logo
متى المفاوضات بين أميركا وحزب الله؟

متى المفاوضات بين أميركا وحزب الله؟

الديار١٢-٠٥-٢٠٢٥

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
الديبلوماسي المخضرم ريتشارد هاس، وهو يهودي ليبرالي، يرى أن استراتيجية الغباء التي انتهجها الائتلاف الحالي في اسرائيل جعلت هذا السؤال يطرح بين جدران البيت الأبيض "لمن الشرق الأوسط... لدونالد ترامب أم لبنيامين نتنياهو؟".
الرئيس الأميركي هو سليل "ثقافة الالدورادو"، أي الطريق الى الذهب الذي اجتذب الكاوبوي، وغالباً وحيداً، على حصانه، باتجاه الغرب الأميركي. في هذه الحال، لا بد من التساؤل ماذا يقدم الاسرائيليون، وماذا يقدم العرب، للولايات المتحدة ؟ الاجابة شديدة الوضوح. الاسرائيليون يقدمون خدمات عسكرية بأموال أميركية، وبأسلحة أميركية، وأحياناً بأرواح أميركية، مقابل حماية الولايات المتحدة لتفوقهم وحتى لوجودهم، اذا ما أغفلنا التعاون التكنولوجي كتأشيرة دخول الى المستقبل.
العرب يقدمون كل شيء تقريباً. أراضيهم، وثرواتهم، واستثماراتهم، وحتى عروشهم، ولكن لتبقي دولنا خارج جدلية الأزمنة. منذ الخمسينات من القرن الفائت، والماكنة شغالة في انتاج الصراعات القبلية، والصراعات الطائفية، تزامناً مع انقلابات عسكرية حلت فيها الخوذات محل الرؤوس، ليبقى العرب، بامكاناتهم الهائلة، رهائن في قبضة القرون الوسطى، دون أي خيط يربطهم بالزمن التكنولوجي.
لا وجود للعرب لا في العقل الأميركي ولا في الأجندة الأميركية، ما دامت اسرائيل هي "الوديعة الالهية". لاحظنا ذلك على الأقل في الاحتواء النازي للتظاهرات الاحتجاجية في الجامعات الكبرى على الأداء الدموي للجيش الاسرائيلي في غزة. رئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي التي أرغمت على الاستقالة قالت "حتى تلك اللحظة، كنت أعتقد انني أميركية، ولا شيء آخر، الى أن اكتشفت أن عليّ أن أكون اسرائيلية لأكون أميركية".
بطبيعة الحال، هذه هي أميركا، وهذه هي اسرائيل، ولا مجال للرهان على انهيار العلاقات بينهما. لكن الثابت أن الدولة العبرية التي مهمتها ضبط الايقاع الاستراتيجي في المنطقة تركت لرئيس حكومتها تفجير هذا الايقاع لحسابه الشخصي. الرجل وصل، في أدائه الدونكيشوتي الى حد القفز فوق البيت الأبيض (في عهد جو بايدن، وفي عهد باراك أوباما)، واستقطب أكثرية أعضاء الكونغرس الذين صفقوا له أكثر مما صفقوا لفرنكلين روزفلت، الخارج منتصراً من الحرب العالمية الثانية!
لا بأس أن تنتفخ اسرائيل، كقوة عسكرية ضاربة، ولكن بوجود مايسترو مثل اسحق رابين، ومثل شمعون بيريز، يعرف ما هي أميركا، وما هي اسرائيل، لا أن يكون المايسترو على شاكلة زعيم الليكود الذي يريد هو تغيير الشرق الأوسط، دون أن يدرك أن هذه المنطقة جزء من "الحالة الأميركية". أي تغيير فيها يفترض أن يكون بخطة أميركية ولحسابات أميركية، حتى إن القوى الاقليمية، المصابة باللوثة الأمبراطورية، وبالتمدد الجيوسياسي، انما تعمل داخل الحلبة الأميركية.
ترامب لم يكن يعارض حروباً مبرمجة (وفق نظرية "حرائق الغابات") لاستئناف دومينو التطبيع، لا حروباً مجنونة الغاية منها تثبيت نتنياهو على عرش داود، ما أدى الى تخريب الخطة الأميركية، واستدعى رداً عاصفاً من المملكة العربية السعودية، كدولة مركزية ومؤثرة، التي اشترطت، للتطبيع، اقامة دولة فلسطينية، وحتى انشاء مفاعل نووي، لا بدافع انتاج القنبلة النووية، وانما بدافع انتاج أجيال نووية، وهذا ما يثير الهلع في اسرائيل التي دمرت المجمع النووي العراقي، في حزيران 1981، وضغطت لتفكيك البرنامج النووي الليبي، وها هي تحاول حمل الولايات المتحدة اما على تفكيك البرنامج الايراني أو على تدميره.
الآن دونالد ترامب، بالكوفية والعقال، في السعودية والامارات وقطر، دون اسرائيل، لكأن السكين اقتربت من عنق نتنياهو، بعد صدمة اتفاق واشنطن مع "أنصار الله" في صنعاء على وقف التعرض للسفن الأميركية، والذي أعقب سلسلة من الغارات الجوية الهائلة، وبتكلفة باهظة، دون أن تؤثر على الأرض. كذلك بعد صدمة المفاوضات المباشرة مع حركة "حماس" لأن الحرب ضدها، وبعد تلك الأشهر الطويلة من القتل والتدمير المنهجي، والوحشي، لم يأت باي نتيجة، ودون أي تصور لليوم التالي سوى التلويح بالترحيل الذي، اذا ما حدث، يؤدي الى التقويض الأوتوماتيكي لأنظمة حليفة، مع ما لذلك من تداعيات كارثية على المصالح الأميركية في المنطقة.
بعد كل هذا، ومع انطلاق المفاوضات الأميركية ـ الايرانية، وكلام ستيفن ويتكوف، في الضوء والظل، عن تفاؤله بنهاية سعيدة لها. ثمة من يتساءل "... ومتى المفاوضات بين أميركا وحزب الله؟". الاجابة لدى سفير احدى دول اللجنة الخماسية "هذا يتعلق بالمسار الذي تأخذه تلك المفاوضات"، ما يعني أن المواقف الاسرائيلية الضاغطة التي تتقاطع مع مواقف قوى داخلية، هي من قبيل الاثارة التكتيكية، ودائماً في خدمة نتنياهو الذي من مصلحته ابقاء الوضع اللبناني على صفيح ساخن.
في رأي هاس ان ترامب "اللاستراتيجي" يلعب ببراعة لاقامة نوع من التوازن السريالي بين القوى الأساسية في المنطقة. ومن هذه النقطة بالذات تركيزه على العلاقة المفتوحة مع ايران.
في التعليقات الأميركية والاسرائيلية على السواء. ترامب تجاوز نتنياهو بكثير. قد لا يسقطه بالضربة القاضية. يبقيه ليلعب برأسه مثلما يلعب برؤوس أخرى...

