
إدمان ألعاب الفيديو: كيف تتحرر بذكاء دون أن تفقد المتعة؟
فما هي تلك الأعراض؟ وكيف يقع الدماغ فريسة لإدمان الألعاب؟ والأهم كيف تستمتع بألعاب الفيديو دون إدمان أو أعراض انسحاب؟
إدمان ألعاب الفيديو
أقرّت منظمة الصحة العالمية "WHO" اضطراب إدمان ألعاب الفيديو، الذي يُؤثِّر في 3% من اللاعبين على مستوى العالم، وحيث قد يؤدِّي الانقطاع فجأة عن لعب ألعاب الفيديو إلى ظهور أعراض انسحاب، مثل سرعة الانفعال، العدوانية، القلق، الاكتئاب، الصداع، الملل.
وغالبًا لا يُتعامَل مع إدمان ألعاب الفيديو مثل أنواع الإدمان الأخرى، لأنّ الأعراض غير ملحوظة في البداية؛ إذ قد يستمتع اللاعبون بلعب ألعاب الفيديو لساعات، لكن ليس بالضرورة أن يعني هذا أنّهم يعانُون الإدمان.
ولكن قد تصبِح ألعاب الفيديو مشكلة فعلية عندما تهيمن على كل شيء في حياة الشخص، بما في ذلك حياته الاجتماعية ومسيرته المهنية، ثُمّ يتطوّر الأمر إلى إدمان؛ إذا صار مهووسًا بالألعاب.
ولكي يتم تشخّيص الإصابة باضطراب إدمان ألعاب الفيديو، يجب أن تظهر على الشخص أنماط سلوكية شديدة، تُفضِي إلى تعطيل الحياة الشخصية أو الأسرية أو المدرسية أو العملية، بدرجة كبيرة على مدى فترة 12 شهرًا.
كيف يتفاعل الدماغ مع ألعاب الفيديو؟
بالتأكيد يستمتع الناس من كل الأعمار بالألعاب، لأنّ الدماغ يعالِج ويتفاعل مع المدخَلات الحسّية الآتية من الألعاب كما لو كانت تحدث للشخص نفسه، فمثلًا قد يبكي أو يضحك بعض الأشخاص عند مشاهدة فيلم، وهو نفسُ ما قد يحدث عندما يلعب المرء لعبة فيديو.
ففي أثناء اللعب، يعالِج الدماغ السيناريو الافتراضي في اللعبة كما لو كان حقيقيًا، وقد يؤدِّي الإفراط في لعب ألعاب الفيديو إلى جعل الدماغ في حالة مستمرّة من الإثارة المفرطة.
كيف يقع الدماغ فريسة لإدمان ألعاب الفيديو؟
يفرِز مركز المكافأة في الدماغ الدوبامين؛ استجابةً لتجربة ممتعة أو نتيجة فرط الإثارة خلال اللعب؛ إذ يربط الدماغ نشاط اللعب بالدوبامين، ومِنْ ثمَّ ينشأ داخل المرء دافعًا قويًا للبحث عن نفس المتعة مرارًا وتكرارًا.
ولا تستهن بهذا الدوبامين، فهو ناقل عصبي قوي، يعزِّز نفسه بنفسه؛ إذ كُلّما زاد عدد المرات التي تختبر فيها نفس السلوك الذي جعلك تشعر بمتعة أو إثارة، أُفرِز المزيد من الدوبامين، ما يجعلك أكثر تشبّثًا باللعب، حتى لو أثّر سلبًا في الجوانب الأخرى الأكثر أهمية في حياتك.
ما أعراض انسحاب ألعاب الفيديو؟
إذا بات الدوبامين مسيطرًا على الدماغ، ووجدت نفسك لا تكاد تطيق قضاء وقت قصير بعيدًا عن لعبة الفيديو التي اعتدتها، فمعنى ذلك أنك ربما وقعت في فخ الإدمان بدرجة معينة، ولكن ماذا إن توقفت عن لعبها أو تجنّبتها لفترة طويلة؟
إجابة هذا السؤال تتمثل في الإصابة ببعض أعراض الانسحاب، ومنها:
1. العدوانية وسُرعة الانفعال:
من الأعراض الشائعة لمدمنِي الألعاب، والتي تظهر جليًا عند التوقّف عن ممارسة الألعاب، والسبب ببساطة العجز عن الوصول إلى مصدر الترفيه المُفضَّل لديهم، ومِنْ ثمّ يبدأون بالشعور بالتوتر والانزعاج حيال ذلك، بل قد يصل الانفعال في بعض الحالات إلى حد أن يصير الفرد عدوانيًا مع الأشخاص من حوله.
