
اكتشاف 7 رسائل مخفية على مسلة مصرية
أعلن عالم المصريات الفرنسي، الدكتور جان غيوم أوليت بيليتييه، تمكّنه من اكتشاف 7 رسائل سرية مخفية في النقوش الهيروغليفية على مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بباريس.
وتعود المسلة إلى أكثر من 3000 عام، إلى عهد الفرعون رمسيس الثاني، وتم نقلها إلى العاصمة الفرنسية، باريس، في ثلاثينيات القرن التاسع عشر. ومنذ ذلك الحين، كانت محط اهتمام العلماء، حيث كانت محاطة بالكثير من الغموض والتفسيرات المختلفة للنقوش التي تزين جوانبها الأربعة.
وسُمح للدكتور بيليتييه بالوصول إلى قمة المسلة أثناء فترة الإغلاق بسبب جائحة «كوفيد-19»، حيث تم تركيب سقالات لإجراء التجديدات اللازمة استعدادا لدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024. وباستخدام هذه الفرصة، قام بإجراء قياسات وتحليلات دقيقة، ما ساعده على اكتشاف الرسائل المخفية التي كانت غير مرئية لأعين العلماء السابقين. ووفقا له، فإن هذه الرسائل كانت موجهة للنخبة المصرية التي كانت قادرة على فهم هذه الرموز الخاصة.
وتعد المسلة في باريس واحدة من مسلتين شهيرتين معروفتين باسم «مسلتي الأقصر»، حيث لا تزال الأخرى موجودة في موقعها الأصلي في الأقصر.
وكشفت دراسة بيليتييه عن تفاصيل إضافية، حيث يتوقع أن تحتوي المسلة في مصر أيضا على رسائل مخفية قد تساهم في فهم أعمق لتاريخ هذه التحفة الأثرية.
ويخطط د. بيليتييه لنشر ورقة بحثية تفصيلية حول جميع الرسائل السبع الموجودة على المسلة في مجلة لعلم المصريات في مونبلييه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
مهرجان كان السينمائي 2025: «ألفا» لجوليا دوكورنو: بين الجمال والمأساة في عالم الإيدز
تم تحديثه الثلاثاء 2025/5/20 04:46 م بتوقيت أبوظبي يعتبر فيلم "ألفا" تجربة سينمائية جريئة تستعيد أوجاع الثمانينات والتسعينات عبر أداء جسدي صارخ وصورة بصرية لا تُنسى. تعود المخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو في فيلمها الجديد "ألفا"، الفائزة بجائزة السعفة الذهبية في دورة 2021 عن فيلم "تيتان"، إلى مهرجان كان السينمائي لتقدّم رؤية سينمائية شديدة الخصوصية، تحمل طابعًا إنسانيًا غائرًا، وتُعيد تشكيل مأساة جائحة الإيدز التي اجتاحت العالم في عقدي الثمانينات والتسعينات، عبر سرد بصري شديد الجاذبية، وبمستوى عاطفي مكثف. أبطال فيلم "ألفا" يضم العمل طاهر رحيم، وغولشيته فاراهاني، وميليسا بوروس، ويقود هؤلاء الممثلون تجربة معقدة تستلزم انخراطًا بدنيًا ونفسيًا صارخًا، إذ يُعيد الفيلم تصوّر المعاناة الجسدية والنفسية لمصابي الإيدز، من خلال استعارات حسية وجمالية، تُترجم إلى صور مدهشة ومؤلمة في آنٍ واحد. عودة إلى الأوبئة: الإيدز وكوفيد-19 في مرآة واحدة الفيلم لا يستعيد فقط مشهد الثمانينات، بل يحمل بُعدًا مزدوجًا، حيث يتقاطع في شعوره الكلي مع الصدمة الحديثة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، وما خلّفته من عزلة وفقدان، إذ ينهل من تلك الفجائع التي اختبرتها البشرية مؤخرًا، ليشكّل عبرها امتدادًا دراميًا لما شهده العالم قبل أربعة عقود. فكرة التماثيل الجنائزية: أجساد تتحول إلى رخام "أجسام من الرخام، ودموع من التراب"، هكذا تصف دوكورنو ببلاغة بصريتها، في عملها الطويل الثالث، حيث يتجسّد المصابون