
بعد استهداف "فوردو ونطنز وأصفهان".. هل انتهت قوة إيران النووية بعد الضربات الأمريكية؟
في تصعيد عسكري غير مسبوق، شنت الولايات المتحدة سلسلة من الضربات الجوية الدقيقة ضد منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، بالتزامن مع تصعيد إقليمي متزايد بين طهران وتل أبيب، هذا التحرك الأمريكي يعيد إلى الأذهان سيناريوهات منع الانتشار النووي بالقوة.
يأتى ذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ضرب المنشآت النووية الإيرانية الثلاثة، وجاء هذا الإعلان على لسان الرئيس الأمريكي ترامب عبر منصة «تروث سوشيال» حيث قال: «موقع فوردو النووي انتهى، لقد أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان».
وأضاف «جميع الطائرات أصبحت الآن خارج المجال الجوي الإيراني، وتم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الأساسي، فوردو».
وتابع: «جميع الطائرات في طريقها الآن إلى الوطن. تهانينا لمحاربينا الأمريكيين العظماء، ولا توجد قوة عسكرية أخرى في العالم كانت قادرة على تنفيذ هذا. الآن هو وقت السلام!».
وبعد هذه الضربات الأمريكية للمنشآت الإيرانية النووية، يبقى السؤال : هل طُويت صفحة القوة النووية الإيرانية؟.
هل باتت فوردو ونطنز وأصفهان، التي كانت تمثل رموزًا لسيادة إيران النووية، رمادًا تحت الغبار الأمريكي ، هل ستتخلى طهران عن مشروعها بسهولة؟.
للإجابة عن تلك الأسئلة لنتعرف على المؤسسات الثلاث وخصائص كل مؤسسة وما تقوم به من وظائف.
فوردو.. الحصن النووي الإيراني
فوردو
تقع منشأة "فوردو" النووية تحت الأرض بالقرب من مدينة قم، جنوب غرب العاصمة طهران، وقد بُنيت على عمق نحو 90 مترًا داخل جبل صخري، الأمر الذي يجعلها من أكثر المنشآت النووية تحصينًا في العالم، دخلت المنشأة الخدمة في عام 2009، وأكّد الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) وجود أنشطة تخصيب فيها منذ ذلك الحين؛ وتعرف بـ الحصن النووي الإيراني.
وأشارت كل التقارير إلى أن فوردو مزوّدة بكل ما يلزم لتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60%، وهي نسبة تقترب بشدة من العتبة المطلوبة لإنتاج سلاح نووي. وتُعدّ المنشأة عنصرًا رئيسيًا في قدرة إيران على تنفيذ "الاختراق النووي" في حال قررت المضي قدمًا نحو تصنيع قنبلة نووية.
وكشفت مصادر أمريكية أن الضربة استهدفت أنظمة التهوية والكهرباء والمولدات الداخلية، مما أدى إلى توقف الأنشطة بالكامل، وتعطُّل أجهزة الطرد المركزي وتعقيد إمكانية استئناف العمل في المدى القريب، رغم الحماية الجغرافية للموقع، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن موقع فوردو انتهى.
الموقع والبنية:
تقع منشأة "فوردو" النووية على بُعد نحو 30 كيلومترًا شمال شرق مدينة قم، وقد شُيّدت بالكامل داخل جبل يبلغ ارتفاعه نحو 1750 مترًا. وتغطي الموقع طبقة صخرية وبركانية صلبة بسمك يزيد على 80 مترًا، ما يمنحه مستوى استثنائيًا من التحصين ويجعل من "فوردو" واحدة من أكثر المنشآت النووية تحصينًا في إيران.
الوظيفة الفنية:
تضم المنشأة قاعتين تحت الأرض مصممتين لاستيعاب قرابة 3000 جهاز طرد مركزي من طراز IR-1، وتُستخدم لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من العتبة المطلوبة للاستخدام العسكري.
الأهمية الاستراتيجية:
تمثّل "فوردو" هدفًا محوريًا لأي تحرك عسكري يهدف إلى منع إيران من بلوغ مرحلة التسلّح النووي، لما تتمتع به من قدرات متقدمة وموقع محصّن يُصعّب تدميرها بالضربات التقليدية.
و موقع فوردو من خصائصه ما يلي :
مرفق لتخصيب اليورانيوم.