2. الرغبة الشديدة في اللعب:
رجل يلعب لعبة فيديو تعبيرية - الرغبة الشديدة في اللعب أحد أعراض انسحاب ألعاب الفيديو - المصدر: Shutterstock
نعم، هي ليست رغبة عادية، مثل التي تأتيك بين الحين والآخر، بل رغبة تتملّكك، فعندما تتوقّف عن فعل شيء تحبه، ستبدأ رغبتك فيه في الزيادة، وينطبق نفس الأمر على إدمان ألعاب الفيديو، لكن الرغبة هنا تكون شديدة للغاية، لدرجة أنّ المدمن على ألعاب الفيديو سيكون مستعدًا لفعل أي شيء للعب مرة أخرى.
3. الاكتئاب:
حسب دراسةٍ نشرت عام 2019 في دورية "Frontiers in Public Health"، فإنَّ هُناك علاقة بين إدمان الألعاب والاكتئاب، فكُلّما كان إدمان الألعاب شديدًا، زادت فرص الإصابة بالاكتئاب الشديد!
كذلك فإنّ العزلة الاجتماعية التي قد يُصاب بها من يقضون ساعات طويلة في اللعب من الأسباب المحتملة للاكتئاب؛ إذ يفقد اللاعبون اتصالهم بمحيطهم في الحياة الواقعية، وهو ما أشارت إليه دراسة نشرت عام 2016 في دورية "Journal of Abnormal Child Psychology".
4. أعراض أخرى:
كذلك تشمل أعراض انسحاب ألعاب الفيديو:
الشعور بالفراغ أو الحُزن.
فقدان الاهتمام بمعظم الأنشطة الحياتية، سواء فيما يتعلّق بالعمل أو اللعب.
تغيّرات النوم، سواء بكثرة النوم أو الأرق.
أفكار مهووسة تنتابك بشأن كونك في اللعبة مع أصدقائك.
الانجذاب الشديد إلى وسائل الترفيه الإلكترونية الأخرى.
الأحلام بشأن ألعاب الفيديو.
الصداع والغثيان.
متى تبدا أعراض انسحاب ألعاب الفيديو في الظهور؟
حسب دراسةٍ نشرت عام 2022 في دورية "Journal of Behavioral Addictions"، فإنّ أعراض الانسحاب الناجمة عن الانقطاع عن ممارسة ألعاب الفيديو، تبدأ في الظهور في غضون 1 - 2 يوم منذ الامتناع عن ألعاب الفيديو، كما تتحسّن تلك الأعراض مع العودة إلى اللعب من جديد.
ويمكِن لأعراض الانسحاب أن تستمر عِدّة أسابيع أو أشهر في المتوسط، كما أنّه غالبًا ما يشعر اللاعب بالأعراض الشديدة خلال الأربعة أيام الأولى، ولكن يتعافى معظم الأفراد من هذه الأعراض عمومًا بعد عِدّة أشهر، وقد يحتاج بعض اللاعبين إلى رعاية نفسية مُخصّصة للتعافي من إدمان ألعاب الفيديو.
نصائح للاستمتاع بألعاب الفيديو دون أعراض انسحاب
شابان يلعبان معًا تعبيرية عن نصائح للاستمتاع بألعاب الفيديو دون أعراض انسحاب - المصدر: Shutterstock
بدايةً؛ لا بُدّ من تجنّب إدمان ألعاب الفيديو، كي لا تحدث أعراض انسحاب مع التوقف عن اللعب أو الانقطاع عنه فلترة من الوقت، وفيما يلي بعض النصائح التي تساعدك على الاستمتاع باللعب دون الوقوع في أسْر الإدمان أو أعراض الانسحاب:
تحديد أوقات مُعيّنة للعب دون تجاوزها، مع ضبط مؤقّتات للتذكير.
تشجيع التوازن بين قضاء وقت أمام الشاشة والأنشطة التي تتطلّب تفاعلات اجتماعية شخصية، مثل الأنشطة العائلية.
إبقاء أجهزة الألعاب خارج غرفة النوم، فهذا سيساعدك على التوقف عن اللعب ليلًا.
ممارسة أنشطة أخرى خلال اليوم، مثل التمارين الرياضية ، التي تساعد على تقليل المخاطر الصحية الناجمة عن الجلوس واللعب لفترات طويلة من الوقت.
التركيز على الألعاب الواقعية للأطفال الصغار، فاللعب التقليدي سيساعدهم على التواصل مع الآخرين وبناء مهارات أخرى.
