logo
«ساراماجو» أول أديب برتغالي يفوز بجائزة نوبل أدان إسرائيل: «ما يحدث في فلسطين جريمة»

«ساراماجو» أول أديب برتغالي يفوز بجائزة نوبل أدان إسرائيل: «ما يحدث في فلسطين جريمة»

مصرسمنذ يوم واحد

«ما يحدث فى فلسطين جريمة.. إن شعورًا بالإفلات من العقاب يتملك الشعب الإسرائيلى وجيشه. لقد تحولوا إلى مستفيدين من الهولوكوست»، هكذا علق الأديب البرتغالى «جوزيه ساراماجو» الحائز على جائزة نوبل فى الأدب خلال زيارته لمدينة رام الله الفلسطينية المحاصرة فى مارس من عام 2002. وبعد مرور ستة أشهر على الزيارة تحدث إلى الصحفيين قائلا: المزعج ليس أننى أدنت ما تقوم به السلطات الإسرائيلية، وارتكابها لجرائم حرب، فلقد اعتادوا على مثل هذه التصريحات. ما أزعجهم حقاً هى كلمات محددة لا يستطيعون تحملها. وهى «أوشفيتز».. ولكن حقيقة أنى وضعت أصبع على جرح أوشفيتز جعلهم يقفزون.
وكان مع ساراماجو فى زيارته ثمانية كُتاب، جميعهم أدلوا بتصريحات تُدين إسرائيل نذكر منهم وولى سوينكا، برايتن بريتنباخ، فينشينسو كونسلو وآخرون، وبرغم مرور 15 عاماً على رحيل الأديب البرتغالى العالمى جوزيه ساراماجو، والذى غادر دنيانا فى 18 يونيو 2010، إلا أن تصريحه بشأن ممارسات الاحتلال الإسرائيلى لاتزال ترن بصداها فى أسماع العالم خاصة فى ضوء الأحداث المخزية الآن.مُنح جوزيه ساراماجو جائزة نوبل للآداب عام 1998، ليصبح بذلك أول أديب برتغالى ينالها.. ورغم تنصله السياسى، كثير من أعماله تُعرف بكونها تحوى نقداً سياسياً بطريقة غامضة. لم يحقق ساراماجو أول نجاح كبير له إلا بعد بلوغه الستين، وجاءت انطلاقة مسيرته دوليًا بعد نشر «بالتاسار وبليموندا» عام 1982. وقد استند الملحن الإيطالى كورجى فى أوبراه «بليموندا» إلى هذه الرواية. ومنذ ذلك الحين، استقطب اهتمامًا واسعًا، وتُرجمت أعماله لكثير من اللغات. عانى ساراماجو من اللوكيميا توفى فى 18 يونيو عام 2010 عن عمر ناهز 88 عاماً.وُلد جوزيه ساراماجو فى 16 نوفمبر 1922 لعائلة من العمال الريفيين ذوى الدخل المحدود من منطقة ريباتيخو الوسطى فى البرتغال. وانتقلت العائلة إلى لشبونة، حيث عمل والده شرطيًا. فى سنوات مراهقة ساراماجو، اضطرته الظروف الاقتصادية الصعبة للانتقال من مدرسة ثانوية عادية إلى مدرسة مهنية، عمل لاحقًا فى وظائف متنوعة، بما فى ذلك ميكانيكى، قبل أن يتفرغ للكتابة.فى عام 1947، وفى سن الرابعة والعشرين، نشر ساراماجو روايته الأولى «أرض الخطيئة»، ولم ينشر مرة أخرى لمدة تسعة عشر عامًا. فى عام 1966 ظهرت أول مجموعة شعرية له «القصائد الممكنة». وفى 1977 نشر روايته الثانية «دليل الرسم والخط» وخلال الستينيات والسبعينيات، كان ساراماجو نشطًا فى الصحافة، حيث عمل مساعدًا لمدير صحيفة دياريو دى نوتيسياس لفترة قصيرة، كان يدعم نفسه بالترجمة من الفرنسية. وفى عام 1969 انضم إلى الحزب الشيوعى البرتغالى، وظل عضوًا ملتزمًا فيه، ارتبطت كتاباته ارتباطًا وثيقًا بالتعليق الاجتماعى.