
اغتيال أنس الشريف ومحمد قريقع وزملائهما: إبادة الصحافيين الفلسطينيين أمام أعين العالم
خمسة من صحافيي قناة الجزيرة
في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة للصحافيين قرب مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة. والشهداء هم المراسلان أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصورون إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة ومساعد المصور محمد نوفل، والصحافي في منصة ساحات محمد الخالدي، الذي استشهد صباح اليوم متأثراً بجراحه. وقد استهدفت الغارة منطقة معروفة بأنها مركز للنشاط الإعلامي الميداني في المدينة، حيث كان الصحافيون يتابعون التطورات الميدانية في ظل القصف الإسرائيلي المكثف.
جيش الاحتلال أقر رسمياً بتنفيذ الغارة، لكنه برر استهداف الشريف باتهامه بأنه "إرهابي" و"قائد خلية في حركة حماس" و"ينتحل صفة صحافي"، وزعم أنه كان مسؤولاً عن "هجمات صاروخية على المدنيين الإسرائيليين". هذه الاتهامات، التي لم يقدم الجيش أي أدلة ملموسة لدعمها، رُفضت من قبل قناة الجزيرة ومنظمات حماية الصحافيين التي وصفتها بأنها ذريعة لتبرير اغتيال أنس الشريف.
توقيت العملية جاء بعد ساعات من مؤتمر صحافي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عرض فيه خطته العسكرية للسيطرة على ما تبقى من مدينة غزة والمخيمات الوسطى، تمهيداً لاحتلال القطاع بالكامل. بينما رأى مراقبون فلسطينيون وصحافيون أن استهداف خيمة الصحافيين في هذا التوقيت يعكس نية إسرائيل القضاء على ما تبقى من الأصوات الميدانية التي تنقل وقائع الحرب للعالم.
أنس الشريف
ولد أنس الشريف في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 1996 في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة. نشأ في بيئة فقيرة ومكتظة، وعاش طفولته تحت وطأة الحروب الإسرائيلية المتكررة. تلقى تعليمه في مدارس الأونروا ومدارس وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، قبل أن يلتحق عام 2014 بجامعة الأقصى لدراسة الإذاعة والتلفزيون، وتخرج عام 2018.
بدأ الشريف مسيرته الإعلامية متطوعاً في شبكة الشمال الإعلامية، حيث اكتسب خبرة ميدانية في التصوير وإعداد التقارير، ثم انتقل إلى العمل مراسلاً لقناة الجزيرة في غزة. خلال سنوات الحصار، تبنى نهج التغطية المباشرة من قلب الحدث غير آبه بالمخاطر. تمركز في شمال القطاع ووسط مدينة غزة، ووثق بالصوت والصورة مشاهد الدمار والمجاعة التي اجتاحت المنطقة، خصوصاً في فترات انقطاع الكهرباء والاتصالات، حيث كان يضطر لتسلق أسطح المباني بحثاً عن إشارة إنترنت لبث التقارير.
تغطياته تضمنت مشاهد لأطفال يصرخون من الجوع، وأمهات يفتشن بين الركام عن الطعام، ومدارس تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين وسط ظروف صحية قاسية. قال في أحد تقاريره: "أكثر ما يؤلم هنا ليس القصف وحده، بل أن ترى طفلاً ينام وهو يبكي جوعاً لأنه لم يجد وجبة واحدة طوال اليوم". وفي 2024، حصل على جائزة "المدافع عن حقوق الإنسان" من منظمة العفو الدولية في أستراليا تقديراً لشجاعته في توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية.
وفي وصيته الأخيرة التي نشرت عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي قبل ساعات، قال الشريف: "إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة (المجدل) لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ... أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم. أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران. أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة. أُوصيكم بأهلي خيرًا...".
هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة.
إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي.
بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين،…
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0)
August 10, 2025
التحريض الإسرائيلي على أنس الشريف
وتعرض الشريف خلال الأشهر الماضية لحملات تحريض متكررة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، قادها المتحدث العسكري للإعلام العربي أفيخاي أدرعي. منذ يوليو/تموز 2024، نشر أدرعي مقاطع فيديو عدة اتهم فيها الشريف بالانتماء لكتائب القسام منذ 2013، وبأنه يستخدم عمله الصحافي للتغطية على "أنشطة إرهابية"، كما بث لقطات لبكائه أثناء تغطيته لمجاعة غزة، واصفاً إياها بـ"دموع التماسيح" وبأنها "جزء من دعاية حماس".
في يوليو/تموز 2025،
أصدرت لجنة حماية الصحافيين بياناً
حذرت فيه من أن هذه الاتهامات تمثل "محاولة لصناعة قبول عام لاغتياله". المديرة الإقليمية للجنة سارة القضاة قالت إن "النمط الذي تنتهجه إسرائيل في وصف الصحافيين بأنهم مسلحون، من دون تقديم أدلة، يثير تساؤلات خطيرة حول احترامها لحرية الصحافة".
الشريف رد على هذه الحملات بقوله: "أنا صحافي بلا انتماءات سياسية. مهمتي الوحيدة نقل الحقيقة من أرض الواقع كما هي، دون تحيز. الاحتلال يريد اغتيالي معنوياً تمهيداً لاغتيالي جسدياً".
ردات فعل على اغتيال الشريف وقريقع
قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الاستهداف المتعمّد للصحافيين لا يحجب الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، معتبراً أن هذا الاستهداف يثبت أن الجرائم في القطاع تفوق التصوّر وسط عجز دولي عن وقف المأساة.
كما أدانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين عملية اغتيال الصحافيين في غزة، ووصفتها بأنها "جريمة بشعة" و"استهداف مقصود لإسكات الحقيقة". المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال إن العملية تمت "مع سبق الإصرار والترصد" وهي جزء من خطة لتغطية "المذابح الماضية والقادمة".
شبكة الجزيرة أصدرت بياناً حملت فيه الجيش الإسرائيلي والحكومة المسؤولية الكاملة، واعتبرت الاغتيال "هجوماً متعمداً على حرية الصحافة". المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير إيرين خان اعتبرت أن اتهام الصحافيين بالإرهاب هو "استراتيجية لقمع الحقيقة"، ودعت إلى محاسبة المسؤولين.
من جهتها، نددت منظمة "مراسلون بلا حدود" اليوم "بشدة وغضب بالاغتيال المُقرّ به" لأنس الشريف، الذي استشهد مع 5 صحافيين آخرين. وقالت المنظمة المدافعة عن الصحافة، في بيان، إن "أنس الشريف، أحد أشهر الصحافيين في قطاع غزة، كان صوت المعاناة التي فرضتها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة"، داعيةً إلى "تحرّك حازم من الأسرة الدولية لوقف الجيش الإسرائيلي".
استهداف الصحافيين في المستشفيات
منذ بدء حرب الإبادة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثف الجيش الإسرائيلي استهدافه لخيم الصحافيين الموجودة في باحات المستشفيات، حتى أنه اغتال صحافيين داخل المستشفيات أثناء تلقيهم العلاج.
إعلام وحريات
التحديثات الحية
إسرائيل تقتل حسن اصليح بعد شهور من التحريض
فقد سبق أن قصفت طائرة مسيّرة إسرائيلية في شهر يونيو/ حزيران الماضي ساحة المستشفى المعمداني بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاد المصورَين احمد قلجة (متعاون مع التلفزيون العربي)، وإسماعيل بدح وسليمان حجاج (قناة فلسطين اليوم)، والمحرّر سمير الرفاعي (وكالة شمس نيوز)، وإصابة مراسل قناة فلسطين اليوم عماد دلول بجراح خطيرة، ومراسل التلفزيون العربي إسلام بدر بجراح طفيفة.
