logo
حيوانات غابات اللاذقية... أمم هلكت وأخرى تقارع

حيوانات غابات اللاذقية... أمم هلكت وأخرى تقارع

Independent عربية١٢-٠٧-٢٠٢٥
لا يفارق مخيلة الطبيب البيطري الشاب مهند القاضي مشهد آخر أنفاس أراضي وقمم جبال اللاذقية وقد تحولت رماداً، غابات ممتلئة بأشجار باسقة متفحمة خلعت عنها ثوبها الأخضر وارتدت السواد وكأنها تعلن حدادها، وحده الرماد من يحكي معارك ضارية بين ألسنة النار ومياه فرق الإطفاء، مشهد أبكى الحجر لخسارة جبال مكسوة بالخضرة وقد باتت بخبر كان.
كان مهند في زيارة إلى المنطقة برفقة وفد من نقابة الأطباء لتقديم يد العون بما يستطيع من خبرة لمعالجة الحيوانات المتضررة جراء الحريق المندلع لليوم التاسع على التوالي، وأتى على مسافة ناهزت 10 آلاف هكتار، وسط تضرر الغطاء النباتي في مناطق جنوب غابات الفرنلق مع تحديات محاصرة النيران وإطفاء أوارها بسبب انتشارها على مساحة واسعة، فضلاً عن سرعة الرياح وصعوبة وصول رجال الدفاع المدني لأماكن ومصادر المياه، إضافة لوعورة الطرقات.
أخطار بالجملة
في الأثناء يدق متخصصون في الحياة البرية ناقوس الخطر، معتبرين أن ما حدث من حرائق لا تزال مستعرة بمثابة كارثة بيئية على رغم مشاركة فرق من دول الجوار (لبنان، وتركيا، والأردن) بالطائرات وفرق الإطفاء، وتدخل سريع من دول الاتحاد الأوروبي.
يكشف مهند عن حال مأسوية أصابت الحياة البرية، فكثير من الحيوانات هربت حين اشتعال الحريق من الغابات، "بعض الحيوانات المصابة ساعد فريق متخصص في إنقاذها وقدم لها إسعافات أولية".
تأتي حرائق اللاذقية غرب سوريا تزامناً مع موجة جفاف لم تشهدها البلاد منذ 60 عاماً بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، محذرة من أن الجفاف يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي، بينما هذه الحرائق جاءت على قرى سكنية قرب تلك الغابات ومزارع من التين والزيتون وغيرها من الأصناف.
يعتقد المتخصص في التنوع الحيوي والحياة البرية السورية المهندس أحمد إيدك، أن سوريا تختلف عن باقي الدول بعدم وجود مسح علمي وإحصائي لأية منطقة حول أنواع وأعداد الحيوانات والطيور فيها، لهذا لا يمكن إعطاء نتائج دقيقة بالخسائر كما يحدث في بقية الدول عند حصول كارثة بيئية من خلال إحصاء الأنواع الحيوانية والطيور والزواحف، ولكن المساحة التي امتد بها الحريق شاسعة جداً، والأضرار خطرة جداً على التنوع النباتي والحيواني على حد سواء.
ويضيف لـ"اندبندنت عربية"، "من الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب الصيد غزال اليحمور، وكان انتشر بصورة أكبر في غابات اللاذقية وسهل الغاب، ويمكن أن نقارن ذلك بالدول الأوروبية حيث عاش الغزال وتكاثر بصورة واسعة، حتى إنه يأتي من الغابات ويقترب من المنازل ولا أحد يؤذيه، بل على العكس يسارعون بتصويره بدلاً من اصطياده".
على حافة الانقراض
في غضون ذلك يحذر خبراء البيئة من أخطار جسيمة ناتجة من انبعاث غازات الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون مما يسهم في إحداث تغير مناخي، ويمكن أن ينتقل الدخان والملوثات لمسافات طويلة مع الرياح مما يترك تأثيره في الهواء، كما يتسرب الرماد والحطام الذي خلفه الحريق ويلوث المياه السطحية، ناهيك بتلوث التربة.
