
«اركنوا ربابتكم» ولا تُضيّعوا جهدنا
حديث جلالة الملك عبد الله الثاني في لقائه عددًا من الإعلاميين أمس عن ثبات واستمرار الموقف الأردني في دعم قطاع غزة بكل الإمكانيات والسبل المتاحة، هل سيتغير المشهد لدينا؟.
هل ستتغير حالة التخبط والتحريض التي مارسها البعض وقسّم العرب عربَين بين مشكك وناكر؟.
نعم، لقد وضع جلالة الملك النقاط على الحروف وأكد مضيّ الأردن بدوره الإنساني والأخلاقي ومساعدة أهل غزة الذين يواجهون إبادة جماعية وحرب تجويع لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلًا، ليقطع الطريق على المحرضين الذين يدّعون خوفهم وخشيتهم على الأردن جرّاء موقفه المنحاز للقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية.
هؤلاء الذين قلبوا المشهد الأردني وحوّلوا ساحته البيضاء إلى حالة من الجدل والصراع حول قضايا وأمور لا قيمة لها أمام الموقف الأردني وما يواجهه قطاع غزة، متجاهلين عن قصد، أو أن جهلهم أنساهم أن أفعالهم هذه لا تطاول الموقف الأردني العظيم، ولن تتمكن من تصغيره أو تقليص حجمه.
حيث أخذ البعض في ردوده وانفعالاته منحًى نحو النأي بالنفس عمّا يحدث لأهل غزة، في حين انحدر البعض نحو المِنّة التي لا تخلو من الجميلة على شعب مُجوَّع يعاني مجاعة وإبادة جماعية، لا يمكن أن تستوعبه عقل بشرية أو تستقيم له نفس سوية.
متناسين بأن ما نقوم به هو واجب إنساني وأخلاقي، وقبل ذلك وبعده ديني، دعت له جميع الكتب والأديان السماوية، أي ليس مَنّة أو طوعًا، إنما واجب وفرض أخلاقي وديني.
كما نقول لمن يدّعون الخوف على الأردن جرّاء مواقفه ومساندته للفلسطينيين وحقهم في إقامة دولتهم، وكذلك مساعدة المجوّعين، بأن اركنوا ربابتكم جانبًا، ولا تُضيّعوا الموقف الأردني بجهلكم ومواقفكم غير المفهومة، حتى لا نكون «كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا».
فها هو العالم يتغير، وموقفه يقترب من مواقفنا بعد سنوات من الجهود الأردنية المتواصلة لإعادة البوصلة العالمية وإحداث استدارة دولية حول القضية الفلسطينية التي تخلّى عنها العالم، في حين بقي الأردن صامدًا على موقفه لإيمانه بعدالة القضية الفلسطينية.
ليأتي البعض اليوم بمهاترات ويُغرقنا بدعوات تحمل في طيّاتها وبين سطورها مصطلحات غير مفهومة ودعوات مسمومة بمعانٍ مختلفة ومقاصد متعددة، تَغمز من باب التخلي عن القضية حرصًا على مصالحنا الوطنية.
وكأن موقفنا التاريخي والعادل من القضية الفلسطينية يُهدد دولتنا ووجودنا، ويضرّ بمصلحتنا الوطنية أو يُهدد وجودنا، لا سمح الله.
فالموقف الأردني تجاه الفلسطينيين وقضيتهم ثابت تاريخي، وقد أخذ العالم يتلمس طريقه، فبعد فرنسا، ها هي بريطانيا صاحبة وعد بلفور تُلوّح وتهدد بأنها ستسلك الطريق نفسه، الأمر الذي يؤكد أن الدور الأردني أحدث اختراقًا دوليًا تاريخيًا غير مسبوق، فلا تُضيّعوا تعبنا وتسمحوا لغيرنا بأن يقطف ثمار جهدنا.
فسنبقى ندعم فلسطين ونساعد غزة وأهلها حتى يُفك الحصار عنها، ويأكل شيخها، ويَرضع طفلها، وتَأمن نساؤها، وتنسحب قوات الاحتلال من أرضها.