هذا النمط تكرر مرات عدة أبرزها:
13 مايو/أيار 2024: اغتيال حسن اصليح داخل مجمع ناصر الطبي أثناء تلقيه العلاج.
إبريل/نيسان 2024: استشهاد أحمد منصور وحلمي الفقعاوي قرب مستشفى ناصر.
ديسمبر/كانون الأول 2023: مقتل خمسة صحافيين أمام مستشفى العودة في النصيرات.
نوفمبر/تشرين الثاني 2023: استشهاد هيثم حرارة عند مدخل مجمع الشفاء الطبي.
الحصار الإعلامي الإسرائيلي على غزة
ويفرض الاحتلال حصاراً إعلامياً كاملاً على غزة منذ بداية العدوان، مانعاً دخول معظم الصحافيين الأجانب باستثناء قلة تحت إشراف عسكري مباشر. هذا الوضع دفع 129 مؤسسة إعلامية وصحافية وحقوقية، بينها "العربي الجديد" ووكالات كبرى مثل "فرانس برس" و"أسوشييتد برس" و"بي بي سي"، لتوجيه رسالة مفتوحة تطالب بالسماح بدخول "فوري وغير مقيد" للصحافيين الدوليين، وحماية الصحافيين المحليين الذين يواصلون عملهم تحت الحصار.
وإلى جانب منع دخول الصحافيين الأجانب، فإن الاحتلال يضيّق على التغطية، من خلال قتل الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل متكرر وممنهج، ليصبح عدد الصحافيين الشهداء في غزة هو الأعلى في تاريخ الحروب الحديثة، بحسب بيانات المنظمات الحقوقية الدولية.
نمط ممنهج
وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قُتل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما لا يقل عن 238 صحافياً، وأصيب نحو 400، واعتُقل 40، ودُمّرت غالبية المقرات الإعلامية، وأُجبرت الإذاعات المحلية على الإغلاق. منظمات مثل "مراسلون بلا حدود" و"لجنة حماية الصحافيين" أكدت أن إسرائيل تتبع سياسة ممنهجة لاتهام الصحافيين بالانتماء لجماعات مسلحة لتبرير استهدافهم، كما حدث مع عدة مراسلين لقناة الجزيرة وغيرهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 20 دقائق
- BBC عربية
خليل الحية في القاهرة بعد تصريحات أغضبت المصريين بشأن غزة
وصل القيادي في حركة حماس خليل الحية إلى القاهرة على رأس وفد من الحركة لإجراء مباحثات بشأن الأوضاع في غزة. وتأتي زيارة الحية بعد نحو أسبوعين من تصريحات بدت وأنها تنتقد الموقف المصري تجاه غزة والتي أغضبت مصريين. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
نقابة مصرية تقرر منح جائزة حرية الصحافة لضحايا المهنة الفلسطينيين- (تدوينة)
القاهرة: قررت نقابة الصحافيين المصرية منح جائزة حرية الصحافة لعام 2025 للصحافيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ بدء حرب الإبادة على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وقالت النقابة في بيان الأربعاء، على موقعها إن مجلس النقابة قرر خلال اجتماعه الثلاثاء، برئاسة النقيب خالد البلشي 'منح شهداء الصحافة الفلسطينية جائزة حرية الصحافة لهذا العام، وإطلاق أسماء عدد منهم على بعض جوائز الصحافة المصرية، التي تقدمها النقابة'. وأضاف أن مجلس النقابة 'افتتح اجتماعه بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح 248 صحفياً وصحفية، استشهدوا خلال العدوان الصهيوني الممتد منذ عامين على غزة وآخرهم الزملاء: أنس الشريف ومحمد قريطم، وإبراهيم طاهر، ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، ومحمد الخالدي'. وفي خطوة تضامنية، أعلن مجلس النقابة عن تنظيم يوم تضامني مع الصحافة الفلسطينية السبت المقبل، على أن تُعلن فعالياته خلال اليومين القادمين. وفي يوليو/ تموز 2024 منحت النقابة الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح جائزة حرية الصحافة ممثلًا عن الصحافيين الفلسطينيين. وأشار البيان إلى أن مجلس النقابة قرر توجيه دعوة للاتحادين العربي والدولي للصحافيين، وجميع النقابات العربية والدولية لتقديم مذكرة مشتركة رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية 'ضد مجرمي الحرب الصهاينة'، بهدف مساءلتهم عن الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، والصحافة الفلسطينية. وتابع: 'تعد الجرائم البشعة بحق الصحافيين الفلسطينيين حلقة جديدة في سلسلة وحشية من الإبادة الإعلامية، وهي جريمة تُعتبر الأكبر من نوعها في التاريخ الحديث، حيث تجاوز عدد الشهداء من الصحافيين 248 صحافياً وصحفية'. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بلغت حصيلة الإعلاميين الذين قتلتهم إسرائيل منذ بداية إبادتها الجماعية في قطاع غزة 238. وكانت نقابة الصحافيين المصرية طالبت، الاثنين، بمحاكمة إسرائيل على اغتيال 6 صحافيين فلسطينيين في غزة، بينهم مراسلا قناة 'الجزيرة' أنس الشريف ومحمد قريقع. وقالت النقابة إنها 'تدين بأشد العبارات الجريمة البشعة، التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني باغتيال 6 من الزملاء الصحافيين، هم أنس الشريف، ومحمد قريقع، وإبراهيم ظافر، ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، ومحمد الخالدي، عبر استهداف مباشر لخيمة للصحفيين في محيط مستشفى الشفاء'. ومساء الأحد، قتلت إسرائيل بغارة جوية على خيمة بمحيط 'مستشفى الشفاء' غرب مدينة غزة الصحافيين الستة، ما يرفع عدد ضحايا المهنة إلى 238 منذ بداية حرب الإبادة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. وكان أنس الشريف قد تعرض لحملات تحريض إسرائيلية واسعة النطاق جراء نقله أحداث وتداعيات الإبادة التي تشنها تل أبيب في القطاع، إذ عمدت إلى قصف منزله في مخيم جباليا في ديسمبر/ كانون الأول 2023، ما أدى إلى استشهاد والده. ونشرت إدارة صفحة الشريف عبر منصة 'إكس'، وصيته التي كتبها في أبريل/ نيسان الماضي، والتي قال فيها: 'أوصيكم بفلسطين درة تاج المسلمين.. أوصيكم بأطفالها المظلومين، لا تنسوا غزة وكونوا جسورا للتحرير'. وفي محاولة لتبرير جريمته، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الشريف 'شغل منصب قائد خلية في حماس، وكان يخطط لعمليات إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل'. جدير بالذكر أن عدد الصحافيين الذين استشهدوا خلال الحرب العالمية الثانية بلغ 69 صحافيا، وفق منظمة 'منتدى الحرية'، ولجنة حماية الصحافيين الأمريكيتين، بينما قدرت تقارير أخرى عددهم بـ150. فيما بلغ عدد الصحافيين الذين استشهدوا خلال سنوات الغزو الأمريكي للعراق (2003-2011) حوالي 230، وفق منظمة مراسلون بلا حدود، وبلغ عدد القتلى من الصحافيين في حرب فيتنام (1955-1975) حوالي 66، وفق تقارير صحافية أمريكية. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و599 شهيدا و154 ألفا و88 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 227 شخصا، بينهم 103 أطفال. ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967. (الأناضول)


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
فلسطين: الفيتو الأمريكي يشل مجلس الأمن عن وقف إبادة إسرائيل بغزة
رام الله: قالت وزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين أغابكيان، إن استخدام الولايات المتحدة سلطة النقض 'فيتو' في مجلس الأمن 'يشل' دوره ويمنع اتخاذه أي خطوات جادة لإنهاء إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته أغابكيان، الأربعاء، في مقر وزارة الخارجية الفلسطينية بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية. وأضافت أن الفيتو الأمريكي 'يمثل عائقا حقيقيا أمام العدالة الدولية ويمنح الاحتلال الإسرائيلي غطاء سياسيا للاستمرار في عدوانه دون