من أبرز إنجازات ساراماجو رواية «عام وفاة ريكاردو ريس»، التى نُشرت عام 1984. وحصلت على جائزة نادى القلم البرتغالى وجائزة الخيال الأجنبى المستقلة البريطانية. تدور أحداث الرواية رسميًا فى عام 1936 فى لشبونة خلال فترة الديكتاتورية، حين كانت الجمهوريات فى أوروبا تحتضر، على الجانب الآخر من الحدود فى إسبانيا، تتصاعد الفاشية والبلاد تتجه نحو حرب أهلية؛ وفى البرتغال، كان سالازار قد وصل إلى السلطة بالفعل ويؤسس دولة بوليسية. فى هذه اللحظة، يقرر بطل الرواية، بعد إقامة طويلة فى البرازيل، العودة إلى لشبونة. عند مكتب الاستقبال فى فندقه المطل على الواجهة البحرية الذى اختاره عفويًا. ويزداد هذا الجو إشراقًا بفضل الزيارات المتكررة للشاعر الراحل فرناندو بيسوا لبطل الرواية ريكاردو ريس (إحدى الشخصيات المستعارة العديدة التى استخدمها الكاتب البرتغالى فرناندو بيسوا. الذى يُعدّ بدوره إحدى روائع الكاتب البرتغالى فرناندو بيسوا) وحواراتهما حول ظروف الحياة. وفى زيارته الأخيرة، يغادران العالم معًا.فى الرواية، يعود ريكاردو ريس إلى لشبونة من البرازيل، بعد أن علم بوفاة بيسوا. وهناك، يختار عدم استئناف مزاولة الطب، بل الإقامة فى فندق، حيث يقضى أيامه فى قراءة الصحف والتجوال فى شوارع لشبونة.تتناول الرواية مواضيعها بشكل غير مباشر إلى حد كبير، حيث يُكافح ريكاردو ريس للتعبير بوضوح عن مشاعره تجاه أحداث الحبكة. على سبيل المثال، يقرأ عن الأحداث التى أدت إلى الحرب الأهلية الإسبانية ويرى حشودًا من المهاجرين الإسبان يصلون إلى لشبونة طالبين اللجوء، لكنه لا يُعبّر أبدًا عن مشاعر قوية أو حتى عن فهم مُقنع لمعنى الصراع. ويعيش ريكاردو ريس أيضًا قصة حب باهتة، ولكن حتى فى ما يبدو أنه علاقاته الأكثر حميمية، فإنه ينعزل باستمرار وبشكل طوعى عن المجتمع. إن النظرة الأكثر كشفًا لشخصية ريكاردو ريس تأتى من خلال سلسلة من المحادثات مع روح فرناندو بيسوا، والتى يفقد خلالها ريس مفهومًا واضحًا عن طبيعة الحياة والموت. فى المشهد الختامى للرواية، «يموت» ريكاردو ريس وهو يرتدى سترته بهدوء ويتبع بيسوا إلى المقبرة.ابتكر فرناندو بيسوا شخصية ريكاردو ريس قبل خمسين عامًا تقريبًا من صدوره، وقدّم له سيرة ذاتية وكتب العديد من القصائد تحت هذا الاسم. قام ساراماجو بوضع الشخصيتين جنبًا إلى جنب يُبرز طمسًا متعمدًا للحدود بين الخيال والواقع، وهو موضوع شائع فى أعمال ساراماجو. يقضى ريكاردو ريس معظم وقته فى قراءة رواية بعنوان «إله المتاهة»، وهى رواية خيالية ذكرها الكاتب خورخى لويس بورخيس ونُسبت إلى الشخصية الرئيسية فى قصته القصيرة «دراسة أعمال هربرت كوين».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نرجسية نيتانياهو وأوهام «عتريس»
نرجسية نيتانياهو وأوهام «عتريس»

