
"الخارجية الأميركية": ترامب متفائل بشأن إنهاء النزاع في أوكرانيا
قالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إنّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب "لا يزال يأمل في إنهاء النزاع في أوكرانيا، ولا يزال متفائلاً".
وأضافت بروس، خلال مقابلة على قناة "فوكس نيوز"، السبت، أنّ "الولايات المتحدة لا تريد أن تستمر المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا لأشهر وسنوات، لأنّ كلّ يوم له قيمته"، معتبرةً أنّ عملية التفاوض لن تطول "إذا كان لدينا معايير ومقاييس لما يجب أن يحدث". اليوم 21:23
اليوم 10:56
وفيما يخصّ رأي واشنطن بالمحادثات الروسية - الأوكرانية، أشارت بروس إلى أنّ ترامب "يُعلن صراحةً عن رأيه"، مؤكدةً أن "شروط وقف الحرب، ينبغي أن تكون مُتفق عليها بالفعل بين الطرفين".
وأضافت: "لقد أجلسنا أشخاصاً إلى طاولة المفاوضات، وإنهم يعرفون مطالبنا، لكنّ الأمر سيعتمد عليهم حقاً".
وفي السياق، كان المتحدّث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، قد كشف، الجمعة، عن شرط روسي لعقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيريه، الأميركي دونالد ترامب، والأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وأوضح بيسكوف، أنّ موسكو ترى وجوب "التوصّل إلى نتيجة في المفاوضات المباشرة بين البلدين، أولاً"، بعد ذلك "يمكن الحديث عن اتصالات على أعلى مستوى".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
هل تخلى أغنياء العرب عن مساندة القضية الفلسطينية؟
تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أيام قليلة، شريطاً مصوّراً قصيراً مستقطعاً من حوار مطوّل كان ترامب قد أجراه منذ سنوات طويلة، عبّر فيه عن معارضته الشديدة لقيام الولايات المتحدة بتقديم "خدمات حماية مجانية" لدول فاحشة الثراء يتمتّع مواطنوها بمستويات معيشة تفوق أحياناً مثيلاتها في الولايات المتحدة نفسها. وبعد أن أشار بالاسم إلى دولة عربية من هذا النوع، على سبيل المثال وليس الحصر، أكد أنه لو كان رئيسياً للولايات المتحدة لكان بمقدوره أن يحصل لها على أموال طائلة مقابل ما تقدّمه من خدمات أمنية لهذه الدول، ما يقطع بأنّ الأموال الخليجية كانت تسيل لعابه منذ نعومة أظفاره. ربما يرى قائل أنّ ترامب يتعامل بالمنطق نفسه مع جميع الحلفاء، بما في ذلك الشركاء الأوربيون في حلف الناتو. غير أنّ هذه المقولة تفتقر إلى الدقة لأنّ نظرة ترامب للعرب والمسلمين تتسم بالدونية وتفوح منها رائحة عنصرية فجّة، وهو ما تجلّى بوضوح إبّان حملاته الانتخابية. فهو يعتقد أنّ الدول النفطية لديها وفرة في المال لكنها تعاني من شحّ في الموارد البشرية وفي القدرات العلمية والتكنولوجية، ما يجعلها عاجزة عن توفير الحماية الذاتية لنفسها. ولأنّ قادتها ليسوا منتخبين، وتدور بينهم صراعات لها طابع قبلي، ولا يهمّهم سوى الحفاظ على مصالحهم الشخصية، فمن الطبيعي أن يتولّد لديهم ميل غريزي للاعتماد على الخارج في حماية عروشهم وثرواتهم، ومن هنا قناعته بأنّ الفرصة باتت سانحة لاستنزاف ثروات ومقدّرات هذه الدول مقابل ثمن بخس، ما يفسّر قراره أن تكون السعودية هي مقصده في أول زيارة خارجية يقوم بها في مستهلّ فترة ولايته الأولى، وأن تكون السعودية وقطر والإمارات هي مقصده في أول زيارة خارجية يقوم بها في مستهلّ فترة ولايته الثانية. فماذا كانت المحصّلة؟ ففي زيارته الخليجية الأولى (أيار/مايو 2017) تمكّن ترامب من عقد صفقات تجارية مع السعودية بلغت قيمتها أكثر من 400 مليار دولار. صحيح أنّ السعودية سعت للاستفادة من هذه الزيارة في دعم نفوذها ومكانتها على الصعيدين العربي والإسلامي، ما يفسّر قيامها بتنظيم مؤتمر عربي إسلامي أميركي شارك فيه أكثر من 50 دولة، غير أنّ هذه الزيارة لم تسهم في تحسين الموقف الأميركي من القضايا العربية والإسلامية المشتركة، بل على العكس تماماً. فبعد أسابيع قليلة من إتمامها، اندلعت أزمة حصار قطر التي استغلّها ترامب لابتزاز الجميع. وخلال فترة ولايته الأولى، قدّم ترامب لـ "إسرائيل" أكثر بكثير مما كانت تحلم به. فقد اعترف بالقدس عاصمة أبدية موحّدة لـ "إسرائيل"، ونقل إليها مقر السفارة الأميركية، وضغط على كلّ من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" (اتفاقيات أبراهام التي انتهكت المبادرة العربية التي أقرّتها قمة بيروت)، وطرح مبادرة رسمية استهدفت تصفية القضية الفلسطينية (صفقة القرن)، وقطع المساهمات المالية الأميركية لكلّ من السلطة الفلسطينية والوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". وفي زيارته الخليجية الثانية (أيار/مايو 2025)، تسابقت كلّ من السعودية وقطر والإمارات للاستحواذ على قلب ترامب والفوز برضاه. ففي زيارته للسعودية حصل ترامب على عقود للشركات الأميركية وعلى وعود بضخ استثمارات مباشرة في الولايات المتحدة بلغت قيمتها الإجمالية تريليون دولار. وفي زيارته لقطر بلغت القيمة الإجمالية لما حصل عليه من عقود لصالح الشركات الأميركية ومن وعود لضخّ استثمارات قطرية مباشرة داخل الولايات المتحدة تريليوناً و200 مليار دولار. وفي زيارته للإمارات بلغت القيمة الإجمالية لما حصل عليه من عقود إماراتية لصالح الشركات الأميركية ومن وعود بضخ استثمارات إماراتية مباشرة داخل الولايات المتحدة تريليوناً و400 مليار دولار. معنى ذلك أنه كان بمقدور ترامب استغلال البيئة التنافسية التي تتسم بها العلاقات بين الدول الخليجية ليحصل على مكافأة إضافية قدرها 200 مليار دولار في كلّ مرة ينتقل فيها من عاصمة إلى أخرى، وأن تبلغ الحصيلة الإجمالية لرحلته التي لم تستغرق سوى ثلاثة أيام ما يقرب من 4 تريليونات دولار، وذلك بخلاف الهدايا الشخصية باهظة التكلفة، وفي مقدّمتها طائرة رئاسية يبلغ ثمنها نحو نصف مليار دولار. ما يثير التأمّل هنا، والحزن الشديد في الوقت نفسه، أنّ الحفاوة التي استقبل بها ترامب في العواصم العربية الخليجية الثلاث، والتي لا شكّ فاقت أكثر أحلامه جموحاً، بدت في تناقض تامّ مع كلّ ما قدّمه الرجل لـ "إسرائيل" إبّان فترة ولايته الأولى، ومع الأوضاع الفلسطينية والعربية المأساوية التي راحت تتفاقم خلال تلك الزيارة. اليوم 09:33 29 أيار 08:32 فعلى الصعيد الفلسطيني كانت "إسرائيل" تواصل حرب إبادة جماعية تشنّها على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة منذ ما يقرب من 20 شهراً، وكانت آلتها العسكرية تواصل اقتحاماتها اليومية لمعظم مدن ومخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، وكان المستوطنون اليهود يواصلون استفزازاتهم شبه اليومية في باحات المسجد الأقصى ويصرّون على إقامة شعائرهم وأداء طقوسهم التلمودية هناك تحت حراسة قوات الأمن. وكذلك كان العالم العربي يمرّ بواحدة من أسوأ الفترات في تاريخه المعاصر. ففي سوريا كانت "إسرائيل" قد أعلنت عن تحلّلها من اتفاقية فضّ الاشتباك المبرمة عام 1974 واحتلت المنطقة منزوعة السلاح، ثم راحت تتوسّع وتحتل أراضي جديدة وصلت مساحتها إلى ما يزيد عن 400 كلم2، وتصرّ على مواصلة الهجمات العسكرية لتدمير ما تبقّى من مقدّرات الجيش السوري، بل وتعلن بكلّ صلف عن استعدادها لحماية الدروز، في محاولة مكشوفة من جانبها لتأجيج الصراع الطائفي