logo
«لباس العكفي».. تعز اليمنية تقاوم حرب الحوثي الناعمة

«لباس العكفي».. تعز اليمنية تقاوم حرب الحوثي الناعمة

العين الإخباريةمنذ يوم واحد

نالت تعز تاريخيًا حظها من ظلم النظام الإمامي في اليمن، وما زالت تذوق هذا الظلم والحصار والقصف على أيدي الإمامة الجديدة، مليشيات الحوثي.
واتسم ظلم الإمامة قديمًا باستخدام أدوات قمعية عديدة، كان على رأسها ما يُعرف بـ"العكفي"، وهو شخص ينتمي للطبقة الحاكمة في اليمن حينها، يمارس الظلم والانتهاك والإخضاع بالقوة -لدرجة الإذلال- بحق المواطنين؛ تنفيذًا لأوامر الإمام.
وكان هذا "العكفي" يتميز بزيٍ خاص، يتمنطق به على المواطنين البسطاء، ويتكون الزي من معطفٍ داكن اللون مع سلاح تقليدي (الجنبية والبندقية)، وقد كان هذا اللباس جزءًا من نظامٍ اجتماعي وسياسي يقوم على التمييز الطبقي، حيث كانت فئة العكفة تمثل أداة قمعٍ للإمامة ضد القبائل والمجتمع اليمني.
ومؤخرا، انتشر هذا اللباس في الأعراس داخل مدينة تعز؛ وراح الشباب المقبلون على الزواج -ممن لا يدركون خلفية هذا الزي تاريخيًا ومجتمعيًا وسياسيًا- يرتدونه للإعلان عن أعراسهم، ويطبعون صورهم بهذا الزي على بطائق الدعوات وينشرونها على منصات التواصل.
ويعود ذلك إلى قلة المعرفة بخلفيات الممارسات القمعية التي كان يقوم بها النظام الإمامي عبر تاريخهم بحق الشعب اليمني عبر أدواتٍ وفئاتٍ مجتمعية مستفيدة من نظام القهر التمييزي والسلالي الذي قامت عليها الإمامة، وتحاول مليشيات الحوثي اليوم استعادته مجددًا.
حرب ناعمة
وفي سبيل نشر الوعي، ومقاومة حرب الحوثي الناعمة، برزت تحركات رسمية في تعز؛ للحد من انتشار هذه الممارسات، وتوعية المجتمع بخلفياتها العنصرية والسلالية.
ووجّه مكتب وزارة الثقافة بمحافظة تعز، فروعه في المديريات، باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار تصاميم "لباس العكفي" في الأعراس ومنع التغلغل الناعم للحوثيين في أوساط المجتمعات المحلية.
وأشار المكتب في توجيهٍه، إلى "انتشار وتنامي ظاهرة استخدام ما يعرف بـ(لباس العكفي) في مناسبات الأعراس، لا سيما في صالات الأفراح، وتصميمات الكروت والصور المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومحال الطباعة في مدينة تعز".
ولفت إلى أن اللباس ينتمي إلى الحقبة الإمامية البائدة، و"العكفة" كرستها الإمامة كأداة قمعية لتنفيذ سلطتها المستبدة، في مقابل توصيف سلالة من يرتدي هذا الزي بـ"السادة"؛ بما يجسد تقسيمًا اجتماعيًا قائمًا على الاستعباد والتسلط، بحسب وصف مكتب الثقافة.
واعتبر المكتب في التوجيه، الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أن "العكفي" رمز للهيمنة والقهر والاعتداء على كرامة المواطنين، ولذلك فإن إعادة إنتاج هذا الزي في المناسبات الاجتماعية يُعد تشويهًا للوعي التاريخي، والاستهانة بذاكرة الظلم؛ وطمسًا لهوية تعز الجمهورية المُقاوِمة.
توجيهات حازمة
ووجّه التعميم محال التصوير والتصميم والطباعة بعدم استخدام صور أو تصميمات تتضمن هذا الزي، في بطاقات ودعوات الأعراس، كما وجّه بالتنسيق مع منظمي الفعاليات وصالات الأعراس للتوعية بمخاطر تكريس هذا المظهر المستورد من إرثٍ إمامي مرفوض.
ودعا التعميم إلى تنفيذ حملاتٍ إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي لذات الهدف، وتعزيز البدائل المستمدة من التراث الشعبي اليمني الأصيل، كعنصر من عناصر المقاومة الثقافية.
وأكد مكتب الثقافة بتعز أن الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية لتعز، يتطلب مواجهة كل ما يشوه ذاكرتها النضالية، والوقوف ضد محاولات إحياء رموز القمع الإمامي تحت أي غطاء.
يذكر أن اللباس التقليدي للعريس تاريخيًا في تعز يتألف من "الدسمال/ رباط الرأس"، "الشميز/ القميص"، "المعوز/ معطف"، و"الكمر / الحزام"، الذي يزين الخصر، وهو لباس يُعبّر عن هوية تعز الثقافية والاجتماعية، ويعكس الروح المدنية والانتماء الوطني.
لكن التحول إلى لباس العكفة يُشكل تهديدًا لهذه الهوية، حيث يُروج لثقافةٍ دخيلة تتناقض مع القيم اليمنية وتاريخها، وفقا لمراقبين.
aXA6IDMxLjU5LjE5LjQg
جزيرة ام اند امز
NL

