logo
العلاقة بين بيروت وطهران تأخذ مساراً تصحيحياً

العلاقة بين بيروت وطهران تأخذ مساراً تصحيحياً

الشرق الأوسط٠٦-٠٣-٢٠٢٥

تأخذ العلاقات اللبنانية - الإيرانية مساراً مختلفاً عما كانت عليه طوال السنوات الماضية، فهي تسير على الطريق الصحيحة المفترضة للعلاقة بين الدول، بعدما كانت طهران تمسك بالقرار اللبناني عبر «حزب الله»، وهو ما كان يصفه البعض في بيروت بـ«الاحتلال الإيراني».
وبدأت هذه التبدلات تظهر في طريقة التعامل اللبناني مع المسؤولين الإيرانيين خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، حيث برز كلام واضح من قبل رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رفض فيه موقف رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، لجهة قوله إن طهران مستعدةٌ للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم «1701»، عادّاً ذلك «تدخلاً فاضحاً في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان».
ومع التبدل الذي طرأ على النفوذ الإيراني في المنطقة، ومن خلفه على دور «حزب الله» في لبنان، بدأت هذه التغيرات تظهر تباعاً، وبشكل أوضح وأكبر صراحة، كان آخرها المواقف الصادرة من قبل رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، واتخاذ الحكومة قراراً بمنع هبوط طائرة إيرانية في «مطار رفيق الحريري الدولي»، رغم كل الضغوط السياسية والشعبية التي حاول «حزب الله» أن يمارسها.
وفي بداية العهد الجديد وتشكيل الحكومة، كانت «الرسائل السيادية» مباشرة في خطاب قسم رئيس الجمهورية، العماد جوزيف عون، وفي البيان الوزاري لحكومة نواف سلام، ليجدد كلاهما التأكيد عليها أمام الوفد الإيراني الذي زار بيروت الشهر الماضي للمشاركة في تشييع الأمين العام الأسبق لـ«حزب الله» حسن نصر الله.
اجتماع بين رئيس الجمهورية ووفد إيراني برئاسة رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، محمد باقر قاليباف، وذلك بحضور وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ونظيره اللبناني يوسف رجّي، والسفير الإيراني لدى بيروت، مجتبى أماني pic.twitter.com/MXqlmBpaCp
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) February 23, 2025
وقال عون أمام الوفد: «لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه»، مشدداً على «ضرورة احترام سيادته وعدم تدخل الدول في شؤونه الداخلية» في رسالة واضحة إلى من يمثله الوفد، الذي سمع كلاماً مشابهاً في الإطار نفسه من سلام، الذي أكد أيضاً أن «سلامة أمن المطار والمسافرين هي الاعتبار الأساسي الذي يرعى تسيير الرحلات من (مطار رفيق الحريري) في بيروت وإليه، وهذه مسؤولية الدولة اللبنانية».
وفي كلمته خلال القمة العربية الطارئة، بعث عون أيضاً برسائل عدة بقوله إن «لبنان تعلم من معاناته ألا يكون مستباحاً لحروب الآخرين، وألا يكون ممراً لسياسات النفوذ الخارجية، ولا مستقراً لوصايات أو هيمنات، ولا يسمح لبعضه بالاستقواء بالخارج».
