
الأميرة ريم علي تفتتح النسخة الثالثة من"أكاديمية الدراية الإعلامية والمعلوماتية"
أخبارنا :
تحت رعاية سمو الأميرة ريم علي، افتتحت الخميس أكاديمية الدراية الإعلامية والمعلوماتية 2025 في معهد الإعلام الأردني، بنسختها الثالثة، تحت شعار "الإعلام والمعلومات: الدراية الإعلامية والمعلوماتية تمكن العقول وتحيي الحقيقة"، بالتعاون مع الجمعية العربية الأوروبية لباحثي الإعلام.
وأكدت سموها، أن الدراية الإعلامية والمعلوماتية لم تعد ترفًا ثقافيًا، بل أصبحت ضرورة في ظل الأزمات المتصاعدة والتضليل الإعلامي المتزايد، مشيرة إلى أن تمكين الأجيال الجديدة من أدوات التفكير النقدي والتحقق من المعلومات يشكل درعًا ضد خطاب الكراهية والتطرف الرقمي، ومفتاحًا لبناء مجتمعات أكثر وعيًا.
واستعرضت سموها تجربة الأردن كنموذج رائد في المنطقة، من خلال دمج التربية الإعلامية في المناهج الوطنية، وتدريب آلاف المعلمين، وتأسيس منصة "أكيد" لتعزيز ثقافة التحقق والمساءلة.
وشددت على أهمية مواكبة التحولات التقنية وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن "المهارة الوحيدة التي لا يمتلكها الذكاء الاصطناعي، هي التفكير النقدي"، داعية إلى سد الفجوة الرقمية بين شمال وجنوب المتوسط، وضمان عدالة الوصول إلى المعرفة والإعلام".
وفي هذا السياق، أوضحت سموها بأن الدراية الإعلامية والمعلوماتية فرصة وقوة لتمييز المصادر الموثوقة والروايات الزائفة، وتجعل المجتمعات قادرة على مواجهة التطرف والتلاعب الأيديولوجي، وشباب يستخدمون الأدوات الرقمية للتعبير عن أنفسهم وبناء المستقبل.
وأضافت، أن الدراية الإعلامية تسهم في بناء ثقافات قائمة على الاحترام المتبادل والحوار واتخاذ القرارات المبنية على الأدلة، وتتبنى في جوهرها التفكير النقدي والمسؤولية المدنية والمشاركة الأخلاقية، مشددة على أن الدراية الإعلامية والمعلوماتية محرك قوي للإصلاح التربوي والثقافي وتقوم بدور تكاملي مع إصلاح المناهج التعليمية.
واختتمت سموها كلمتها بالتأكيد على أن المعركة من أجل الإعلام المسؤول هي في جوهرها معركة من أجل الإنسان، مستشهدة بقول المغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه: "الانتصارات الحقيقية هي تلك التي تحمي الحياة البشرية".
وقال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، من جانبه، إن الحكومة ستبقى داعمة للمبادرات النوعية التي تسهم في بناء قدرات شبابنا وتعزيز الوعي في مجتمعاتنا وتحصنه بوجه التضليل والتزييف المعلوماتي وخطاب الكراهية.
وأكد، أهمية الدراية الإعلامية والمعلوماتية التي تتزايد بشكل غير مسبوق، كما تتزايد ضرورة تعزيز القدرات على التمييز والنقد والتحليل، في ظل التدفق الهائل للمعلومات عبر المنصات الرقمية، وتزايد التحديات المتعلقة بانتشار الأخبار المضللة، وخطاب الكراهية، ومحاولات طمس الحقائق وتشويه الروايات.
وأكد المومني "أننا في الأردن، نؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية الإعلام المسؤول، وندرك الدور المحوري للشباب في بناء المستقبل، ومن هذا المنطلق فإننا نولي باهتمام تزويد شبابنا بالمهارات اللازمة للتعامل مع معطيات العصر الرقمي، وتأتي هذه الأكاديمية لتصب في صميم هذه الرؤية الوطنية".
وبين، أن الدراية الإعلامية والمعلوماتية أصبحت أداة أساسية لتمكين وتحصين المجتمعات، ومواجهة "فوضى المعلومات"، وبناء جسور الثقة في الفضاء العام، والدفاع عن الحقيقة التي تمثل الركيزة الأساسية لأي مجتمع يسعى للتقدم والازدهار والعدالة.
