logo
أستراليا: فوز حزب العمال الحاكم في الانتخابات وهزيمة منافسه "الترامبي"

أستراليا: فوز حزب العمال الحاكم في الانتخابات وهزيمة منافسه "الترامبي"

جريدة الايام٠٤-٠٥-٢٠٢٥

سيدني- أ ف ب: فاز رئيس الوزراء الأسترالي اليساري أنتوني ألبانيزي أمس في الانتخابات العامة بعد حملة طغت عليها مشاكل التضخم والرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة.
واختار غالبية الأستراليين حزب العمال بقيادة ألبانيزي (62 عاما) على حساب التحالف الليبرالي الوطني اليميني بقيادة بيتر داتون (54 عاما).
وحزب العمال في طريقه إلى تحقيق غالبية برلمانية واسعة قد تتجاوز التوقعات، إذ إن زعيم المعارضة داتون خسر حتى مقعده التشريعي.
وقال ألبانيزي في خطاب النصر أمام حشد صاخب "اليوم، صوّت الشعب الأسترالي لصالح القيم الأسترالية. من أجل العدالة والطموح والفرصة للجميع".
وأضاف "في هذا الوقت من عدم اليقين العالمي، اختار الأستراليون التفاؤل والعزيمة".
واحتفل أنصار حزب العمال المتحمسون في سيدني، وهم يهتفون بلقبه "ألبو" عندما تم إعلان النتائج على شاشة التلفزيون.
ووعد أنتوني ألبانيزي بدعم الطاقات المتجددة، ومعالجة أزمة الإسكان المتفاقمة، وضخ الأموال في نظام الرعاية الصحية المتدهور.
أما زعيم الحزب الليبرالي وضابط الشرطة السابق بيتر داتون فتعهد خفض الهجرة ومكافحة الجريمة وإنهاء حظر طويل الأمد على الطاقة النووية.
كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاضرا بقوة منذ الأيام الأولى للحملة الانتخابية، في ظل اهتمام عالمي لمعرفة ما إذا كانت الفوضى الاقتصادية الناجمة عن الرسوم الجمركية ستؤثر على النتيجة.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيدني هنري ماهر لوكالة فرانس برس "في أوقات عدم الاستقرار، نتوقع أن يتمسك الناس بالحاكم الذي يشغل المنصب".
وأثارت وعود داتون بتقليص حجم الإدارة العامة استياء كثيرين، بعدما أدت تخفيضات مماثلة بقيادة إيلون ماسك إلى حالة من الفوضى في الولايات المتحدة.
كما أن اقتراحه الرائد بإنشاء مفاعلات نووية في مختلف أنحاء أستراليا اعتُبر على نطاق واسع أنه يشكل عبئا.
وقال ألبانيزي مساء السبت بالتوقيت المحلي "ستختار حكومتنا الطريقة الأسترالية".
وأضاف "لسنا بحاجة إلى التوسل، أو الاقتراض، أو النسخ من أي مكان آخر. ولا نطلب وحيا من الخارج".
حتى قبل فرز الأصوات الأولى، تزايدت التكهنات حول مصير بيتر داتون السياسي إذا خسر الانتخابات.
وقال داتون في خطاب أمام أنصاره "لم نحقق أداء جيدا بما فيه الكفاية في هذه الحملة - وهذا واضحٌ الليلة، وأتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك".
وأظهر بعض استطلاعات الرأي أن دعم داتون يتراجع بسبب ترامب الذي أشاد به هذا العام ووصفه بأنه "مفكر كبير" له "ثقل" على الساحة العالمية.
وقال الناخب آلان ويتمان (59 عاما) قبل الإدلاء بصوته السبت "دونالد ترامب مجنون مثل ثعبان مقطوع الرأس، ونحن جميعا نعلم ذلك".
وأضاف "علينا أن نتعامل مع هذا الأمر بحذر".
والتصويت إلزامي، ويعاقب على التخلف عنه بغرامة قدرها 20 دولارا أستراليا (13 دولارا أميركيا)، ما يؤدي عادة إلى مشاركة تتجاوز 90 في المئة.
مع شعور الأستراليين بالتوتر بسبب ترامب، تبنى كل من داتون وألبانيزي لهجة أكثر عدوانية تجاهه.
وقال داتون في نيسان الماضي "إذا كنت بحاجة إلى خوض معركة مع دونالد ترامب أو أي زعيم عالمي آخر، من أجل تعزيز مصالح أمتنا، فسأفعل ذلك على الفور".
ودان ألبانيزي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي باعتبارها "ضررا اقتصاديا ذاتيا" و"خطوة لا يقدم عليها صديق".
هيمنت المخاوف الاقتصادية في تحديد خيار العديد من الأسر الأسترالية التي تواجه صعوبات في ظل ارتفاع أسعار الحليب والخبز والكهرباء والبنزين.
وقالت الناخبة روبين نوكس لوكالة فرانس برس في مدينة بريزبن "كلفة المعيشة مرتفعة للغاية في الوقت الحالي. لذلك، تُعدّ الضرائب أيضا أمرا بالغ الأهمية، وكذلك أسعار البنزين وجميع السلع الأساسية".
وأعرب الناخب جاريد بيل عن مخاوف مماثلة، قائلا إن "محلات البقالة لدينا أصبحت بالتأكيد أكثر كلفة بكثير مما كانت عليه قبل عامين".
وتبنت حكومة أنتوني ألبانيزي الجهود العالمية لإزالة الكربون، محذّرة من مستقبل لا مكان فيه لصادرات خام الحديد والفحم الملوث.
أما بيتر داتون فاقترح خطة بقيمة 200 مليار دولار لبناء سبعة مفاعلات نووية على نطاق صناعي، ما يلغي الحاجة إلى زيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هجوم روسي كثيف على كييف وسط تبادل جديد للأسرى
هجوم روسي كثيف على كييف وسط تبادل جديد للأسرى

