
كلام لودريان للبنانيين نسفته الحرب الإسرائيلية الايرانية
لم يكد الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ينهي زيارته للبنان حتى اشتعلت الجبهات بين إسرائيل وايران، فذهب كلامه الذي قاله للمسؤولين اللبنانيين أدراج الرياح. فما كان قوله صالحًا قبل الضربة الإسرائيلية لم يعد كذلك بعده، ولكن لا ضرر بالتذكير بما حمله معه إلى اللبنانيين من نصائح، خصوصًا أنهم لا يزالون يتذكرّون مقولته الشهيرة في أولى زيارته المكوكية للبنان عندما قال لهم إن لم تساعدوا أنفسكم فلن يساعدكم أحد. ومنذ تاريخ هذه المقولة الشهيرة حتى اليوم لم يقرّر اللبنانيون أن يساعدوا أنفسهم، وهم بالطبع لا يتوقّعون في هذه الحال أن يساعدهم الآخرون، خصوصًا أن لكل من هؤلاء مصالحه الخاصة واهتماماته وانشغالاته ومشاكله، وهم غير مستعدّين لأن يبذلوا أكثر مما سبق لهم أن قدّموه للشعب اللبناني لكي يستطيع أن يتخطّى أزماته الكثيرة والشائكة، وأن يقّلع شوكه بيديه العاريتين.
]]>
فهل قرّر اللبنانيون مساعدة أنفسهم قبل أن يطلبوا أي مساعدة ممكنة من الآخرين، أيًّا تكن هوية هؤلاء الآخرين، وهل هم على استعداد لأن يقّلعوا شوكهم بأيديهم، وهل هم مؤهلين لأن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، ويحسنوا إدارة شؤونهم الداخلية بالطريقة، التي تمكّنهم من الوصول إلى حيث يجب أن يصلوا في نهاية المطاف؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير من الأسئلة على جميع اللبنانيين أن يجيبوا عنها، خصوصًا أن الذرائع القديمة التي كانوا يلجأون إليها بالأمس القريب قد أصبحت في خبر كان. فهم غير قادرين اليوم على التحجّج بالفراغ الرئاسي لتبرير تقاعسهم وفشلهم، وقد أصبح لديهم رئيس جديد للجمهورية وحكومة كاملة المواصفات، أقّله في الشكل. فما كان مبرّرًا بالأمس القريب لم يعد كذلك اليوم. فالذرائع الواهية قد سقطت ولم يعد لها وجود. فإذا لم يساعدوا أنفسهم للخروج من الهوّة السحيقة فإنهم سيبقون قابعين فيها طويلًا. وإذا كانوا متّكلين على أن مَن مدّ لهم في الماضي يد المساعدة وانتشلهم من أزماتهم سيبادر مرّة جديدة فهم واهمون وغير واقعيين. فللآخرين همومهم ومشاكلهم، وهم بالكاد قادرون على حلّها قبل أن يبادروا لمساعدة الآخرين على حلّ ما لديهم من أزمات ومشاكل.
فأزمات لبنان لا تُعدّ ولا تحصى. تبدأ بجدلية ربط تسليم سلاح 'حزب الله' بالانسحاب الإسرائيلي الكامل وغير المشروط من كل الأراضي اللبنانية، ولا تنتهي بتعيين ناطور أو حاجب، ناهيك عن تلكؤ الحكومة ومجلس النواب عن القيام بما يطالبهما به المجتمع الدولي بالنسبة إلى الإصلاحات السياسية والمالية والإدارية.
وهذا ما جاء من أجله لودريان هذه المرّة. جاء ليقول للمسؤولين ما قاله سابقًا للبنانيين: ساعدوا أنفسكم قبل أن تطلبوا مساعدة الآخرين. وإذا لم تساعدوا أنفسكم فلن يساعدكم أحد.