بوابة الأهرام

timeمنذ 6 ساعات

  • بوابة الأهرام

نرجسية نيتانياهو وأوهام «عتريس»

حالة نتيانياهو «صعبة»! لو كانت هناك جائزة نوبل فى «الوقاحة»، لحصل عليها بلا أى منافس! الأمر لا يتوقف عند حد الدموية، والإجرام، وحب القتل والتدمير، ولكن «النرجسية» لديه لا حدود لها. فى مقابلته التليفزيونية مع شبكة «إيه بى سي» الأمريكية، لا تجد أمامك سوى صورة مكررة من شخصية «عتريس» سفاح قرية «الدهاشنة» فى فيلم «شيء من الخوف»، الذى كان يقتل ويخطف ويحرق ويسرق، بحجة أنه يعمل لمصلحة القرية، ويصفق له «رجالته» على جرائمه. نيتانياهو يصور نفسه، للرأى العام العالمي، و»الغربي» تحديدا، على أنه زعيم الإنسانية، ومنقذ البشرية، الذى اختاره الله من دون باقى البشر لتخليص الكوكب من الشر والأشرار! لم أجده يكذب أو يخادع أو يراوغ وهو يتحدث، بل وجدته مؤمنا تماما بما يقول، مقتنعا بما يفعل، وهنا تكمن الكارثة الحقيقية! التصريحات التى تشبه قصة «عتريس» من بدايتها حتى نهايتها، حيث الوهم بالقوة، وتقمص دور الملاك الحارس، من شخص منته سياسيا، وموصوم جنائيا، ليس سوى ذروة نرجسية سياسية تعكس اختلالًا عميقًا فى رؤية الواقع، وتُحوِّل دماء المنطقة إلى مجرد مسرح لتمجيد الذات. نيتانياهو يبرر حربه ضد إيران بأنه يدافع عن الديانة الإبراهيمية، وعن دول المنطقة، وعن السلام، ويحارب الإرهاب نيابة عن المنطقة والعالم، ويريد منع «النووي»، ادعاءات أشبه بـ»نكتة»، أو مجموعة نكات صاروخية، كتلك التى كان يطلقها المونولوجست حمادة سلطان! وأغرب ما قاله «شوفوا يا ناس»، القصف الإسرائيلى على إيران يقتل ويصيب القادة بدقة، حفاظا على أرواح الناس، بينما القصف الإيرانى لإسرائيل «عشوائي»، ويقتل المدنيين، ويهدف للخراب والقتل. نيتانياهو الذى تقصف قواته الجوعى والمرضى والنساء والأطفال والمستشفيات فى غزة، ويتوسع فى لبنان وسوريا، ويضرب فى اليمن، ويريد الذهاب إلى ما وراء ذلك، وكيانه «تخصص» حروب وفتن وتصعيد واحتلال وتوسع وجرائم يندى لها جبين البشرية، يدافع عن البشرية، وعن المنطقة، التى هو أصلا دخيل عليها، وسرطان فى جسدها! الكيان «النووي»، هو من يريد منع إيران من استخدام النووي! الكيان هو البادئ بالهجمات على إيران فى 13 يونيو، وليس العكس، ومع ذلك، فإيران فى نظره هى المعتدية! أى منطقة وأى سلام هذا الذى يتحدث عنه نيتانياهو؟ إسرائيل هى آخر من تتكلم بلسان المنطقة والعرب والسلام. يكفى أن شرارة الحرب التى أشعلتها، أثارت موجة غضب جميع دول المنطقة، بما فيها دول ما يسمى باتفاقيات «إبراهيم» نفسها، وزعزعزت استقرار الإقليم، ورفعت أسعار البترول، ووضعت دولا بأكملها على حافة الحرب. فى مقابلة «إيه بى سي»، قدّم نيتانياهو سرديته المفضلة للرأى العام الغربي: نحن جدار صدّ ضد قوى الشر»، مشبهًا العلماء النوويين الإيرانيين بـ«فريق هتلر النووي». تضخيم «مرضي» لدور كيان صغير مزروع فى المنطقة، يقوده مجموعة من القتلة والمرضى النفسيين. لغة استعلائية زائفة تماثل خطاب «عتريس» عندما كان يرتكب جرائمه واعيا متيقظا تماما، وهو مقتنع تماما بأنه يفعل ذلك لأنه «أفضل من الجميع» والمنقذ المختار. فى «شيء من الخوف»، يرفض «عتريس» رؤية حقيقة أفعاله، ويُصرّ على تمجيد ذاته حتى وهو عند حافة الهاوية. وها هو نيتانياهو يعيد إنتاج الدور نفسه: سواء من خلال التضليل باستخدام الخطاب الديني، عبر تأكيده فى المقابلة أنه فى «معركة بين الخير والشر». أو من خلال الإصرار على تجاهل العواقب. لن تكون المنطقة أبدا مسرحًا لأوهام «عتريس» وغطرسته. «غطرسة القوة» لا تصنع سلاما. هذا هو ما أكده بيان الخارجية المصرية فى اليوم الأول من الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، وأعاد تأكيده أيضا بيان مجلس النواب «القوي» الصادر يوم الأحد الماضي، ثم البيان الصادر عن 21 دولة عربية وإسلامية، من بينها مصر، وبمبادرة مصرية، أمس الأول، لفضح سردية نيتانياهو الهزلية بأنه يخدم العرب ويحمى السلام وينقذ المنطقة! وكما سقط «عتريس» وخانه رجاله و»احترق»، بعد أن كشفت القرية زيف أقنعته، لن يتم تمرير أوهام الإنقاذ الزائفة هكذا إلى الأبد، فى ظل وعى الشعوب العربية والإسلامية، والإدانات الدولية المتصاعدة للجرائم الإسرائيلية. فقط يبقى السؤال كم من الدماء ستزهق قبل أن يدرك الغرب أن «البطل» فى هذه الدراما مجرد قاتل متوهم، و»سادي» أهوج، لا يتورع عن فعل أى شيء لإشباع غريزة القتل والتوسع لديه ولدى كيانه، بما فى ذلك اللجوء لـ»النووي»، لحسم معركة وجد نفسه متورطا فيها؟