شُيد في عمق الجبال القريبة من مدينة قم.
يقع على بعد 180 كيلومترا جنوب طهران.
موجود على عمق بين 60-90 مترا تحت الأرض.
ضاعفت إيران عدد أجهزة الطرد المركزي في الموقع.
ينتج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%
نطنز.. الضربة الأكثر إيلامًا
نطنز
الموقع النووي الإيراني الثاني، الذي أعلن ترامب تدميره هو منشأة نطنز، المعروفة بقلب البرنامج النووي الإيراني.
وتعرضت "نطنز" لضربات مركّزة استهدفت البنية التحتية وأجهزة الطرد المركزي من الجيلين السادس والسابع.
وضمت "نطنز" آلاف أجهزة الطرد المركزي، وكانت مركزًا رئيسيًا لتخصيب اليورانيوم.
كما ضمت المنشأة مرفقًا لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض، يتمتع بدرع خرساني بسمك يقدر بحوالي 7.6 أمتار، وقد بُني هذا المرفق على عمق يتراوح بين 40 و50 مترًا تحت سطح الأرض، وفقًا لما صرّحت به السلطات الإيرانية، وذلك بهدف حماية السكان وتأمين المنشأة من الهجمات الجوية.
وكُشف عن وجود هذه المنشأة لأول مرة في عام 2002 بواسطة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وفي يونيو 2025، وأفادت وكالة رويترز بوقوع انفجارات في محيط المنشأة خلال الضربات الإسرائيلية على إيران، وهو ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أعلنت أن الموقع تعرض بالفعل لهجوم خلال تلك الغارات.
وأفادت تقارير استخباراتية بأن ما لا يقل عن 70% من المنشأة تضرر، بينها خطوط إنتاج حيوية، وأشار الخبراء إلى أن إعادة تشغيل نطنز قد تحتاج أشهرًا إلى سنوات، بسبب حجم الأضرار ونوعية المعدات التي استُهدفت.
الموقع والبنية:
يقع مفاعل "نطنز" النووي في وسط إيران، بالقرب من مدينة كاشان، وهو مشيَّد جزئيًا تحت الأرض على عمق نحو 8 أمتار. يتمتع بحماية إضافية من خلال سقف ترابي وخرساني بسماكة تصل إلى 22 مترًا، وتحيط به تضاريس جبلية تمنحه غطاءً طبيعياً ضد الهجمات الجوية.
الوظيفة الفنية:
يتألف الموقع من معملين، أحدهما رئيسي والآخر تجريبي، ويضم أكثر من 14 ألف جهاز طرد مركزي تنتمي إلى أجيال مختلفة، مثل IR-1 وIR-2m وIR-4 وIR-6. ويُعدّ نطنز مركز التخصيب الصناعي الرئيسي في إيران.
الأهمية الاستراتيجية:
يتولى نطنز مسؤولية إنتاج النسبة الأكبر من اليورانيوم منخفض التخصيب في إيران، إضافةً إلى كونه موقعًا محوريًا لتطوير وتحديث أجهزة الطرد المركزي، ما يجعله أحد الأعمدة الأساسية للقدرة النووية الإيرانية.
وموقع نطنز النووي من خصائصه ما يلي :
الموقع الإيراني الأكبر لتخصيب اليورانيوم.
يقع على بعد 250 كيلومترا جنوب طهران.
مساحته 3 كيلومترات مربعة.
يقع على عمق 3 طوابق تحت الأرض.
يستوعب 50 ألف جهاز طرد لإنتاج اليورانيوم المستخدم بوقود المفاعلات النووية.
أصفهان.. ضربة للقدرات المستقبلية
أصفهان
منشأة أصفهان النووية واحدة من أهم منشآت تحويل اليورانيوم في إيران، وتشكل نقطة البداية لدورة الوقود النووي، وكانت تستخدم في تحويل خام اليورانيوم إلى غاز التخصيب (UF6).
كما يتم فيها تنقية اليورانيوم من الشوائب هناك من أجل تحويله كيميائياً إلى غاز هكسا فلورايد اليورانيوم ومن ثم يتم، تبريده وتنظيفه إلى أن يصير صلباً، وركزت الضربات على وحدات الإنتاج والمخازن ومرافق التبريد.
