
انتعاش سوق الأجهزة الطبية في السعودية
الأجهزة الطبية
شهدت نمواً كبيراً في
السعودية
، وبلغت قيمتها في عام 2025 نحو 6.42 مليارات دولار، مع استمرار النمو بوتيرة سنوية مركبة تقارب 4.7%، ما يرسم توقعات بأن يصل حجم السوق إلى أكثر من 9.9 مليارات دولار بحلول عام 2030، ما سلط الضوء على أثر هذا النمو على اقتصاد المملكة.
تتميز السوق السعودية بزيادة مطردة في الطلب على التقنيات الطبية المتطورة بسبب توسع البنية التحتية الصحية ومبادرات دعم الابتكار ضمن "رؤية 2030"، غير أن الحصة الكبرى من السوق ما زالت تهيمن عليها الشركات متعددة الجنسيات مثل "جونسون آند جونسون"، و"ميدترونيك"، و"جنرال إلكتريك"، وفقا لتقرير نشرته منصة Expertmarketresearch المتخصصة في تحليل الأسواق.
أما نصيب الشركات المحلية من التصنيع بالسوق السعودية، فيقدر بنحو ربع قطاع الأجهزة الطبية الإلكترونية، بينما تظل هيمنة الاستيراد واضحة في بقية الفئات، على الرغم من تضاعف عدد المصانع المرخصة محلياً منذ 2018 وبلوغ الاستثمارات المحلية أكثر من 3.1 مليارات ريال سعودي (الدولار = نحو 3.75 ريالات)، حسبما أورد تقرير نشرته منصة thelocaleyes، المتخصصة في استشارات بيئات الاستثمار.
ولهذا النمو المستمر في السوق أثر اقتصادي بالغ على المملكة، بحسب تقرير منصة Expertmarketresearch، فهو يدعم هدف تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، ويجذب استثمارات أجنبية ضخمة.
كما يخلق قطاع الأجهزة الطبية الجديد آلاف فرص العمل للسعوديين، ويسهم في تعزيز الأمن الدوائي والصحي الوطني عبر تقليل الاعتماد على الواردات الخارجية.
سرعة التحول الصناعي
يؤكد الخبير الاقتصادي، حسام عايش، لـ "العربي الجديد"، أن سوق الأجهزة الطبية في السعودية تشكل، إلى جانب الصناعة الطبية وسائر الأدوات المرتبطة بها، أحد المحركات الاقتصادية المهمة والصاعدة في المشهد الوطني، وهي سوق تجمع بين الديناميكية الاستثمارية وسرعة التحول الصناعي والرقمي، بما يشمل استخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعلها من المستهدفات الاستراتيجية في "رؤية المملكة 2030".
أسواق
التحديثات الحية
قفزة الإيجارات في السعودية... تعرف على الأسباب وأبرز التداعيات
ويعزو عايش النمو المستمر في هذا القطاع إلى زيادة الطلب المحلي، وارتفاع معدلات الدخل، واستمرار النمو السكاني، وتوسع الحاجة إلى خدمات صحية متقدمة ومتطورة، وكلها عوامل "تدفع نحو توطين هذه الصناعة الاستراتيجية، وتمنحها دوراً محورياً في تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على الواردات"، حسب وصفه.
كما تفتح هذه الصناعة آفاقاً واسعة لسد فجوة كبيرة بين الواردات والصادرات، حسب عايش، لافتاً إلى أن قيمة الواردات السنوية للسعودية من الأجهزة الطبية تبلغ نحو 1.5 مليار دولار، بينما لا تتجاوز الصادرات 80 مليون دولار، ما يعني أن هناك فجوة كبيرة يمكن تقليصها.
ويلفت عايش، في هذا الصدد، إلى أن تحقيق رؤية السعودية للاكتفاء الذاتي والتحول إلى قوة تصديرية في قطاع الأجهزة الطبية يستلزم سد فجوة العجز في الميزان التجاري الصحي وتحقيق فائض في هذا القطاع، إضافة إلى فتح المجال لتطوير الكوادر البشرية والاستثمار في التكنولوجيا الصحية بأنواعها.
