
ليست مجرد لقمة هنية
لا يُعبر الصمت أبدا عن موقف انهزامي، فهو ما يقع منا؛ بسبب صدمة سبق وأن تعرضنا لها فجردت الكلمات من المعاني حتى صار ما نقوله وكأنه لم يكن من الأصل؛ لنشعر بأننا ندور في حلقة مُفرغة نقول فيها ما لا ندركه فيبدو وكأننا ننتخب الصمت سيدا للموقف، وذلك لقدرته على إدارة الأمور بطريقة خاصة لا تمت لنا بصلة؛ لنصبح بذلك كمن تنصل عن أدواره التي لا ولن تنتهي، فالصمت الذي نحسبه قد أنهى الموقف في حينه لن يفعل ذلك بتاتا بحكم أنه يملك العديد من الوجوه لعل أهمها ذاك الوجه، الذي يخفي خلفه كمية هائلة من الغضب، وسينفجر يوما ما؛ ليحصد كل ما خرج من أجله، وهو ما يكون في حينه دون قيمة تُذكر ولكن وبمجرد أن يمضي الوقت ويحدث ما لم نكن لنتوقعه، يظهر في نهاية المطاف بصورة مختلفة سنسعد أنها قد بلغت بنا تلك النهاية المرجوة بسلام؛ كي ندركها متى قُدر لها ذلك.
تضيع الكلمات مني في موقف صاخب ترهقه كل تلك الأحداث التي صارت تُفقد العالم صوابه، وكيف لا يكون ذلك؟ وغزة العزة تتعرض لـ (جريمة تجويع) أسقطت من فيها وهم من لا يريدون أو يشتهون سوى الحصول على (لقمة هنية) قد لا تروق سواهم ممن سيتذمر منها ومن تقلص الخيارات المُتاحة أمامه؛ كي يتكرم ويتناول طعامه، في حين أن أهل غزة يبحثون عن أقل القليل؛ كي يسدوا به جوعهم، الذي تمكن منهم حتى صارت الجثث تتساقط في كل زاوية. ويبقى السؤال: كيف لنا أن نُتابع ذاك المشهد وكأن شيئا لم يكن؟ لا يُعقل أن يُحرم أهل غزة من أبسط الحقوق، التي لن تتجاوز الحصول على (لقمة دافئة). بالأمس أرسلت إحداهن صورة لحوار دار بينها وبين قريبتها في غزة، تشكو فيه الحال وتبكي ما قد بلغت عتبته الأمور، إذ نفد كل الطعام، وما عادت تملك هي وأسرتها سوى القليل من (العدس) الذي لن يصمد حتى نهاية هذا الأسبوع. ثم ماذا؟ ما الذي سيحدث بعد انتهاء هذه المهلة التي تحكمها الظروف؟ وكيف ستعيش تلك الأسر ما تبقى لها دون طعام يغذي الأجساد، ودون أمان يبث الأمل فيها؟
(غزة العزة) بأمس الحاجة لحياة كريمة تتضمن أبسط الحقوق التي ستنفض عنها ما قد خلفته ويلات الحرب من دمار أنهكها، والتواجد من أجل شعبها بإثبات تلك الحقوق من أبرز الواجبات التي تقع على عاتق كل من يعرفها ويعترف بها وبكل ما لها من حقوق ستكون لها بإذن الله تعالى تحت مفهوم النصر، الذي سيحين حينه متى شاء الله ذلك، ومتى أدرك كل واحد منا معنى أن ينصر أخاه ويبذل أبسط الأسباب التي ستُحقق ذلك، ويدركها أكثر من سواه، وعليه فكر بما يُمكنك فعله؛ كي تبذل من الأسباب ما يسهم بنصرة غزة العزة، ولا تتردد، وحتى يكون لنا ذلك نسأل الله العون والسلامة للجميع.
مساحة إعلانية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المركزية
منذ 23 دقائق
- المركزية
بعد وفاته... لبنان يكرّم زياد الرحباني بوسام الأرز الوطني
منح الرئيس جوزاف عون الفنان الراحل زياد الرحباني وسام الأرز الوطني من رتبة "كومندور"، تكريماً لمسيرته الإبداعية الغنية ومكانته الاستثنائية في الوجدان اللبناني والعربي. ووُضع الوسام رسمياً على نعش الرحباني خلال مراسم جنازته، التي أُقيمت الإثنين في كنيسة رقاد السيدة ببيروت، حيث قام رئيس الحكومة نواف سلام بتسليمه، وسط حضور رسمي وشعبي واسع. ووثّق سلام اللحظة المؤثرة بنشر صورتين عبر حسابه على منصة "إكس"، إحداهما وهو يضع الوسام على النعش، والأخرى أثناء تقديمه واجب العزاء للسيدة فيروز، والدة الراحل، في مشهدٍ طغت عليه مشاعر الحزن والتأثر. وعلّق رئيس الحكومة على الصور بكلمات مشحونة بالعاطفة، قائلاً: "في وداع زياد الرحباني أتكلّم حيث تختنق الكلمات... أقف بخشوع أمام الأم الحزينة، والعائلة، والأصدقاء... ولبنان كله شريك في هذا الحزن الكبير". وأضاف في رثائه: "زياد المبدع العبقري، كنتَ صرخة جيلنا الصادقة، الملتزمة بقضايا الإنسان والوطن... قلتَ ما لم يجرؤ كثيرون على قوله. وبالنسبة لـ (بكرا شو؟)