
دراسة: الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات قد تسبب الاكتئاب
كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة مثيرة للقلق بين اتباع الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية، وزيادة خطر ظهور أعراض الاكتئاب.
وتشير النتائج إلى أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن قد يكونون أكثر عرضة للتأثر السلبي لهذه الأنظمة الغذائية.
تعتمد الدراسة، المنشورة في دورية الجمعية الطبية البريطانية (The BMJ)، على تحليل بيانات 28 ألفاً و525 مشاركاً بالغاً من المسح الوطني الأميركي لفحص الصحة والتغذية خلال الفترة من 2007 إلى 2018، إذ تم تقييم شدة أعراض الاكتئاب باستخدام استبيان الصحة للمريض.
النظام الغذائي والاكتئاب
من المعروف أن النظام الغذائي، الغني بالأطعمة غير المصنعة، والفواكه والخضروات الطازجة، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والبذور، والبروتينات الخالية من الدهون، والأسماك، يرتبط عموماً بانخفاض خطر الاكتئاب.
في المقابل، يرتبط النظام الغذائي "غير الصحي" الذي تهيمن عليه الأطعمة فائقة المعالجة، والكربوهيدرات المكررة، والدهون المشبعة، واللحوم المصنعة، والحلويات، بزيادة خطر الاكتئاب.
ومع ذلك، يتبع العديد من الأشخاص أنظمة غذائية مختلفة لأسباب صحية أو طبية، بما في ذلك تلك التي تقيد السعرات الحرارية أو مغذيات معينة، ولم يكن واضحاً ما إذا كانت هذه الأنماط الغذائية الأخرى قد ترتبط بخطر أعراض الاكتئاب.
من بين المشاركين في الدراسة، أبلغ 2,508 أشخاص، ما يقرب من 8%، عن أعراض اكتئابية. وتم تصنيف المشاركين حسب مؤشر كتلة الجسم إلى 7,995 مشاركاً، 29%، بوزن صحي، و9,470 مشاركاً، 33%، يعانون من زيادة الوزن، و11,060 مشاركاً، 38%، يعانون من السمنة.
عندما سُئل المشاركون عما إذا كانوا يتبعون أي نظام غذائي معين إما لفقدان الوزن، أو لأسباب صحية أخرى، أجاب معظم المشاركين (25,009 أشخاص، 87%) بأنهم لا يتبعون أي نظام غذائي محدد، بينما اتبع 2,026 (8%) نظاماً غذائياً مقيد السعرات الحرارية، و859 (3%) نظاماً غذائياً مقيد المغذيات، و631 (2%) نمطاً غذائياً معتمداً (مثل الحمية المخصصة لمرضى السكري).
اختلافات حسب الجنس
كشفت النتائج أن درجات استبيان الاكتئاب كانت أعلى بمقدار 0.29 نقطة لدى أولئك الذين يتبعون أنظمة غذائية مقيدة السعرات الحرارية مقارنة بأولئك الذين لا يتبعون أي نظام غذائي محدد.
وكانت الدرجات أعلى بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، والذين يتبعون نظاماً غذائياً مقيد السعرات الحرارية، إذ كانت درجات الاستبيان أعلى بمقدار 0.46 نقطة، بينما ارتبط النظام الغذائي المقيد للمغذيات بزيادة 0.61 نقطة في درجات الاستبيان.
كما ارتبطت الأنظمة الغذائية المقيدة بالسعرات الحرارية بارتفاع درجات الأعراض المعرفية-الانفعالية، وهي مقياس للعلاقة بين الأفكار والمشاعر، بينما ارتبطت الأنظمة الغذائية المقيدة بالمغذيات بارتفاع درجات الأعراض الجسدية مثل الضيق المفرط والقلق بشأن الأعراض الجسدية.
أظهرت النتائج أيضاً اختلافات حسب الجنس؛ إذ ارتبط النظام الغذائي المقيد بالمغذيات بارتفاع درجات الأعراض المعرفية والانفعالية لدى الرجال أكثر من النساء اللواتي لا يتبعن أي نظام غذائي، بينما ارتبطت جميع الأنواع الثلاثة من الأنظمة الغذائية بارتفاع درجات الأعراض الجسدية لدى الرجال.