بهذه الصراحة كلمّهم لودريان، وهو المعروف عنه أنه عندما يريد أن يقول شيئًا فهو يسمّي الأشياء بأسمائها من دون لفّ أو دوران، وهو عادة لا يلبس قفازات مخملية مصنوعة في فرنسا عندما يريد أن يوصل الرسالة، التي من أجلها كانت زيارته للبنان هذه المرّة.
في هذه الزيارة بدا الموفد الرئاسي الفرنسي أكثر حسماً وحزماً، وهو الذي يحمل في جعبته رسائل واضحة وصريحة من 'الإليزيه'. لا مكان فيها للغموض الديبلوماسي ولا للتأجيل الذي أنهك الدولة اللبنانية. فهو لم يأتِ ليستمع هذه المرّة، خصوصًا أنه أصبح خبيرًا بالشؤون اللبنانية ربما أكثر من أي مسؤول. فهو يعرف 'البير وغطاه'، ويعرف كل شاردة وواردة من ألفها حتى يأيها. لم يأتِ مستمعًا هذه المرة، بل ناقلاً لشروط ومن ضمن مهلة محدّدة، على رأسها: ربط أي دعم دولي بإقرار حزمة إصلاحات مالية ونقدية عاجلة، تشمل قوانين الكابيتال كونترول، إعادة هيكلة القطاع المصرفي، والموازنة. فالرسالة الفرنسية صريحة وواضحة:
-لا مؤتمر دوليًا لدعم لبنان في باريس هذا الخريف إن لم تتحرك بيروت فورًا.
– لا سلاح خارج الدولة… ولا دعم بلا سيادة.
فأبرز ما ميّز زيارة لودريان هذه المرّة هو إدخال ملف 'السلاح غير الشرعي' ضمن سلّة النقاش الاقتصاد. فباريس، وللمرة الأولى، تكون بهذا الوضوح والصراحة بعدما فهمت مقاصد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالنسبة إلى مستقبل المنطقة. فقد ربطت دعم إعادة الإعمار بوجود خطة زمنية جدية لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، خصوصًا في الجنوب.
هذا التحوّل يعكس تبدلًا في المزاج الفرنسي من التغاضي السياسي إلى التعامل المشروط بالأمن والسيادة، وهو ما ظهر أيضًا في لقاء لودريان مع قيادات 'حزب الله' بالنسبة إلى وجوب احترام القرار 1701.
وبالطبع لم يغب موضوع التمديد لقوات 'اليونيفيل' عن محادثات لودريان مع جميع الذين التقاهم، وقد أبلغهم أن باريس مصممة على تمديد المهمة من دون تقليص عدد القوات، ومنع التضييق على حركتها، والضغط على تل أبيب لوقف خروقاتها الجوية.
على ما يبدو فإن فرنسا لم تعد تكتفي بدور الوسيط، بل صارت تمسك بخيوط مشروطة: إصلاح مقابل دعم، أمن مقابل إعادة إعمار، احترام سيادة مقابل تجديد دولي للثقة.
