logo
صحراء الفاية: شاهد إماراتي خالد على حضارة تمتد لأكثر من 200 ألف عام

صحراء الفاية: شاهد إماراتي خالد على حضارة تمتد لأكثر من 200 ألف عام

خليج تايمزمنذ 20 ساعات
تحت رمال الفاية الحمراء الممتدة في وسط الشارقة، ترقد واحدة من أقدم قصص صمود الإنسان في مواجهة قسوة الطبيعة ، والتي تعود بجذورها إلى أكثر من 210,000 عام.
وفي حدث استثنائي الأسبوع الماضي، تم إدراج صحراء الفاية رسمياً ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، لتكون بذلك دولة الإمارات الدولة العربية الوحيدة التي تحقق هذا الإنجاز هذا العام.
صحراء تحكي تاريخ البشرية
الوقوف في الفاية اليوم يعني السير على خطى صيادي العصر الحجري القديم (الباليوثي) ورعاة العصر الحجري الحديث (النيوليتي)، أولئك الذين حولوا هذا الامتداد الجاف إلى مركز للحياة بفضل المياه التي كانت تفيض فيها منذ آلاف السنين. ففي ظل وجود الماء وجدت الحياة، وتحرك الإنسان بحثًا عنها في فترات مناخية متغيرة.
تتشكّل تضاريس الفاية من رمال حمراء وصخور متعرجة وأخاديد أودية متحجرة ، تشهد جميعها على حقب متعاقبة من التغير البيئي والإنساني. وقد كشفت الحفريات الأثرية على مدى ثلاثين عاماً عن 18 طبقة أثرية متتابعة ، توثق بشكل شبه متصل كيف تكيف الإنسان مع الفترات المتناوبة من الجفاف والمطر.
استمرارية نادرة وتاريخ عالمي
ما يميز الفاية عن غيرها من المواقع أن سجلها الأثري شبه متصل—وهو أمر نادر على مستوى العالم—ويمنح الباحثين نظرة فريدة عن بدايات نشوء الإنسان وتطوره في مناطق صحراوية.
اكتشفت هناك أدوات صوانية، وعظام حيوانات، ومخلفات صيد وتجميع تدل على مهارات الإنسان الأول في تتبع الحيوانات وصنع الأدوات من الحجارة الدقيقة، وجميع هذه المكتشفات يمكن مشاهدتها في المتحف القريب من الموقع.
إنجاز تاريخي للإمارات والمنطقة
مع هذا الاعتراف العالمي، تدخل الفاية قائمة نخبة من المواقع مثل أهرامات مصر وسور الصين العظيم. وتصبح ثاني موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي بعد مواقع العين الثقافية (أدرجت عام 2011)، وأول موقع صحراوي يدرج تقديراً لتراث العصر الحجري في العالم.
جاء ترشيح الفاية بعد أكثر من 30 عامًا من البحث العلمي والشراكات الدولية، وتعد شاهداً على رؤية الشارقة الاستراتيجية بتكامل التراث والتعليم وتنمية المجتمع. وقد أعلنت الشارقة عن خطة إدارة وحماية شاملة للموقع حتى عام 2030، تشمل مواصلة البحث وتعزيز السياحة المستدامة والتوعية المجتمعية.
زيارة الفاية
يستطيع الزوار اليوم تتبع مسارات قصص القدماء من خلال جغرافية الموقع، مع العلم أن دخول بعض المناطق الأساسية يتم فقط ضمن جولات خاصة للحفاظ على المكان وحمايته. ويُنصح عند زيارتك، أن تشاهد الصخور المتحجرة التي كانت ذات يوم جزءًا من قاع بحر قديم. وفي لحظات شروق الشمس، يمكنك أن تتخيل أسرة من العصر الحجري وهي تشعل نارها تحت السماء ذاتها التي تظل المكان اليوم.
صحراء الفاية اليوم ليست مجرد موقع جيولوجي أو بيئي، بل هي وثيقة حية تحكي سيرة الإنسان وكيف أبدع في البقاء والأمل في بيئة من أصعب بيئات الأرض.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إطلاق الدورة السابعة من مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي
إطلاق الدورة السابعة من مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي

صحيفة الخليج

timeمنذ 4 ساعات

  • صحيفة الخليج

إطلاق الدورة السابعة من مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي

أطلق البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع البرنامج الوطني للمبرمجين، الدورة السابعة لمخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز قدرات الشباب واستثمار طاقاتهم الواعدة، وتزويدهم بأحدث تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي، وتمكينهم بالمهارات المستقبلية اللازمة لتوظيفها في مختلف مجالات الحياة. يسعى مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي، الذي تتواصل فعالياته من منتصف يوليو إلى منتصف أغسطس 2025، إلى توسيع آفاق الشباب لتصميم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات، والدفع بعجلة الابتكار في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. ويستهدف المخيم مختلف الفئات المهنية والعمرية والمجتمعية، من الصغار وطلبة المدارس والجامعات والشباب إلى خبراء الذكاء الاصطناعي والبرمجة. ويقدّم المخيم تجربة معرفية شاملة تغطي 7 محاور رئيسية، تشمل: مستقبل الذكاء الاصطناعي، وعلم البيانات وتعلم الآلة، والتطبيقات الذكية في التعليم والرعاية الصحية والقطاع المالي، وتطوير الويب والروبوتات، وحوكمة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والواقعين الافتراضي والمعزز، وورشاً معرفية وتفاعلية وهاكاثونات وتحديات ومحاضرات. وأكد الدكتور عبد الرحمن المحمود، مدير إدارة في مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في حكومة دولة الإمارات، أن مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي يترجم رؤية القيادة الرشيدة، في بناء مستقبل يقوده جيل واعٍ ومؤهل يمتلك أدوات الذكاء الاصطناعي.

