logo
ماذا يُجهّز ترامب للقاء نتنياهو؟

ماذا يُجهّز ترامب للقاء نتنياهو؟

تذهب المؤشرات المتفائلة إلى أن لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيسفر عن إعلان لوقف إطلاق النار في غزة، والتمهيد لجولة من المفاوضات الجادة، بعد ماراثون من المشاورات.
وزيارة نتنياهو هي الثالثة إلى البيت الأبيض منذ تولي ترامب ولايته الثانية، وتجري الترتيبات في البيت الأبيض ليكون اللقاء بمثابة الاحتفال بالانتصار بعد الهجوم الأميركي - الإسرائيلي المشترك ضد إيران.
ومن المتوقع بقوة أن يتناول اللقاء قضايا عدة تبدأ من غزة وصولاً إلى تقييم الوضع في إيران، والخطوط الحمراء التي يتوجب رسمها لطهران حول تخصيب اليورانيوم، وما يمكن أن تسير عليه المفاوضات المحتملة أو فرص العمل العسكري مرة أخرى، كما تتطرق أجندة النقاشات إلى الوضع في لبنان والوضع في سوريا. كما لا يخفي ترامب رغبته في ضم دول جديدة إلى «الاتفاقات الإبراهيمية» بما يعنيه ذلك من إقامة علاقات مع إسرائيل
فرص إعلان صفقة
مع تصريحات ترامب بموافقة إسرائيل على قبول إطار وقف إطلاق النار المؤقت في غزة لمدة شهرين، و«إيجابية» رد «حماس»؛ فإن التساؤلات تدور حول ما يحمله ترامب في جعبته لنتنياهو، بما يقود فعلياً إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية، وهو الشرط الذي ما زالت «حماس» تتمسك به.
ويقول مسؤولون بالإدارة الأميركية إن الرئيس ترامب يأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن لدى حركة «حماس» ووقف «الأعمال العدائية»، وأشاروا إلى تصريحاته بأنه «سيكون حازماً للغاية» مع نتنياهو بشأن إنهاء الصراع، واعتقاده بإمكان التوصل إلى اتفاق.
وتشير تسريبات إلى أن ترامب «يرغب في الإعلان عن مشاورات لتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية»، وهي النقطة التي غالباً ما سيركز عليها الرئيس الأميركي للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي لقبول صفقة لإنهاء الحرب مقابل التوصل إلى «صفقة متعددة الأطراف» أوسع نطاقاً لإعادة تشكيل ميزان القوى في المنطقة بعد حرب الاثني عشر يوماً بين إسرائيل وإيران.
وتدور تكهنات حول سيناريو متفائل بإعلان الاتفاق والترويج بقدرات الرئيس وسياساته الناجحة لإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة وأخذ الخطوات لإنهاء الحرب، لكن في مقابل ذلك هناك سيناريو متشائم يرجح ألا يتمكن الرئيس ترامب من إعلان وقف إطلاق النار والاكتفاء بتصريحات بالاقتراب من التوصل إلى اتفاق نظراً للفجوات الكبيرة بين رغبات إسرائيل ومطالب «حماس».
السيناريو الأول
الرهان وراء سيناريو التفاؤل بعد انهيار المفاوضات السابقة يرجع إلى رغبة الرئيس ترامب في تحقيق انتصار سياسي، بعد إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتاً كافياً لتحقيق أهدافه العسكرية وتمديد فترة بقائه في السلطة والضغط على المدعين العامين الإسرائيليين لوقف الملاحقات القضائية بتهم الفساد ضد نتنياهو.
ويقول المحللون إن ترامب يريد التفاخر بقدرته على تنفيذ وعوده بالقضاء على الفوضى في الشرق الأوسط وإحلال السلام من خلال دخول الولايات المتحدة كضامن للالتزام بوقف إطلاق النار.
