
الحرب الإيرانية - الإسرائيلية.. ترقب "الثانية الأخيرة" بحسب ترامب!
عندما واجه الرئيس الأمريكي ترامب سؤال،عمّا إذا قرر توجيه ضربات أميركية إلى إيران، قال: "قد أفعل ذلك وقد لا أفعل، لا أحد يعلم ما سأقوم به"
.. اعادني جواب ترامب، الى هاملت شكسبير، وفيها القول الأيقونة الوجودية:«أكون أو لا أكون»، وهي العبارة الافتتاحية في المناجاة الفردية التي نطق به الأمير هاملت في ما يسمى «مشهد الراهبات» من المسرحية الخالدة،وفيها يتأمل هاملت في خطاب الموت والانتحار.
*"To be or not to be، that is the question"، يتساءل عن جدوى الحياة والموت، ويفكر في الانتحار كخيار.
.. بالتأكيد، قد لا يكون الرئيس ترامب، ذاهب نحو الانتحار؛ ذلك انه قال إنه لم يحسم أمره بعد بشأن الضربات على إيران.
.. وفي الرؤية الاستراتيجية، والأمنية، جاء الموقف الرئاسي الأميركي في يوم من التلميحات الغامضة، لم يقدم ترامب أي جدول زمني لقرار إصدار أوامر للقوات الأمريكية بالانضمام إلى هجمات دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني على المواقع النووية الإيرانية، قائلًا: "أحب أن أتخذ القرار النهائي قبل ثانية واحدة".
*سر الثانية الأخيرة؟!
بينما كان ترامب يترأس مجلس الأمن القوميّ لمناقشة قرار الحرب على إيران وتداعياته، العاصمة الإيرانيّة طهران أبلغت الوسطاء أن نقاش دعوة واشنطن للاستسلام النوويّ غير واردة، وفي ذات الوقت، صحيفة" واشنطن بوست" ألمحت وفق مصادرها عن ماهية ودلالة الثانية الأخيرة، أن هناك: مسؤولون أميركيّون أكدوا أن قدرة «إسرائيل» دون أميركا، فقط، الصمود ل 12 يومًا، في مواجهة الهجمات الإيرانية.
.. وسط كل التكهنات، التي قد تصطدم بدخول غير محدد من الولايات المتحدة الأمريكية الحرب، نقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مسؤول أمريكي، وصفته ب "رفيع المستوى" أن تنفيذ ضربات أمريكية لأهداف داخل إيران بما فيها منشآت إيرانية نووية مطروح على الطاولة... ومن جانبها أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه جرى رفع حالة التأهب للقوات الأمريكية في القواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة.
.. وفي مسار النتائج السرية لما تم بين الرئيس ترامب، في الاجتماع مع مجلس الأمن القومي الأمريكي لبحث الصراع الإسرائيلي الإيراني والذي استمر مفتوح لغاية اللحظة،
ألمح ترامب أن احتمالية توجيه ضربة لإيران والدخول في الحرب غير مستبعدة.
.. عمليا، لا تستوعب الإدارة الأميركية، ولا دبلماسيتها المحمولة ماذا في ساعة ترامب من ثواني حاسمة، وهو يصر إنه لم يتخذ قرارا نهائيا بشأن مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، وانضم إلى الحملة الجوية الإسرائيلية لمنع إيران من بناء القنابل الذرية: "لديّ أفكارٌ بشأن ما سأفعله". وأضاف: "أفضّل اتخاذ القرار النهائي قبل لحظة"؛ وهو يأخذ العالم والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إلى تصريحات محورها المراوغة: "قد أفعل ذلك. وقد لا أفعله. أعني، لا أحد يعلم ما سأفعله".
.. وليس سرا، أن تصريحات ترامب الغامضة موضع متابعة دقيقة حول العالم بحثًا عن أدلة على نواياه. وقد زاد احتمال التدخل الأمريكي المباشر في الحرب من المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط، وأدى إلى انقسامات بين حلفاء الرئيس الجمهوريين وأنصاره.
في المقابل، ومع استمرار الضربات الإيرانية على دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية،، رفض المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي التهديدات التي وجهها ترامب كما رفض دعوته إلى "الاستسلام غير المشروط".
.. خامنئي، كان واضحا في الرد الذي جاء في بيان متلفز، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية: "إن الأذكياء الذين يعرفون إيران والأمة وتاريخها لن يتحدثوا مع هذه الأمة بلغة التهديد، لأن الأمة الإيرانية لا يمكن الاستسلام لها". وأضاف: "على الأمريكيين أن يعلموا أن أي تدخل عسكري أمريكي سيُلحق بهم بلا شك أضرارًا لا يمكن إصلاحها".
.. وليس من الشكوك فيه ان ترامب، صرح للصحفيين في العاصمة واشنطن بأن إيران ترغب في التفاوض، وأن الوقت لم يفت بعد للمحادثات، لكنه انتقد القيادة في طهران لعدم تحركها مبكرًا. وقال: "لماذا لم تتفاوضوا معي قبل أسبوعين؟ كان بإمكانكم أن تنجحوا"، واختتم كلامه بنبرة تنذر بالسوء: "لكان لديكم بلد".
*أنطوان شلحت:الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب ستنضم للحرب.
. استنادا إلى مصادر إسرائيلية، يقول الكاتب والمحلل السياسي أنطوان شلحت ان: "هناك تقديرات في إسرائيل نقلا عن مسؤولين رفيعي المستوى وأيضا تصريحات نقلا عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى أن الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب ستنضم للحرب ولكن لا جواب يقيني".
.. بحسب شلحت:"الاعتقاد السائد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني لا يمكن أن تخرج من الحرب على إيران إلا من خلال الولايات المتحدة، حتى الآن كان التقدير أن الولايات المتحدة ستحاول تجييش نتائج الحرب العدوانية الإسرائيلية على إيران من أجل الدفع قدما لاتفاق يلبي الشروط الإسرائيلية، وألا يكون اتفاقا مشابها للاتفاق السابق عام 2015 الذي وُقع بين إيران ودول "5+1" وهي (الدول الدائمة في مجلس الأمن بالإضافة لـ ألمانيا والتي وقعت اتفاقا نوويا مع إيران)".
يصل المحلل إلى نتيجة انه هناك محددات سياسية وأمنية، منها:
*اولا:
[المشهد الآن شديد التعقيد].
إذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية الانضمام للحرب على إيران عندها ستكون هناك علامة سؤال على إمكانية أن تقوم بدور دبلوماسي لتوقيع اتفاق مع إيران، المشهد الآن شديد التعقيد، إذ سيكون هناك تضارب في طبيعة التفاوض ونتائجه.
*ثانيا:
[إسرائيل تحرض على انضمام الولايات المتحدة للحرب].
