logo
"Counterpunch": دونالد في الجزيرة العربية.. ماذا حقق؟

"Counterpunch": دونالد في الجزيرة العربية.. ماذا حقق؟

الميادينمنذ 12 ساعات

موقع "Counterpunch" ينشر مقالاً يُدين فه زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبارها مثالاً صارخاً على فساد النخبة السياسية وتضارب المصالح الشخصية والتجارية مع المصالح الوطنية. ويصف "العصر الذهبي" الذي يتحدث عنه بأنه ذهبي فقط لأثرياء السلطة، لا للشعوب. كما يُبرز تناقضات ترامب في تعامله مع قضايا الشرق الأوسط، خصوصاً في تجاهله لـ"إسرائيل" وحرب غزة، وعلاقاته المعقدة مع دول الخليج وسوريا.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
قال الرئيس دونالد ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في الرياض، إنّ "الولايات المتحدة أطلقت عصرها الذهبي، وبمساعدة شعوب الشرق الأوسط والشركاء في جميع أنحاء المنطقة، يمكن أن يمضي العصر الذهبي للشرق الأوسط قدماً معنا أيضاً".
بالطبع يقصد ترامب بأنّه مع أصدقائه في الشرق الأوسط سيحصلون على الذهب، ويكمل ملحمة بدأت في ولايته الأولى عندما جعل المنطقة كما الآن، وجّهته الأولى التي يقصدها، حيث حظي مع صهره جاريد كوشنر والمقرّبين في دائرته بتودّد واحتفاء من الملوك والشيوخ، الذين كافاهم الرئيس ترامب بنهج متساهل تجاه انتهاكات حقوق الإنسان، وتسعير النفط، وسواها من الأمور العزيزة على قلوب الحكّام المستبدّين، كما غضّ النظر عن دعم بعضهم لحركة "حماس" آنذاك.
كانت رحلة الرئيس ترامب التي استمرّت 4 أيام إلى الشرق الأوسط في الأسبوع الماضي، بمثابة تمرين على الفساد وتضارب المصالح الصارخ. كانت البداية الفعلية للرحلة هي "هدية" قطر لطائرة بوينغ من طراز "747" قبلها ترامب فوراً، كما لو أنّ حظر الدستور لمثل هذه الهدايا لا ينطبق عليه.
ولم تجد المدّعية العامّة بام بوندي التي كان في وقت من الأوقات تعمل مع جماعة ضغط لصالح قطر، مشكلة في قبول ترامب للهدية. بينما يعتزم ترامب استخدام الطائرة لاستخدامه الشخصي بعد ترك منصبه.
وبغضّ النظر عن عدم مشروعية الصفقة، قد واجهت العديد من الاعتراضات حتّى من بعض الجمهوريين، باعتبار أنّ تجهيز الطائرة للسفر في أثناء وجود ترامب في منصبه سوف يكلّف مئات الملايين من الدولارات من أموال دافعي الضرائب، وأنّ تأمين الطائرة سوف يستغرق بضع سنوات، وأنّ قطر سوف تريد بالتأكيد عائداً على استثمارها. اليوم 09:53
16 أيار 12:52
زيارة ترامب إلى المنطقة التي شملت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، كشفت بوضوح كيف تدار الأموال حين يتولى رئيساً مجرماً السلطة. لقد كانت الزيارة في الأساس رحلة عمل للرئيس، ومتابعة لصفقة ابنه إريك في الاستثمارات في فنادق وأبراج تحمل اسم ترامب، وصفقة عملات رقمية بقيمة ملياري دولار، وملعب غولف في دبي.
لقد قدّم السعوديون، الذين كانوا دائماً سعداء برؤية ترامب، المجموعة المعتادة من الوعود الكاذبة، بدءاً من صفقة أسلحة بقيمة 142 مليار دولار، والتي روّج لها على أنّها أكبر اتّفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ، وتعهّدت الرياض أيضاً باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، من ضمنها 20 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وشراء توربينات الغاز وغيرها من معدّات الطاقة بقيمة 14.2 مليار دولار، ونحو 5 مليارات دولار في طائرات "بوينغ"، وصفقات أخرى.
