logo
أزمة الغاز تقلق القطاع الصناعي.. وخبراء يؤكدون: لا تأثير على الاستخدام المنزلي

أزمة الغاز تقلق القطاع الصناعي.. وخبراء يؤكدون: لا تأثير على الاستخدام المنزلي

عمان نتمنذ 5 أيام

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، خصوصا الحرب العسكرية بين إيران وإسرائيل، أعلنت شركة الكهرباء الوطنية تفعيل خطة الطوارئ لمواجهة تداعيات توقف إمدادات الغاز من حقل "لفيتان" الإسرائيلي، والذي يغذي المملكة بجزء كبير من حاجتها لتوليد الطاقة الكهربائية.
القرار يشمل وقفا مؤقتا لإمدادات الغاز الطبيعي عن المصانع المرتبطة بالشبكة الرئيسية، كإجراء احترازي لتأمين أولويات التزويد بالكهرباء، وسط تأكيدات من الحكومة بوجود بدائل تضمن استمرارية التوليد وتفادي أي انقطاع.
ورغم تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلي بأن الصادرات "قد تستأنف خلال ساعات أو أيام"، فإن الغموض لا يزال يلف المشهد، مما يعزز القلق في الأردن، خاصة في القطاعات الإنتاجية التي تعتمد بشكل مباشر على الغاز.
الطاقة تؤكد الجاهزية... والكهرباء مستمرة
ويؤكد الخبير في مجال الطاقة هاشم عقل أن لـ "عمان نت" أن الأردن يمتلك بدائل فاعلة تضمن استمرار توليد الكهرباء رغم توقف واردات الغاز من "لفيتان"، مشيرا إلى أن اعتماد المملكة على الغاز الطبيعي يبلغ نحو 73% من إجمالي التوليد.
ويشير عقل إلى أن توليد الكهرباء باستخدام الديزل يعد مكلفا، إذ تصل كلفة الكيلوواط الواحد إلى نحو 250 فلسا مقارنة بـ100 فلس عند استخدام الغاز، إلا أن الحاجة لتأمين استمرارية التيار الكهربائي تبرر هذه الخطوة.
ويوضح أن تفعيل خطة الطوارئ يشمل التحول إلى استخدام الوقود الثقيل والديزل، وهي خطوة سبق وأن لجأت إليها المملكة في عام 2011 عقب انقطاع الغاز المصري، ورغم الكلفة المرتفعة لتوليد الكهرباء عبر الديزل حيث تبلغ كلفة الكيلوواط الواحد حوالي 250 فلسا مقابل 100 فلس عند استخدام الغاز فإن تأمين الاستمرارية يبقى أولوية قصوى.
فيما يتعلق بتنوع المصادر الحالي، يبين أن الطاقة المتجددة تشكل 30% من التوليد، بالإضافة إلى 540 ميغاواط من طاقة العطارات 17%، و100 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز المصري، فضلا عن رفع قدرة الربط الكهربائي مع مصر من 200 إلى 400 ميغاواط.
لا مخاوف من انقطاع الكهرباء أو نقص الغاز المنزلي
يطمئن عقل المواطنين بأن المملكة تمتلك هامش أمان كبير بفضل تعدد مصادر الإمداد، سواء في النفط الخام من العراق والسعودية، أو المشتقات النفطية من عدة أسواق، كما أن الأسعار العالمية لم تسجل قفزات حادة حتى الآن، حيث بقيت ضمن نطاق 80 إلى 100 دولار للبرميل.
وحول سيناريو التصعيد الكبير مثل إغلاق مضيق هرمز مثلا، يستبعد عقل اللجوء لهذا الخيار بسبب المصالح الاقتصادية لإيران مع دول شرق آسيا، خصوصا الصين، مشيرا إلى أن الأردن يمكنه تعويض أي نقص عبر زيادة واردات النفط من العراق أو السعودية.
وفيما يتعلق بالغاز المنزلي، يشدد على أن لا علاقة له بالأزمة الحالية، لأنه يستورد من السعودية وينتج من تكرير النفط الخام، ومخزونه الاستراتيجي يكفي لأكثر من 20 يوما، داعيا المواطنين إلى عدم التهافت أو التخزين غير المبرر.
ويؤكد أن المخزونات الاستراتيجية المتوفرة في الأردن من الغاز المسال تكفي لفترة لا تقل عن 20 يوما، والمشتقات النفطية تغطي نحو 30 يوما، مشيرا إلى أن خطوط الإمداد بعيدة عن مناطق النزاع، وبالتالي لا يوجد ما يدعو للقلق.
غياب الوضوح في سياسات الطاقة يهدد تنافسية الصناعة
