
الاتحاد الأوروبي يدعو إلى تحرك دولي لدعم سورية واستقرارها
أكدت مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس عزم الاتحاد دعم سورية في المرحلة الراهنة.
وقالت كالاس خلال مؤتمر صحفي، اليوم (الأحد)، في القاهرة مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي: يتعين على الاتحاد الأوروبي مساعدة السوريين لاستيفاء الحاجات الأساسية على أرض الواقع.
وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي دعم مصر لتطلعات الشعب السوري وأهمية إطلاق عملية سياسية شاملة، بينما أشارت كالاس إلى ضرورة تحرك دولي لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وناقش الجانبان قضايا إقليمية أخرى، مثل إعادة إعمار غزة وأمن البحر الأحمر، مما يعكس التنسيق المستمر بين مصر والاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات المشتركة.
وشدد على أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة تراعي كافة مكونات الشعب السوري دون إقصاء أي طرف لتحقيق الأمن والاستقرار في سورية.
وأعرب عبدالعاطي عن دعم مصر الثابت والكامل للشعب السوري، وتم التوافق على أهمية الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها وتم الإعراب عن الرفض التام للتصعيد الذي جرى بمنطقة الساحل السوري.
ودعت كالاس الأسبوع الماضي إلى المضي قدما في رفع العقوبات المفروضة على سورية منذ عهد النظام البائد.
أخبار ذات صلة
كما شددت كالاس على أن الاتحاد يعارض استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، داعية إلى وقف فوري للقتال، والإفراج عن الرهائن وفتح المعابر لتوصيل المساعدات الإنسانية دون قيود.
وفي سياق متصل، تزور الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، غدا (الإثنين)، إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، لبحث آخر التطورات في الأزمة داخل قطاع غزة وسبل التهدئة.
وجاء في بيان صحفي نشرته دائرة العمل الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي، عبر موقعها الرسمي، أن كالاس ستلتقي في فلسطين برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى.
وفي رام الله، ستلتقي أيضا برئيسي بعثة شرطة الاتحاد الأوروبي التي تتولى مهمات تدريب الشرطة الفلسطينية «EUPOL COPS» وبعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح «EUBAM».
وستلتقي كالاس - في إسرائيل - بالرئيس إسحاق هرتسوج ووزير خارجيته جدعون ساعر وزعيم العارضة ويائير لابيد. كما ستزور متحف ياد فاشيم.
وأضاف البيان أن هذه الزيارة ستكون فرصة لمناقشة الصراع في غزة والتذكير بأهمية الوصول دون عوائق والتوزيع المستدام للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى غزة وفي جميع أنحائها والدعوة إلى العودة الفورية إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 4 ساعات
- الوئام
بوتين مؤكدًا عمق علاقته ببكين: حفيدتي تتحدث الصينية بطلاقة
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن إحدى حفيداته تتحدث اللغة الصينية بطلاقة بفضل مربية من العاصمة الصينية بكين، في إشارة رمزية إلى عمق العلاقات المتنامية بين موسكو وبكين. قال بوتين، خلال لقائه مع مجموعة من الصحفيين الأجانب في سانت بطرسبرغ وفق بلومبرج، في جلسة امتدت حتى الساعات الأولى من صباح 19 يونيو: 'ذكرت سابقًا أن أحد أقاربي المقربين يتعلم الصينية، كنت أشير إلى حفيدتي، مربية طفولتها من بكين، وهي تتحدث معها بالصينية بطلاقة'. وأضاف بوتين أن اهتمام الروس بتعلم اللغة الصينية آخذ في التزايد، مدفوعًا بتعزيز التعاون الاقتصادي مع الصين، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين بلغ 240 مليار دولار أميركي. ويُعد هذا التصريح النادر لمحة غير معتادة عن الحياة الشخصية للرئيس الروسي، الذي يُعرف بتحفظه الشديد بشأن أسرته. فمن المعروف رسميًا أن لديه ابنتين بالغتين من زواجه الأول، هما ماريا فورونتسوفا (40 عامًا) وكاترينا تيخونوفا (38 عامًا)، وقد فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا عقوبات على كلتيهما على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا. وتأتي تصريحات بوتين في سياق تأكيد الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وبكين، لا سيما بعد أن امتنعت الصين عن الانضمام إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا إثر غزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022، لتصبح شريكًا اقتصاديًا محوريًا لها. ولم يكن بوتين الوحيد الذي يعمّق الروابط مع الصين على المستوى العائلي، حيث يُعتقد أن نيكولاي لوكاشينكو، نجل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو البالغ من العمر 20 عامًا، يدرس حاليًا في إحدى جامعات بكين.