ما يتعلق بالموقف الأمريكي بالنسبة لإسرائيل، يبدو أن الأخيرة تريد أن توجه ضربة لكل المنشآت النووية الإيرانية التي تحتوي على أجهزة طرد مركزية وأجهزة تخصيب اليورانيوم وأن المنشأة المركزية التي يجب توجيه الضربة المركزية لها هي منشأة فوردو وبدون دخول الولايات المتحدة على الخط من خلال استخدام القنابل الثقيلة والطائرات التي تستطيع قذف القنابل الثقيلة لا يمكن المس بهذه المنشأة، ولذلك إسرائيل تحرض على انضمام الولايات المتحدة للحرب.
*ثالثا:
[جهات تعارض التدخل].
احتمالية أن ينضم ترامب للحرب هو احتمال كبير والجديد على مستوى السياسة الداخلية في الولايات المتحدة أنه كان هناك جهات تعارض التدخل مثل نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس ولكن في الساعات القليلة الفائتة يبدو أن هناك تغيّر في موقفه وبالتالي يبدو أن الولايات المتحدة ستنضم للحرب، ولكن ما هو شكل انضمامها غير واضح حتى الآن هل ستنضم لضرب منشأة فوردو أو ستنضم لكل العدوان على إيران".
*رابعا:
[المواقف الدولية ضد المشاركة الأميركية].
في التحليل، أن انضمام الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي لتصعيد الموقف الإيراني (..) ليس فقط ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، فمثلا ممكن أن تقوم إيران بإغلاق مضائق، كمضيق هرمز وإغلاقه يمكن أن يؤثر على اقتصاد الصين، فكيف ستتصرف الصين حينها؟.
.. وهناك تصريحات صينية تطالب بوقف الحرب التي تتعاطف بها مع إيران ولكن لا يوجد تصريحات صينية جلية أن الصين ستنضم للمعركة للدفاع عن إيران، والموقف الروسي مؤيد لإيران ولكن يوجد تأكيد لانضمام روسيا لإيران لأن روسيا لديها علاقات دبلوماسية مع كل الأطراف.
.. وفي المؤشر البعيد، الدولة الوحيدة التي أعلنت أنها يمكن أن تضع خبراتها القتالية مع إيران هي دولة الباكستان وبالتالي انضمام الولايات المتحدة هل سيؤدي لدخول الباكستان للحرب، لاجواب يقيني.
*خامسا:
[إغلاق مضيق هرمز].
إذا ما تم إغلاق مضيق هرمز يؤدي لأزمة استيراد وتصدير للنفط بالنسبة لدول المنطقة وعلى رأسها الصين كدولة عظمى وبدون شك موضوع إغلاق مضيق هرمز بحسب ما يُنشر هو أمر مصيري بالنسبة للاقتصاد الإقليمي والعالمي، وإقدام إيران على إغلاقه يمكن أن يؤدي لأزمة اقتصادية عالمية وانتقال بعض الدول من موقف إدانة الحرب على إيران، إلى اتخاذ مواقف أكثر حدة لدعم إيران ووقف الحرب".
.. وبالتالي:الأمور في حال إغلاق مضيق هرمز ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات".
*هل صحيح ان الاحتلال الإسرائيلي
يسعى إلى إنهاء الحرب؟!.
التقديرات ان الأوضاع في دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، وفق مسؤول سياسي إسرائيلي، إن "الأيام المقبلة حاسمة"، وأن دراسة التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن "الأميركيين سينضمون قريبًا إلى الهجوم الواسع على إيران"، بحسب ما أوردت صحيفة "إسرائيل اليوم".
.. وتردد ان اجتماع الكابينت السياسي والأمني الإسرائيلي، يُقدَّم للوزراء استعراضا لمسار العمليات العسكرية، لحظة بلحظة، في إطار وضع الحرب العدوانية على إيران، بما يشمل مدى التقدم في تحقيق الأهداف والتقديرات المتعلقة بمواصلة الحرب.
وبحسب مصادر الإعلام الإسرائيلي المتضاربة، واحيانا المضللة، فإن إسرائيل تسعى إلى إنهاء الحرب سريعًا، دون الانجرار إلى حرب استنزاف ومواجهة تمتد لعدة أشهر مع إيران، وسط مؤشرات متزايدة، خلال الساعات الأخيرة على اقتراب انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب.
عن ذلك وضع المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوآف زيتون، قراءات عسكرية وأمنية، تؤشر إن عمليات الاحتلال الإسرائيلي فوق إيران لا تزال تعوِّل على قنابل الاختراق الأميركية الثقيلة، من طراز "جي بي 28" القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة، مثل منشأة "فوردو" الواقعة داخل جبل، أو عبر حملة جوية مرهقة من الطائرات الإسرائيلية، وهو خيار مكلف ومحفوف بالمخاطر.
وقال يوآف زيتون إن "هذه القنابل لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة، واستخدامها سيكون بمثابة المحطة النهائية للعملية العسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني". واستدرك قائلًا: "إن لم تشارك الولايات المتحدة بالقصف، فإن إسرائيل ستضطر إلى تنفيذ ضربات متكررة، تعتمد على تقشير طبقات الدفاع التي تحيط بالمنشآت النووية الإيرانية، وهي عملية معقدة وطويلة الأمد، وقد تتدحرج إلى حرب استنزاف طويلة، كما يخشى العسكريون في تل أبيب".
يحلل مسار الحرب، في تقريره، وينتبه إلى "أن الإيرانيين عمدوا إلى توزيع منشآتهم النووية على مناطق عدة داخل البلاد، بما في ذلك العاصمة طهران، وهو ما يعقِّد مهمة التدمير الكامل للبرنامج النووي".
.. وهو قال:
*١:
أن الإنجاز العسكري الأبرز حتى الآن، تفكيك الدفاعات الجوية الإيرانية وتحييدها، ما سمح للطيران الإسرائيلي بالتحليق في العمق دون اعتراض.
*٢:
أن هذا التفوق الجوي سيتيح لإسرائيل تنفيذ هجمات مستقبلية كما تفعل في بيروت أو دمشق، في إشارة إلى استراتيجية "المعركة بين الحروب".
*٣:
أن هناك "ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف هدف إيراني مرتبط مباشرة بالبرنامج النووي والبنية الأمنية والعسكرية لا يزال ينتظر الهجوم". وتتنوع هذه الأهداف بين منصات إطلاق الصواريخ، وأنظمة القيادة والسيطرة، ومقرات الحرس الثوري، وغيرها من البنى التحتية.
*٤:
القوات الإيرانية لا تزال تمتلك قدرات صاروخية لم يُستخدم بعضها بعد، رغم الهجمات الإسرائيلية، وقدَّر أن إيران أطلقت نحو 300 صاروخ باليستي على إسرائيل في الأيام الأولى من الحرب؛ ذلك أن هناك "نوعين رئيسيين من هذه الصواريخ لم يُستخدَما بعد، وهما: الصواريخ الثقيلة من طراز (خورمشهر) التي تحمل رؤوسًا حربية تزن طنًا أو أكثر، وصواريخ كروز فائقة السرعة، التي يصعب على الرادارات اكتشافها واعتراضها".