ويخلص عايش إلى أن توطين الصناعة الطبية في السعودية سينعكس في شكل تأثير مباشر على قطاعات أخرى، كما يساهم في تقليل الواردات، وبالتالي تخفيف العجز في الميزان التجاري الصحي، ما يسهم في انتقال الاقتصاد السعودي إلى مرحلة متقدمة من التنويع.
السعودية السوق الأكبر في المنطقة
في السياق، يشير الخبير الاقتصادي، جاسم عجاقة، لـ "العربي الجديد"، إلى أن سوق الأجهزة الطبية في المملكة العربية السعودية ليست السوق الأكبر على مستوى الخليج فحسب، بل هي الأكبر أيضاً على صعيد المنطقة العربية، ما يعكس حجم الفرص الاستثمارية والاقتصادية التي يتيحها هذا القطاع، ويظهر مدى أهمية القطاع للمملكة ركيزة أساسية في تطور قطاع الصحة والصناعة الطبية في المنطقة ككل.
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
كيف تمضي السعودية نحو اقتصاد ما بعد النفط؟
لكن الأهمية الأبرز لهذا القطاع تتجاوز مجرد الأرقام المالية، بحسب عجاقة، إذ تكمن في العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع باتجاه توسع مستمر، وتأتي في مقدمتها حقيقة أن المملكة تستضيف ملايين الحجاج سنوياً، إلى جانب نمو سكاني متسارع يتوقع أن يصل إلى نحو 40 مليون نسمة بحلول عام 2030.
وهذا التوسع السكاني، إلى جانب استمرار استقبال الحجيج من مختلف أنحاء العالم، يجعل سوق الأجهزة الطبية من القطاعات الحيوية التي لا يمكن تجاهلها، سواء من حيث خدمتها للحجاج أو لتلبية احتياجات السكان المحليين، وهو ما يشكل دعماً قوياً لنمو هذا القطاع بمعدل يقارب 10% سنوياً، وفق تقدير عجاقة.
وهذا النمو مهم على أكثر من صعيد آخر، حسبما يرى عجاقة، مشيراً إلى تأثيره في التزام المملكة بأهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، وتحديداً الهدف المتعلق بتوفير الرعاية الصحية الشاملة والعادلة لجميع المواطنين، فضلاً عن تنويع مصادر الدخل، وبناء اقتصاد أقل اعتماداً على النفط، وأكثر استدامة على المديين المتوسط والبعيد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ يوم واحد
- القدس العربي
أوبزيرفر: الجوع في غزة لا يفتك بك جسدياً فحسب بل عقلياً أيضاً.. وألفا دولار لا تكفي لشراء خبز لأسبوعين
لندن- 'القدس العربي': نشرت صحيفة 'أوبزيرفر' تقريرًا لمراسلتها روث مايكلسن، قالت فيه إن الجوع في غزة لا يفتك بالسكان جسديًا فقط، بل وعقليًا أيضًا، وإن مبلغ 2000 دولار لم يعد كافيًا لشراء خبز يكفي لأسبوعين. فمن لديه القدرة على شراء الطعام، وإن بأسعار باهظة، لا يتناول سوى وجبة صغيرة واحدة يوميًا، أما البقية فيمضون يومهم دون طعام. وبالنسبة لحسن، فإن النجاة من المجاعة تتعلق بالحسابات اليومية، بدءًا من كيفية تقسيم قطعة خبز، حيث يتحوّل كل ربع منها إلى وجبة. فهو يمشي يوميًا ثلاثة أميال بحثًا عن خضروات، ويجمع ما يجده من حطب لطهو ما توفر من طعام. بعد عثوره على 3 علب فاصولياء، قضى حسن وقتًا طويلًا يفكر في كيفية توزيعها على أفراد أسرته الخمسة، بل لجأ إلى 'تشات جي بي تي' للحصول على نصائح بشأن إستراتيجيات توزيع السعرات الحرارية وفي الأسبوع الماضي، قضى أربعة أيام بحثًا دون جدوى عن طحين أو معكرونة، وبدلاً من ذلك، شاهد أشخاصًا يُغمى عليهم في الشوارع بسبب الجوع. وبعد عثوره على ثلاث علب فاصولياء، قضى وقتًا طويلًا يفكر في كيفية توزيعها على أفراد أسرته الخمسة، بل لجأ إلى 'تشات جي بي تي' للحصول