
العلاقات اللبنانيّة – السوريّة متعثرة هل يعود الشرع عن قراره ويوفد الشيباني الى بيروت؟
على وقع ارتفاع منسوب المخاوف اللبنانية من جولة صراع جديدة مع "اسرائيل"، إن لم يلتزم لبنان بمطلب حصر السلاح بيد الدولة، في قت بلغ الضغط الخارجي اقصاه لحمل حزب الله على تسليم سلاحه، بما فيه موجة غارات "اسرائيلية" امتدت من الجنوب الى البقاع، سلّم لبنان الرسمي رده على الورقة الاميركية للمبعوث الخاص الى سورية والسفير في تركيا توماس برّاك لنقلها الى ادارة بلاده، التي تستقبل تزامنا رئيس حكومة "اسرائيل" بنيامين نتنياهو في البيت الابيض.
صحيح ان ظاهر المطالب والورقات المتبادلة سلاح حزب الله، الا ان ثلثي الورقتين الاميركية واللبنانية يتضمن ايضا ملفين حساسين: الاول العلاقة مع سورية، وهو ما يعطيه براك اهمية كبرى، والثاني الاصلاحات الاقتصادية والمالية اللبنانية. فال ردُّ الذي يبدو انه اعجب الضيف اللبناني الاصل الى درجة الرضى الكبير والامتنان من "حيث الشكل"، يحتاج الى التفكير والتمحيص، الذي باشرته لجنة خاصة في البيت الابيض بعد ساعات من تسلمه. فهل يكمن الشيطان في التفاصيل؟
فمن بين ما تضمنته ورقات الرد اللبناني السبع، صفحتان تحملان رؤية الدولة اللبنانية لملف العلاقات اللبنانية - السورية ومستقبلها، في ظل "التذبذب" الواضح في مقاربتها من الطرفين، استنادا الى موروثات الماضي القريب، والمخاوف المتزايدة في ظل قلة الثقة بين الدولتين، رغم مبادرة حسن النية التي "رفضتها" دمشق قبل ساعات، وعادت لتقبل عرض الجيش اللبناني للمساعدة في اطفاء الحرائق المندلعة في اللاذقية، عبر ارساله طوافتين من قاعدة القليعات لمساعدة الدفاع المدني السوري.
امور بينتها زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان الى دمشق ولقائه عددا من القيادات السورية، في مقدمتها الرئيس احمد الشرع، الذي وفقا للمصادر نقل رسالة "ود ورغبة لبنانية صادقة بالتعاون"، وتمن "لبناني رسمي" بتحديد موعد جديد لايفاد وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني الى بيروت بعد تأجيلها، وبعدما كانت انجزت الترتيبات في شأنها نهاية الشهر الماضي.
ووفقا للمعلومات فان وفد دار الفتوى الذي اضطر الى انتظار الرئيس الشرع، نتيجة تمديد وقت اجتماعه مع الوفد البريطاني الموجود في دمشق، سمع من الشرع كلاما ايجابيا في اكثر من ملف عالق بين البلدين، رغم ان اجابته عن مزارع شبعا "تشبه الى حد كبير ما كان يسمعه لبنان من النظام السوري السابق"، مستدركة ان علامات "الاستنكار" كانت بادية على وجهه، حين ابلغ من مرافقه عن انتحار احد الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية.
مصادر لبنانية مواكبة للملف السوري اشارت الى ان مسألة مزارع شبعا قد تحولت الى لغم خطر عند الحديث عن العلاقة بين البلدين، خصوصا ان واشنطن ابلغت دمشق صراحة بضرورة التأكيد على سورية مزارع شبعا، في اطار السعي لسحب كل الذرائع من امام حزب الله. من هنا جاء قرار مجلس الامن بالتمديد ستة اشهر "للاندوف" المنتشرة في الجولان، وسط توسع واضح للجيش "الاسرائيلي"، الذي عزز انتشاره وتمركزه في جبل الشيخ.
وتابعت المصادر ان ثمة ملفًا ثانيا اكثر تعقيدا تتداخل فيه عوامل عديدة وتتشابك، ما تجعل من الصعب "فكفكة" عقده، وهو يرتبط بملفي الارهاب والموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، وتحديدا الاسلاميين، في ظل موجة الارهاب المتصاعد هذه الفترة وعودة تنظيم "داعش" للحركة، حيث ان غالبية الموقوفين في هذا الملف لدى الاجهزة الامنية اللبنانية راهنا هم من السوريين، وسط تسريبات في اوساط الاسلاميين عن مبايعة الشيخ احمد الاسير المسجون في رومية "اميرا".
ورأت المصادر ان الكلام كما المعطيات المتضاربة عن الانتشار المسلح على الجانب السوري من الحدود وهويته، بين ما صدر في البيانات الرسمية وما ينقله شهود عيان، يطرح الكثير من علامات الاستفهام، تحديدا لجهة الهمس في الكواليس الدولية، عن ضرورة ايجاد حل جذري لملف المقاتلين الاجانب في سورية، من ايغور وشيشان، في ظل الرفض المطلق لتجنيسهم او اعادتهم الى بلادهم، ما يعزز علامات الاستفهام ويرفع نسبة المخاوف، مما يمكن ان يكون جاري التخطيط له على هذا الصعيد من مغامرات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 24 دقائق
- الديار
نشرت الموفدة الأميركية السابقة إلى لبنان مورغان أورتاغوس صورة عبر خاصية الستوري على "انستغرام"، تجمعها بالموفد الأميركي توم برّاك. وأرفقت أورتاغوس الصورة بجملة: "قد نبدو وكأننا في عيد الفصح لكننا نقتحم الأمم المتحدة اليوم".