جريدة الايام

timeمنذ 15 ساعات

  • جريدة الايام

هجوم روسي كثيف على كييف وسط تبادل جديد للأسرى

كييف -أ ف ب: أصيب ما لا يقل عن 15 شخصا بجروح في هجوم كثيف شُن بواسطة مسيّرات وصواريخ روسية في كييف صباح السبت، قبيل إجراء الطرفين المتحاربين المرحلة الثانية من عملية تبادل أسرى قياسية. وأكدت القوات الجوية الأوكرانية السبت إسقاط ستة صواريخ و245 مسيرة هجومية روسية خلال الليل استهدفت خصوصا العاصمة كييف، وقالت في بيان إن "الدفاعات الجوية أسقطت ستة صواريخ بالستية من طراز اسكندر أم/كاي ان-23 وصدت 245 مسيرة معادية من طراز شاهد"، من إجمالي 14 صاروخا بالستيا و250 مسيرة. وأكدت أن العاصمة كييف كانت "الهدف الرئيسي" لهذا الهجوم. وسمع صحافيو وكالة فرانس برس دوي انفجارات خلال الليل. وأشار رئيس البلدية والإدارتان العسكرية والمدنية في كييف إلى اندلاع حرائق عدة وسقوط حطام صواريخ ومسيّرات على أبنية في عدد كبير من أحياء المدينة. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها ضربت خلال الليل "مؤسسات في المجمع الصناعي العسكري" و"مواقع لأنظمة باتريوت المضادة للطائرات" سلمتها واشنطن إلى أوكرانيا. ورأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت في منشور على إكس "إن وحدها عقوبات إضافية تستهدف قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي ستجبر موسكو على وقف إطلاق النار"، مضيفا أن "سبب إطالة أمد الحرب يكمن في موسكو". وأتت هذه الهجمات فيما باشرت روسيا وأوكرانيا تبادلا قياسيا للأسرى ينبغي أن يشمل "ألف أسير" من كل جانب على ثلاثة أيام. وهذا التبادل هو النتيجة الملموسة الوحيدة التي افضت إليها المباحثات بين الروس والأوكرانيين في اسطنبول في منتصف أيار. وأعلنت كييف وموسكو السبت تبادل 307 أسرى من كل جانب. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على منصة "إكس"، "خلال يومين، أُعيد 697 شخصا. ونتوقع أن تستمر عملية التبادل غدا". من جانبه، أعلن الجيش الروسي أن جنوده الـ307 الذين شملتهم عملية التبادل السبت موجودون حاليا في بيلاروس المجاورة لأوكرانيا، حيث يتلقون مساعدة طبية ونفسية قبل عودتهم إلى روسيا. وشملت المرحلة الأولى من عملية التبادل الجمعة 270 عسكريا و120 مدنيا من كل جانب. في منطقة تشيرنيغيف التي اقتيد إليها الأوكرانيون المفرج عنهم من جانب الروس الجمعة، كان مئات الأشخاص، غالبيتهم من النساء، بانتظارهم وهم يحملون لافتات وصورا، على ما أفاد أحد صحافيي وكالة فرانس برس. والبعض كان يصرخ ويبكي. وقد رحبوا مهللين بالحافلات التي امتلأت برجال بدا عليهم النحول. وتعطي روسيا معلومات قليلة جدا عن مصير الأسرى الأوكرانيين وتحمل كل عملية تبادل مفاجآت، على ما قال مسؤول أوكراني رفيع المستوى لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته. وأضاف "تتضمن كل عملية تبادل أشخاصا لم نسمع عنهم شيئا. يعيدون أحيانا اشخاصا كانوا في قائمة المفقودين أو الذين اعتبروا في عداد القتلى". وأكد زيلينسكي في كلمته المسائية الجمعة أنها "أكبر عملية تبادل" منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا في شباط 2022. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن عملية التبادل هذه مؤكدا أنه يريد دفع الطرفين المتحاربين إلى التفاوض لوقف "إراقة الدماء" في أسرع وقت ممكن. وكتب الرئيس الأميركي عبر شبكته "تروث سوشال"، تهانينا إلى الجانبين. هل يؤدي ذلك إلى شيء ضخم؟؟؟". أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقال الجمعة إن موسكو التي تحتل 20 % من الأراضي الأوكرانية، تعمل على وثيقة تعرض "شروط اتفاق مستدام وشامل وطويل الأمد لتسوية" النزاع ستنقل إلى أوكرانيا ما أن تنجز عملية تبادل الأسرى. في المقابل ستعرض كييف شروطها أيضا لإنهاء النزاع. تزامنا، تستمر المعارك على الجبهة، حيث يواصل الجيش الروسي المتفوّق عديدا وعتادا، التقدم ببطء في مناطق معينة، على الرغم من تكبده خسائر كبيرة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت السيطرة على قريتي ستوبوتشكي وأودراني الأوكرانيتين، في منطقة دونيتسك الشرقية التي ما زالت مركز الاشتباكات. وعلى بعد أكثر من 300 كيلومتر، أعلنت الوزارة السبت أيضا أن قواتها سيطرت على بلدة لوكنيا، في منطقة سومي (شمال شرق)، المتاخمة لروسيا، حيث قالت موسكو إنها تريد إنشاء منطقة عازلة لمنع التوغلات الأوكرانية في أراضيها.

قادة فصائل فلسطينية يغادرون دمشق بعد تضييقات من السلطات السورية
قادة فصائل فلسطينية يغادرون دمشق بعد تضييقات من السلطات السورية

