logo
الذين يُريدون تغيير شكل ... الله

الذين يُريدون تغيير شكل ... الله

الديارمنذ 3 ساعات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
هذا ما أبلغه بنيامين نتنياهو لدونالد ترامب، عشية توجيه الضربة العسكرية الأولى الى ايران، "لأجعلنّ آية الله خامنئي يستسلم بين يدي الجنرال ايال زامير، مثلما استسلم الأمبراطور هيروهيتو بين يدي الجنرال دوغلاس ماك آرثر"، لدى القاء قنبلة هيروشيما. حتماً، الضربة كانت هائلة ومفاجئة بعد كل تلك السيناريوات الخادعة، دون أن تهتز عمامة المرشد الأعلى. كان واثقاً من أن نهاية "الجنون الاسرائيلي" ستكون على الأرض "الاسرائيلية"، لا على الأرض الايرانية.
زعيم "الليكود" لم يكن يستند فقط الى تقارير "الموساد"، أيضاً الى ما أعده "الموساد" على الأرض الايرانية، ليكون السقوط الكبير من الضربة الأولى. هذا لم يحدث، ليكتب الباحث "الاسرائيلي" ايتاي ماك مقالة في صحيفة "هاآرتس" بعنوان "اسرائيل خسرت بالفعل أمام ايران". من هنا، الخطوات الأميركية الأخيرة، استعداد للتدخل، ولكن هل من مصلحة الرئيس الأميركي أن يرى جنوده وقد عادوا الى بيوتهم بالتوابيت؟
قطعاً لا يمكن اغفال ما يمكن أن تفعله القوة الأميركية من أهوال. ولكن ما تراها فعلت هذه القوة في أفغانستان، وحيث منظر الخروج الفضائحي اشعل مواقع التواصل بتعبير "ليلة العار تحت ضوء القمر"، وبعدما ترك الأميركيون حلفاءهم الأطلسيين بين "الأنياب النارية" لمقاتلي "طالبان"، ما حمل أحد معلقي "لوفيغارو" الفرنسية على القول "من يراهن على صداقة الولايات المتحدة، كمن يراهن على طواحين الهواء"...
كل ما ينقل يثبت أن ثمة خطة مشتركة أميركية ـ "اسرائيلية" قد وضعت، على أن تبدأ بقرار مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. الأقمار الاصطناعية وكذلك محطات الاتصال والرصد والتقارير الاستخباراتية، في تصرف القيادة العسكرية "الاسرائيلية"، اضافة الى خدمات لوجيستية مباشرة.
لكن اللافت هنا الاخراج الرديء لمسرحية هزلية، حيث حاول ترامب، ودائماً بدور المهرج، أن يوحي للعالم بأن العملية العسكرية "اسرائيلية" بالكامل، لا أميركية بالكامل، دون أن يكون الهدف البرنامج النووي الايراني، وانما احتواء الدولة (والحالة) الايرانية، ليكون الشرق الأوسط كله في قبضته، كي لا يبقى الخاصرة الرخوة في الصراع المرتقب في الشرق الأقصى. هنا النفط، الشريان الحيوي للصناعة وللمعجزة الصينية.
"الفورين آفيرز" كتبت عن الشرق الأوسط كمحطة محورية في ذلك الصراع حول قيادة الكرة الأرضية، ومع توقع أن يحدث الذكاء الاصطناعي انقلاباً بنيوياً عاصفاً، على المستوى الفلسفي أو على المستوى العملاني في المعادلات الاستراتيجية الكلاسيكية، التي طالما تقلبت عبر الأزمنة.
لا الضربة الأولى، ولا الضربات اللاحقة، أدت الى نتائج كاسحة. لا شك أن ضربات أقل بكثير تفضي الى دمار كارثي، ان في لبنان أو في غزة. لكننا هنا أمام ايران، الدولة المترامية في الجغرافيا وفي التاريخ، الذي طالما شهد المعارك والحروب الطاحنة، دون أن ينجح الرهان على التظاهرات الغاضبة (ضد النظام) في طهران وأصفهان وتبريز، وحتى في قم. لم يحدث هذا، لا بل أن الايرانيين واجهوا الغارات الهائلة بأعصاب هائلة أيضاً. بطبيعة الحال أودت الضربة الأولى بأدمغة من الدرجة الأولى، وبقيادات عسكرية من الدرجة الأولى. ولكن هناك المؤسسة التي تعاطت بديناميكية لافتة مع الحدث.
أكثر من ذلك، أظهرت الحملات الصاروخية على "اسرائيل" أن القيادات الايرانية تمكنت الى حد بعيد، من تقليص الفجوة في موازين القوة بين ايران و"اسرائيل"، باحداثها كل ذلك الخراب في المدن "الاسرائيلية"، وتهديدها بما هو أشد .
هل حقاً أن الادارة الأميركية كما القيادة "الاسرائيلية"، فوجئت من صلابة وقوة الرد الايراني على الغارات "الاسرائيلية"، لنلاحظ مدى المراوغة الأميركية باتهام طهران بالتسبب بالحرب، لأنها لم توافق على تفكيك برنامجها النووي كمدخل لتقويض نظامها السياسي، وهذا هو "الحلم الاسرائيلي" و"الهدف الاسرائيلي"، بعدما كنا قد لاحظنا مدى الغباء أو الاستغباء الأميركي، بتصريح ستيفن ويتكون بأن البرنامج النووي الايراني يشكل خطراً على أمن أميركا والعالم والخليج. يا رجل من اي كوكب آخر أنت...؟!
رأسان في رأس واحد، ووجهان في وجه واحد. بأي حق يدعو دونالد ترامب سكان طهران الى اخلائها ليتسنى له تدميرها تماماً، مثلما دعا بنيامين نتنياهو سكان الضاحية الجنوبية لبيروت لاخلاء منازلهم. الدمار للدمار، وهذا ما لم يفعله لا هتلر ولا هولاكو. ولكن أنه الكاوبوي الذي يرى العالم ان من فوهة البندقية، أو من رنين الذهب، وانه "الحاخام" الذي يرى العالم من خلال التأويل الدموي للنص التوراتي.
بعد كل ذلك، هل يمكن لايران أن تستسلم، كما يتقوقع بعض جهابذة التحليل السياسي على شاشاتنا؟ وهل يمكن لأميركا (و"اسرائيل") أن تنتصر كما يشيع بعض ملوك الطوائف على الساحة اللبنانية، المشرعة على كل الرياح؟
غداة الخروج من أفغانستان، قال الجنرال ديفيد بترايويس "انه الخروج الأخير من استراتيجية المستنقعات". الآن هي العودة الى الاستراتيجية اياها، ودون أن يقرأ الأميركيون أو "الاسرائيليون"، رأي المفكر الجيوبوليتيكي الروسي ألكسندر دوغين "الرهان على تغيير الشرق الأوسط أقرب ما يكون الى الرهان على تغيير شكل الهواء".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ردّ "ناري" من السفارة الإيرانية في لبنان على تهديدات ترامب لخامنئي
ردّ "ناري" من السفارة الإيرانية في لبنان على تهديدات ترامب لخامنئي