وكان لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، ويتبعون نمطاً غذائياً معتمداً درجات أعلى في الأعراض المعرفية والانفعالية والجسدية، مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بوزن صحي ولا يتبعون أي نظام غذائي.
فيما يتعلق بالفروق بين الجنسين، يشير الباحثون إلى أن الجلوكوز وأحماض أوميجا 3 الدهنية ضرورية لصحة الدماغ، وقد تؤدي الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، أو الدهون نظرياً إلى تفاقم وظائف الدماغ، وتزيد من حدة الأعراض المعرفية-الانفعالية، خاصة لدى الرجال الذين لديهم احتياجات غذائية أكبر.
استنتاجات غير قاطعة
ويقول الباحثون إن هذه الدراسة قائمة على الملاحظة، وبالتالي لا يمكن استخلاص استنتاجات قاطعة حول السببية، كما أن المشاركين قد لا يكونون قد صنفوا أنظمتهم الغذائية بدقة.
وتتعارض هذه النتائج مع نتائج الدراسات المنشورة سابقاً التي تشير إلى أن الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية تحسن أعراض الاكتئاب.
ويوضح الباحثون أن هذا التناقض قد ينشأ لأن الدراسات السابقة كانت في المقام الأول تجارب عشوائية محكومة، إذ التزم المشاركون بأنظمة غذائية مصممة بعناية لضمان تناول متوازن للمغذيات.
وغالباً ما تؤدي الأنظمة الغذائية المقيدة بالسعرات الحرارية في الحياة الواقعية والسمنة إلى نقص في المغذيات خاصة البروتين، والفيتامينات الأساسية، والمعادن، وتسبب الإجهاد الفسيولوجي، مما قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب بما في ذلك الأعراض المعرفية-الانفعالية.
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، سومانترا راي، المدير التنفيذي للمعهد العالمي للغذاء والتغذية والصحة، إن الدراسة تضيف الكثير إلى الأدلة الناشئة التي تربط بين الأنماط الغذائية والصحة العقلية، مما يثير أسئلة مهمة حول ما إذا كانت الأنظمة الغذائية المقيدة المفتقرة إلى المغذيات التي تعد مفيدة للصحة الإدراكية، مثل أحماض أوميجا 3 الدهنية وفيتامين B12، قد تسبب أعراض الاكتئاب.
وأشار راي إلى أن "حجم التأثير صغير، مع وجود قيود إحصائية إضافية تحد من تعميم النتائج. فهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات المصممة جيداً والتي تلتقط بدقة تناول الغذاء، وتقلل من تأثير الصدفة والعوامل المربكة لمواصلة هذا الخط المهم من البحث".
وتؤكد النتائج على ضرورة توخي الحذر عند اتباع الأنظمة الغذائية المقيدة، خاصة بالنسبة للرجال والأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
ويقول الباحثون إنه قد يكون من المفيد استشارة أخصائيي التغذية والأطباء قبل الشروع في أي نظام غذائي مقيد، للتأكد من أنه يوفر جميع العناصر الغذائية الضرورية للصحة الجسدية والعقلية.