في هذا الوقت يدور الحديث عن انقراض عدد من الحيوانات التي تسكن هذه الغابات، وبالتواصل مع خبراء في هذا الشأن حذروا من انقراض غزال اليحمور السوري، لكن لا يجزم المتخصص في الحياة البرية أحمد إيدك بانقراضه على رغم انخفاض أعداده قبل الحرائق بصورة غير مسبوقة، فـ"إذا لم نقل إنه انقرض، فهو على حافة الانقراض، وأتصور أن أعداده انحسرت بعدد أصابع الكف الواحدة، لهذا يجب المطالبة بتطبيق قانون الصيد بصرامة من دون تهاون، ومن يقتل غزال اليحمور يساق إلى السجن، وتنفذ بحقه الغرامة المنصوص عليها بالقانون، لأنه خلال عام أو عامين سيكون مصيره الانقراض، خصوصاً مع عدم وجود ولادات جديدة لهذا الحيوان بعد خسارة الغابات، وهي الموائل الأساسية له".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قبل أعوام، ومع تعرض الغابات في الساحل للحرائق دقت منظمات وجمعيات بيئة متخصصة في حماية الحياة البرية ناقوس الخطر، في محاولة لتلافي خطر انقراض غزال اليحمور، بعدما أصبح وجوده شبه نادر.
ويعد اليحمور من الأيائل متوسطة الحجم، ومعروف علمياً باسم "كابريولوس"، واتسعت رقعة انتشاره في سوريا بكثافة في مناطق عدة امتدت غرب حلب إلى منطقة الساحل، ومن حوض العاصي إلى غوطة دمشق، بينما انقرض في لبنان وفلسطين والأردن.
ويتوقع خبراء الحياة البرية انقراضه بعد انقراض حيوانات مثل الدب السوري، والنمر الأناضولي، وغزال الريم وأصناف متعددة أخرى من الغابات والمحميات الطبيعية.
وكانت مجموعة "سنديان" من الجمعيات الناشطة في الساحل السوري في وقت سابق من عام 2021 للمحافظة على الحياة البرية والموائل الطبيعية للغزلان في الغابات الكثيفة والممتدة على طول الساحل البالغ 180 كيلومتراً، تتخللها سلسلة من الجبال المغطاة بالخضرة والينابيع العذبة، وسط انتهاكات من صيادين جشعين وعديمي المسؤولية.
نبهت المجموعة الناشطة "سنديان" إلى أن وضع غزال اليحمور كحيوان مهدد بالانقراض لم يكن كافياً للحد من هذه التجاوزات، بل على العكس يبدو أنه كلما كان وجوده أقل وأندر أصبح هدفاً مرغوباً به، ومدعاة للفخر والاعتزاز باصطياده.
السناجب والطيور
على رغم كون غزال اليحمور أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض، فإن ثمة أنواعاً منها أخرى كالسناجب هي أيضاً على قوائم الانقراض، إذ قلت أعدادها في غابات اللاذقية مقارنة بغابات طرطوس الساحلية لأسباب عدة منها الحرائق الكثيرة والمتزايدة، علاوة عن السماح بتصديرها، مما دفع إلى زيادة صيدها من الغابات من أجل التجارة بها، حيث لا تتكاثر في الأسر (مكان الاحتجاز).
يقول المهندس والمتخصص البيئي إيدك "مع هذه الحرائق الجديدة، واتساع رقعتها، من المتوقع فقدان السناجب أيضاً من الغابات المحترقة لسنوات، ومن المرجح هربها إما إلى الغابات الساحلية في طرطوس، أو إلى غابات تركيا، أو المحيطة بها، وستقل أعدادها بنسبة أكثر من 50 في المئة مقارنة بأعدادها العام الماضي، مع فقدان الموائل".
أما بالنسبة إلى الأنواع الأخرى من القوارض وآكلات الحشرات (القنافذ والزبابة)، فيخمن المتخصص البيئي أن "غالب الحيوانات ماتت في جحورها مع استشعارها خطر الحريق لأنها لا تتحمل الحرارة، وحين تخرج فإن مصيرها الاحتراق. في المقابل بعض الحيوانات تستشعر الحريق فتتجه إلى مناطق ثانية، وهناك أنواع نادرة جداً من القوارض، كما يوجد صيد جائر للطيور الجارحة وطير البوم لا بد من التوقف عنه".
