الرئيس يدعو إلى التكافل والتسامح
أدّى صلاة العيد بجامع الجزائر
الرئيس يدعو إلى التكافل والتسامح
س. إبراهيم
أدى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون صباح الجمعة بجامع الجزائر بالمحمدية (الجزائر العاصمة) صلاة عيد الأضحى المبارك في أجواء من الخشوع والسكينة كما أدى صلاة عيد الأضحى أيضا في هذا الصرح الديني والحضاري كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء الحكومة وكذا ممثلين عن السلك الدبلوماسي للدول العربية والإسلامية المعتمد بالجزائر إلى جانب جمع غفير من المصلين.
وفي خطبتي صلاة العيد أبرز عميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني فضائل شعيرة الحج ومعانيها السامية ومقاصد عيد الأضحى المبارك وما يحمله من معاني الفداء والتضحية والتقرب إلى الله بذبح الأضاحي عملا بسنة أبينا سيدنا إبراهيم عليه السلام معتبرا أن هذه المناسبة الدينية موعد متجدد لنصرة الدين الإسلامي الحنيف وعزة أمته.
وحث عميد جامع الجزائر على ضرورة الإكثار من فعل الخيرات والتقرب إلى الله في هذا اليوم المبارك من خلال التصدق على الفقراء وصلة الأرحام وإنهاء الأحقاد والخصومات وإصلاح ذات البين وتعزيز روابط الأخوة والتعاون على الخيرات.
وبذات المناسبة دعا الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني شباب الأمة إلى استثمار طاقاتهم وإعطاء الوقت قدره وقيمته. كما شدد في هذا الإطار على ضرورة تحصيل العلوم وحماية الأطفال والشباب من الأخطار المتربصة بهم لكونهم -مثلما أكد- مستقبل الأمة وسبيل نهضتها .
كما استحضر بالمناسبة ما يجري على أرض فلسطين من عدوان غاشم يمارسه الاحتلال الصهيوني في حق شعب أعزل متوقفا عند المقاومة المشروعة التي يخوضها الفلسطينيون أسوة بكفاح الشعب الجزائري خلال الثورة التحريرية المجيدة من أجل تحرير الوطن واستعادة عزته.
وفي الختام حث عميد جامع الجزائر على ضرورة الحفاظ على الوطن وحماية وحدته لمواجهة التحديات والفتن المحدقة به.
وعقب أداء صلاة العيد تلقى رئيس الجمهورية تهاني عيد الأضحى المبارك من كبار الشخصيات في الدولة والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر وجمع من المواطنين.
رئيس الجمهورية يهنئ الشعب الجزائري
هنأ رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مساء الخميس الشعب الجزائري بمناسبة عيد الأضحى المبارك متمنيا لكل الجزائريات والجزائريين داخل الوطن وفي المهجر وللحجاج الميامين عيدا سعيدا يكون مناسبة للتكافل والتغافر والتسامح.
وقال رئيس الجمهورية في كلمة وجهها إلى الشعب الجزائري : بسم الله الرحمن الرحيم وصل اللهم وسلم على إمامنا وحبيبنا ونبينا سيدنا محمد ألف صلاة وألف سلام عليه.
أيتها المواطنات أيها المواطنون
نستقبل عيد الأضحى المبارك لنحيي سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام ونجعل منها مناسبة للتكافل والتغافر والتسامح.
وبهذه المناسبة أتوجه بتهاني الخالصة لكل الجزائريات والجزائريين داخل الوطن ولجاليتنا في الخارج ولحجاجنا الميامين في البقاع المقدسة متمنيا لهم إتمام مناسكهم في أحسن الظروف.
كما أهنئ بهذه المناسبة الأمة العربية والإسلامية قاطبة وأخص بالذكر أشقاءنا في فلسطين المحتلة الجريحة راجيا من الله أن يمن عليهم بالشفاء ويرفع عنهم الظلم.
وفي الأخير نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان ويتغمد شهداءنا الأبرار برحمته الواسعة.
