
مركب الناظور…حلم لم يتحقق
الملعب الحالي بني في فترة الاستعمار والمنتخبون يخلفون وعودهم
لم تشفع النداءات المتكررة والمتواصلة لمجموعة من الفعاليات الرياضية والمدنية، في أن يحظى إقليم الناظور بمركب رياضي يليق بمكانته الإستراتيجية والاقتصادية وتاريخه الكروي، وبقي حلم هذا المركب الرياضي يراود المهتمين بالقطاع الرياضي بالإقليم سنوات طويلة، وهو ما لم يتحقق رغم الوعود التي قدمها عدد من المسؤولين الحكوميين، الذين تعاقبوا على تدبير القطاع الرياضي والكروي بالبلاد.
مشاريع أخرى
لعل الأوراش التنموية الكبرى المفتوحة بإقليم الناظور، من قبيل مشروع 'مارتشيكا' السياحي، ومشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، ومشروع الطريق السيار، بالإضافة الى المؤهلات الاقتصادية والجغرافية والتنموية، وتوفر الإقليم على عدد كبير وهائل من أبناء الجالية المغربية القاطنين بالخارج، لم تدفع المسؤولين لتحقيق حلم السكان بتشييد مركب رياضي يحتضن مختلف الفرق الممارسة لكرة القدم.
الغريب في الأمر، أن جماعة العروي سبق لها توفير وعاء عقاري مهم لبناء مركب رياضي كبير بمواصفات دولية، وهو ما قوبل بصمت من قبل الوزارة الوصية على القطاع الرياضي، رغم الأنباء التي تحدثت عن أن إقليم الناظور سيحتضن تظاهرات رياضية كبرى
إقليم مقصي
يبقى إقليم الناظور من الأقاليم القليلة التي لا تمتلك مركبا رياضيا بمواصفات ومعايير دولية، رغم أنه يزخر بمؤهلات عديدة، لكنه يبقى حاليا بعيدا عن تحقيق هذا المبتغى، وسط نداءات ومطالب متكررة ومتعددة من قبل مختلف الفاعلين للوقوف حول الأسباب الحقيقية وراء عدم تحقق هذا الحلم بالنسبة إلى شباب وشابات الإقليم.
نداءات الرياضين المحليين
يرى محمد زريوح، صحافي رياضي، أن غياب مركب رياضي بالإقليم بمثابة فشل للمسؤولين، وقال :'لولا الملعب البلدي الذي تركه المستعمر، لما كان لنا اليوم أي فضاء لكرة القدم، رغم أنه تم اقتطاع جزء منه لبناء فندق، وتقزيم مساحته حتى أصبح غير قادر على تلبية تطلعات الجماهير'، موضحا أن 'المؤسف في الموضوع أنه يتحول كلما اقتربت الانتخابات إلى ورقة تستغل في الحملات الانتخابية، دون أي تنفيذ فعلي للوعود، علما أن الناظور باعتبارها بوابة نحو أوربا، ومدينة تحتضن مشاريع ملكية كبرى مثل ميناء غرب المتوسط، من العيب أن تفتقد لملعب يليق بسكانها وطموحاتهم، في وقت نجد مدنا قريبة مثل الحسيمة وبركان تمتلك مرافق رياضية متميزة'، مؤكدا أن الآمال معلقة على المسؤولين للاستجابة لمطالب الرياضيين، فالمركب الرياضي من شأنه إحداث رواج اقتصادي واجتماعي يساهم في تنمية المنطقة'.
وقال الإعلامي رشيد لكزيري إن الناظور تعاني غياب ملعب رياضي يليق بشغف سكانها العاشقين لكرة القدم، وهو مطلب ليس وليد اليوم، بل يعود لعقود طويلة من الزمن، ورغم النداءات المتكررة من الجماهير والفرق المحلية، إلا أن الاستجابة الرسمية تظل غائبة أو حبيسة الوعود التي لم تتحقق، في ظل استغلال هذا الملف لتحقيق مكاسب سياسية من قبل مسؤولي الإقليم.
