
هل ماتت النخوة العربية؟!
إذا كانت الأنظمة قد خذلت، فإن الشعوب ما زالت حيّة.. الملايين الذين يخرجون في الشوارع رغم القمع، والذين يقاطعون رغم الحملات، والذين يُربّون أبناءهم على حبّ فلسطين رغم خذلان العالم، هؤلاء هم ما تبقى من نبض العروبة. لكن السؤال الكبير: إلى متى تبقى الشعوب وحدها؟
أمام ما يجري في غزة، يحق لنا أن نسأل بصراحة: هل ماتت النخوة العربية؟
ما زرعه الاستعمار من فرقة، منذ سايكس بيكو، سُقي لاحقاً بماء الخنوع السياسي. أما اليوم، فها نحن نعيش حصاد هذا الانقسام، بعدما تحولت فلسطين من قضية مقدسة إلى "ملف مزعج" في عيون بعض الأنظمة
ما كشفته الحرب على غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ، تاريخ انطلاق الطوفان المبارك، وحتى اليوم، هو حجم الهشاشة السياسية والإنسانية في الموقف العربي! لم تعد فلسطين "القضية المركزية" كما يردد البعض، بل تحولت- في نظر كثير من الأنظمة- إلى ملف معقد يفضل تجنبه، أو- في أفضل الأحوال- أن يدار ضمن الحدود الدنيا، دون تجاوز "الخطوط الحمراء" التي ترسمها القوى الكبرى.
أميركا لا تخفي انحيازها، وإسرائيل تمارس الإبادة بلا خشية من عقاب. أما العرب، فإن مواقفهم تراوحت بين التنديد الخجول والصمت الكامل، وكأن الدم الفلسطيني لا يمتّ إليهم بصلة ولا تربطهم به رابطة الانتماء والعروبة، أو كأنهم فقدوا القدرة على الفعل، أو حتى الرغبة فيه.
ما نراه اليوم يؤكد ما حذَّر منه كثيرون سابقاً: أننا أصبحنا كغثاء السيل، لا وزن سياسي، ولا تأثير دولي، ولا هيبة تحفظ الحقوق أو تردع المعتدين. لا إسرائيل تحسب حساباً للغضب العربي، ولا أميركا تفكر مرتين قبل دعمها غير المشروط لآلة القتل.
ما زرعه الاستعمار من فرقة، منذ سايكس بيكو، سُقي لاحقاً بماء الخنوع السياسي. أما اليوم، فها نحن نعيش حصاد هذا الانقسام، بعدما تحولت فلسطين من قضية مقدسة إلى "ملف مزعج" في عيون بعض الأنظمة. الانقسام، والتطبيع، والتذرع بـ"المصالح العليا"، كلها كانت تمهيداً لتجريدنا من القدرة على المواجهة، حتى بالكلمة.
ما من مشهد أكثر قسوة من غزة وهي تباد يومياً، بينما القمم العربية تنعقد وتنفض دون أن يتغير شيء على الأرض.. بيانات الإدانة لم تعد تقنع أحداً، والمبادرات لم تعد تتجاوز المراوغة اللغوية. صمت القادة العرب -أو اكتفاؤهم بالحد الأدنى من المواقف الرمزية- كشف عجزاً لا يُغتفر، وتخلّياً لا يمكن تبريره.
هل بات الولاء للتحالفات الدولية أهم من الوفاء لقضية الأمة! بعض العواصم فتحت الأبواب للتطبيع، وبعضها الآخر اختبأ خلف "الواقعية السياسية" و"التعقيدات الإقليمية"، بينما أطفال غزة يُدفنون تحت الركام. لم يُطلب من الزعماء العرب أن يعلنوا الحرب، لكن ما يُطلب هو موقف شريف، شجاع، يتناسب مع فداحة المشهد؛ فلا يعقل أن تستباح مدينة عربية بهذا الشكل، دون أن يكون للعرب وزن سياسي أو تحرك يجبر المعتدي على التوقف.