ثقافة : ألمانيا فى كأس العالم للأندية.. توماس مان كتب بعمق الفلاسفة وحصد نوبل
ثقافة : ألمانيا فى كأس العالم للأندية.. توماس مان كتب بعمق الفلاسفة وحصد نوبل

نافذة على العالم

timeمنذ 9 ساعات

  • نافذة على العالم

ثقافة : ألمانيا فى كأس العالم للأندية.. توماس مان كتب بعمق الفلاسفة وحصد نوبل

الثلاثاء 17 يونيو 2025 07:30 مساءً نافذة على العالم - تقام في هذه اللحظات واحدة من منافسات المجموعة السادسة في بطولة كأس العالم للأندية 2025، حيث يواجه فريق بوروسيا دورتموند الألماني نظيره فريق فلومينينسي البرازيلي، وتعد ألمانيا واحدة من الدول التى تمتلك أرثا كبيرا في الساحة الأدبية، حيث قدمت لنا مجموعة من أبرز الأدباء ومن بينهم الكاتب الكبير توماس مان الحاصل على جائزة نوبل في الأدب. يعد الكاتب والأديب توماس مان واحد من أعظم من أنجبتهم ألمانيا للقرن العشرين، الذى كتب بعمق الفلاسفة، وهاجم بجرأة السياسيين، حتى صار صوتًا للضمير الإنسانى. حين نشر روايته الأولى "بودنبروك"، التي جسدت صعود وانهيار عائلة برجوازية، فاجأ الجميع بقدرته على تحويل السيرة الذاتية إلى مادة روائية تتسم بالدهشة والخلود، هذه الرواية وحدها كانت كافية ليمنحه العالم جائزة نوبل في الأدب عام 1929. لكن توماس مان لم يكن مجرد أديب، بل كان مثقفًا مقاومًا، في بدايات القرن العشرين، انجذب بحذر إلى النزعات القومية الراديكالية، لكنه سرعان ما تراجع عنها مع صعود النازية إلى سدة الحكم، وأدرك مبكرًا الخطر الداهم الذى يشكله أدولف هتلر على أوروبا والديمقراطية والحرية، لم يصمت، وهاجم بشراسة، حتى دفع الثمن غاليًا، نفي إلى سويسرا عام 1933، ثم سحبت منه الجنسية الألمانية عام 1936. خلال منفاه، واصل مان الكتابة والمقاومة، فعاش خمس سنوات في سويسرا، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة حيث حصل لاحقًا على الجنسية الأمريكية، لكنه لم يسلم هناك أيضًا، فميوله اليسارية ودعمه لبعض أفكار الشيوعية جعلته هدفًا للمخابرات الفيدرالية الأمريكية التي تجسست عليه لأكثر من عشرين عامًا، كما كشفت الوثائق لاحقًا. ورغم كل ذلك، لم يكف قلمه عن العمل، وظل صوته نقيًا يفضح الظلم، ويوقظ الضمائر. من أبرز أعماله التي ما تزال تدرس حتى اليوم "موت فى البندقية"، وهي رواية فلسفية غارقة في الرمزية، حولها المخرج الإيطالي لوتشانو فيسكونتي إلى فيلم شهير عام 1971، لا يقل عن الرواية سحرًا وتأثيرًا.