وأوضح المومني، بأن أهداف الأكاديمية، المتمثلة في رفع الوعي ونشر ثقافة الدراية الإعلامية، وتزويد المشاركين بالمهارات التحليلية والنقدية والأخلاقية، ومواجهة اضطراب المعلومات، هي أهداف نبيلة وضرورية، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج المكثف، الذي يجمع نخبة من الخبراء والمدربين والطلبة والأساتذة من مختلف الدول، سيشكل منصة قيمة لتبادل الخبرات والمعارف، وسيسهم في بناء قدرات المشاركين ليكونوا روادا للتغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.
وأشار إلى أن تمكين الإعلاميين والأكاديميين والشباب بالمهارات الإعلامية والمعلوماتية، هو استثمار بمستقبل المعلومات لجعلها مصدر خير وبناء للمجتمع، لافتًا إلى أن الدراية المعلوماتي تسعى إلى كشف الحقيقة، وتعزيز المساءلة، وضمان التمثيل العادل للأصوات التي يجري تهميشها، في ظل التحديات التي تواجهنا ومن ضمنها محاولات تزييف الوعي وتحريف الروايات.
ودعا المومني إلى الاستفادة القصوى من فعاليات وبرامج الأكاديمية، والانخراط بفاعلية في ورش العمل والندوات والنقاشات، حيث أن المعرفة التي ستكتسب، والشبكات المعرفية التي ستبنى، ستمكن المشاركين من لعب دور فاعل في إحياء الحقيقة وتعزيز الصحافة المسؤولة والأخلاقية.
وقدم وزير الاتصال الحكومي الشكر للأميرة ريم علي، على رعايتها لهذه الأكاديمية، مما يعكس اهتمام سموها العميق بقضايا الإعلام وتطويره في المنطقة، ولمعهد الإعلام الأردني، على هذه المبادرة القيمة وجهودهم الدؤوبة، وللجمعية العربية الأوروبية لباحثي الإعلام (Areacore) على دعمهم وشراكتهم المثمرة.
وقالت عميدة معهد الإعلام الأردني الدكتورة ميرنا أبو زيد، من ناحيتها، إن عصر الذكاء الاصطناعي فرض تحديات غير مسبوقة على بيئة المعلومات، أبرزها التزييف العميق الذي بات اليوم يهدد الحقيقة نفسها، داعية إلى التوعية والتثقيف كأدوات أساسية للتحصين المجتمعي.
وخاطبت المشاركين قائلة: "ستتعلمون هنا كيف تطرحون الأسئلة، وتحللون، وتدققون المعلومات، وكيف تستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في تدقيق المعلومات وكشف التزييف والتلاعب".
ونوهت أبو زيد، "لقد تحول الفضاء الإعلامي إلى ساحة أمامية في الصراع، حيث تعمد الحكومات إلى عسكرة الفضاء الإعلامي، موضحة بأنه في حروب المعلومات فإننا نتخطى عمليات الدعاية التقليدية، لأن هناك حربًا سيبرانية شاملة تدار في الفضاء الرقمي تستخدم فيها البيانات كأسلحة والتقنيات الذكاء الاصطناعي كأدوات للتجسس والقتل كما شهدنا في الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة، سواء في العمل العسكري أو في تغييب الرواية الفلسطينية، من خلال تعديل الخوارزميات لطمس حقيقة المجازر أو إسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين".
وبينت، أن في هذه الحرب الجديدة لم تعد المواجهة تقتصر على الحكومات، بل تشارك فيها شركات التكنولوجيا العملاقة التي تمتلك قوه تفوق دوله بكاملها، من خلال السيطرة على تصورات الجمهور ومعتقداته، فمعارك العصر الرقمي الحالية هي في أساسها معارك إدراك.
وأشارت منسقة الجمعية العربية الأوروبية لباحثي الإعلام الدكتورة كاترينا نوتسولد، بدورها، إلى أن هذه الأكاديمية أصبحت من أبرز الفعاليات السنوية، لكونها تتيح فرصًا للتعلم والتبادل الثقافي بين الطلاب والأكاديميين من الدول العربية والأوروبية، وتعزز قيم التعاون والتفكير النقدي في مجالات الإعلام.
وقالت نوتسولد، إن التربية الإعلامية لا تقتصر على اكتساب مهارات تحليل المحتوى، بل تعد أداة مهمة في مواجهة خطاب الكراهية والتطرف والانقسامات المجتمعية، مشيرة إلى أن الحقيقة أصبحت مهددة في مناطق النزاع، حيث "يستهدف الصحفيون عمدا"، كما هو الحال في غزة وأوكرانيا.