الخذلان هذه المرة ليس صمتاً فقط، بل هو مشاركة غير مباشرة في الجريمة، تكون حين يتحول التواطؤ إلى سياسة، واللامبالاة إلى موقف. هذا الغياب العربي الرسمي لم يكن فقط فاضحاً، بل مفضوحاً، والتاريخ سيكتب هذا الفصل من الخذلان بحبر لا يجف.
يبدو أن ما نشهده اليوم هو امتداد طبيعي لمرحلة بدأت منذ عقود؛ فمنذ نكبة 1948، والعرب يتحدثون عن "الحق الفلسطيني"، لكن معظمهم لم يتجاوز الشعارات. تغيرت الأنظمة، وتبدلت الخطابات، لكن التراجع ظل ثابتاً، بل تصاعدياً.
قادتنا، حين فشلوا في ردع الاحتلال، بدؤوا في ترويض شعوبهم على قبول الأمر الواقع. أما اليوم، فقد بلغنا مرحلة جديدة: مرحلة التعامل مع فلسطين كملف محرِج، لا كقضية مقدسة… أصبح الفلسطيني يحمل وحده عبء مقاومة آلة عسكرية مدعومة دولياً، بينما تكتفي الأنظمة بالمراقبة، أو التبرير، أو ما هو أسوأ: التنسيق الأمني والسياسي خلف الكواليس.
الأكثر إيلاماً من كل ما سبق هو الإحساس العام، الذي ترسخ في وجدان شعوبنا العربية، بأن الدم العربي لم يعد يُقلق أحداً، وأن الإنسان العربي هو الأرخص في بورصة السياسات الدولية… لا أحد يغضب لمجزرة، ولا يرتعش ضمير العالم لطفل يموت جوعاً في غزة، أو تحت أنقاض بيت في رفح، أو في خيمة باردة في خان يونس. بل إن السؤال الأخطر الذي يفرض نفسه: هل فقدنا إحساسنا بالكرامة؟ لقد صارت العروبة شعارات جوفاء، بعدما كانت تعني يوماً الانتصار للمظلوم، والدفاع عن الأرض والعِرض، ولو على حساب المصالح.
النخوة العربية، أو ما تبقى منها، تموت كل يوم يُقتل فيه طفل فلسطيني دون رد، تموت كل مرة يُمنع فيها شريان الحياة عن غزة ويقابَل ذلك بتقاعس عربي رسمي، تموت حين يُترك الفلسطيني الأعزل يواجه آلة القتل وحده، بينما تُفتح العواصم للمهرجانات والاحتفالات وكأنه لا شيء يحدث.
لقد تغير الكثير في وجدان هذه الأمة، لكن ما لا يجب أن يتغير هو إدراكنا بأن ما يجري في فلسطين ليس "أزمة إنسانية" فحسب، بل هو اختبار أخلاقي ووجودي للعرب جميعاً: أن نكون أو لا نكون.. إما أن نستعيد معنى الكرامة، أو نسلم بأننا شعوب بلا قضية، بلا صوت، بلا تأثير.
لم يُكتب بعد الفصل الأخير من هذه الحرب.. لا يزال في الميدان رجال ونساء وأطفال يواجهون الجوع بالصمود، والموت بالأمل، والخذلان بالإيمان! لكن هؤلاء لا يستحقون فقط التعاطف، بل الفعل، يحتاجون أكثر من التغريدات والتصريحات، يحتاجون موقفاً يعيد للعروبة معناها، وللنخوة وزنها.
