
لقاء بوتين وترامب في ألاسكا.. صفقة سلام أم فخ سياسي لكييف؟
وبين التفاؤل المعلن والتشاؤم المكتوم، تطرح هذه القمة سؤالا جوهريا: هل نحن أمام صفقة سلام حقيقية، أم أمام فخ سياسي يُخشى أن تدفع أوكرانيا ثمنه؟
المخاوف الأوكرانية… ثقة مفقودة
محمد العروقي، رئيس تحرير موقع "أوكرانيا اليوم"، أوضح في مقابلة مع برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية" أن الموقف الأوكراني محكوم بعدم الثقة في الرئيس بوتين.
وأكد أن كييف ترى في أي مفاوضات مباشرة بين ترامب وبوتين احتمالا لصفقة قد تُبرم على حسابها، حتى لو جاءت بواجهة إنهاء الحرب.
وأشار العروقي إلى أن الرئيس زيلينسكي تلقى من ترامب ضمانات واضحة خلال اجتماعاته مع القادة الأوروبيين، حيث أكد الأخير أنه لن يتخذ أي قرار يخص مستقبل الحرب دون موافقة أوكرانيا، وأن القرار النهائي يجب أن يبقى في يد كييف.
لكن رغم هذه التعهدات، تظل المخاوف قائمة من قدرة موسكو على قلب الطاولة، خاصة مع تحذيرات زيلينسكي من احتمال قيام روسيا بهجوم واسع في منطقة زابوريجيا مع نهاية الصيف.
رمزية المكان… ألاسكا بين الأمس واليوم
اختيار ألاسكا كمسرح للقمة لم يكن بلا دلالة، فالولاية التي باعتها روسيا القيصرية للولايات المتحدة عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار، تعود اليوم لتكون شاهدا على مواجهة سياسية جديدة بين وريثي الإمبراطوريات السابقة.
ووفق العروقي فقد تم ترجيح ألاسكا لاعتبارات رمزية وسياسية، مضيفا أن "هذه الرمزية تضيف بعدا نفسيًا للمحادثات، إذ تذكر موسكو بصفقة تاريخية خسرت فيها أرضا لصالح واشنطن، فيما يرى مراقبون أن اختيار هذا الموقع قد يحمل رسالة ضمنية عن موازين القوى التي تريد أميركا التأكيد عليها".
استعرض العروقي مجموعة من السيناريوهات المحتملة للقمة وهي:
1. تجميد الصراع: بقاء الأراضي التي سيطرت عليها روسيا تحت حكمها الفعلي من دون اعتراف دولي، وهو ما يعني أن النزاع سيظل قائما لكن بوتيرة أقل.
2. صفقة تبادل مصالح: دخول ترامب وبوتين في اتفاق يحقق مكاسب متبادلة، لكن ربما على حساب سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
3. تعزيز الدعم الأميركي: التزام واشنطن بضمانات أمنية وسياسية أكبر لكييف ، وهو الخيار الذي تتمناه أوكرانيا، لكنه مرهون بمدى استعداد ترامب لتحمل تبعات المواجهة مع موسكو.
واعتبر العروقي أن أي تنازل عن الأراضي الأوكرانية مرفوض دستوريا وقانونيا، وأن كييف تتمسك بالقانون الدولي كمرجعية أساسية لحل النزاع.
رغم الحضور الأوروبي القوي في الملف الأوكراني، يعتقد العروقي أن الدعم الأوروبي لن يرقى أبدا إلى مستوى الدعم الأميركي المباشر.
فالدول الأوروبية الكبرى، كألمانيا وفرنسا وبريطانيا، تحاول تهدئة المخاوف الأوكرانية، لكن ثقل القرار الفعلي يظل في يد واشنطن.
هذا الواقع يمنح الولايات المتحدة ورقة ضغط كبيرة، إذ يمكنها استخدام نفوذها لتوجيه مسار المفاوضات بما يخدم مصالحها الاستراتيجية، حتى لو كان ذلك على حساب الموقف الأوروبي أو الأوكراني.