*٥:
إيران تراجعت عن استراتيجية الأسراب التي استخدمتها في البداية، وتحوَّلت إلى سياسة "القطرات"، أي إرسال المسيَّرات واحدة تلو الأخرى، لكن الجيش الإسرائيلي، بحسب زيتون، نجح في اعتراض معظمها، بما في ذلك عبر مطاردات جوية تنفذها مروحيات قتالية.
*٦:
"التخوف الإسرائيلي" من نفاد مخزون صواريخ "ثاد" الأميركية التي تعمل بالتوازي مع منظومة "آرو" (حيتس) الإسرائيلية في مطاردة الصواريخ الإيرانية.
*٧:
أن طهران تمتلك نحو ألف صاروخ باليستي عشية اندلاع الحرب، لكنها باتت تستخدمها باعتدال، في ضوء التآكل السريع في ترسانتها، مقابل فعالية الدفاعات الجوية الإسرائيلية، والدعم الأميركي الحاسم.
*هل في إعلان أميركي عن دخول الحرب؟!
من الطبيعي أن يشهد المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوروبي، والدول العربية والخليج العربي، ودول جوار فلسطين المحتلة، مجموعة محمومة من التبادلات، في الحراك الدبلوماسي وتحديد الوقائع الجيوسياسية الأمنية لاستمرار الحرب بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة طارئة يوم الجمعة بطلب من إيران، فيما نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي ألماني ان: وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، قيادات من الاتحاد الأوروبي، وربما حلف الناتو، سيجرون محادثات نووية مع إيران الجمعة في جنيف.
.. وفي المؤشر الساخن للحرب،
ترامب يلوّح بضربة، سرها ان: أميركا وحدها القادرة على تدمير "فوردو"، فيما تؤكد
"الترويكا الأوروبية"، أن تلتقي قيادات إيرانية في جنيف لبحث الملف النووي، برغم استمرار الحرب.
يأتي هذا الجهد الدبلوماسي، في توقيت صرح خلاله الرئيس ترامب أن "إيران تريد الاجتماع معنا وقد نفعل ذلك"، مشددًا على أن إيران كانت "على بُعد أسابيع قليلة من امتلاك سلاح نووي"، وأنها "كانت قريبة من إبرام اتفاق نووي جيد"، لكنها "قررت عدم توقيعه وتتمنى الآن لو فعلت"، وأردف: "لم أغلق الباب أمام المفاوضات مع إيران".
وتابع ترامب: "إسرائيل تحقق الانتصار وتُبلي بلاء حسنًا في الحرب ضد إيران"، مشيرًا إلى أنه ناقش الملف الإيراني مع قائد الجيش الباكستاني، وأن رئيس هيئة الأركان الأميركية يتابع التطورات ويتفق معه في الرؤية.
وفيما لوح بخيارات عسكرية، قال ترامب إن الولايات المتحدة "هي الدولة الوحيدة القادرة على تدمير موقع فوردو النووي الإيراني"، لكنه أضاف "هذا لا يعني أنني سأفعل ذلك". وأوضح أن الخيار ينحصر بين "القتال أو حصول إيران على سلاح نووي"، مؤكدا أنه يفضل عدم الدخول في حرب.
في عمق الجهود، وبين الحقيقة والاكاذيب، نفت إيران بشكل قاطع صحة التقارير التي تحدثت عن إرسال وفد تفاوضي إلى سلطنة عُمان لاستئناف المحادثات النووية. وعلى الرغم من النفي الرسمي، أظهرت بيانات من موقع "FlightRadar24" المتخصص بتتبع الرحلات الجوية، أن ثلاث طائرات إيرانية - اثنتان تابعتان للحكومة وأخرى تابعة لشركة "معراج" - هبطت في العاصمة العُمانية مسقط مساء االيوم الأربعاء، ما أعاد الجدل بشأن احتمال وجود تحركات دبلوماسية خلف الكواليس، خصوصًا أن عُمان تلعب دور الوسيط التقليدي بين طهران وواشنطن.
بالمقابل، نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، قال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، أن إيران "لم تتواصل مع الولايات المتحدة أو إسرائيل لاستئناف المفاوضات"، مؤكدًا أن "الهجوم الإسرائيلي نسف الثقة تمامًا"، وأن بلاده "تدافع عن نفسها ولا تتوسل أحدًا". وقال: "لا يمكن التفاوض بينما يتعرض شعبنا للقصف يوميًا"، وأضاف أن بلاده سترد عسكريًا "إذا قررت الولايات المتحدة التدخل إلى جانب إسرائيل"، مشيرًا إلى أن هناك "تماسكًا شعبيًا قويًا داخل إيران لمقاومة العدوان".
كما اتهم روانجي الإدارة الأميركية بـ"خيانة الدبلوماسية" من خلال السماح لإسرائيل بشن هجمات قبل استئناف المحادثات، معتبرًا أن ما جرى "تواطؤ منسق وعدوان مدعوم من دولة عضو دائم في مجلس الأمن".
.. واستندت إيران، إلى ما قدّمه ضباط كبار في الجيش وسلاح الجو الإسرائيلي إحاطة موسعة لمسؤولين أميركيين بشأن نتائج الغارات على إيران، وبنك الأهداف، والدروس العسكرية المستخلصة حتى الآن.
.. ويبدو ان قرار إعلان الدخول في الحرب، بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، لا يستند، بالدرجة الأولى إلى ما كشفت عن ضغوط إسرائيلية متواصلة على واشنطن لحثها على شن ضربة نوعية تستهدف منشأة فوردو النووية قرب مدينة قم، في ظل قناعة إسرائيلية بأن مثل هذه الضربة "قد تسرع في إنهاء الحرب وتقويض البرنامج النووي الإيراني"، رغم احتمال تسببها بـ"أيام من التصعيد"، وفق ما نقلته القناة عن مسؤول إسرائيلي مطلع.
.. وعادة، يشمل التنسيق العسكري مع واشنطن تبادلًا استخباراتيًا بشأن المشروع النووي الإيراني، واستعدادًا عملياتيًا يسمح للأميركيين بالتحرك الفوري "دون الحاجة لفترة تجهيز إضافية"، في حال اتخاذ ترامب قرارًا بالتدخل، وقال مسؤول عسكري إسرائيلي: "لقد نقلنا إليهم كل ما لدينا من معلومات، وفتحنا لهم الطريق نحو طهران".
.. وهنا، كشفت مصادر عسكرية في البنتاغون: لدينا خطط لكل شيء
من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن الجيش الأميركي لديه "خطط لكل شيء"، بما في ذلك سيناريوهات اليوم التالي لتوجيه ضربة عسكرية لإيران. وأضاف أن وزارة الدفاع "جاهزة بكامل الخيارات"، مشيرًا إلى أن طهران "كانت لديها فرصة لإبرام صفقة، لكنها أضاعت تلك الفرصة".
