
صيدصدفة نمو الشَعر من جديد!
كانت شركة "أبجون" الأمريكية "التي أضحت لاحقاً جزءا من إمبراطورية "فايزر" إحدى تلكم الشركات، التي سخرت معاملها للبحث والتطوير، وخرجت بالمئات من المركبات تستهدف التأثير على عوامل ارتفاع ضغط الدم، منها المركب رقم 20، الذي تميّز بقدرته على توسيع الأوعية الدموية، الذي أُطلق عليه لاحقاً اسم "مينوكسيديل" (Minoxidil). وقد أثبت فعاليته في خفض ضغط الدم، لكن لوحظ أيضاً أنه قوي، وقد يُسبب احتباسا للسوائل، ما استدعى يكون وصفه للمرضى إلى جانب أدوية إدرار البول.
خلال التجارب السريرية، ظهرت ملاحظة غريبة ومثيرة للفضول: عددٌ متزايد من المرضى يشيرون إلى نمو شعر زائد، ليس فقط على الرأس، بل أحياناً في الوجه والذراعين والصدر، وسجلت على أنها "أثر جانبي طريف"!
أحد من شهد هذه الملاحظة هو الدكتور شارون ليفي، من مركز جامعة ستانفورد الطبي، الذي لاحظ أن مرضاه -إلى جانب انخفاض ضغطهم- كانوا يشهدون تحسّناً في نمو الشعر، حتى أولئك الذين يعانون من بدايات الصلع الوراثي! هنا بدأ التساؤل يتوسع: هل لدى "المينوكسيديل" القدرة على تحفيز نمو الشعر؟ لكنها لم تكن ترقى لتكون استطباباً رسمياً للدواء، الذي سجلته هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عام 1979م لعلاج ارتفاع ضغط الدم، تحت الاسم التجاري "لونتين".
خلال السبعينيات اتخذ باحثو الشركة اتجاه غيّر البوصلة، فبدلا من التركيز على الفعالية العلاجية للجرعات الفومية من الدواء، قرروا اختبار استخدامه موضعياً بتراكيز منخفضة على فروة الرأس، ذلك لأن الآثار الجانبية عند تناوله عن طريق الفم قد تكون مؤثرة على ضغط الدم بشكل كبير، ولن توضح الآثار الأخرى، وجاءت النتائج رائعة: نسبة كبيرة من الرجال الذين يعانون من الصلع الوراثي لاحظوا تحسن نمو الشعر بعد استخدامه لعدة أشهر.
وهكذا حصلت الشركة على تسجيل جديد للدواء عام 1988م من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، إذ وافقت على المينوكسيديل الموضعي بتركيز 2% ليكون دواءً لعلاج تساقط الشعر والصلع الوراثي عند الرجال، ثم تركيز 5%، وأيضاً الموافقة على استخدامه للنساء، لاحقاً ظهرت دراسات تُشير إلى أن الدواء يعمل على تحفيز الدورة الدموية الدقيقة حول بصيلات الشعر، ما يزيد من تدفّق الأوكسجين والمغذيات، ويطيل دورة نمو الشعر ويُبطئ تساقطه.
يُعرف اليوم "المينوكسيديل" بوصفه علاجاً لتساقط الشعر والصلع أكثر مما يُعرف كدواء لضغط الدم، على الرغم من أن شكله الفموي لا يزال يُستخدم في بعض حالات ارتفاع ضغط الدم، وهكذا، تحوّل أثر جانبي "طريف" إلى علاج أعاد الألق لرؤوس الرجال، والنساء كذلك!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 6 ساعات
- عكاظ
دراسة: تناول البيض بانتظام يقلل خطر الإصابة بالـ«ألزهايمر»
أفادت دراسة علمية جديدة بأن تناول كبار السن بيضتين أسبوعياً قد يسهم في تقليل خطر الإصابة بمرض الألزهايمر، أحد أكثر أنواع الخرف شيوعاً وانتشاراً عالمياً. واعتمدت الدراسة التي أجراها باحثون أمريكيون استناداً إلى استبيان تم تطويره في جامعة هارفارد، على تحليل دور العناصر الغذائية، ولاسيما مادة الكولين الموجودة في البيض، في تقليل احتمالية الإصابة بالخرف المرتبط بمرض الألزهايمر. وبينت صحيفة دايلي ميل البريطانية أن الكولين يعد عنصراً غذائياً أساسياً لنمو الكبد والدماغ، وتحسين أداء الجهاز العصبي، والمساعدة في حركة العضلات، وتنظيم عمليات الأيض. وأشارت الدراسة إلى أن الكولين قد