
مقتل العشرات في قصف مجمع سكني بطهران وصفارات الإنذار تدوي في إسرائيلحــرب الأجــــواء المفتــوحـــة
الحوثي أطلق صاروخاً أدى لإصابة خمسة فلسطينيين في الضفة الغربية
وزير الدفاع الإسرائيلي يحذر: «طهران ستحترق»
القدس المحتلة، دبي، واشنطن - رويترز
تبادلت إيران وإسرائيل إطلاق الصواريخ وشن ضربات جوية في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت بعد يوم من تنفيذ إسرائيل هجوماً جوياً كاسحاً على عدوتها القديمة، والذي أسفر عن مقتل قادة عسكريين وعلماء وقصف مواقع نووية في محاولة لمنع إيران من صنع سلاح نووي.
وفي طهران، تحدث التلفزيون الإيراني الرسمي عن مقتل نحو 60 شخصاً، بينهم 20 طفلاً، في هجوم على مجمع سكني، مع ورود أنباء عن المزيد من الضربات في جميع أنحاء البلاد. وقالت إسرائيل: إنها هاجمت أكثر من 150 هدفاً.
ودوت صفارات الإنذار في إسرائيل مما دفع السكان إلى الملاجئ مع وصول موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية إلى السماء وانطلاق صواريخ لاعتراضها في هجمات أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وقال مسؤول إسرائيلي: إن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ باليستي على أربع دفعات.
وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أن ما هو أسوأ بكثير سيأتي ما لم تقبل إيران بسرعة التقليص الحاد لبرنامجها النووي الذي طالبتها به واشنطن خلال المحادثات التي كان من المقرر أن تستأنف اليوم الأحد.
ولكن مع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع، تزايدت المخاوف من تصعيد إقليمي يجذب إليه قوى خارجية، مع تداعيات اقتصادية ومالية عالمية.
وقال مسؤولان أميركيان: إن الولايات المتحدة، الحليف الرئيس لإسرائيل، ساعدت في إسقاط صواريخ إيرانية.
ومع ذلك، لا تزال الصواريخ الإيرانية تستهدف مناطق سكنية في إسرائيل، وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس: إن القيادة الإيرانية تجاوزت خطاً أحمر.
وأضاف كاتس في بيان: "إذا استمر الزعيم الإيراني علي خامنئي في إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فستحترق طهران".
وتوعدت إيران بالانتقام بعد الهجوم الإسرائيلي الذي وقع الجمعة والذي أسفر، بحسب مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة، عن مقتل 78 شخصاً بينهم مدنيون.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن طهران حذرت حلفاء إسرائيل من أن قواعدهم العسكرية في المنطقة ستتعرض للقصف أيضاً إذا ساعدوا في إسقاط الصواريخ الإيرانية.
وأطلقت جماعة الحوثي اليمنية، حليفة إيران، صواريخ على إسرائيل مساء الجمعة، لكن صاروخاً واحداً على الأقل بدا أنه انحرف عن مساره، مما أسفر، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، عن إصابة خمسة فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال في الضفة الغربية المحتلة. ولكن الحرب المستمرة منذ 20 شهراً في غزة والأعمال القتالية في لبنان العام الماضي تسببا في إضعاف أقوى حليفين لطهران، وهما حركة حماس في غزة وجماعة (حزب الله) في لبنان، مما قلص قدرة طهران على إظهار القوة في مختلف أنحاء المنطقة إلى جانب خيارات الرد المتاحة أمامها.
وحثت دول الخليج العربية على التهدئة.
انفجارات وخوف في إسرائيل وإيران
قال مسؤول إسرائيلي: إن الهجوم الإيراني الليلي تضمن إطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. وذكرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أن رجلاً وامرأة قتلا وأصيب العشرات. وفي ريشون لتسيون، جنوبي تل أبيب، قالت الشرطة: إن فرق الطوارئ أنقذت طفلة رضيعة كانت عالقة في منزل أصابه صاروخ. وأظهر مقطع مصور فرق الإنقاذ وهي تبحث بين أنقاض أحد المنازل. وفي ضاحية رمات جان الغربية، بالقرب من مطار اللد (بن غوريون)، وصفت ليندا غرينفيلد الأضرار التي لحقت بشقتها قائلة: "كنا نجلس في الملجأ، ثم سمعنا صوت انفجار قوي. كان الأمر مروعاً".
وقال الجيش الإسرائيلي: إنه اعترض صواريخ إيرانية سطح-سطح وطائرات مسيرة، وإن صاروخين أطلقا من غزة.
وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار: إنه في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالدفاعات الجوية الإيرانية فإن "الطريق إلى إيران أصبح ممهداً".
واستعداداً لتصعيد محتمل، جرى نشر جنود الاحتياط في أنحاء إسرائيل. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن وحدات تمركزت على طول الحدود اللبنانية والأردنية.
وفي إيران، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن دوي انفجارات سُمع ليلاً في أنحاء العاصمة. وذكرت وكالة فارس للأنباء أن مقذوفين سقطا على مطار مهرآباد بطهران، وهو مطار مدني وعسكري. وقال التلفزيون الرسمي: إن صاروخاً دمر مجمعاً سكنياً مؤلفاً من 14 طابقاً. وأضاف أن 60 شخصاً قتلوا، لكن لم يصدر تأكيد رسمي بعد.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي حتى الآن على هذا النبأ.
وقال أمير سعيد إيرواني مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة: إن 78 شخصاً قتلوا في الضربات الإسرائيلية على إيران، إلى جانب إصابة ما يربو على 320 معظمهم مدنيون.
تضرر مواقع نووية إيرانية
ترى إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديداً لوجودها، وقالت: إن حملة القصف تهدف إلى منع طهران من اتخاذ الخطوات المتبقية نحو صنع سلاح نووي، على الرغم من أن أجهزة المخابرات الأميركية تقول إنها لم تر أي مؤشر على أن هذا كان وشيكاً.
ووصف المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون الضربات بأنها "عمل من أعمال الحفاظ على الأمن الوطني".
وقال مسؤول عسكري السبت: إن إسرائيل قتلت تسعة علماء نوويين إيرانيين، وإن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية في أصفهان ونطنز سوف تستغرق "أكثر من بضعة أسابيع" لإصلاحها. وتقول إسرائيل، التي من المعروف على نطاق واسع أنها صنعت قنبلة نووية، إنها لا يمكن أن تسمح لعدوتها الرئيسية بالمنطقة بالحصول على أسلحة نووية.
وتعثرت المحادثات بين إيران والولايات المتحدة لحل النزاع النووي هذا العام. وألمحت طهران إلى أنها لن تحضر الجولة التي كان من المقرر أن تعقد اليوم الأحد في سلطنة عمان، لكنها لم ترفض بعد المشاركة بشكل قاطع.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي قوله: "تصرف الطرف الآخر (الولايات المتحدة) بطريقة تجعل الحوار بلا معنى. لا يمكنك ادعاء التفاوض وفي الوقت نفسه تقسم العمل بالسماح للنظام الصهيوني (إسرائيل) باستهداف الأراضي الإيرانية". وتابع: "لا يزال القرار الذي سنتخذه الأحد بهذا الصدد غير واضح".
ودعا بابا الفاتيكان البابا ليون إلى "المسؤولية وتحكيم العقل".
وقال: "الالتزام ببناء عالم أكثر أماناً وخالٍ من التهديد النووي يجب أن يُسعى إليه من خلال الاحترام المتبادل والحوار الصادق، من أجل إقامة سلام دائم قائم على العدالة والأخوة والخير العام".
وأردف قائلاً: "لا ينبغي لأحد أن يهدد وجود الآخر أبداً. ومن واجب جميع الدول أن تدعم قضية السلام".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 29 دقائق
- الرياض
الشرطة الإيرانية توقف شخصين يشتبه بارتباطهما بالاستخبارات الاسرائيلية
أوقفت الشرطة الإيرانية شخصين يشتبه بتعاونهما مع جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، بحسب ما أفادت وكالة محلية الأحد، في ثالث يوم من التصعيد غير المسبوق بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية. وأوردت وكالة تسنيم نقلا عن متحدث باسم الشرطة أن "عنصرين من فريق الموساد الإرهابي كانا يعملان على صنع قنابل، ومتفجرات... ومعدات الكترونية تمّ توقيفهما" في محافظة ألبرز غرب طهران.


