logo
المراقبة المستمرة عين حارسة .. السباحة صيفاً.. متعة تتربص بالأطفال

المراقبة المستمرة عين حارسة .. السباحة صيفاً.. متعة تتربص بالأطفال

الدستورمنذ 5 أيام
عمان
مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، تتحول المسابح والشواطئ إلى وجهات رئيسية للعائلات الباحثة عن الترفيه والهروب من حرّ الأجواء وبينما يلعب الأطفال بسعادة وسط المياه المنعشة، قد تظهر على بعضهم ظواهر مثيرة للقلق، منها ازرقاق الشفاه أثناء السباحة أو بعدها مباشرة. منظر قد يبث الذعر في قلوب الأهل، الذين يتساءلون بحيرة، هل هو أمر عادي مرتبط ببرودة الماء أم إشارة إلى مشكلة.
يرى أطباء الأطفال أن هذه الظاهرة غالباً ما ترتبط بانخفاض حرارة الجسم نتيجة التعرض المطوَّل للمياه الباردة، بينما يحذر آخرون من احتمالات أكثر خطورة، مثل نقص الأكسجين أو وجود مشكلات تنفسية أو قلبية كامنة. وتزداد الحيرة مع وجود اختلاف بين تأثير مياه المسابح المعالجة بالكلور، ومياه البحر التي تحتوي على الأملاح والمعادن، في هذا الصدد، نناقش مع أطباء أطفال وأمراض جلدية ومدرب سباحة أسباب هذه الظاهرة وطرق التعامل معها وأهم التوصيات لضمان صيف آمن لأطفالنا.
تقول د. إيمان محمد الدهماني، طبيب عام أطفال: السبب الأكثر شيوعاً لهذه الظاهرة هو انخفاض حرارة الجسم وأشارت إلى أن تعرض الطفل للماء البارد يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية الطرفية في الشفاه والأطراف، في محاولة من الجسم للحفاظ على الحرارة الداخلية للأعضاء الحيوية، مما يقلل تدفق الدم إلى المناطق السطحية والأطراف ويؤدي إلى تغير لون الشفاه إلى الأزرق بشكل مؤقت.
من جانبها، نبهت د.سارة حايك، استشارية طب الأسرة، إلى أن الأطفال أكثر عرضة لفقدان الحرارة بوتيرة أسرع من البالغين، بسبب صغر حجم أجسامهم وزيادة مساحة سطح الجسم مقارنة بالكتلة وأكَّدت أن عدم الانتباه المبكر لهذه التغيرات قد يعرض الطفل لمضاعفات صحية خطِرة تتراوح بين الارتجاف الشديد وصعوبة التنفس، وصولاً إلى اختلال الوعي.
وحذرت د.إيمان الدهماني من أن ازرقاق الشفاه المصحوب بأعراض إضافية مثل التعب الشديد، أو صعوبة التنفس، أو لدى الأطفال الذين يعانون أمراضاً قلبية أو رئوية، يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً لتجنب تطور الحالة إلى نقص أكسجين أو مضاعفات قد تكون مهددة للحياة. ومع إدراك خطورة انخفاض حرارة الجسم وأعراضه، يؤكد الأطباء أن دور الأهل في المراقبة المبكرة لا يقل أهمية عن العلاج الفوري.
وأكَّدت د. سارة حايك، استشارية طب الأسرة، أن على الأهل الانتباه لأي تغييرات غير طبيعية تظهر على الطفل أثناء وجوده في الماء، مع التركيز على رصد علامات الخطر المبكرة، مثل الارتجاف الشديد الذي يدل على فقدان حرارة الجسم، شحوب البشرة، أو شعوره بإرهاق شديد دون سبب واضح. وشددت على أن صعوبة التنفس أو الإغماء خلال أو بعد السباحة من المؤشرات الطارئة التي تستوجب التدخل السريع.