ورفض هيغسيث الكشف عن تفاصيل الخطط العسكرية المحتملة، مؤكدًا أن طهران كان أمامها "60 يومًا" لقبول الاتفاق، وأنهم يدركون "تمامًا ما يقوله الرئيس ترامب ".
.. دبلماسيا، المحاولة الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي من حافة الانهيار، مهمة عقيمة تحت حراب الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، مع ما في هذه المرحلة من ترقب ومخاوف من حرب إقليمية شاملة تعيد جبهات أكثر من حرب.
.. وليس في الحرب المفتوحة الشاملة، غير التوقف عند ملاحظات دبلوماسية مهمة، إذ قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، إن تغيير النظام في إيران "سيكون خطأ استراتيجيًا"، مؤكدًا أن "الحل لا يمكن أن يكون عسكريًا"، داعيًا إسرائيل إلى الالتزام بالمسار الدبلوماسي.
تزامن ذلك مع ما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان إن التصعيد بين إيران وإسرائيل "يجب أن يتوقف فورًا"، داعيًا إلى خفض التوتر والعودة إلى طاولة المفاوضات، وأكد أن "أي تدخلات عسكرية إضافية قد تكون لها عواقب وخيمة على المنطقة والسلام العالمي".
.. الخلاصة، أن الوقت يخضع لساعة ترانب(..) كل شيء في العاصمة واشنطن، وفي أروقة البيت الأبيض، ومجلس الأمن القومي الأميركي، الجو العام دوليا وفي الأمم المتحدة، يقول إن الرئيس ترامب، يعد الثواني، لإعلان قرار الدخول في الحرب الإسرائيلية، بعدما لوّح باغتيال مرشد الجمهورية الإيرانية علي الخامنئي من جهة، والحديث عن أن أجواء إيران تحت السيطرة من جهة ثانية، ثم دعوته عبر تغريدة إيران لاستسلام غير مشروط، ولذلك تركز الاهتمام بمتابعة دعوة ترامب أركان إدارته للاجتماع في مقرّ مجلس الأمن القومي برئاسته في البيت الأبيض، بحضور رئيس الأركان في الجيوش الأميركيّة، ومبعوثه للتفاوض مع إيران ستيف ويتكوف، وبعدما كانت معلنة نية ترامب التحدث بعد الاجتماع جرى إبلاغ الصحافيين بصرف النظر عن بيان للرئيس واحتمال توجيه رسالة مسجلة، وهي حالة يلجأ إليها الرؤساء في إعلان قرار الحرب.
الاستسلام غير المشروط الذي تحدّث عنه ترامب حمله الوسطاء للقيادة الإيرانية، ولو بصيغ ملطفة تتحدّث عن إنقاذ النظام والدولة وتوفير الخسائر البشرية والاقتصادية والعمرانية بالتضحية بالبرنامج النووي، وقد تبلّغ الوسطاء كما تؤكد مصادر دبلوماسية إقليمية ردًا إيرانيًا حاسمًا أن إيران متمسّكة بحقوقها القانونيّة في الملف النووي ولن تتخلّى عن أيّ منها كما وردت في اتفاقيّتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران لم تبدأ الحرب بغض النظر عن مَن يشارك فيها، وهي تعلم أن أميركا صانع الحرب الأصيل، ورغم ذلك لم تعامل أميركا بعد كطرف في الحرب وتؤكد تمسكها بالتفاوض إذا توقفت الحرب، لكن إذا فرضت الحرب على إيران ووضع الاستسلام مقابلها فإن إيران سوف تقاتل حتى النهاية، ولديها الكثير ما تستطيعه ولم تستخدمه بعد، ولم تضعه على الطاولة، بما يتكفّل بجعل الذين اتخذوا قرار الحرب يندمون.
.. وهناك من يعتقد، انه إذا دخلت أميركا إلى مسرح الحرب تدخل المنطقة مرحلة جديدة مختلفة كليًا عن حال الحرب الإسرائيلية الإيرانية، والصحف الأميركية التي قالت نقلًا عن مسؤولين أميركيين، كما نقلت واشنطن بوست، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني لا تستطيع الصمود وحدها دون إمداد أميركي أكثر من اثني عشر يومًا، رغم أن أميركا تقدم المساندة عبر طائراتها وسفنها الحربية في التصدي للصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية، والصحف الأميركية أفردت مساحات للحديث عن تداعيات متوقعة للحرب منها إقفال مضيق هرمز ونشر الألغام البحريّة فيه، واستهداف القواعد الأميركيّة، خصوصًا في الخليج والعراق، وأثر ذلك على المنطقة والمجتمع الدولي، بينما بقي السؤال، وهو أثير مجددا:ماذا إذا كانت إيران قد خبّأت مخزونها من اليورانيوم المخصب على درجة مرتفعة بما يكفي لإنتاج سلاح نوويّ ومعه كل مستلزمات ذلك، وقد تفاجئ العالم بالإعلان عن امتلاك هذا السلاح ووضعه في الخدمة، وهذا امر غير واضح مع الضربات الإسرائيلية التي أصابت منشآت نووية في العمق الإيراني.
*تحول في الاستراتيجية العسكرية.
التقارير الأميركية، تقول ان في إيران، تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي هجومًا واسع النطاق ووقحًا لطالما هددت به لكنها لم تجرؤ على تنفيذه. تعكس هذه الحملة تحولًا استثنائيًا في العقيدة العسكرية الإسرائيلية منذ هجوم حماس، حليفة إيران في غزة، على البلاد في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد أعاد هذا التغيير رسم ديناميكيات القوة في الشرق الأوسط، وفكك تحالف إيران الإقليمي، ورسّخ إسرائيل كقوة عسكرية مهيمنة في المنطقة.
الاستراتيجية التي تقوم عليها الحرب الإسرائيلية على إيران، أن إسرائيل "تضرب نظام آية الله بقوة هائلة"، وهذا وصف عززته صحيفة نيويورك تايمز، التي اعتبرت ان ذلك يستهدف البرنامج النووي الإيراني، والصواريخ، والمقار العسكرية، ورموز القوة في طهران، وعلى الرغم من إقراره بأن إسرائيل "تكبّدت خسائر مؤلمة"، أشار إلى أن "الجبهة الداخلية قوية، والشعب قوي، ودولة إسرائيل أقوى من أي وقت مضى".
*ما هي أبرز المواقع التي أصابتها إيران في عمق دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني حتى اليوم؟
موقع الضربات الإيرانية في إسرائيل:
1- قاعدة الكرياه
مقر قيادة الجيش الإسرائيلي ( مركز عسكري )
2- محطة "هادرا " لتوليد الكهرباء
هي واحدة من أكبر محطات توليد الكهرباء في إسرائيل في شمال تل أبيب
3-مصافي النفط في حيفا
المورد الرئيسي للطاقة والوقود في شمال إسرائيل خاصة في الصناعات الجوية والنقل
4- محطة "حيفا " لتوليد الكهرباء
فيها منشآت الطاقة وإصابتها أدت إلى انقطاع الكهرباء
5- قاعدة "نواتيم" الجوية
قاعدة جوية لطائرات F -35 في جنوب إسرائيل
6-قاعدة "عوفدا" الجوية
تعد هذه القاعدة مركز مراقبة القيادة ومركز الحرب الإلكترونية.