Independent عربية
منذ 7 ساعات
- Independent عربية
ساعة ترمب للرسوم الجمركية تدق بعد فشل مجموعة السبع في التوصل إلى اتفاقات
غادر زعماء من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة قمة مجموعة السبع التي استضافتها كندا هذا الأسبوع، من دون التوصل إلى أي اتفاق مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على رغم حضورهم على أمل إبرام صفقات تجارية جديدة. اللقاء مع رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا انتهى بوعد بعقد مزيد من المحادثات، فيما عبر ترمب بعد لقائه برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن اعتقاده أن العرض الأوروبي "غير عادل". أما رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، فحدد مهلة جديدة مدتها 30 يوماً للتوصل إلى اتفاق، لكنه غادر القمة من دون توقيع أي صفقة. وقال نائب رئيس ديوان رئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو براين كلاو إلى صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "فشل الأميركيين في إبرام أي اتفاق خلال القمة يشير إلى أن ما تطالب به واشنطن من الدول الأخرى يفوق قدرتها على تحمله". ويواجه عدد من أقرب حلفاء أميركا الآن سباقاً مع الزمن قبل حلول مهلة 9 يوليو (تموز) المقبل، التي تعتزم واشنطن عندها فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، وهي ما يسميه ترمب "الرسوم المتبادلة". وقد اعتبرت قمة مجموعة السبع فرصة لكسر الجمود في المفاوضات التجارية، لكن الرئيس الأميركي تمسك بموقفه، مشيداً بالإيرادات التي تحققها تلك الرسوم وواصفاً نفسه بـ"رجل الرسوم". وكان ترمب قد وافق رسمياً الإثنين الماضي على اتفاق تجاري أعلن عنه سابقاً مع المملكة المتحدة، إلا أن واشنطن لم تعلن عن أي اتفاقات جديدة، على رغم تصريحات متفائلة من بعض مسؤولي الإدارة الأميركية في الأيام الماضية. وحضر زعماء من المكسيك والهند وكوريا الجنوبية القمة أول من أمس الثلاثاء لإجراء لقاءات مع ترمب، لكنهم لم يلتقوه بسبب مغادرته المبكرة لحضور تطورات أزمة الشرق الأوسط. وقالت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إنها تحدثت مع ترمب هاتفياً، وإن الجانبين اتفقا على التعاون لحل عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهو ما أكدته أيضاً مصادر في البيت الأبيض. كندا عرضت صفقة لرفع الرسوم وقال مسؤول كندي إن الوفد الكندي حضر إلى قمة مجموعة السبع حاملاً عرضاً لمقايضة زيادة الإنفاق العسكري الكندي برفع 50 في المئة من الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على واردات الصلب والألومنيوم، إضافة إلى إلغاء الرسوم على واردات السيارات الكندية، التي تضغط على هذا القطاع الحيوي في البلاد. وخلال اجتماعه الثنائي مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أوضح رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن هذه الرسوم أضرت بالصناعة الكندية، إلا أن ترمب (بحسب مسؤول أميركي كبير) تجاهل هذه المخاوف، قائلاً إنه يبحث عن "أفضل صفقة للشعب الأميركي". في المقابل، اقترح كارني تحديد مهلة زمنية مدتها 30 يوماً لتسريع وتيرة المفاوضات، في حين قال ترمب لاحقاً "لدي مفهوم خاص بالرسوم الجمركية، ومارك لديه مفهوم مختلف". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ومن المقرر أن تستمر المحادثات بين المسؤولين الكنديين والأميركيين هذا الأسبوع، إذ بقي الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، في كندا بعد مغادرة ترمب إلى واشنطن. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الإدارة الأميركية تفضل إبرام اتفاقات ثنائية، مشيراً إلى استمرار المحادثات مع كل من اليابان والهند والاتحاد الأوروبي كدليل على جدية واشنطن في التفاوض، لكن مسؤولين أجانب أعربوا عن انزعاجهم مما وصفوه بـ"الرسائل المتضاربة" الصادرة عن إدارة ترمب. ويبدو أن التصريحات الأخيرة لترمب، التي أوحى فيها بأن الرسوم تستخدم كمصدر دخل أساس، قللت من حماسة الشركاء للتفاوض في شأن إزالتها، فقد قال أمس الثلاثاء "نحن نحقق الكثير من المال من هذه الرسوم". المسافة لا تزال واسعة بين الطرفين وفي أعقاب القمة، صرح ترمب بأن الاتحاد الأوروبي لا يزال لا يقدم "صفقة عادلة"، مضيفاً أن الكتلة الأوروبية "كانت صعبة جداً على مدى سنوات"، مضيفاً بلهجة حاسمة "إما أن نبرم صفقة جيدة، أو أنهم سيدفعون الثمن". وكان مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش قد التقى مع غرير على هامش قمة مجموعة السبع الإثنين الماضي، ومن المقرر أن يسافر إلى واشنطن هذا الأسبوع، بحسب مصادر مطلعة على خططه. وترى دوائر القرار في بروكسل أن المسافة لا تزال واسعة بين الطرفين، غير أن هناك رغبة متبادلة في إحراز تقدم. وبعد اجتماعها المنفصل مع ترمب الإثنين، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الجانبين طلبا من فرقهما "تسريع العمل للتوصل إلى اتفاق جيد وعادل".

سعورس
منذ 13 ساعات
- سعورس
ارتفاع أسعار الغاز الأوروبي.. وعوامل جيوسياسية تؤثر على الطاقة الدولية
ووفقًا لبورصة لندن للغاز، ارتفع سعر العقد الهولندي المرجعي للشهر الأول بمقدار 0.51 يورو ليصل إلى 38.40 يورو للميجاواط / ساعة. وقد بلغ أعلى مستوى له في أوائل أبريل. وبلغ سعر اليوم التالي 38.17 يورو /ميجاواط / ساعة، بزيادة قدرها 0.54 يورو. وكان سعر العقد البريطاني أعلى بمقدار 1.91 بنس، ليصل إلى 91.47 سنتًا للوحدة الحرارية. ودمرت الصواريخ الإيرانية منازل في تل أبيب، إسرائيل، وحيفا، المدينة الساحلية. وقد أثار هذا مخاوف قادة العالم الذين حضروا قمة مجموعة السبع هذا الأسبوع من احتمال امتداد الصراع إلى مناطق أخرى. وعلى الرغم من أن أوروبا تبدو مُزوّدة بشكل جيد في الوقت الحالي، إلا أن اعتمادها الكبير على التدفقات العالمية من الغاز الطبيعي المُسال يُبقي الأسعار عُرضة لتقلبات حادة عندما تُشكّل العوامل الجيوسياسية مخاطر على تجارة الطاقة الدولية. تحتاج القارة إلى المزيد من الوقود في الأشهر المُقبلة لتجديد مخزوناتها من الغاز بعد أن انخفضت إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات هذا الشتاء. ويأتي التهديد الرئيسي من قدرة إيران على إغلاق مضيق هرمز في حال تصاعد الحرب، مما قد يؤدي إلى عرقلة شحنات قطر ، إحدى أكبر مُصدّري الغاز الطبيعي المُسال. كما أنها طريق رئيس لإمدادات النفط من المنطقة، مما يجعل التجار يركزون بشدة على حركة ناقلات النفط. وكان تأثير الصراع على أسواق الغاز العالمية محدودًا حتى الآن، وفقًا لمحللي مجموعة جولدمان ساكس، سامانثا دارت وفريدريك ويتزمان. وقد أتاحت الواردات المتواضعة من الصين المزيد من الوقود لمشترين آخرين مثل مصر، التي تسارع لإيجاد موردين بديلين بعد أن خفضت إسرائيل التدفقات. على صعيد منفصل، يراقب التجار خطط الاتحاد الأوروبي لإنهاء