logo
هل انتهى شهر العسل القواتي مع العهد؟

هل انتهى شهر العسل القواتي مع العهد؟

لم يدم شهر العسل القواتي مع العهد طويلاً، بل هو بالاساس لم يكن شهر عسل فعلي بقدر ما كان تقاطع مصالح وتحديدا قواتية مع رئيس الجمهورية، بعد أن كان التردد القواتي واضحا بانتخاب عون رئيساً واقتنعت فيما بعد معراب نتيجة الضغوطات الدولية والعربية التي دفعت برئيس الحزب الى عقد جلسة مصارحة مع عون قبل انتخابه، فيما تعلو الاصوات القواتية اليوم، مطالبة باستقالة الرئيس إن لم ينفذ خطاب القسم.
تصاعدت حدة الانتقادات من القوات اللبنانية تجاه الرئيس عون، حيث دعا القيادي في الحزب فادي سعد رئيس الجمهورية إلى تقديم استقالته في حال فشله في تنفيذ مضمون خطاب القسم، معتبراً أن العهد يكرر أسلوب أسلافه في إطلاق الشعارات دون تنفيذ". هذه التصريحات لم تأتِ من فراغ، بل تعكس توتراً غير معلن في العلاقة بين الطرفين، رغم مشاركة القوات في حكومات متعاقبة كانت تغطي واقع سلاح حزب الله. وهنا تتهم مصادر مطلعة القوات بمحاولة تحميل الرئيس عون فشل المرحلة، في حين أنها كانت شريكاً أساسياً في العديد من القرارات الحكومية. ويبدو أن الحزب يسعى اليوم إلى إعادة ترتيب أوراقه السياسية عبر الهجوم على العهد، لاسيما بعدما باتت قضية نزع سلاح حزب الله محوراً أساسياً في الورقة الأميركية، والتي تتعامل معها القوات بجدية أكبر من أي طرف آخر، حيث تشير المصادر الى أن القوات تريد خطابا يشد قواعدها الشعبية قبل الانتخابات النيابية وترى في الهجوم على الحزب وسلاحه مادة دسمة لذلك. ورغم تجاهل معراب لأي خلاف مع العهد والتذكير بزيارة جعجع الاخيرة الى بعبدا، الا أن المصادر تؤكد أن التباين في المواقف بين العهد والقوات قد يتحول لاحقا الى خلاف على الاولويات، اذ يعتبر رئيس الجمهورية ان ملف السلاح وكيفية معالجته لن يكون بالسهولة التي يطرحها حزب القوات، بل هو مسألة معقدة لن يسمح الرئيس عون بتمرير اي مشروع قد يفجر البلد في عهده. من هنا شن جعجع هجوماً لاذعاً على طريقة تعامل الرؤساء الثلاثة مع الورقة الأميركية، معتبراً أن الرد الذي سيقدمونه غير دستوري وغير قانوني، محذراً من أن أي تقصير في هذه المرحلة قد يؤدي بالبلاد إلى الهاوية. كما هاجم ما وصفه بـ"التمايل السياسي" في التعامل مع الملف الأمني، محذراً من أن لبنان أمام خيارين: "إما حل الميليشيات المسلحة، أو مواجهة صيف ساخن". وعزز توجه القوات التصعيدي كلام وزيرها جو عيسى الخوري الذي أكد أن وزراء القوات سيطالبون بطرح ملف حصر السلاح بيد الدولة في الجلسة الحكومية المقبلة، لكنه استدرك بالقول إن الإجماع ليس شرطاً لاتخاذ القرار، بل تكفي أكثرية وازنة.
يبدو أن الخلاف بين العهد والقوات اللبنانية قد تجاوز مرحلة التصريحات ليدخل في صدام مباشر حول الأولويات الوطنية. فبينما تركز القوات على نزع سلاح حزب الله كشرط لأي استقرار، يبدو العهد أكثر تركيزاً على التعامل مع الورقة الأميركية ضمن حسابات التوازنات الداخلية. واللافت ما تم تسريبه من معلومات حول امكانية خروج الرئيس عون في خطاب الاول من آب ليتغدى بالقوات قبل أن تتعشى بالعهد في جلسة الحكومة المرتقبة يوم الثلاثاء المقبل والتي ستبحث بالبند المتعلق بالسلاح.
علاء الخوري - ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نصائح سعودية لدمشق: احتواء الأقليات والإصلاح السياسي
نصائح سعودية لدمشق: احتواء الأقليات والإصلاح السياسي