استقبل رئيس #مجلس_الوزراء الدكتور #نواف_سلام مساء اليوم في السرايا رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد باقر قاليباف والوفد المرافق، بحضور السفير الإيراني مجتبى أماني، وقدم قاليباف التهنئة للرئيس سلام بتشكيل الحكومة.واعتبر رئيس الحكومة ان الدولة اللبنانية... pic.twitter.com/ctZ0RdvdZ2
— رئاسة مجلس الوزراء (@grandserail) February 23, 2025
وفي حين وصفت وزارة الخارجية الإيرانية، قبل أيام، العلاقة بين بيروت وطهران بـ«الجيدة»، مشيرة إلى أنها «تعالج الملفات الثنائية بانفتاح وعبر الحوار»، ومن ثم قول مستشار المرشد الإيراني، قبل يومين أيضاً، إن «(حزب الله) سيواصل مسيرة المقاومة»، يتحدث رئيس «المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان»، النائب السابق فارس سعيد، عن تراجع ملحوظ لنفوذ طهران، وعن جرأة لدى المسؤولين اللبنانيين في مواجهة طهران، وهو ما جعله يطرح فكرة حل «المجلس» الذي أُسس عام 2022 رافعاً الصوت لكف يد إيران عن لبنان.
ويقول سعيد لـ«الشرق الأوسط»: «طرحت فكرة حل (المجلس) للنقاش، وهو الذي أنشأناه عندما كانت غالبية القوى السياسية في لبنان تتعاطى مع النظام الإيراني أو تتجاهل وجوده حتى لا تصطدم معه»، مضيفاً: «واليوم أعتقد، وبكل تواضع، أننا أصبنا الهدف، وبالتالي بما أن احتلال القرارات الوطنية، من لبنان إلى سوريا والعراق... وغيرها، بات على طريق الزوال، فأنا أشجع إعلان حل (المجلس الوطني)؛ لأن ذلك سيكون إشارة وطنية سياسية إيجابية للرأي العام اللبناني».
ومع تأكيده أن «لبنان الرسمي والشعبي يريد أن تبقى العلاقات بين البلدين من دولة إلى دولة، وألا يكون لبنان ورقة أو ساحة تستخدمها طهران من أجل مصالح شخصية وتحسين شروطها التفاوضية مع الولايات المتحدة، كما جرت العادة طوال السنوات الماضية»، فإنه يقول: «يشعر اللبنانيون اليوم، خصوصاً المسؤولين، بأن هناك تراجعاً ملحوظاً للنفوذ الإيراني في المنطقة بعد الحرب على لبنان وغزة، وبعد اغتيال الأمين العام لـ(حزب الله) نصر الله، واتفاق وقف النار، وانهيار النظام السوري... وهذا ما تجلّى عبر جرأة لافتة في تعاطي المسؤولين اللبنانيين مع الموفدين الإيرانيين، وخير مثال على ذلك ما حدث بمنع هبوط الطائرة الإيرانية قبل أسابيع تفادياً لتعرض لبنان والمطار لعقوبات أو اعتداء إسرائيلي، علماً بأنه قبل أشهر قليلة لم يكن أحد في لبنان يجرؤ على اتخاذ قرار مماثل».
وفي حين يتجنّب المحلل السياسي، المقرب من «حزب الله»، الدكتور قاسم قصير، الحديث عما كانت عليه العلاقة بين لبنان وإيران في السابق، يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «العلاقة اليوم بين بيروت وطهران هي علاقة بين بلدين، وهناك علاقات دبلوماسية واقتصادية وسفارات، إضافة إلى الاتفاقيات الثنائية، وهناك جالية إيرانية كبيرة في لبنان، ويوجد آلاف الطلاب ورجال الدين اللبنانيين في إيران».
وفي رد على سؤال عما إذا كانت العلاقة اختلفت عما كانت عليه في السابق، اكتفى بالقول: «نعم؛ الأمور تتجه نحو مزيد من العلاقات الرسمية، مع الحفاظ على العلاقات الشعبية».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قراءة أخرى لـ«عيد التحرير» اللبناني
قراءة أخرى لـ«عيد التحرير» اللبناني

