
محادثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل لاحتواء التوتر الأمني
أجرت سوريا وإسرائيل، خلال الآونة الأخيرة مفاوضات مباشرة تركزت على بحث سبل التهدئة والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية، وفق ما أكدته مصادر مطلعة، وهو ما يمثل تطوراً لافتاً، فيما كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أنه وجه دعوة إلى نظيره السوري أسعد الشيباني لزيارة موسكو.
ونقلت وكالة «رويترز» عن خمسة مصادر مطلعة قولها إن إسرائيل وسوريا على اتصال مباشر وأجرتا في الأسابيع القليلة الماضية لقاءات وجهاً لوجه بهدف تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين.
وتمثل هذه الاتصالات تطوراً كبيراً في العلاقات بين الجانبين في الوقت الذي تشجع فيه الولايات المتحدة الحكام الجدد في دمشق على إقامة علاقات مع إسرائيل، وأن تخفف إسرائيل من قصفها لسوريا.
وقال مصدران سوريان وآخران غربيان ومصدر مخابراتي مطلع من إحدى دول المنطقة إن الاتصالات تأتي أيضاً استكمالاً لما بدأته محادثات غير مباشرة عبر وسطاء منذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
واشترطت المصادر عدم الكشف عن هوياتها نظراً لحساسية المسألة بالنسبة للطرفين اللذين لا تربطهما علاقات رسمية ولهما تاريخ من العداء. ولم تُنشر أي معلومات في السابق عن المحادثات المباشرة وما تناولته.
وعلى الجانب السوري، أفادت المصادر بأن الاتصالات تجري بقيادة المسؤول الأمني الكبير أحمد الدالاتي، الذي تم تعيينه بعد الإطاحة بالأسد محافظاً للقنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، تم تعيين الدالاتي قائداً للأمن الداخلي في محافظة السويداء بالجنوب، حيث تتركز الأقلية الدرزية في سوريا. ولم يتسن لرويترز معرفة أي من المشاركين من الجانب الإسرائيلي، غير أن اثنين من المصادر قالا إنهم مسؤولون أمنيون.
وذكرت ثلاثة مصادر أن عدة جولات من الاجتماعات المباشرة جرت في المنطقة الحدودية بما في ذلك الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.
ولم يصدر، على الفور، أي رد من دمشق أو تل أبيب على طلبات «رويترز» للتعليق.
وقال الرئيس السوري أحمد الشرع في وقت سابق من الشهر الجاري إن هناك محادثات غير مباشرة مع إسرائيل تهدف إلى تهدئة التوتر.
وفي 14 مايو الجاري، أدى اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والشرع في الرياض إلى تغيير جذري في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، ما أعطى الحكومة الإسرائيلية اليمينية إشارة إلى العمل على التوصل إلى تفاهمات مع دمشق.
وعلى الرغم من أن المحادثات المباشرة تركز حالياً على الأمن المشترك، مثل منع الصراع والحد من التوغلات الإسرائيلية داخل القرى الحدودية السورية، قال مصدران إن المحادثات المباشرة قد تساعد على تمهيد الطريق لتفاهمات سياسية أوسع. وقال المصدر المطلع «تتعلق هذه المحادثات حالياً بالسلام... وليس بالتطبيع».
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن نظيره السوري أسعد الشيباني تلقى دعوة لزيارة روسيا.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان في موسكو: «بناء على الاقتراح الكريم من صديقي هاكان فيدان، عقدنا لقاء في أنطاليا في إبريل من هذا العام بحضور وزير الخارجية السوري الشيباني. وهو الآن لديه دعوة لزيارة روسيا».