ليبانون ديبايت

timeمنذ 15 دقائق

  • ليبانون ديبايت

ردّ "ناري" من السفارة الإيرانية في لبنان على تهديدات ترامب لخامنئي

ردّت السفارة الإيرانية في لبنان، مساء اليوم الثلاثاء، على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الموجّهة إلى المرشد الأعلى السيد علي خامنئي. وأكدت السفارة الإيرانية، في منشور عبر منصة "إكس"، أن "تهديدات ترامب لقائد الجمهورية الإسلامية، الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله)، هي حماقةٌ ما بعدها حماقة". وأضافت أن "هذا القائد المقدام، الذي لا تُرعبه تهديدات الجبناء، خلفه أمةٌ لا تعرف الخنوع ولا الهوان. حفظه الله من مكائد الطغاة وردّ كيدهم في نحورهم".

البحوث الإسلامية: الإسلام حرم الثَّأر وحذَّر من فوضى العصبية الجاهلية.. فيديو
البحوث الإسلامية: الإسلام حرم الثَّأر وحذَّر من فوضى العصبية الجاهلية.. فيديو

صدى البلد

timeمنذ 24 دقائق

  • صدى البلد

البحوث الإسلامية: الإسلام حرم الثَّأر وحذَّر من فوضى العصبية الجاهلية.. فيديو

قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إنَّ الدِّين الإسلامي الحنيف كرَّم الإنسان وحفظ دمه، وشدَّد على تجريم القتل والثأر؛ لِمَا في ذلك من إهدارٍ لحياة الناس، وتفكيكٍ لبنية المجتمعات، وإنَّ مِن أعظم مقاصد الشريعة الإسلاميَّة حِفظ النفْس، وهو ما تجلَّى في تحريم القتل وجَعْله مِنَ الكبائر التي تفتح أبواب الجريمة والفوضى. وأضاف الجندي -خلال كلمته في ملتقى (الأزهر للقضايا المعاصرة) الذي عُقِدَ اليوم بعد صلاة المغرب بالجامع الأزهر، تحت عنوان: (حرمة الدماء ووَحدة الصف)- أنَّ ظاهرة الثأر مِن أخطر الظواهر التي تُكدِّر صفو المجتمع وتمسُّ أمنه واستقراره، مبينًا أنَّ الإسلام واجه هذه الظاهرة منذ لحظة إشراقه على الوجود، حين كانت الجاهليَّة تموج بفتن الدماء والقتل العشوائي، وتسودها العصبيَّة والهمجيَّة، فجاءت الشريعة لتحرِّم هذا المسلك الوحشي، وترسِّخ بدلًا منه مبادئ التسامح والعفو وتحقيق العدل. وأكَّد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أنَّ دِيننا الحنيف قد نهى عن العصبيَّة القبليَّة، وحذّر النبي مِنَ التحزُّبات التي تُفضي إلى القتل، لافتًا إلى أنَّ البيئة التي تشرعن الثَّأر تُشبِهُ حياة الغابة، وأنَّ الشريعة قد أرسَت قواعدَ صارمةً لتحقيق الأمن المجتمعي؛ مِنْ خلال مَنْع الاعتداء على النفْس، والتحذير مِن عاقبة القاتل. وأوضح أنَّ النبي بُعِثَ في بيئة كان القتل فيها فاشيًا، وتسودها الحروب لأتفه الأسباب، فحرص على القضاء على هذه المظاهر البربريَّة، وأكَّد أنَّ قَتْل النفْس الواحدة كقتل الناس جميعًا؛ لِمَا فيه من هَتْكٍ لحرمة الدماء، وفَتْحٍ لباب الإفساد، وتطبيعٍ للعدوان، مشيرًا إلى أنَّ كثيرًا مِنَ الأحاديث النبوية والآيات القرآنية جاءت لتؤكِّد أنَّ هذه الجريمة مِنَ الموبِقات، وأنَّ القاتل محرومٌ مِن