من جانبها، أوضحت د.عبير الخلفاوي، استشارية طب الأطفال، أن ملاحظة أي من هذه الأعراض تتطلب إخراج الطفل فوراً من الماء والعمل على تدفئته بملابس جافة أو مناشف دافئة، مع مراقبة حالته عن قرب وفي حال استمرت الأعراض أو بدت في التفاقم، دعت إلى مراجعة الطبيب دون تأخير لضمان التشخيص والتعامل المناسب مع الحالة.
ونبهت د. إيمان الدهماني إلى أن بعض الحالات قد تتطور إلى فقدان الوعي، نتيجة نقص الأكسجين أثناء الغطس لفترات طويلة، أو بسبب انخفاض مفاجئ في سكر أو ضغط الدم وأكدت أن الاستهانة بأي عرض بسيط قد تؤدي إلى مضاعفات خطِرة، مما يحتم على الأهل التحلي باليقظة طوال فترة السباحة وعدم التغافل عن أي مؤشرات غير طبيعية.
نصحت د.عبير الخلفاوي، باستخدام الملابس الحرارية أو بذلات الغوص لحماية الأطفال من فقدان الحرارة، خاصة إذا كانت حرارة المياه تتراوح بين 22 إلى 25 درجة مئوية وأكدت أهمية تحديد مدة السباحة حسب عمر الطفل، بحيث لا تتجاوز 30 دقيقة للأطفال الأصغر سناً، مع الحرص على أخذ فترات استراحة منتظمة للتدفئة.
وشددت على أهمية الحرص على تغذية الأطفال بشكل مناسب قبل وأثناء السباحة، موضحة أن تناول كميات كافية من الطعام والسوائل يعزز قدرة الجسم على الحفاظ على حرارته الطبيعية ويدعم مستويات الطاقة لديهم خلال النشاط المائي. ودعت إلى ضرورة مراقبة الأطفال بشكل مستمر أثناء وجودهم في الماء وعدم الاستهانة بعلامات التعب أو الخمول، مشيرة إلى أن ظهور أي من هذه الأعراض يتطلب إخراج الطفل فوراً من الماء وتدفئته لتفادي أي مضاعفات صحية. ويوصي المختصون بأن تتضمن تغذية الأطفال قبل السباحة وجبات خفيفة وسهلة الهضم، مثل الفواكه الطازجة أو الزبادي أو شطائر صغيرة، مع تجنب الأطعمة الثقيلة أو الغنية بالدهون التي قد تؤثر على راحتهم أثناء النشاط البدني.
تُعد حماية بشرة الأطفال أثناء السباحة أولوية لا تقل أهمية عن جوانب السلامة الأخرى، خاصة مع اختلاف طبيعة المياه بين البحر والمسابح وأوضحت د.جايل شلهوب، أخصائية الأمراض الجلدية، أن مياه البحر غالباً ما تكون ألطف على بشرة الأطفال مقارنة بتلك المعالجة بالكلور والتي قد تسبب تهيجاً وجفافاً، خصوصاً لدى الأطفال المصابين بالإكزيما أو ذوي البشرة الحساسة ومع ذلك، نبهت إلى أن مياه البحر، رغم فوائدها، قد تؤدي أيضاً إلى جفاف الجلد إذا لم يُتبع السباحة بروتين مناسب للعناية بالبشرة.
وفي هذا السياق، شددت د. جايل شلهوب على أهمية تبني روتين وقائي بعد السباحة يشمل غسل الجسم جيداً بماء عذب لإزالة بقايا الملح أو الكلور، ثم الاستحمام الكامل فور العودة إلى المنزل، مع استخدام مرطب لطيف خالٍ من العطور لدعم الترطيب الطبيعي للبشرة وأوصت باستخدام واقي الشمس بانتظام على المناطق المكشوفة من الجسم وارتداء القبعات والملابس الواقية لتقليل التعرض للأشعة فوق البنفسجية، خاصة خلال ساعات الذروة وطالبت باستشارة طبيب الجلدية قبل السماح للأطفال الذين يعانون أمراضاً جلدية مزمنة بالسباحة، لضمان توفير الإرشادات المناسبة التي تساعد على تفادي المضاعفات والحفاظ على صحة الجلد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل تشعرون بالبرد في الطقس الحار؟!.. إليكم الأسباب
هل تشعرون بالبرد في الطقس الحار؟!.. إليكم الأسباب