في هذا البلد العربي المنكوب. وفي لبنان، لم تكتفِ "إسرائيل" بمواصلة احتلالها لعدد من النقاط الحدودية وبرفض الالتزام بنصّ وروح القرار 1701، وإنما راحت تواصل اعتداءاتها المسلّحة على أهداف منتقاة في جنوب لبنان أو حتى في الضاحية. ولأنّ الشعوب العربية في معظم الدول التي لم تطلها آلة الحرب الإسرائيلية خلال جولة القتال الحالية كانت تعاني بدورها من أوضاع شديدة القسوة، كالحروب الأهلية والصراعات الجهوية والقبلية والفقر والديون والتضخّم والغلاء وتدهور مستويات المعيشة، فقد بدت مظاهر الحفاوة بترامب ليست مستفزّة إلى أقصى حدّ فحسب، وإنما غير مفهومة أيضاً، بل وغير مبرّرة في الوقت نفسه. خصوصاً وأنّ هذه الدول لم تحصل من ترامب، رغم كلّ ما قدّمته له ولبلاده، على شيء جوهري في المقابل. ربما تكون هذه الدول قد حصلت بالفعل، أو ستحصل في مستقبل قريب أو بعيد، على كميات ضخمة من الأسلحة وعلى عدد كبير من الطائرات المدنية، وربما تكون قد تمكّنت من التعاقد مع شركات أميركية لبناء مصانع ومدارس وجامعات ومستشفيات ومعامل ومراكز أبحاث أو لإقامة بنى تحتية في مختلف المجالات، لكن هل يحقّ لها أن تشعر بأنها أصبحت أكثر قوة واطمئناناً، وهل بمقدورها أن تركن إلى الوعود أو التعهّدات الأميركية وحدها لحماية أمنها وثرواتها؟ أشكّ كثيراً لأنها لا تملك ترف التفكير الجماعي، لا على مستوى النظام الإقليمي العربي ككلّ، ولا على المستوى الخليجي الأضيق نطاقاً، بل ويلاحظ أنها لم تتمكّن حتى من التنسيق فيما بينها لإقامة مشروعات تكاملية مشتركة، وإنما راحت بدلاً من ذلك تتنافس فيما بينها كي تثبت كلّ منها للرئيس ترامب أنها الدولة الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة والأكثر التصاقاً بها والأكثر حرصاً على مصالحها، وبالتالي الأكثر استعداداً لتلبية رغباته ومطالبه. صحيح أنّ ترامب أعلن في السعودية عن قراره رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، لكنّ هذا القرار لم يصدر في سياق رؤية عربية موحّدة، أو حتى في سياق رؤية خليجية موحّدة لكيفيّة مساعدة الشعب السوري على التعافي من محنته أو للطريقة التي يمكن من خلالها تمكين الدولة السورية من استعادة عافيتها والعودة التدريجية لتأدية دور "قلب العروبة النابض" من جديد. فإذا أضفنا إلى ما تقدّم أنّ ترامب تمكّن في رحلته الخليجية الأخيرة من الحصول من الدول العربية المضيفة على ما يقرب من أربعة تريليونات دولار، من دون أن تتمكّن الأخيرة من الحصول منه على مجرّد وعد بالالتزام بوقف الحرب، أو بإدخال مساعدات إنسانية كافية إلى قطاع غزة، أو بعدم التهجير القسري لسكانه أو لسكان الضفة، أو بوقف الاستيطان...إلخ، ناهيك عن الالتزام بإقامة دولة فلسطينية في المستقبل المنظور، لتبيّن لنا بوضوح تامّ أنّ الدول العربية الغنية تمارس سياسة قوامها الفصل التامّ بين علاقاتها الثنائية بالولايات المتحدة وبين موقف الولايات المتحدة من القضية الفلسطينية، وهي معادلة تصبّ لمصلحة "إسرائيل" بالمطلق. حين كان ترامب يستعرض حرس الشرف في ساحات القصور الخليجية الفسيحة، ويعبّر عن ذهوله مما تعجّ به تلك القصور من مظاهر الترف الأسطوري، كانت "إسرائيل" قد فتحت بالفعل أبواب الجحيم التي توعّد بها ترامب الشعب الفلسطيني الذي احتلت أرضه منذ 77 عاماً بالضبط. وحدها جماعة "أنصار الله" كانت تقوم بإطلاق الصواريخ المجنّحة لمساندة هذا الشعب المظلوم في إشارة قوية على أنّ مشاعر العزة والكرامة والحرص على نصرة المظلوم لم تختفِ تماماً من قلوب العرب، حتى لو اقتصرت على الأكثر فقراً في الموارد والعامرة قلوبهم بالإيمان والتقوى.