في هيئة تماثيل جنائزية ممدّدة على أسِرّة المستشفيات، كأنّما هم نصبٌ تذكارية للوجع، يتسامى فيها الجسد مع الألم إلى نقطة التلاشي. وتُعيد المخرجة عبر هذا التصوير الفني تجسيد فعل التحول، الذي لطالما شكّل سِمة مركزية في أفلامها السابقة. التحول الجسدي لطاهر رحيم أشارت مجلة "لوبوان" الفرنسية إلى أن طاهر رحيم خضع لتحول جسدي بالغ في "ألفا"، إذ فقد قرابة 20 كيلوغرامًا ليُجسّد الشخصية، ما عكس انغماسه العميق في تفاصيل الدور وأبعاده، ويمثّل هذا التحول الجذري نقيضًا واضحًا لشخصية فينسنت ليندون في "تيتان"، التي كانت تُعبّر عن القوة الجسدية، ما يُبرز التباين في الطرح الجسدي والدرامي بين العملين. قراءة نقدية فرنسية مشجعة: هل يفوز الفيلم؟ وفي تقييمها للفيلم، كتبت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن "ألفا" أحد أكثر الأعمال التي تستحق السعفة الذهبية في دورتها الـ78، مؤكدة أن الفيلم – سواء حاز الجائزة أم لم يفعل – سيظل من أبرز لحظات هذه الدورة، إلى جانب فيلم "سيرات" لأوليفر لاكسي، و"صوت السقوط" للمخرجة الألمانية ماشا شيلينسكي، الذي وصفته الصحيفة بأنه كنز بصري حقيقي. حساسية اجتماعية: الإيدز وما تبعه من تهميش ينطلق فيلم "ألفا" من مرجعية اجتماعية تاريخية شديدة التأثير، حيث يُشير بوضوح إلى حجم التهميش والخوف من الآخر اللذين سادا فترة جائحة الإيدز، إذ كان انتشار الرعب المجتمعي أوسع من انتشار الفيروس ذاته، وهي مشاعر تستعيدها دوكورنو في معالجة درامية لا تفتقر إلى الحنان ولا القسوة. ذاكرة شخصية وصورة كونية دوكورنو، المولودة عام 1983، تستلهم هذا العمل من فترة مراهقتها، حيث كانت تعيش تحت وطأة هذا الوباء، وتُغلف حكايتها بتيارات شعورية كثيفة، تجعل من "ألفا" تجربة جماعية تتقاطع فيها السيرة الشخصية مع التذكير بفقد جماعي، ومصير مُلبَّد بالخسارة. لقطة ختامية بمثابة أثر لا يُمحى وفي وصفها لمشهد التماثيل في الفيلم، قالت صحيفة "لوموند" إن "التماثيل الجنائزية في 'ألفا'، التي جُسّدت فوق أسِرّة المستشفيات، من أكثر الصور رقة وجذرية منذ بداية المنافسة"، لتؤكد عبر ذلك مدى تفرد العمل في تعبيره البصري، وصدقه الإنساني القاسي. aXA6IDE1NC45Mi4xMTkuMzYg جزيرة ام اند امز GB


الاتحاد
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- الاتحاد
«موسم طانطان».. تعاون مستدام بين الإمارات والمغرب
أبوظبي (وام) تجسد مشاركة دولة الإمارات، على مدار 11 عاماً، في «موسم طانطان» الثقافي، عمق العلاقات الأخوية مع المملكة المغربية الشقيقة وتعد ثمرة للتعاون المشترك والمستدام بين البلدين في مجال التراث. وتقام فعاليات الدورة الثامنة عشرة لموسم طانطان، برعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، تحت عنوان: «موسم طانطان: شاهد حي على عالمية ثقافة الرحل»، من 14 إلى 18 مايو الجاري. وتتواصل المشاركة الإماراتية هذا العام، تحت إشراف هيئة أبوظبي للتراث، ضمن برنامج ثقافي غني ومتميز يجمع بين الماضي والحاضر، في إطار الحرص على إبراز الرسالة الحضارية والإنسانية للدولة، وتسليط الضوء على غنى التراث الثقافي للإمارات وجهودها البارزة في حفظ التراث المعنوي. وتحرص دولة الإمارات على المشاركة السنوية في «موسم طانطان»، ما يعكس التزامها بالحفاظ على التراث وتعزيز التبادل الثقافي مع