رغم تطمينات الحكومة إلا أن الخبير الاقتصادي وعضو غرفة صناعة عمان، المهندس موسى الساكت، يحذر في حديثه لـ "عمان نت"، من تداعيات غياب وضوح السياسات الحكومية في قطاع الطاقة على القطاع الصناعي، مؤكدا أن توقف إمدادات الغاز إلى المصانع مؤخرا يسلط الضوء على ضعف استراتيجيات الطوارئ لدى الجهات المعنية.
ويشير الساكت إلى أن شركة الكهرباء الوطنية أعلنت عن خطط بديلة لتوليد الطاقة في ظل توقف الغاز، إلا أن هذه الخطط لا تأخذ بعين الاعتبار الأثر المتوقع على أسعار الطاقة الموجهة للمصانع، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار النفط عالميا، والذي قد يؤدي إلى زيادات لاحقة في كلف الإنتاج.
ويوضح أن قطاع الصناعة تفاجأ بأن الغاز الذي كانت تصله إمداداته، وتصور على أنه "غاز وطني"، تبين أنه مستورد من إسرائيل، مشيرا إلى أن توقف هذا المصدر المفاجئ خلق حالة من الإرباك، وعكس حالة من عدم الشفافية في التصريحات الرسمية حول مصادر الطاقة.
انعدام خطط الطوارئ للقطاع الصناعي
ويؤكد الساكت أن القطاع الصناعي لا يمتلك خطة طوارئ مستقلة في مجال الطاقة، نظرا لاعتماده على الشراكة مع الحكومة في تأمين الإمدادات، لافتا إلى أن المصانع ليست مستوردة مباشرة للطاقة، ولا يسمح لها بمرونة كافية في تركيب أنظمة الطاقة البديلة.
وقال إن هناك حاجة ملحة لمنح المصانع حرية أكبر في إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية، خصوصا وأن القيود السابقة على تركيب هذه الأنظمة ما زالت تقيد العديد من المنشآت، رغم تخفيفها مؤخرا.
ويوضح الساكت أن الطاقة تشكل ما بين 30% إلى 35% من كلفة الإنتاج الصناعي، وهو ما يضع الصناعات الأردنية أمام تحديات تنافسية كبيرة، خاصة في ظل غياب بدائل رخيصة ومستقرة للطاقة، داعيا إلى تنويع المصادر بما يشمل الصخر الزيتي والطاقة الشمسية دون معوقات إدارية أو تنظيمية.
ويضيف أن غياب البدائل الميسرة يرفع كلفة الإنتاج، وبالتالي يقلص قدرة الأردن على تصدير منتجاته أو إبقائها في متناول المستهلك المحلي، مشددا على أن الكلف العالية تعني خسارة تنافسية مهمة في الأسواق المحلية والعالمية.
دعوة لتفعيل مشاريع غاز الريشة والطاقة المتجددة
ويدعو الساكت إلى تسريع العمل في مشروع تطوير حقل غاز الريشة الذي يحتوي على مخزون واعد، معتبرا أن هذا الملف لا يمكن أن يظل بيد القطاع العام وحده، بل يتطلب تعاونا مباشرا مع القطاع الخاص وتسريع الإجراءات الفنية والتنظيمية، وتوفير بيئة تشريعية وتنفيذية داعمة للاستثمار في بدائل الطاقة، لتأمين استقرار الإنتاج الصناعي وتوفير سلع وطنية تنافسية ومستدامة.
كما يشدد على ضرورة السماح للمصانع بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في مواقعها دون الحاجة إلى ربطها بالشبكة الوطنية، موضحًا أن الهدف الأساسي هو تمكين هذه المصانع من إنتاج الكهرباء لتغطية حاجاتها الذاتية، وليس بالضرورة لتصدير الطاقة إلى الشبكة.
تأكيد رسمي على استقرار التوريد
من جانبه، يؤكد رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، المهندس زياد السعايدة، أن جميع محطات التوليد تمتلك مخزونا من الوقود البديل يغطي 20 يوما على الأقل، مع إمكانية تعزيز الكميات أولا بأول لتجنب أي انقطاع.
ويضيف أن تزويد المواطنين والمقيمين بالكهرباء مستمر دون ارتفاع في الكلف، وأن ترشيد الاستهلاك يظل ضرورة دائمة، لا تقتصر على أوقات الأزمات.
ويشدد السعايدة على أن المخزون لا يعني التوقف بعد 20 يوما، بل يتم تعويض النقص فورا، مشيرا إلى الجهوزية العالية للمشغلين، ومحطات التوليد، وشركات التوزيع، في ضمان استمرارية الخدمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذهب يقفز وسط مخاوف اتساع صراع الشرق الأوسط
الذهب يقفز وسط مخاوف اتساع صراع الشرق الأوسط