أفاعي الخطر
يؤكد خبير التنوع الحيوي أحمد إيدك، وهو مؤلف كتاب "الأفاعي في سوريا"، أنه "بالنسبة إلى الأفاعي والسحالي فمعظمها احترق، أما الأفاعي التي كانت بعيدة واستشعرت الخطر فقد هرب جزء منها مع اندلاع الحرائق، لأن الأفاعي من الحيوانات التي تستشعر الزلازل والأخطار أكثر من غيرها، وقد تكون ابتعدت عن أماكن الحريق قبل وصوله، لكن لا بد أن قسماً منها مات في الحريق".
وعرج إلى حال الطيور بعد الحريق، مؤكداً فقدان نسبة كبيرة من الطيور المقيمة بهذه الغابات، في حين لن تجد الطيور المهاجرة التي تستريح في غاباتنا مكاناً لها، بل من المتوقع أن تتجه إلى غابات طرطوس بخاصة مع الهجرة الخريفية، وقسم منها من المتوقع أن يستريح في غابات تركيا.
وبالحديث عن واقع الطيور يجزم بخسارة أنواع من الطيور التي تفرخ بالصيف بصورة كاملة، ويمكن أن تنتقل إلى الغابات التركية لأن أشجارها من حيث النوع أقرب إلى غابات اللاذقية من غابات طرطوس، ولعل الطيور أكثر فئة تأثرت بالحرائق كونها أكثر حساسية من غيرها.
وفق تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أتت الحرائق على 100 كيلومتر مربع من الغابات والأراضي الزراعية، ما يعادل ثلاثة في المئة من الغطاء الحراجي وأثرت في نحو 5 آلاف شخص في أكثر من 60 تجمعاً سكنياً.
ومن أجل استرجاع التنوع الحيواني طالب المتخصصون البيئيون بتطبيق قانون الصيد بصورة صارمة في هذه الفترة الحرجة، لضرورة الحفاظ على ما تبقى من الطيور والحيوانات، بخاصة أن البيئة السورية هشة، وأي طارئ يمكن أن تتأثر به.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الصحة العالمية": سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة
"الصحة العالمية": سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

"الصحة العالمية": سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، أمس الأحد، إن إسرائيل خففت على ما يبدو بعض القيود المفروضة على الحركة في غزة، وذلك بعد أن قررت "دعم توسيع نطاق المساعدات لمدة أسبوع". وأضاف فليتشر في بيان، أن التقارير الأولية تشير إلى تجميع أكثر من 100 شاحنة محملة بالمساعدات من المعابر تمهيداً لنقلها إلى داخل قطاع غزة. وقال "هذا تقدم، لكن هناك حاجة إلى كميات هائلة من المساعدات لدرء المجاعة والأزمة الصحية الكارثية". مستويات جوع تنذر بالخطر يأتي ذلك بينما حذرت منظمة الصحة العالمية ، أمس الأحد، من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أودى بكثر وكان من الممكن تفاديه. وأضافت المنظمة في بيان، "يشهد قطاع غزة حالاً من سوء التغذية الخطر الذي اتسم بارتفاع حاد في عدد الوفيات خلال يوليو (تموز)". وأشارت المنظمة إلى أنه من بين 74 حالة وفاة مسجلة مرتبطة بسوء التغذية في عام 2025، وقعت 63 حالة في يوليو، من بينها 24 طفلاً دون سن الخامسة، وآخر يزيد عمره على خمس سنوات، و38 بالغاً. وتابعت "أعلن عن وفاة معظم هؤلاء الأشخاص لدى وصولهم إلى المرافق الصحية، أو توفوا بُعيد ذلك، وبدت على أجسادهم علامات واضحة على الهزال الشديد". وأكدت أنه "لا يزال من الممكن تجنب الأزمة بشكل كامل. أدى المنع والتأخير المتعمد لوصول المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية واسعة النطاق إلى خسائر فادحة في الأرواح". طفل من كل 5 دون سن الخامسة يعاني سوء التغذية الحاد نقلت المنظمة عن شركائها في مجموعة التغذية العالمية أن ما يقرب من طفل من كل خمسة دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني الآن من