7- قاعدة "تل نوف" الجوية
قاعدة جوية عسكرية إستراتيجية في إسرائيل
8-قاعدة الجليل
مقر عسكري للجيش في شمال إسرائيل
9-البنية التحتية لميناء حيفا
رصيف نفطي وقاعدة بحرية
10- مركز "وايزمن" العلمي
هو واحد من أهم البنية التحتية العلمية والبحثية الإسرائيلية
11- مدينة "كريات جات" الصناعية
قطب التقنية وإنتاج الرقائق وفيها مراكز إنتاج شبه الموصلات
12- وزارة الحرب الإسرائيلية
جزء من الهيكل الرئيسي للقيادة العسكرية للكيان وتوجيهه
13-مركز البحوث النووية الإسرائيلية
منطقة إستراتيجية في تل أبيب
14- شركة "رافائيل" في حيفا
المورد الحيوي لأنظمة الدفاع العسكرية الإسرائيلية
15- الوحدة 8200
مركز العمليات السايبرانية والتجسسية الإسرائيلية
16- مقر "الموساد"
منظمة الاستخبارات الإسرائيلية.
*ماذا يعني تفويض خامنئي للحرس الثوري؟
.. ما يعني ذلك مآلات الحرب، تقول المحالة السياسية لموقع لبنان ٢٤،ايناس كريمة،ان الحدث يعنى:
*أ:
في ذروة التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، وفي وقت تتزاحم فيه التسريبات والتقديرات حول اتساع نطاق المواجهة، أقدمت
طهران، وفق ما تناقلته بعض الأوساط الإعلامية، على خطوة لافتة تُعدّ تحوّلًا بنيويًا في مركز اتخاذ القرار. إذ نُسب إلى مصادر إيرانية أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، قد فوّض كامل صلاحياته إلى المجلس الأعلى للحرس الثوري، من دون صدور أي إعلان رسمي من طهران حتى اللحظة.
*ب:
مجرّد تداول هذه المعطيات يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة: هل تعمل القيادة الإيرانية بالفعل على تفعيل "الخطة ب" تحسّبًا لأي طارئ؟ وهل يُشكّل هذا التفويض المحتمل جزءًا من منظومة انتقال استباقية، في حال تعرّض المرشد لاغتيال أو لحظة غياب مفاجئ قد تهزّ بنية النظام؟
*ج:
القرار لا يندرج في إطار تفويض إداري تقليدي، بل يُفهم على أنه تفويض سلطوي شامل، إذ يصبح الحرس الثوري، بموجب هذا الترتيب، قادرًا على اتخاذ قرارات حيوية تشمل إدارة الملف النووي، وشنّ هجمات عسكرية واسعة النطاق، من دون العودة إلى المرشد أو انتظار غطاء ديني من المؤسسة الفقهية. الأمر الذي يمثّل تغيرًا استراتيجيًا جوهريًا في بنية الحكم الإيراني، ويعكس ميلًا واضحًا نحو عسكرة القرار السياسي في البلاد.
*ء:
يشير توقيت هذا التفويض، إن صحّ، إلى بُعد يتجاوز مجريات المعركة الراهنة، حيث يُرجّح أن تكون المؤسسة الحاكمة في طهران قد بدأت فعليًا في إعداد المسرح لمرحلة ما بعد خامنئي. إذ إنّ الحرس الثوري بات اليوم في موقع يمكّنه من الإمساك المؤقت بمفاصل الدولة، من دون أن تُصاب السلسلة القيادية بخلل أو فراغ، في حال تعرّض المرشد لاغتيال أو وفاة مفاجئة.
*ه:
تعزّز هذه الخطوة، سواء ثبُتت رسميًا أو بقيت في إطار التخطيط الاحتياطي، فرضية أن إيران باتت أقرب من أي وقت مضى إلى نموذج الدولة العسكرية المُغلّفة بالدين، حيث لم يعد الحرس الثوري مجرّد جهاز قوة، بل تحوّل إلى مركز ثقل سياسي وتنفيذي، يُمسك بزمام المبادرة داخليًا وخارجيًا، ما يرفع منسوب احتمالات التصعيد تجاه إسرائيل، أو حتى تجاه دول الخليج، خصوصًا في ظلّ التوتر المتصاعد.
*و:
النتيجة قد تكون، خطوة استباقية تحت ضغط الزمن، إذ تتقاطع التقارير حول وجود تهديدات أمنية حقيقية تطال المرشد، مع تقديرات داخلية بأن لحظة الانتقال السياسي باتت وشيكة. بالتالي، يُنظر إلى هذا التفويض كمحاولة لمنع أي اختراق أو استغلال من التيارات الإصلاحية أو المعتدلة داخل النظام.
*ز:
تحمل هذه الخطوة المحتملة رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، مفادها أن استهداف خامنئي، سواء باغتيال أو ضربة نوعية، لن يؤدي إلى انهيار النظام، بل سيُسرّع انتقال السلطة إلى أكثر الأجنحة تشددًا وتصلّبًا في البلاد.
*ح:
تقول المصادر أن هذا التحوّل يُعيد، في حال تأكد، تعريف طبيعة أي رد عسكري إيراني في المرحلة المقبلة، إذ لن يُفهم كارتجال ظرفي أو ردّ فعل محدود، بل كجزء من سياسة ممنهجة، قد تكون وُضعت مسبقًا في دوائر الحرس الثوري العليا، وجرى تأطيرها داخليًا كخطّة جاهزة للتنفيذ.
*ط:
لن تبقى إيران دولة يُدار قرارها عبر مؤسسات تقليدية، بل تصبح، تدريجيًا، دولة ذات طابع عسكري مباشر، تتحكم بها قيادات ترتدي الزيّ الميداني لا العباءات الدينية. وهذا التحول لا يعكس فقط تبدلًا في بنية الحكم، بل يُنذر أيضًا بمرحلة أكثر حدّة وصدامًا على مستوى المنطقة.
*ي:
المنطقة، بكلّ مكوناتها، مدعوة اليوم لقراءة هذا التحول بعناية، لأن ما يجري خلف الكواليس قد يكون تمهيدًا لواقع استراتيجي مختلف عنوانه: القرار بيد الحرس، والمواجهة بلا سقف زمني أو سياسي.
.. ليس من جدل، المنطقة تتجه نحو صراع طويل إذا ما تعبت ردود الفعل بين أطراف الصراع، فهي في توقيتها حرب عميقة، مدمرة، من الصعب أن تُحسم بسرعة مع تمسك كل طرف بمقولاته وبخطوطه الحمر، كما ألمح إلى ذلك المحلل السياسي على منتش، وهو وصف المعركة، في مرحلة قد تتجاوز إسرائيل وتطال كامل البنية الأمنية والعسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة شديدة الحساسية والتعقيد.
