logo
وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد حزب الله.. 'لم يتعلم الدرس'

وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد حزب الله.. 'لم يتعلم الدرس'

المناطق_متابعات
بعد تأكيد أمين عام حزب الله نعيم قاسم، أن الحزب ليس على الحياد في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحزب، داعياً إياه إلى 'تعلم الدرس'.
وقال في منشور على حسابه في 'إكس'، اليوم الجمعة: 'أقترح على حزب الله أن يكون حذرا ويدرك أن صبر إسرائيل نفد حيال الإرهابيين الذين يهددونها'.
كما اعتبر أن 'الأمين العام لحزب الله لم يتعلم درسا من أسلافه، وهدد بالتحرك ضد إسرائيل وفقا لأوامر المرشد الإيراني علي خامنئي'، الذي وصفه بـ'الديكتاتور'.
وختم مشددا على أن أي تحرك سيعني القضاء نهائياً على حزب الله.
وكان أمين عام حزب الله قال أمس في بيان، إن الحزب 'ليس على الحياد، وسيتصرف بما يراه مناسبا في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأمريكي الغاشم'.
في حين نبّه السفير الأمريكي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك من بيروت إلى أن تدخّل حزب الله المدعوم من طهران في الحرب الإيرانية-الإسرائيلية سيكون 'قرارا سيئا للغاية'.
وردا على سؤال حول إمكان تدخّل الحزب في الحرب، قال باراك لصحافيين بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري 'يمكنني أن أتحدث باسم الرئيس دونالد ترامب، الذي كان واضحا جدا، وكذلك المبعوث الخاص ستيف ويتكوف بأن هذا سيكون قرارا سيئا جدا جدا جدا'.
فيما أعلنت الخارجية اللبنانية من جهتها أنها 'تتابع اتصالاتها لتجنيب لبنان أي تداعيات سلبية لهذا العدوان'.
يذكر أنه بعد أشهر على وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر الماضي إثر مواجهات دامية بين إسرائيل وحزب الله كبدته خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية عدّة، من بينها الضاحية الجنوبية لبيروت، وتشدد على أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار نص على انسحاب مقاتلي حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كلم من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة يونيفيل انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل، وسحب الأخيرة قواتها من الأراضي التي توغلت فيها خلال النزاع.
إلا أن الجانب الإسرائيلي رفض الانسحاب من خمسة مرتفعات لا يزال متمركزا فيها داخل الأراضي اللبنانية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مليشيا الحوثي تتدراس اختيارات "الزعيم البديل" وتعيد تشكيل دائرة الحماية
مليشيا الحوثي تتدراس اختيارات "الزعيم البديل" وتعيد تشكيل دائرة الحماية