صحيفة سبق
منذ 36 دقائق
- صحيفة سبق
إيران تعلن اعتقال عنصرين من "الموساد" في إقليم البرز أثناء تجهيز متفجرات
أعلنت السلطات الإيرانية، الأحد، اعتقال شخصين تتهمهما بالانتماء إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، وذلك أثناء تحضيرهما لمتفجرات ومعدات في إقليم البرز غرب طهران، بحسب ما نقلته وكالة "تسنيم" للأنباء. وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية بأن العنصرين كانا يعملان على تجهيز قنابل يتم تفجيرها إلكترونياً عن بُعد، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بهويتهما أو طبيعة الأهداف التي كانا يخططان لاستهدافها. وأشارت التقارير إلى أن المعتقلين قد يواجهان عقوبة الإعدام في حال إدانتهما، لا سيما في ظل تشديد إيران قوانينها الخاصة بالتجسس والتعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية. وتأتي هذه الاعتقالات في أعقاب تصعيد عسكري واسع شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة، حيث شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على الأراضي الإيرانية، بمشاركة الجيش ووكالة الاستخبارات "الموساد" وعدد من وحدات الصناعات الدفاعية، بحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن مصدر أمني إسرائيلي. وأوضح المصدر أن العملية استندت إلى سنوات من التخطيط الاستخباراتي، وأنه تم إنشاء قاعدة للطائرات المسيّرة المفخخة في محيط العاصمة طهران من خلال عملاء للموساد، وتم تفعيلها فجر الجمعة لاستهداف مواقع صاروخية في قاعدة إسباغ آباد، التي تعتبر من أبرز التهديدات الصاروخية لإسرائيل.


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
تبادل الهجمات.. وإسرائيل تخطط لاستهداف مواقع نووية إيرانية
دخلت الحرب بين إيران وإسرائيل يومها الثالث، وسط مخاوف من اتساع نطاقها، من دون أن تلوح في الأفق أية بوادر لإمكانية وقف الضربات المتبادلة. وشنت إسرائيل، اليوم (الأحد)، غارات جديدة على مدينة شيراز، مستهدفة مقراً للصناعات الإلكترونية، يعرف باسم «صایران»، تابعاً لوزارة الدفاع. وطالت الهجمات مقراً آخر في أصفهان، وفق وكالة «إيسنا» الإيرانية. وفيما شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الأحد)، على أن القوات الإسرائيلية ستواصل ضرب القدرات النووية الإيرانية، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن الجيش لا تزال لديه أهداف مهمة في إيران، لافتاً إلى أن الجيش الإيراني لا يزال يشكل هدفاً مهماً لبلاده. من جهته، دعا الجيش الإسرائيلي الإيرانيين إلى إخلاء مصانع إنتاج الأسلحة على الفور والمنشآت النووية، في إشارة محتملة إلى أن هناك هجمات جديدة قادمة. ونشر المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي التحذير عبر منصة «إكس» باللغة الفارسية. وتحدث أدرعي عن إمكانية شن هجمات أخرى في قطاع غزة ولبنان واليمن في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. بدوره، رهن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إيقاف طهران هجماتها على إسرائيل في حال أوقفت تل أبيب غاراتها. وقال خلال اجتماع مع دبلوماسيين أجانب نقله التلفزيون «إننا ندافع عن أنفسنا، دفاعنا مشروع تماماً»، مضيفاً: «هذا الدفاع هو رد على عدوان. إن توقف العدوان، بالطبع سيتوقف ردنا أيضاً». وانتقد عراقجي مجلس الأمن الدولي، متهماً إياه باللامبالاة إزاء الضربات الإسرائيلية على بلاده. واستغرب أن الحكومات الغربية دانت إيران بدلاً من إسرائيل، رغم كونها الطرف المعتدى عليه. في المقابل، أكد قائد عسكري إيراني أن العمليات ضد إسرائيل ستستمر بشكل أكثر تدميراً، وفق ما نقلت عنه وكالة تسنيم للأنباء. وقال قائد مقر «خاتم الأنبياء» العميد علي شادماني: «عمليات القوات الإيرانية ضد الكيان الإسرائيلي ستستمر بشكل أكثر تدميراً حتى نجعل العدو يندم ندماً شديداً». في غضون ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية اليوم مقتل 14 شخصاً وإصابة نحو 250 في الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة على تل أبيب. وتبادلت إسرائيل وإيران موجة جديدة من الهجمات خلال الليل وحتى صباح اليوم (الأحد). وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن الصراع يمكن أن ينتهي بسهولة، محذراً طهران من ضرب أهداف أمريكية. وقال ترمب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال): «إذا هاجمتنا إيران بأي شكل من الأشكال، فإنها ستواجه القوة والقدرة الكاملة للقوات المسلحة الأمريكية بمستويات لم تشهدها من قبل». وأضاف: «لكن بإمكاننا التوصل بسهولة إلى اتفاق بين طهران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدموي». أخبار ذات صلة