عيدكم سعيد كل عام وأنتم بخير
تحيا الجزائر شامخة سيدة أبية
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
الرئيس يهنّئ أفراد الجيش والأسلاك النظامية وعمال الصحة
هنأ رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يوم الجمعة أفراد الجيش الوطني الشعبي وأفراد سلاح الدرك الوطني والأمن الوطني والحماية المدنية والجمارك وكذا الأطباء وكل عمال الصحة بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وكتب رئيس الجمهورية على حسابه الخاص بمواقع التواصل الاجتماعي: بمناسبة عيد الأضحى المبارك أهنئ الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني بكل وحداته عبر النواحي العسكرية ضباطا وضباط صف وجنودا وتهاني لكل أولئك الأشاوس المغاوير المرابطين على حدود وطننا المفدى .
كما توجه رئيس الجمهورية أيضا بتهانيه إلى أفراد سلاح الدرك الوطني والأمن الوطني والحماية المدنية والجمارك قائلا: عيد أضحى مبارك لكل أفراد سلاح الدرك الوطني والأمن الوطني والحماية المدنية والجمارك. كل عام وأنتم بخير .
وبذات المناسبة تقدم السيد رئيس الجمهورية بتهانيه للأطباء وكافة المنتسبين لقطاع الصحة بالقول: تهاني بمناسبة عيد الأضحى لكل الأطباء وعمال الصحة الساهرين على أداء مهامهم بلا انقطاع في هذه الأيام المباركة أعاده الله علينا جميعا بالعافية .
رئيس الجمهورية يتلقى التهاني
تلقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يوم الخميس الماضي مكالمة هاتفية من أخيه رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة السيد قيس سعيد هنأه فيها بمناسبة عيد الأضحى المبارك متمنيا له وللشعب الجزائري دوام التقدم والازدهار حسب ما أورده بيان لرئاسة الجمهورية.
وجاء في البيان: تلقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مكالمة هاتفية من أخيه رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة السيد قيس سعيد هنأه فيها بمناسبة عيد الأضحى المبارك متمنيا له وللشعب الجزائري دوام التقدم والازدهار .
بدوره بادل السيد الرئيس نظيره التونسي التهاني راجيا من المولى القدير أن يديم الهناء والعافية على الشعب التونسي الشقيق .
وبذات المناسبة جدد الرئيسان استعدادهما لمواصلة العمل معا لمصلحة الشعبين الشقيقين والبلدين والمنطقة ككل وفقا لذات المصدر.
كما تلقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يوم السبت مكالمة هاتفية من رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد مسعود بزشكيان هنأه فيها والشعب الجزائري بمناسبة عيد الأضحى المبارك باسمه وباسم الشعب الإيراني حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية.
من جانبه هنأ السيد رئيس الجمهورية الرئيس مسعود بزشكيان والشعب الإيراني بالمناسبة ذاتها متمنيا لإيران مزيدا من الازدهار والرفاه.
وقد تناول الرئيسان أيضا في هذا الاتصال الهاتفي ـ يضيف البيان ـ العلاقات الثنائية التي تجمع الشعبين الجزائري والإيراني وسبل تطويرها في المجال الاقتصادي السياسي والثقافي .
كما تطرقا إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية حيث اتفقا على مواصلة بذل كل الجهود لرفع الظلم عن فلسطين وغزة وإنهاء الإبادة في حق الشعب الفلسطيني الشقيق .
وعبر الرئيسان عن إرادتهما للعمل سويا من أجل تثبيت الأمن والاستقرار الدوليين والحفاظ عليهما وفقا للمصدر ذاته.
حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 2 ساعات
- النهار
عودة أول فوج للحجاج الجزائريين اليوم الثلاثاء
يعود أول فوج للحجاج الجزائريين، اليوم الثلاثاء، إلى أرض الوطن بعد أداء مناسك الحج لهذا الموسم في ظروف جيدة وتأطير محكم سهرت عليه البعثة الجزائرية، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون. وبفضل ذلك، تمكنت الجزائر وللمرة الثانية على التوالي، من الحصول على الجائزة الذهبية 'لبيتم'. التي تمنحها وزارة الحج والعمرة السعودية للمؤسسات والجهات التي تقدم خدمات مميزة لضيوف الرحمان. وفي حفل الحج الختامي لموسم 1446هـ/2025م، تسلم وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، بصفته رئيس مكتب شؤون حجاج الجزائر. هذه الجائزة في فئة مكاتب الحجاج الكبرى في مجال تأطير عملية الحج من قبل وزير الحج والعمرة السعودي، توفيق بن فوزان الربيعة. كما أكد بلمهدي أن هذا التتويج يعد ثمرة للعمل الجماعي والتنسيق المحكم بين مختلف القطاعات المعنية، داخل الوطن وخارجه. ونوه بالدعم المتواصل الذي يحظى به مكتب شؤون حجاج الجزائر من السلطات العليا في البلاد. التي جندت كافة الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لخدمة الحجاج على أكمل وجه، تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية. وكان أول فوج للحجاج الجزائريين قد غادر إلى البقاع المقدسة في العاشر من ماي الفارط، حيث وجه رئيس الجمهورية، بهذه المناسبة، رسالة إلى الحجاج الميامين دعاهم فيها إلى أن يكونوا خير سفراء للجزائر في بيت الله الحرام، لتتوالى بعدها رحلات الحجاج عبر 12 مطارا بمختلف مناطق الوطن.


الشروق
منذ 12 ساعات
- الشروق
غزة.. بحاجة إلى طوفان إنساني!
بدأت بعض التحركات الدولية عبر نشطاء سياسيين ومن المجتمع المدني في مساع مختلفة لفك الحصار المضروب على غزة، ولفت الانتباه إلى حرب الإبادة الأكثر بشاعة في تاريخ الأمم، عبر تسيير 'قوافل الصمود' نحو معبر رفح؛ للمطالبة بوقف الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر في قطاع غزة، شعب يتعرض لكل أنواع القتل والتشريد والتهجير بمباركة من أمريكا التي أسقطت قرارا لمجلس الأمن مند أيام فقط، يطالب الكيان بالوقف الفوري لإطلاق النار. قافلة الصمود المغاربية التي ينتظر أن تنطلق من تونس وتجمع جزائريين وتوانسة وليبيين ونشطاء آخرين من باقي دول الشمال الإفريقي، واحدة من بين المبادرات التي يسعى أصحابها إلى لفت انتباه العالم لما يحدث في هذه البقعة من الأرض العربية والإسلامية على يد شرذمة من اليهود الصهاينة، سبقتها قافلة أخرى، انطلقت من إيطاليا عبر سفينة تابعة لأسطول الحرية، بهدف إيصال المساعدات إلى ما تبقى من سكان القطاع وفك الحصار الخانق على أهله. هذه الأخيرة التي لا تبعد كثيرا عن شواطئ فلسطين المحتلة، وجه بشأنها وزير ما يسمى 'جيش الدفاع' الصهيوني تعليمات بمحاصرتها والحيلولة دون بلوغها غزة. وفي غياب الردع الدولي وحالة الإفلات من العقاب التي ألفها قادة الكيان الصهيوني، لا يستبعد أن يتم التدخل بعنف، لوقف مسيرة هذه الباخرة، كما سبق أن تصرفت هذه القيادة المارقة والنازية مع محاولات سابقة لأساطيل الحرية التي حاولت فك الحصار المضروب على غزة مند سنوات طويلة. ورغم رمزية هذه المبادرات التي يقودها نشطاء من مختلف بقاع العالم، فإن الدول والحكومات في أغلبها تبقى متواطئة بشكل مباشر في عملية الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، من خلال تموين جيش الاحتلال بالسلاح والذخيرة والالتفاف على تطبيق قرارات الجنائية الدولية التي تعتبر بشكل أو بآخر نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت مجرمي حرب، وأمرت