ويحصل الشعب الفلسطيني على حقه بإقامة دولته المستقلة، وهذه مصلحة كُبرى عليا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هلا اخبار
منذ ساعة واحدة
- هلا اخبار
السفير الفلسطيني: الأردن يقاوم عرقلة الاحتلال لإيصال المساعدات إلى غزة
هلا أخبار – أشاد السفير الفلسطيني في عمان، عطا الله خيري، بالجهود الأردنية المتواصلة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، مؤكداً أن الأردن يمثل السند الأقوى والأكثر إخلاصاً للقضية الفلسطينية في أحلك الظروف. وأشار إلى أن الأردن يعمل بلا كلل لإيصال المساعدات الإنسانية براً وجواً، رغم العراقيل التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب دوره الدبلوماسي المتميز في المحافل الدولية للضغط من أجل وقف العدوان على غزة. وأشار خيري خلال مداخلة عبر برنامج 'عوافي' الذي يبث عبر راديو جيش إف إم، الإثنين، إلى أن الأردن يواصل دوره التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني من خلال إرسال قوافل المساعدات، والإنزالات الجوية، وتشغيل المستشفيات الميدانية التي تقدم خدماتها لمئات الآلاف في غزة والضفة الغربية حتى قبل العدوان الأخير على غزة. وأضاف أن هذه المستشفيات أصبحت ملاذاً آمناً لأكثر من مليوني مواطن في غزة، خاصة بعد خروج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة بسبب العدوان. وأكد خيري أن الأردن، بتوجيهات ملكية، يوظف علاقاته الدبلوماسية مع الدول الغربية والعالمية لإنهاء الحرب على غزة، مشيراً إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني كان أول من أحس بمعاناة الشعب الفلسطيني، وهو ما يحمل معنى كبيراً لدى الفلسطينيين. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يقدر عالياً المكرمة الملكية التي تضمنت استقبال مئات الجرحى والمصابين من غزة لتلقي العلاج في مستشفيات المملكة، فضلاً عن تشغيل مخابز متنقلة تنتج عشرات الآلاف من الأرغفة يومياً. وحذر السفير من محاولات الاحتلال الإسرائيلي لعرقلة وصول المساعدات عبر منع القوافل أو الاعتداء عليها من قبل المستوطنين، مشدداً على أن الأردن يواصل جهوده رغم هذه التحديات. وأكد أن حملات التشكيك في الدور الأردني لا تخدم سوى رواية الاحتلال، ولا تعكس الحقيقة، مشيراً إلى أن الأردن يبقى 'شامخاً وقوياً' في دعمه للقضية الفلسطينية.

عمون
منذ 5 ساعات
- عمون
رجل ولا كل الرجال
وطني بامتياز عركته الأيام وعركها. القضية الفلسطينية تشغله منذ شبابه المبكر. انه المهندس خليل حسين عطية رجل متوافق مع نفسه، معتز بهويته الوطنية والقومية. شغل كرسي النيابة الأردنية عدة دورات كان خلالها وفيًا لعروبته، وقيادته الهاشمية. مواقفه تحت قبة البرلمان تشيد بحسه الوطني. والده –رحمه الله- كان مقاولاً كبيرًا، لم يخلف له ثروة فحسب، بل خلف له قيمًا أخلاقية ما زال يعتز بها. خليل عطية الذي غادر كرسي النيابة مؤخرًا هو بحق من جِبلة أخرى لا تنافق او تساوم على مواقفها الوطنية. في حوار أجري معه ذات مرة سئل هذا السؤال: اذا أقيمت الدولة الفلسطينية أي جنسية تختار الأردنية ام الفلسطينية؟ كانت اجابته السريعة، سأبقى احمل الجوازين الأردني والفلسطيني لن أنسى افضال الأردن علي وعلى اسرتي. اذا تم تحرير فلسطين بعون الله سأغادر الى مدينة آبائي واجدادي "اللد" في فلسطين لأعمر بيتًا هناك، وعندها سأتنقل بين الأردن وفلسطين. خليل عطية نموذج فريد في وفائه واخلاصه لهذا البلد الذي انعم عليه بثروة لم ينس حق الله فيها، ثروة آلت اليه من المرحوم والده، فما كان منه الا ان ضاعفها. خليل عطية حين كان نائبًا اعتبر نفسه "نائب وطن" وليس نائب عشيرة او قبيلة. يحسب لهذا النائب الذي كان يحصل على اعلى الأصوات انه ظل وفيًا لضميره يمد يد المساعدة لمن يطرق بابه. في كل جلساته يعترف خليل عطية بفضل مخيم الحسين على نجاحاته ففيه رأى نور الحياة. وكما يقال الرجال معادن، منهم من معدنه أصيل لا يساوم عليه ومنهم من يساومون يرقصون على كل دُف. على امتداد حياته النيابية ظل صاحب قيم ومبادئ، لا يتخلى عنها. قريبًا من هموم الشعب، ما من أحد مهموم قصده الا وسارع الى نجدته ما دام مظلومًا. تحب فيه صراحته والتي كثيرًا ما دفع ثمنها شأن الكبار الذين يحرصون على قيمهم واخلاقياتهم. قلت في البداية ان هذا الانسان رجل ولا كل الرجال. يراجع نفسه ان أخطأ، معترفًا بخطئه. وصدق الشاعر حين قال: إذا احب الله يوماً عبده القى عليه محبة الناس