سوء التغذية الحاد. وأضافت أن نسبة الأطفال الذين تراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر و59 شهراً ويعانون سوء التغذية الحاد قد تضاعفت ثلاث مرات منذ يونيو (حزيران) الماضي في المدينة، مما يجعل منها المنطقة الأكثر تضرراً في القطاع الفلسطيني. وأشارت إلى أن هذه المعدلات تضاعفت في خان يونس ووسط غزة خلال أقل من شهر. ورجحت المنظمة "أن تكون هذه الأرقام أقل من الواقع نظراً إلى القيود الأمنية الشديدة المفروضة على الوصول، والتي تمنع كثيراً من العائلات من الوصول إلى المرافق الصحية". وأكدت المنظمة أنه "يجب أن يظل هذا التدفق مستمراً ومن دون عوائق لدعم التعافي ومنع مزيد من التدهور". وبحسب منظمة الصحة العالمية، تلقى أكثر من 5 آلاف طفل دون سن الخامسة خلال الأسبوعين الأولين من يوليو العلاج من سوء التغذية، وكان 18 في المئة منهم يعانون الشكل الأكثر خطورة، وهو سوء التغذية الحاد الشديد. وفي يونيو، تم علاج 6500 طفل من سوء التغذية، وهو أعلى عدد منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وفي يوليو، تم إدخال 73 طفلاً آخرين إلى المستشفى يعانون سوء التغذية الحاد الشديد ومضاعفات طبية، مقارنة بـ39 طفلاً في الشهر السابق. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأكدت منظمة الصحة العالمية أن "هذه الزيادة في الحالات تثقل كاهل مراكز علاج سوء التغذية الأربعة المتخصصة". أما بالنسبة إلى النساء الحوامل والمرضعات، فإن أكثر من 40 في المئة منهن يعانين من سوء التغذية الحاد، بحسب بيانات صادرة عن "مجموعة التغذية العالمية" نقلتها منظمة الصحة العالمية. وأضافت المنظمة، "ليس الجوع وحده ما يفتك بالناس، بل أيضاً البحث اليائس عن الطعام. تجبر العائلات على المخاطرة بحياتها من أجل حفنة من الطعام، غالباً في ظروف خطرة وتسودها الفوضى". الإسراع بالموافقة على دخول الشاحنات من ناحية أخرى قال مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي، أمس الأحد، إن البرنامج التابع للأمم المتحدة في حاجة إلى موافقة إسرائيل سريعاً على تحرك شاحناته إلى غزة ليستفيد من الهدن الإنسانية في القتال التي أعلنت عنها إسرائيل. وفي مواجهة تنديد عالمي متزايد مع إعلان منظمة الصحة العالمية أن مجاعة تستشري على نطاق واسع في غزة، قالت إسرائيل أمس إنها ستوقف العمليات العسكرية لـ10 ساعات يومياً في أجزاء من القطاع وستسمح بممرات جديدة للمساعدات. وقال مدير قسم الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي روس سميث، لـ"رويترز" أمس، "لا نحتاج إلى مجرد كلام، وإنما إلى أفعال هناك. نحن في حاجة إلى الحصول على تصاريح وموافقات سريعة حقاً. إذا كانت الهدن ستستمر 10 ساعات، فلن نتمكن من الاستفادة من فترات التوقف (في القتال) هذه". ولم ترد وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وكالة تنسيق المساعدات العسكرية الإسرائيلية، بعد على طلب للتعليق. ومنذ أن رفعت إسرائيل الحصار الذي استمر 11 أسبوعاً على غزة في 19 مايو (أيار) االماضي وسمحت للعملية الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة باستئناف عمليات التسليم المحدودة للمساعدات، كانت الشكوى الرئيسة للمنظمة الدولية هي تأخر إسرائيل طويلاً في السماح للقوافل بمغادرة نقاط العبور لنقل المساعدات إلى المستودعات ونقاط التوزيع داخل غزة. نهب المساعدات... سلمياً أو بالقوة تظهر بيانات الأمم المتحدة أن أقل من ثمانية في المئة فقط من أصل 1718 شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي وصلت إلى وجهتها داخل غزة خلال الأسابيع الـ10 تقريباً منذ أن رفعت إسرائيل حصارها. أما النسبة المتبقية فتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أنها نهبت "إما سلمياً من قبل الجائعين أو بالقوة من قبل جهات مسلحة في أثناء العبور". وتطلب إسرائيل من الأمم المتحدة وكيانات أخرى تفريغ مساعداتها عند المعبر ثم إرسال شاحنات من داخل غزة لجمع تلك الإمدادات ونقلها في أنحاء القطاع الذي مزقته الحرب، حيث لا يزال هناك نحو 2.1 مليون شخص. وقال سميث، "يستطيع الجميع رؤيتها (الشاحنات) وهي تدخل، فيعلم الناس أن الطعام على وشك التحميل، فيبدأون بالانتظار والتزاحم"، مضيفاً أن بعض القوافل قد تنتظر حتى 20 ساعة قبل أن تمنحها إسرائيل الضوء الأخضر لدخول غزة. وأضاف، "إذا توقفت (الشاحنات) هناك 10 ساعات، للتحميل والانتظار، فسيكون لديك عندها 10 آلاف شخص يتزاحمون في الخارج". وتسيطر إسرائيل على جميع مداخل غزة، وتقول إنها تسمح بدخول مساعدات غذائية كافية إلى القطاع، حيث تخوض حرباً مع حركة "حماس" منذ ما يقرب من 22 شهراً. وتتهم "حماس" بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة. وتقول الأمم المتحدة إنها لم تر أدلة على تحويل "حماس" مسار المساعدات بشكل جماعي في غزة. وقال مصدر أردني رسمي، إن الأردن والإمارات أسقطتا 25 طناً من المساعدات بالمظلات على قطاع غزة، أمس الأحد، في أول عملية إنزال جوي لهما منذ أشهر، مضيفاً أن عمليات إنزال من هذا القبيل ليست بديلاً عن التسليم البري. وقال سميث، إن إسقاط المساعدات جواً أمر "رمزي تماماً في أحسن الأحوال". واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، عندما شن مقاتلو حماس هجوماً مباغتاً على بلدات إسرائيلية تحيط بالقطاع، تشير بيانات إسرائيلية إلى أنه أفضى إلى مقتل 1200 شخص واقتياد نحو 250 رهينة إلى القطاع. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن نحو 60 ألف فلسطيني لقوا حتفهم منذ ذلك الحين في العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع. مؤتمر بشأن إسرائيل والفلسطينيين وسط هذه الأجواء، يجتمع عشرات الوزراء في الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، لحضور مؤتمرٍ مؤجَل يهدف إلى دفع الجهود نحو التوصل إلى حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن الولايات المتحدة وإسرائيل أعلنتا مقاطعتهما للمؤتمر. ويهدف المؤتمر إلى وضع معايير واضحة لخريطة طريقٍ تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية، مع ضمان أمن إسرائيل. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في حديث لصحيفة "لا تريبيون ديمانش" نُشر أمس إنه سيستغل المؤتمر لحث دول أخرى على الانضمام إلى فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لن تحضر المؤتمر في الأمم المتحدة، واصفاً إياه بأنه "هدية لحماس، التي تواصل رفض مقترحات وقف إطلاق النار التي قبلتها إسرائيل، والتي من شأنها أن تفضي إلى إطلاق سراح الرهائن وتحقيق الهدوء في غزة". وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن صوّتت ضد دعوة الجمعية العامة العام الماضي لعقد المؤتمر، وأنها "لن تدعم أي إجراءات تُقوّض آفاق التوصل إلى حل سلمي طويل الأمد للصراع". من جهته قال جوناثان هارونوف المتحدث الدولي باسم بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل لن تشارك في المؤتمر "الذي لا يتناول أولاً، وبشكل عاجل، مسألة إدانة حماس وإعادة جميع الرهائن المتبقين".