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جريمة حوثية جديدة.. هجوم على قرية سكنية بتعز
جريمة حوثية جديدة.. هجوم على قرية سكنية بتعز

العين الإخبارية

timeمنذ 6 ساعات

  • العين الإخبارية

جريمة حوثية جديدة.. هجوم على قرية سكنية بتعز

اقتحمت مليشيات الحوثي، الأربعاء، قرية سكنية بمديرية ماوية شرق محافظة تعز، جنوبي اليمن في هجوم مسلح أثار تنديد حقوقي. وقالت مصادر محلية وحقوقية إن ميليشيات الحوثي هاجمت قرية "أَخْرَق" التابعة لعزلة الشرمان بمديرية ماوية، مستخدمةً 7 دوريات عسكرية في اعتداء همجي طال السكان المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وأوضحت المصادر أن الميليشيات الحوثية اقتحمت القرية السكنية بقيادة أحد عناصرها المدعو "أبو إيران"، وارتكبت انتهاكات جسيمة بحق الأهالي، حيث تم الاعتداء على عدد من النساء وتم نقلهن إلى المستشفيات جراء تعرضهن لإصابات متفاوتة. كما أقدمت ميليشيات الحوثي على اعتقال 3 من المواطنين واقتيادهم إلى جهة مجهولة، وفقًا للمصادر. ونددت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، وهي ائتلاف حقوقي غير حكومي، بأشد العبارات بهجوم ميليشيات الحوثي على القرية السكنية في ماوية، بما في ذلك اقتحام منزل المواطن خالد قايد العزب. واعتبرت الشبكة في بيانٍ الهجوم "جريمة وحشية تفضح سلوك العصابات"، مشيرة إلى أن الاقتحام المسلح شكّل صدمة للأهالي "الذين شاهدوا المشهد المروّع دون أن يتمكنوا من التدخل خوفًا من بطش عناصر الميليشيات". وطالب البيان "المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان، بإدانة الجريمة وغيرها من الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين طيلة عقد من عمر الانقلاب". وتأتي هذه الجريمة ضمن مسلسل من القمع والانتهاكات الحوثية، وسط تصاعد المطالب المحلية والدولية بضرورة كبح جماح هذه الممارسات، ومحاسبة الجناة وفقًا للقانون الدولي الإنساني. aXA6IDEwOC4xNjUuODEuMjM3IA== جزيرة ام اند امز JP