ماذا عن البرلمانيين؟
يتساءل المتابعون للشأن الرياضي في الناظور عن دور برلمانيي الإقليم في الدفاع عن هذا المطلب داخل قبة البرلمان، إذ تعاقب العديد من المسؤولين على تسيير شؤون الإقليم، إلا أن الوضع ظل على حاله، بل ازداد سوءا بعد تقليص مساحة الملعب الحالي عند تشييد فندق بجواره، مما زاد من معاناة الأندية المحلية التي تضطر للعب في ظروف غير ملائمة. وفي الوقت الذي تشهد فيه المملكة طفرة كبيرة في البنية التحتية الرياضية، استعدادا لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، مازالت الناظور خارج هذه الخارطة، رغم أنها مدينة حيوية تلقب بـ'بوابة أوربا'، خاصة أن تشييد ملعب حديث في الناظور لم يعد مجرد مطلب رياضي، بل حق مشروع ينبغي أن يكون على رأس أولويات المسؤولين، فالفرق المحلية تستحق فضاء رياضيا يليق بها، بدلا من استمرار معاناة الفرق المحلية مع ملاعب متقادمة، في وقت أصبحت فيه مدن أخرى تنعم بمرافق رياضية حديثة.
خالد العطاوي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت العدالة
منذ 3 أيام
- صوت العدالة
نهضة بركان يقترب من المجد الإفريقي.. وموعد الحسم في زنجبار يشعل الحماس
صوت العدالة : محمد زريوح أعلنت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم رسمياً عن تحديد موعد ومكان مباراة إياب نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، التي ستجمع بين فريق سيمبا التنزاني ونهضة بركان المغربي. وستقام المواجهة الحاسمة يوم الأحد 25 ماي على ملعب 'أمان' في جزيرة زنجبار، بدايةً من الساعة الثانية ظهراً بتوقيت المغرب، بدلاً من ملعب دار السلام الذي كان مقرراً في البداية. وجاء انتصار نهضة بركان في مباراة الذهاب على ملعبه البلدي بنتيجة 2-0 ليمنح الفريق المغربي أفضلية معنوية كبيرة قبل اللقاء المصيري. وسيحاول الفريق البركاني استثمار هذا التفوق بهدف تعزيز موقعه والاقتراب خطوة أخرى من حصد اللقب القاري، بينما يسعى سيمبا لاستغلال عاملي الأرض والجمهور للعودة في المباراة. شهدت مباراة الذهاب أداءً مميزاً لنهضة بركان، إذ فرض الفريق إيقاعه منذ البداية وسيطر على مجريات الشوط الأول بشكل واضح. حيث افتتح السنغالي مامادو كامارا التسجيل في الدقيقة الثامنة برأسية متقنة، قبل أن يضيف أسامة المليوي الهدف الثاني في الدقيقة الرابعة عشرة، مستغلاً تراجع دفاع سيمبا. وعلى الرغم من محاولات الضغط في الشوط الثاني، حافظ نهضة بركان على تقدمه حتى النهاية، ما يعكس جاهزيته العالية لمواجهة العودة المرتقبة في زنجبار.


صوت العدالة
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- صوت العدالة
88 مليار لكرة القدم… وديون تُخنق كرة السلة!