كما تؤكد الدراسة على أهمية النظر في الجوانب النفسية والفسيولوجية عند تصميم برامج فقدان الوزن، بدلاً من التركيز فقط على تقليل السعرات الحرارية، أو المغذيات المعينة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
ذخيرة دقيقة التوجيه تُغرق السفن.. الجيش الأميركي يختبر صاروخ QUICKSINK
انتهى سلاح الجو الأميركي، من اختبار نسخة جديدة خفيفة الوزن من سلاحه البحري الهجومي QUICKSINK. وفي اختبار بميدان اختبار الخليج بقاعدة إيجلين الجوية، أطلقت القاذفة الشبحية الأميركية من طراز B-2 Spirit نسخةً تزن 500 رطل من ذخيرة QUICKSINK الدقيقة، ما يؤكد مرونة هذا السلاح ويوسع نطاق الأدوات الاستراتيجية المتاحة لقادة المقاتلين الأمريكيين، بحسب موقع Army Recognition. وأكد هذا الاختبار الأخير دمج ذخائر الضرب البحرية QUICKSINK مع القاذفات الشبحية الاستراتيجية، ما يُعزز بشكل كبير قدرة القوات الجوية على تحييد السفن السطحية بسرعة وبتكلفة اقتصادية. وبخلاف النسخة التي يبلغ وزنها 2000 رطل والتي سبق نشرها خلال مناورات حافة المحيط الهادئ (RIMPAC) عام 2024، توفر النسخة التي يبلغ وزنها 500 رطل خيار ضربة أكثر مرونة وقابلية للتطوير للعمليات عبر مناطق بحرية شاسعة. ويُظهر استخدام B-2، وهي القاذفة الشبحية بعيدة المدى الوحيدة العاملة في العالم، عزم القوات الجوية على الاستفادة من منصاتها منخفضة الرصد في العمليات المضادة للسفن عالية المخاطر مع تقليل وزن حمولة الذخيرة. ويعرف QUICKSINK، اختصاراً بعبارة "رد الفعل الحركي السريع لهزيمة السفن"، وهو مفهوم ذخيرة دقيقة التوجيه تُطلق جواً، وهو تطوير للقنابل التقليدية، وخاصةً ذخيرة الهجوم المباشر المشترك GBU-31 (JDAM)، إلى أسلحة مضادة للسفن عالية الفعالية، قادرة على تحييد السفن السطحية بدقة متناهية. ومن خلال تعديل ذخيرة JDAM قياسية ببرنامج توجيه مُخصص وخوارزميات استهداف بحري، يُمكن لهذا السلاح تحديد موقع سفينة متحركة وتتبعها وضربها بدقة متناهية. ويُحاكي هذا السلاح دور الطوربيد، ولكنه يُطلق جواً، ما يُوفر سرعة في إطلاق الضربات ومدى عمليات أوسع دون الحاجة إلى منصات بحرية. وتوفر هذه القدرة المبتكرة استجابة سريعة للتهديدات البحرية عبر مساحات شاسعة من المحيطات، ما يعزز بشكل كبير قدرة الردع البحري للقوات الجوية الأميركية وعملياتها. ويُلبي تطوير النسخة التي يبلغ وزنها 500 رطل الطلب المتزايد على تأثيرات قابلة للتطوير، ويعزز كفاءة الطلعات الجوية في الحروب البحرية الحديثة. ومن خلال تقليل حجم ووزن الذخيرة، يزيد سلاح الجو الأميركي بشكل فعال من سعة حمولة طائرات الهجوم، ما يُمكّن منصة واحدة من التعامل مع أهداف متعددة خلال مهمة واحدة، وهو أمر بالغ الأهمية في سيناريوهات الحشد أو التشبع التي تُلاحظ بشكل متزايد في الصراعات المحتملة بين القوات المتقاربة. وتُعدُّ قاذفة B-2 Spirit، التي بنتها شركة Northrop Grumman، قاذفة استراتيجية بعيدة المدى وعالية الأداء، مصممة لاختراق الدفاعات الجوية الكثيفة. وتجعلها خصائصها