على نصائح بشأن إستراتيجيات توزيع السعرات الحرارية. فَقَدَ حسن 38 كيلوغرامًا منذ مارس/آذار، عندما بدأت إسرائيل حصارها المشدد على غزة وأصبح الطعام نادرًا. وقال: 'يجب أن نحسب كل شيء من أجل البقاء'، وأضاف: 'هذا النوع من التجويع لا يؤثر علينا جسديًا فقط، بل عقليًا أيضًا… إنه كفاح'. ورغم معاناته، يُعدّ حسن من القلة المحظوظة، إذ إن عمله في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يوفر له دخلًا ثابتًا، إلا أنه لا يكفي لإعالة أسرته. وقد أجلى زوجته وأطفاله مع بداية الحرب، وبقي في غزة لرعاية والديه المسنين. ويجمع دخله مع دخل شقيقيه لتوفير وجبة أو وجبتين يوميًا لوالديهم. وقد طلبت 'أونروا' عدم الكشف عن اسم حسن الحقيقي لحمايته. وبات الحصول على وجبة يومية رفاهية نادرة في غزة، حيث يقول الكثير من السكان إنهم يقضون أيامًا كاملة دون أن يدخل شيء إلى معدتهم. وقد توفي 100 شخص على الأقل، معظمهم من الأطفال، نتيجة سوء التغذية. ويقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن معظم سكان غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، يعيشون على وجبة واحدة فقط يوميًا. أما برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فقد قدّر أن نحو نصف مليون شخص في غزة يعانون من جوع حاد. وقال حسن: 'بالنسبة لي، كشخص يتقاضى راتبًا جيدًا مقارنةً بغيري في غزة، أحصل على 2000 دولار شهريًا، لكن هذا لا يغطي تكلفة الخبز لأسبوعين فقط'. وبسبب نظام تحويل الأموال، يخسر نصف راتبه الذي يحصل عليه نقدًا، فضلًا عن ارتفاع الأسعار الجنوني، إذ يصل سعر كيلوغرام الطماطم إلى نحو 30 دولارًا، والخيار إلى 26 دولارًا، وكيس البصل إلى 47 دولارًا. ولذا فهو يشتري نوعًا واحدًا فقط في كل مرة. وفي بعض المحلات القليلة التي تبيع السكر والقهوة، تُباع هذه المواد بالغرامات، ويُستخدم ميزان دقيق يُستعمل عادة لوزن المجوهرات. وتكلف كل علبة فاصولياء – التي وزعها حسن بحذر على أفراد أسرته – نحو 11 دولارًا، بينما كان سعرها قبل الحرب لا يتعدى شيكلًا واحدًا (نحو 30 سنتًا). ويتذكر حسن عندما كانت أقل كمية من السكر تُباع هي 3 كيلوغرامات، أما اليوم فتُباع بالغرام. وقال: 'طلبت مني والدتي في الأسبوع الماضي أن أبيع قطعة من أساورها التي احتفظت بها منذ مهرها، لأنها أرادت أن تشعر بأنها تساهم وليست عبئًا'، وقد وافق أولادها، بتردد، على بيعها. وأضاف حسن أنه يقضي أحيانًا ساعة كاملة في كتابة رسالة بريد إلكتروني واحدة بسبب ضعف التركيز الناتج عن الجوع. وقال مسؤولون من ثلاث مؤسسات تابعة للأمم المتحدة إنهم قلقون بشأن حالة الموظفين الذين ينهارون من الإعياء. وفي الأسبوع الماضي، قال صحفيون من ثلاث وكالات كبرى، من بينها 'بي بي سي'، إن زملاءهم في غزة يعانون من الظروف نفسها، وغير قادرين على العمل بسبب نقص الطعام. وقالت جولييت توما، مديرة الاتصالات في 'أونروا': 'لدينا نحو 12,000 موظف، وهو أكبر عدد من موظفي الأمم المتحدة في غزة، ويقولون لنا إنهم غير قادرين على العمل بسبب الإجهاد… إنهم يسيرون أميالًا يوميًا بحثًا عن شيء يأكلونه، ويُغمى على بعضهم أثناء العمل، ولهذا فحتى الحراس في غزة بحاجة إلى من يرعاهم'. ومنذ أن شددت إسرائيل حصارها على غزة، في أوائل مارس/آذار، لم تدخل سوى كمية محدودة من المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة. وبدلاً