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

الذهب يقفز وسط مخاوف اتساع صراع الشرق الأوسط

وكالات - السوسنة ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الاثنين، مع إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن، وسط تصاعد المخاوف من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.ووفقا لوكالة أنباء "بلومبرغ " للأخبار الاقتصادية،زاد الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة ليصل إلى 3371.30 دولار للأوقية (الأونصة)، في حين استقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 3387.20 دولار للأوقية.وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة لتصل إلى 36.03 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين 0.3 بالمئة ليصل إلى 1260.78 دولار، ونزل البلاديوم 0.1 بالمئة ليصل إلى 1043 دولارا للأوقية .

تصاعد أسعار الذهب مع إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة
تصاعد أسعار الذهب مع إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة

الانباط اليومية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الانباط اليومية

تصاعد أسعار الذهب مع إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة

الأنباط - ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الاثنين، مع إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن، وسط تصاعد المخاوف من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط. ووفقا لوكالة أنباء "بلومبرغ " للأخبار الاقتصادية،زاد الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة ليصل إلى 3371.30 دولار للأوقية (الأونصة)، في حين استقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 3387.20 دولار للأوقية. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة لتصل إلى 36.03 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين 0.3 بالمئة ليصل إلى 1260.78 دولار، ونزل البلاديوم 0.1 بالمئة ليصل إلى 1043 دولارا للأوقية.

الذهب يصعد مع إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة
الذهب يصعد مع إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة

هلا اخبار

timeمنذ ساعة واحدة

  • هلا اخبار

الذهب يصعد مع إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة

هلا أخبار – ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الاثنين، مع إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن وسط تصاعد المخاوف من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط، إذ تراقب الأسواق عن كثب رد فعل إيران على هجمات أميركية استهدفت منشآتها النووية. وبحلول الساعة 00:20 بتوقيت غرينتش، زاد الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 3371.30 دولار للأونصة. واستقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 3387.20 دولار للأونصة. وتأهب العالم أمس الأحد لرد إيران بعد أن هاجمت الولايات المتحدة المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، لتنضم إلى إسرائيل في أكبر عمل عسكري غربي ضد الجمهورية الإسلامية منذ ثورتها عام 1979، وفقًا لـ 'رويترز'. وفي خطاب بثه التلفزيون، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران من الرد، مشيرا إلى أن أي رد سيؤدي إلى مزيد من الهجمات ما لم توافق إيران على السعي لتحقيق السلام. وتوعدت طهران بالرد، مع استمرار تبادل الصواريخ بين إيران وإسرائيل في مطلع الأسبوع. ووفقا لمسؤولين، قصفت مقاتلات إسرائيلية مواقع عسكرية في غرب إيران، في تسببت الصواريخ الإيرانية في إصابة العشرات وتسوية مبان في تل أبيب بالأرض. في غضون ذلك، ظهر الانقسام الحاد في مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) حول ما إذا كان سيواصل التحوط ضد مخاطر التضخم أو المضي قدما بشكل أسرع في خفض أسعار الفائدة يوم الجمعة في أول تعليقات علنية من صانعي السياسة النقدية بعد قرار في الأسبوع الماضي بتثبيت تكاليف الاقتراض في الوقت الحالي. وطرح ترامب مرة أخرى يوم الجمعة فكرة إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي طالما انتقده لعدم خفض أسعار الفائدة بالقدر الذي يريده. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 36.03 دولار للأونصة. وتراجع البلاتين 0.3% إلى 1260.78 دولار. ونزل البلاديوم 0.1% إلى 1043 دولار للأونصة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store