«دبي للثقافة» تحصد «الابتكار من أجل الأثر» من الاتحاد الدولي للاتصالات
«دبي للثقافة» تحصد «الابتكار من أجل الأثر» من الاتحاد الدولي للاتصالات

صحيفة الخليج

timeمنذ 4 ساعات

  • صحيفة الخليج

«دبي للثقافة» تحصد «الابتكار من أجل الأثر» من الاتحاد الدولي للاتصالات

حصدت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» جائزة «الابتكار من أجل الأثر» ضمن فئة المدن الذكية، خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام»، التي نظَّمها الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، التابع للأمم المتحدة والمتخصص في التكنولوجيا الرقمية. وجاء هذا التكريم تتويجاً لجهود الهيئة الرائدة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في حماية التراث الثقافي، من خلال مشروع «المسح والاستكشاف المعزز بالذكاء الاصطناعي في موقع ساروق الحديد الأثري». واختيرت مبادرة «ساروق الحديد» كإحدى دراسات الحالة الفائزة في القمة، وأُدرجت ضمن التقرير النهائي للاتحاد الدولي للاتصالات وعُرضت خلال جلسة «الابتكار من أجل الأثر: دراسات حالة فائزة». وطُوِّر المشروع بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا واعتمد على تقنية الاستشعار عن بعد، تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتقنيات المسح الجيوفيزيائي مثل الرادار المخترق للأرض (GPR) والمسح المغناطيسي والخرائط الطبوغرافية عالية الدقة، لاستكشاف أحد أبرز مواقع العصر الحديدي في المنطقة. وأسفرت الدراسة عن كشف أكثر من 2500 قراءة تدل على احتمالية وجود قطع ومعالم ذات أهمية أثرية. وتسلِّط هذه الجائزة الضوء على ريادة «دبي للثقافة» في دمج الابتكار ضمن القطاع الثقافي وعلى إسهاماتها الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المعتمدة لدى الأمم المتحدة، كما تنسجم مع مهمة الهيئة في تمكين المواهب ودعم الابتكار الإبداعي وترسيخ مكانة دبي كعاصمة عالمية للثقافة والمعرفة. الساحة الدولية قالت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي: «يمثل هذا التكريم تأكيداً لالتزامنا بتبني التقنيات المستقبلية لحفظ وترويج تراثنا، فمن خلال توظيف الذكاء الاصطناعي وأساليب غير تدخّلية، لا نحمي الماضي فحسب، بل نعزّز حضور دبي الثقافي على الساحة الدولية». وقالت منى القرق، الرئيس التنفيذي لقطاع المتاحف والتراث في «دبي للثقافة»: «هذا الإنجاز يعكس قناعتنا بأن التراث والابتكار ليسا قوتين متضادتين، بل شريكان في بناء مستقبل ملهم، نحن في «دبي للثقافة» نؤمن بأهمية توظيف التكنولوجيا الناشئة، بالتعاون مع شركاء يشاركوننا رؤيتنا، لإعادة تصور طرق حفظ التراث وإعادة تقديمه للعالم ومثل هذه المشاريع تضعنا في طليعة الجهود الإقليمية والعالمية لإعادة تعريف مفهوم حماية التراث الثقافي». وكان للتعاون مع جامعة خليفة دور محوري في نجاح المشروع، إذ تُعد الجامعة المطوّر الأصلي للتقنية المتقدمة غير التدخّلية المستخدمة في الدراسة. وتُعد قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام»، التي نظَّمها الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف بدعم من أكثر من 40 جهة تابعة للأمم المتحدة، منصة عالمية تجمع القادة والمبتكرين لاستكشاف دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية بمختلف قطاعاتها وقد أكَّدت مشاركة دبي للثقافة في هذه القمة على مكانة الإمارة المتقدمة على خارطة الابتكار والتقنية والاقتصاد الإبداعي عالمياً.