جريدة الايام

timeمنذ 2 أيام

  • جريدة الايام

قادة فصائل فلسطينية يغادرون دمشق بعد تضييقات من السلطات السورية

دمشق - أ ف ب: غادر قادة فصائل فلسطينية كانت مقربة من الحكم السابق في سورية وتتلقى دعماً من طهران، دمشق، وفق ما أكدت مصادر فلسطينية لوكالة فرانس برس، بعد تضييق السلطات عليهم وتسليم الفصائل سلاحها. وكانت واشنطن طلبت من السلطات السورية قبيل رفع العقوبات الاقتصادية عن سورية ترحيل المنظمات الفلسطينية المتعاونة مع طهران. وأكّد قيادي في فصيل فلسطيني، رفض الكشف عن هويته وأصبح خارج دمشق، أن "معظم قادة الفصائل الفلسطينية التي تلقت دعماً من طهران غادروا دمشق" إلى دول عدة بينها لبنان. وعدّد من بين هؤلاء خالد جبريل، نجل مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة، وخالد عبد المجيد، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي في سورية، وزياد الصغير، الأمين العام لحركة "فتح الانتفاضة". وتنضوي تلك الفصائل مع مجموعات أخرى من لبنان والعراق واليمن في إطار ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده طهران، التي كانت أبرز داعمي الأسد. وأوضح القيادي الفلسطيني أن قادة الفصائل المعنية "لم يتلقّوا أي طلب رسمي من السلطات بمغادرة الأراضي السورية، لكنهم تعرّضوا لمحاولات تضييق، وتمّت مصادرة ممتلكات تابعة لفصائلهم ومقدراتها، عدا اعتقال زملائهم"، مضيفاً: "باتت تلك الفصائل ممنوعة من العمل بحكم الأمر الواقع". ولم ترد السلطات السورية على طلب فرانس برس التعليق. وبدأت سورية تستضيف فلسطينيين منذ العام 1948، أي بعد ما يُعرف بالنكبة، واستقرّت قيادة بعض الفصائل الفلسطينية في سورية منذ منتصف الستينيات. واتُهمت دمشق خلال السنوات التالية بتغذية الانقسامات داخل الفصائل، واستخدام الورقة الفلسطينية لمصالحها السياسية. قبل اندلاع النزاع في سورية في العام 2011، شكّلت دمشق قاعدة رئيسية لحركة "حماس"، لكن هذه الأخيرة أقفلت معظم مقراتها في سورية في العام اللاحق وغادرت البلاد على خلفية تدهور علاقتها مع الحكم السابق ودعمها معارضي الأسد. وانقسم الفلسطينيون على الأرض، خصوصاً في مخيم اليرموك في جنوب دمشق، بين مؤيد للمعارضة ومؤيد للسلطات، وقاتلوا إلى جانب الطرفين. اليوم، تغيب رايات الفصائل الفلسطينية عن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين حيث يشهد الدمار على ضراوة المعارك خلال سنوات النزاع الأولى، وتبدو مقرّات الفصائل مقفلة ولا وجود لمسلحين قربها. ويتكرّر المشهد قرب مقار معروفة لفصائل عدّة في عدد من أحياء دمشق، وفق مصوري فرانس برس. ويقول علي ناصر، ستيني من سكان