حضرموت نت

timeمنذ 2 ساعات

  • حضرموت نت

مليشيا الحوثي تتدراس اختيارات "الزعيم البديل" وتعيد تشكيل دائرة الحماية

أوضحت مصادر خاصة لمنصة 'defense line' عن قيام جماعة الحوثي بإعادة تشكيل دائرة الحماية الخاصة لزعيمها وتدرس خيارات 'الزعيم البديل' بالإضافة تشدّيد حراسات كبار القادة والقدرات الحيوية وتتعامل بجدية مع التهديدات الإسرائيلية. قالت مصادر أمنية واستخبارية لـ 'ديفانس لاين' إن جماعة الحوثيين، ذراع إيران في شمال اليمن، شدّدت القيود الأمنية حول زعيمها وأقاربه وكبار القادة، وأحاطت نشاطهم وأماكنهم بإجراءات مُعقدة وفرضت احترازات حول قنوات الوصول والاتصال الداخلية، مع تضخم مخاوف الجماعة من التعرض لضربات أو اختراق استخباري وتقني. وبحسب المصادر الوثيقة لمنصة 'defense line' فأن الحوثية تتعامل بجدية مع التهديدات الاسرائيلية باستهداف زعيم الجماعة وكبار قادتها، وتخشى من ضربات مثل التي يتعرض لها رموز النظام في إيران، وتلك التي تعرض لها حزب الله في جنوب لنان سابقا. يختبئ زعيم الجماعة الحوثية في ملاذات تحت الأرض شديدة التحصين، واعتاد مخاطبة أنصاره عبر الشاشات منذ آخر ظهور جماهيري له مطلع 2015، فيما يستمر اختفاء القادة المقربين منه وكبار قادة الجماعة منذ بداية موجة الضربات الأمريكية الأخيرة منتصف مارس الماضي. ومنذ بداية انخراطها في مهاجمة خطوط الملاحة البحرية الدولية، عادت الجماعة للانغلاق داخل أوعيتها التنظيمية والتمركز في ملاذاتها الحيوية، واتّسعت المخاوف التي تعصف بالجماعة مع بدء الهجمات الأمريكية والبريطانية التي استهدفت قدرات الحوثية منذ يناير 2024. لكن تلك المخاوف تزايدت أكثر مع الحملة التي شنّتها إسرائيل على حزب الله، ذراع إيران في جنوب لبنان، وتصفية زعيم الحزب وكبار قادته، وما تلا ذلك من ضربات طالت جماعات المحور الإيراني في سوريا والعراق، قبل أن يبلغ الخوف داخل الجماعة ذروته مع تحليق مُقاتلات إسرائيلية في مناطق الحوثية وقصف قدراتها وتركيز أجهزة وتقنيات الاستخبارات والمراقبة الاسرائيلية على الجماعة. وقبل أيام، وللمرة الأولى، هددت إسرائيل باستهداف زعيم الحوثية وقياداتها في حال استمرت الجماعة بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيّار إلى إسرائيل. القائد البديل وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، توعد عبدالملك الحوثي بمصير زعيم حماس. وقال: 'كما فعلنا مع محمد الضيف ويحيى السنوار في غزة، ومع حسن نصر الله في بيروت، ومع إسماعيل هنية في طهران، سنطارد ونغتال عبد الملك الحوثي في اليمن'. تفيد مصادر ومعلومات 'defense line' أن قيادة الجماعة طرحت موضوع القائد المستقبلي للجماعة، ووضعت خيارات انتخاب 'القائد البديل' لنقاش جاد، مع تصاعد المخاوف والتهديدات. ويحتكر عبدالملك الحوثي السلطة والقرار باعتباره القائد الأوحد وفق عقيدة وتركيبة الجماعة، ويتحكم أبناء عائلته والعوائل