.. والأمر، مرهون بما يتحقق من احتواء، وهذا غائب مرحليا، فقد نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" انر: ترامب وافق على خطط لمهاجمة إيران دون إصدار أمر تنفيذي، وان اجتماعات أمنية رفيعة عقدت خلال الأسبوع الماضي، بحضور مستشارين من البيت الأبيض ووزارة الدفاع (البنتاغون)، ناقشت خططًا لاستهداف مواقع إيرانية حساسة.
ما كشفت عنه الصحيفة أنّ الرئيس ترامب أبلغ كبار مساعديه بأنه وافق على خطط عسكرية لمهاجمة إيران، لكنه قرّر تأجيل إصدار الأمر النهائي بالتنفيذ، في انتظار ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي، تزامن مع ما قد يكون بارقة، غير واضحة، وربما تجهض، إذ
في الأفق، هناك مبادرة روسية، تعنى بحل أزمة الحرب العدوانية الإسرائيلية على إيران، ومسار الحدث، قائم على ما نقل عن
الرئيس الروسي بوتين أنه: كان "على اتصال" مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال السفاح نتنياهو بشأن "الصراع الإيراني الإسرائيلي"
.. وهو صرح ان روسيا الاتحادية، قدمت مقترحًا لوقف الحرب يضمن مصالح إيران النووية وإزالة مخاوف "إسرائيل" الأمنية
وفي ما يريد الرئيس بوتين، تأكيده: بحثنا تفاصيل المقترح مع الجانبين الأمريكي والإسرائيلي وأرسلنا إشارات معينة إلى أصدقائنا.
في المقابل، أجد ان ما تقل عن وزير الخارجيّة الإيراني عباس عراقجي، من أن إيران تدافع عن نفسها فحسب، حتى في مواجهة أبشع العدوان على شعبنا، لم تردّ إيران حتى الآن إلا على النظام الإسرائيلي، وليس على من يساعده ودعمه.
.. وهو أوضح بطريقة برغماتية:شنّ، السفاح نتنياهو هذه الحرب لتدمير الدبلوماسية، ينبغي للعالم أن يكون متيقظا للغاية للجهود المتزايدة التي يبذلها النظام الإسرائيلي الضعيف لإجبار الآخرين على القدوم لإنقاذه ونشر نيران هذه الحرب في المنطقة وخارجها.
.. وخلصت أقواله:لقد أثبتت إيران عمليًا ما التزمت به علنًا: لم نسعى قط لامتلاك أسلحة نووية، ولن نسعى أبدًا، ولو كان الأمر خلاف ذلك، فما هو العذر الأفضل لتطوير هذه الأسلحة اللاإنسانية سوى العدوان الحالي للنظام النووي الوحيد في المنطقة؟، تحديا بالقول:
ستواصل إيران ممارسة حقها في الدفاع عن النفس بشرف وشجاعة، وسنجعل المعتدي يندم على خطئه الكبير ونجعله يدفع ثمنه، باستثناء النظام الإسرائيلي غير الشرعي والمُبيد والمحتل، فإننا نواصل التزامنا بالدبلوماسية، وكما في الماضي، فإننا جادون ونظرتنا إيجابية.
.. ما زالت المنطقة والإقليم، وكل المجتمع الدولي، في متاهة الحروب التي مخاضها السفاح نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف التوراتي الإسرائيلية، وهي تقع في عمق دعم مستهجن من الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض معالم الصمت الدولي، الذي يرى الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح، تدخل مؤشرات عامها الثاني دون إيقاف لحرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وها هي الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي، وإيران، توسع بيكار، فرجار انهيار يشل المنطقة ويحرض العالم على التفتيت بين الحضارة والإنسانية، وبشاعة الحرب والإبادة الجماعية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 22 دقائق
- الدستور
غير كافية.. شكوك حول فاعلية قنابل "GBU-57" الامريكية لتدمير منشأة "فوردو" الايرانية
شكك مسئولون دفاعيون في مدى فعالية الضربة الأمريكية المحتملة ضد إيران، بسبب تساؤلات حول قدرات القنبلة الخارقة للتحصينات، وذلك بحسب ما أوردته صحيفة الجارديان البريطانية ترامب وقرار الضربات ضد إيران وسبق وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مسؤولي الدفاع أنه من المنطقي للولايات المتحدة شن ضربات ضد إيران فقط إذا كانت القنبلة "الخارقة للتحصينات" تضمن تدمير منشأة تخصيب اليورانيوم الحيوية في فوردو، وفقاً لأشخاص مطلعين على المداولات. وأُبلغ ترامب أن إسقاط قنابل GBU-57، وهي قنبلة تزن 13.6 طن (30,000 رطل)، سيقضي فعلياً على فوردو، لكن يبدو أنه غير مقتنع تماماً، وفقاً للمصادر، وقد أرجأ الموافقة على الضربات ريثما يتوصل إلى احتمال أن يدفع التهديد بالتدخل الأمريكي إيران إلى محادثات. فعالية قنابل GBU-57 ووفقا للجارديان: لطالما كانت فعالية قنابل GBU-57 موضع جدل عميق في البنتاغون منذ بداية ولاية ترامب، وفقاً لمسؤولَين دفاعيين أُطلعا على أن سلاحاً نووياً تكتيكياً فقط هو القادر على تدمير فوردو نظرًا لعمقها. أفاد شخصان مطلعَان على الأمر أن ترامب لا يفكر في استخدام سلاح نووي تكتيكي على فوردو، ولم يطلع وزير الدفاع بيت هيغسيث ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين على هذه الإمكانية في اجتماعات بغرفة العمليات في البيت الأبيض. لكن مسؤولي الدفاع الذين تلقوا الإحاطة أُبلغوا بأن استخدام القنابل التقليدية، حتى كجزء من حزمة ضربات أوسع نطاقاً تتضمن عدة قنابل GBU-57، لن يخترق الأرض بعمق كافٍ، وأن الضرر لن يكفي لتدمير الأنفاق ودفنها تحت الأنقاض. وعلم الحاضرون في الإحاطة أن تدمير فوردو بالكامل، والذي تقدر الاستخبارات الإسرائيلية عمقه بـ 90 متراً (300 قدم)، سيتطلب من الولايات المتحدة إضعاف الأرض بقنابل تقليدية، ثم إسقاط قنبلة نووية تكتيكية من قاذفة B2 لتدمير المنشأة بأكملها، وهو سيناريو لا يفكر فيه ترامب. وأُجريت هذه التقييمات من قبل وكالة خفض التهديدات الدفاعية (DTRA)، وهي جهة تابعة لوزارة الدفاع اختبرت قنبلة GBU-57، وذلك أثناء مراجعة قيود المرسوم العسكري الأمريكي ضد عدد من المنشآت تحت الأرض. لا نهاية للبرنامج النووي ويبرز هذا الوضع الطبيعة المعقدة لمثل هذه الضربة وما ينطوي عليه من نجاح: من المرجح أن يعيق إسقاط قنابل GBU-57 قدرة إيران على الحصول على اليورانيوم الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة لبضع سنوات، ولكنه لن ينهي البرنامج تمامًا. ويُعتبر إغلاق فوردو - سواءً دبلوماسياً أو عسكرياً - أمراً أساسياً لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، بعد أن وجدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الموقع قد خبَّأ اليورانيوم إلى 83.7%، وهي نسبة قريبة من 90% اللازمة للأسلحة النووية. وقال نائب مدير وكالة تطوير الأسلحة النووية السابق، اللواء المتقاعد راندي مانر، عن قيود قنبلة GBU-57: "لن يكون الأمر نهائيًا"، مضيفًا أنه يمكن إعادة بناء فوردو بسرعة. "قد يؤخر ذلك البرنامج من ستة أشهر إلى عام. يبدو الأمر جيدًا للعرض على التلفزيون، لكنه ليس حقيقيًا". تُعرف هذه القنبلة عادةً باسم "القنبلة الخارقة للتحصينات" لأنها مصممة لتدمير المخابئ تحت الأرض، ولكن لا يمكن حملها إلا بواسطة قاذفة B2 التي تتمتع بتفوق جوي وتتطلب إشارة GPS قوية لتحديد هدفها.