دخول الجنة إذا أراق دمًا بغير حق. وتابع أنَّ مِن بشاعة هذه الظاهرة أنَّ القاتل يفقد إنسانيَّته، ويُحرَم من نعيم الجنة؛ كما جاء في الحديث النبوي: «ومَن استطاع ألَّا يُحال بينه وبين الجنَّة بملء كفٍّ من دم أهراقه، فليفعل»، مشدِّدًا على أنَّ الإسلام لا يميز في حرمة النفْس بين مسلم وغير مسلم؛ بل جعل قَتْل المعاهَد خيانةً لعهد الله ورسوله، وتوعَّد فاعله بعدم شمِّ رائحة الجنَّة. واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بتأكيد أنَّ الدماء أوَّل ما يُقضَى فيه يوم القيامة، في دلالة واضحة على خطورة هذه الجريمة، ووجوب مواجهتها بمنهجيَّة واعية تنطلق من تعاليم الدِّين وتكريم الإنسان، داعيًا إلى تكثيف التوعية، وتحصين الشباب ضد ثقافة العنف والثَّأر، والاحتكام إلى الشرع الحنيف؛ حفاظًا على الأرواح، وصَوْنًا للمجتمعات مِنَ التمزُّق والانهيار. ويأتي انعقاد هذا الملتقى دعمًا للحملة التوعويَّة الشاملة التي أطلقها مجمع البحوث الإسلاميَّة بعنوان: (ومَن أحياها) لمواجهة الخصومات الثأريَّة، وذلك في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بضرورة تكثيف الجهود التوعويَّة والوقائيَّة لمعالجة الظواهر السلبيَّة مِن منظور دِيني وإنساني شامل.

'أكسيوس': ترامب لم يقتنع بفكرة تغيير النظام في إيران
'أكسيوس': ترامب لم يقتنع بفكرة تغيير النظام في إيران

الشرق الجزائرية

timeمنذ 25 دقائق

  • الشرق الجزائرية

'أكسيوس': ترامب لم يقتنع بفكرة تغيير النظام في إيران

كشف موقع 'أكسيوس' الأميركي أن الرئيس دونالد ترامب لم يقتنع بفكرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتغيير النظام في إيران. ونقل 'أكسيوس' عن مسؤول أميركي تأكيده أن ترامب لم يقتنع بأقاويل تغيير النظام في طهران بعد تصريحات لنتنياهو في 16 حزيران الحالي، قال فيها 'سنقوم بما يجب' في إشارة إلى اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي. ولخص المسؤول الأميركي النهج الحالي للولايات المتحدة بأنه 'مثل الاختيار بين آية الله معروف وآية الله غير معروف'، وقال إنه لا يزال هناك احتمال أن يقوم ترامب 'بتحرك مفاجئ وواسع النطاق'. وشدد المسؤول الذي لم يذكر الموقع اسمه، أن إسرائيل ترغب في تغيير النظام الإيراني أكثر من الولايات المتحدة. ولفت الموقع نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين إلى أن التغيير المحتمل للنظام في إيران 'ليس هدفا رسميا للحرب'. وأوضح الباحث في معهد الدراسات الأمنية بتل أبيب، راز زيمت، لـ'أكسيوس' أن إيران تعمل حالياً على رص صفوفها في مواجهة التهديدات الخارجية، والحفاظ على وحدتها الداخلية. وألمح إلى أن الخروقات الأمنية الكبيرة ربما زادت غضب الشعب الإيراني تجاه الحكومة، مستدركا أن مشاهد الضحايا المدنيين أثارت 'التضامن الوطني والتجمع حول علم البلاد'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store