واختتمت نوتسولد كلمتها برسالة وجهتها للمشاركين قائلة: "قد يبدو أحيانا أن الوقوف في وجه التضليل معركة خاسرة، لكن يجب ألا نستسلم، كل واحد منا يستطيع أن يحدث فرقًا حتى لو كان صغيرًا في مجتمعه المحلي".
وكشفت ممثلة اليونكسو في الأردن نهى بوازير عن أن 80 بالمئة من الشباب يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي يوميًا، ويعتمد ربعهم على "تيك توك" كمصدر رئيس للأخبار، في حين أن أقل من 10 بالمئة من المؤسسات تملك سياسات واضحة لتنظيم هذا الاستخدام.
وبينت، أن هذا الواقع يعزز الحاجة الملحة إلى التربية الإعلامية والمعلوماتية، بوصفها أداة ضرورية لتمكين الشباب في العصر الرقمي، مشيرة إلى أن اليونسكو تواصل دعم الحكومة الأردنية ومعهد الإعلام الأردني في إعداد الاستراتيجية الوطنية الثانية للتربية الإعلامية والمعلوماتية.
وتجدر الإشارة إلى أن الأكاديمية تنظم للسنة الثالثة على التوالي بمشاركة أكثر من 70 من طلبة وأساتذة الإعلام من 10 دول عربية وغربية، بهدف تمكينهم لمواجهة التحديات الرقمية المعاصرة، وتقام فعاليات الأكاديمية على مدى ثمانية أيام، وتشمل برامج تطبيقية موجهة لكل من الطلبة والأساتذة، بالإضافة إلى جلسات حوارية ومحاضرات علمية يقدمها خبراء من داخل الأردن وخارجه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 2 ساعات
- سرايا الإخبارية
د. عبدالكريم الشطناوي يكتب: خاطرة (بيان وتبيين)
بقلم : د.عبدالكريم الشطناوي للتوضيح لا للتجريح، للعرض لا للاستعراض، للعمل الدؤوب لا للقول والادعاء، للبيان لا للَّبس والغموض، للحقيقة لا للتضليل والبهتان، للفعل لا للتنظير. أنا أعلم، ومتيقن، أن بعض ما أكتبه من تغريدات ومقالات قد لا يروق لبعض الأفراد أو الجهات أو الفئات، ولكنني أقول وأؤكد أنني أكتب وأدوّن بموضوعية، وبأقصى درجات الشفافية، لواقعٍ عشته وعانيته. أكتب حقيقةً لا خيالاً، عملاً لا قولاً، تأريخاً لا تاريخاً، واقعاً لا ما سيقع، كائناً لا ما سيكون، لأن ما سيكون وما سيقع هو من علم الغيب، ولا يعلمه إلا خالق الغيب والكون. أكتب ذلك تبرئةً للذمة، كشاهد من هذا العصر، عايش أحداثه ومسؤولياته، وما زال أغلب شخوصه أحياء. وأكتب تصفيةً لحساب مع النفس أولاً، قبل أن يكون مع الآخرين. وأقولها صراحةً لكل من يريد أن يعارض سنة الحياة، أو يعمل على مصادرة حياة الآخرين، واستعبادهم، وحرمانهم من حقوقهم: يا رعاك الله، أما قرأت قول الفاروق العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟" لماذا نكون حشريين لا عمليين، فضوليين لا مبادرين، مقلدين لا مبدعين، مبغضين لا محبين، حاقدين لا مسامحين، محبطين لا معززين، حاسدين لا غيورين، منافقين لا ناصحين؟ أما ترون لغتنا الجميلة، وثراءها المدهش؟! لقد اتسعت للأضداد، وتركت التمييز لأصحاب البصائر والبصر. فلماذا نحرم أنفسنا من هُدى البصائر ونِعمة البصر؟ ونلهث وراء طمس الحقائق وعمى القلوب؟! واعلم، يا رعاك الله، أنني أكتب إيمانًا بحرية الرأي والرأي الآخر، وأن كل شيء يحمل في داخله النقيض: الخطأ والصواب، الخير والشر، العيب واللاعيب. "لو نظر الناس إلى عيوبهم، ما عاب إنسانٌ على الناس." أكتب، وأتخيل من سيمر على كلماتي، سواء أعجبه الكلام أو لم يعجبه، فأقول: لمن أنكر: عفوًا ومعذرة، ولمن وافق: شكرًا وعرفانًا. لنجعل لقاءنا هذا لقاء نصحٍ ومودة، لعلّنا نستقيم ويعمّ الخير والعطاء في دنيانا، ونُجازى به في آخرتنا عند وليّ نعمنا، وجزيل نعيمنا. وأسلم يا رعاك الله، ولتخلد إلى حسن النية، وراحة الضمير، وسبحان من خلق الكون وأحسن التدبير. والله الموفق.

