
قمة ألاسكا.. وأهمية خفض التوتر الدولي
هذه الحالة من التوتر تشمل مستويات مختلفة ومجالات عدة. فالأمر لا يقف عند مجرد الخلافات السياسية والتجارية بين القوى العظمى والكبرى، وإنما هناك حالة من الخطاب التصعيدي الحاد والمقترن ببعض الإجراءات من قبيل ما دار بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، بخصوص الأسلحة النووية، ومن ثم القرار الأمريكي بإرسال غواصتين نوويتين بالقرب من روسيا.
يأتي كل ذلك في خضم صراع مسلح في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات ونصف، وعلى الرغم من حالة التفاؤل التي بثها الرئيس ترامب بمجرد توليه السلطة بخصوص حل هذا الصراع، إلا أن الأمور أخذت منحى مغايراً، صاحبته انتكاسة في ما يتعلق بجهود تحسين العلاقات الأمريكية الروسية. ومن ثم فإن هناك تعويلاً كبيراً على ما ستسفر عنه هذه القمة على صعيد علاقات البلدين، وكذلك ما يرتبط بالصراع في أوكرانيا، والانتقال به خطوة إلى الأمام في طريق التهدئة ومن ثم الحل.
إن مجرد عقد القمة يدل على أن كلا الطرفين وصلا إلى قناعة بضرورة طرح الملفات الشائكة على طاولة البحث على أعلى مستوى. وإن كان الجانب الأمريكي قد اختار جانب الحذر هذه المرة في ما يتعلق بما يمكن أن يتمخض عن القمة حيث اعتبرها «تمرين استماع للرئيس» مرجعاً ذلك إلى أنه «لن يحضر سوى طرف واحد فقط من الطرفين المنخرطين في هذه الحرب، وبالتالي فإن هذا الأمر يتعلق بذهاب الرئيس إلى هناك ليحصل مرة أخرى على فهم أكبر وأفضل لكيفية إنهاء هذه الحرب». وعلى العكس من ذلك ذهب الجانب الروسي إلى أن «هذا الاجتماع سيسمح للزعيمين بالتركيز على مناقشة جميع القضايا المتراكمة، بدءاً من الأزمة الأوكرانية وصولاً إلى العقبات التي تعترض إقامة حوار ثنائي طبيعي وفعال، وهو أمر بالغ الأهمية لضمان السلام والاستقرار الدوليين».
ليس الصراع في أوكرانيا فقط ما يحتاج إلى حل، وإنما الحرب في غزة التي باتت محل امتعاض دولي واسع. ويبقى أن تتحرك الدول الفاعلة وعلى رأسها الولايات المتحدة، من أجل وضع نهاية لهذه المأساة الإنسانية. في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ترتفع حدة التوتر في أكثر من نقطة، وقد شهدت بعض النقاط تسخيناً من قبيل ما حدث بين الهند وباكستان، ولاحقاً بين تايلاند وكمبوديا. وتبقى الأمور مشدودة في مضيق تايوان. كما أن الأمر ينسحب إلى النزاعات في بحري الصين الجنوبي والشرقي، وشبه الجزيرة الكورية.