المغرب، وشهدت مشاركات الدولة في الموسم تطوراً ملحوظاً في نوعية الفعاليات والأنشطة المقدمة للزوار. ودشنت الدولة مشاركتها الأولى في موسم طانطان الثقافي عام 2014، وكانت ضيف شرف في فعاليات الدورة العاشرة التي أقيمت تحت شعار «التراث الثقافي غير المادي ودوره في تنمية وتقارب الشعوب». آلاف الزوار استقطبت الفعاليات التراثية والثقافية والفنية التي قدمتها الدولة آلاف الزوار من مختلف أنحاء المملكة و الدول المشاركة كافة ما أسهم في الترويج لثقافة الإمارات وتراثها الغني إقليمياً وعالمياً. وشاركت الدولة عام 2015 في فعاليات الدورة الحادية عشرة من موسم طانطان، التي أقيمت تحت شعار «تراث إنساني ضامن للتماسك الاجتماعي وعامل تنموي»، بهدف إيصال رسالتها الحضارية والفكرية، وإبراز موروثها الثقافي، وعناصر التقارب في التراث بينها وبين المملكة المغربية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على جهودها في تسجيل عناصر التراث المعنوي ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث الإنساني غير المادي. وفي الدورة الثانية عشرة عام 2016، التي عقدت تحت شعار «موسم طانطان ملتقى مغرب التنوع»، هدفت مشاركة الإمارات إلى تعزيز التعاون الثقافي مع دول العالم، وتقوية الروابط التاريخية والحضارية بين دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب العربي، وإيصال رسالتها الحضارية والإنسانية الممزوجة بعبق التراث الإماراتي الأصيل. مشاركات ثرية أسهم موسم طانطان في تسليط الضوء على التراث المحلي الإماراتي والترويج له في المحافل الدولية، خاصة وأنه يعد تظاهرة ثقافية وفنية متميزة في شمال أفريقيا بقدرته على جمع أشكال متنوعة من ثقافات البدو الرحل، ما يتيح فرصة لالتقاء الثقافات العربية المختلفة في بوتقة واحدة. وسجلت الإمارات مشاركتها الرابعة في موسم طانطان الثقافي عام 2017، حيث عقدت الدورة الثالثة عشرة تحت شعار «موسم طانطان: موروث ثقافي مغربي ببعد إفريقي»، إذ جاءت هذه المشاركة في إطار الحرص على حوار الثقافات وتعزيز جهود التواصل بين أركان التراث الثقافي البدوي الأصيل، وتطوير العلاقات الثقافية المتميزة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية الشقيقة. كما شاركت الإمارات عام 2018 في الدورة الرابعة عشرة، التي عقدت تحت شعار «موسم طانطان: عامل إشعاع الثقافة الحسانية»، وجاءت مشاركتها في الدورة الخامسة عشرة عام 2019 تحت شعار «موسم طانطان: حاضن لثقافة الرحل العالمية»، تزامناً مع «عام التسامح»، تأكيداً على أهمية التنوع الثقافي والانفتاح على الحضارات الأخرى، ومد جسور التواصل والمحبة والسلام مع الشعوب كافة. وبعد توقف مؤقت بسبب جائحة «كوفيد-19»، عاد موسم طانطان الثقافي مجدداً عام 2023، حيث شاركت الإمارات في الدورة السادسة عشرة التي عقدت تحت شعار «ترسيخ للهوية ورافعة للتنمية المستدامة»، بهدف تسليط الضوء على تراثها الغني والمتنوع في مجالات الممارسات المستدامة والتعريف بالموروث الثقافي الإماراتي بمكوناته كافة. وشاركت الدولة العام الماضي في الدورة السابعة عشرة لموسم طانطان، التي أقيمت تحت شعار «20 عاماً من الصون والتنمية البشرية» واستقطب جناحها آلاف الزوار، وحظيت فعالياته التراثية والثقافية والفنية بأصداء إعلامية وشعبية واسعة في مختلف أنحاء المملكة المغربية.