منظمة الصحة العالمية: سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة
منظمة الصحة العالمية: سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة

Independent عربية

timeمنذ 8 ساعات

  • Independent عربية

منظمة الصحة العالمية: سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أمس الأحد إن إسرائيل خففت على ما يبدو بعض القيود المفروضة على الحركة في غزة، وذلك بعد أن قررت "دعم توسيع نطاق المساعدات لمدة أسبوع". وأضاف فليتشر في بيان أن التقارير الأولية تشير إلى تجميع أكثر من 100 شاحنة محملة بالمساعدات من المعابر تمهيداً لنقلها إلى داخل قطاع غزة. وقال "هذا تقدم، لكن هناك حاجة إلى كميات هائلة من المساعدات لدرء المجاعة والأزمة الصحية الكارثية". مستويات جوع تنذر بالخطر يأتي ذلك بينما حذرت منظمة الصحة العالمية أمس الأحد من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أودى بحياة كثر وكان من الممكن تفاديه. وأضافت المنظمة في بيان "يشهد قطاع غزة حالة من سوء التغذية الخطر الذي اتسم بارتفاع حاد في عدد الوفيات في يوليو (تموز)". وأشارت المنظمة إلى أنه من بين 74 حالة وفاة مسجلة مرتبطة بسوء التغذية في عام 2025، وقعت 63 حالة في يوليو، من بينها 24 طفلاً دون سن الخامسة، وآخر يزيد عمره عن خمس سنوات، و38 بالغاً. وتابعت "أعلن عن وفاة معظم هؤلاء الأشخاص لدى وصولهم إلى المرافق الصحية، أو توفوا بعيد ذلك، وبدت على أجسادهم علامات واضحة على الهزال الشديد". وأكدت أنه "لا يزال من الممكن تجنب الأزمة بشكل كامل. أدى المنع والتأخير المتعمد لوصول المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية واسعة النطاق إلى خسائر فادحة في الأرواح". طفل من كل 5 دون سن الخامسة يعاني سوء التغذية الحاد نقلت المنظمة عن شركائها في مجموعة التغذية العالمية أن ما يقرب من طفل من كل خمسة دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني الآن من سوء التغذية الحاد. وأضافت أن نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و59 شهراً ويعانون سوء التغذية الحاد قد تضاعفت ثلاث مرات منذ يونيو (حزيران) في المدينة، مما يجعل منها المنطقة الأكثر تضرراً في القطاع الفلسطيني. وأشارت إلى أن هذه المعدلات تضاعفت في خان يونس ووسط غزة خلال أقل من شهر. ورجحت المنظمة "أن تكون هذه الأرقام أقل من الواقع نظراً إلى القيود الأمنية الشديدة المفروضة على الوصول والتي تمنع العديد من العائلات من الوصول إلى المرافق الصحية". وأكدت المنظمة أنه "يجب أن يظل هذا التدفق مستمراً ودون عوائق لدعم التعافي ومنع المزيد من التدهور". وبحسب منظمة الصحة العالمية، تلقى أكثر من 5000 طفل دون سن الخامسة خلال الأسبوعين الأولين من يوليو العلاج من سوء التغذية، وكان 18 في المئة منهم يعانون الشكل الأكثر خطورة، وهو سوء التغذية الحاد الشديد. وفي يونيو، تم علاج 6500 طفل من سوء التغذية، وهو أعلى عدد منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وفي يوليو، تم إدخال 73 طفلاً آخرين إلى المستشفى يعانون سوء التغذية الحاد الشديد ومضاعفات طبية، مقارنة بـ39 طفلاً في الشهر السابق. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأكدت منظمة الصحة العالمية أن "هذه الزيادة في الحالات تثقل كاهل مراكز علاج سوء التغذية الأربعة المتخصصة". أما بالنسبة إلى النساء الحوامل والمرضعات، فإن أكثر من 40 في المئة منهن يعانين من سوء التغذية الحاد، بحسب بيانات صادرة عن "مجموعة التغذية العالمية" نقلتها منظمة الصحة العالمية. وأضافت المنظمة "ليس الجوع وحده ما يفتك بالناس، بل أيضاً البحث اليائس عن الطعام. تجبر العائلات على المخاطرة بحياتها من أجل حفنة من الطعام، غالبا في