العروقي لم يخفِ انتقاده لأسلوب ترامب الذي وصفه بأنه يقوم على إبرام الاتفاقيات بسرعة وترك التفاصيل للمرحلة اللاحقة.
وأوضح أن الأزمة الأوكرانية أعمق من أن تُحل بصفقة عاجلة، خاصة في ظل إصرار روسيا على السيطرة على الأراضي المتنازع عليها، وتمسك أوكرانيا بالانسحاب الروسي الكامل.
وتابع قائلا: "ترامب نفسه أشار إلى أن نسبة فشل القمة لا تتجاوز 25 في المئة، لكنه لم يقدم حتى الآن خطوطا عريضة لخطة واضحة".
هذه الضبابية تثير قلق كييف، التي تخشى أن تجد نفسها أمام حلول وسط تمس سيادتها، أو أمام ضغوط دولية لقبول ترتيبات مؤقتة قد تتحول إلى واقع دائم.
بين القانون الدولي ومنطق القوة
تتمسك أوكرانيا بأن أي اتفاق سلام يجب أن يحترم حدودها المعترف بها دوليا.
وفي المقابل، تواصل موسكو اللعب على منطق القوة عبر تعزيز وجودها الميداني في مناطق مثل دونباس وزابوريجيا.
هذا التناقض يجعل من الصعب التوصل إلى تسوية وسط، ويزيد من احتمالات أن تنتهي القمة إلى تجميد الصراع بدل حله.
قمة ألاسكا قد تكون بداية اختراق دبلوماسي إذا التزمت واشنطن بموقف حازم تجاه موسكو، أو قد تتحول إلى محطة تعمق انعدام الثقة إذا طغت عليها صفقات سياسية سريعة.
بين الرمزية التاريخية للمكان، وضغط اللحظة السياسية، ومخاوف أوكرانيا من "الفخ الدبلوماسي"، يبقى مصير الحرب معلقا على ما إذا كان ترامب وبوتين سيتفقان على سلام مستدام، أم سيتركان الصراع يراوح مكانه في انتظار قمة أخرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 19 دقائق
- العين الإخبارية
بين الأرض و«القمة».. صواريخ روسيا تضبط أجندة «ألاسكا»
شهدت الساعات الماضية تصعيدًا متزامنًا على الأرض الأوكرانية وفي الأجواء السياسة، إذ تواصلت الهجمات الروسية، فيما انتهت قمة ألاسكا بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين دون اختراق بشأن الحرب. وقالت القوات الجوية الأوكرانية، السبت، إن روسيا أطلقت 85 طائرة مسيرة هجومية وصاروخًا باليستيًا خلال الليل، استهدفت مناطق سومي ودونيتسك وتشرنيهيف ودنيبروبيتروفسك. وأكدت أنها دمرت 61 مسيرة. وبحسب هيئة الأركان الأوكرانية، وقعت 139 اشتباكًا على خط المواجهة خلال 24 ساعة. من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اعترضت 29 مسيّرة أوكرانية، بينها 10 فوق روستوف. قمة دون اتفاق ولم تفضِ محادثات ألاسكا، التي جمعت ترامب وبوتين لأول مرة منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022، إلى أي اختراق في ملف أوكرانيا. القمة عُقدت في قاعدة المندورف ريتشاردسون الجوية، واستمرت 3 ساعات، أعقبها مؤتمر صحفي مشترك دام 12 دقيقة فقط، امتنع خلاله الرئيسان عن تلقي أسئلة الصحفيين. ترامب قال: «لم نصل إلى هناك حتى الآن، لكننا أحرزنا تقدمًا. لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق»، واصفًا الاجتماع بأنه «مثمر جدًا» مع وجود «عدد قليل فقط من النقاط الخلافية». أما بوتين، فاكتفى بالقول: «نأمل أن يمهّد التفاهم الذي توصلنا إليه الطريق للسلام في أوكرانيا»، قبل أن يمازح ترامب بالإنجليزية: «المرة المقبلة في موسكو». وأكد بوتين أن الحرب في أوكرانيا «ما كانت لتحدث» لو كان ترامب رئيسًا بدلاً من جو بايدن. فيما أعاد ترامب التذكير باستيائه من ما وصفه بـ«الخدعة» حول تدخل روسيا في انتخابات 2016. CR