«ساراماجو» أول أديب برتغالي يفوز بجائزة نوبل أدان إسرائيل: «ما يحدث في فلسطين جريمة»
«ساراماجو» أول أديب برتغالي يفوز بجائزة نوبل أدان إسرائيل: «ما يحدث في فلسطين جريمة»

مصرس

timeمنذ يوم واحد

  • مصرس

«ساراماجو» أول أديب برتغالي يفوز بجائزة نوبل أدان إسرائيل: «ما يحدث في فلسطين جريمة»

«ما يحدث فى فلسطين جريمة.. إن شعورًا بالإفلات من العقاب يتملك الشعب الإسرائيلى وجيشه. لقد تحولوا إلى مستفيدين من الهولوكوست»، هكذا علق الأديب البرتغالى «جوزيه ساراماجو» الحائز على جائزة نوبل فى الأدب خلال زيارته لمدينة رام الله الفلسطينية المحاصرة فى مارس من عام 2002. وبعد مرور ستة أشهر على الزيارة تحدث إلى الصحفيين قائلا: المزعج ليس أننى أدنت ما تقوم به السلطات الإسرائيلية، وارتكابها لجرائم حرب، فلقد اعتادوا على مثل هذه التصريحات. ما أزعجهم حقاً هى كلمات محددة لا يستطيعون تحملها. وهى «أوشفيتز».. ولكن حقيقة أنى وضعت أصبع على جرح أوشفيتز جعلهم يقفزون. وكان مع ساراماجو فى زيارته ثمانية كُتاب، جميعهم أدلوا بتصريحات تُدين إسرائيل نذكر منهم وولى سوينكا، برايتن بريتنباخ، فينشينسو كونسلو وآخرون، وبرغم مرور 15 عاماً على رحيل الأديب البرتغالى العالمى جوزيه ساراماجو، والذى غادر دنيانا فى 18 يونيو 2010، إلا أن تصريحه بشأن ممارسات الاحتلال الإسرائيلى لاتزال ترن بصداها فى أسماع العالم خاصة فى ضوء الأحداث المخزية الآن.مُنح جوزيه ساراماجو جائزة نوبل للآداب عام 1998، ليصبح بذلك أول أديب برتغالى ينالها.. ورغم تنصله السياسى، كثير من أعماله تُعرف بكونها تحوى نقداً سياسياً بطريقة غامضة. لم يحقق ساراماجو أول نجاح كبير له إلا بعد بلوغه الستين، وجاءت انطلاقة مسيرته دوليًا بعد نشر «بالتاسار وبليموندا» عام 1982. وقد استند الملحن الإيطالى كورجى فى أوبراه «بليموندا» إلى هذه الرواية. ومنذ ذلك الحين، استقطب اهتمامًا واسعًا، وتُرجمت أعماله لكثير من اللغات. عانى ساراماجو من اللوكيميا توفى فى 18 يونيو عام 2010 عن عمر ناهز 88 عاماً.وُلد جوزيه ساراماجو فى 16 نوفمبر 1922 لعائلة من العمال الريفيين ذوى الدخل المحدود من منطقة ريباتيخو الوسطى فى البرتغال. وانتقلت العائلة إلى لشبونة، حيث عمل والده شرطيًا. فى سنوات مراهقة ساراماجو، اضطرته الظروف الاقتصادية الصعبة للانتقال من مدرسة ثانوية عادية إلى مدرسة مهنية، عمل لاحقًا فى وظائف متنوعة، بما فى ذلك ميكانيكى، قبل أن يتفرغ للكتابة.فى عام 1947، وفى سن الرابعة والعشرين، نشر ساراماجو روايته الأولى «أرض الخطيئة»، ولم ينشر مرة أخرى لمدة تسعة عشر عامًا. فى عام 1966 ظهرت أول مجموعة شعرية له «القصائد الممكنة». وفى 1977 نشر روايته الثانية «دليل الرسم والخط» وخلال الستينيات والسبعينيات، كان ساراماجو نشطًا فى الصحافة، حيث عمل مساعدًا لمدير صحيفة دياريو دى نوتيسياس لفترة قصيرة، كان يدعم نفسه بالترجمة من الفرنسية. وفى عام 1969 انضم إلى الحزب الشيوعى البرتغالى، وظل عضوًا ملتزمًا فيه، ارتبطت كتاباته ارتباطًا وثيقًا بالتعليق الاجتماعى.