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
أوروبا والكيان شيء من التاريخ
بالعودة إلى الجذر الأيديولوجي للصراع بين اليهودية والمسيحية كما بقيّة الأديان والجماعات، فإنّ سفر التكوين التوراتي يؤسّس للنظرية العنصرية اليهودية (شعب الله المختار) مقابل (شعب المسيح الدجال) والبقيّة (غوييم – أغيار) بمستوى البهائم. فاليهودية لم تعترف بالمسيح حتى الآن وتنتظر ما تسمّيه المسيح الحقيقي في هرمجدون، ويشار كذلك إلى موسى بن ميمون، طبيب ومستشار صلاح الدين الأيوبي والمؤسس الثاني لليهودية، والذي وصف المسيح بـ (النبي الدجال) إضافة إلى تطاوله على الرسول الكريم بطريقة مماثلة، وذلك بحسب (الرسالة اليمنية) المعروفة لابن ميمون. لم تكتفِ اليهودية بما ورد في سفر التكوين، بل واصلت عداءها للمسيحية بكلّ تعبيراتها الشرقية والرومانية بعد تمسّح الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادي، وقابلتها روما بالملاحقة من روما الوثنية إلى روما المسيحية، كما نعرف أنّ الأدب العبري مثل أعمال عاموس عوز ذهب ولا يزال إلى أنّ الحروب الصليبية كانت حروباً ضد اليهودية، تواصلت في أوروبا نفسها على يد محاكم التفتيش الإسبانية. وسيمضي وقت قبل أن تندلع الثورة الرأسمالية وتجتاح الإمبراطوريات الإقطاعية الأوروبية وتقصي الكنيسة والفاتيكان عن كرسي القرار الرسولي الأعظم الشامل، فما من إمبراطور أو ملك حتى اندلاع تلك الثورة اكتسب قيمته الزمنية إلا عبر تطويبه المقدّس من البابا. مقابل النظرة السائدة الطاغية حول ذلك، والتي تعتبر الثورة اللوثرية (البروتستنت) أكبر إصلاح ديني في التاريخ، فقد أظهرت الوقائع والتحوّلات أنّ هذه الثورة بقدر ما أضعفت نفوذ الكنسية، الكاثوليكية والأرثوذكسية، بقدر ما قامت بتهويد المسيحية وكرّست النفوذ المالي اليهودي على العالم الأوروبي ثم الأميركي والرأسمالي عموماً. فهي بحسب ماركس في كرّاسه (المسألة اليهودية) وبحسب ماركسي آخر هو "سومبارت"، لم تكن سوى رافعة للربى اليهودي وتجلّياته السريعة في عالم المصارف والبورصة، أي أنّ أوروبا الجديدة صارت يهودية أكثر، وصارت قراءة العهد الجديد (الإنجيل المسيحي) مشروطة بقراءة العهد القديم اليهودي ضمن كتاب مقدّس واحد لا يعترف قسمه الأول بالمسيح حتى الآن. يشار هنا إلى أنه من أخطر تداعيات هزيمة الأندلس، وسيطرة التحالف الكاثوليكي (فرديناند وإيزابيلا) وملاحقة اليهود، هرب الغالبية الساحقة منهم باتجاهات متعدّدة: فقراء اليهود إلى المغرب وشمال أفريقيا عموماً، وهرب الأغنياء منهم إلى بلاطين، ازدهرا بسبب ذلك، الأول هو البلاط العثماني حيث تحكّم اليهود بالمالية العثمانية على مدار التاريخ، وصولاً إلى تأسيس البنك العثماني أواخر القرن التاسع عشر (لتسديد الديون العثمانية)، أما البلاط الثاني فهو البلاط الهولندي رغم أنه كان تابعاً لإسبانيا، وبسبب هذه السيطرة تحوّلت هولندا من بلد (الشحاذين) إلى أول دولة استعمار بحري في التاريخ (قبل بريطانيا) فتلازمت