Khaleej Times
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- Khaleej Times
تاريخ جديد لليفربول: معادلة رقم مانشستر يونايتد بـ20 لقباً
مع إطلاق الحكم "توم برامال" صافرة النهاية الحادة، اخترقت أجواء "أنفيلد" الليلية، الملعب الذي يتنفس التاريخ ويحمل نصيبه من الأسرار، دوّى هديرٌ مُزلزل. لم يقتصر الهتاف على 54 ألف متفرج يرتدون الزي الأحمر داخل الملعب، بل امتدت المشاعر إلى ما وراء النصف الأحمر من "ميرسيسايد"، لتشمل ريف شمال غرب إنجلترا الشاسع. وكان نادي "ليفربول" لكرة القدم قد حسم للتو لقبه العشرين في الدوري الإنجليزي الممتاز، وثاني لقب له في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ سنوات جائحة كوفيد في عام 2020. بهذا الفوز، لم يكتفِ |ليفربول| برفع كأسٍ جديد، بل لحق بغريمه اللدود، "مانشستر يونايتد"، في قمة تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. بالنسبة للمدرب "آرن سلوت"، كانت بدايةً مثالية، وبالنسبة للجماهير، كانت لحظةً رياضيةً طال انتظارها. هذه المرة، وعلى عكس عام 2020 خلال جائحة كورونا، كانت قاعة "كوب" مكتظة. وغنّى المعجبون، الذين كادوا يُصابون بالهذيان، الأغنية التي ظلت قريبة إلى قلوبهم لعقود حتى كادت أصواتهم أن تختفي. كانت لحظة مؤثرة. ولم تكن أغنية "لن تمشي وحدك أبداً" لفرقة "ذا كوب" مجرد استعراض، بل كانت رسالةً مؤثرة. أُخذت هذه الأغنية من مسرحية "كاروسيل" الموسيقية لـ"ريتشارد رودجرز" و"هامرشتاين"، ثم عادت إلى "ليفربول" في ستينيات القرن الماضي بفضل فرقة البوب المحلية "جيري آند ذا بيس ميكرز". وبعد عقود، لا تزال الأغنية نبض النادي، أنشودةً للتضامن والتحدي والانتماء. بالنسبة لقاعدة جماهيرية تتجاوز 500 مليون مشجع حول العالم، والتي انتظرت بفارغ الصبر الاحتفالات الهادئة بلقبها الأخير، الذي حصدته خلف أبواب مغلقة خلال جائحة كوفيد-19، لم يكن هذا تتويجاً عادياً. لقد كان هذا هو الشعور بالراحة الذي طال انتظاره. انطلق الحفل الذي لم يحدث قبل خمس سنوات بحماسة، وامتد إلى شوارع مدينة تعيش وتتنفس ناديها لكرة القدم، حيث غنى المشجعون بفرح أغنية "البيتلز" الكلاسيكية "كل ما تحتاجه هو الحب"، وهي رسالة تنسجم بسلاسة مع مشجعي كرة القدم. الانتقال السلس لم يكن أحد ليتوقع السلاسة التي سيُسهّل بها سلوت انتقاله إلى دكة بدلاء "ليفربول" بعد رحيل الألماني "يورغن كلوب" المفاجئ صيف العام الماضي. ورث المدرب الهولندي فريقاً موهوباً ولكنه لا يزال في طور التطور، مُثقلاً بتساؤلات حول نجوم كبار في السن، وقيادة جديدة، وكفاءة تكتيكية. ولم يكن تولي مسؤولية "ليفربول" خلفاً لمدرب "كلوب" بالمهمة السهلة، لكن المدرب العملي "سلوت" جعل الأمر يبدو سهلاً. فبدلاً من إصلاح الفريق الذي طوّره "كلوب"، فقد حسّنه، وذلك بتعزيز خط الوسط، وتقوية الدفاع، وترك الهجوم يتحدث عن نفسه. حافظ المدرب الهولندي على روح "ليفربول" سليمة مع تطوير هويته. من الحضور القوي للأرجنتيني "أليكسيس ماك أليستر" في خط الوسط إلى نهضة "فيرجيل فان دايك" كدرع حديدي في قلب الدفاع، نضج الفريق بسرعة تحت قيادته. قال "سلوت" بعد المباراة، وعيناه تدمعان بينما قاد الجماهير في تحية عفوية