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 16 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

نصائح سعودية لدمشق: احتواء الأقليات والإصلاح السياسي

كشفت مصدر سوري مقرب من دوائر القرار السعودية، لـ"المدن"، أن الحكومة السورية تلقت توصيات ونصائح من المملكة العربية السعودية، متعلقة بضرورة الإصلاح السياسي ومشاركة الأقليات في الحكم، وذلك بهدف الخروج من حالة عدم الاستقرار في البلاد. وقال المصدر إن التوصيات سُلمت إلى دمشق، وتتعلق بضرورة احتواء الأقليات في سوريا، من خلال منحهم بعض المناصب القيادية في الدولة السورية. وأضاف أن النصائح تهدف بالدرجة الأولى إلى تمكين الحكومة السورية، لإدارة البلاد بكفاءة أعلى، والتركيز على تحسين الجانب الاقتصادي، الأمر الذي لا بد منه للاستقرار. وأوضح المصدر أن النصائح السعودية التي سُلمت لدمشق، تعبر كذلك عن وجهة نظر الأردن، خصوصاً أن الأخيرة يهمها كثيراً استقرار الجارة سوريا. إقصاء المتشددين من جهة أخرى، أكد المصدر أن الرياض نصحت دمشق بإبعاد الشخصيات الإشكالية عن المناصب القيادية، خصوصاً المتشددة منها، نزولاً عند هواجس الأقليات السورية، والولايات المتحدة والغرب. وقال إن السعودية تعتقد أنه بإمكان دمشق إعطاء مناصب هامة لأبناء الأقليات السورية، لضمان مشاركتهم في الحكم، وكذلك امتثالا للمطالب الأميركية، على اعتبار أن الرياض هي الضامنة للإدارة السورية أمام واشنطن. ووفق المصدر، فإن أحداث العنف التي شهدتها السويداء ذات الغالبية الدرزية، أضرّت كثيراً بصورة الإدارة السورية في أميركا، غير أن الوقت لا يزال سانحاً لتجاوز ارتدادات الفترة الماضية. هل تستجيب دمشق؟ لكن لا يبدو للمصدر أن دمشق مستعدة للامتثال لكل النصائح السعودية. وقال: "السلطة السورية تتسم بالعناد عندما يتعلق الأمر بشكل الحكم، والاقتراب من أي إجراء يضعف الحكم المركزي". لكن موقف السعودية ودعمها القوي لدمشق قد يدفع بالحكومة السورية إلى الاستماع لتوصيات الرياض، التي تعزز من حضورها في البلاد. وتعتزم السعودية استئناف استثماراتها في سوريا بنحو 4 مليارات دولار، بعد توقف المشاريع السعودية في سوريا منذ 12 عاما، حسبما ما أفادت مصادر سعودية رسمية، موضحة أن الرياض تعتزم المساهمة في قطاعات الزراعة والصحة والتعليم والبناء والعقارات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة والتجارة والتصنيع. وبذلك، يبدو أن السعودية مصرة على النهوض بسوريا، مستندة على العلاقات القوية التي تربطها مع الإدارة السورية، وعلى حاجة الأخيرة للدعم الاقتصادي والسياسي. علاقة "جيدة" مع "قسد" كذلك، يمكن للرياض أن تلعب دوراً مفصلياً في نزع فتيل توتر محتمل بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تربطها علاقات مع السعودية. ويدل على ذلك، ترحيب قائد "قسد" مظلوم عبدي، بأي دور سعودي إيجابي يمكن للرياض أن تلعبه في حال دخولها كوسيط مع الحكومة السورية، وذلك في مقابلة أجراها مع قناة "العربية"، الأسبوع الماضي. وتشير قراءات سعودية إلى أن الرياض تعتمد في مقاربتها للملف السوري، على السياسة والأمن والاقتصاد، وتعتقد أن استقرار سوريا لا ينعزل عن استقرار المنطقة برمتها، ما يدفعها إلى الاهتمام بإدارة سوريا في هذه المرحلة الصعبة والحساسة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

بالفيديو - أدرعي: هذه هي حقيقة انفجار مرفأ بيروت
بالفيديو - أدرعي: هذه هي حقيقة انفجار مرفأ بيروت

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 16 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