وأعلن فيدان أن أنقرة ستواصل العمل مع روسيا من أجل ضمان وحدة كامل الأراضي السورية. وأشار إلى أنه ناقش مع لافروف الوضع في سوريا، واعتبر الوزيران أن رفع العقوبات عن سوريا «خطوة مهمة». (وكالات)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
روسيا إلى مفاوضات إسطنبول وأوكرانيا تطلب المقترحات
وأضاف بيسكوف: «سيكون الوفد مستعداً صباح يوم الاثنين لاستئناف المفاوضات، الجولة الثانية من المحادثات»، معرباً عن أمله في مناقشة مقترحات إنهاء الحرب التي أعدها الطرفان. وأشار بيسكوف، إلى أن موسكو تتوقع مناقشة مسودتي المذكرتين الروسية والأوكرانية، خلال جولة إسطنبول، مضيفاً: «نأمل أن تناقش مسودتا المذكرتين الروسية والأوكرانية، خلال الجولة الثانية من المفاوضات». ولفت بيسكوف، إلى أن قضايا الأمن في البحر الأسود، ستكون جزءاً لا يتجزأ من الشروط التي يجري وضعها لهدنة مؤقتة بين روسيا وأوكرانيا. ما نقترحه هو عقد جولة ثانية من المحادثات في إسطنبول، حيث يمكننا تبادل المذكرات حول نهج كل من الطرفين في عملية المفاوضات». كما أعرب نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، عن أمل بلاده بأن تتعامل الحكومة الأوكرانية بجدية مع مفاوضات إسطنبول، وتستغل الفرصة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة. كما قال وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، إن كييف ترغب في الحصول على وثيقة توضح مقترحات روسيا بشأن التوصل إلى اتفاق سلام قبل إرسال وفد إلى المحادثات المرتقبة في إسطنبول. «لكي يكون أي اجتماع ذا مغزى، يجب أن يكون جدول أعماله واضحاً، ويتعين إجراء الاستعدادات الملائمة للمفاوضات. المؤسف أن روسيا تبذل كل ما في وسعها لضمان ألا يسفر الاجتماع المحتمل المقبل عن أي نتائج». «نعتقد بصدق أنّه من الممكن أن تتوج محادثات اسطنبول الأولى والثانية باجتماع بين ترامب وبوتين وزيلينسكي، بقيادة أردوغان». وأشار فيدان، إلى أن بلاده تأمل أن تستطيع أوكرانيا وروسيا حل الصراع الدائر بينهما خلال الجولة الثانية للمحادثات. وأكد الذي يزور كييف، إن روسيا وأوكرانيا تريدان وقف إطلاق النار. بدوره، استبعد الكرملين عقد الاجتماع الثلاثي. وأضاف في تصريح: «قلنا إنه بالنسبة لنا، فإن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ليس مطروحا على الطاولة، ولسنا الدولة الوحيدة التي تقول ذلك. كما تعلمون يمكنني أن أذكر 4 دول أخرى في حلف شمال الأطلسي ويحتاج الأمر لموافقة 32 دولة من أصل 32 للسماح بالانضمام إلى الحلف.. هذه واحدة من القضايا التي ستثيرها روسيا». وقال ماكرون للصحافيين خلال زيارة إلى سنغافورة، إنه إذا أثبتت روسيا أنها غير مستعدة لإحلال السلام، على واشنطن أن تؤكد التزامها معاقبة موسكو، مشدداً على أن هذا اختبار لمصداقية الأمريكيين. كما قال مسؤولون محليون، إن القوات الروسية شنت هجوماً ضخماً بطائرات مسيرة خلال الليل أسفر عن إصابة عدة أشخاص في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا.


سكاي نيوز عربية
منذ 3 ساعات
- سكاي نيوز عربية
تحذيرات من شبح مجاعة في غزة مع النقص الحاد في المساعدات
أبوظبي - سكاي نيوز عربية حذّرت منظمات دولية وإغاثية من شبح مجاعة في قطاع غزة بسبب الحصار الكامل الذي تفرضة إسرائيل منذ أوائل مارس الماضي. واعتبرت تلك الجهات أن الآلية الأميركية - الإسرائيلية، لإدخال المساعدات إلى القطاع، غير مناسبة.