Aa اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 13:10 القسام: دمرنا جرافتين عسكريتين من نوع "D9" بعبوات شديدة الانفجار شرق حي الزيتون بمدينة غزة يوم 2 تموز 13:07 3 شهداء ومصابون بينهم أطفال من جراء قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية بالبلدة القديمة شرقي مدينة غزة 13:04 الدفاع المدني السوري: طائرات تركية وأردنية ولبنانية وقطرية تساعد في إطفاء الحرائق 13:01 الرئيس السوري أحمد الشرع يصل العاصمة الأذرية باكو في أول زيارة رسمية 12:56 نشرت الموفدة الأميركية السابقة إلى لبنان مورغان أورتاغوس صورة عبر خاصية الستوري على "انستغرام"، تجمعها بالموفد الأميركي توم برّاك. وأرفقت أورتاغوس الصورة بجملة: "قد نبدو وكأننا في عيد الفصح لكننا نقتحم الأمم المتحدة اليوم". 12:39 غارات جوية وقصف مدفعي شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
قيادي في "حزب الله": سلاح المقاومة هو للدفاع عن لبنان وملفه يحلُّ بـ"الحوار"
قال عضو المجلس السياسي في " حزب الله" الوزير السابق محمود قماطي ، اليوم السبت، إنه لا علاقة لسلاح المقاومة بمسألة "حصرية السلاح" التي تشمل الأمن الداخلي، مشيراً إلى أنَّ سلاح المقاومة يندرج ضمن إطار الدفاع عن لبنان ، فيما البحث بشأنه يتم على طاولة الحوار مع رئيس الجمهورية جوزاف عون من خلال الإستراتيجية الدفاعية". وفي حديثٍ عبر قناة الـ"OTV"، قال قماطي: "لا تزال رؤية الرئيس عون تفيد بأن مسألة السلاح تحل على طاولة الحوار عبر الاستراتيجية الدفاعية، وأميركا لم تُقدم حتى اليوم أي شيء داعم للعهد وللرئيس عون يسهل مهمته".

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
خطاب القوات: انتخابي
بدا واضحًا في الأشهر الأخيرة، أن "القوات اللبنانية" تتجه بخطابها السياسي نحو تصعيد غير مسبوق ضد حزب الله، مستخدمةً نبرة هجومية حادة لا ترتبط بشكل مباشر بالتطورات السياسية العامة، بل تنبع أساسًا من واقع داخلي يرتبط بالتحضيرات المبكرة للانتخابات النيابية المقبلة. ف"القوات"، التي تسعى إلى إعادة ترسيخ حضورها المسيحي في وجه منافسين جددا، تجد في التصعيد وسيلة لاستنهاض قاعدتها الشعبية، وإعادة ضبط تموضعها السياسي في المشهد المحلي. هذا التصعيد يتجاوز أحيانًا حدود الخلافات التقليدية مع "حزب الله"، ويأخذ طابعًا عدائيا غير مسبوق، هدفه الإيحاء بأن القوات تقف على الضفة المقابلة تمامًا، ولا تشارك في منظومة التسويات أو التفاهمات التي تطبع الأداء الحكومي والسياسي في البلاد. من هنا، لا يبدو مستغربًا الحديث عن إمكان لجوء القوات إلى خيار الاستقالة من الحكومة، ليس بسبب معطيات دستورية أو اعتراض على سياسات محددة، بل كجزء من حراك سياسي يُظهر أنها غير راضية عن أداء الحكومة، وأنها مستعدة لدفع الثمن في سبيل مشروعها، أو بالأحرى في سبيل الإيحاء بأن مشروعها لا يزال قائمًا ولم يفشل. لكن اللافت في المرحلة الراهنة هو أن خطاب "القوات" لا يستهدف حزب الله فحسب، بل يتعداه إلى محاولة خفية وغير مباشرة، لضرب صورة الرئيس جوزيف عون، الذي يشكل بنظر شريحة مسيحية واسعة رمزًا للوسطية والاعتدال، ويستقطب دعمًا شعبيًا يتقاطع في أماكن كثيرة مع قاعدة "القوات اللبنانية". ولذلك، فإن تصعيد الخطاب السياسي والتلويح بالاستقالة والتشدد في مواجهة "حزب الله"، كلها أدوات تُستخدم أيضًا لخلق مناخ من الإحباط حيال إمكانية نجاح الرئيس عون في إدارة المرحلة المقبلة، وبالتالي تقليص فرصه في المنافسة الجدية على زعامة مسيحية بديلة أو منافسة. تخوض "القوات" حملة مزدوجة: الأولى لتكريس حضورها على الساحة المسيحية على أبواب الانتخابات، والثانية إضعاف صورة منافس محتمل قد يشكل تهديدًا حقيقيًا لحضورها. أما "حزب الله"، فهو في هذا السياق، الهدف العلني في معركة عنوانها الحقيقي... الانتخابات. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News