بالفيديو - أدرعي: هذه هي حقيقة انفجار مرفأ بيروت

انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... كتب المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على "أكس": "حقيقة انفجار مرفأ بيروت أوضح من أي رسم كرتوني: حزب الله هو سبب نكبة لبنان. منذ سنوات وهو يخدع الناس بشعارات المقاومة المزعومة، بينما في الحقيقة يتآمر على وطنه، يكدّس السلاح في الأحياء المدنية، ويحوّل لبنان إلى رهينة بيد إيران." انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

بري في موقع لا يحسد عليه... والحزب في win win situation
بري في موقع لا يحسد عليه... والحزب في win win situation

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

بري في موقع لا يحسد عليه... والحزب في win win situation

على مدى اكثر من خمسة وثلاثين سنة يلعب الرئيس نبيه بري دورا محوريًا في ترتيب التوازنات وهندسة التوافقات، الى ان تحول الى زنبرك الحياة السياسية في لبنان... وها هو اليوم يبدو وكأنه في موقع لا يحسد عليه، "اذ يسعى من جهة الى ايجاد حل لمعضلة سلاح حزب الله بما يحفظ ماء وجه الحزب ويحمي الدولة من اي حرب جديدة، ومن جهة اخرى الى تجنيب الشيعة في لبنان من اية انقسامات على غرار "حرب الأخوة" في أواخر ثمانينات القرن الماضي التي تسببت بخسائر بشرية ومادية كبيرة، وأضعفت وحدة الطائفة الشيعية وأدت إلى تفكك اجتماعي وزعزعة الاستقرار في المناطق التي شهدت القتال"، على حد تعبير مرجع سياسي واسع الاطلاع. ويشير المرجع عبر وكالة "اخبار اليوم"، الى ان رئيس المجلس يعمل على عدة ركائز بما يحفظ الاستقرار، فهو اولا يحاول ضبط ايقاع الاستقرار الشيعي – الشيعي والحؤول دون اي فلتان في الشارع، وثانيا يعمل على ترتيب الوضع الانتخابي النيابي في 2026، لاستعادة نفس الكتلة او بتراجع محدود جدا، ثالثا: المحافظة على مكتسبات الطائفة الشيعية التي نالتها على مدى السنوات الاربعين الاخيرة. وفي المقابل، يرى المرجع ان ليس لدى حزب الله ما يخسره، فبغض النظر عن نتيجة التسوية التي سيتم التوصل اليها في نهاية المطاف هو في win win situation ، فهو اصلا ليس متجزرا في الدولة -على عكس بري- لا وجود فاعل له في النقابات مثلا. واذ يلفت الى ان الضغط الكبير يمارس اليوم على الرئيس جوزاف عون وبري، يقول المرجع: التواصل مع حزب الله يزداد صعوبة، حيث بعد اغتيال السيد حسن نصر الله الذي كان الآمر الناهي، حصل تضعضع كبير على مستوى اتخاذ القرار الذي اصبح منقسما بين: قيادات على تماس مع الحرس الثوري وتوافق على تسليم السلاح وفق شروط محددة وربما صعبة المنال، قيادات ترفض تسليم السلاح وتهدد بقطع اليد التي تمتد اليه، وصولا الى مواقف متناقضة يعبر عنها امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم الممثل الحقيقي للسلطة الايرانية في لبنان، لا سيما وان توليته كأمين عام جاءت من خارج مجلس شورى الحزب. امام هذا الواقع ليس لدى بري امكانية حسم الموقف، بحسب المرجع عينه الذي يتابع: ملف تسليم السلاح اصبح تحت ضغط كبير، ومجال المناورة واللعب على الوقت لم يعد متاحا، خصوصا بعد خطاب الرئيس عون الخميس الفائت، حيث سمى حزب الله بالاسم لأول مرة في اطار حديثه عن السلاح غير الشرعي. يضاف الى ذلك ان هناك شبه اجماع على ضرورة تسليم السلاح حتى من قبل العديد ممن هم تاريخيا في خط الممانعة مما يجعل الحزب وكأنه الوحيد الذي يغرد خارج السرب. ويختم المرجع: على الرغم من المشهد الملبد، فان معظم الاطراف تراهن على دور للرئيس بري للتوصل إلى صيغة توافقية لحصرية السلاح، لا سيما بعدما كان أكثر اندفاعاً للتوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار في الخريف الفائت. رانيا شخطورة - اخبار اليوم انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store