المقربة بأهم مفاصل القيادة تنظيميا وعسكريا وأمنيا وإداريا داخل هياكل الجماعة. فيما يحظى أبناء 'الأسر الهاشمية' في صعدة بأفضلية وامتيازات واسعة، على سائر العوائل التي تحمل ألقابا هاشمية في مختلف المناطق التي تأتي في المستوى الثاني والثالث في التركيبة القيادية. النقاشات حول مستقبل قائد الجماعة بدأت منذ مطلع العام الماضي، مع عدم وجود آليات منظمة لتصعيد بديل لعبدالملك الذي تجذّرت رمزيته وأضفت له الجماعة أنماطا مختلفة من الولاء والتقديس. وقد كانت مصادر مطلعة كشفت لـ 'defense line' في وقت سابق عن إجراء قيادة الجماعة نقاشات داخلية ومباحثات عالية المستوى حول ضرورة اختيار 'القائد البديل' الذي يمكن تنصيبه في حال تعرض زعيمها لاستهداف. الحماية الخاصة لعبدالملك الحوثي يحوط عبدالملك الحوثي نفسه بدائرة أمنية ضيقة، محصورة على أبناء العائلة، ويختار بنفسه المسئولين عن حراسته الشخصية وحماية أفراد أسرته، ويعتمد بدرجة رئيسية على أخوته، خصوصا أشقائه من الأم الأب، ثم من يثق فيهم من مُقرّبيه، وفي النسق الثاني يأتي أبناء العمومة وأصهار العائلة، ثم شبكة الأقارب من الطبقة السلالية والمذهبية التي تحظى بثقة زعيم الجماعة. تلك المهام الحسّاسة يشارك فيها ضباط وعناصر أُرسلوا للتدريب في إيران وعواصم أخرى. ويتم انتقاء أفراد الحماية الأمنية بعناية شديدة، اعتمادا على القرابة العائلية والولاء العقائدي. يتم إخضاع المُنتخبين لها لدورات أمنية وأيدلوجية مكثفة، وبرامج تدريبية شاقة. وقد تم تطوير هذا النظام الدقيق تحت نظر قادة الحرس الثوري وخبراء ومستشارين إيرانيين وعرب، ويخضع لإشراف ما يسمى 'جهاز أمن الثورة' الذي يديره جعفر محمد أحمد المرهبي، من رازح صعدة، واسمه الحركي (أبو جعفر)، وهو أحد عناصر الظل الفاعلة في الجهاز الأمني والاستخباري للجماعة. إلى جانب جهاز 'الأمن الوقائي الجهادي' وهو الجهاز الأمني والاستخباري الخاص للجماعة، يديره أحسن عبدالله أحسن الحمران، من صعدة، ومقرب للعائلة الحوثية. وتشير معلومات 'ديفانس لاين' أن عبدالملك الحوثي أوكل لإخوانه، لأب وأم، مسئولية حمايته الشخصية، وأبقاهم بعيدا عن الأضواء ليقوموا بالمهام العائلية واللوجستية. فيما تتحدث مصادر أن الفريق الأمني لزعيم الجماعة يضم عبدالرب صالح أحمد جرفان المهرم واسمه الحركي (أبو طه)، وهو أحد العناصر الفاعلة في جهاز 'الأمن الوقائي'. عيّنته الجماعة نائبا لمدير مكتب زعيمها، وكانت قد عيّنته سابقا مسئولا لجهاز 'الأمن القومي' جهاز مخابرات الدولة اليمنية سابقا، ومنحته رقما عسكريا في هياكل وزارة الداخلية ورتبة لواء. كما يضم الفريق الأمني الخاص مطلق علي حسين عامر المراني، المكنى 'أبو عماد'، وهو يتولى حاليا مسئولية الأمن والمخابرات في محافظة صعدة، وعيّنته الجماعة سابقا وكيلا لجهاز 'الأمن القومي' إبان سيطرة الجماعة على صنعاء. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