ظروف خطرة وتسودها الفوضى". الإسراع بالموافقة على دخول الشاحنات من ناحية أخرى قال مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي أمس الأحد إن البرنامج التابع للأمم المتحدة في حاجة إلى موافقة إسرائيل سريعاً على تحرك شاحناته إلى غزة ليستفيد من الهدن الإنسانية في القتال التي أعلنت عنها إسرائيل. وفي مواجهة تنديد عالمي متزايد مع إعلان منظمة الصحة العالمية أن مجاعة تستشري على نطاق واسع في غزة، قالت إسرائيل أمس إنها ستوقف العمليات العسكرية لعشر ساعات يومياً في أجزاء من القطاع وستسمح بممرات جديدة للمساعدات. وقال روس سميث، مدير قسم الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، لـ"رويترز" أمس "لا نحتاج إلى مجرد كلام، وإنما إلى أفعال هناك. نحن في حاجة إلى الحصول على تصاريح وموافقات سريعة حقاً. إذا كانت الهدن ستستمر لعشر ساعات، فلن نتمكن من الاستفادة من فترات التوقف (في القتال) هذه". ولم ترد وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وكالة تنسيق المساعدات العسكرية الإسرائيلية، بعد على طلب للتعليق. ومنذ أن رفعت إسرائيل الحصار الذي استمر 11 أسبوعاً على غزة في 19 مايو (أيار) وسمحت للعملية الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة باستئناف عمليات التسليم المحدودة للمساعدات، كانت الشكوى الرئيسة للمنظمة الدولية هي تأخر إسرائيل طويلاً في السماح للقوافل بمغادرة نقاط العبور لنقل المساعدات إلى المستودعات ونقاط التوزيع داخل غزة. نهب المساعدات... سلمياً أو بالقوة تظهر بيانات الأمم المتحدة أن أقل من ثمانية في المئة فقط من أصل 1718 شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي وصلت إلى وجهتها داخل غزة خلال الأسابيع العشرة تقريباً منذ أن رفعت إسرائيل حصارها. أما النسبة المتبقية فتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أنها نهبت "إما سلميا من قبل الجائعين أو بالقوة من قبل جهات مسلحة في أثناء العبور". وتطلب إسرائيل من الأمم المتحدة وكيانات أخرى تفريغ مساعداتها عند المعبر ثم إرسال شاحنات من داخل غزة لجمع تلك الإمدادات ونقلها في أنحاء القطاع الذي مزقته الحرب، حيث لا يزال هناك نحو 2.1 مليون شخص. وقال سميث "يستطيع الجميع رؤيتها (الشاحنات) وهي تدخل، فيعلم الناس أن الطعام على وشك التحميل، فيبدأون بالانتظار والتزاحم"، مضيفاً أن بعض القوافل قد تنتظر حتى 20 ساعة قبل أن تمنحها إسرائيل الضوء الأخضر لدخول غزة. وأضاف "إذا توقفت (الشاحنات) هناك عشر 10 ساعات، للتحميل والانتظار، فسيكون لديك عندها 10 آلاف شخص يتزاحمون في الخارج". وتسيطر إسرائيل على جميع مداخل غزة، وتقول إنها تسمح بدخول مساعدات غذائية كافية إلى القطاع، حيث تخوض حربا مع حركة حماس منذ ما يقرب من 22 شهراً. وتتهم حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة. وتقول الأمم المتحدة إنها لم تر أدلة على تحويل حماس لمسار المساعدات بشكل جماعي في غزة. وقال مصدر أردني رسمي إن الأردن والإمارات أسقطتا 25 طناً من المساعدات بالمظلات على قطاع غزة أمس الأحد في أول عملية إنزال جوي لهما منذ أشهر، مضيفاً أن عمليات إنزال من هذا القبيل ليست بديلاً عن التسليم البري. وقال سميث إن إسقاط المساعدات جواً أمر "رمزي تماماً في أحسن الأحوال". واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، عندما شن مقاتلو حماس هجوماً مباغتا على بلدات إسرائيلية تحيط بالقطاع، تشير بيانات إسرائيلية إلى أنه أفضى إلى مقتل 1200 شخص واقتياد نحو 250 رهينة إلى القطاع. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن نحو 60 ألف فلسطيني لقوا حتفهم منذ ذلك الحين في العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.