، فستبقى للأجيال القادمة صوت الجمال والتمرّد، وصوت الحق والحقيقة حين يصير السكوت خيانة". وأوضح سلام أن رئيس الجمهورية قرر منح الفنان الراحل الوسام الوطني الأعلى تقديراً لمسيرته الرائدة، قائلاً: "تشرفت أن أُسلم هذا الوسام باسم السيّد الرئيس وباسمي الشخصي إلى العائلة الكريمة، متقدماً منها بأحرّ التعازي، سائلاً الله أن يتغمّده بواسع رحمته". وتأتي هذه اللفتة الرسمية تقديراً لإرث زياد الرحباني، نجل الفنانة فيروز والفنان عاصي الرحباني، الذي ترك بصمة فنية استثنائية جمعت بين الموسيقى والمسرح والسخرية السياسية والاجتماعية، وتميّز أسلوبه بدمج الجاز بالموسيقى الشرقية، وابتكر أعمالًا مسرحية تجاوزت الترفيه إلى النقد والتمرد، لتصبح علامات فارقة في الثقافة اللبنانية. وقد وافته المنية صباح السبت 26 تموز 2025، عن عمر 69 عاماً، بعد صراع مع مشاكل صحية مزمنة في الكلى. وانطلقت جنازة زياد الرحباني، الإثنين، من مستشفى خوري في منطقة الحمراء، وصولًا إلى كنيسة رقاد السيدة، حيث أُقيمت مراسم الصلاة على روحه. ورافقت السيدة فيروز الجثمان منذ ساعات الصباح الأولى، برفقة ابنتها ريما، حيث استقبلتا المعزين من شخصيات فنية وثقافية وسياسية إلى جانب عدد كبير من محبي الراحل، الذين توافدوا منذ الفجر لتوديع أحد أبرز رموز الفن اللبناني الحديث. وتستقبل العائلة التعازي في بيروت على اليوم الثلاثاء، وسط حالة من الحزن العميق خيمت على محبي زياد الرحباني، الذي شكّلت وفاته خسارة كبيرة للمشهد الثقافي والموسيقي العربي.

المركزية
منذ 23 دقائق
- المركزية
اتحاد نقابات الأفران نعى زياد الرحباني: سيبقي راسخًا في وجدان الناس وذاكرة الوطن
نعى اتحاد نقابات الأفران والمخابز في بيان الفنان زياد الرحباني، وقال: "بقلوب يعتصرها الأسى، وبعيون دامعة على فنانٍ شكل ضمير هذا الوطن، ينعي اتحاد نقابات الأفران والمخابز في لبنان إلى اللبنانيين والعرب، رحيل قامة استثنائية في الفن والثقافة والموقف، الفنان المبدع والملتزم زياد عاصي الرحباني الذي غاب عن عالمنا، لكنه بقي راسخًا في وجدان الناس، وفي ذاكرة الوطن الذي عبّر عنه بالكلمة واللحن، بالسخرية النبيلة، وبالصدق الصارخ، وبالتمرد على الزيف والخوف واللامعنى برحيله، خسر لبنان أحد أكثر أبنائه صدقًا وجرأة وإبداعًا. رحل من غنّى للناس، وكتب عنهم، ووقف معهم، فصار صوتهم وهمومهم، وصار وجعهم اليومي منبرًا لإبداعه". ختم: "نودّع زياد الرحباني بحزن يليق بقيمته، ونعبّر عن خالص تعازينا للعائلة الرحبانية الكريمة، ولجميع محبيه، راجين من الله أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يسكنه فسيح جناته وداعًا زياد... ستبقى نغمتك في الخبز، وصوتك في الوجدان".


المرصد
منذ 26 دقائق
- المرصد
تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا في المواطن «أحمد الحمادي» بالمنطقة الشرقية لارتكابه عددًا من الجرائم الإرهابية
تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا في المواطن «أحمد الحمادي» بالمنطقة الشرقية لارتكابه عددًا من الجرائم الإرهابية صحيفة المرصد _ واس: أصدرت وزارة الداخلية اليوم، بيانًا بشأن تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا في مواطِنٍ أقدم على ارتكاب عددٍ من الجرائم الإرهابية، فيما يلي نصه: قال الله تعالى: (وَلَا تُفْسِدُواْ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا)، وقال تعالى: (وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)، وقال تعالى: (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَاد)، وقال تعالى: (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). أقدم/ أحمد بن محمد بن حسن الحمادي -سعودي الجنسية- على ارتكاب عددٍ من الجرائم الإرهابية تمثلت في انضمامه إلى تنظيمات إرهابية، وتصنيع ونقل المواد المتفجرة وحيازتها، وإمداد العناصر الإرهابية بالأسلحة والمتفجرات لتنفيذ جرائم إرهابية والتستر عليهم وتمويلهم، إضافة إلى استهداف رجال الأمن بقصد قتلهم، والإخلال بأمن المجتمع واستقراره. وبفضلٍ من الله تمكنت الجهات الأمنية من القبض على المذكور، وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب تلك الجرائم، وبإحالته إلى المحكمة المختصة صدر بحقه حكمٌ يقضي بثبوت ما نسب إليه وقتله تعزيرًا، وأصبح الحكم نهائيًا بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا. وتم تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بحق/ أحمد بن محمد بن حسن الحمادي -سعودي الجنسية- يوم الثلاثاء 4 / 2 / 1447هـ الموافق 29 / 7 / 2025م بالمنطقة الشرقية. ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد للجميع حرص حكومة المملكة العربية السعودية على استتباب الأمن وتحقيق العدل وتنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية في كل من يتعدى على الآمنين أو يسفك دماءهم، وينتهك حقهم في الحياة والأمن، وتحذر في الوقت نفسه كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره. والله الهادي إلى سواء السبيل.