صوت العدالة: محمد زريوح في الوقت الذي تعيش فيه كرة القدم المغربية في أوج عطائها من حيث التمويل والدعم، تتخبط باقي الرياضات في مستنقع الإهمال والتهميش. جامعة كرة القدم تستفيد من ميزانية ضخمة تُقدّر بـ 88 مليار سنتيم في الموسم الواحد، رقم يعكس مدى التركيز الكبير على هذه الرياضة دون غيرها، ويطرح علامات استفهام حول العدالة في توزيع الموارد الرياضية. في الجهة المقابلة، تعاني جامعة كرة السلة من أوضاع مادية مزرية، حيث لم تستطع حتى تسديد فواتير الهاتف والأنترنيت والتأمين الرياضي للاعبين. مشهد يثير الاستغراب والحزن، خاصة عندما نعلم أن هذه الجامعة تضم شبابًا ومواهب يُمكن أن تشرّف الرياضة الوطنية لو توفرت لها أدنى شروط العمل. المفارقة هنا ليست فقط في الأرقام، بل في الفلسفة العامة لتدبير الشأن الرياضي. فبينما تُضَخّ الملايير في لعبة واحدة، تُترك رياضات أخرى تواجه مصيرها دون دعم حقيقي أو رؤية استراتيجية، وكأن لا قيمة لها في المشهد الرياضي المغربي. هذا التوجه الأحادي يُقصي طيفًا واسعًا من الرياضات التي من شأنها أن تُحقق نتائج مشرفة دوليًا. هذا الواقع المحزن لا يخص كرة السلة فقط، بل يمتد ليشمل رياضات أخرى تعاني في صمت: ألعاب القوى، الكرة الطائرة، الجمباز، والتايكواندو، وغيرها. كلها تواجه عراقيل مالية ولوجستية تجعل من التطوير حلما مؤجلا، رغم أن المغرب يزخر بطاقات بشرية هائلة في مختلف التخصصات. ما يجري اليوم لا يعكس حقيقة كوننا بلدًا رياضيًا، بل بلد رياضة واحدة. وهو ما يتعارض مع خطابات التنمية الشاملة، ويضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص داخل المنظومة الرياضية الوطنية. إذ لا يمكن بناء مستقبل رياضي متوازن في ظل هذا التفاوت المهول في الدعم والتقدير. المطلوب اليوم هو تحرك عاجل من الجهات المسؤولة لإعادة النظر في السياسات الرياضية، وتبني مقاربة عادلة ومنصفة تضمن توزيع الموارد بشكل يراعي حاجيات جميع الجامعات الرياضية، حتى نتمكن فعلا من بناء مغرب رياضي متنوع، شامل، وقادر على تحقيق الإنجازات في مختلف الميادين.


صوت العدالة
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- صوت العدالة
صهيب أفقير يعود من طرابلس بفضية إفريقيا… والناظور تستقبله كبطل خارق
صوت العدالة : محمد زريوح حظي البطل المغربي صهيب أفقير، ابن مدينة الناظور، باستقبال بهيج صباح الاثنين 21 أبريل 2025 بمحطة الناظور، بعد عودته من العاصمة الليبية طرابلس، حيث شارك لأول مرة في بطولة إفريقيا لرياضة 'المواي تاي' ضمن صفوف المنتخب الوطني المغربي، وسط حضور عدد من معارفه وأفراد أسرته وأبطال محليين. وتمكن أفقير، المنتمي إلى عصبة الريف وجمعية الشرف الناظور، من إحراز الميدالية الفضية خلال هذه البطولة القارية التي احتضنتها طرابلس بين 15 و18 أبريل الجاري، بعد أداء مميز في مختلف النزالات التي خاضها، ليؤكد جدارته واستعداده العالي رغم مشاركته الأولى على المستوى الإفريقي. وقد أبان البطل المغربي عن مستوى تقني راقٍ وكان قريباً جداً من التتويج بالميدالية الذهبية، لولا بعض التفاصيل البسيطة التي رجّحت كفة منافسه في النهائي. ويأتي هذا التتويج تتويجاً لجهود طويلة من التداريب والانضباط والمثابرة، ما جعل فرحة الاستقبال تعكس فخر الناظوريين به. وفي تصريح له عقب عودته، عبّر صهيب أفقير عن امتنانه لكل من دعمه في مسيرته، مهدياً هذا الإنجاز لمدينة الناظور وجمعية الشرف، ومؤكداً عزمه على مواصلة العمل من أجل تمثيل المغرب في المحافل الدولية بأفضل صورة ممكنة.