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

قراءة أخرى لـ«عيد التحرير» اللبناني

الجواب الذي لا يزال الجواب الرسميّ هو: نعم. ومن الجواب هذا انبثق تكريم ذاك اليوم وترقيته عيداً رسميّاً اسمُه عيد التحرير والمقاومة. صحيح أنّ سكّان المناطق التي كانت محتلّة عادوا إلى بلداتهم وقراهم التي جلا عنها الجيش الإسرائيليّ، كما استعيد حضور شكليّ للدولة وأجهزتها. لكنّ من يشاهد واقع حالنا يستغرب أن نكون قد تحرّرنا قبل 25 عاماً، وأن ينتهي بنا الأمر إلى الوضع المزريّ الذي نعيشه راهناً، والذي يشوبه احتلال وتدمير أخرجا الناس من بيوتهم التي سبق أن عادوا إليها. والعيد، في المقابل، يُفترض فيه أن يعكس قدراً من الرسوخ والديمومة مصدرهما في الطبيعة أو في رواية جمعيّة أو واقعة أو تقليد... لكنّ الأدعى للاستغراب أنّ الطرف الذي يُنسب إليه تحريرنا في العام 2000، أي «حزب الله»، هو إيّاه الطرف الذي استدعى الاحتلال مجدّداً، لا احتلال خمس نقاط فحسب بل إثقال السيادة اللبنانيّة وقرارها بكوابح وأوزان بالغة الضخامة قد تستمرّ معنا طويلاً وقد نتخبّط فيها طويلاً. إذاً هناك خديعةٌ ما ينطوي عليها تعبير «التحرير» في حالتنا، وهي من صنف الخدع الأخرى التي لقّمها الحزب للّبنانيّين على مدى الأعوام، من نوع أنّ «زمن الهزائم ولّى» وأنّ «إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت»... ولأنّ الوضع الراهن صار يسمح بالشكّ في ما كان الشكّ فيه ممنوعاً، لا بدّ من المضيّ في دحض أعمال التزوير على أنواعها. ذاك أنّ الويل الذي أصابنا بنتيجة «حرب الإسناد»، جعل مساءلة تاريخ المقاومة والتحرير، الذي طغى التزوير على روايته، أمراً شديد الإلحاح والراهنيّة. هكذا غدت إعادة تصويب الماضي شرطاً شارطاً للعيش السويّ في الحاضر وفي الحقيقة، ولإعادة تصويب الواقع تالياً. أمّا الأكاذيب الفرعيّة الثلاث التي لا بدّ من مواجهتها قبل مواجهة التزوير الكبير فهي: الأولى، أنّ الاحتلال الأصليّ، في 1978 و1982، أي قبل نشأة الحزب، إنّما حصل من دون حدث، وجاء مدفوعاً فحسب بجوهر ماهويّ رديء ينطوي العدوّ عليه. أمّا أن تكون قد استدعته مقاومة مسلّحة (فلسطينيّة يومها) فأمرٌ يُستحسن حذفه أو طيّه. والثانية، أنّ مقاومة «حزب الله» ولدت من عدم، علماً بأنّ آخرين، شيوعيّين وغير شيوعيّين، سبقوه إليها وتمّت تصفيتهم على يدها. والثالثة، أنّ التحرير لم يُرَد له أن يكون مشروعاً جامعاً تماماً كما لم يُرَد ذلك للمقاومة. ففي 2005 مثلاً ظهر في أوساط معارضي «حزب الله» مَن يطرح تسوية يجتمع فيها التحريران – من إسرائيل في 2000 ومن سوريّا عامذاك، على أن تشكّل التسوية هذه نوعاً من رواية مشتركة بين سائر اللبنانيّين. لكنّ اقتراحاً كهذا لم يُواجَه بغير الرفض والتشكيك، فضلاً عن شكر «سوريّا الأسد». أمّا في ما خصّ العام 2000 تحديداً، فالرواية الفعليّة، هنا أيضاً، أشدّ تعقيداً بكثير ممّا أشيع وعُمّم. فمنذ 1999 أعلن «حزب العمل» الإسرائيليّ، بقيادة رئيس الحكومة يومذاك إيهود باراك، عزمه على الانسحاب من طرف واحد. وردّاً على هذا الإعلان شرع الإعلام اللبنانيّ الموالي لدمشق وللحزب يتحدّث عن «مؤامرة الانسحاب»، ومثله فعل السياسيّون اللبنانيّون الدائرون في الفلك السوريّ – الإيرانيّ. فحينما تحقّق الانسحاب بعد عام، بُعثت إلى الحياة مسألة مزارع شبعا، التي سبق لإسرائيل أن احتلّتها من سوريّا في 1967، واستُخدمت سبباً يبرّر احتفاظ «حزب الله» بسلاحه. وتعزيزاً منها لاحتفاظ الحزب بالسلاح، تجاهلت دمشق سوريّةَ المزارع، علماً بأنّها لم تُقرّ بلبنانيّتها رسميّاً. بيد أنّ «ربط النزاع»، من خلال المزارع تلك، ترافق مع تضخيم آخر طال دور المقاومة في التحرير، فرسمها ضرورة حياة، لا أداة تحرير فحسب. ومن دون أيّ انتقاص من التضحيات التي بذلها الحزب، وحُملت بيئته على تحمّلها، يبقى أنّ مقاومته لم تكن العنصر الحاسم في إحداث ذاك التحرير، وأنّ أهمّ ما فيها كان تشكيلها أحد العناصر المعزّزة لحجج معسكر السلام الإسرائيليّ في ضرورة الانسحاب من كلّ أرض محتلّة. فخلال 18 عاماً (1982-2000) بلغت الكلفة البشريّة الإسرائيليّة من جرّاء أعمال المقاومة 800 قتيل، أي ما يقلّ عن 45 قتيلاً في السنة الواحدة. وهذا، بحسب المقارنات التي درجت حينذاك، أقلّ من ضحايا حوادث السير في سنة واحدة في إسرائيل. والحال أنّ كتابة الحزب للتاريخ لا تندرج في أيٍّ من مدارس «المراجعة» (revisionism) أو مدارس «النفي» للرواية السائدة (negationism). وسبب ذلك بسيط، هو عدم وجود رواية سابقة عن الاحتلال والتحرير والمقاومة اضطُرّ الحزب إلى «تصحيحها». ذاك أنّ الأخير ولفيفه هم وحدهم أصحاب الرواية التي لم تبدأ إلاّ معهم. وهكذا أرسي على أيديهم واقع مشوّه ووعي مزغول هدفهما خدمة أغراض محلّيّة وإقليميّة، وهذا قبل أن يتحوّل التشويه والزغل والخدمة إلى «أفق تاريخيّ» مكتوب بالماء.