محاسبة'. وأشارت إلى أن الفيتو الأمريكي 'يشل' دور مجلس الأمن ويمنع اتخاذه أي خطوات جادة لإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة. ولفتت الوزيرة أغابكيان إلى أن الشعب الفلسطيني يُقتل أيضا 'بصمت العالم وبسياسة ازدواجية المعايير'. واعتبرت أن 'مجلس الأمن بات رهينة للفيتو الأمريكي لذلك من الضروري أن يكون هناك تحرك للدول خارج إطار المجلس'، دون تفاصيل عن طبيعة هذا التحرك. ودعت إلى تفعيل مسارات قانونية أخرى مثل المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى الضغط السياسي والاقتصادي من خلال فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي. وتابعت وزيرة الخارجية الفلسطينية: 'يمكن وقف الحرب إذا كانت هناك إرادة سياسة عالمية. ونأمل أن تتوقف قريبا'. وأكدت أغابكيان أن 'إسرائيل تواصل التمرد على القانون الدولي وتعتبر نفسها فوق القانون'. وأضافت: 'لا يوجد اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة، ولكن نريد بأي طريقة أن نسمع صوتنا للرئيس (دونالد) ترامب ومن حوله'. 'فإذا أرادوا السلام في الإقليم والمنطقة فيجب الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في (إقامة) دولته، ودون ذلك لا سلام في المنطقة' وفق الوزيرة. وزادت: 'يريد ترامب الترشح لجائزة نوبل للسلام، هذا يمكن في حال تسوية القضية الفلسطينية المستعصية، وقد حان الوقت'. وعن إدارة غزة قالت الوزيرة إن 'هناك أصواتا في حركة حماس تقول إنها لا تريد أن تكون جزء من الحكم بعد نهاية الحرب'. وأكدت أن 'اليوم التالي للحرب سيكون فلسطينيا، كما طرحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس'. وشددت على رفض تعيين إسرائيل أي شخصية لإدارة القطاع، وأن الولاية القانونية على غزة هي لدولة فلسطين. وتطرقت وزيرة الخارجية الفلسطينية إلى قرار المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر 'الكابينت' احتلال قطاع غزة كاملا. وقالت إن القرار يكشف أن 'هدف (رئيس الوزراء) بنيامين نتنياهو من الحرب هو المدنيون الفلسطينيون من أجل تحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة وتهجير الفلسطينيين بالقوة'. وأضافت: 'قبل حرب الإبادة كان يعيش كل 5 آلاف فلسطيني في كيلومتر مربع واحد، اليوم يعيش كل 50 ألفا في كيلومتر مربع، دون بنية تحتية ودون خدمات'. والجمعة، أقر 'الكابينت' خطة طرحها نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، ما أثار احتجاجات إسرائيلية اعتبرتها بمثابة 'حكم إعدام' بحق الأسرى. وفي وقت سابق الأربعاء، صدق رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، على 'الفكرة المركزية' لخطة احتلال قطاع غزة. ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون في القطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم. وتابعت أغابكيان: 'نعمل مع فريق قانوني لمحاسبة ومساءلة إسرائيل في المحاكم الدولية والوطنية في الدول على انتهاكاتها للقانون الإنساني'. وأكدت أن 'القيادة الفلسطينية تسعى أولا لوقف حرب الإبادة، والسعي لدولة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة على حدود عام 1967 تعيش بأمن وسلام منزوعة السلاح إلى جانب دولة إسرائيل'. وزادت: 'لا نريد سلاحا فتاكا يستخدم في الحروب، دولة بسلاح خفيف من أجل تأمين الأمن الداخلي فقط'. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير لقسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و599 شهيدا و154 ألفا و88 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 227 شخصا، بينهم 103 أطفال. ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967. (الأناضول)