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجمهوريون يتحدون لدعم مشروع ترامب الضريبي
الجمهوريون يتحدون لدعم مشروع ترامب الضريبي

ليبانون 24

timeمنذ 11 دقائق

  • ليبانون 24

الجمهوريون يتحدون لدعم مشروع ترامب الضريبي

صوّتت لجنة القوانين في مجلس النواب الأميركي، التي يهيمن عليها الجمهوريون، الأربعاء، لصالح مشروع القانون الشامل الذي يتبناه الرئيس دونالد ترامب للإنفاق وخفض الضرائب؛ ما يمهد الطريق للتصويت عليه في مجلس النواب خلال الساعات المقبلة. وفي وقت سابق الاثنين، دعا البيت الأبيض ، جميع أعضاء الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ بالكونغرس الأميركي إلى دعم مشروع قانون الضرائب الشامل الذي طرحه الرئيس دونالد ترامب ، واعتمدته لجنة مهمة في الكونغرس. ونقلت وكالة " رويترز" عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، قولها: "من الضروري جدًّا أن يتحد الجمهوريون" لدعم مشروع القانون. وأبلغت ليفيت الصحفيين، أن ترامب أجرى محادثات مباشرة حول القانون مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون ، مطلع الأسبوع، مضيفة أنه سيستأنف التواصل مع قادة مجلسي النواب والشيوخ. (ارم)

ضربة سريعة لمنشآت إيران النووية.. هذا ما كشفته مصادر إسرائيلية لموقع "أكسيوس"
ضربة سريعة لمنشآت إيران النووية.. هذا ما كشفته مصادر إسرائيلية لموقع "أكسيوس"

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

ضربة سريعة لمنشآت إيران النووية.. هذا ما كشفته مصادر إسرائيلية لموقع "أكسيوس"