الذكاء الاصطناعي يعالج 10 تحديات جوهرية في تعليم أصحاب الهمم
الذكاء الاصطناعي يعالج 10 تحديات جوهرية في تعليم أصحاب الهمم

الإمارات اليوم

timeمنذ 8 ساعات

  • الإمارات اليوم

الذكاء الاصطناعي يعالج 10 تحديات جوهرية في تعليم أصحاب الهمم

أكد خبراء ومتخصصون أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً حيوياً في معالجة 10 تحديات تواجه الطلبة أصحاب الهمم في مجال التعليم، منها صعوبة الوصول إلى المحتوى المناسب، والفجوة في التواصل بسبب الإعاقات الحسية، والتنوع الكبير في الاحتياجات التعليمية، إلى جانب نقص الموارد المتخصصة وقلة فرص التعلم المستقل. وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن الذكاء الاصطناعي يسهم في تعزيز التفاعل والمشاركة، وتوفير تقييم دقيق لأداء الطلبة، والتغلب على حواجز التنقل، مع توفير أدوات تقنية مبتكرة تدمج بين التعلم والتمكين بشكل شامل، ما يفتح آفاقاً جديدة نحو تعليم أكثر شمولية وعدالة. وتفصيلاً، أشارت تقارير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في تقليص الفجوة التعليمية بين الطلبة من أصحاب الهمم وأقرانهم، عبر أدوات الترجمة اللحظية للغة الإشارة، والتطبيقات الذكية التي تحول لغة الإشارة إلى صوت مسموع والعكس، ما يفتح آفاقاً جديدة لدمج الطلبة الصم والبكم في الفصول التعليمية. وتدعم تقنيات الواقع المعزز والافتراضي الطلبة من ذوي الإعاقات الحركية، عبر محاكاة بيئات تعليمية يمكنهم استكشافها من منازلهم، والمشاركة في تجارب تعليمية ثرية من دون عوائق مادية. وقال نائب رئيس كلية إدنبرة، خبير الذكاء الاصطناعي التوليدي الدكتور ستيفين جلاسكو: «يشهد قطاع التعليم تحولاً جذرياً في طرق تقديم المعرفة والوصول إليها، بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي لم تَعُد ترفاً تكنولوجياً، بل أداة رئيسة لتمكين الطلبة من مختلف الفئات، وعلى رأسهم أصحاب الهمم، من التعلّم وفق قدراتهم واحتياجاتهم الخاصة». وأضاف: «مع تطوّر أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتعلّم الآلي، والتفاعل الصوتي، أصبحت الفجوة التعليمية التي كانت تفصل بين الطلبة من ذوي الإعاقة وأقرانهم في طريقها إلى التلاشي، بعد أن قدمت هذه التقنيات حلولاً مبتكرة تسهم في تمكين أصحاب الإعاقات السمعية والبصرية والحركية والذهنية من التعلّم بشكل مرن ومستقل ومتخصص». وقالت أخصائية تكنولوجيا التعليم، الدكتورة سمر سلمان، إن الذكاء الاصطناعي بات يلعب دوراً محورياً في تحويل المحتوى التعليمي إلى صيغ متعددة تناسب كل فئة، مشيرة إلى أن أنظمة «تحويل النص إلى صوت» تساعد الطلبة من أصحاب الإعاقات البصرية على استيعاب المناهج بسهولة، في حين تسهم أدوات «التعرف إلى الكلام» في تمكين الطلبة من ذوي الإعاقات الحركية من كتابة المحتوى باستخدام الصوت فقط، كما تُستخدم خوارزميات التعرّف إلى الصور والنصوص المبسّطة لتقديم شروحات مرئية ومقروءة تناسب الطلبة من ذوي اضطرابات التعلّم أو التوحّد، مع قدرة الأنظمة الذكية على تعديل الأسلوب حسب استجابة الطالب وسرعة فهمه. وأوضحت أخصائية تعليم أصحاب الهمم، شريفة محمد علي، أن أبرز ما يقدمه الذكاء الاصطناعي لأصحاب الهمم هو التعلّم المخصص، حيث تقوم الأنظمة الذكية بتحليل أداء الطالب، وتحديد نقاط القوة والضعف، ومن ثم تقديم محتوى تدريبي فردي يتناسب مع قدراته ومعدلات تقدّمه، كما يمكن لهذه الأنظمة متابعة تطور الطالب، والتكيّف مع حالته المزاجية والمعرفية، لتقديم الدعم في الوقت المناسب. وترى خبيرة تصميم المناهج أمل فرح، أن الذكاء الاصطناعي ألغى مفهوم الفصول الثابتة، ليحل محله مفهوم التعلّم التكيفي، وهو ما يحتاجه أصحاب الهمم بالضبط، حيث يمكن لكل طالب أن يتقدم وفق سرعته، وضمن بيئة تفاعلية مشجعة. وقالت إنه رغم التحديات التقنية والتمويلية التي تواجه بعض المؤسسات التعليمية، فإن التوجه العام في دولة الإمارات يُشير إلى التوسّع في إدماج الذكاء الاصطناعي كركيزة أساسية في دعم أصحاب الهمم، والاستثمار في هذه التكنولوجيا ليس فقط التزاماً أخلاقياً، بل خياراً استراتيجياً نحو تعليم أكثر عدلاً وإنصافاً، يضمن لكل طالب مهما كانت قدراته فرصة حقيقية للتعلّم، والمشاركة، والتميّز. سمر سلمان: • أدوات الذكاء الاصطناعي تحول المحتوى التعليمي إلى صيغ تناسب الجميع. أمل فرح: • الذكاء الاصطناعي استبدل مفهوم الفصول الثابتة بمفهوم التعلّم التكيفي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store