الشبحية، وإلكترونياتها المتطورة، وقدرتها على التحمل الطويلة منصة مثالية لإطلاق ذخائر دقيقة في البيئات المتنازع عليها. وبفضل قدرتها على قطع مسافات عابرة للقارات دون الحاجة للتزود بالوقود، ونشر حمولات نووية وتقليدية، تُمثل B-2 حجر الزاوية في قدرة الضربة العالمية الأميركية. ومن خلال دمج هذه الطائرة مع أسلحة هجومية بحرية متطورة مثل QUICKSINK، يُوسِّع سلاح الجو الأميركي نطاقه البحري ونطاق استجابته للتهديدات بشكل كبير. وبالإضافة إلى قاذفة B-2، توفر الطبيعة المعيارية لمجموعة توجيه QUICKSINK التوافق مع منصات أخرى تابعة للقوات الجوية والبحرية، مثل F-15E Strik Eagle وF-35، وحتى الطائرات دون طيار مستقبلاً. ويدعم هذا التنوع إطار العمليات المشتركة لجميع المجالات (JADO)، ويُعد التكامل متعدد المنصات ومتعدد الخدمات أساسيًا للفوز في النزاعات المستقبلية. كما يتيح خيارات استجابة سريعة ومتكيفة في كل من المحيطات المفتوحة والبيئات الساحلية، وهو أمر بالغ الأهمية لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المحيط الهادئ ومسارح العمليات العالمية الأخرى. وأكد قائد الجناح الثالث والخمسين في الجيش الأميركي، دان ليهوسكي، على الفوائد التشغيلية، قائلاً إن نظام QUICKSINK يُضيف خيارات للمقاتل ويُعزز المرونة التشغيلية. وسلط قائد مديرية الذخائر في مختبر أبحاث القوات الجوية الأميركية، ماثيو كاسبرز، الضوء على الجدول الزمني للابتكار، واصفاً صاروخ QUCIKSINK بأنه ثمرة مبادرة نموذجية مشتركة سريعة صُممت لإنتاج وسيلة ميسورة التكلفة لمواجهة التهديدات البحرية. ومع دمج منصة توصيل خفية، يُمثل صاروخ QUICKSINK، الذي يبلغ وزنه 500 رطل، نقلة نوعية في مجال القوة الفتاكة الفعالة من حيث التكلفة، والتي تدعم مهام الردع دون المساس بقدرة البقاء أو المدى الاستراتيجي. ويكتسب هذا التطور أهمية خاصة مع استثمار القوى البحرية العالمية في العمليات البحرية الموزعة ونشرها المتزايد للسفن السطحية المتنقلة والمسلحة بكثافة. ويوفر نظام QUICKSINK للولايات المتحدة طريقة سريعة ودقيقة ومنخفضة التكلفة نسبياً لحرمان سفن العدو من حرية الحركة. وعلى عكس الطوربيدات باهظة الثمن التي تُطلق من السفن أو الصواريخ المضادة للسفن بعيدة المدى، يستفيد نظام QUICKSINK من هياكل الطائرات والبنية التحتية للذخائر الحالية لتوليد تأثيرات مضادة للسفن مع تعديلات محدودة وقابلية استثنائية للتوسع. ومع تزايد تحول التوترات الجيوسياسية نحو المجالات البحرية، يُظهر استثمار القوات الجوية الأميركية المستمر في الذخائر المضادة للسفن سريعة الانتشار والقابلة للتطوير نهجاً استباقياً لتأمين الممرات البحرية وإبراز القوة الجوية. ويُعزز هذا التطور الأخير لنظام QUICKSINK الالتزام الأميركي بالهيمنة البحرية من خلال الابتكار التكنولوجي والتكامل عبر المنصات. وستكون القدرة على تكييف الذخائر القياسية لأدوار جديدة سمة مميزة للحرب المستقبلية، ويُمثل نظام QUICKSINK مثالاً بارزاً على هذه الاستراتيجية عملياً.