قتلى من "الحرس الثوري" وإسرائيل: بينهم "حلقة الوصل" مع "حماس"
قتلى من "الحرس الثوري" وإسرائيل: بينهم "حلقة الوصل" مع "حماس"

Independent عربية

timeمنذ 11 ساعات

  • Independent عربية

قتلى من "الحرس الثوري" وإسرائيل: بينهم "حلقة الوصل" مع "حماس"

قتل أربعة عناصر من "الحرس الثوري الإيراني" في ضربة إسرائيلية استهدفت معسكر تدريب في شمال غربي البلاد، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية اليوم السبت. وأوضحت وكالة "إيسنا" ان أربعة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة بجروح في هجوم إسرائيلي على معسكر تدريب للحرس في تبريز"التي تعرضت لضربات متكررة منذ بدء إسرائيل هجومها على إيران في 13 يونيو (حزيران). وكانت إسرائيل أعلنت أنها "قضت" على ثلاثة قياديين في "الحرس الثوري الإيراني"، بينهم سعيد إيزادي الذي قالت إنه كان "حلقة الوصل" بين إيران وحركة "حماس"، وقال الجيش في بيان "خلال ساعات الليلة الماضية هاجمت طائرات حربية في منطقة قم (جنوب طهران) وقضت على قائد فيلق فلسطين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري والمنسق الرئيس بين النظام الإيراني وتنظيم (حماس) الإرهابي المدعو سعيد إيزادي"، وأشار إلى أن إيزادي استهدف "داخل شقة اختباء سرية بعد جهد استخباراتي طويل ومعقد"، وأوضح أنه كان "مسؤولاً عن التنسيق العسكري بين كبار قادة الحرس الثوري والنظام الإيراني وبين العناصر القيادية في (حماس)"، وكان "على تواصل مباشر" مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. وحدة نقل الوسائط القتالية إلى ذلك أعلن الجيش "القضاء" على بهنام شهرياري، مشيراً إلى أنه "قائد وحدة نقل الوسائط القتالية التابعة لفليق القدس الإيراني"، وأوضح أن ذلك تم عبر غارة جوية على "سيارته أثناء تنقله في غرب إيران"، وأشار إلى أنه كان "مسؤولاً عن عمليات نقل الوسائط القتالية من النظام الإيراني إلى وكلائه في الشرق الأوسط"، وعمل "بصورة مباشرة مع (حزب الله) و(حماس)" والحوثيين في اليمن، وأسهم في تزويدهم بعدد كبير من الصواريخ والقذائف الصاروخية التي أطلقت تجاه أراضي دولة إسرائيل خلال الحرب"، كما أشرف "على تحويل مئات الملايين من الدولارات سنوياً إلى التنظيمات الإرهابية من خلال شبكة علاقاته الخاصة في تركيا ولبنان". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "مئات" الهجمات بالمسيرات وأعلن الجيش أنه اغتال القيادي في الحرس أمين بور جودكي، مشيراً إلى أنه قاد "مئات" الهجمات بالمسيرات على إسرائيل من جنوب غربي إيران. وشدد مصدر عسكري إسرائيلي على أهمية دور القياديين الثلاثة في الهيكلية العسكرية في إيران، وقال في إحاطة للصحافيين إن للثلاثة "أهمية بالغة، خصوصاً في مواجهة إسرائيل"، مضيفاً "حققنا نجاحات عدة في القضاء على القياديين العسكريين الإيرانيين خلال هذه العملية". وأسفرت الضربات الإسرائيلية الأولى على إيران عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، يتقدمهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة وقائد "الحرس الثوري".