ويشير جون هانا، الباحث بالمعهد اليهودي للأمن القومي، إلى أن جزءاً كبيراً من خطة الرئيس ترامب لدفع الصفقة بالتوازي مع تفكيك حركة «حماس» هو إيجاد بديل يقنع الفلسطينيين بأن هناك مستقبلاً يتجاوز «حماس».
وأحد المقترحات التي تحظى بقبول واسع في الأوساط الإسرائيلية والأميركية هي فكرة تمكين العشائر الفلسطينية المحلية من إنشاء مناطق «حكم ذاتي»، حيث يقوم سكان غزة المحليون بدوريات الأمن الداخلي، بينما يتولى الجيش الإسرائيلي مهام الدفاع.
وتقول صحيفة «واشنطن بوست» إن «نتنياهو يتمتع بنفوذ للموافقة على اتفاق سلام على الرغم من اعتراضات اليمين المتطرف في حكومته»، مرجعة ذلك إلى «ارتفاع شعبيته عقب الضربات الأميركية الإسرائيلية على إيران إضافة إلى أن الحملة العسكرية بعد أكثر من 20 شهراً أثبتت أن المفاوضات هي الطريقة المثلى لإعادة الرهائن، وأن السيطرة على قطاع غزة أمر بالغ الصعوبة».
وتقول شيرا إيفرون مدير الأبحاث في «منتدى السياسة الإسرائيلية» بنيويورك إن هناك «أسباباً للتفاؤل وهو دعوة ترامب الواضحة وضغوطه لإبرام الصفقة، ورغبته الحقيقية لإنهاء تلك الحرب». وتقول: «أعتقد أننا سنرى وقفاً كاملاً لإطلاق النار مقنعاً في صورة اتفاق جزئي».
مبررات التشاؤم
لكن وفقاً لتصريحات داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، للصحافيين، فإن وقف إطلاق النار من وجهة نظر إسرائيل تعني «الحصول على خيارات لمواصلة القتال، وليس التزاماً بإنهاء الحرب». وهو ما يتعارض مع مطالب «حماس» بوقف دائم للأعمال العدائية وانسحاب للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وأشارت تقارير عبرية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش أن «الحرب لن تنتهي إلا بعد نزع سلاح الفصائل الفلسطينية».
ويحاول نتنياهو فرض أهدافه في الوصول إلى وقف إطلاق النار عبر تهدئة لإطلاق سراح الرهائن لامتصاص غضب أهالي الرهائن، وفي الوقت نفسه يحتفظ بحق استئناف القتال في أي وقت.
ويتخوف نتنياهو من أنه إذا أنهى الحرب فإنه سيواجه المحاكمات التي ستنهي رئاسته للحكومة في إسرائيل، ولذا يناور ويحاول إقناع الرئيس ترامب بمخاطر إنهاء الحرب، باعتبارها المبرر الوحيد لاستمرار حكومته حتى الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في نهاية تشرين الأول 2026.
ويعتقد المحللون أن نتنياهو يريد مواصلة الحرب الانتقامية على غزة حتى يتمكن من كسب نفوذ سياسي كافٍ لإسقاط القضايا المرفوعة ضده وبناء قاعدة شعبية كافية لبقائه في السلطة.
ولقد سمحت رحلة نتنياهو إلى العاصمة واشنطن بتأجيل استجوابه في محاكمته بتهم فساد ومع بداية عطلة المحاكم الإسرائيلية في 21 تموز إلى أوائل أيلول سيستمتع نتنياهو بمساحة من الراحة من تلك الملاحقات القضائية.
ووفقاً لبنود الصفقة، فإنها تتضمن الإفراج عن 10 رهائن أحياء و18 جثة على مدى شهرين، وهو ما يعني تحرير 28 رهينة من إجمالي 50 رهينة متبقية في يد «حماس» مقابل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وتحرير أكبر عدد من السجناء الفلسطينيين.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس الأمريكي: وقف إطلاق النار بغزة أولوية قصوى
الرئيس الأمريكي: وقف إطلاق النار بغزة أولوية قصوى