وتشير التقارير الأولية لتوقف شبه كامل للمصنع، وخسارة كميات من المواد الخام المشعّة.
الموقع والبنية:
يقع الموقع النووي جنوب مدينة أصفهان، على هضبة جافة ومعزولة عن المناطق السكنية. ورغم موقعه الاستراتيجي، إلا أنه يفتقر إلى التحصين أو الدفن تحت الأرض، ما يجعله أكثر عرضة للهجمات.
الوظيفة الفنية:
يحتوي المجمع على مجموعة من المنشآت الحيوية، تشمل: مصنع تحويل اليورانيوم (UCF)، مصنع إنتاج وقود مفاعلات البحث، مصنع تغليف الوقود المعدني، بالإضافة إلى ثلاثة مفاعلات بحثية متخصصة.
الأهمية الاستراتيجية:
يشكّل الموقع مركز الثقل في البنية التحتية للأنشطة البحثية والتصنيعية في البرنامج النووي الإيراني، حيث يوفّر المواد الخام الأساسية التي تُغذي منشأتي نطنز وفوردو بالتقنيات والمواد اللازمة لعمليات التخصيب والإنتاج.
وموقع أصفهان النووي من خصائصه ما يلي :-
مركز للتكنولوجيا النووية.
يضم مصنع إنتاج الوقود ومنشأة لتحويل اليورانيوم المغذي لأجهزة الطرد المركزي.
يحوي معدات صنع معدن اليورانيوم، المستخدم في تصميم قلب القنبلة النووية.
هل انتهت القوة النووية الإيرانية؟
الضربات الأمريكية، وفق مراقبين، كانت دقيقة ومركّزة بشكل يستهدف تعطيل البرنامج دون إشعال حرب شاملة لكن يبقى السؤال، هل فقدت إيران قوتها النووية ؟، هل فقدت المعرفة النووية أو قدرات التخصيب؟.
وأصدرت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بيان في أعقاب تعرض 3 مواقع نووية في البلاد لضربات أمريكية، أكدت فيه أن الهجمات الأميركية "لن توقف الأنشطة النووية".
وقال بيان الهيئة: "على إثر الهجمات الوحشية للعدو الصهيوني خلال الأيام الماضية، تم في فجر (الأحد) مهاجمة المواقع النووية في البلاد في فوردو ونطنز وأصفهان، عبر عمل وحشي ومخالف للقوانين الدولية، خاصة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، من قبل أعداء إيران".
وأضاف البيان: "هذا الإجراء المخالف للقوانين الدولية تم للأسف في ظل لا مبالاة، بل ومواكبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وتابعت الهيئة: "العدو الأمريكي، عبر الفضاء السيبراني، وعلى لسان رئيس جمهورية هذا البلد، تحمل مسؤولية الهجوم على المواقع المذكورة، التي تقع تحت الرقابة المستمرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بموجب اتفاقية الضمانات ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية".
وقالت: "من المتوقع أن يدين المجتمع الدولي هذه التصرفات الخارجة عن القانون، المبنية على منطق الغاب، وأن يقف إلى جانب إيران في استيفاء حقوقها المشروعة".
وأكدت الهيئة "لشعب إيران العظيم، أنه رغم المؤامرات الخبيثة للأعداء، وبهمة آلاف العلماء والمتخصصين الثوريين والمتحفزين، لن تسمح بتوقف مسار تنمية هذه الصناعة الوطنية، التي هي ثمرة دماء شهداء الطاقة النووية".
واختمت بيانها قائلة: "هذه الهيئة، في سبيل الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني النبيل، وضعت في جدول أعمالها اتخاذ الإجراءات اللازمة، بما في ذلك المتابعات القانونية".
إخلاء المنشآت النووية منذ فترة
كما كشف التلفزيون الإيراني أنه تم إخلاء المنشآت النووية الـ3 في نطنز وفوردو وأصفهان منذ فترة.
وقال نائب مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية حسن عابديني: "إيران أخلت المواقع النووية الثلاثة منذ فترة"، وأضاف عابديني: "استنتاج ترامب بأن إيران لم تعد تمتلك تكنولوجيا نووية خاطئ".
وتابع: "كانت إيران قد أعلنت سابقا أنها أخلت هذه المواقع، لأنه في حال استهدافها ستسبب تلوثا إشعاعيا وستشكل خطرا على مواطنينا".