يسهم في حماية خلايا الدماغ من التلف والتحلل، ما يقلل من احتمالية الإصابة بمرض الألزهايمر، إذ توصل الباحثون إلى أن الكولين الموجود في البيض يخفّض خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالألزهايمر بنسبة تصل إلى 40%. ولإثبات هذه العلاقة، قام الباحثون بتحليل بيانات 1024 شخصاً سليماً من الخرف، وطُلب منهم ملء استبيانات تتعلق بنظامهم الغذائي خلال العام السابق، بما في ذلك عدد مرات تناول البيض. وتم تتبع المشاركين لمدة سبع سنوات، خضعوا خلالها لتقييمات سنوية لقياس مؤشرات الإصابة بالخرف. وبيّنت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا البيض مرة واحدة على الأقل أسبوعياً كانوا أقل عرضة لتشخيص الألزهايمر مقارنةً بمن هم نادراً ما تناولوه. كما كشفت التحليلات أن خطر الإصابة بالألزهايمر لدى من تناولوا البيض مرة أو مرتين أسبوعياً أو أكثر، كان أقل بنحو النصف مقارنةً بمن تناولوه أقل من مرة في الشهر. وسُجّل أيضاً ارتفاع ملحوظ في متوسط مستويات الكولين لدى المشاركين الذين استمروا في تناول البيض بانتظام مع مرور الوقت. ويُعد الكولين ضرورياً لإنتاج مادة الأستيل كولين، وهي ناقل عصبي مسؤول عن تعزيز الذاكرة والقدرة على التعلم، كما يسهم في الحفاظ على سلامة أغشية خلايا الدماغ. ورغم أن الكبد البشري ينتج الكولين بكميات محدودة، فإن الخبراء يؤكدون أهمية الحصول عليه من مصادر غذائية مثل صفار البيض، والأسماك، وفول الصويا، والبقوليات، لضمان تلبية احتياجات الجسم من هذه المادة الحيوية. أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 7 ساعات
- عكاظ
عاملة «مشرحة» تكشف: سلوكيات غير متوقعة للموت
كشفت «دولي»، فنية تشريح أمريكية من ولاية كولورادو، عن سلوكيات يومية قد تبدو عادية لكنها تودي بحياة أصحابها، مستندة في حديثها إلى تجربتها الطويلة في مشرحة الطب الشرعي. وأكدت، أن عملها كمساعدة أولى لطبيب الطب الشرعي جعلها شاهدة على حالات وفاة غير متوقعة، ناتجة عن قرارات لحظية أو إهمال بسيط. من أبرز ما ذكرته دولي، أن كثيراً من الجثث التي عملت عليها كانت لأشخاص تفوهوا بكلمات استفزازية لمعتدين مسلحين، مشيرة إلى أن «الجملة الأخيرة» قد تكلّف الحياة. كما حذّرت من تناول شرائح اللحم لدى كبار السن والأطفال بسبب خطر الاختناق، والانحناء داخل غسالة الملابس الذي قد يؤدي إلى الاختناق الموضعي. وأضافت تحذيرات أخرى مثل استخدام رافعات رخيصة لتبديل إطارات السيارات، وقيادة الدراجات النارية دون معدات السلامة، مؤكدة أن الموت لا يُمنع بالحذر، لكنه قد يُؤجل بالوعي. أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 11 ساعات
- الرجل
دراسة جديدة تكشف أثر أدوية خسارة الوزن في هرمون التستوستيرون
في تطور مفاجئ في عالم الأدوية المضادة للسمنة، أظهرت دراسة جديدة أن الأدوية التي تستخدم بشكل رئيس في علاج مرض السكري، مثل أوزيمبك (سيماغلوتيد)، قد تساعد في زيادة مستويات التستوستيرون لدى الرجال. هذه الأدوية التي تُستخدم أيضًا لفقدان الوزن تظهر فوائد إضافية قد تساهم في تحسين صحة الهرمونات، وفقًا لدراسة حديثة نُشرت وفقًا لنتائج دراسة قدمت في مؤتمر ENDO 2025. في دراسة تم تتبع 110 رجال مصابين بالسمنة أو السكري من النوع الثاني، أظهرت النتائج زيادة ملحوظة في مستويات التستوستيرون بنسبة تصل إلى 77% من المعدل الطبيعي، بعد 18 شهرًا من تناول أدوية GLP-1 مثل أوزيمبك وموونجارو. بالإضافة إلى هذه الزيادة في الهرمون، فقد سجل