المسيحية المتهوّدة مع الثورة البروتستنتية مع الربا اليهودي والثورة البرجوازية. في هذا السياق، وضمن الإيقاع الرأسمالي الذي وحّد اليهودية مع الرأسمالية الصاعدة في أوروبا، ولدت فكرة الصهيونية والأرض اليهودية المزعومة في فلسطين، كمحطة استعمارية بين طرق الهند الشرقية وقناة السويس، وصارت "إسرائيل" جزءاً أساسياً من المصالح الإمبريالية التي أسّست ودعمت هذا الكيان. أيضاً، وتحت العنوان المزيّف لتكفير أوروبا عن ذنب إنتاج الظاهرة النازية، دخلت أوروبا كلّها تحت الابتزاز الصهيوني ولا تزال، والذي وصل إلى مستوى غير مسبوق من المبالغات المريضة، بإصدار قوانين تمنع أيّ انتقاد للصهيونية وجرائم ذراعها الإسرائيلية بحجة معاداة السامية، متجاهلة أمرين هامّين: 1- التنسيق الذي كشف عنه بين النازية والصهيونية عبر اتفاقية (هعفراه)، التي ربطت بين رفع الحصار الغربي عن الاقتصاد الألماني مقابل تسهيل هجرة الشباب اليهود إلى فلسطين من دون أن تكترث الصهيونية بمصير بقية اليهود من الكهول، نساء ورجالاً، وبالإضافة إلى معطيات الاتفاقية المذكورة، ثمّة وثائق جديدة تظهر أنّ غالبية اليهود الذين اعتقلتهم النازية وأبادتهم، كانوا من نشطاء الحزب الشيوعي الألماني، الذي سبق لليهود أن أدّوا دوراً كبيراً في تأسيسه، ولم تحدث تلك الإبادة بأفران الغاز المزعومة، بل عبر عمليات إعدام جماعية، أما فكرة المحارق المتداولة فكانت لعشرات الآلاف من جثث قتلى الحرب عموماً بمن فيهم الجنود الألمان تجنّباً للأوبئة. 29 أيار 08:32 22 أيار 20:56 2- الكذبة الثانية، كما الأولى هي كذبة العداء للسامية والتي باتت تطال العرب والفلسطينيين بشكل خاص، فإضافة إلى أنّ مصطلح السامية مصطلح غير علمي وغير تاريخي ومستمد من التدوين اليهودي للتوراة، فالمجال الجغرافي – الاجتماعي لهذا المصطلح هو العرب بشكل أساسي الذين يصفهم بعض علماء الاجتماع والإنثروبولوجيا بالساميّين، أما اليهود الذي شحنتهم السفن الإمبريالية إلى فلسطين، فغالبيتهم الساحقة من الخزر الأتراك و"السلاف" الذين ينسبون إلى (العنصر الآري) وكانوا يتوزّعون بين جزيرة القرم وبحر قزوين وشرق روسيا. مما لا شكّ فيه أنّ الصمود المذهل للشعب العربي الفلسطيني في غزّة ومقاومته البطلة، رغم ماكينة الإجرام والتوحّش الصهيوني غير المسبوقة والتي طالت عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، بدأت تحرّك المياه الراكدة على مستوى الرأي العام الجمعي في كل العالم، بما في ذلك أوروبا، تساندها تغذيات ثانوية من جمعيات ناشطة في مجال حقوق الأطفال والنساء وتيارات إنسانية، سواء في بعض الأوساط الديمقراطية والكنسية أو في الأوساط الطالبيّة التي تمتلك تراثاً من أيام العدوان الأميركي على فيتنام، والعدوان الفرنسي على الجزائر، ومجمل التاريخ الإجرامي للاستعمار البريطاني. ذلك الحراك مهمّ بالتأكيد، ولكنه لا يرتبط تماماً بالمواقف السياسية لعدد من البلدان الأوروبية، فالحيثيات مختلفة ومن الخطورة