كُن قدوة لأولادك في الاستخدام الصحي للشاشات وألعاب الفيديو، فمثلًا يمكِنك التفكير في طرق أخرى للاسترخاء والترفيه، مثل المشي أو قراءة كتاب أو أي نشاطٍ آخر ممتع ومُفِيد.
حدِّد أوقاتًا منظمة وخالية من استخدام الشاشات، كما هو الحال في تنظيم أوقات تناول الطعام مثلًا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 36 دقائق
- عكاظ
علامة بالكاحل قد تكشف ارتفاع الكوليسترول
نبّه أطباء إلى أن ظهور ورم صغير أو كتل دهنية في كاحل القدم قد يكون مؤشراً على ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وهي حالة غالباً ما تمر دون أعراض واضحة حتى حدوث مضاعفات خطيرة. وأوضح الخبراء أن هذه الكتل، المعروفة طبياً باسم "الورم الأصفر"، تظهر نتيجة لتراكم الدهون تحت الجلد، وقد تكون علامة مبكرة لفرط الكوليسترول الوراثي أو المكتسب، مما يستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً. وأضافوا أن تجاهل هذه العلامة قد يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، داعين إلى إجراء فحوصات دورية لمستويات الكوليسترول، خصوصاً عند وجود تاريخ عائلي للمرض أو نمط حياة غير صحي. وتشمل الأعراض الأخرى، التي قد ترافق ارتفاع الكوليسترول، ألماً في الساقين عند المشي، أو ضيق تنفس عند بذل مجهود، ما يتطلب فحصاً شاملاً وتحليلاً للدهون الثلاثية والكوليسترول الضار والمفيد. * ورم دهني تحت الجلد * خطر صامت على الشرايين * ينذر بأمراض قلبية أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 38 دقائق
- عكاظ
رشة عطر تحت الشمس مخاطرة لا تُشم بسهولة
في عز الصيف، ومع تصاعد درجات الحرارة، يبدو أن العطر لم يعد مجرد لمسة جمالية تسبق الخروج من المنزل، بل أصبح عنصراً كيميائياً يحمل جانباً خفياً من الخطر إذا التقى بالشمس. فبحسب ما نشرته «العربية ستايل»، فإن العطر وأشعة الشمس المباشرة يشكّلان ثنائياً يصعب التعايش معهما دون عواقب صحية، خصوصا على البشرة. فعندما يتعرّض الجلد المعطّر لأشعة الشمس، قد تتفاعل مكونات العطر – خصوصاً الكحول والزيوت الأساسية وبعض المركّبات النباتية – مع الأشعة فوق البنفسجية، منتجة مركبات قد تكون سامة أو مسببة للحساسية أو حتى التهيّج والالتهاب الشديد. هذا التفاعل لا يظهر مباشرة، بل يتسلّل تدريجياً عبر علامات مثل الاحمرار، الحكة، التصبّغات الداكنة، أو حتى ظهور بقع تشبه الحروق. المشكلة الأكبر تكمن في العطور التي تحتوي على مركبات حمضية مثل الليمون أو البرغموت، فهي الأكثر عرضة للتفاعل السلبي مع الشمس. ولتجنّب هذه المخاطر، يوصي الخبراء بعدم رش العطر على الجلد المكشوف قبل الخروج، خصوصا في أوقات الذروة، ويفضّل وضعه على الملابس بدلاً من البشرة. كما يُنصح باستخدام واقٍ شمسي قوي قبل التعرّض، وانتظار فترة مناسبة بعد رش العطر لتقليل فرص التفاعل. الفكرة ليست في التخلّي عن العطر، بل في التعامل الواعي معه. فالمطلوب أن يبقى العطر مصدر أناقة، لا سبباً لمشاكل جلدية قد تطول آثارها. في النهاية، قد تكون رشة واحدة في الوقت والمكان الخطأ كفيلة بأن تجعل من رائحة الجمال وجعاً يصعب علاجه. لذا، كن ذكياً: عطّر حضورك بعيداً عن شمس لا ترحم. أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 42 دقائق
- الشرق الأوسط
6 أسباب وراء شعورك بالدوار بشكل دائم