لـ"كلوب": "لقد أنجزت المهمة. لكن هذه البداية فحسب". "ماك أليستر": قائد يرتدي اللون الأحمر كان تألق "ماك أليستر"، ذي الأصول الأيرلندية والإيطالية، وأحد عناصر تشكيلة الأرجنتين الفائزة بكأس العالم 2022 وكوبا أمريكا 2024، محور هيمنة "ليفربول". لم يكن المايسترو البالغ من العمر 26 عاماً مجرد لاعب في خط الوسط، بل كان خط الوسط الأبرز. بفضل هدوئه مع الكرة، وذكائه خارجها، وبحثه الدائم عن الفرص الإبداعية الجديدة، أصبح "أليستر" مهندساً فنياً موثوقاً به لدى "سلوت". وبمشاركته مع النجم الهولندي "رايان جرافينبيرش"، ساهم "أليستر" في كتابة إيقاع "ليفربول"، وحوّل معارك خط الوسط إلى هيمنة مطلقة. في موسمٍ شهد تألق النجم محمد صلاح بتسجيله 33 هدفاً و33 تمريرة حاسمة، كان "ماك أليستر" هو من يُسيطر على إيقاع المباراة. وقد جسّد منشوره التكريمي على إنستغرام، الذي أعقب عنوانه، روح الفريق: متواضع، مجتهد، وفخورٌ للغاية. كتب "ماك أليستر": "في كل مرة وطأت فيها أرض ملعب "أنفيلد"، شعرتُ بثقل هذا القميص. رفع كأس الدوري الإنجليزي الممتاز مع "ليفربول" حلمٌ تحقق". فداء صلاح في عام 2020، رفع صلاح الكأس أمام جماهير غفيرة. وفي عام 2025، شارك تلك اللحظة مع جماهير "أنفيلد" الهادرة. والآن، في الثانية والثلاثين من عمره، لم يُبدِ اللاعب المصري أي تراجع، مستمتعاً بأفضل ستة أشهر في مسيرته الرائعة، حيث جمع بين التألق والمرونة. بعد أشهر من التكهنات وشائعات الانتقالات، ظل وفياً للقميص الأحمر، وقد كوفئ على ذلك. وصرح صلاح لشبكة "سكاي سبورتس" بعد المباراة: "إنه لأمر لا يُصدق أن نفوز بهذا اللقب أمام جماهيرنا. هذا أفضل بنسبة 100٪ من المرة السابقة [في عام 2020]، وخاصةً مع الجماهير. لدينا الآن مجموعة مختلفة لنُظهر قدرتنا على تكرار ذلك، وهذا أمر مميز". وتتجاوز أهمية فوز "ليفربول" بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مجرد ميدالية فضية في خزائنه. بهذا اللقب، وصل النادي القادم من "ميرسيسايد"، بإرثه الكروي العريق الذي يمتد لأكثر من 130 عاماً، إلى قمة "مانشستر يونايتد": 20 لقباً. بالنسبة للعديد من المشجعين الذين نشأوا في ظل العصر الذهبي لـ "مانشستر يونايتد" بقيادة السير "أليكس فيرغسون" بين عامي 1986 و2013، يبدو هذا بمثابة عودة تاريخية، وربما بداية فصل جديد في تاريخ كرة القدم الإنجليزية. مدينة كلها مرونة وإيقاع لفهم معنى هذا اللقب، لا بد من فهم "ليفربول" فهماً كاملاً، فهي المدينة التي عرفت الكفاح والانتصار. فمن ليالي الحرب العالمية الثانية التي مزقتها القنابل إلى فترات الركود الاقتصادي، لطالما نهضت أقوى. غيّر تاريخها الموسيقي، الذي أنتج فرقاً شهيرة مثل "البيتلز"، و"جيري آند ذا بيس ميكرز"، و"إيكو آند ذا بانيمن"، و"فرانكي غوز تو هوليوود"، العالم. وفعلت كرة القدم الشيء نفسه. وكما أحدثت تلك الرموز الموسيقية ثورةً في وجه الثقافة الشعبية في ستينيات القرن الماضي، حوّلت شخصيات بارزة مثل "بيل شانكلي"، و"بوب بايزلي"، و"جو فاجان"، و"كيني دالغليش" نادي "ليفربول" لكرة القدم إلى إمبراطورية رياضية عالمية. ليس من قبيل الصدفة أن موطن الإيقاع والتمرد ينتج أيضاً فرقاً تلعب بأسلوب جيد وبروح قوية.