صدى البلد

timeمنذ 26 دقائق

  • صدى البلد

الرئيس الأمريكي: وقف إطلاق النار بغزة أولوية قصوى

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت مساء اليوم الإثنين خلال مؤتمر صحفي بإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضع وقف إطلاق النار بغزة كأولوية قصوى لديه خلال الفترة القادمة. وتعثرت محادثات وقف إطلاق النار بالدوحة اليوم الإثنين مع بذل المزيد من الجهد عبر الوسطاء المصريين والقطريين لاستكمال المحادثات غدا الثلاثاء لتفعيل هٌدنة ال60 يوما التي ستفرج عن جميع المحتجزين لكلا الطرفين،وتحقق وقف شامل لإطلاق النار. وأرسل الرئيس الأمريكي مبعوثه ستيف ويتكوف إلى الدوحة من أجل العمل على إنجاح المحادثات الحالية لوقف الحرب غير المبررة.

أمريكا تستعد لإطلاق TikTok جديد خاص بها بعد صفقة بيع محتملة للتطبيق
أمريكا تستعد لإطلاق TikTok جديد خاص بها بعد صفقة بيع محتملة للتطبيق

صدى البلد

timeمنذ 38 دقائق

  • صدى البلد

أمريكا تستعد لإطلاق TikTok جديد خاص بها بعد صفقة بيع محتملة للتطبيق

في تطور جديد ومثير في ملف TikTok داخل الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مؤخرًا أن لديه مجموعة من "الأشخاص الأثرياء جدًا" على استعداد لشراء عمليات TikTok داخل البلاد، في خطوة تهدف لإنهاء أزمة أمنية طال أمدها تتعلق بالتطبيق الصيني الشهير. تطبيق أمريكي منفصل في الطريق وفقًا لتقرير مدفوع المصدر، من المتوقع أن يحصل المستخدمون في الولايات المتحدة على تطبيق TikTok جديد تمامًا في 5 سبتمبر المقبل، ليكون بوابة منفصلة عن النسخة العالمية الحالية من التطبيق. ورغم أن النسخة الحالية من TikTok ستظل تعمل حتى مارس 2026، إلا أن المستخدمين الجدد داخل الولايات المتحدة سيتعين عليهم تحميل النسخة الجديدة للوصول إلى الخدمة. وبعد هذا الموعد، ستتوقف النسخة الحالية داخل أميركا، ما يعني أن الولايات المتحدة ستكون لها بوابة TikTok منفصلة عن باقي دول العالم. TikTok والتهديدات الأمنية تواجه TikTok منذ سنوات اتهامات بأنها تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، إلى جانب اتهامات باستخدامها كمنصة للدعاية الصينية. وفي ضوء هذه المخاوف، أمرت الحكومة الأمريكية ببيع عمليات TikTok في الولايات المتحدة إلى جهة غير صينية، وإلا فستواجه الشركة حظرًا تامًا من العمل داخل البلاد. الرئيس ترامب كان قد مدد المهلة النهائية للصفقة 3 مرات سابقًا، ويبدو الآن أنه واثق بأن الصفقة ستتم قريبًا، خصوصًا مع التلميحات إلى تطوير تطبيق منفصل. تشابه مع السياسة الرقمية الصينية اللافت في هذا السيناريو هو المفارقة الرقمية؛ فبينما طالما انتقدت الولايات المتحدة الصين لفصلها الإنترنت المحلي عن العالمي وتطوير بدائل محلية لمنصات عالمية، تقوم الآن الولايات المتحدة بخطوة مماثلة عبر إطلاق تطبيق TikTok محلي خاص بها، منفصل عن النسخة العالمية. ورغم الانقسام التقني، من المتوقع أن التطبيق الأمريكي لن يختلف كثيرًا في الشكل أو المضمون عن النسخة الحالية، إلا أن البعض يتوقعون أن تشهد النسخة الأمريكية مزيدًا من المحتوى المتماشي مع سياسات الإدارة الحالية. هل الصفقة حقيقية هذه المرة؟ حتى اللحظة، لم يتم الإعلان رسميًا عن هوية "الأثرياء" الذين سيشترون عمليات TikTok في الولايات المتحدة، لكن وجود خطة لتطبيق منفصل يشير إلى أن الصفقة قد تكون أقرب من أي وقت مضى. وإذا تم الأمر، فإن TikTok سيكون قد نجح في البقاء داخل السوق الأمريكية، رغم التهديدات المستمرة بالحظر، وهو ما قد يشكل خيبة أمل كبيرة لمنافسين مثل Instagram، الذين كانوا يراهنون على خروج التطبيق من المشهد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store