باعتقالهما، دون أن يتحقق ذلك لحد الآن، بسبب التواطؤ الدولي مع المجرمين. وحتى التهديدات الأخيرة لدول مثل فرنسا ودول أروبية أخرى بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، تبقى محاولة من محاولات عدم تسمية الأمور بمسمياتها، فما يتعرض له الشعب الفلسطيني حاليا، لا يمكن اعتباره غير 'إبادة منظمة' من قبل جيش نازي وعنصري، وأولوية الدول الحقيقية والإنسانية إنما تكون بوقف الإبادة وليس طرح مبادرات الاعتراف بكيان مهدد أصلا في وجوده، إذا استمرت مخططات الترحيل والإبادة. وإذا كان هذا حال الدول الأوروبية وكثير من دول العالم، فإن حال المسلمين والعرب، ومواقفهم مما يحدث في غزة، يمثل قمة الخزي والمذلة والعار.. فأمة تقف في أقدس مقدسات الأرض؛ من أجل تأدية الركن الخامس من أركان الإسلام، ولا تستطيع الانتصار لإخوة لهم يقتلون على يد حفنة من الصهاينة، هي أمة لا تحركها قوافل الحرية بالتأكيد، ولا تغير في واقعها شيئا. لقد ترك أهل غزة؛ وحدهم في مواجهة أعتى وأفتك الأنظمة النازية والاستعمارية التي شهدتها البشرية، وليس لهم إلا الإيمان بنصر من الله، ورغم أبواب الجحيم التي فتحها الغرب عبر طائراته وقنابله بطيارين يهود، فإن المقاومة لاتزال تقدم أروع الأمثلة في الجهاد والمواجهة والشهادة. وأما قوافل الحرية، فإنها ورغم رمزيتها لن تغير من واقع الإبادة في شيء، بقدر ما يحتاج فيه الفلسطينيون إلى طوفان إنساني إسلامي حقيقي يأخذ معه الغطرسة الصهيونية بعيدا .


حدث كم
منذ 13 ساعات
- حدث كم
جلالة الملك يوجه رسالة إلى المشاركين في قمة 'إفريقيا من أجل المحيط'
وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رسالة إلى المشاركين في قمة 'إفريقيا من أجل المحيط'، التي تترأسها بشكل مشترك، اليوم الإثنين بنيس، صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، ممثلة لجلالة الملك، والرئيس الفرنسي فخامة السيد إيمانويل ماكرون. وفي ما يلي نص الرسالة الملكية التي تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء .. ' الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه. فخامة السيد رئيس الجمهورية الفرنسية، أصحاب الفخامة والمعالي رؤساء الدول والحكومات، السيد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، أصحاب المعالي الوزراء، أصحاب المعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة، يطيب لي بداية، أن أشيد بالالتزام الشخصي لفخامة السيد إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، تجاه قضايا المحيطات. إن هذا الالتزام ينسجم تماما مع الظرفية الراهنة التي تتوق فيها القارة الإفريقية القوية، بأصواتها ومؤهلاتها ورؤيتها، إلى قول كلمتها الحاسمة بشأن مصيرها البحري. ولا يفوتني، بهذه المناسبة، أن أتوجه بالشكر إلى أشقائي الأفارقة والشخصيات السامية في القارة، على مشاركتهم في هذه القمة غير المسبوقة، المخصصة لساحلنا المشترك، الذي يمتد على أكثر من 30000 كيلومتر. أصحاب المعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة، إن البحار والمحيطات الإفريقية، على الرغم من غناها بثرواتها، لا تزال تعاني من الهشاشة والضعف. فرغم أهميتها الاستراتيجية، فإنها لا ت ستثمر على الوجه الأمثل. ورغم ما تمتلكه من إمكانات واعدة، فإنها لا تحظى إلا بالقليل من الحماية اللازمة. وتلك مفارقة تحتم علينا الانتقال من منطق الإمكانات إلى منطق التملك. وتظل البيئة ركنا أساسيا في حكامة المحيطات، التي لا ينبغي أن ينظر إليها من هذا الجانب وحده. فالمحيط يمثل سيادتنا الغذائية، وعماد صمودنا في وجه التغيرات المناخية، وأساس أمننا الطاقي وتماسكنا وانسجامنا الإقليمي. كما يعكس هويتنا، وأنماط