فهل تلتقط القوى السياسية اللبنانية هذه الفرصة، أم تُفَوّت دعمًا دوليًا جديدًا كما فعلت في محطات سابقة، وهل سبق سيف الغارات الإسرائيلية على إيران والردّ الإيراني العذل اللبناني؟
وفي النهاية فإن مسألة تحييد لبنان عن أي صراع خارجي يبقى الأساس في هذه الدوامة، التي يبدو أن ليس من نهاية قريبة لها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 38 دقائق
- المدن
حرب إسرائيل العدوانية والرد الإيراني.. توازن القوى وخيارات طهران
في سياق تصميم إسرائيل على الاستمرار في احتكار السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط، اتخذ الكابينت السياسي والأمني الإسرائيلي، في 9 حزيران/ يونيو 2025، قرارًا بشن الحرب على إيران، بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وفي فجر 13 من الشهر ذاته، أطلقت إسرائيل حربها العدوانية بهدف القضاء على المشروع النووي الإيراني، وبرنامج إيران الصاروخي، وصولًا إلى إضعاف النظام وإسقاطه. وقد ساهمت مجموعة من العوامل في تهيئة الشروط الملائمة لاتخاذ إسرائيل هذا القرار، والحصول على موافقة الإدارة الأميركية في هذا الشأن، وكان أهمها فقدان إيران العديد من عناصر القوة التي كانت لديها، وذلك من خلال حدوث تطورات متسارعة؛ بعضها نتيجة لعملٍ إسرائيلي أو استغلالٍ لوضع ما بعد عملية "طوفان الأقصى"، وأبرزها ما يلي: أولًا، تحييد قوة حزب الله على نحو واضح وحاسم؛ فقد كانت ترسانة الأسلحة التي يمتلكها تشكّل احتياطًا استراتيجيًا لإيران لردع إسرائيل عن مهاجمة منشآت المشروع النووي الإيراني. ثانيًا، فقدان إيران تمركزها العسكري في سورية. ثالثًا، سقوط النظام السوري. رابعًا تحييد إسرائيل قوة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" العسكرية. خامسًا، وصول ترمب إلى رئاسة الولايات المتحدة، الذي كان قد انسحب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018. وقد جاء قرار إسرائيل بشن هذه الحرب في أعقاب حملة طويلة استمرت نحو ثلاثة عقود من التحريض المنهجي ضد إيران ومشروعها النووي. وكانت إسرائيل، في سياق سياستها احتكار السلاح النووي في المنطقة، قد دمرت المفاعل النووي العراقي في عام 1981، والمنشأة النووية في سورية في عام 2007. استعدادات إسرائيل للحرب أعدّت إسرائيل نفسها جيدًا لهذه الحرب على مختلف الصعد؛ فقد استكملت في الأشهر الأخيرة الحصول من إدارة الرئيس ترمب على الذخيرة والأسلحة الضرورية التي تمكّنها من ضرب العمق الإيراني، لا سيما طائرات التزويد بالوقود في الجو. ومنذ أكثر من ثلاثة عقود، شرعت في إعادة هيكلة قواتها المسلحة وبنائها على أسس جديدة، وذلك في أعقاب التحولات التي طرأت على طبيعة الحرب الحديثة، إلى جانب التغير في طبيعة الأعداء الذين تواجههم، بعد التوصل إلى اتفاقيات سلام مع العديد من الدول العربية، التي تخلّى بعضها رسميًا عن الخيار العسكري لاستعادة الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة. وفي هذا السياق، قررت إسرائيل تحويل جيشها إلى "جيش صغير وذكي" بتعبير إيهود باراك، رئيس الأركان ورئيس الوزراء السابق، والتركيز على تطوير سلاح الجو، وتزويده بأحدث الطائرات والمسيّرات العسكرية، وتطوير الاستخبارات العسكرية، والأجهزة الأمنية المختلفة، ومنظومات السايبر العسكرية، ولاحقًا الذكاء الاصطناعي، وتخصيص الميزانيات الضخمة لذلك. وعلى