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
مستشارون سابقون استخدموا نظام توقيع آلياًترمب يعيد «الحالة العقلية» لبايدن إلى الواجهة
استدعى جمهوريون في مجلس النواب طبيب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الشخصي كيفن أوكونور، كجزء من تحقيقهم حول صحته. فبينما يكثّف رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب جيمس كومر (جمهوري من كنتاكي)، التحقيق بعد ظهور معلومات جديدة حول التدهور المعرفي للرئيس الأميركي السابق، طلب شهادة من تسعة من مساعدي بايدن السابقين، بما في ذلك نيرا تاندن، وأنيتا دان، ورون كلاين، إضافة إلى طبيبه أوكونور. وأكد كومر أنه يحقق فيما إذا كان طبيب بايدن ساهم في جهد لإخفاء مدى لياقة الرئيس السابق بايدن للخدمة عن الشعب الأميركي. كما وصف رئيس اللجنة هذه الادعاءات بأنها "غير لائقة وغير شرعية"، وقال: إن إرسال أسئلة مكتوبة لن يلبي احتياجات اللجنة الإشرافية والتشريعية المشروعة، وفقاً لموقع "أكسيوس". أتى ذلك بعدما اتخذت لجنة الرقابة في مجلس النواب بقيادة الجمهوريين، أمس، خطوتها الأولى في تحقيقها الجديد حول تعامل البيت الأبيض مع صحة الرئيس السابق بايدن. وجاء هذا وسط التركيز المتجدد على عمر بايدن وملاءمته للمنصب بعد تشخيص إصابته بالسرطان وإصدار "الخطيئة الأصلية"، وهو كتاب جديد من تأليف أليكس تومسون وجيك تابر، وكشف بعض التفاصيل. يشار إلى أن الجمهوريين في مجلس النواب يقومون بتوسيع نطاق تحقيقاتهم في صحة الرئيس بايدن من خلال مجموعة جديدة من الطلبات لمقابلة كبار مساعدي البيت الأبيض، بما في ذلك رئيس الأركان السابق رون كلاين والمستشارة البارزة أنيتا دان. وكان كومر أكد أن كلاين ودون والمساعدين الآخرين الذين يسعى للحصول على شهادتهم، شكلوا الدائرة الداخلية للرئيس السابق. جاءت كل هذه الخطوات بعدما أعلن فريق بايدن مؤخراً إصابته بسرطان البروستات بمرحلة متقدمة، ما أثار العديد من التكهنات حول إمكانية إصابته بالمرض خلال فترته الرئاسية وتكتم إدارته عن الأمر. مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب لفتح تحقيق بشأن مؤامرة مفترضة حاكها محيطون ببايدن للتستّر على حالته العقلية والاستيلاء على صلاحياته. إلى ذلك، أعاد هذا المشهد العديد من الانتقادات التي وجهت للرئيس السابق حول قدراته الذهنية خلال السنوات الأخيرة من فترة حكمه. ممارسة صلاحيات الرئيس يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمر بفتح تحقيق للاشتباه بأنّ مستشارين لسلفه جو بايدن "تآمروا" للتستّر على "الحالة العقلية" للرئيس الديموقراطي والاستيلاء على صلاحياته، في خطوة سارع الأخير للتنديد بها وتسخيفها. وقالت الرئاسة الأميركية في بيان: إنّ ترمب كلّف محامي البيت الأبيض "التحقيق، ضمن حدود القانون، بشأن ما إذا كان بعض الأفراد قد تآمروا للكذب على الرأي العام بشأن الحالة العقلية لبايدن، وممارسة صلاحيات الرئيس ومسؤولياته خلافاً للدستور". وشدّد ترمب على أنّه "يتّضح بشكل متزايد أنّ مستشارين سابقين للرئيس بايدن استولوا على سلطة التوقيع الرئاسية من خلال استخدام نظام توقيع آلي". وأضاف أنّ "هذه المؤامرة تُمثّل واحدة من أخطر الفضائح وأكثرها إثارة للقلق في التاريخ الأميركي". واعتبر الرئيس الجمهوري أنّ مثل هكذا أفعال، إذا ما ثبتت صحّتها، "ستؤثر على قانونية وصحة العديد من القرارات" التي صدرت بتوقيع سلفه الديموقراطي. وبالنسبة لترمب فإنّ التحقيق الذي أمر بإجرائه ينبغي أن يحدّد أيضاً "الوثائق التي استُخدم فيها التوقيع الآلي"، وبخاصة قرارات العفو والأوامر التنفيذية. لكنّ ردّ بايدن لم يتأخّر، إذ سارع الرئيس السابق إلى التنديد بقرار سلفه، معتبراً المزاعم والاتهامات التي ساقها "سخيفة وكاذبة". وقال بايدن في بيان تلقّته وكالة فرانس برس "دعوني أوضح: أنا من اتّخذ القرارات خلال رئاستي. أنا من اتّخذ القرارات المتعلقة بالعفو والأوامر التنفيذية والتشريعات والإعلانات. أيُّ تلميح إلى أنّني لم أفعل ذلك هو أمر سخيف وكاذب".