إذا تم توسيع المجهر في مناطق أخرى من العالم سيكتشف المرء أن هناك مآسي إنسانية خلفتها نزاعات وتوترات داخلية في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية شديدة التعقيد في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
إن نجاح القمة الأمريكية الروسية المرتقبة يمكن أن يفتح نافذة تفاؤل بخصوص الوضع الدولي الذي يعيش حالة من عدم اليقين. ومن ثم من المأمول أن تكون هناك خطوات أخرى لاحقة ليس فقط على صعيد علاقات واشنطن وموسكو والملف الأوكراني، وإنما على صعيد العلاقات الأمريكية الصينية أيضاً، والشروع في بناء توافق دولي لوضع حد للكثير من المآسي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
لقاء بوتين وترامب في ألاسكا.. صفقة سلام أم فخ سياسي لكييف؟
لقاء يوصف بالتاريخي، ليس فقط بسبب توقيته الحساس وسط الحرب في أوكرانيا ، بل أيضا لما يحمله من احتمالات قد تعيد رسم خرائط النفوذ بين واشنطن وموسكو وكييف. وبين التفاؤل المعلن والتشاؤم المكتوم، تطرح هذه القمة سؤالا جوهريا: هل نحن أمام صفقة سلام حقيقية، أم أمام فخ سياسي يُخشى أن تدفع أوكرانيا ثمنه؟ المخاوف الأوكرانية… ثقة مفقودة محمد العروقي، رئيس تحرير موقع "أوكرانيا اليوم"، أوضح في مقابلة مع برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية" أن الموقف الأوكراني محكوم بعدم الثقة في الرئيس بوتين. وأكد أن كييف ترى في أي مفاوضات مباشرة بين ترامب وبوتين احتمالا لصفقة قد تُبرم على حسابها، حتى لو جاءت بواجهة إنهاء الحرب. وأشار العروقي إلى أن الرئيس زيلينسكي تلقى من ترامب ضمانات واضحة خلال اجتماعاته مع القادة الأوروبيين، حيث أكد الأخير أنه لن يتخذ أي قرار يخص مستقبل الحرب دون موافقة أوكرانيا، وأن القرار النهائي يجب أن يبقى في يد كييف. لكن رغم هذه التعهدات، تظل المخاوف قائمة من قدرة موسكو على قلب الطاولة، خاصة مع تحذيرات زيلينسكي من احتمال قيام روسيا بهجوم واسع في منطقة زابوريجيا مع نهاية الصيف. رمزية المكان… ألاسكا بين الأمس واليوم اختيار ألاسكا كمسرح للقمة لم يكن بلا دلالة، فالولاية التي باعتها روسيا القيصرية للولايات المتحدة عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار، تعود اليوم لتكون شاهدا على مواجهة سياسية جديدة بين وريثي الإمبراطوريات السابقة. ووفق العروقي فقد تم ترجيح ألاسكا لاعتبارات رمزية وسياسية، مضيفا أن "هذه الرمزية تضيف بعدا نفسيًا للمحادثات، إذ تذكر موسكو بصفقة تاريخية خسرت فيها أرضا لصالح واشنطن، فيما يرى مراقبون أن اختيار هذا الموقع قد يحمل رسالة ضمنية عن موازين القوى التي تريد أميركا التأكيد عليها". استعرض العروقي مجموعة من السيناريوهات المحتملة للقمة وهي: 1. تجميد الصراع: بقاء الأراضي التي سيطرت عليها روسيا تحت حكمها الفعلي من دون اعتراف دولي، وهو ما يعني أن النزاع سيظل قائما لكن بوتيرة أقل. 2. صفقة تبادل مصالح: دخول ترامب وبوتين في اتفاق يحقق مكاسب متبادلة، لكن ربما على حساب سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. 