المخيم: "لم يبق أحد من الفصائل، جميعها خرجت، وحتى سياسياً لم يعد لها دور". ويؤكد القيادي الفلسطيني أن السلطات السورية الجديدة "صادرت ممتلكات معظم الفصائل من منازل شخصية ومقرات وسيارات، ومعسكرات تدريب في ريف دمشق ومحافظات أخرى". ويوضح أن الفصائل "سلّمت السلاح الموجود في مقراتها أو لدى كوادرها بالكامل" إلى السلطات التي تسلمّت كذلك "قوائم بأسماء من لديه قطع فردية من عناصر الفصائل وطالبت بها". وحضّت واشنطن، التي تصنّف فصائل فلسطينية عدة منظمات "إرهابية"، السلطات الجديدة في دمشق على "منع إيران ووكلائها من استغلال الأراضي السورية". وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره السوري أحمد الشرع خلال لقائهما في الرياض بـ"ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين"، وفق البيت الأبيض. وقال مصدر فلسطيني في دمشق: إنه بعد الإطاحة بالأسد "جمعنا أسلحة عناصرنا بأنفسنا وسلمناها.. لكننا أبقينا على سلاح فردي خفيف للحماية وليس للقتال، وذلك بموافقة" السلطات. وقال مصدر فلسطيني آخر في دمشق: "لا يوجد أي تعاون بين معظم الفصائل الفلسطينية والإدارة السورية" حالياً، مضيفاً: "غالباً ما يكون الردّ على تواصلنا معها بارداً أو متأخراً، ونشعر أننا ضيوف غير مرحب بنا". وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي في 22 نيسان أن السلطات السورية اعتقلت اثنين من قادتها، هما: مسؤول الساحة السورية خالد خالد، ومسؤول اللجنة التنظيمية ياسر الزفري. وقال القيادي في الحركة هيثم أبو الغزلان لفرانس برس: إنهما ما زالا معتقلين "من دون أسباب مقنعة"، لافتاً إلى "جهود تبذل على أكثر من صعيد لتأمين الإفراج" عنهما. وفي الثالث من أيار، أوقفت السلطات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة طلال ناجي لساعات، وفق ما أفاد مسؤولون في الفصيل حينها. وتبقى حركة "فتح"، والتي لا وجود نافذاً لها في سورية، بمنأى عن التضييق، وفق المصادر الفلسطينية. وكان الرئيس الفلسطيني زار دمشق والتقى الشرع في 18 نيسان. قبل اندلاع النزاع عام 2011، ناهز عدد اللاجئين الفلسطينيين في سورية 560 ألف شخص، وفق وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). ومنحتهم سورية كل حقوق المواطنة، باستثناء الانتخاب والترشيح. وانخفض عددهم خلال سنوات النزاع إلى 438 ألفاً. في مخيم اليرموك شبه المقفر، يقول مروان النوار: "الفصائل التي وقفت مع النظام البائد، حُسم أمرها تقريباً وغادرت". ويضيف الموظف المتقاعد: "يبحث الناس اليوم عن حياة كريمة فقط" بعدما "تعبوا من الفصائل الفلسطينية المتناحرة مع النظام السابق وضده".