إيران وسوريا... زواج النار والدم
إيران وسوريا... زواج النار والدم

Independent عربية

timeمنذ 13 ساعات

  • Independent عربية

إيران وسوريا... زواج النار والدم

في قصر الشعب بدمشق، في الـ22 من ديسمبر (كانون الأول) 2024، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع (قبل تنصيبه)، وفداً لبنانياً برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وعلى رغم أن الشرع لم يكن قد عين رئيساً بعد فإنه كان يمثل سوريا الجديدة بصفته قائد إدارة العمليات العسكرية التي أسقطت النظام. خلال لقائه جنبلاط، قال الزعيم السوري إن "البعض استغل مسائل فقهية وقضايا تاريخية مثل القضية الفلسطينية لاحتلال دول وإسقاط عواصم كما فعلت إيران في سوريا، فما علاقتنا نحن أهل الشام بأحداث حصلت قبل 1400 سنة؟". كلمات الشرع هذه كانت تظهر اتجاه السياسة الجديدة للدولة السورية، القائمة على القطيعة الكاملة مع إيران "حتى إشعار آخر"، ولا يخفى على أحد سبب هذه القطيعة المتمثلة بتحالف وثيق بنته إيران مع النظام السابق، واشتركت معه في قتل آلاف السوريين خلال 14 عاماً. الشاه والأسد بالعودة في التاريخ نحو 60 عاماً للوراء، في مطلع ستينيات القرن الماضي، كانت إيران تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي، وكانت طهران متحالفة مع الغرب، وواحدة من دول إسلامية قليلة اعترفت بإسرائيل رسمياً وأقامت معها علاقات دبلوماسية، في ذلك الوقت كان حزب البعث قد استولى على السلطة في سوريا حديثاً، وتبنت دمشق في تلك الفترة خطاباً قومياً مناهضاً لإسرائيل والغرب، متحالفاً مع الاتحاد السوفياتي، فكانت سوريا وإيران على طرفي نقيض. على رغم ذلك أدرك كل من البلدين أهمية الآخر، فبدأ الجليد بالذوبان بين دمشق وطهران ليجري حافظ الأسد زيارة رسمية يلتقي فيها الشاه في ديسمبر 1975، لتبدأ العلاقات بين الطرفين بالتحسن، من دون أن تصل إلى مرحلة التحالف، بل كانت قائمة على البراغماتية المتبادلة. في فبراير (شباط) 1979، تمكنت "الثورة الإسلامية الإيرانية" من إطاحة حكم الشاه، وتولي المرشد الإيراني آية الله الخميني الحكم، فكان تحولاً سياسياً أثر في المنطقة كلها، ولا تزال عواقبه مستمرة حتى اليوم. الحكم الإيراني الجديد تربطه مع سوريا في عهد الأسد الأب روابط أيديولوجية عدة، منها التقارب الطائفي والعداء لإسرائيل والغرب، مما فتح الباب لبدء حقبة من التحالف الاستراتيجي بين الطرفين، فدخلت إيران إلى سوريا بقوة عبر مشاريع اقتصادية وثقافية، وأبرزها المشاريع الطائفية عبر بناء الحسينيات خصوصاً في مناطق دمشق وحلب ودير الزور، وجانب آخر جمع إيران وسوريا هو اشتراكهما في العداء للعراق خلال فترة حكم صدام حسين، ففي حقبة الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وقفت سوريا بقوة إلى جانب إيران خلافاً للموقف العربي الذي أجمع على ضرورة دعم العراق. في لبنان، وبعد تأسيس "حزب الله" الموالي لإيران، كانت سوريا الممر الاستراتيجي للسلاح والدعم الذي تقدمه طهران للحزب، واستمر هذا الممر في أداء مهمته حتى نهاية 2024، حيث أُغلق نهائياً تزامناً مع سقوط النظام السوري السابق. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في الـ10 من يونيو (حزيران) 2000، مات حافظ الأسد بعد 29 عاماً قضاها في السلطة، فورث الحكم لابنه بشار الذي اقترب من إيران أكثر من أبيه، خصوصاً بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، فيما أتاح سقوط نظام صدام حسين في العراق الفرصة لإيران لتشكيل ميليشيات طائفية مسلحة في العراق، وإنشاء نفوذ لها في بغداد، مما جعل إيران قريبة من سوريا جغرافياً، وأصبح الطريق سالكاً من طهران حتى بيروت مروراً ببغداد ودمشق، وبعد ثورة الأرز في لبنان