3. تعزيز الدعم الأميركي: التزام واشنطن بضمانات أمنية وسياسية أكبر لكييف ، وهو الخيار الذي تتمناه أوكرانيا، لكنه مرهون بمدى استعداد ترامب لتحمل تبعات المواجهة مع موسكو. واعتبر العروقي أن أي تنازل عن الأراضي الأوكرانية مرفوض دستوريا وقانونيا، وأن كييف تتمسك بالقانون الدولي كمرجعية أساسية لحل النزاع. رغم الحضور الأوروبي القوي في الملف الأوكراني، يعتقد العروقي أن الدعم الأوروبي لن يرقى أبدا إلى مستوى الدعم الأميركي المباشر. فالدول الأوروبية الكبرى، كألمانيا وفرنسا وبريطانيا، تحاول تهدئة المخاوف الأوكرانية، لكن ثقل القرار الفعلي يظل في يد واشنطن. هذا الواقع يمنح الولايات المتحدة ورقة ضغط كبيرة، إذ يمكنها استخدام نفوذها لتوجيه مسار المفاوضات بما يخدم مصالحها الاستراتيجية، حتى لو كان ذلك على حساب الموقف الأوروبي أو الأوكراني. العروقي لم يخفِ انتقاده لأسلوب ترامب الذي وصفه بأنه يقوم على إبرام الاتفاقيات بسرعة وترك التفاصيل للمرحلة اللاحقة. وأوضح أن الأزمة الأوكرانية أعمق من أن تُحل بصفقة عاجلة، خاصة في ظل إصرار روسيا على السيطرة على الأراضي المتنازع عليها، وتمسك أوكرانيا بالانسحاب الروسي الكامل. وتابع قائلا: "ترامب نفسه أشار إلى أن نسبة فشل القمة لا تتجاوز 25 في المئة، لكنه لم يقدم حتى الآن خطوطا عريضة لخطة واضحة". هذه الضبابية تثير قلق كييف، التي تخشى أن تجد نفسها أمام حلول وسط تمس سيادتها، أو أمام ضغوط دولية لقبول ترتيبات مؤقتة قد تتحول إلى واقع دائم. بين القانون الدولي ومنطق القوة تتمسك أوكرانيا بأن أي اتفاق سلام يجب أن يحترم حدودها المعترف بها دوليا. وفي المقابل، تواصل موسكو اللعب على منطق القوة عبر تعزيز وجودها الميداني في مناطق مثل دونباس وزابوريجيا. هذا التناقض يجعل من الصعب التوصل إلى تسوية وسط، ويزيد من احتمالات أن تنتهي القمة إلى تجميد الصراع بدل حله. قمة ألاسكا قد تكون بداية اختراق دبلوماسي إذا التزمت واشنطن بموقف حازم تجاه موسكو، أو قد تتحول إلى محطة تعمق انعدام الثقة إذا طغت عليها صفقات سياسية سريعة. بين الرمزية التاريخية للمكان، وضغط اللحظة السياسية، ومخاوف أوكرانيا من "الفخ الدبلوماسي"، يبقى مصير الحرب معلقا على ما إذا كان ترامب وبوتين سيتفقان على سلام مستدام، أم سيتركان الصراع يراوح مكانه في انتظار قمة أخرى.


سكاي نيوز عربية
منذ 3 ساعات
- سكاي نيوز عربية
قمة آلاسكا.. أبرز الملفات
في أجواء مشحونة بالتوترات الجيوسياسية، تتجه الأنظار إلى ألاسكا الأميركية، حيث يستعد الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين لعقد قمة مرتقبة يوم الجمعة المقبل، قد تعيد رسم ملامح المشهد الدولي.


الإمارات اليوم
منذ 4 ساعات
- الإمارات اليوم
وساطة إماراتية جديدة بين روسيا وأوكرانيا تنجح في إطلاق 168 أسيراً
أعلنت دولة الإمارات نجاح جهود وساطة، قامت بها بين روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا، في إنجاز عملية تبادل جديدة تضمنت 84 أسيراً من الجانبين، بمجموع 168 أسيراً، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 4349 أسيراً. وأعربت وزارة الخارجية عن خالص شكرها للبلدين الصديقين على تعاونهما في إنجاح جهود الوساطة الإماراتية، ما يعكس تقديرهما لحرص دولة الإمارات على بذل كل ما من شأنه دعم المساعي الرامية لحل الأزمة بين البلدين. ومع نجاح هذه الوساطة، بلغ مجموع الوساطات الإماراتية، التي تمت خلال الأزمة، 16 وساطة، ما يؤكد قوة وتميز العلاقات التي تجمع دولة الإمارات بكل من روسيا الاتحادية وأوكرانيا.