انطلاق الانتخابات يفتح الجدل حول سلاح حزب الله.. لبنان يصوت فوق أنقاض الدمار
انطلاق الانتخابات يفتح الجدل حول سلاح حزب الله.. لبنان يصوت فوق أنقاض الدمار

سعورس

timeمنذ 15 ساعات

  • سعورس

انطلاق الانتخابات يفتح الجدل حول سلاح حزب الله.. لبنان يصوت فوق أنقاض الدمار

المشهد الانتخابي في الجنوب بدا فريداً هذا العام، فبينما توافد المواطنون إلى صناديق الاقتراع في بلدات مدمّرة ومناطق تفتقر إلى البنية التحتية، انتشرت لافتات دعائية لحزب الله تدعو إلى التصويت له، في محاولة واضحة لإظهار استمرار نفوذه الشعبي والسياسي رغم الضربات التي تلقاها في المواجهة العسكرية الأخيرة مع إسرائيل، والتي اندلعت في أكتوبر 2023 وتصاعدت حتى بلغت ذروتها في سبتمبر 2024. الحزب ادعى أن هذه الحرب بأنها جاءت دفاعاً عن غزة ومؤازرة لحماس، لكن نتائجها كانت قاسية، إذ أسفرت عن مقتل عدد كبير من مقاتليه، بينهم قياديون بارزون، إلى جانب تدمير مناطق شاسعة من البنية التحتية في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت. فيما تستمر الانتخابات، برز موقف حاسم من الحكومة اللبنانية الجديدة التي أكدت سعيها إلى حصر السلاح بيد الدولة، وهو بند رئيسي في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية. وأوضح وزير الخارجية اللبناني ، يوسف راجي، أن "المجتمع الدولي، وخصوصاً الجهات المانحة، أبلغت الدولة اللبنانية بأن أي دعم مالي لإعادة الإعمار سيكون مشروطاً بنزع سلاح حزب الله". وفي هذا السياق، أكد دبلوماسي فرنسي أن "استمرار الغارات الإسرائيلية وعدم تحرك الحكومة بسرعة لنزع السلاح سيحولان دون أي تمويل دولي حقيقي". وأضاف أن الدول المانحة تطالب أيضاً بإصلاحات اقتصادية وهيكلية كشرط مسبق للمساعدات. رد حزب الله لم يتأخر، إذ اتهم الحكومة اللبنانية بالتقصير في ملف إعادة الإعمار. وقال النائب في البرلمان عن الحزب، حسن فضل الله، إن "تمويل إعادة الإعمار يقع على عاتق الدولة، التي لم تتخذ أي خطوات فعالة حتى الآن". وحذر من أن التباطؤ في معالجة هذا الملف قد يؤدي إلى تعميق الانقسام الطائفي والمناطقي، متسائلاً: "هل يمكن أن يستقر جزء من الوطن وجزء آخر يئن تحت وطأة الدمار؟". ويزعم الحزب أن تحميله وحده مسؤولية الأزمة فيه تجاهل للتركيبة السياسية اللبنانية ولتقصير الدولة التاريخي في التنمية، خاصة في المناطق الجنوبية. من جهته، أشار الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، مهند الحاج علي، إلى أن ربط المساعدات الدولية بنزع سلاح حزب الله يأتي بهدف الضغط على الحزب، لكن "من غير المرجح أن يقبل الحزب بذلك بسهولة، خاصة في ظل اعتقاده أن سلاحه لا يزال يمثل وسيلة ضغط إقليمية". أما رئيس مجلس الجنوب ، هاشم حيدر، فقد أقر بأن الدولة لا تملك حالياً الموارد المالية الكافية لعملية إعادة الإعمار، لكنه لفت إلى أن هناك "تقدماً في عمليات رفع الأنقاض في بعض المناطق المتضررة". وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن لبنان يحتاج إلى نحو 11 مليار دولار لإعادة الإعمار والتعافي، وهي أرقام ضخمة تتطلب استقراراً سياسياً وأمنياً غير متوفرين حالياً. الانتخابات البلدية، التي تُفترض أن تكون محطة ديمقراطية محلية، تحوّلت إلى مؤشر على حجم الأزمة الوطنية في لبنان. فالمسألة لم تعد محصورة بإدارة الخدمات المحلية، بل باتت جزءاً من معركة كبرى حول هوية الدولة وسلطتها، ودور حزب الله في الداخل والخارج. وفيما يتابع اللبنانيون عمليات الاقتراع بكثير من القلق، تبدو الطريق نحو إعادة الإعمار طويلة وشائكة، وتعتمد على قرارات سياسية كبرى لم تُحسم بعد، وفي مقدمتها ملف السلاح.