سكاي نيوز عربية
منذ 3 ساعات
- سكاي نيوز عربية
هجوم داعش في سوريا.. هل يمثل مقدمة لتصعيد خطير؟
الهجوم أعاد طرح التساؤلات بشأن مستقبل الأمن في سوريا ، لا سيما مع انفتاح الحكومة الجديدة برئاسة أحمد الشرع على المجتمع الدولي، ووسط حديث عن انسحاب أميركي محتمل من البلاد. فهل نحن أمام عودة فعلية للتنظيم؟ ومن يقف خلفه؟ مالك أبو خير، الأمين العام لحزب اللواء السوري، قال في حديث لسكاي نيوز عربية من ليون: "منذ شهر تحدثنا عن مؤشرات لتحركات داعش ، واليوم بدأت هذه التحركات تظهر بوضوح. نحن نرصد عودة منظمة للتنظيم في جنوب سوريا ، وتحديداً من عمق البادية السورية وصولاً إلى بادية السويداء". وأضاف أبو خير: "هناك خلايا نائمة بدأت تنشط في درعا، ولدينا معلومات عن استفادة داعش من مستودعات سلاح تركها النظام السابق، ما مكنه من إعادة ترتيب أجنداته وانتشاره في مناطق البادية". وبشأن ارتباط ذلك بالحراك السياسي الجديد، أشار إلى أن "داعش يستغل الانفتاح الدولي على الحكومة الجديدة لتوجيه ضربات للبنية الاجتماعية والأمنية"، محذراً من أن ما نشهده "ليس تحركاً عابراً بل مقدمة لتصعيد خطير". من جانبه، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد إسماعيل أيوب، أن عودة داعش لم تكن مفاجئة: "التنظيم لم يهزم نهائياً. منذ 2019 وحتى الآن، استمر في الاستفادة من المناطق الرخوة التي كانت خاضعة للنظام السابق، خصوصا في البادية الحمصية والحموية، وحتى جنوب الرقة". وأكد أيوب أن "النظام السابق كانت له علاقة مع التنظيم، وهناك تقارير استخباراتية تؤكد أن قواته استفادت من داعش في مناطق معينة مثل جنوب نهر الفرات بالرقة"، مضيفا: "التنظيم الآن ينشط في أماكن لم تُحكم السيطرة الأمنية عليها بعد، ويستغل المرحلة الانتقالية التي تمر بها الدولة السورية". وأوضح: "هناك فصائل حتى الآن لم تنضم للحكومة الجديدة، كما أن فلول النظام السابق لم يسلموا أسلحتهم بالكامل، بالإضافة إلى ما يسمى بالذئاب المنفردة وأسماك الصحراء والخلايا النائمة التي تعاود نشاطها". أما علي العلاني، الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب، فقد أرجع تحرك داعش الأخير إلى تفاعلات إقليمية بالدرجة الأولى. وقال لسكاي نيوز عربية من تونس: "تحرك داعش لا يأتي من فراغ. هناك تناقضات حادة داخل الفصائل الإرهابية نفسها، وصراع واضح مع الحكومة الجديدة التي لا تحظى بدعم التنظيم". وأضاف: "داعش وصف حكومة الشرع بالمرتدة، وهناك تعليمات داخلية بعدم تأييدها، وهو ما يفسر نشاط التنظيم بعد الإعلان عن انسحاب أميركي تدريجي من سوريا منذ منتصف أبريل. كلما شعر التنظيم بفراغ أو ضعف، استغل الموقف". كما لم يستبعد العلاني وجود أصابع إقليمية تحرك التنظيم، قائلا: "من مصلحة أطراف مثل إيران، والنظام القديم، إبقاء سوريا في حالة عدم استقرار. فهناك من لا يريد لحكومة الشرع أن تنجح". شبهات تسليم مواقع وفي تعليق لافت، قال أبو خير إن "عدداً كبيراً من المواقع العسكرية التابعة لحزب الله في عمق البادية السورية، بما فيها مستودعات أسلحة وأنفاق، سُلّمت بطريقة توحي بوجود تنسيق مع داعش"، متهماً إيران بـ"لعب دور قوي في تحريك خيوط التنظيم". ولفت إلى أن "هناك أيضاً تسرباً لمقاتلين أجانب كانوا إلى جانب الحكومة، لكن بسبب خلافات عقائدية بدؤوا بالانضمام لداعش"، مضيفاً: "هذا التسرب خطير، ويفتح الباب أمام تفشي التنظيم مجدداً في المدن السورية بحرية أكبر". تحذيرات من تجاهل الخطر العقيد إسماعيل أيوب حذر من التهاون مع هذا التهديد، مشددا على أن "داعش يستغل كل ثغرة أمنية أو سياسية للعودة. التنظيم لا يؤمن بمشاركة السلطة، ويقاتل من أجل فرض فكره المتطرف على كامل الأرض السورية". كما اعتبر أن وصف الحكومة الجديدة بأنها امتداد لهيئة تحرير الشام "غير دقيق"، قائلا: "الحكومة الحالية هي دولة معترف بها، تتعامل مع كل السوريين وتبني مؤسساتها، بينما داعش لا يقدم إلا الإرهاب والدمار". وفي ظل هذه المعطيات، يرى المراقبون أن عودة داعش، حتى لو كانت على شكل هجمات متفرقة، تمثل تحديا كبيرا أمام الحكومة السورية الجديدة. فالمعركة لم تعد فقط ضد تنظيم متطرف، بل أيضا ضد شبكة من المصالح الإقليمية والدولية التي لا تريد استقرار سوريا. وإذا ما ثبت وجود تواطؤ أو غض نظر من أطراف إقليمية، فإن المواجهة القادمة ستكون أعقد من مجرد صراع عسكري، بل صراع على مستقبل سوريا برمّته، في مرحلة ما بعد الأسد.