الأرقام لا تصل إلى ما يقارب 600 مليار دولار، ولكن لا بأس. جرى الترويج لهذه الصفقات الضخمة في مأدبة غداء حضرها بعض كبار الرؤساء التنفيذيين للشركات الأميركية، بمن فيهم إيلون ماسك، حيث قال ترامب إنّ هؤلاء استولوا على مبالغ كبيرة خلال مأدبة غداء. لكنهم من بين ما قدموه بالمقابل هو رقائق حاسوبية متطوّرة للذكاء الاصطناعي، حيث يجري حالياً بناء مركز جديد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، وستشحن مئات الآلاف من رقائق "إنفيديا" إليه، كما ستحصل السعودية عليها، ممّا يثير تساؤلات حول ما إذا كان ترامب قد تعاقد مع جهات خارجية لتوريد سلعة حساسة للأمن القومي.
بينما تحدّثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن شكوك وقلق بين المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين بشأن "عدم كفاية الحماية لمنع استفادة الصين من هذه التكنولوجيا"، التي تربطها بهذه الدول علاقات جيدة. ويشاع أنّ المسؤولين الأميركيين قلقون أيضاً بشأن تمهيد الطريق لإنشاء "أكبر مراكز بيانات في العالم" في الشرق الأوسط، وهم يتساءلون عن ماذا حدث لخطّة ترامب لإعادة الشركات الكبرى إلى الوطن.
لم تكن السياسة الخارجية هي الأجندة الأساسية في جدول ترامب، ولم يزر "إسرائيل"، ولم يقل أيّ شيء عن الحرب الإسرائيلية المستمرّة على غزّة، بينما تشير التكهّنات إلى أنّ ترامب ونتنياهو ليسا على علاقة جيدة هذه الأيام، ويرجع ذلك أساساً إلى محاولة ترامب عقد اتّفاق مع إيران في الملفّ النووي بدلاً من مهاجمتها، كما هو الترتيب مع الحوثيين في اليمن بعدم مهاجمة السفن الأميركية، ترك "إسرائيل" مكشوفة.
كما لم يضغط ترامب على السعوديين لتطبيع العلاقات مع "تلّ أبيب". وقال إنّه يأمل منها التوقيع على "اتفاقيات أبراهام"، لكنّه أقرّ بأنّ السعوديين سيقومون بذلك وفقاً لجدولهم الزمني الخاصّ.
كذلك يعتبر لقاء ترامب مع الرئيس الجديد لسوريا أحمد الشرع، تطوّراً إيجابياً، حيث أعلن ترامب عن قراره إيقاف العقوبات عن سوريا، بينما قدّم له السوريون خططاً لبناء برج ترامب، الذي لا بد أن "يمتلكه".
وفي الاجتماع، اقترح ترامب أن تطبّع سوريا علاقاتها مع "إسرائيل"، وأن تتخلّص من الإرهابيين الأجانب، ووعدهم الرئيس بمساعدات التنمية الأميركية مع أنّ أبواب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أغلقها بنفسه، بينما إذا احترمت الحكومة السورية حقوق الإنسان، وأنهت علاقاتها العسكرية مع روسيا، وتخلّصت من "داعش"، فلن يكون ذلك إنجازاً صغيراً.
ووصف بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية الاجتماع بأنّه "تاريخي"، وأنّ ترامب "أكّد أنّ الإدارة في واشنطن ملتزمة بلعب دور إيجابي وبناء خلال هذه الفترة الحساسة". كما حقّق السعوديون الذين نظّموا الاجتماع الأميركي السوري، انتصارا هنا. قال ترامب: "ما أفعله هو من أجل ولي العهد".
إنّ العصر الذهبي الذي يتحدّث عنه ترامب، لن يستفيد منه أيّ مواطن أميركي، أو في الشرق الأوسط، وأرباح الصفقات ستذهب إلى جيوب الأوليغارشية هنا وهناك. والمفارقة المفزعة أنّ هذه الصفقات تحدث بينما "إسرائيل" مستمرّة بالإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزّة، والحرب الأوكرانية محتدمة، والتوتّرات بين الولايات المتحدة والصين لا تزال تتصاعد، وملايين الأميركيين قلقون بشأن رعايتهم الصحّية ووظائفهم، فهذا هو المنزل الذي بناه ترامب.
نقله إلى العربية: حسين قطايا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: كل شيء في القبة الذهبية سيُصنع في الولايات المتحدة
ترامب: كل شيء في القبة الذهبية سيُصنع في الولايات المتحدة