فمن لم تهزه مجاعة غزة، ودماء أطفالها، ودموع أمهاتها، فليراجع إنسانيته أولاً، وعروبته ثانياً.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
إدانات بمجلس الأمن لخطة احتلال غزة ودعوات لوقف المجاعة
حذر عدد من ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي اليوم الأحد من مغبة إقدام إسرائيل على تنفيذ خطة احتلال قطاع غزة ، في ظل معارضة دولية واسعة وتحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية الهائلة في القطاع الذي يتعرض لإبادة جماعية مستمرة منذ قرابة عامين. وعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا بطلب من المملكة المتحدة والدانمارك وفرنسا واليونان وسلوفينيا، وبدعم روسيا والصين والصومال والجزائر وباكستان لمناقشة إعلان الاحتلال الإسرائيلي نيته احتلال غزة وتهجير سكانها إلى مخيمات. وجدد مندوب الجزائر الدائم بالأمم المتحدة عمار بن جامع، رفض بلاده لقرار إسرائيل احتلال كامل قطاع غزة، قائلا إن ذلك يوضح أن قتل الجيش الإسرائيلي 18 ألف طفل فلسطيني بالقطاع ليس كافيا ضمن قائمة جرائمهم. وأكد بن جامع -في كلمة لمندوب الجزائر خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن- إدانة الجزائر بأشد العبارة قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) تشريد كامل سكان مدينة غزة وشمالها وفرض سيطرة كاملة على القطاع. وقال إنه بعد 22 شهرا من التهجير والتجويع والتطهير العرقي، فإن العملية المقررة لن تقوم فقط بزيادة الخراب بل ستقضي على كامل ما تبقى في غزة، مؤكدا أن غزة تواجه الجحيم، وهي بين أيدي قوة محتلة تهدد السلم والأمن الدوليين. بدوره، قال جيمس كاريوكي نائب المندوبة البريطانية في المجلس -في مستهل الاجتماع- إن التصعيد الإسرائيلي الحالي في غزة سيدفع نحو مليون شخص إلى النزوح. ووصف نائب المندوبة البريطانية قرار إسرائيل بتوسيع عمليتها العسكرية بالخاطئ، داعيا إياها لإعادة النظر فورا في القرار. وأضاف أن المساعدات المجزأة غير مناسبة، وأن على إسرائيل رفع القيود عن المساعدات لغزة، مؤكدا أنه لا يجوز لها منع المنظمات الإنسانية من العمل بغزة عبر إجراءات تعسفية. إعلان من جانبه، أدان نائب المندوب الفرنسي في مجلس الأمن دارماد هيكاري بشدة خطة إسرائيل لتوسيع عملياتها للسيطرة على مدينة غزة. وأضاف: نذكر بمعارضتنا الشديدة لأي خطة لاحتلال قطاع غزة وضمه واستيطانه أو تهجير سكانه قسريا. وطالب إسرائيل بفتح جميع معابر غزة بشكل عاجل للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية وأن تمتثل لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي. أما نائب مندوب روسيا بمجلس الأمن، فقال إن الشعب اليهودي الذي واجه الهولوكوست يحاصر الآن الفلسطينيين في غيتو ويسعى لتدميرهم. وأكد المسؤول الروسي، أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، ذرف دموع التماسيح على مصير الأسرى، وهو يعلم أن قرار حكومته لن يعيدهم أحياء، وإنه كان يريد تعاطف أعضاء مجلس الأمن ليتواصل قتل الفلسطينيين. من جانبها، قالت دوروثي شيا القائمة بأعمال المندوبة الأميركية في مجلس الأمن، إن إسرائيل لم تقرر مواصلة حملتها العسكرية من فراغ ولكن بعد أشهر من تعنت حماس. وأكدت أن لإسرائيل حق تحديد ما هو ضروري لأمنها ولها الحق في اتخاذ التدابير المناسبة لإنهاء ما وصفته بتهديد حماس. وقالت إن مجلس الأمن محتاج لتحميل حماس المسؤولية الكاملة، في حين أن اجتماعه اليوم يقوض هذا الجهد حسب قولها. دعوة فلسطينية للتحرك هذا وقد دعت فلسطين، الأحد، إلى تحرك فعلي لوقف الإبادة في قطاع غزة، وعدم الاكتفاء بالشعور بالذنب بينما إسرائيل تسعى لاحتلال كامل القطاع لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة. جاء ذلك في كلمة المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، خلال الجلسة الطارئة لمجلس بشأن خطة إسرائيل لاحتلال كامل قطاع غزة. وقال منصور في كلمته "يجب أن لا نكتفي بالشعور بالذنب والعار وعلينا التحرك الآن لإيقاف الإبادة