الحوالات الخارجية.. سلاح المركزي اليمني للسيطرة على القطاع المصرفي
الحوالات الخارجية.. سلاح المركزي اليمني للسيطرة على القطاع المصرفي

العين الإخبارية

timeمنذ 8 ساعات

  • العين الإخبارية

الحوالات الخارجية.. سلاح المركزي اليمني للسيطرة على القطاع المصرفي

تحولت الحوالات المالية الخارجية إلى سلاح مهم بيد البنك المركزي اليمني في عدن للسيطرة على القطاع المصرفي وتحيد تهديدات مليشيات الحوثي. واكتسب هذا السلاح المتمثل في الحوالات المالية الخارجية أهمية كبيرة، عقب إعلان تصنيف الولايات المتحدة لمليشيات الحوثي "منظمةً إرهابيةً دولية"، الأمر الذي قيّد عملية التحويل المالي إلى البنوك العاملة في مناطق سيطرة المليشيات، بعد العقوبات الأمريكية على عددٍ من البنوك المتعاملة مع الحوثيين. الأمر الذي مكّن البنك المركزي اليمني، المركز الرئيسي في عدن من إمكانية قيامه بسحب البساط من تحت الحوثي، فيما يتعلق بالحوالات المالية من المغتربين اليمنيين في الخارج. مبالغ ضخمة ساهمت تحويلات المغتربين في إبقاء دورة الاقتصاد خلال حرب الحوثي، حيث مثلت المصدر الوحيد للدخل لمئات آلاف الأسر التي باتت تعتمد بشكل رئيسي على ما يتم تحويله لها من أبنائها المغتربين. وبحسب أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة عدن الدكتور سامي نعمان، فإن حجم تحويلات المغتربين اليمنيين في الخارج إلى اليمن يبلغ، وفقًا لتقديرات رسمية، 4,3 مليارات دولار وبعض الخبراء يقدرونها بأكثر من ذلك. وأضاف نعمان في تصريحٍ خاص لـ"العين الإخبارية" أن أغلب هذه التحويلات تعود لمغتربين في مناطق سيطرة الحوثيين، وتمثل جزءًا كبيرًا من حجم الواردات من العملات الصعبة، خصوصًا مع ارتفاع حجم العجز في الميزان التجاري. القدرة على التحكم وتابع نعمان: "ورغم أن جزءًا لا يستهان به من هذه التحويلات تتم عبر طرق غير رسمية إلا أن الجزء الأكبر تتم عبر قنوات رسمية يمكن للبنك المركزي اليمني في عدن التحكم فيها". وأشار إلى أن هذا التحكم يمكن أن يتحقق إذا تحكم "مركزي عدن" في أدواته وطبّق قراراته فيما يخص نقل المراكز المالية إلى العاصمة المؤقتة عدن، وفعّل أدوات الرقابة، كما أن أغلب القنوات غير الرسمية أيضًا تمر عبر مناطق الشرعية، سواءً تهريبا أو عبر عمليات مصرفية غير خاضعة للرقابة. وواصل: "وبالتالي يمكن للبنك المركزي إيقاف هذه التحويلات إلى مناطق سيطرة الحوثيين أو فرض رقابة عليها، أو على الأقل اشتراط المصارفة بالعملة المحلية في مناطق سيطرة الشرعية". واستطرد الدكتور سامي نعمان مختتمًا تصريحه: "لكن ذلك سيؤثر على غير المغتربين الذين يعتمدون على تلك الحوالات، كما أنها قد تدفع المغتربين إلى تخفيض حجم الحوالات، وبالتالي يجب اتباع إجراءات موازنة بين مصلحة الاقتصاد ومصلحة المواطنين". لم يبقَ سوى البنوك وكان محافظ البنك المركزي اليمني بعدن أحمد غالب المعبقي، قال إن سعر الصرف في مناطق سيطرة الحوثيين "وهمي ومفروض بالقوة"، موضحًا أن ندرة الأوراق النقدية وتلفها أدى إلى تداولها بالوزن بدلا عن العد. لافتًا إلى أن الفصل بين العملتين أدى إلى نشوء "اقتصادين مختلفين" في البلاد، أحدهما حر والآخر ثابت، مما عمّق من حدة الانقسام المالي والاقتصادي. وقال المحافظ إن استهداف الحوثيين لمرافئ تصدير النفط أفقد الحكومة اليمنية نحو 70 إلى 80 % من مواردها، مؤكدًا أن البنية التحتية الاقتصادية للبلاد قد انهارت، ولم يتبق سوى البنوك، التي وصفها بأنها "ما تبقى من أعمدة الاقتصاد الوطني". وكشف المحافظ أن المودعين في البنوك التجارية بصنعاء لا يستطيعون سحب ودائعهم بحرية، مبينًا أن بعض المودعين لا يحصلون سوى على 100 ألف أو 200 ألف ريال شهريا، رغم امتلاكهم ملايين الريالات؛ مما يؤدي أحيانا إلى عجزهم عن تلقي العلاج. وطالب المعبقي مليشيات الحوثي بـ"تقدير وضع البلد والمواطن، ورأس المال الوطني، ووضع البنوك"، مؤكدًا أن البنك المركزي لا يملك أي نية للتصعيد، بل يسعى فقط للحفاظ على البنوك كعنصر حيوي في بقاء الاقتصاد. aXA6IDE0NS4yMjMuNjEuMjQzIA== جزيرة ام اند امز NL