مدى 50 عامًا، كانت ميزانية سلاح الجو الإسرائيلي، الذي يزيد عدد قواته النظامية وقواته الاحتياطية على 90000 عنصر، تشكّل أكثر من نصف مجمل ميزانية الجيش الإسرائيلي. وقد أسهمت عملية إعادة الهيكلة هذه في تمكين قوة الجيش الضاربة من الوصول إلى الدائرة الثانية من الدول التي تقع حدودها على بُعد يتجاوز ألف كيلومتر، بما في ذلك إيران. ميزان القوى وردّة فعل إيران يميل ميزان القوى العسكري بين إسرائيل وإيران كثيرًا إلى مصلحة إسرائيل التي تمتلك مئات الطائرات العسكرية القاذفة والمقاتلة الأكثر تطورًا في العالم، إضافة إلى طائرات حديثة لتزويد الطائرات بالوقود في الجو، ومئات المسيّرات المتطورة، والعديد من الأقمار الصناعية، والصواريخ الدقيقة البعيدة المدى، ولديها كذلك سلاح بحري حديث والعديد من الغواصات المتطورة التي في إمكانها توجيه ضربات إلى الموانئ الإيرانية، إضافة إلى أهداف كثيرة في إيران. وتمتلك، أيضًا، عدة منظومات متطورة مضادة للصواريخ، إلى جانب منظومة "ثاد" التي أرسلتها الولايات المتحدة إليها مع طواقمها الأميركية. ولدى إسرائيل مئات القنابل النووية والهيدروجينية والنيوترونية، ولديها كذلك قدرة على توجيه الضربة النووية الثانية، من خلال امتلاكها ستّ غواصات ألمانية الصنع من طراز "دولفين" مُعدّة لإطلاق صواريخ تحمل رؤوسًا نووية إلى مسافات بعيدة. ولديها، أيضًا، مركز قيادة حصين محمي من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، في جوف جبل في القدس الغربية بالقرب من مقر رئيس الحكومة الإسرائيلية، لإدارة حرب نووية إذا ما اقتضت الضرورة ذلك. أما قدرات إيران العسكرية، فتبدو محدودة مقارنةً بقدرات إسرائيل، بسبب نظام العقوبات المفروض عليها؛ إذ تفتقر إلى سلاح جو حديث، ولا تستطيع طائراتها - التي يعود أكثرها إلى فترة حكم الشاه - الوصول إلى إسرائيل. وأما منظومات دفاعها الجوي، فهي في أغلبها محلية الصنع ومحدودة القدرات. إضافة إلى ذلك، لديها عدد محدود من منظومات "إس 300" الروسية القديمة، و"إس 400" التي يصعب عليها التصدي للطائرات الإسرائيلية الحديثة. وتعتمد في الرد على العدوان الإسرائيلي على صواريخها البعيدة المدى التي طورتها في العقود الماضية، لكن يبدو أن هذه الصواريخ لا تستطيع إصابة أهدافها بدقة؛ ومن ثم، فهي لا تشكّل خطرًا حقيقيًا على البنية التحتية الاستراتيجية الإسرائيلية، مثل منشآت المشروع النووي، ومحطات الطاقة، والكهرباء، والمطارات، والموانئ. في مقابل ذلك، تمتلك إسرائيل القدرة على استهداف منشآت البرنامج النووي والبنية التحتية الاستراتيجية الإيرانية خلال فترة زمنية طويلة ما دامت تحظى بتأييد إدارة الرئيس ترمب، وتحصل على الأعتدة والذخائر اللازمة للاستمرار في قصف الأهداف. فقد صار سلاح الجو الإسرائيلي، كما يبدو، مسيطرًا على الأجواء الإيرانية إلى حدّ بعيد، وصارت الكثير من المسيرات الإسرائيلية قادرة على التحليق طوال الوقت فوق أجواء طهران، ومناطق أخرى في إيران؛ لجمع المعلومات وتوجيه الضربات إلى أهداف محددة. ومن المتوقع ألّا تقتصر الضربات الإسرائيلية على مواقع المشروع النووي الإيراني المختلفة وعلى البنية التحتية العسكرية الإيرانية، وأن تمتدّ تدريجيًا إلى البنية التحتية الاقتصادية الإيرانية التي تشمل منشآت الغاز والنفط وتوليد الكهرباء والمصانع والموانئ والمطارات. وتبذل إسرائيل قصارى