تستعد لتوجيه ضربة سريعة لمنشآت إيران النووية في حال انهارت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، وفقًا لما أفاد به مصدران إسرائيليان مطّلعان لموقع أكسيوس. وقال المصدران إن الاستخبارات الإسرائيلية بدلت اعتقادها بأن التوصل لاتفاق نووي بات وشيكًا إلى الاعتقاد بأن المحادثات على وشك الانهيار. وأشار أحد المصدرين إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن "نافذة الفرصة" لتنفيذ ضربة ناجحة قد تُغلق قريبًا، لذا إذا فشلت المفاوضات، سيتعيّن على إسرائيل التحرك بسرعة، فيما رفض المصدر الإفصاح عن سبب اعتقاد الجيش بأن فعالية الضربة ستقل لاحقًا. وأكد المصدران تقريرًا سابقًا لشبكة " سي إن إن" الأميركية مفاده بأن الجيش الإسرائيلي يُجري تدريبات واستعدادات لشن ضربة محتملة في إيران. وقال أحدهما: "تم إجراء الكثير من التدريبات، والجيش الأميركي يراقب كل شيء ويدرك أن إسرائيل تستعد". وأضاف مصدر إسرائيلي آخر: " بنيامين نتنياهو ينتظر انهيار المحادثات النووية ولحظة خيبة أمل ترامب من المفاوضات، حتى يكون منفتحًا لإعطاء الضوء الأخضر". وأفاد مسؤول أميركي لأكسيوس بأن إدارة ترامب قلقة من احتمال أن يُقدِم نتنياهو على تنفيذ الضربة دون الحصول على موافقة مسبقة من الرئيس ترامب. خلف الكواليس وأفاد مسؤول إسرائيلي بأن نتنياهو عقد هذا الأسبوع اجتماعًا حساسًا مع مجموعة من كبار الوزراء ومسؤولي الأمن والاستخبارات، لمناقشة حالة المحادثات النووية. على الجانب الآخر ، من المقرر أن تبدأ الجولة الخامسة من المحادثات النووية الأميركية الإيرانية يوم الجمعة في روما. وكان المبعوث الأميركي إلى البيت الأبيض ، ستيف ويتكوف، قد سلّم نظيره الإيراني اقتراحًا مكتوبًا خلال الجولة السابقة قبل 10 أيام، وكان هناك تفاؤل متزايد بإمكانية التوصل لاتفاق. لكن المفاوضات واجهت عقبة كبيرة تتعلق بحق إيران في امتلاك قدرة محلية لتخصيب اليورانيوم. وقال ويتكوف في مقابلة على قناة "آيه بي سي": "لدينا خط أحمر واضح جداً، وهو التخصيب. لا يمكننا السماح حتى بـ1 بالمئة من قدرة على التخصيب". لكن القادة الإيرانيين كرروا مرارًا أنهم لن يوقعوا على أي اتفاق لا يسمح لهم بالتخصيب. حملة عسكرية وأشار المصدران الإسرائيليان إلى أن أي ضربة إسرائيلية ضد إيران لن تكون ضربة واحدة، بل حملة عسكرية ستستمر على الأقل لمدة أسبوع.(سكاي نيوز)

زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت
زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في مؤشر سياسي وانتخابي لافت، حطّت رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميّل رحالها في معراب، حيث التقت رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في زيارة تحمل أكثر من دلالة في توقيتها ومضمونها، خصوصًا مع اقتراب استحقاق انتخاب رئيس لاتحاد بلديات المتن الشمالي، الذي بات يختزن في طياته أبعادًا تتخطى الحسابات الإنمائية إلى ما يشبه معركة رمزية على زعامة القضاء المسيحي الأوسع في جبل لبنان. الزيارة، التي أتت بعد اتصالات غير معلنة، تأتي على خلفية ترشح الجميّل في وجه ميرنا المرّ، التي تستند إلى إرث سياسي وشبكة نفوذ واسعة خلفها النائب والوزير الراحل ميشال المرّ، في وقت تعاني فيه الساحة المتنية من تباينات بين قوى «المسيحيين السياديين» حول مقاربة المعركة: هل تكون مواجهة سياسية صريحة مع المرّ؟ أم تسوية محلية تقطع الطريق على استقطاب عمودي داخل القرى والبلدات المتنية؟ داخل القيادة القواتية تحديدًا، لا يبدو القرار محسومًا: فهناك من يعتبر أن دعم نيكول الجميّل هو تموضع طبيعي في سياق مشروع سياسي مشترك قائم على ثوابت سيادية واضحة، بينما يُفضّل آخرون التفاهم مع المرّ باعتبارها «شخصية مستقلة» تملك حضورًا محليًا واسعًا، وتُشكّل امتدادًا لتركيبة متنية دقيقة، يصعب كسر توازناتها. لكن مصادر مواكبة للقاء أشارت إلى أن الزيارة كانت إيجابية جدًا، وجرى خلالها نقاش في العمق حول إمكان توحيد الجهود في هذه المرحلة المفصلية، لا سيما مع تراجع الحضور المسيحي الفاعل في الدولة، والحاجة إلى إعادة رسم خارطة تحالفات جديدة تعيد تصليب الساحة المسيحية في مواجهة محاولات التذويب السياسي والاجتماعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store