فيتو
منذ 33 دقائق
- فيتو
العالم يحبس أنفاسه، ساويرس يكشف المخاوف من انتظار قرار ترامب بشأن الحرب على إيران
كشف رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس عن الحالة التي يعيشها العالم الآن، انتظارًا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الدخول على خط الحرب الإسرائيلية ضد إيران، وخاصة بعد الاجتماعات اليومية التي يعقدها ترامب مع مجلس الأمن القومي الأمريكي بهذا الشأن. العالم ينتظر قرار ترامب بشأن الحرب وأكد المهندس نجيب ساويرس أن العالم الآن يحبس أنفاسه في انتظار قرار الرئيس ترامب في أمر المشاركة في الحرب الدائرة حاليًا ضد إيران، حيث يلوح ترامب بأنه لم يتخذ قراره بعد بالمشاركة في الحرب، باستهداف المفاعل النووي الإيراني فوردو. وعبر المهندس نجيب ساويرس في تغريدة، عبر حسابه بمنصة إكس، عن حالة العالم حاليًا بشأن حرب إسرائيل وإيران قائلا: "العالم كله يحبس أنفاسه ليرى ماذا سيقرر السيد ترامب...؟". يذكر أن هناك حالة من الترقب يشهدها العالم حاليًا بشأن الحرب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل، حيث أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إلى أن الرئيس دونالد ترامب وافق على خطة الهجوم على إيران، لكنه لم يصدر بعد الأوامر لتنفيذها. انقسام في أمريكا بشأن الحرب على إيران وبالرغم من أن هناك تقارير لوسائل إعلام أمريكية تشير إلى وجود حالة من الانقسام في مجلس الأمن الأمريكي، بشأن الموافقة على قرار الحرب ضد إيران، لكن ترامب قال لكبار مساعديه، في وقت متأخر الثلاثاء الماضي، إنه وافق على خطط الهجوم على إيران، بحسب "وول ستريت جورنال"، مشيرة إلى أنه أرجأ إصدار الأمر النهائي لمعرفة ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي أم لا. ترامب يهدد بالحرب على إيران، فيتو وكشف دونالد ترامب أن الهجوم هو أحد الخيارات التي سيتم اتخاذها، بعد اتخاذ تعليماته الخاصة في غرفة العمليات بالبيت الأبيض للجيش الأمريكي. وقال ترامب للصحفيين، أمس الأربعاء في مؤتمر عقده بالمكتب البيضاوي: "لدي أفكار حول ما يجب فعله، ولكنني لم أتخذ قرارًا نهائيا بعد.. أحب أن أتخذ القرار النهائي قبل ثانية واحدة من موعده". ترامب يطلب من إيران الرضوخ لشروطه وكان ترامب قد أطلق تحذيرات للإيرانيين بمغادرة طهران، ويأمل ترامب أن يدفع تهديده بالانضمام إلى الضربات الإسرائيلية على إيران، والتي استمرت لليوم السابع، لإجبار طهران على تلبية مطالبه، والجلوس على طاولة المفاوضات بشروطه بأن تفكك برنامجها النووي. تصعيد الحرب بين إيران وإسرائيل، فيتو وأشار ترامب إلى أن الهجوم الأمريكي على طهران قيد الدراسة، لكنه صرح بأن لديه خيارات متعددة لا تزال مطروحة، حيث يواصل مراقبة كيفية عمل الإسرائيليين. وصرح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بأن الإدارة الأمريكية تدرس خيارات لشن هجوم على إيران، لكن الرئيس ترامب لم يصدر قرارًا نهائيًا بعد. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الدستور
منذ 34 دقائق
- الدستور
فورين بوليسي: تورط واشنطن المباشر في الحرب على إيران يحمل مخاطر جسيمة لأمريكا
بعد أيام من القصف الإسرائيلي لإيران وإطلاق الصواريخ على تل أبيب ومدن أخرى ردا على ذلك، تجد الولايات المتحدة نفسها فجأة على شفا تورط مباشر في صراع كبير آخر في الشرق الأوسط. وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه يكفي مجرد معرفة تاريخ الحروب الأمريكية في تلك المنطقة وفي الدول المجاورة لها خلال الفترات الماضية لاستقراء المستقبل. فقد كانت تدخلات الولايات المتحدة في العراق باهظة الثمن في الأرواح والأموال، وخلفت وراءها بلدا منهارا لم ينهض من كبوته بعد. وانتهى احتلال أمريكا الطويل لأفغانستان بانسحاب ذريع، بعد أن حقق عددا أقل من أهدافه، وتكبد تكاليف باهظة. وعلى الرغم من أن تدخل الولايات المتحدة في ليبيا أقل إثارة للجدل، إلا أنه يمثل سابقة خطيرة لما قد يحدث إذا التزمت واشنطن بحرب ضد إيران. فقد ساعد هذا التدخل، الذي نفذ بالتعاون مع حلفاء أوروبيين، على الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي، لكنه حطم البلاد أيضا، ودفعها نحو دوامة من العنف والحرب الأهلية. وكانت الأضرار الجانبية التي ألحقها هذا التدخل بالدول المجاورة، مع انتشار الأسلحة الصغيرة في منطقة الساحل الأفريقي، مدمرة. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن بعض أهم أسباب معارضة ما يبدو أنه انزلاق أمريكي نحو الحرب ضد إيران هي أسباب محلية بحتة، فما هو معروف عن عملية صنع القرار الأمريكي حتى الآن يكشف عما وصفته المجلة بـ "غرور الرئيس دونالد ترامب، وعدم جديته، وتقلب مزاجه". فحتى أسبوع تقريبا، كان ترامب يراهن بسمعته في السياسة الخارجية على تجنب الصراع والسعي إلى السلام. وبالطبع، كانت التناقضات في التنفيذ كبيرة، كما هو الحال في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي لم يفعل ترامب الكثير لوقفها نظرا لتردده في لوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو انتقاده بأي شكل من الأشكال. وأوضحت المجلة أن ترامب سبق وأكد أن سياسته قائمة على إنهاء النزاعات، والحد من التدخل الأمريكي في مجموعة من القضايا المتعلقة بشؤون