الوكيل

timeمنذ 2 ساعات

  • الوكيل

هل تشعرون بالبرد في الطقس الحار؟!.. إليكم الأسباب

الوكيل الإخباري- يشكو بعض الأشخاص من الإحساس المستمر بالقشعريرة رغم ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما قد يكون مرتبطًا بأسباب صحية تستدعي الانتباه. ووفقًا للخبراء، فإن اضطراب تنظيم حرارة الجسم قد يعود إلى عدة عوامل، أبرزها: 1. نقص الحديد يُعد السبب الأكثر شيوعًا للشعور بالبرد، إذ يؤدي انخفاض الهيموغلوبين إلى ضعف تدفّق الأكسجين للأعضاء، ما يضعف تغذية الأنسجة ويزيد الإحساس بالقشعريرة. وتلاحظ بعض النساء هذا التأثير خلال الدورة الشهرية. 2. قصور الغدة الدرقية عند انخفاض هرمونات الغدة الدرقية، تتباطأ عملية الأيض، مما يؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم. لذا يُنصح بإجراء فحص للغدة في حال استمرار الشعور بالبرد. 3. ارتفاع السكر في الدم (السكري) يسبب السكري ضعفًا في تغذية الخلايا ونقصًا في الطاقة، مما ينعكس على قدرة الجسم في الحفاظ على حرارته. كما أن الاعتلال العصبي الناتج عن السكري قد يزيد من الحساسية للبرد. وتترافق هذه الحالة غالبًا مع أعراض أخرى مثل العطش الزائد، التبول المتكرر، والرغبة الشديدة في تناول السكريات. متى يجب القلق؟ إذا كان الشعور بالقشعريرة متكررًا ومصحوبًا بأعراض أخرى مثل التعب، تغيرات الوزن، أو مشاكل في التركيز، يُنصح بزيارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد السبب بدقة. اضافة اعلان

طبيب يحذر من دور السمنة في ظهور سرطان المسالك البولية
طبيب يحذر من دور السمنة في ظهور سرطان المسالك البولية

أخبارنا

timeمنذ 2 أيام

  • أخبارنا

طبيب يحذر من دور السمنة في ظهور سرطان المسالك البولية

أخبارنا : أفاد الدكتور ديبو بودن أخصائي أمراض المسالك البولية، أن السمنة في بعض الحالات، تساعد على نشوء الأورام الخبيثة بسبب اختلال التوازن الهرموني والالتهابات المزمنة والاضطرابات الأيضية. ووفقا له، يمكن رصد صلة ملحوظة بين السمنة وأمراض الأورام في الجهاز البولي التناسلي. ويقول: "تُعد السمنة، وفقا لخبراء منظمة الصحة العالمية، ثاني أهم عامل خطر للإصابة بالسرطان لدى الرجال والنساء، بعد التدخين." ووفقا له، ازدادت خلال السنوات العشر الماضية نسبة أمراض الأورام المرتبطة بالسمنة بصورة ملحوظة. ويلاحظ أطباء الأورام وجود صلة واضحة: فكلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم لدى المريض، زاد خطر الإصابة بالتنكس الخبيث في أنسجة الجهاز البولي التناسلي، ويشمل هذا بصورة خاصة الرجال الشباب ومتوسطي العمر الذين يعانون من زيادة الوزن أو المصابين بنوع آخر من السرطان. ويشير الطبيب إلى أن عملية تراكم الأنسجة الدهنية في الجسم تصاحبها حتما التهابات مزمنة ونقص في الأكسجين، وهي عوامل تهيئ بيئة مثالية لتطور الطفرات في الخلايا السليمة وتكوين أورام الكلى والمثانة والبروستاتا. ووفقا له، فإن زيادة كتلة الدهون، خاصة في الحيز خلف الصفاق، تسبب عملية التهابية مستمرة تؤثر على أعضاء الجهاز البولي — مثل الكلى والمثانة والإحليل. وعند استمرار الالتهاب، تبدأ تغيرات مرضية في هذه الأعضاء، ما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى الإصابة بسرطان الخلايا الكلوية. أما في حالة سرطان المثانة، فإن عامل الخطر المصاحب — بالإضافة إلى السمنة — هو مقاومة الأنسولين. لذلك، غالبا ما يصاب مرضى السمنة بداء السكري، وفي هذه الحالة، يتسارع انقسام الخلايا السرطانية في أنسجة المثانة بشكل ملحوظ. ولكن ليس سرطان الكلى والمثانة المشكلتين الوحيدتين اللتين تنشآن بسبب زيادة الوزن؛ فهناك عضو آخر بالغ الأهمية لصحة الرجال معرض للخطر، ألا وهو غدة البروستاتا. ويقول الطبيب: "نعلم أن مستوى هرمون التستوستيرون ينخفض في جسم الرجل في حالة السمنة، ويؤثر هذا الاختلال الهرموني سلبا على صحة الرجل ووظائفه الإنجابية، بل قد يؤدي إلى تطور أورام خبيثة في غدة البروستاتا، التي تُعد حساسة جدّا لأي خلل هرموني." ويشير الأخصائي أيضا إلى عامل الوراثة الجينية — أي انتقال الجينات "الضارة" من الأب إلى الأبناء. وهذا يعني أن الاستعداد للسمنة وسرطان البروستاتا الناتج عنها يمكن أن يُورث، حتى لو كان الأبناء والأحفاد يتبعون نمط حياة صحيّا. ويضيف: "الوقاية من السمنة مسألة بالغة الأهمية، لا تقتصر على حل مشكلات الأيض وزيادة الوزن فقط، بل تشمل أيضا مخاطر الإصابة بالأورام. لذلك، أنصح بالاهتمام بالصحة، واستشارة طبيب الغدد الصماء، واتباع نظام غذائي متوازن، والتخلي عن العادات السيئة، وممارسة المزيد من النشاط البدني."