بمكان مقاربة ذلك كصحوة ضمير أوروبية أو كدفاع عن القيم الليبرالية، ومن الخطورة أكثر التعويل عليه وانتظار حالة ديغولية تشبه الحالة الفرنسية المفاجئة بعد العدوان الصهيوني على العرب في حزيران 1967. ففرنسا في السنوات الأخيرة من جمهورية ديغول، ارتبطت باحتدام الصراع بين الرأسمالية الفرنسية والرأسمالية الأوروبية، وهو صراع له جذوره في القلق الإنجلوسكسوني من صعود فرنسا داخل القارة الأوروبية. يشار هنا أيضاً إلى أنّ التباينات التي تظهر بين الحين والحين بين واشنطن وأوروبا، تعود إلى عدم استقرار السياسة الأميركية إزاء أوروبا وانشطار هذه السياسة بين خيارين، كما مثلهما بايدن وترامب، الأول مع أوروبا قوية في مواجهة روسيا أياً كانت طبيعة الحكم فيها، والثاني مع أوروبا ضعيفة تحت السيطرة الكاملة لواشنطن. في كلّ الأحوال، وإضافة إلى ما سبق، يعزى ارتفاع النقد الأوروبي لسياسات نتنياهو الإجرامية بحقّ المدنيين في غزّة، لمعطيات منظورة محدّدة، لا ترقى إلى ما هو أبعد من ذلك، فهذا الكيان المجرم ضروري لأوروبا الرأسمالية ضرورته لواشنطن الإمبريالية. من المعطيات المحدودة، أنّ القوى النافذة اليوم في أوروبا وغالبيتها باستثناء فرنسا، تنتمي إلى ما يعرف بالاشتراكية الدولية وعقلها الممثّل بمحفل الشرق الأعظم، والتي وقفت على الدوام إلى جانب الكيان الصهيوني في محطات إجرامية عديدة، فضلاً عن دعم وجوده نفسه على حساب أرض وشعب آخر. إنّ هذه القوى النافذة اليوم ترى في هذا المستوى من الفظائع الصهيونية، صورة من صعود اليمين العنصري المتطرّف في بلدانها مستنداً إلى الحالة الترامبية، مما يهدّد وجودها نفسه كممثّل لأوساط أخرى من المعسكر الرأسمالي، كما تدرك وتتابع كيف انتهت صورتها الليبرالية المزعومة داخل هذا الكيان ممثّلة بالتجمّع "المعراخي" بقيادة حزب العمل وتحوّلت إلى قوة هامشية. - أياً كانت دقة التمييز بين الأوساط الروتشلدية والروكفلرية، والأشكال الجديدة للعولمة وانعكاسها على المتروبولات نفسها، كما رأينا في المعركة التي فتحها ترامب على جيرانه في اتفاقية النافتا، كندا والمكسيك، ثمّة أصوات في أوروبا الرأسمالية ترى في نتنياهو جزءاً من اصطفافات عالمية في قلب الرأسمالية نفسها، وتتمنّى إزاحته وتحاول المساهمة في ذلك على نطاق لا يخدش الأمن العامّ للمصالح الإمبريالية. فآخر ما يعني متروبولات أوروبا وقواها النافذة الحفاظ على ليبرالية مزعومة انتهت مع وفاة مؤسّسها، جون لوك، وحلّت محلّها سريعاً أفكار توماس هوبز وما حمله تلاميذه المستعمرون من مذابح على مدار التاريخ بحقّ شعوب العالم كلّها، بل إنّ أوروبا نفسها لم تنجُ منها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. - أخيراً، ثمّة تحليلات تربط المواقف الأوروبية باستراتيجية قيد العمل لإعادة إنتاج الكيان نفسه من دون نتنياهو وما يمثّله والضغط عليه لصالح توليفة إسرائيلية قادرة على تعميم الإبراهيمية السياسية ودمج الشرق الأوسط بـ "إسرائيل الجديدة".