الرقابة على مربي المواشي
الرقابة على مربي المواشي

الوطن

timeمنذ 10 ساعات

  • الوطن

الرقابة على مربي المواشي

تربية المواشي ركيزة أساسية في الأمن الغذائي والاقتصاد الزراعي لأي دولة، وهي في الوقت ذاته ميدان حساس، يتطلب قدرًا عاليًا من الرقابة والتنظيم، نظرًا لتداخلها المباشر مع صحة الإنسان وسلامة البيئة، ومع تطور أساليب الإنتاج واتساع رقعة الطلب، بدأت تظهر ممارسات غير مشروعة بين بعض مربيي المواشي، أبرزها استخدام الكيمياويات والهرمونات الصناعية بهدف تسريع النمو وزيادة الوزن بصورة غير طبيعية، بما يخالف المعايير الصحية والشرعية على حد سواء. هنا تبرز أهمية الرقابة المؤسسية على قطاع تربية المواشي، لا باعتباره إجراءً عقابيًا، بل كضرورة وطنية تحمي صحة المجتمع، وتحفظ الثقة في المنتجات الحيوانية المحلية، فالمواد الكيميائية التي تُحقن بها بعض المواشي سواء كانت منشطات نمو، أو مضادات حيوية تستخدم بشكل عشوائي، أو مركبات هرمونية محظورة قد تخلّف آثارًا تراكمية خطيرة على صحة المستهلكين، وتُضعف المناعة، بل قد تتسبب في أمراض مزمنة يصعب تتبع أسبابها الظاهرة. ولعل التجربة الأوروبية تمثل نموذجًا رائدًا في هذا المجال، إذ أنشأ الاتحاد الأوروبي منظومة صارمة تُعرف بـ«نظام تتبع المنتجات الحيوانية»، والذي يفرض على كل مربي تسجيل بيانات الحيوان منذ ولادته، بما في ذلك ما يتناوله من أعلاف، وأي علاج يتلقاه، والجهات البيطرية التي تشرف عليه. كما يُمنع استخدام أي مادة غير مصرح بها، وتُفرض غرامات باهظة تصل إلى سحب التراخيص في حال ثبتت المخالفة. أما في كندا، فقد تم تطوير آلية تسمى «الرقابة من المزرعة إلى المائدة»، حيث تُراقب سلسلة الإنتاج بالكامل من نقطة التربية وحتى وصول المنتج إلى المستهلك، عبر مختبرات حكومية وتحاليل دورية عشوائية. في السعودية، ومع اتساع حركة تربية المواشي في مناطق مختلفة، من الضروري أن تتكامل الجهود بين الجهات البيطرية، والهيئة العامة للغذاء والدواء، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، لسن تشريعات واضحة تنظم استخدام المواد الكيميائية، وتفرض التسجيل الإجباري لجميع المواشي في منصة إلكترونية موحدة، وتلزم الموردين بترقيم المواشي وتتبع سجلها الصحي والتغذوي. إن خطورة الأمر لا تكمن فقط في التضرر المباشر للمستهلك، بل أيضًا في تراجع ثقة السوق المحلي والدولي في المنتجات الوطنية، ما يؤدي إلى أثار اقتصادية سلبية قد تمتد لسنوات، لذلك فإن الرهان الحقيقي لا يكمن فقط في الرقابة، بل في نشر الوعي بين المربين أنفسهم بأن الغش في هذا القطاع ليس ذكاءً تجاريًا، بل خيانة وطنية، وأن الممارسات الصحية المستدامة هي ما تصنع سمعة السوق وتجذب الدعم الحكومي والطلب العالمي. وفي النهاية، بناء منظومة رقابية فعّالة لا يقوم فقط على القوانين، بل على ثقافة احترام صحة المستهلك، وتقدير الأمانة المهنية، والاعتراف بأن الثروة الحيوانية لا تقدر فقط بعدد رؤوسها، بل بسلامتها وجودتها وأثرها الإيجابي في صحة الإنسان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store