الحوثي «خطر مستمر».. تحذير أمريكي بعد اتفاق إسرائيل وإيران
الحوثي «خطر مستمر».. تحذير أمريكي بعد اتفاق إسرائيل وإيران

العين الإخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • العين الإخبارية

الحوثي «خطر مستمر».. تحذير أمريكي بعد اتفاق إسرائيل وإيران

مع تأكيد مليشيات الحوثي أنها غير ملزمة باتفاق إسرائيل وإيران، أبقت الجماعة نفسها كمشكلة مستمرة، بحسب مسؤول عسكري أمريكي كبير. وقال المسؤول إن "مليشيات الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران ستُشكل على الأرجح مشكلة مستمرة للولايات المتحدة في المستقبل، حتى بعد توصل واشنطن والجماعة إلى اتفاق الشهر الماضي مما أنهى حملة جوية أمريكية ضدها". وقال مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة اللفتنانت جنرال ألكسوس غرينكويش، للمشرعين "من المُرجح أن يُشكل الحوثيون مشكلة مستمرة... سنواجهها مجددا في المستقبل". وكانت مليشيات الحوثي أكدت أنها غير ملزمة باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وزعمت أنها هجماتها نحو الدولة العربية ستستمر. وكتب عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي على حسابه في منصة أكس (تويتر سابقا) معلقا على الاتفاق أن "قبول أمريكا وإسرائيل بوقف اطلاق النار مع إيران يؤكد أن القوة العسكرية هي اللغة الوحيدة التي يفهمونها". وأكد أن "هجمات مليشيات الحوثي على اسرائيل سوف تستمر" وربط ذلك بوقف ما سماه «العدوان على غزة ورفع الحصار عنها»، على حد قوله. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023, يشن الحوثيون هجمات متواصلة على اسرائيل بزعم دعم غزة فيما ردت إسرائيل بـ 10 موجات من القصف منذ يوليو/تموز 2024 واستهدفت مرافق وبنية تحتية اقتصادية. وكانت إدارة ترامب أطلقت منتصف مارس/آذار الماضي حملة قصف استمرت شهرين ضد الحوثيين، وقالت واشنطن إن الجماعة استلمت ووافقت على وقف هجماتها على الملاحة في البحر الأحمر. aXA6IDkyLjExMy4yNDMuNTUg جزيرة ام اند امز ES

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store