الغد
منذ 5 ساعات
- الغد
حرب اللا مفر ولا سبيل للخروج
إسرائيل هيوم اضافة اعلان بقلم: العميد احتياط تسفيكا حايموفيتشمنذ ذلك الصباح الأسود لـ7 تشرين الأول (أكتوبر)، مر 22 شهرا من القتال. من ذلك القصور الرهيب لحرب متعددة الجبهات، وعلى الطريق مواجهة مباشرة مع حزب الله. وقبيل تغيير الواقع في الساحة الشمالية -حرب شديدة في ثلاث جولات حيال إيران، آخرها كانت الأشد ولعلها أحدثت تغييرا ذا مغزى في فورية التهديد النووي على إسرائيل. في قطاع غزة، الحرب استمرت مع كثير من الشعارات والتهديدات، وفي هذه الأثناء بلا نصر (مع أننا قبل سنة ونيف كنا على مسافة نحو "خطوة" عنه)، و"بوابات الجحيم" لم تفتح على حماس (رغم أنه منذ شهر آذار (مارس) يكرر وزير الدفاع التهديد إياه تقريبا في كل أسبوعين).منذ بداية الحرب في قطاع غزة وإسرائيل تمتنع عن اتخاذ القرارات وتنجر وراء مبادرات خارجية، وبين الحين والآخر، تطلق الى الهواء أفكارا محلية معظمها عديمة الجدوى وذات احتمالات محدودة وأساسا لا تقدمنا الى الأمام في تحقيق أهداف الحرب. في سياق الحرب، بدأنا "نقدس" المحاور: بداية كان هذ محور فيلادلفيا الذي سمي (من قبل رئيس الوزراء) "محور الشر" و"تهديد وجودي" على إسرائيل. وقد استبدل بمحور موراغ، ولفترة زمنية قصيرة، تسلل الى وعينا محور ماغين عوز (محور يقسم خانيونس). كل واحد من المحاور بدوره كف عن أن يكون ما وصف به وشكل نقاط انسحاب في مفاوضات لم تتقدم الى أي مكان.والأسوأ من ذلك هو أن قرارات الحكومة تقدس تلك الأفكار التي لا تستند الى سياسة، الى استراتيجية أو الى خطة مع منطق مرتب، وفي النهاية الواقع يؤدي الى نتيجة معاكسة بالتأكيد.في آذار (مارس) الماضي، تبلورت فكرة ترجمت الى تعليمات عسكرية. حظر إدخال مساعدات إنسانية الى القطاع. وزير المالية بتسلئيل سموتريتش شدد حتى على أنه "لن تدخل ولا حتى حبة أرز الى قطاع غزة". لم تمر أربعة أشهر وإذا بوقف المساعدات الإنسانية يتحول الى "إغراق" إنساني، حين يدعو رئيس الوزراء كل دولة لأن تكون شريكا لحملات التموين في الجو وفي البر. وهكذا فقدت إسرائيل إحدى الروافع المهمة حيال حماس.مثال آخر ومقلق بقدر لا يقل، يثير حتى تساؤلات أكثر، هو رفض حكومة إسرائيل من اليوم الأول للحرب البحث في "اليوم التالي" لحماس في القطاع. إسرائيل الرسمية رفضت وردت كل محاولة للبحث في البديل السلطوي والإداري لحماس في قطاع غزة (مبادرة القاهرة، الاقتراح السعودي وغيرها)، وفي الأسبوع الماضي، حصلنا على المبادرة الفرنسية للاعتراف بدولة فلسطينية. النتيجة: رفض البحث في بديل سلطوي لحماس سيجلب علينا اعترافا بدولة فلسطينية.أنهي بمثال يوجد في لباب الحرب -إدارة المفاوضات لتحرير المخطوفين. إسرائيل هي التي بادرت في أيار (مايو) الماضي بفكرة الاتفاق على دفعات، انطلاقا من الإرادة للامتناع عن إنهاء الحرب -موقف كان حجر عثرة أمام أي تقدم لتحرير مخطوفين. فجأة، يوم الخميس الماضي، "مصدر سياسي كبير لمكتب رئيس الوزراء" (رئيس الوزراء نفسه؟)، أعلن أن هذا هو الوقت لصفقة واحدة لتحرير كل المخطوفين في دفعة واحدة. هل يعرف أحد ما أو يمكنه أن يشرح ماذا حصل في الأيام الأخيرة ما لم يحصل في الأسابيع والأشهر الأخيرة؟ الأمر ونقيضه.من حرب بدأت من وضع اللا مفر، مع شرعية دولية من الحائط الى الحائط بلا تحفظات ولا تلعثمات، وصلنا الى وقع من طريق بلا مخرج. الإصرار على عدم البحث في "اليوم التالي" وعدم المبادرة الى أوضاع نهاية الحرب أدى بالأفكار المختلفة لأن تنقلب علينا، وتجر دولة إسرائيل الى أوضاع تحرف أهداف الحرب الأساسية (هذا لا يقدم في شيء تحرير المخطوفين ولا حسم حماس)، وأكثر من ذلك، هذا يصبح تهديدا على الدولة وعلى المجتمع الإسرائيلي كله: وقف الأموال الأوروبية الى الأكاديمية، للبحث والتطوير، تعاظم موجات اللاسامية في العالم، عزلة دولية من شأنها أن تؤدي الى خطوات تقيد الإسرائيلي العادي في كل أنواع الأماكن، حظر ومقاطعات على أنواع مختلفة من السلاح، وغيرها.هكذا تبدو دولة في ارتباك، وليس دولة توجد على مسافة خطوة عن النصر. مطلوب سياسة واستراتيجية. مطلوب بوصلة توجه كل الأعمال والأفكار، وإلى أن يحصل هذا سننتظر الفكرة غير الناجحة التالية.