت عسكرية ومدنية مما أدى لمقتل مئات الأشخاص. ومن جانبها، ردت إيران بتوجيه ضربات صاروخية على مقرات ومنشآت عسكرية وأمنية في إسرائيل، ما أدى لسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى. إعلان وقد تدخل الجيش الأميركي في الصراع لصالح إسرائيل ووجه ضربات قوية لمفاعلات نووية في إيران. وبعد 12 يوما من الحرب، توصلت إيران وإسرائيل لتفاهم حول وقف إطلاق النار بضغط أميركي وبجهود قطرية.


الجزيرة
منذ 15 ساعات
- الجزيرة
إيران تشترط لاستئناف المفاوضات وتعول على الصين والترويكا تلوح بعقوبات
استبعد البرلمان الإيراني استئناف المحادثات مع أميركا قبل تلبية "شروط مسبقة"، في حين لوحت دول الترويكا الأوربية بإعادة فرض العقوبات على طهران، كما تعهدت الصين بمواصلة دعم إيران لحماية سيادتها. وفي طهران قال البرلمان الإيراني في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية اليوم الأربعاء إن المفاوضات مع الولايات المتحدة"ينبغي ألا تبدأ قبل استيفاء شروط مسبقة". وجاء في البيان "عندما تستخدم الولايات المتحدة المفاوضات أداة لخداع إيران والتستر على هجوم عسكري مفاجئ من الكيان الصهيوني (إسرائيل)، لا يمكن إجراء المحادثات مثلما كان في السابق". وحسب البيان "يجب وضع شروط مسبقة ولا يمكن إجراء أي مفاوضات جديدة حتى تنفيذها بالكامل"، لكن البيان لم ولم يذكر البيان تلك الشروط، لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سبق أن قال إنه يجب وجود ضمانات بعدم تنفيذ هجمات أخرى ضد طهران. وكرر عراقجي الأسبوع الماضي موقف طهران بأنها لن توافق على اتفاق نووي يمنعها من تخصيب اليورانيوم ، وسترفض مناقشة الملفات غير النووية مثل برنامجها للصورايخ الباليستية. تلويح بالعقوبات في غضون ذلك نقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء، قوله إن دول الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) ربما تعيد فرض العقوبات على إيران إذا لم يتم حل الخلاف المتعلق بالملف النووي خلال الصيف. وأضاف المتحدث "هناك حاجة لحل دبلوماسي مستدام وقابل للتحقق يأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية للمجتمع الدولي. إذا لم يتم التوصل لمثل هذا الحل خلال الصيف، فآلية العودة السريعة لتطبيق العقوبات هي خيار مطروح أمام الترويكا". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن أمس الثلاثاء أنه ليس في عجلة من أمره للتفاوض مع إيران لأن مواقعها النووية "دمرت"، لكن الولايات المتحدة، بالتنسيق مع الترويكا الأوروبية، وافقت على تحديد نهاية أغسطس/آب المقبل موعدا نهائيا للتوصل إلى اتفاق. إعلان وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس الثلاثاء، إن باريس ولندن وبرلين ستفعل آلية العودة السريعة لعقوبات الأمم المتحدة على إيران، بحلول نهاية أغسطس/آب إذا لم يحدث تقدم ملموس بشأن الاتفاق. تعويل على الصين وفي بكين ناقش وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظيره الصيني وانغ يي تداعيات الحرب الأخيرة مع إسرائيل وتوسيع العلاقات الثنائية بين بلاده والصين. وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها اليوم الأربعاء أن الوزير الصيني أكد خلال اللقاء أن بلاده "ستواصل دعم إيران في مقاومة سياسات الاستقواء والدفاع عن حقوقها عبر المفاوضات". وبحث عراقجي الذي یزور الصین حالیا للمشارکة في الاجتماع الوزاري لمنظمة شنغهاي للتعاون مع نظیره الصیني الیوم استمرارا لمشاوراته مع نظرائه في هذا الاجتماع. وحسب بيان الخارجية الإيرانية "أطلع عراقجي نظيره الصيني على آخر التطورات عقب العدوان على إيران ووقف الأعمال العدائية ، وأكد مسؤولية مجلس الأمن وجميع الحكومات عن القيام بواجباتها في صون السلام والأمن في المنطقة والعالم. وأفاد البيان بأن وزیر الخارجية الصیني أشاد بـ"بحسن نية إيران ونهجها المسؤول والذكي في منع تصعيد التوتر والصراع في المنطقة، مؤکدا موقف الصين الثابت في دعم وحدة أراضي إيران وسيادتها وأمنها الوطني". وأوضح أن موقف الصين المبدئي هو "رفض البلطجة والأحادية واستخدام القوة، ودعم الدبلوماسية والحوار لحل القضايا والنزاعات". كما أكد الوزير الصيني أيضا "استمرار الجهود والمشاورات الثنائية والمتعددة الأطراف لمنع تصعيد التوتر في المنطقة، وأعلن استعداد الصين لتقديم أي مساعدة في هذا الصدد في المحافل الدولية، وخاصة على مستوى مجلس الأمن الدولي". وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي قد أكد أمس أن الصین یمکنها أن تلعب دورا مهما وبناء في أي مسار دبلوماسي یتصل بالملف النووي الإيراني. وخلص تحليل أصدره معهد دراسة الحرب مؤخرا إلى أنه في أعقاب الحرب التي استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل، "تسعى طهران لتعزيز التعاون العسكري مع الصين". كما تشير التقارير إلى أن إيران تدرس شراء مقاتلات صينية لتحديث قوتها الجوية. مع ذلك، نفت وزارة الخارجية الصينية التقارير التي تفيد بأن إيران تحصل على أنظمة دفاع جوي صينية.