الشرق السعودية
منذ 8 ساعات
- الشرق السعودية
3 أوامر تنفيذية.. ترمب يسعى لتعزيز تكنولوجيا المسيرات
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب وقع، الجمعة، 3 أوامر تنفيذية لتعزيز الهيمنة الأميركية في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، وإحياء الطيران التجاري الأسرع من الصوت. وأضاف أن الأمر التنفيذي الأول يتيح تشغيل الطائرات المسيّرة خارج نطاق الرؤية المباشرة بشكل روتيني، ويُعزز أمن المجال الجوي من خلال مواجهة التهديدات المرتبطة بالطائرات المسيّرة، ويشجّع استخدام النظم المصنّعة داخل الولايات المتحدة. فيما يركز الأمر التنفيذي الثاني على مكافحة التهديدات الناتجة عن الطائرات المسيّرة، ويتضمن إنشاء فريق عمل فيدرالي وتوسيع قدرات الدفاع المضاد للطائرات المسيّرة، بحسب البيت الأبيض. ويُلغي الأمر التنفيذي الثالث اللوائح القديمة التي كبّلت صناعة الطيران التجاري الأسرع من الصوت، ويوجّه إدارة الطيران الفيدرالية بوضع معايير حديثة لاعتماد مستوى الضوضاء للطائرات الأسرع من الصوت، إلى جانب تنسيق الأبحاث والابتكارات في هذا المجال بالتعاون مع مكتب البيت الأبيض لسياسات العلوم والتكنولوجيا. وأكد مايكل كراتسيوس، مساعد الرئيس ومدير مكتب البيت الأبيض لسياسات العلوم والتكنولوجيا، في اتصال مع الصحافيين حضرته "الشرق"، أن الأوامر التنفيذية الـ3 ستُسرّع من وتيرة الابتكار الأميركي في مجالات الطائرات المسيّرة، والطائرات الأسرع من الصوت، مشيراً إلى أن هذه الخطوة "ستُحدد ملامح مستقبل الأجواء الأميركية لسنوات قادمة". وفي ما يتعلق بالطيران الأسرع من الصوت، أوضح كراتسيوس أن الولايات المتحدة كانت سابقاً رائدة في هذا المجال، لكن التقدّم توقف لعقود بسبب لوائح تنظيمية مقيّدة. وأشار إلى أن الواقع قد تغير اليوم بفضل التقدّم في هندسة الطيران، وعلوم المواد، وتقنيات خفض الضوضاء، ما يجعل الطيران التجاري بسرعات تفوق سرعة الصوت ليس فقط ممكناً، بل آمناً، ومستداماً، ومجدياً من الناحية التجارية. وبحسب كراتسيوس ، فإن هذا الأمر التنفيذي الثالث يُلغي القيود التنظيمية القديمة التي كانت تعرقل تطوّر هذا القطاع، ويوجّه إدارة الطيران الفيدرالية بوضع معيار جديد لشهادات الضوضاء الخاصة بالطائرات الأسرع من الصوت، أي تحديد مستوى الضوضاء المسموح به لهذه الطائرات كشرط أساسي لترخيصها وتشغيلها تجارياً. وتابع: "كما يُعزّز التنسيق البحثي عبر مكتب البيت الأبيض لسياسات العلوم والتكنولوجيا، ويوجّه الوكالات الفيدرالية للعمل على مواءمة التنظيمات العالمية عبر الاتفاقيات الثنائية لتسهيل تشغيل هذا النوع من الرحلات دولياً". 180 يوماً لرفع القيود وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض خلال اتصال مع الصحافيين، حضرته "الشرق"، إن "السوق موجودة، والتكنولوجيا أصبحت جاهزة، والشركات الأميركية بدأت فعلياً بتوقيع عقود حكومية واتفاقيات مع شركات طيران كبرى لشراء طائرات أسرع من الصوت"، مؤكداً أن هذه الخطوة تعكس التزام الرئيس ترمب بضمان تفوّق الولايات المتحدة في مجالات التكنولوجيا الناشئة. وأوضح المسؤول أن "الأمر التنفيذي يوجّه مدير إدارة الطيران الفيدراليةباتخاذ الخطوات اللازمة، بما في ذلك من خلال إصدار لوائح تنظيمية، لإلغاء الحظر