انطلاق المرحلة الأخيرة للانتخابات البلدية في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطيةالرئيس اللبناني: نسير بخطى ثابتة على طريق بناء دولة يرعاها القانون
انطلاق المرحلة الأخيرة للانتخابات البلدية في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطيةالرئيس اللبناني: نسير بخطى ثابتة على طريق بناء دولة يرعاها القانون

الرياض

timeمنذ 17 ساعات

  • الرياض

انطلاق المرحلة الأخيرة للانتخابات البلدية في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطيةالرئيس اللبناني: نسير بخطى ثابتة على طريق بناء دولة يرعاها القانون

انطلقت صباح أمس السبت المرحلة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية، وسط تدابير أمنية مشددة، للجيش وقوى الأمن الداخلي. وتفقد رئيس الجمهورية جوزيف عون غرفة العمليات في سراي مدينة صيدا في جنوب لبنان، داعياً "الجميع إلى التصويت بكثافة لمن يمثّل تطلّعاتهم في إنماء المدينة، فالانتخابات في الجنوب تؤكّد أنّ إرادة الحياة أقوى من الموت، وإرادة البناء أقوى من الهدم". وانتقل عون من مدينة صيدا إلى سرايا مدينة النبطية في جنوب لبنان لتفقّد سير العملية الانتخابية البلدية والاختيارية في محافظة النبطية والاطّلاع على مجرياتها، وبارك لمن فاز بالتزكية، ولمن سيفوز في صناديق الاقتراع، معتبراً أن "المركز ليس امتيازًا بل مسؤولية". وكان الجيش اللبناني باشر منذ مساء الجمعة باتخاذ التدابير الأمنية الاستثنائية لحفظ أمن عملية الانتخابات البلدية والاختيارية ضمن نطاق محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية. وتأتي الانتخابات البلدية والاختيارية في هاتين المحافظتين في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية بشكل شبه يومي على مناطق عدة في جنوب لبنان. وتضم محافظة لبنان الجنوبي ثلاثة أقضية هي، قضاء جزين، وفيه 40 مجلساً بلدياً، وقضاء صيدا، وفيه 48 مجلساً بلدياً، وقضاء صور، وفيه 65 مجلساً بلدياً، فيما تضم محافظة النبطية أربعة أقضية هي، قضاء حاصبيا، وفيه 17 مجلساً بلدياً، وقضاء النبطية وفيه 40 مجلساً بلدياً، وقضاء مرجعيون وفيه 26 مجلساً بلدياً، وقضاء بنت جبيل وفيه 36 مجلساً بلدياً. ويصل عدد المجالس البلدية في المحافظتين 272 مجلساً فاز بالتزكية من بينها أكثر من مئة مجلس بلدي في المحافظتين. وكانت الانتخابات البلدية انطلقت في الرابع من الشهر الحالي في محافظة جبل لبنان، واستكملت في 11 منه في محافظة لبنان الشمالي ومحافظة عكار، وفي 18 من نفس الشهر أنجزت في محافظة بيروت ومحافظة البقاع ومحافظة بعلبك - الهرمل. رئيس لبنان يعلن إحراز تقدّم وكان الرئيس اللبناني أعلن الجمعة عن "إحراز تقدّم ملحوظ" على طريق بناء دولة يرعاها القانون، وذلك في كلمة عبر الشاشة وجّهها إلى "مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان" / إيه تى إف إل / خلال عشاء أقامته في واشنطن. وقال