جهدها للحصول على موافقة الإدارة الأميركية على توسيع أهدافها لتشمل كلّ البنية الاقتصادية الاستراتيجية الإيرانية. وهي تسعى كذلك لانخراط الولايات المتحدة في الحرب، على نحو مباشر وفعّال، من أجل القضاء على المشروع النووي الإيراني بمختلف مكوناته؛ فقدرات إسرائيل العسكرية الذاتية لا تستطيع الوصول إلى بعض المواقع المحصنة تحصينًا كبيرًا في عُمق الأرض، على غرار موقع "فوردو" على سبيل المثال. وتبدي إيران مقاومة صلبة مستندة إلى سلاح الصواريخ، ولديها تحدٍّ كبير متمثل في الحفاظ على تماسك جبهتها الداخلية، ومواجهة آثار الحرب الاقتصادية الهائلة في حال استمرارها. ومن المرجح، أن تبذل ما في وسعها لتجنّب صدام عسكري مع الولايات المتحدة؛ لذلك يُستبعد أن تستهدف القواعد العسكرية الأميركية أو مصالحها في المنطقة، أو أن تُقدِم على إغلاق مضيق هرمز، أو تستهدف ناقلات للنفط، أو حقولًا نفطية، في الدول العربية المجاورة؛ لأن ذلك يعطي الإدارةَ الأميركية تبريرًا للدخول في الحرب ضدها على نحو مباشر؛ وهو هدف إسرائيل الرئيس. وبناءً على ذلك، يواجه صاحب القرار الإيراني جملةً من التحديات التي تستدعي اتخاذ مواقف وقرارات خلال الفترة المقبلة، ومن ضمنها استئناف المفاوضات مع الإدارة الأميركية بشأن مشروعها النووي، والسماح للمراقبين الدوليين بمراقبة هذا المشروع باستمرار، فضلًا عن مسألة الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وفي هذا الشأن، من غير المرجح أن تتخذ إيران قرارًا بالانسحاب من هذه المعاهدة، أو أن تنسحب من المفاوضات المتعلقة ببرنامجها النووي مع الإدارة الأميركية. ولكن المعضلة الأكثر أهمية هي مسألة اتخاذ القرار بشأن الشروع في إنتاج السلاح النووي؛ فإيران تمتلك، وفقًا للمعطيات المتوفرة، كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، وهي تكفي لصناعة نحو 10 قنابل نووية، وفي إمكانها - حتى في ظروف استمرار الحرب - تخصيبها لتصل، خلال أسابيع فحسب، إلى نسبة 90 في المئة. ويتعلق التساؤل الأهم، في هذا السياق، بالمدة الزمنية التي تحتاج إليها إيران لإنتاج قنبلتها النووية الأولى وتثبيتها على صاروخ لتصبح صالحة للإطلاق؛ لتُشكِّل، من ثمّ، ردعًا لإسرائيل، أو توازنًا رادعًا؛ وذلك لأن استخدام السلاح النووي غير ممكن. هذه، إذًا، عملية معقدة، وتكاد تكون مستبعدة. من المرجح أن تسعى إسرائيل لجعل هذا الموضوع قضية أساسية في جدول اهتمامات إدارة ترمب لحضها على التدخل عسكريًا مباشرةً من أجل منع إيران من حيازة السلاح النووي. وقد تحاول جعل مصير اليورانيوم المخصب إحدى القضايا المركزية لدى إدارة ترمب حتى يضغط على إيران كي توافق على التخلي عن مشروعها في سياق أي حلّ كان. خاتمة تسعى إسرائيل للاستمرار في حربها ضد إيران حتى تحقيق أهدافها، ما دامت تحظى بتأييد الإدارة الأميركية في ذلك. وتهدف إلى ضرب المنشآت النووية الإيرانية وإلحاق الضرر بها إلى أقصى حدّ ممكن. وتهدف، أيضًا، إلى توسيع اعتداءاتها لتشمل البنية التحتية الاقتصادية، ولا سيما منشآت النفط والغاز ومحطات إنتاج الكهرباء، من أجل إضعاف النظام الإيراني وإهانته داخليًا وإقليميًا، على نحو يؤدي إلى إسقاطه. وفي كل الأحوال تبذل إسرائيل قصارى جهدها حتى تنخرط الولايات المتحدة مباشرة في الحرب؛ لأن هذا الأمر، وفقًا لوجهة نظرها، هو الذي يضمن إنهاء المشروع النووي الإيراني.