السوسنة
منذ 4 ساعات
- السوسنة
من تحت الصاروخ إلى قمة الوعي
لم أكتب في السياسة يومًا، لا حبًا في الجهل، ولا تهرّبًا من الواقع، لكن ببساطة... "ابعد عن الشر وغنّيله". فأنا لا أدّعي الفهم في الاستراتيجيات، ولا أتابع التحليلات، ولا أملك الحماس الكافي للخوض في أحاديث المقاهي عن إسرائيل وإيران، ولا أريد أن أعرف أصلًا... أو هكذا كنت أظن. لكن صاروخًا، أو لنقل ضيفًا غير مرغوب فيه، قرر أن يمر بالقرب من منزلي، وتحديدًا في إحدى الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل قبل أشهر. وهنا، وبمنتهى الصراحة، همست لنفسي: "لحد هون وبس... بدها صفنة!" كان المشهد غريبًا... على سطح البيت، أرى الجيران موزعين كأنهم في مهرجان صيفي، أرجيلة شغالة، كاسات شاي، هواتف مرفوعة، وبعضهم يشرح للصغار نوع الصاروخ ومساره! حتى ابني زيد، الصغير اللي كنت مفكره خايف، طلع يصوّر الفيديوهات، يركب عليها موسيقى ملحمية، وينشرها على التيك توك وكأننا في لعبة Call of Duty. والله لو أعطيه فرصة، بصير يطلع على الأخبار يحلل الموقف، ويقترح هدنة بين الأطراف! ضحكت، بس من جوّا قلبي تقبّض. هذا مش وقت سخرية، هذا وقت وعي. مديرية الأمن العام كانت واضحة وصريحة: "عند سماع صفارات الإنذار، الزم بيتك، ابتعد عن النوافذ، التزم بالتعليمات". بس إحنا؟ نتصرف أحيانًا كأننا محصنين، أو مش معنيين، أو أسوأ… كأن الخطر ترفيه. في الأردن، وسط هذا المحيط الملتهب، نحظى بأمان نادر. أمانٌ ليس من فراغ، بل نتيجة قيادة عاقلة، حكيمة، ورجل دولة حقيقي اسمه جلالة الملك عبد الله الثاني. الرجل الذي يجوب العالم لا ليبحث عن مجد شخصي، بل ليحصّن الأردن، ليبعد عنا شرور الحروب والنيران. المنطقة كلها على صفيح ساخن، لكننا بفضل الله ثم بفضل حكمة قائدنا لا زلنا ننعم بالأمن، نسبح في جزيرة من الاستقرار وسط بحر من اللهيب. الأردن، البلد الصغير بالحجم، الكبير بالفعل، بحاجة اليوم لأكثر من الدعاء... بحاجة لوعي. مش كفاية نحب بلدنا، لازم نتصرف بحبنا. نلتزم، ننتبه، نفهم إنو في لحظات لازم نختار فيها السلامة قبل اللايكات. الصاروخ مش شهاب، والمشهد مش ترند، والوعي أغلى من ألف لايك. احمِ نفسك، احمِ أحبابك، التزم بالتعليمات وقت الطوارئ. الله يحمي الأردن، وأهله، وجيشه، وقيادته. وإذا سألوك ليش كتبت؟ جاوبهم مثلي: لأني مواطن عادي… بس بحب بلدي كثير.

سرايا الإخبارية
منذ 4 ساعات
- سرايا الإخبارية
الرئيس الايراني: "نصرٌ من الله وفتحٌ قريب"
سرايا - في أول تعليق له بعد إطلاق إيران عملية "الوعد الصادق 3"، نشر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الجمعة (13 حزيران 2025)، تغريدة مقتضبة عبر حسابه الرسمي قال فيها: "نصرٌ من الله وفتحٌ قريب"، في إشارة واضحة إلى الهجمات الصاروخية التي نفذتها بلاده ضد أهداف داخل إسرائيل.