الجماعية، مذكرا بأن إسرائيل "تقتل فلسطين في غزة وهذا هو هدفها وتسعى لتعزيز سيطرتها على غزة لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة". ويأتي اجتماع مجلس الأمن اليوم، بعد أيام من تصديق المجلس الإسرائيلي الأمني المصغر على مخطط لاحتلال مدينة غزة وإقامة إدارة بديلة فيها. تحذير أممي كما حذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة الأحد من أن خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة قد تتسبب بـ"كارثة جديدة" مع تداعيات تتجاوز القطاع المحاصر والمدمّر. وقال ميروسلاف جينكا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الامن الدولي "إذا تم تنفيذ هذه الخطط، فقد تؤدي الى كارثة جديدة في غزة، تتردد أصداؤها في أنحاء المنطقة، وتتسبب بمزيد من النزوح القسري وعمليات القتل والدمار". وقبل الاجتماع، قال سفير سلوفينيا لدى الأمم المتحدة سامويل زبوغار متحدثا باسم الأعضاء الأوروبيين الخمسة في مجلس الأمن إن "هذا القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية لن يكفل عودة الرهائن وقد يعرض حياتهم لخطر متزايد". وأضاف أن القرار "سيزيد الوضع الإنساني الكارثي في غزة سوءا، وسيزيد خطر الموت والنزوح الجماعي لدى المدنيين الفلسطينيين". وفجر الجمعة، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الكابينت خطة تبدأ باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية. ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع، التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
الإعلام الحكومي بغزة: المساعدات التي دخلت القطاع لا تكفي إلا 3% فقط
كشف مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة عن أن حجم المساعدات الفعلية التي تصل إلى المواطنين في قطاع غزة لا يتجاوز 3% من الاحتياجات اليومية لنحو 2.4 مليون نسمة، بينهم أكثر من مليون طفل فلسطيني، رغم تعهدات الاحتلال الإسرائيلي بفتح المعابر منذ 27 يوليو/تموز الماضي. وفي تصريحات للجزيرة نت، قال الثوابتة إن مستشفيات غزة ما زالت تسجل وفيات يومية جراء المجاعة ونقص الغذاء، وكان آخرها 5 ضحايا -بينهم طفلان- خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة الضحايا بسبب الجوع وسوء التغذية إلى 217 شهيدا، بينهم 100 طفل، في مشهد يعكس عمق المأساة واستمرار سياسة الحصار والتجويع التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية. حجم المساعدات الحقيقي وعن العدد الحقيقي للشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية التي تدخل فعلا قطاع غزة، أشار مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إلى أن 1210 شاحنات مساعدة فقط هي التي دخلت غزة خلال 14 يوما، من أصل 8400 شاحنة مفترضة، أي ما يعادل 14% من الاحتياجات الفعلية. وأضاف أن معظم هذه الشاحنات تعرضت للنهب والسطو في ظل فوضى أمنية يفتعلها الاحتلال ضمن سياسة ممنهجة لما سماه "هندسة التجويع والفوضى" بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني. وأكد الثوابتة أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول استخدام هذا الوضع كأداة للضغط السياسي وتصفية القضية الفلسطينية عبر فرض شروطه الميدانية والإنسانية على السكان المحاصرين. ويشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا متواصلا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أدت العمليات العسكرية وسياسات الإغلاق الممنهج إلى انهيار منظومة توزيع المساعدات الإنسانية، وسط تحذيرات متصاعدة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بشأن خطر المجاعة والموت جوعا الذي يتهدد الأطفال والنساء في المناطق المنكوبة. إنزال جوي بلا قيمة وتطرق المسؤول الحكومي في غزة إلى آلية توزيع المساعدات عبر إنزالها من الجو، وبيّن أن هذه العمليات لم تعد فقط بلا جدوى، بل أضحت خطيرة على حياة المجوعين. إعلان ويفسر ذلك بقوله إنه منذ بدء الحرب تسببت الإنزالات الجوية وحدها في استشهاد 