عون، بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية :"لقد أحرزنا تقدماً ملحوظًا، ونسير بخطى ثابتة، على طريق بناء دولة يرعاها القانون ويسهر عليها القضاء". وتابع "ونحن ماضون في سبيل تحقيق كامل قدراتنا: من أجل لبنان حر، مستقل، تكون للدولة فيه وحدها حصريّة السلاح، ويمتلك القدرة على حماية نفسه، من التأثيرات الخارجية السلبية". وأضاف "علينا مواصلة العمل لتعزيز قدرات القوى الأمنية اللبنانية وتطوير استراتيجية شاملة لأمننا الوطني، تشكل أساساً راسخاً لضمان الأمن والاستقرار، فيما تواجهنا اليوم تحديات كبرى لا بد من معالجتها مثل أزمتي اللاجئين السوريين والفلسطينيين، إلا أنني على يقين بأننا أصبحنا نسير على مسار التعافي". وتوجه عون بالشكر إلى المجموعة "على الجهود التي بذلتها لدعم لبنان حيث كانت صوتاً داعماً للبنان لدى صنّاع القرار الأميركيين، وكان لها دور أساسي في دعم المساعدات الإنسانية والتعافي الاقتصادي واستمرار المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني". ورأى عون أن الأزمات المُتعدّدة التي مرّ بها لبنان، دفعت "الجاليات اللبنانيّة - الأميركيّة إلى تعزيز الدعم المالي، والضغط السياسي الإيجابي، مُكرِّسةً بذلك عُمق ارتباطِها بوطنها الأم. وسنظلٌّ نعتمد على هذا الدعم المتين، وعلى دوِكم الحاسم في مسيرة تعافي وطنَنا". وقال "إننا نؤمنُ إيمانًا راسخاً، بأنّ العلاقات السليمة مع الولايات المتّحدة، تُشكّل ركيزة أساسية لمكانتنا الدولية. ونتطلّع للمضيّ قُدماً، نحو مرحلة جديدة من التعاون المثمر والمتبادل، بين بلدينا العظيمين". متمسكون بسيادة الدولة إلى ذلك أكد وزير الداخلية والبلديات اللبناني أحمد الحجار أمس أن "الدولة لن تستكين إلا بتحرير كل جزء من أراضيها". ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن الوزير الحجار قوله، خلال تفقده سير العملية الانتخابية في بلدة شبعا بجنوب البلاد، إن "كل الاتصالات الدبلوماسية مطمئنة ونحن متمسكون بسيادة الدولة الحاضرة إلى جانب الشعب". وأضاف: "الإعمار بدأ وبالنفوس قبل الحجر ورغم الإمكانات الضئيلة إلا أن إرادة الشعب أقوى". وتابع الوزير الحجار قائلا "أهل شبعا الصامدين، اليوم ينهضون بمدينتهم وأنهم حاضرون لتجديد العمل البلدي". مسيرة إسرائيلية تلقى قنبلة ألقت طائرة مسيرة إسرائيلية ظهر الجمعة قنبلة على بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية. كانت طائرات حربية ومروحيات إسرائيلية، قد استهدفت فجرا بغارتين، غرفا جاهزة عند أطراف دير انطار في قضاء بنت حبيل وبلدة شمع في قضاء صور في جنوب لبنان. يذكر أن إسرائيل لم تلتزم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر الماضي، ولا تزال تنفذ غارات في جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت. كما لا تزال قواتها متواجدة في خمس نقاط في جنوب لبنان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store