حوار أوروبَّا تحت الاختبار..."تململ سياسيّ" خجول أمام مجازر غزَّة
حوار أوروبَّا تحت الاختبار..."تململ سياسيّ" خجول أمام مجازر غزَّة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 3 أيام

  • فلسطين أون لاين

حوار أوروبَّا تحت الاختبار..."تململ سياسيّ" خجول أمام مجازر غزَّة

لندن-غزة/ نبيل سنونو: هل استيقظت أوروبا بعد 20 شهرًا من بدء حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة؟ سؤال يطرحه بروز اختلاف في نبرة بعض عواصم القارة العجوز تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية. لكن ذلك الاختلاف، الذي بدأ بالظهور تحت ضغط الرأي العام لم يرقَ بعد إلى مستوى الفعل الرادع. بريطانيا، التي لطالما كانت حليفا تقليديا لـ(إسرائيل)، اتخذت أخيرا خطوات رمزية، أثارت تساؤلات حول جديتها في وقف الجرائم المستمرة، وسط دعوات فلسطينية وأوروبية لتصعيد الإجراءات فعليا. وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الثلاثاء، سلسلة من الإجراءات ضد (إسرائيل)، شملت تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة، واستدعاء سفيرة الاحتلال الإسرائيلي في لندن، وفرض عقوبات محدودة على بعض المستوطنين في الضفة الغربية. لكن منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني (يوروبال) يرى في هذه الخطوات مجرد تعبير عن ضغط داخلي متزايد، دون أن تمثل تحولا فعليا في السياسة البريطانية تجاه العدوان المتواصل على غزة. ويقول رئيس المنتدى زاهر بيراوي لصحيفة "فلسطين": إن التحركات البريطانية الأخيرة تعكس تململا سياسيا أكثر مما تشير إلى تحول جوهري في الموقف الأوروبي من العدوان. وخلال مناقشات البرلمان البريطاني التي أعقبت إعلان لامي، عبر عدد من النواب عن قلقهم من التناقض الصارخ بين الخطاب الرسمي وممارسات الحكومة، لا سيما استمرار صادرات الأسلحة إلى (إسرائيل). وسلط النائب جيرمي كوربين الضوء على هذا التناقض، بينما دعا النائب شوكات آدم إلى تعليق الاتفاقيات التجارية القائمة، وليس فقط تلك التي لم تُوقّع بعد. في هذا السياق، كشف منتدى يوروبال عن موافقة حكومة حزب العمال على تراخيص تصدير عسكري إلى (إسرائيل) بلغت قيمتها أكثر من 127 مليون جنيه إسترليني خلال الربع الأخير من عام 2024، أي ما يفوق مجمل ما وافقت عليه حكومة المحافظين خلال السنوات الثلاث الماضية، ما يشكل -وفق المنتدى- تناقضا مقلقا مع خطاب "ضبط النفس" الذي تبناه وزير الخارجية. ويدعو بيراوي، المملكة المتحدة إلى اتخاذ إجراءات تتجاوز الرمزية، وتشمل فرض حظر كامل على تصدير الأسلحة لـ(إسرائيل)، وتعليق الاتفاقيات التجارية والأمنية القائمة، وتقديم دعم حقيقي للمسار القضائي الدولي الهادف إلى إنهاء الإفلات من العقاب. ويشدد على ضرورة أن تكشف الحكومة البريطانية