وأشار عابديني إلى أنه في حال صح ادعاء ترامب بأنه تم تدمير المواقع "فالأضرار طفيفة لأن المواد المشعة أُخليت من هناك"، واختم قائلا: "هذا الإجراء مخالف للقانون الدولي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 35 دقائق
- صحيفة الخليج
إيران تتهم الولايات المتحدة بـ«نسف الدبلوماسية»
طهران-أ ف ب اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الولايات المتحدة الأحد بـ«نسف الدبلوماسية» عبر شنّها ضربات على ثلاث منشآت نووية في الجمهورية الإسلامية. وقال عراقجي في منشور على منصة إكس «الأسبوع الماضي كنا نجري مفاوضات مع الولايات المتحدة عندما قررت إسرائيل نسف تلك الدبلوماسية. هذا الأسبوع، أجرينا مباحثات مع الدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي عندما قررت الولايات المتحدة أن تنسف تلك الدبلوماسية». وأضاف تعقيباً على دعوات غربية لإيران للعودة الى طاولة التفاوض «كيف يمكن لإيران أن تعود الى شيء لم تتركه قط، ناهيك عن نسفه؟». وفي وقت سابق اليوم الأحد، أكد الرئيس دونالد ترامب أن الضربات الجوية الأمريكية على إيران، الأحد، دمرت بشكل تام وكامل ثلاث منشآت نووية مستهدفة، وهدّد بضربات أخرى أشدّ إذا لم تسع طهران إلى السلام، أو إذا بادرت إلى الردّ. وفي خطاب متلفز من البيت الأبيض بعد انضمام بلاده إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية على إيران، وصف ترامب الهجمات الأمريكية بأنها نجاح عسكري باهر. وكان ترامب أعلن قبيل ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن طائرات أمريكية ضربت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران. وتعهدت إيران بالردّ على القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة إذا تدخلت واشنطن في الحرب.


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
مصدر عراقي لـ«العين الإخبارية »: أمريكا تخفض عدد موظفيها ببغداد
كشف مصدر مقرب من وزارة الخارجية العراقية لـ"العين الإخبارية"، عن أن السفارة الأمريكية في العراق بدأت بخفض جديد في عدد موظفيها. وأشار المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى أن التقليص يأتي نتيجة تزايد التهديدات والمخاوف الأمنية في ضوء التصعيد الأخير في المنطقة، مضيفاً أن العملية مستمرة وقد تشمل خطوات إضافية في الأيام المقبلة. وجاءت تلك الخطوة عقب الضربة التي وجهتها واشنطن لـ3 منشآت نووية إيرانية فجر الأحد، في إطار الحرب المستمرة بين إيران وإسرائيل منذ 13 يونيو/حزيران الجاري. وفي وقت سابق اليوم الأحد أقرت إيران بتعرض 3 من منشآتها النووية لقصف أمريكي، لكنها قللت من الأضرار التي لحقت بها. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الأحد قصف 3 مواقع نووية إيرانية، هي: "فوردو" ونطنز وأصفهان. وبينما قال عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني إن بلاده "تحتفظ بكافة الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها"، حذر ترامب إيران من الإقدام على أي خطوة للرد على الضربة التي وجهتها لها واشنطن. aXA6IDE5OC4xNTQuOTIuMTg0IA== جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
«حروب البيتزا».. هكذا تكشف «طلبات المطاعم» عن قرارات البنتاغون