الدول الأخرى، من التنمية الاقتصادية إلى الحرب، ولكن غروره وارتجاله في الانزلاق نحو المواجهة المسلحة المباشرة مع طهران تجلى مؤخرا من خلال تصريحاته المتغيرة حول قرار إسرائيل ضرب إيران. فعلى سبيل المثال، كان البيت الأبيض قد حث إسرائيل سابقا على عدم شن هجوم على إيران بما قد يجر الولايات المتحدة إلى الصراع، ويبدو أن هذا الحذر استند جزئيا إلى تقدير مخاطر الفشل والعواقب العديدة المحتملة التي قد تترتب على ذلك. إلا أنه بعد بعض النجاحات المبكرة التي وصفتها المجلة بـ "المبهرة" التي حققتها إسرائيل، بما في ذلك الاغتيال المستهدف للعديد من القادة العسكريين وكبار العلماء النوويين الإيرانيين، بدا ترامب حريصا على أن يُنسب إليه الفضل، وبدأ فجأة في استخدام ضمير المتكلم "نحن" عند الإشارة إلى الهجوم الإسرائيلي المستمر. ولفتت "فورين بوليسي" إلى أن عدم جدية ترامب في التعامل مع هذه الملفات الخطيرة تتجلى في تصريحات، مثل قوله "لا أحد يعلم" إن كان (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) سيهاجم إيران أم لا، ومطالبته (ترامب) طهران بـ"الاستسلام" غير المشروط ووصفه هذا المطلب بأنه "إنذار نهائي". واعتبرت المجلة أن هذه اللغة غير مقبولة للتعاطي مع صراع كبير محفوف بالمخاطر بالنسبة للولايات المتحدة وإيران وإسرائيل والعالم. لكن ما يبدو من هذه التصريحات أنها وسيلة لتسليم صنع القرار بشأن الاستراتيجية الأمريكية وقرارات الأمن القومي لزعيم دولة أخرى، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يدفع نحو تحقيق هدف راسخ يتمثل في مساعدة الولايات المتحدة لإسرائيل والتدخل المباشر في الحرب ضد إيران. وبالرغم من التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل، إلا أن واشنطن عانت من تراجع تدريجي في قدرتها على التمييز بين مصالحها الوطنية ومصالح أهم حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط، وقد تجلى هذا مؤخرا وبوضوح على مدار إدارتين متعاقبتين، حيث فشلت واشنطن في الضغط بفعالية على إسرائيل لإنهاء مذبحتها المستمرة للفلسطينيين في غزة، وتعدياتها وانتهاكاتها واسعة النطاق للفلسطينيين في الضفة الغربية. كما أنه كان من الواضح ضعف وتناقض جهود واشنطن في متابعة حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأكدت "فورين بوليسي" أنه يمكن سرد قائمة طويلة من الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة إلى الحذر من الانخراط المباشر في الحرب، ومن بينها: أنه حتى لو استطاعت واشنطن تدمير البنية التحتية للأسلحة النووية الإيرانية، فلن يؤدي ذلك بالضرورة إلى القضاء على الخبرة الإيرانية والقدرات اللازمتين لإعادة بناء البرنامج، خاصة وأن الكثير من الإيرانيين سيكونون حينها مدفوعين بمبرر أكبر من أي وقت مضى في السعي وراء هذه التكنولوجيا. لذا، إذا فشلت الولايات المتحدة وإسرائيل في تحقيق هدفهما المتمثل في القضاء العسكري (عبر الحرب) على البرنامج النووي الإيراني، فقد يتحول دافع طهران إلى الإسراع نحو تطوير أسلحة نووية. وفي هذا الصدد، نبهت المجلة إلى أنه عندما سئل ترامب مؤخرا عن تقييم رئيس استخباراته الذي يشير إلى أن إيران لا تصنع سلاحا نوويا، قال إنه لا يكترث، ولديه قناعاته الخاصة التي يجب أن يتبعها. وهذا يذكرنا بالفرضية الخاطئة التي استند إليها غزو أمريكا للعراق، وهي الادعاء بأن هذا البلد يمتلك أسلحة دمار شامل. وحتى لو تمكن ترامب ونتنياهو من القضاء على القيادة الإسلامية الثورية في إيران، فلا سبيل لضمان تجنب نتيجة سياسية أكثر إشكالية. فقد تصبح إيران ديكتاتورية عسكرية بنفس التشدد، لكنها أكثر كفاءة، أو بنفس القدر من الخطورة، أو قد تذوب هذه الدولة الكبيرة والمعقدة عرقيا في حالة فوضى عارمة من العنف والإجرام والهجرة الجماعية، وهي الاحتمالات التي تبدو العديد من الدول العربية المجاورة لإيران قلقة للغاية منها. وحول مكانة أمريكا حال الضلوع في هذه الحرب مباشرة، حذرت "فورين بوليسي" من أن ثمة مخاطر تهدد مكانة أمريكا في عالم سئم من سلوك واشنطن المتهور، والذي غالبا ما يكون أحادي الجانب. حيث قد يبتهج بعض الأمريكيين لشعورهم بأن بلادهم لا تزال "الأقوى" عالميا، وبالتالي يمكنها فرض إرادتها على الآخرين متى شاءت، إلا أن اتباع نهج مغامر في التعامل مع الحرب في إيران يعد ترفا لا تستطيع الولايات المتحدة تحمله، خاصة وأنها فقدت نفوذها المعتاد في العالم رغم بقائها بعيدة كل البعد عن التراجع كقوة مطلقة. وأخيرا، هناك مشكلة مرتبطة بشخصية الرئيس نفسه، فقد لاحظ العديد من المراقبين ولع ترامب الظاهر بمفهوم ملكي للرئاسة، وهو ما دفع ملايين المواطنين الأمريكيين مؤخرا إلى النزول إلى الشوارع فيما سمي بمسيرات "لا ملوك في أمريكا"، مؤكدين أن الرئاسة الأمريكية لم تصمم بهذه الطريقة قط. فالدستور يقيد صلاحيات الرئاسة بوضوح في هذا المجال، ويلزم السلطة التنفيذية المنتخبة في البلاد بالحصول على إذن من الكونجرس قبل الشروع في صراع خارجي. وإذا خاض ترامب حربا مع إيران، فسيكون الأخير في سلسلة من الرؤساء الأمريكيين الذين تجاهلوا هذا الشرط. ومهما كانت مشاعرنا تجاه إسرائيل وإيران والشرق الأوسط، فإن السماح له بذلك سيضعف الديمقراطية في الولايات المتحدة والمبادئ التي ألهمت إنشائها.