من أبرز إنجازات ساراماجو رواية «عام وفاة ريكاردو ريس»، التى نُشرت عام 1984. وحصلت على جائزة نادى القلم البرتغالى وجائزة الخيال الأجنبى المستقلة البريطانية. تدور أحداث الرواية رسميًا فى عام 1936 فى لشبونة خلال فترة الديكتاتورية، حين كانت الجمهوريات فى أوروبا تحتضر، على الجانب الآخر من الحدود فى إسبانيا، تتصاعد الفاشية والبلاد تتجه نحو حرب أهلية؛ وفى البرتغال، كان سالازار قد وصل إلى السلطة بالفعل ويؤسس دولة بوليسية. فى هذه اللحظة، يقرر بطل الرواية، بعد إقامة طويلة فى البرازيل، العودة إلى لشبونة. عند مكتب الاستقبال فى فندقه المطل على الواجهة البحرية الذى اختاره عفويًا. ويزداد هذا الجو إشراقًا بفضل الزيارات المتكررة للشاعر الراحل فرناندو بيسوا لبطل الرواية ريكاردو ريس (إحدى الشخصيات المستعارة العديدة التى استخدمها الكاتب البرتغالى فرناندو بيسوا. الذى يُعدّ بدوره إحدى روائع الكاتب البرتغالى فرناندو بيسوا) وحواراتهما حول ظروف الحياة. وفى زيارته الأخيرة، يغادران العالم معًا.فى الرواية، يعود ريكاردو ريس إلى لشبونة من البرازيل، بعد أن علم بوفاة بيسوا. وهناك، يختار عدم استئناف مزاولة الطب، بل الإقامة فى فندق، حيث يقضى أيامه فى قراءة الصحف والتجوال فى شوارع لشبونة.تتناول الرواية مواضيعها بشكل غير مباشر إلى حد كبير، حيث يُكافح ريكاردو ريس للتعبير بوضوح عن مشاعره تجاه أحداث الحبكة. على سبيل المثال، يقرأ عن الأحداث التى أدت إلى الحرب الأهلية الإسبانية ويرى حشودًا من المهاجرين الإسبان يصلون إلى لشبونة طالبين اللجوء، لكنه لا يُعبّر أبدًا عن مشاعر قوية أو حتى عن فهم مُقنع لمعنى الصراع. ويعيش ريكاردو ريس أيضًا قصة حب باهتة، ولكن حتى فى ما يبدو أنه علاقاته الأكثر حميمية، فإنه ينعزل باستمرار وبشكل طوعى عن المجتمع. إن النظرة الأكثر كشفًا لشخصية ريكاردو ريس تأتى من خلال سلسلة من المحادثات مع روح فرناندو بيسوا، والتى يفقد خلالها ريس مفهومًا واضحًا عن طبيعة الحياة والموت. فى المشهد الختامى للرواية، «يموت» ريكاردو ريس وهو يرتدى سترته بهدوء ويتبع بيسوا إلى المقبرة.ابتكر فرناندو بيسوا شخصية ريكاردو ريس قبل خمسين عامًا تقريبًا من صدوره، وقدّم له سيرة ذاتية وكتب العديد من القصائد تحت هذا الاسم. قام ساراماجو بوضع الشخصيتين جنبًا إلى جنب يُبرز طمسًا متعمدًا للحدود بين الخيال والواقع، وهو موضوع شائع فى أعمال ساراماجو. يقضى ريكاردو ريس معظم وقته فى قراءة رواية بعنوان «إله المتاهة»، وهى رواية خيالية ذكرها الكاتب خورخى لويس بورخيس ونُسبت إلى الشخصية الرئيسية فى قصته القصيرة «دراسة أعمال هربرت كوين».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store