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
إسطنبول تجمع روسيا وأوكرانيا بجولة محادثات ثانية اليوم
يجتمع مسؤولون روس وأوكرانيون اليوم الاثنين في مدينة إسطنبول بتركيا لإجراء الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة منذ 2022، لكن ذلك يأتي مع استمرار تصاعد القتال والتباعد بين الجانبين بشأن كيفية إنهاء الحرب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية إنّ وفد كييف وصل إلى إسطنبول، مضيفاً أنّه من المقرر عقد اجتماع بين الجانبين بعد ظهر اليوم. وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب روسيا وأوكرانيا بإحلال السلام، لكنّهما لم تتوصلا حتى الآن إلى اتفاق، وحذر البيت الأبيض مراراً من أن الولايات المتحدة "ستنسحب" من جهود إنهاء الحرب إذا حال عناد الجانبين من دون التوصل إلى اتفاق سلام. وأسفرت الجولة الأولى من المحادثات في 16 أيار/ مايو عن أكبر عملية تبادل للأسرى في الحرب، لكنها لم تسفر عن أي بادرة سلام، أو حتى وقف لإطلاق النار، إذ اكتفى الطرفان بتحديد موقفيهما التفاوضيين المبدئيين. وبعد أن أبقى العالم في حالة من الحيرة حول ما إذا كانت كييف ستحضر الجولة الثانية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ وزير الدفاع رستم أوميروف سيجتمع مع المسؤولين الروس في إسطنبول. وسيترأس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، وهو مساعد للرئيس فلاديمير بوتين استشهد بعد الجولة الأولى بما حدث مع الجنرال ورجل الدولة الفرنسي نابليون بونابرت في الماضي ليؤكد أن الحرب والمفاوضات يجب أن تتم دائماً في الوقت نفسه. وشنّت أوكرانيا، أمس الأحد، واحداً من أكثر هجماتها طموحاً في الحرب، إذ استهدفت قاذفات روسية بعيدة المدى ذات قدرة نووية في سيبيريا وقواعد عسكرية أخرى، في حين قال سلاح الجو الأوكراني إنّ الكرملين أطلق 472 طائرة مسيّرة على أوكرانيا، وهو أكبر عدد تطلقه روسيا في ليلة واحدة خلال الحرب. وكان بوتين قد اقترح فكرة المحادثات المباشرة للمرة الأولى بعد أن طالبته أوكرانيا وقوى أوروبية بالموافقة على وقف إطلاق النار الذي رفضه الكرملين. وقال بوتين إن روسيا ستضع مسودة مذكرة تُحدّد الخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل وبعدها فقط ستناقش وقف إطلاق النار. وأشارت كييف مطلع هذا الأسبوع إلى أنّها لا تزال تنتظر مسودة المذكرة من الجانب الروسي. وقال ميدينسكي، كبير مفاوضي الكرملين، أمس، إنّ موسكو تلقت مسودة المذكرة الأوكرانية وصرح لوكالة الإعلام الروسية بأن الكرملين سيرد عليها اليوم. إلى ذلك، ذكر مبعوث ترامب كيث كيلوغ، أنّ الجانبين سيقدمان في تركيا وثائقهما التي تحدد أفكارهما بشأن شروط السلام، على الرغم من أن من الواضح أن موسكو وكييف لا تزالان متباعدتين بعد ثلاث سنوات من الحرب. وأشار كيلوغ إلى أن الولايات المتحدة ستشارك في المحادثات، بل إنّ ممثلين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا سيشاركون أيضاً على الرغم من أنه لم يتضح على أي مستوى ستكون الولايات المتحدة ممثلة. وورد في أمر تنفيذي أصدره زيلينسكي أنّ وفد أوكرانيا سيضم أيضا نائب وزير الخارجية، بالإضافة إلى عدة مسؤولين عسكريين ومسؤولي مخابرات. كما أظهرت نسخة من الوثيقة التي اطلعت عليها "رويترز" أنّ المفاوضين الأوكرانيين سيقدمون في إسطنبول للجانب الروسي خارطة طريق مقترحة للتوصل إلى حل سلمي دائم. ووفقا للوثيقة، فإنّ كييف تهدف إلى عدم وجود أي قيود على القوة العسكرية الأوكرانية بعد إبرام اتفاق سلام، وعدم وجود أي اعتراف دولي بالسيادة الروسية على أجزاء من أوكرانيا استولت عليها قوات موسكو، وكذلك تقديم تعويضات لأوكرانيا.