هل تريد أن تعرف ما إذا كانت الحرب على وشك أن تندلع؟ راقب طلبات البيتزا من المطاعم القريبة من البنتاغون وبحسب مجلة ناشيونال إنترست، لا توجد مطاعم بيتزا داخل مبنى البنتاغون نفسه، مما يعني أن وزارة الدفاع تلجأ إلى طلب كميات ضخمة من البيتزا من المطاعم المحلية خلال الأحداث التي تتطلب حضورًا كاملاً من الموظفين. وقبل يوم واحد من شنّ إسرائيل حملتها الجوية الضخمة ضد إيران الأسبوع الماضي، صرّح الرئيس دونالد ترامب للصحفيين في مركز كينيدي أن الولايات المتحدة بدأت في إجلاء عائلات العسكريين من منطقة الشرق الأوسط، قائلاً: "قد تصبح مكانًا خطيرًا". كان البيت الأبيض قد تلقى إحاطة من إسرائيل تُفيد بأن الهجوم على إيران بات وشيكًا، وبينما أعطى تحذير ترامب بعض الإشارات للعامة، ظهرت إشارة أخرى بالقرب من البنتاغون. كانت تلك الإشارة هي البيتزا. وبحسب التقرير، فقد ارتفعت طلبات البيتزا في المطاعم القريبة من البنتاغون، وهي حقيقة لاحظها أولاً حساب "تقرير بيتزا البنتاغون" على منصة إكس، والذي يتتبع طلبات الوجبة الشهيرة بناءً على مصادر معلومات مفتوحة. ورغم أن هذه البيانات ليست علمية بأي حال، إلا أن طلبات البيتزا كانت تاريخيًا مؤشراً غير مباشر — ولكن واضح — على أن أمرًا كبيرًا على وشك الحدوث. فعلى سبيل المثال، ارتفعت طلبات البيتزا العام الماضي عندما شنت إيران هجومها الصاروخي على إسرائيل. تاريخ طويل لبيتزا الأزمات في البنتاغون يعود أول توثيق لارتفاع مفاجئ في طلبات البيتزا بالقرب من البنتاغون إلى أكتوبر/تشرين الأول 1983، في الليلة التي سبقت غزو إدارة ريغان لجزيرة غرينادا. فقد تضاعفت الطلبات تقريبًا مقارنة بليلة عادية. وتكررت الظاهرة نفسها قبيل انطلاق عملية "القضية العادلة"، وهي غزو بنما في ديسمبر/ كانون الأول 1989. ومنذ ذلك الحين، يواصل الصحفيون والمحللون مراقبة أي نشاط مسائي أو ليلي غير اعتيادي بالقرب من البنتاغون — ويشمل ذلك عمليات توصيل البيتزا أو الارتفاع المفاجئ في الطلبات. فرانك ميكس، الذي كان يملك حوالي 60 فرعًا من سلسلة دومينوز بيتزا في منطقة واشنطن العاصمة، قال إنه لاحظ زيادة كبيرة في الطلبات قبل غزو العراق للكويت في أغسطس/آب 1990. لكن الطلبات في تلك الحالة، لم تكن موجهة إلى البنتاغون، بل إلى مقر وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في لانغلي، فيرجينيا. ثم بعد ستة أشهر، وأثناء تحضيرات الولايات المتحدة لعملياتها القتالية ضد العراق، لوحظت زيادة كبيرة في الطلبات الليلية إلى البنتاغون. واستمر هذا النمط خلال أزمة كوسوفو عام 1998، بل إن مذيع شبكة سي إن إن وولف بليتزر، الذي عمل سابقًا كمراسل للبنتاغون، علّق قائلاً: "الخلاصة للصحفيين — راقبوا طلبات البيتزا دائمًا". كيف تطعم جيشًا من الموظفين؟ يُعدّ البنتاغون، الذي يمثل المقر الرئيسي لوزارة الدفاع الأمريكية، ثاني أكبر مبنى إداري في العالم حاليًا، بعدما خسر المركز الأول في عام 2023 لصالح بورصة سورات للماس في الهند. وتبلغ مساحته الداخلية حوالي 6.5 مليون قدم مربعة، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف حجم مبنى إمباير ستيت. ونظرًا لحجمه الهائل وعدد موظفيه الكبير، لا يعاني البنتاغون من نقص في أماكن تناول الطعام. فبدلاً من قاعة طعام تقليدية، يحتوي على "ساحة الطعام المركزية، والتي تضم عددًا من مطاعم الوجبات السريعة، بالإضافة إلى سلسلة مطاعم محلية متخصصة في المطبخ الشرق أوسطي، "لبناني تافرنا". وفي داخل المبنى، توجد مطاعم أخرى مثل ماكدونالدز وتاكو بل وباندا إكسبريس، وكلها لا يمكن الوصول إليها إلا من قبل الموظفين الفيدراليين العاملين في البنتاغون. برغم كل ذلك لا يوجد أي مطعم بيتزا داخل البنتاغون، ولا يزال السبب وراء غياب خيار البيتزا عن المبنى غير واضح. aXA6IDE5NC4zOC4yNC4yMCA= جزيرة ام اند امز FR