المفروض على الرحلات التجارية الأسرع من الصوت، وهو منصوص عليه حالياً في لوائح قانونية ضمن مدونة اللوائح الفيدرالية، وذلك خلال مهلة لا تتجاوز 180 يوماً". وأضاف أن "الهدف من ذلك هو استبدال معيار السرعة القصوى المعمول به حالياً بمعيار مؤقت يتعلق بمستوى الضوضاء، إلى حين إتمام عملية تنظيمية أطول تُفضي إلى إصدار قاعدة نهائية، وذلك عبر إشعار رسمي ببدء وضع القاعدة". واعتبر المسؤول أن هذا المسار التنظيمي سيعتمد على نتائج البحث والتطوير والاختبارات والتقييم، وسيتم تنسيقه من خلال البيت الأبيض، عبر المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا، بمشاركة العديد من برامج البحث والتطوير الجارية حالياً ضمن وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، ووزارة الدفاع، وجهات فيدرالية أخرى. هيمنة الطائرات المسيرة وبالإضافة إلى ملف الطيران الأسرع من الصوت، تشمل الأوامر التنفيذية الأخرى ملفات الطائرات المسيّرة والسيارات الطائرة، إذ تهدف إلى تسريع العمليات التجارية للطائرات المسيّرة التي تعمل خارج نطاق الرؤية المباشرة، والبدء باختبارات السيارات الطائرة، وتعزيز تصدير الطائرات المسيّرة المصنّعة في الولايات المتحدة، وتوطين سلسلة التوريد الخاصة بها لتقليل الاعتماد على الأنظمة الأجنبية. وأشار كراتسيوس إلى أن الأمر التنفيذي المتعلق بالطائرات المسيّرة "سيسمح باستخدامها في قطاعات حيوية مثل البنى التحتية (خطوط الكهرباء والسكك الحديدية)، والاستجابة للطوارئ (مثل رصد حرائق الغابات)، ونقل البضائع والمستلزمات الطبية لمسافات طويلة". وتشمل الإجراءات أيضاً إطلاق برنامج تجريبي لتطوير واختبار السيارات الطائرة في الولايات المتحدة هذا العام، وهو ما وصفه كراتسيوس بأنه "ليس خيالاً من مسلسل الكارتون جيتسونز، بل مستقبل قريب للشعب الأميركي". وقال سيباستيان جوركا، نائب مساعد الرئيس ومدير مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن القومي الأميركي، إن الرئيس ترمب أمر بتشكيل فريق عمل فيدرالي لتحديث الأطر التنظيمية والتقنية الخاصة بالطائرات المسيّرة، والتصدي للتهديدات الإرهابية والإجرامية المرتبطة بها، خاصة مع اقتراب استضافة الولايات المتحدة لبطولات كبرى مثل كأس العالم لكرة القدم. وأوضح جوركا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي سيُطلق برنامج تدريب للسلطات الأمنية على المستويات المحلية والولائية، بهدف تمكينها من التعامل مع التهديدات الجوية، كما سيتم تشديد تطبيق القوانين القائمة لمحاسبة المخالفين، سواء كانوا فاعلين متعمّدين أو غير مدركين لمخاطر استخدام الطائرات المسيّرة فوق مواقع حساسة. وأضاف أن الأمر التنفيذي يفتح أيضاً المجال أمام الولايات والسلطات المحلية للحصول على منح فيدرالية لشراء طائرات مسيّرة أميركية الصنع لاستخدامها في خدمات الطوارئ، مؤكداً أن "الطائرات المسيّرة أنقذت أرواحاً في الولايات المتحدة، لكن إدارة أوباما منعت استخدام المنح لهذا الغرض، وهذا تغيّر اليوم". واختتم جوركا حديثه بالقول إن هذه الحزمة من الأوامر التنفيذية تعكس رؤية متكاملة للرئيس ترمب تقوم على تمكين الابتكار الأميركي، وتعزيز السيادة، وحماية الأمن القومي، مؤكداً أن "اليوم هو نقطة تحوّل، وكل شيء سيتغيّر نحو الأفضل".