الاعتماد تدريجيًا على الإمدادات الروسية بحلول نهاية عام 2027 - سواء غاز الأنابيب أو الغاز الطبيعي المسال - والتي تمثل حاليًا حوالي 13 % من واردات المنطقة. ومن المقرر أن تكشف المفوضية الأوروبية يوم الثلاثاء عن مقترحاتها التفصيلية بشأن حظر التدفقات. وعلّقت إيران جزءًا من عملياتها في حقل غاز جنوب فارس يوم السبت، بعد أن تسبب هجوم إسرائيلي في حريق. وقد يُغلق مضيق هرمز، وهو الطريق الذي تمر عبره 20 % من الغاز الطبيعي المسال في العالم، إذا ما أقدمت إيران على أي رد فعل يتجاوز الحدود الإسرائيلية. ومن المتوقع أن يرتفع متوسط درجات الحرارة في شمال غرب أوروبا، وأن تنخفض سرعة الرياح، مما يزيد الطلب على الغاز. وتُظهر بيانات مجموعة لندن للغاز أن إجمالي الصادرات النرويجية بلغ 53 مليون متر مكعب، أي بزيادة قدرها 253 مليون متر مكعب يوميًا عن يوم الجمعة. ويعود معظم هذه الزيادة إلى الصادرات إلى أوروبا. ومن المتوقع أن تنخفض صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى شمال غرب أوروبا بمقدار 287 جيجاوات / ساعة، مقارنةً ب 2610 جيجاوات / ساعة يوم الجمعة. وانخفض سعر العقد المرجعي في أسواق الكربون الأوروبية بمقدار 0.17 يورو ليصل إلى 75.77 يورو للطن المتري. واستمر الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي المسال في التراجع في مايو، حيث انخفض إلى 9.91 ملايين طن من 10.37 ملايين طن في أبريل، وفقًا لبيانات كبلر. يشهد استهلاك أوروبا انخفاضًا منذ أن وصل إلى أعلى مستوى له في 27 شهرًا عند 12.78 مليون طن في مارس، حيث أُعيد بناء مخازن القارة بعد استنفادها بكمية أكبر من المعتاد خلال فترة الطلب الشتوية. ومنذ تقليل اعتمادها على الغاز الروسي عبر الأنابيب، زادت أوروبا بشكل ملحوظ من اعتمادها على واردات الغاز الطبيعي المسال، ومع مساهمة قطر وعُمان والإمارات العربية المتحدة بنحو 18 % من إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية، فإن أي زعزعة استقرار في المنطقة قد تُوجه ضربة قاصمة لأمن الطاقة الأوروبي. وفي أسوأ السيناريوهات، إذا تعطلت صادرات قطر ، فقد تتجاوز أسعار الغاز 100 يورو للميغاواط / ساعة، وفقًا لتحذير المحللين. ومما يزيد من الضغوط، أن مصنعًا رئيسيًا لمعالجة الغاز في النرويج ، أكبر مورد للغاز عبر الأنابيب في أوروبا، يشهد حاليًا انقطاعًا غير مُخطط له. يُقلل هذا الحادث من تدفقات الغاز المنخفضة أصلًا إلى أوروبا، والتي كانت أقل بالفعل بسبب أعمال الصيانة الموسمية الجارية في العديد من المنشآت النرويجية. يُشكل هذا المزيج من المخاطر الجيوسياسية العالمية ومشاكل الإمدادات المحلية عاصفةً مثاليةً لأسواق الطاقة الأوروبية. وامتدت الهزات الناجمة عن الصراع المُتصاعد إلى ما هو أبعد من صناعة الغاز الطبيعي. ارتفعت العقود الآجلة للطاقة الأوروبية، وخاصةً العقد الألماني للعام المقبل، إلى أعلى مستوياتها منذ فبراير. ويعكس هذا مخاوف أوسع نطاقًا في قطاع الطاقة في القارة، حيث يؤثر ارتفاع أسعار الغاز بشكل مباشر على تكلفة توليد الكهرباء، وخاصةً من محطات الطاقة التي تعمل بالغاز. ويتأثر هذا التقلب أيضًا بحاجة الدول الأوروبية إلى تحقيق أهدافها الشتوية لإعادة تخزين الغاز، والتي تصبح أكثر صعوبة وتكلفة في ظل الظروف الحالية. في الأسابيع المقبلة، من المرجح أن تظل أسواق الطاقة الأوروبية شديدة التقلب، إذا تصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران أو تعطلت حركة الشحن عبر مضيق هرمز، فقد ترتفع أسعار الغاز الطبيعي والنفط بشكل حاد. وقد أدى اعتماد أوروبا الكبير على الغاز الطبيعي المسال بعد خروج روسيا إلى تعريضها لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وقد تدفع أي صدمة طويلة الأمد في الإمدادات، وخاصةً تلك التي تتعلق بقطر ، أسعار الغاز إلى ما يزيد عن 100 يورو/ميغاواط / ساعة. وقد يتطلع صانعو السياسات إلى تسريع استراتيجيات التنويع، وزيادة التخزين، والاستعداد لسيناريوهات الإمدادات الطارئة، خاصة مع اقتراب مواعيد إعادة التخزين الشتوية. ومع استعداد أوروبا لموسم إعادة التخزين الشتوي، فإن التطورات الجيوسياسية الناشئة تؤكد هشاشة سلاسل توريد الطاقة وارتفاع علاوات المخاطر المرتبطة الآن بأصول الطاقة. ولا تزال الولايات المتحدة المورد الرئيسي لأوروبا، على الرغم من انخفاض الواردات إلى أدنى مستوى لها في خمسة أشهر عند 5.53 ملايين طن في مايو، من 5.87 ملايين طن في أبريل. ومع ذلك، تمكن المصدرون الأمريكيون من تحويل المزيد من الكميات إلى آسيا، حيث سجلت شركة كبلر واردات بلغت 1.86 مليون طن في مايو، بزيادة عن 1.35 مليون طن في أبريل، وهي الأعلى منذ ديسمبر. ومن المرجح أيضًا أن ترتفع واردات آسيا من الولايات المتحدة مجددًا في يونيو، حيث تقدر كبلر وصول 2.1 مليون طن. وتسعى العديد من الدول الآسيوية إلى شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، وسلع أخرى مثل النفط الخام، كجزء من جهودها لإبرام صفقات تجارية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتكمن مشكلة محاولة شراء المزيد من الولايات المتحدة في أنه إذا حاولت عدة دول ذلك في الوقت نفسه، فسوف ينضب العرض المتاح بسرعة. وسوف يكون من المثير للاهتمام بعد ذلك معرفة ما إذا كان المشترون على استعداد لدفع علاوة على الغاز الطبيعي المسال الأميركي. وفي السعودية، تعكف عملاقة الطاقة بالعالم، شركة أرامكو السعودية على تعزيز حضورها القوي وشراكاتها الاستراتيجية العالمية في سوق الغاز الطبيعي المسال، إذ وقعت مذكرات تفاهم بمليارات الدولارات مع شركة نيكست ديكيد لتطوير الغاز الطبيعي المسال وشركة سيمبر للمرافق، بحسب "منصة الطاقة" ومقرها واشنطن. وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر، خلال مشاركته في فعاليات منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي، إن أرامكو تستعد لتوقيع اتفاقية جديدة، مع شركة "سيمبرا" الأميركية، لتوريد 6.2 مليون طن من الغاز المسال سنويًا، في إطار خطط الشركة للتوسع في هذا القطاع الحيوي. وقال، إن أميركا شريك إستراتيجي رئيس لشركة أرامكو، وأشار إلى أن هذه الخطوات تأتي ضمن إستراتيجية الشركة طويلة الأمد لتعزيز أمن الطاقة العالمي وتنويع محفظة استثماراتها في مختلف المجالات، بما في ذلك الغاز الطبيعي والطاقة النظيفة. وتواصل أرامكو جهودها للحصول على حصة كبيرة من سوق الغاز المسال العالمية، وذلك من خلال توقيع عدد من الصفقات، التي تُعدّ صفقتها مع "سيمبرا" أحدثها، وتأتي بعد اتفاقية ملزمة وقّعتها شركة تابعة لها، مع شركة نيكست ديكيد، لبيع الغاز المسال، لمدة 20 عامًا. وتُعدّ الاتفاقية "الملزمة" التي وقّعتها أرامكو مع نكست ديكيد الأميركية في أبريل الماضي استكمالًا للاتفاق المبدئي، الموقع بينهما في يونيو 2024، ويستهدف توريد الغاز من خط الإنتاج الرابع في منشأة ريو غراندي للغاز الطبيعي المسال.