يشعر بعض الأشخاص بالدوار بشكل متكرر، حيث قد يواجهون مشكلات في التوازن والمشي بعد التمارين الرياضية أو السير بشكل سريع حتى عند الاستيقاظ صباحاً، قبل القيام بأي مهام يومية منهكة. وللشعور بالدوار بشكل دائم أسباب عدة، تتراوح من انخفاض ضغط الدم وفقر الدم إلى عدم شرب كمية كافية من المياه. يصف مقدمو الرعاية الصحية الدوار بأنه اضطراب في التوجه المكاني. قد يشعر المريض بالدوار أو الدوخة، وبالحاجة إلى الجلوس قبل السقوط. قد يؤثر الدوار المتكرر أو الشديد على جودة الحياة، ويعاني الناس من الدوار بطرق مختلفة، بما في ذلك الشعور بالإغماء أو الغثيان، أو عدم الثبات على القدمين، أي فقدان التوازن، أو الشعور بالارتباك، وذلك بحسب موقع «مايو كلينيك». يُعد الشعور بالدوار أو الإغماء الخفيف شكوى شائعة بين كبار السن. حتى لو لم يكن للدوار سبب خطير، فقد يؤدي إلى إصابات موجعة نتيجة السقوط. وفي أسوأ الأحوال، قد يكون السبب نفسه مهدداً للحياة. وإحساسك بالدوار بشكل متكرر قد يعني أنك مصاب بإحدى هذه الحالات... قد تُصاب بالجفاف إذا كنت لا تشرب ما يكفي من الماء، أو إذا كنت مريضاً. فمن دون شرب كمية كافية من السوائل، ينخفض حجم الدم، ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم. الأمر الذي يمنع دماغك من الحصول على كمية كافية من الدم. وبالتالي، يُسبب الدوار. قد يكون كوب من الماء كافياً للشعور بتحسن، ولكن إذا لم تأكل أو تشرب كثيراً لأيام، فسيحتاج جسمك إلى أكثر من ذلك لإعادة ترطيبه، وفقاً لموقع «هارفارد هيلث بابليشينغ». أحياناً تُسبب الأدوية شعوراً بالدوار، خاصة تلك التي تخفض ضغط الدم أو تزيد من التبول. إذا كانت الأدوية قوية، فإنها تُخفض ضغط الدم بشكل كبير وتُسبب الدوار. قد يكون الحل بسيطاً كتعديل الجرعة أو تجربة دواء آخر. يساعد الجهاز العصبي اللاإرادي الجسم على تنظيم تغير ضغط الدم عند الوقوف. مع التقدم في السن، قد يتدهور هذا الجهاز، ما يسبب انخفاضاً مؤقتاً في ضغط الدم عند الوقوف. يُعرف باسم انخفاض ضغط الدم الانتصابي، وينتج عنه الدوار. قد تكون هذه مشكلة طويلة الأمد، ولكن هناك أدوية لعلاجها. عندما لا يكون مستوى السكر في الدم كافياً، فإن جميع أجهزة الجسم، بما في ذلك الدماغ، تلجأ إلى استخدام أقل قدر ممكن من الطاقة، ما يجعلك تشعر بالدوار أو الارتباك. قد يكفي شرب كوب من العصير لتخفيف الأعراض، ولكن من الأفضل فحص مستويات السكر في الدم. في أشد حالاتها خطورة، قد يكون الدوار علامة على نوبة قلبية أو سكتة دماغية. من الأعراض الأخرى للنوبة القلبية، التي غالباً ما تصاحبها دوخة، ألم الصدر، وضيق التنفس، والغثيان، وآلام الذراع، وآلام الظهر، وآلام الفك. أما الأعراض التي تشير إلى السكتة الدماغية، فهي ظهور مفاجئ للصداع، والخدر، والضعف، وتغيرات في الرؤية، وصعوبة في المشي، أو تلعثم في الكلام. ولكن لدى كبار السن، قد تكون الدوخة العرض الوحيد للنوبة القلبية أو السكتة الدماغية، خاصةً إذا لم تختفِ. في هذه الحالة، كل دقيقة لها أهميتها، لذا يجب اللجوء إلى الرعاية الطبية الطارئة. تحمل خلايا الدم الحمراء الأكسجين إلى جميع أعضائك وأنسجتك. عند إصابتك بفقر دم، قد يؤدي نقص الأكسجين إلى الشعور بالدوار أو التعب. تشمل الحالات الطبية والمشكلات الأخرى التي قد تسبب الدوخة ما يلي... قد تشعر بالدوار إذا كنت تُعاني من أعراض القلق أو التوتر. يُسبب استنشاق أول أكسيد الكربون الدوار. متلازمة التعب المزمن (CFS) هي حالة تُسبب إرهاقاً شديداً، حتى بعد النوم الجيد. تشمل أعراضها الدوخة وصعوبة الحفاظ على التوازن. الصداع النصفي حالة عصبية تُسبب صداعاً شديداً. حيث يعاني المصابون بالصداع النصفي من دوخة ودوار. حتى في غياب الصداع، قد يستمر الدوار لبضع دقائق أو بضع ساعات.