العين الإخبارية
منذ 19 دقائق
- العين الإخبارية
رسالة من ميلانيا لبوتين.. ترامب نقلها وهذا مضمونها
كشفت وكالة رويترز، السبت، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلّم نظيره الروسي فلاديمير بوتين رسالة من السيدة الأولى ميلانيا ترامب. ووفق الوكالة التي كشفت بعض ملامح الرسالة فإنها تتعلق بملف الأطفال الأوكرانيين المتأثرين بالنزاع. وبحسب مصادر بالبيت الأبيض، سلّم ترامب الرسالة خلال قمة ألاسكا التي جمعته ببوتين في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون العسكرية، فيما لم تكشف تفاصيل محتواها سوى أنها تناولت قضية "اختطاف الأطفال نتيجة الحرب". ميلانيا، المولودة في سلوفينيا، لم ترافق الرئيس الأمريكي في رحلته إلى ألاسكا. ماذا نعرف عن القضية؟ تتهم موسكو كييف وحلفاءها باستغلال ملف الأطفال في حملات سياسية، مؤكدة أن معظمهم من نزلاء دور الأيتام والرعاية في دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيه وخيرسون. وتقول السلطات الروسية إنها أخطرت كييف والمنظمات الدولية باستعدادها لتسليم أي طفل إلى ذويه أو أقربائه إن عُثر عليهم في أوكرانيا. وتشير موسكو إلى أن كثيرًا من هؤلاء الأطفال كانوا في معسكرات صيفية داخل روسيا أو لدى أقاربهم منذ بدء الحرب، بعد توقف السفر بين البلدين. وخلال المؤتمر الصحفي المشترك بعد المحادثات الثنائية المغلقة، قال ترامب: «أستطيع القول إننا عقدنا اجتماعًا مثمرًا للغاية، وحققنا تقدمًا هائلًا». aXA6IDIxMi40Mi4xOTguMzYg جزيرة ام اند امز CH

سكاي نيوز عربية
منذ 19 دقائق
- سكاي نيوز عربية
ترامب يطلع زيلينسكي وقادة أوروبا على نتائج قمته مع بوتين
وأضاف البيت الأبيض أن ترامب تحدث بعد ذلك إلى قادة حلف شمال الأطلسي " الناتو" عقب قمة عقدها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن ترامب أجرى "مكالمة مطولة" مع زيلينسكي من الطائرة الرئاسية أثناء عودته إلى واشنطن. كذلك أكد متحدث باسم المفوضية الأوروبية أن ترامب أطلع القادة الأوروبيين على نتائج قمته مع بوتين. وكانت لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" نقلت عن مصادر حكومية في ألمانيا قولها إن ترامب بصدد إطلاع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكى والقادة الأوروبيين الآخرين على نتائج قمته مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. وانتهت القمة بين ترامب وبوتين في ألاسكا دون إصدار أي بيانات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا ، ولم يتم الإعلان عن أي نتائج ملموسة. وتحدث ترامب عن الاتفاق بشأن كثير من النقاط مهمة، دون الإفصاح عن تفاصيل. من جانبه، قال بوتين إن ذلك سوف يكون نقطة بداية لحل للصراع الأوكراني. وأشار ترامب عقب القمة إلى أنه يريد التشاور مع الأوروبيين وزيلينسكي، مضيفا "الأمر يرجع لهم في النهاية".