استهلاكنا واستغلالنا لموارده، وما سنتركه إرثا للأجيال القادمة. وفي هذا الصدد، يدعو المغرب إلى مراجعة استراتيجية للدور البحري الإفريقي في إطار ثلاثة محاور: أولا، نمو أزرق. لم يعد الاقتصاد الأزرق ترفا بيئيا، بل بات ضرورة استراتيجية. فالاستزراع المائي المستدام، والطاقات المتجددة البحرية، والصناعات المينائية، والتقانات الحيوية البحرية، والسياحة الساحلية المسؤولة…، كلها قطاعات تعد بغد أفضل، شريطة العمل على هيكلتها، وربطها ببعضها البعض، والنظر إليها باعتبارها سلسة قيمة، وتعزيزها بالاستثمارات اللازمة والمعايير الملائمة. ذلكم هو جوهر الاستراتيجية الوطنية التي أرادها المغرب ويعمل على تنزيلها، باعتبارها محركا للنمو والإدماج الاجتماعي والتنمية البشرية. ومن هذا المنطلق، قامت المملكة المغربية بإطلاق العديد من المشاريع المهيكلة، التي كان من نتائجها، على وجه الخصوص، إعادة تشكيل المشهد المينائي الوطني، على غرار الميناء الكبير للحاويات في ميناء طنجة المتوسط، والمينائين المستقبليين الناظور غرب المتوسط، والداخلة الأطلسي، اللذين سيستندان إلى منظومة لوجستية وصناعية ضخمة. ثانيا – تعاون جنوب-جنوب معـزز، وتكامل إقليمي حول الفضاءات المحيطية. ينبغي تجميع الجهود، لأننا إزاء تحد لا ينحصر نطاقه في المستوى الوطني، بل يشمل أيضا المستوى القاري. فالملكية المشتركة للمحيط الأطلسي وحدها لا تكفي، بل ينبغي التفكير في هذا المحيط بشكل جماعي، وتدبيره وحمايته بشكل مشترك. فلا بديل عن مقاربة إفريقية منسقة من أجل تحسين سلاسل القيمة البحرية، وتأمين الطرق التجارية، والظفر بحصة أكثر إنصافا من الثروة المحيطية العالمية. لذا، لا بد لإفريقيا أن تكون عنصرا فاعلا في حماية التنوع البيولوجي البحري والموارد الجينية والمحميات البحرية. وعليها أيضا أن تمتلك آليات للأمن البحري بما يتناسب مع احتياجاتها، وتوحد كلمتها بشأن القضايا الدولية ذات الصلة بشؤون المحيطات. ثالثا – نجاعة بحرية من خلال تكامل السياسات المتعلقة بالمحيط الأطلسي. إن الدينامية الجيوسياسية في إفريقيا، لا ينبغي أن تخضع لجمود الجغرافيا ولا لتجاذبات الماضي. فلم تحظ الواجهة الأطلسية لإفريقيا بالاهتمام الكافي، في حين أنها تزخر بإمكانات لا حدود لها، كفيلة بفك العزلة وضمان العبور واحتواء التوقعات المستقبلية. ذلكم هو المنظور الذي أطلقنا من خلاله مبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، التي تهدف إلى جعل واجهة المحيط الأطلسي فضاء للحوار الاستراتيجي، والأمن الجماعي، والحركية والتكامل الاقتصادي، على أساس حكامة غير مسبوقة ذات طابع جماعي وتعبوي وعملي. إن رؤيتنا لإفريقيا الأطلسية، التي نريد لها أن تسهم في تثمين المحيط الأطلسي، لا تقتصر على الدول المطلة على ساحله فقط، بل تتعداها لتشمل أيضا دول الساحل الشقيقة التي يتعين عليها أن توفر منفذا بحريا مهيكلا وموثوقا به. وفي إطار المنظور نفسه، القائم على التضامن والرفاه المشترك، أطلقنا أيضا مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، باعتباره مسارا للربط الطاقي، ورافعة لإحداث فرص جيو-اقتصادية جديدة في غرب إفريقيا. أصحاب المعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة، كان البحر وسيظل صلة وصل وأفقا مشتركا، من واجبنا جميعا أن نحميه ونحسن تدبيره، لنجعله فضاء للسلم والاستقرار والتنمية. فإفريقيا، التي تكمن قوتها في وحدة كلمتها، تقع في صميم هذا المشروع الطموح. والمغرب ملتزم بكل عزم وإصرار، على تحمل نصيبه في هذا الورش الجماعي، سنده في ذلك سواحله الممتدة على طول 3500 كيلومتر، وحوالي 1.2 مليون كيلومتر مربع من الفضاءات البحرية. والسـلام عليكـم ورحمـة الله تعـالـى وبـركـاتـه'.