23 فلسطينيا وإصابة 124 آخرين. مبينا أن معظم صناديق المساعدات تسقط في مناطق يسيطر عليها الاحتلال أو في أحياء تم تفريغها قسريا من سكانها، مما يعرّض المدنيين للاستهداف المباشر. كما أوضح الثوابتة أن "عمليات الإنزال الجوي التي حدثت العام الماضي أدت إلى غرق 13 فلسطينيا بعد سقوط المساعدات في البحر"، مطالبا بوقف هذه الإنزالات الجوية "الدعائية" التي يريد منها الاحتلال تلميع صورته والتغطية على سياساته بمنع دخول الإمدادات الأساسية عبر المعابر البرية. جرائم متواصلة ودان مسؤول الإعلام الحكومي في غزة استمرار الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، مجددا دعوات سبق أن أطلقها للأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للتحرك العاجل والجدي لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات بلا قيود، خاصة الغذاء وحليب الأطفال والأدوية، بالإضافة إلى محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين. وتؤكد بيانات وزارة الصحة في غزة استمرار نزيف الضحايا، فقد تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الحرب 61 ألفا، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 153 ألف جريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود. في حين تحذر الأمم المتحدة من أن 87% من مساحة القطاع باتت إما تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر أو أمرت قوات الاحتلال بإخلائها، مما يضاعف أزمة الغذاء ويعمّق الكارثة الصحية. ويتوازى كل ذلك مع مخطط بدأه جيش الاحتلال لتوسيع سيطرته على غزة، وذلك بعد أن أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة "تدريجية" لاحتلال القطاع بأكمله وتهجير سكانه نحو الجنوب، وقد بدأ بالفعل فرض أوامر إخلاء جديدة بأحياء ومخيمات في شمال القطاع ووسطه وشرقه.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
نتنياهو ينكر الإبادة والمجاعة بغزة ويتهم الإعلام العالمي بالكذب
كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب – إنكاره للإبادة و المجاعة في قطاع غزة ، متهما الإعلام العالمي بالكذب ونشر صور مزيفة، كما أنكر سعيه لاحتلال قطاع غزة وذلك بعد موجة إدانات عربية وعالمية. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده نتنياهو، اليوم الأحد، "لتفنيد الأكاذيب ضد إسرائيل"، حسب قوله، حيث تنصل من المسؤولية عن القتل والتجويع واتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بنهب المساعدات كما اتهم الأمم المتحدة برفض توزيع مساعدات دخلت عبر معبر كرم أبو سالم ، وهو ما تنفيه حماس والأمم المتحدة. ومع انتشار صور المجاعة والأطفال الذين يموتون بين أذرع أمهاتهم في وسائل الإعلام العالمية، قال نتنياهو إن "الإعلام العالمي يتناقل ما تنشره حماس من أكاذيب"، كما عرض مجموعة من هذه الصور وفوقها كلمة "مزيف". وتابع قائلا "أفكر برفع دعوى على صحيفة نيويورك تايمز لنشرها صورا مزيفة بشأن غزة". وفيما يتعلق بالخطة الإسرائيلية الجديدة التي أقرها المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) الجمعة الماضية لاحتلال قطاع غزة تدريجيا، قال نتنياهو إنه لا يمكنه إعطاء جدول زمني أو تفاصيل دقيقة بشأن العمليات المقبلة، لكنه يفضل "مدى زمنيا سريعا". وأوضح أن إسرائيل تسعى "لإكمال المهمة" بعدما رفضت حماس إلقاء السلاح، وأن الهدف هو "إنشاء إدارة مدنية غير إسرائيلية في غزة لا تقودها حماس ولا السلطة الفلسطينية". وادعى نتنياهو أن حماس لم يبق لها إلا معقلان في القطاع، هما مدينة غزة ومخيمات المنطقة الوسطى، وقال إن الجيش الإسرائيلي سيسعى للقضاء عليهما، وذلك رغم استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية في مختلف أنحاء القطاع. وأضاف "إذا تمكنا من النجاح في الحرب بهزيمة حماس فهناك جهات مرشحة لأن تحل مكانها وستكون سلطة انتقالية". ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 153 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.