صوت لبنان
منذ 2 ساعات
- صوت لبنان
مخزومي بعد لقائه المفتي دريان: لا لمجازفات جديدة... والمطلوب تنفيذ القرار 1701 وسحب السلاح غير الشرعي
قال النائب فؤاد مخزومي: "اللقاء مع مفتي الجمهورية سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان كان مخصصًا لتهنئته بالعودة من الحج إلى بيت الله الحرام، كما كان مناسبة للتداول بالأوضاع المحلية والإقليمية والدولية، في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة وخطيرة". وأضاف: "شددتُ على ضرورة عدم المجازفة بإقحام بلدنا بما يجري في المنطقة، عبر محاولة مساندة معينة ستكون نتيجتها مشابهة لنتائج جبهة إسناد غزة التي دمرت البلد ونجم عنها خسائر بشرية ومادية كبيرة". وتابع: "كذلك جددتُ التأكيد أن المطلوب أن تقوم الحكومة تبنفيذ القرار 1701 لجهة سحب أي سلاح غير شرعي وحصره بيد الدولة ومؤسساتها الأمنية فقط، وتحديدًا سلاح حزب الله والسلاح الفلطسيني الموجود في المخيمات". وأردف مخزومي: "عرضتُ وسماحته أيضًا للوضع الاقتصادي والبدء بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وتمنيتُ أن يكون هناك نوايا حقيقية وجديّة للتعاون والتنسيق بين كافة الأطراف من أجل إخراج بلدنا وشعبنا من الأزمات التي يعاني منها". اللقاء مع مفتي الجمهورية سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان كان مخصصًا لتهنئته بالعودة من الحج إلى بيت الله الحرام، كما كان مناسبة للتداول بالأوضاع المحلية والإقليمية والدولية، في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة وخطيرة. شددتُ على ضرورة عدم المجازفة بإقحام بلدنا بما يجري في…


المنار
منذ 3 ساعات
- المنار
النائب حسن عز الدين: المقاومة لا زالت تشكل ردعاً.. وإيران قوية وقادرة على المواجهة
تخليداً للدماء الزاكية، أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد حسين علي عز الدين 'أبو علي الرضا'، في النادي الحسيني لبلدة العباسية الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين، إلى جانب عائلة الشهيد وعلماء دين وفعاليات وشخصيات وحشود من البلدة والقرى المجاورة. وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى النائب عز الدين كلمة شدد فيها على أن العدو الإسرائيلي، ورغم اعتداءاته المتواصلة على لبنان، لا زالت المقاومة تمنعه من تحقيق أهدافه، ومن ضمنها احتلال منطقة جنوب الليطاني، وهي رغم كل ما ذاقته من آلام وجراح كبيرة ومؤلمة، من ضمنها فقدها للقيادات الكبيرة والاستراتيجية، إلا أنها لا زالت تشكل ردعاً نسبياً أمام الدخول البري الذي يعجز عنه العدو ويخشاه ويخافه. وتطرق النائب عز الدين إلى التطورات المستجدة إقليمياً، والتحديات والضغوطات التي تواجهها الجمهورية الإسلامية، فرأى أن الأهداف التي يريد العدو تحقيقها تخطت حدود البرنامج النووي الإيراني، فإيران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، بل امتلاك وإنتاج العلم النووي للاستخدام السلمي الذي أصبح بيدها، مشيراً إلى أنه وتحت ذريعة الأسلحة النووية، قفز الأعداء إلى الأمام ظناً منهم أنهم يستطيعون تغيير واقع المنطقة انطلاقاً من تقييمهم لنتائج