LBCI

timeمنذ 16 دقائق

  • LBCI

ترامب: كل شيء في القبة الذهبية سيُصنع في الولايات المتحدة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم أن منظومة "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي من المتوقع أن تكون جاهزة للعمل بنهاية فترته الرئاسية. وكشف ترامب في البيت الأبيض أن كندا ترغب في الانضمام إلى هذه المنظومة التي ستتكلف نحو 175 مليار دولار. وأكد الرئيس الأميركي أن "كل شيء" في درع الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية" سيُصنع في الولايات المتحدة. وذكر ترامب أن الجنرال مايكل غويتلاين، نائب رئيس سلاح الفضاء، سيقود المشروع.

حماس: نتنياهو يضلل الرأي العام بتمديد وجود وفده بالدوحة من دون صلاحيات
حماس: نتنياهو يضلل الرأي العام بتمديد وجود وفده بالدوحة من دون صلاحيات

الميادين

timeمنذ 35 دقائق

  • الميادين

حماس: نتنياهو يضلل الرأي العام بتمديد وجود وفده بالدوحة من دون صلاحيات

أكّدت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، أنّ وجود الوفد الإسرائيلي بالدوحة، رغم افتقاره لأيّ صلاحية، هو "محاولة مكشوفة من بنيامين نتنياهو لتضليل الرأي العام العالمي". وفي بيان، قالت حماس إنّ الوفد الإسرائيلي يمدد إقامته يوماً بيوم من دون الدخول في أي مفاوضات جادة، منذ السبت الماضي. وأضافت أنّ تصريحات نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة "محاولة لذر الرماد في العيون، وخداع المجتمع الدولي"، بحيث "لم تدخل حتى الآن أيّ مساعدات للقطاع، فيما الشاحنات القليلة التي وصلت معبر كرم أبو سالم لم تتسلّمها أيّ جهة دولية". اليوم 22:43 اليوم 22:37 وأشارت الحركة إلى أنّ تصعيد العدوان مع الإفراج عن عيدان ألكسندر ووجود الوفود بالدوحة، "يفضح نيّة نتنياهو برفض التسوية وتمسّكه بالحرب". وعليه، حمّلت حماس الاحتلال مسؤولية إفشال مساعي التوصّل لاتفاق في ضوء إعلان مسؤوليه عزمهم مواصلة العدوان وتهجير الشعب الفلسطيني في غزة. وإزاء هذا التعنّت، فإنّ اتساع دائرة المواقف الدولية الرافضة للعدوان والحصار، وآخرها من عدّة دول أوروبية، "يُعدّ إدانة جديدة لسياسات الاحتلال، ودعماً متزايداً لمطالب شعبنا العادلة"، وفق حماس. وختمت الحركة بيانها مثمّنةً جهود الوسطاء، ومؤكّدةً تعاملها الإيجابي والمسؤول مع أيّ مبادرة توقف العدوان، وتقضي بانسحاب الاحتلال، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات، والبدء بإعادة الإعمار.

الاتحاد الأوروبي: لمراجعة اتفاقية الشراكة مع "إسرائيل"
الاتحاد الأوروبي: لمراجعة اتفاقية الشراكة مع "إسرائيل"

الميادين

timeمنذ 36 دقائق

  • الميادين

الاتحاد الأوروبي: لمراجعة اتفاقية الشراكة مع "إسرائيل"

طالبت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، اليوم الثلاثاء، بمراجعة اتفاقية الشراكة الموقّعة بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل"، في ظلّ استمرار الحرب على قطاع غزة وتدهور الوضع الإنساني. وشدّدت كالاس على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية، واصفةً المساعدات التي سمحت "إسرائيل" بإدخالها، بالـ"قطرة في محيط". ودعت إلى ممارسة الضغط الفعلي على "إسرائيل" لتغيير الوضع في قطاع غزّة. اليوم 22:43 اليوم 20:59 وأكدت المسؤولة الأوروبية أنّ هولندا نجحت في حشد دعم كافٍ داخل الاتحاد، لتقديم مقترح مراجعة اتفاقية الشراكة مع "إسرائيل"، مشيرةً إلى وجود "أغلبية قوية" تدعم هذا التوجّه داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وتُعدّ هذه الخطوة تطوّراً دبلوماسياً لافتاً قد يُمهّد لإعادة صياغة العلاقة الاقتصادية والسياسية بين الاتحاد و"إسرائيل" في ضوء الانتهاكات المستمرة في غزة. وفي السياق نفسه، أعلنت الخارجية السويدية في وقتٍ سابق، أنّ بلادها "ستتحرّك داخل الاتحاد الأوروبي للضغط من أجل فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين معيّنين بسبب جرائم إسرائيل في قطاع غزة". وقالت وزيرة الخارجية، ماريا مالمر ستينرغارد، في بيان: "طالما أننا لا نرى تحسّناً واضحاً في وضع المدنيين في غزّة، فنحن بحاجة إلى تصعيد لهجتنا، لذلك، سنضغط الآن أيضاً من أجل أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على وزراء إسرائيليين بعينهم". وأمس، أكّدت رئيسة المفوّضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أنّ الوضع الإنساني في قطاع غزّة "غير مقبول"، مطالبةً بضرورة إدخال المساعدات إلى المدنيين فوراً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store