المشاركون متوسط فقدان وزن قدره 10%، مما يعكس التأثير المزدوج لهذه الأدوية على الصحة العامة. أثر السمنة على التستوستيرون أوضحت الدكتورة شيلسيا بورتيلو كاناليس، زميلة في أمراض الغدد الصماء بمستشفى جامعة سانت لويس بولاية ميزوري وأحد المشاركين في الدراسة، أن هذه الدراسة تُعد من بين أولى الدراسات التي تقدم دليلًا قويًا على تأثير أدوية خسارة الوزن على مستويات التستوستيرون. وأضافت أن هذه الأدوية أصبحت خيارًا محتملاً لتحسين صحة الرجال الإنجابية، إلى جانب فوائدها في علاج السمنة وتنظيم مستويات السكر في الدم. تعد السمنة من العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبًا على مستويات التستوستيرون لدى الرجال. إذ تحتوي الدهون الزائدة، وخاصة تلك المتراكمة في منطقة البطن، على إنزيم يسمى الأروماتاز، الذي يقوم بتحويل التستوستيرون إلى إستروجين، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات التستوستيرون. ومع فقدان الوزن، خاصة عبر تغييرات نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة وتحسين التغذية، يمكن أن يحدث تحسن في مستويات التستوستيرون، مما يساهم في تحسين الصحة الجنسية والبدنية بشكل عام. دور أدوية GLP-1 في تحسين مستويات التستوستيرون أدوية GLP-1 مثل أوزيمبك وموونجارو تعمل من خلال تقليد تأثيرات هرمون GLP-1 الطبيعي في الجسم، الذي يساعد في تحسين إفراز الأنسولين، تقليل الشهية، وتحفيز فقدان الوزن. وتساهم هذه الأدوية في تقليل مقاومة الأنسولين، خفض الالتهابات في الجسم، وتخفيف الدهون المتراكمة، وهي عوامل تدعم زيادة إنتاج التستوستيرون. وفقًا للدراسة، قد تكون هذه الأدوية بمثابة حل مزدوج لعلاج السمنة وتحسين مستويات التستوستيرون. دراسة أخرى في عام 2025 وجدت أن أدوية GLP-1 قد تسهم في تحفيز مستويات التستوستيرون، جنبًا إلى جنب مع تقليل الدهون وزيادة مستويات هرمونات أخرى مثل LH وFSH. وقد أظهرت دراسة أجريت على الرجال المصابين بالسمنة أن الأدوية مثل ليراجلوتايد (سكسيندا) تعمل على تحسين مستويات التستوستيرون دون التأثير على محوري الغدد التناسلية، وهو ما يجعل هذه الأدوية خيارًا آمنًا مقارنة بعلاج التستوستيرون التقليدي. إن النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسات تشير إلى أنه من خلال التحكم في الوزن وتحسين حساسية الأنسولين، يمكن للرجال أن يعززوا مستويات التستوستيرون بشكل طبيعي. ووفقًا للدكتور شيلسيا بورتيلو كاناليس،طبيب الغدد الصماء في مستشفى جامعة سانت لويس في ولاية ميزوري، تعتبر الدراسة واحدة من أولى الدراسات التي تقدم دليلًا قويًا على أن الأدوية المضادة للسمنة قد تسهم أيضًا في تعزيز مستويات التستوستيرون، إلى جانب علاج السمنة وتنظيم مستويات السكر في الدم. رغم النتائج المشجعة التي ظهرت في هذه الدراسات الأولية، فإن الباحثين يشددون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات العشوائية المراقبة (RCTs) لتأكيد تأثير هذه الأدوية على الكتلة العضلية والمزاج، وتقييم سلامتها على المدى الطويل. إذا كنت تفكر في تحسين مستويات التستوستيرون لديك دون اللجوء إلى العلاجات الهرمونية التقليدية، قد تكون أدوية GLP-1 مثل أوزيمبك خيارًا محتملًا، لكن من المهم استشارة طبيبك أولًا قبل اتخاذ أي قرار. مع تطور الأبحاث في هذا المجال، يبدو أن أدوية GLP-1 تقدم حلاً واعدًا للرجال الذين يسعون إلى تحسين مستويات التستوستيرون، في وقت يعانون فيه من مشاكل الوزن والتمثيل الغذائي.