التطورات التي حصلت في الأشهر الأخيرة، ومن ضمنها الهيمنة واستباحة سوريا، واجتياح جزء من أراضيها، والأوضاع في غزة، والآلام التي حلّت بالمقاومة. وقال النائب عز الدين:'بعد أن انطلقت عملية التفاوض حول الملف النووي الإيراني، برزت خديعة أمريكية بالتعاون مع رئيس وزراء كيان الاحتلال، تهدف لقطع الطريق أمام هذه العملية بشكل واضح، وبعد أن كان قد أعطى 'دونالد ترامب' ما أسماه مهلة الستين يوماً لتوقيع الاتفاق بشروطه، مارس فريقه المماطلة أكثر من مرة، سعياً لنفاذ المهلة التي انتهت بإعطاء الضوء الأخضر للعدو الإسرائيلي – وعلى مرأى العالم أجمع – لشن عدوان إجرامي وعدائي وموصوف على سيادة دولة تملك استقلالها الوطني وتحمي سيادتها وحريتها وحدودها المعترف بها، وبشكل مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية، ومتجاوزة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية'. وتابع النائب عز الدين:' إيران اليوم قوية وقادرة على المواجهة، حتى وإن بقيت لوحدها في الساحة في وجه كل من يكنّون العداء والشر لها، وهي تستطيع الصمود لتبقى الدولة الإقليمية العظيمة التي لن يستطيع أحد النيل منها، خاصة وأنها باتت أقوى بأضعاف مما كانت عليه مع انتصار الثورة الإسلامية، إن كان على مستوى الجيش أو قيادة الحرس الثوري، أو حتى على صعيد الإمكانيات والقدرات العلمية والعسكرية والتكنولوجيا، وما إلى ذلك من مؤشرات، رغم كل ما تعرضت له من حصار وحروب ومؤامرات منذ انطلاقتها، من الحصار السياسي والاقتصادي والعسكري، إلى حرب السنوات الثماني المفروضة من العراق'. ولفت النائب عز الدين إلى أن' الجمهورية الإسلامية، التي صمدت طوال العقود الماضية وخرجت أقوى، تحوّلت إلى دولة ذات سيادة معترف بها دوليًا، تُعدّ من الدول الإقليمية الأقوى من حيث القدرات العسكرية والعلمية والتقنية، وباتت تشكل اليوم نموذجاً حضارياً مستمداً من أصالة الإسلام، وقائماً على الخطاب الذي أرساه الإمام الخميني (قده)'. وقال النائب عز الدين' نعيش اليوم في أجواء الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل هذا الإمام العظيم، الذي أرسى خيارًا حرًّا ومستقلًا 'لا تابعًا للشرق ولا للغرب'، عبر إقامة نظام إسلامي قائم على ولاية الفقيه، الذي يشكل مزاوجة بين الحداثة وأصالة الإسلام، والسيادة الشعبية والديمقراطية الصحيحة، وأسس الحرس الثوري الإسلامي من أجل حماية الثورة في إيران، وكانت من تجلياته الاستراتيجية تأسيس قوة القدس، التي جاءت استجابةً لدعوته لتشكيل جيش العشرين مليون، ولتتحوّل إلى قوة تدافع عن قضايا الأمة وتتصدّى للطغيان'. وختم النائب عز الدين حديثه مذكراً بخطاب الإمام الخميني الذي أطلقه في ستينات القرن الماضي، والذي لا زال يشكل إلى اليوم حجر الأساس في فهم طبيعة المواجهة مع السياسات الغربية، والذي رأى فيه بأن أمريكا هي من أشعلت الفتن في شتى أنحاء العالم على مدار مئات السنوات، وكانت السبب في نشوب الحروب، داعياً إلى عدم تصديقها، كما قال الإمام الخميني: 'لو قالت أمريكا لا إله إلا الله، لا تصدقوها'، الأمر الذي يُعد كافياً كي لا ننخدع بها وبأعوانها وربيبتها الكيان الغاصب. المصدر: موقع المنار