عن تقييماتها الداخلية لارتكاب (إسرائيل) جريمة إبادة جماعية في غزة، وهي مطالبة سبق أن طرحتها النائبة كارلا دينير، كاختبار حقيقي لمدى التزام لندن بالقانون الدولي وحقوق الإنسان. غضب شعبي وتردد رسمي ولا تقتصر التحركات السياسية على بريطانيا، إذ أبدت دول أوروبية أخرى – كإيرلندا وإسبانيا وبلجيكا – مواقف أكثر تقدما، مطالبة بوقف الحرب وتفعيل أدوات المحاسبة الدولية. ومع ذلك، لا يزال الأداء الرسمي الأوروبي أسير توازنات الحلف الأطلسي والمصالح الاقتصادية والأمنية مع (إسرائيل). ورغم خروج مظاهرات حاشدة في العواصم الأوروبية مطالبة بوقف العدوان وقطع العلاقات العسكرية مع (تل أبيب)، فإن الاستجابة السياسية بقيت حذرة، وتفتقر إلى الجرأة اللازمة لاتخاذ خطوات مؤثرة. ويقول بيراوي: "هناك تحولات إيجابية غير مسبوقة في المواقف الأوروبية الرسمية ضد دولة الاحتلال وجرائمها في غزة، ومع ذلك، لا تزال هذه المسائل رمزية إلى حد كبير، وتفتقر إلى التأثير الفعال والفوري، وهي غير كافية لوقف الإبادة الجماعية". وفي إطار المواقف الأوروبية، شهد الموقف الفرنسي من حرب غزة تحولا واضحا؛ فبعد دعمها الأولي لـ(إسرائيل)، بدأت باريس تنتقد بشدة عمليات الاحتلال العسكرية بسبب الكارثة الإنسانية المتفاقمة. ودعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى وقف فوري لإطلاق النار، وطرح إمكانية الاعتراف بدولة فلسطينية. كما طالبت فرنسا بمراجعة اتفاقية الشراكة الأوروبية مع (إسرائيل) وهددت بإجراءات عقابية. وأعلنت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي سيُراجع اتفاقية شراكته مع (إسرائيل). لكن بيراوي يؤكد، أن المواقف الحالية للندن وعواصم أوروبية أخرى، وإن كانت تحمل إشارات إيجابية، إلا أنها ما تزال قاصرة عن أداء دورها الفاعل في وقف الجرائم، وفرض العدالة، وإنهاء التواطؤ غير المباشر مع آلة القتل الإسرائيلية. وعن التعنت الإسرائيلي إزاء أي حديث عن مساءلة أو عقوبات، يرى رئيس "يوروبال" أن هذا الرفض يعكس ثقة حكومة الاحتلال في محدودية ردود الفعل الأوروبية، ويؤكد أن الإجراءات الرمزية وحدها لا تكفي في مواجهة حملة عسكرية توصف دوليا بأنها إبادة جماعية. ويؤكد أن "الرد الإسرائيلي يعكس الاستهانة بالقانون الدولي، ويبرز الحاجة إلى موقف أكثر صرامة من العواصم الأوروبية، يترجم إلى إجراءات عملية تضع كلفة حقيقية لسياسة القتل والدمار". وبدعم أمريكي ترتكب (إسرائيل) منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 174 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين قسرا. وبين ضغوط الشارع وتردد السياسات الرسمية، تظل أوروبا مطالبة باتخاذ موقف أخلاقي وقانوني يتناسب مع حجم الكارثة الجارية في غزة. المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store