عام 2005، وإجبار الجيش السوري على مغادرة لبنان عقب تورط نظام الأسد في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، فرضت على سوريا عزلة دولية، فأصبح النظام السوري يستشعر الخطر الحقيقي، لذلك لجأ إلى توقيع اتفاق تعاون عسكري مع إيران ضد ما سمي "التهديدات المشتركة من إسرائيل والولايات المتحدة"، هذا الاتفاق أتاح لإيران مزيداً من النفوذ في سوريا. كل ما جنته إيران في سوريا خلال الفترة من 1979 حتى 2011 لا يذكر مقارنة بالعلاقات السورية بين 2011 و2024، إذ كانت لحظة اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد فارقة، فعلى الفور أعلنت إيران دعمها المطلق للنظام السوري، وذلك أيضاً خلافاً للموقف العربي والدولي الذي دعم الشعب. طريق القدس لم يقتصر الدعم الإيراني لنظام الأسد على الصعيد السياسي فحسب، بل على جميع الصعد سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فدخلت "سوريا الأسد" رسمياً في ما يسمى "محور المقاومة"، بل وأصبح النظام السوري واحداً من أهم عناصر المحور، إضافة إلى الميليشيات الطائفية في العراق واليمن و"حزب الله" في لبنان. في الفترة ما بين 2011 وحتى 2015 كانت الحرب السورية في ذروتها، في هذه الفترة أرسلت إيران كميات ضخمة، ولعلها الأضخم، من الأسلحة والعناصر إلى سوريا، وشكلت جماعات مسلحة عدة منها لواء "زينبيون" ولواء "فاطميون"، ولواء "الفضل بن العباس"، إضافة إلى دخول المئات من عناصر "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، وعلى رأسه الجنرال قاسم سليماني الذي قتل بغارة أميركية في العاصمة العراقية بغداد مطلع 2020. أشرف قاسم سليماني بصورة مباشرة على العمل العسكري الإيراني في سوريا، فخاض المعارك ضد السوريين في ريف دمشق وحمص ودير الزور وحلب، وعلى رغم ذلك لم تتمكن إيران والنظام السوري من هزيمة المعارضة التي كادت تطيح الأسد في 2015، حينها غادر سليماني إلى موسكو والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتمكن من إقناعه بضرورة التدخل العسكري في سوريا خشية سقوط الأسد، وهذا ما حصل بالفعل. التدخل العسكري الروسي في سوريا أسهم في تغيير موازين القوى، لكنه في الوقت ذاته جعل من موسكو منافساً أساساً لطهران في سوريا، وأحد أوجه هذه المنافسة تكمن في رغبة روسيا بتحقيق نوع من المصالحة الوطنية على أن تكون لمصلحة الأسد، في حين تريد إيران الحسم العسكري المطلق، كذلك فإن مصالح روسيا في سوريا تتمثل في الوصول إلى المياه الدافئة في المتوسط فضلاً عن مصالح اقتصادية ونفوذ سياسي، في حين كان المشروع الإيراني مبنياً على أساسي طائفي ولتدعيم "محور المقاومة". لا توجد إحصاءات دقيقة لعدد العناصر الذين أرسلتهم إيران إلى سوريا، لكن يرى مراقبون أن الحرس الثوري الإيراني وحده أرسل نحو 4 آلاف عنصر من إيران مباشرة، فضلاً عن المجموعات التي أُرسلت من العراق ولبنان، إضافة إلى تجنيد مئات الشباب السوريين في المجموعات الموالية لإيران. لعنة الداخل والخارج التدخل العسكري الإيراني في سوريا كان مبرراً لإسرائيل لتنفيذ مئات الغارات الجوية على الأراضي السورية. القصف الإسرائيلي لم يكن يستهدف جيش النظام، بل كان يركز على المواقع التابعة لإيران بما في ذلك مقار الحرس الثوري، الذي اغتالت إسرائيل في سوريا العشرات من قادته، كما وصلت إلى مرحلة قصفت فيها مبنى تابعاً لمقر السفارة الإيرانية لدى دمشق. في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، يقول الشاب السوري حمزة العيسى، إن لديهم "منزلاً في منطقة المزة بدمشق، هذا المنزل هو للعائلة ونعيش فيه منذ عشرات السنين، عام 2016 وصلت عائلة إيرانية لا نعرفها وسكنوا في الطابق الثاني في بنايتنا، لم نستطع الاندماج معهم، يتحدثون