طرفة عزيز سانجار!
طرفة عزيز سانجار!

العرب اليوم

timeمنذ 3 أيام

  • العرب اليوم

طرفة عزيز سانجار!

التعليم يصنع المعجزات.. وهناك عائلات تغيرت أوضاعها الاجتماعية، لأنها اهتمت بالتعليم.. هذا عزيز سانجار المولود فى طبقة أقل من المتوسطة لأبوين أميين، أصبح من علماء الوراثة فى العالم وحصل على جائزة نوبل عام ٢٠١٥. هو عالم كيمياء حيوية وبيولوجيا جزيئية، تركى الجنسية متخصص فى ترميم الحمض النووى الريبوزى منقوص الأكسجين، وفى نقاط فحص دورة انقسام الخلية وفى الساعة اليوماويَّة.. حصل فى عام ٢٠١٥ على جائزة نوبل فى الكيمياء إلى جانب كلّ من توماس روبيرت ليندال وبول مودريتش، لدراستهم حول فهم إصلاح الحمض النووي! قدّم سانجار إسهامات فى مجال دراسة إنزيمات فوتولييز photolyase وفى ترميم استئصال النيوكليوتيد فى البكتيريا وهو ما غيّر مجال عمله. يعمل سانجار حاليًّا كأستاذٍ فى منحة سارة غراهام كينان فى الفيزياء الحيويّة والكيمياء الحيويّة فى مدرسة الطبّ فى جامعة كارولينا الشماليّة، وهو عضوٌ فى مركز السرطان الشامل التابع لجامعة نورث كارولينا، وهو المؤسس المشارك لمؤسسة Aziz & Gwen Sancar، وهى منظّمة غير ربحيّة تهدف إلى تعزيز الثقافة التركيّة ودعم الطلّاب الأتراك فى الولايات المتّحدة! ولد عزيز سانجار فى عائلة من طبقة أقل من المتوسطة فى منطقة صور بمحافظة ماردين جنوب شرق تركيا فى ٨ سبتمبر ١٩٤٦م. وكان الطفل السابع من ثمانية. وكان والداه أميين، إلا أن عائلته وضعت تركيزًا كبيرًا على التعليم! حصّل سانجار تعليمه على يد معلّمين مثاليّين تلقّوا تعليمهم فى مدارس القرى، وصرّح فيما بعد أنّ هذه المدارس قد شكّلت مصدر إلهامًا مهمًا بالنسبة له. حقّق سانجار طوال فترة حياته الدراسيّة نجاحًا أكاديميًّا كبيرًا لاحظه أساتذته. كان ينوى خلال دراسته الثانوية دراسة الكيمياء، ولكنه اقتنع بدراسة الطبّ بعد أن دخل إلى الجامعة برفقة خمسة زملاءٍ له. درس سانجار الطبّ فى جامعة إسطنبول! سانجار الآن هو أستاذ فخرى فى مختبرات كلود ستان روبرت.. عزيز سانجار هو عضو فخريّ فى الأكاديمية التركية للعلوم، والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم. عاد سانجار إلى مسقط رأسه فى سافور بعد تخرّجه فى جامعة إسطنبول، تم قبوله كمحاضر فى جامعة نورث كارولينا، وهى الجامعة الوحيدة التى ردّت بالقبول من بين خمسين جامعة تقدّم بطلباتٍ إليها. صرّح سانجار ذات مرّة بأن لهجته فى اللّغة الإنجليزية كان لها أثر مدمّر على حياته المهنيَّة كمحاضر. اكتشف سانجار فى تشابل هيل، الخطوات اللاحقة لإصلاح استئصال النوكليوتيدات فى البكتيريا.. وعمل على نسخة أكثر تعقيدًا من آليّة الإصلاح هذه عند البشر! الطريف أنه بعد كل هذه الرحلة العلمية، كانت زوجته تطلب منه أن يلقى صفيحة الزبالة، فقال لها: أنا عزيز سانجار الحاصل على جائزة نوبل أحمل القمامة؟.. فقالت له: طيب يا عزيز سانجار الحاصل على نوبل ارمِ الزبالة!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store