اللغة الفارسية، وفيهم ضابط يرتدي بالعادة زياً عسكرياً يشبه ألبسة الحرس الثوري الإيراني، لم يكن لدينا الجرأة لنسأله ماذا يفعل في دمشق، فهي لا تشبهه ولا يشبهها، تخيل أن تكون دمشقياً وتكون مواطناً بدرجة عاشرة، بينما الإيراني الغريب هو مواطن بدرجة أولى، صبرنا على هذه الحال حتى مارس (آذار) 2023، ثم رأينا إسرائيل تزيد من استهدافها للأماكن التي يسكن بها الإيرانيون، فاضطر والدي لاستئجار منزل لنا في ضواحي دمشق وتركنا منزلنا في المزة. عدنا إليه في التاسع من ديسمبر بعد يوم واحد من إعلان سقوط النظام وطرد إيران من سوريا". التدخل الإيراني في سوريا كلف طهران مليارات الدولارات، فضلاً عن الخسائر البشرية الكبيرة، إذ استُنزف "الحرس الثوري" والميليشيات الموالية، كذلك فإن كثيراً من المراقبين يرون أن أحد أسباب الهزيمة السريعة لـ"حزب الله" في لبنان في معركته الأخيرة مع إسرائيل، كان بسبب تدخله في سوريا وخسارته آلاف العناصر وكميات ضخمة من الأسلحة، إضافة إلى الاختراقات الكبيرة التي تعرض لها الحزب الموالي لإيران جراء انتشاره بمناطق واسعة في الجغرافيا السورية. في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 أعلنت فصائل المعارضة السورية إطلاق عملية "ردع العدوان" ضد النظام السوري، وبعد ساعات من إطلاق العملية تمكنت فصائل المعارضة من القضاء على قائد قوات "الحرس الثوري" الإيراني في حلب الجنرال كيومارس بورهاشمي، فكانت الضربة الأولى التي تتلقاها إيران في معركة التحرير. مأساة عالقة مع التقدم السريع لفصائل المعارضة السورية، بات واضحاً أن روسيا لن تتدخل هذه المرة لمصلحة الأسد وحليفه الإيراني، فبدأت الهزائم تلحق بالنظام السوري والفصائل الإيرانية على مدى الساعة، سارعت إيران إلى بذل جهود لمحاولة الحصول على فرصة أخيرة لإنقاذ الأسد، فأجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي جولة دبلوماسية مكثفة بدأت من دمشق ثم أنقرة ثم بغداد، وختمها في الدوحة عشية سقوط بشار، لكن جميع هذه الجهود لم تسفر إلا عن المساعدة في تأمين خروج الإيرانيين من سوريا. انتهت عملية "ردع العدوان" وانتصرت الثورة السورية، وخرجت إيران من جغرافيا البلاد بعد تجرعها هزيمة وصفت بالتاريخية، بل لعلها أكبر هزيمة تلحق بها منذ عام 1979، إذ هُدم خلال 11 يوماً كل ما بنته إيران على مدى خمسة عقود. أثار سقوط نظام الأسد صدمة في إيران، إذ وصف بأنه أكبر ضربة لـ"محور المقاومة"، فيما أعلنت الحكومة السورية الجديدة أن إيران "جلبت لسوريا كثيراً من الفوضى والدمار"، بل واتهمتها بالإسهام في تنفيذ هجوم على قوات الجيش السوري الجديد بالمناطق الساحلية في مارس 2025، أما على الصعيد الشعبي فأجمع السوريون على ضرورة استمرار الحذر من إيران، وظهر ذلك جلياً من خلال حال الفرح التي أظهرها السوريون خلال الحرب الإيرانية - الإسرائيلية التي بدأت بقصف إسرائيل لإيران فجر الجمعة الـ13 من يونيو 2025. بمعنى آخر يمكن القول إن العلاقات السورية - الإيرانية وصلت إلى مرحلة القطيعة الكاملة بعد ديسمبر 2024، أما سيناريوهات المستقبل فهي اليوم غامضة في ظل الحرب الحالية والتهديدات التي أصدرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"تغيير وجه الشرق الأوسط"، في ظل مخاوف حقيقية من إمكان تغيير النظام السياسي في إيران، فإذا استطاعت الصمود في وجه القصف الإسرائيلي والحفاظ على النظام ستبقى العلاقات بين دمشق وطهران تشهد نوعاً من القطيعة حتى إشعار آخر، أما إذا فُرض تغيير سياسي في طهران، فإن إيران الجديدة قد تعمل على بناء علاقات جديدة مع سوريا، وربما تسهم في تقديم تعويضات للسوريين جراء التدخل الإيراني السابق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store