من ذلك، دعمت كل من واشنطن وتل أبيب خطة عسكرية مثيرة للجدل تُعرف باسم 'مؤسسة غزة الإنسانية'، لتوزيع صناديق الطعام، وتزعم أنها وزعت ملايين الوجبات، رغم تفاقم المجاعة بشكل واضح. تُباع بعض المواد، مثل السكر والقهوة، بالغرامات، ويُستخدم ميزان دقيق يُستعمل عادة لوزن المجوهرات وقد ثبت أن هذه الخطة كانت قاتلة أيضًا – إذ يقدّر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 1,000 شخص قُتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات منذ بدء عمليات المؤسسة. وتُقدّر 'أونروا' أن لديها نحو 6,000 شاحنة محملة بالمساعدات متوقفة في الأردن ومصر، تنتظر السماح لها بالدخول. وأشارت السلطات الإسرائيلية إلى تكدس المساعدات عند معبر كرم أبو سالم جنوب غزة، متهمةً الأمم المتحدة بعدم قدرتها على جمعها. وأعرب ماكس رودينبيك، من مجموعة الأزمات الدولية، عن أسفه لانهيار محادثات وقف إطلاق النار، واصفًا المجاعة في غزة بأنها 'كارثة من صنع الإنسان'، داعيًا إسرائيل إلى فتح المعابر أمام المساعدات الدولية. وفي السياق ذاته، قالت أولغا شيريفكو، المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، إن عملية جمع المساعدات تتطلب تنسيقًا دقيقًا مع السلطات الإسرائيلية، لأن نحو 90% من أراضي غزة أصبحت اليوم إما مناطق عسكرية أو خاضعة لأوامر إخلاء. وأضافت: 'إذا تمت الموافقة على مهمة لجمع المساعدات، فعليك الانتظار أحيانًا حتى 46 ساعة للتنقل، لأننا بحاجة إلى تنسيق مع القوات على الأرض لوقف القتال والسماح لنا بالتحرك… هذا قد يستغرق ساعات، أو لا يؤدي إلى شيء أبدًا، عندما ننتظر الضوء الأخضر الذي لا يأتي'.


القدس العربي
منذ 2 أيام
- القدس العربي
غزة أمام خطر المجاعة وحرب مصطلحات حول قطاع مدمر ومحاصر
باريس: إن كانت الأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية تحذر من خطر مجاعة وشيكة ومعممة في قطاع غزة، إلا أنه لا يمكن إعلان المجاعة رسميا إلا بموجب معايير محددة تقوم على أدلة علمية. ومن المستحيل حاليا جمع هذه الأدلة لأسباب عدة أبرزها صعوبة الدخول إلى القطاع أو حتى التنقل فيه في ظل الحصار الإسرائيلي المحكم عليه. ما هي المجاعة؟ تم تعريف مصطلح 'المجاعة' منذ العام 2004 بموجب مقاييس دقيقة وصارمة تستند إلى مؤشر لقياس الأمن الغذائي يعرف بـ'التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي' (IPC) ويقوم على معايير علمية دولية. المجاعة هي المرحلة الخامسة والأشدّ من هذا المقياس (IPC5)، وتتميز بـ'الحرمان الشديد من الغذاء'. تحدث المجاعة في منطقة محددة عند بلوغ ثلاث عتبات، وهي حين تواجه 20% من الأسر فيها نقصا حادا في الغذاء، ويعاني 30% من الأطفال سوء التغذية الحاد، ويموت شخصان بالغان من كل عشرة آلاف يوميا 'كنتيجة مباشرة للجوع أو للتفاعل بين سوء التغذية والمرض'. وعندما تتحقق هذه المعايير، يعود للجهات المعنية على مستوى البلاد كالحكومات ووكالات الأمم المتحدة أن تعلن حالة المجاعة. ما هو الوضع في غزة؟ أعلنت أماند بازيرول منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود 'لا يمكننا اليوم إجراء التحقيقات التي تسمح لنا بتوصيف المجاعة رسميا'، مضيفة 'من المستحيل علينا معاينة (السكان).. لأخذ مقاساتهم وتقييم نسبة الوزن إلى الطول وما إلى ذلك'. من جانبه، قال جان رافايل بواتو مسؤول الشرق الأوسط في منظمة 'العمل ضد الجوع' إن 'ما يعقد الأمور إلى حد بعيد كل هذه التنقلات المتواصلة (نزوح السكان القسري مع إصدار الجيش الإسرائيلي تعليمات بالإخلاء)، وتعذر الذهاب إلى شمال (القطاع) كما إلى أماكن كثيرة حيث السكان الأكثر عرضة' لنقص الغذاء. وأوضح نبيل طبال من برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية 'واجهنا صعوبات على صعيد البيانات والوصول إلى المعلومات'، مشددا 'نحن في حاجة ماسة للاستناد إلى بيانات موثوقة… وهذا العمل جار'. والمؤشرات القليلة المتوافرة ترسم صورة مقلقة عن الوضع الغذائي في القطاع، في وقت حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بأن 'نسبة كبيرة' من السكان 'تتضور جوعا'. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن ربع أطفال غزة بين سن الستة أشهر والخمس سنوات والنساء الحوامل والمرضعات الذين قصدوا عياداتها للمعاينة الأسبوع الماضي، كانوا يعانون سوء التغذية الحاد، متهمة إسرائيل باستخدام الجوع 'سلاح حرب'. من جانبه، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الجمعة أن حوالي ثلث سكان القطاع 'لا يأكلون لأيام'، مشيرا إلى تزايد سوء التغذية بشكل كبير. وأكد أحد مستشفيات غزة الثلاثاء وفاة 21 طفلا خلال 73 ساعة جراء سوء التغذية والجوع. والمواد الغذائية النادرة جدا المتوافرة في القطاع لا يمكن الحصول عليها بسبب ارتفاع أسعارها إلى حدّ باهظ، حيث بلغ سعر كيلوغرام الطحين مئة دولار، في وقت جعلت الحرب الأراضي الزراعية غير صالحة. وتفيد المنظمات غير الحكومية بأن شاحنات المساعدات العشرين تقريبا التي تدخل القطاع يوميا تتعرض بشكل منتظم للنهب، وهي بالأساس غير كافية إطلاقا لسد حاجات أكثر من مليوني نسمة من سكان غزة. وقالت أماند بازيرول 'بات الأمر محض تقني أن نشرح أننا في وضع انعدام حاد للأمن الغذائي من الدرجة الرابعة على التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يطال السكان بصورة شبه كاملة، فهذا لا يعني شيئا للناس، في حين أننا في الواقع نتوجه بسرعة إلى المجاعة، هذا مؤكد'. هل ما زال من الممكن تفاديها؟ دعت حوالي مئة منظمة غير حكومية دولية بينها أطباء بلا حدود وأطباء من العالم وكاريتاس ومنظمة العفو الدولية وأوكسفام، إسرائيل إلى فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية. لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفي أن يكون يمنع دخول المساعدات، وأكد الثلاثاء أن ثمة 950 شاحنة مساعدات في غزة تنتظر أن تتسلمها الوكالات الدولية لتوزيعها. غير أن المنظمات غير الحكومية تندد بالقيود الصارمة التي تفرضها سلطات الاحتلال، وتنتقد نظام التوزيع الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر هيئة خاصة تُعرف بـ'مؤسسة غزة الإنسانية'. واتهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الثلاثاء جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص في غزة منذ نهاية أيار/ مايو أثناء سعيهم للحصول على مساعدات إنسانية، وكان معظمهم قرب مراكز مؤسسة غزة الإنسانية. وترى فرنسا أن 'خطر المجاعة' في غزة هو 'نتيجة الحصار' الذي تفرضه إسرائيل، على ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأربعاء. ورد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر 'ليس هناك في غزة اليوم مجاعة تسببت بها إسرائيل' متهما حركة حماس بمنع توزيع المساعدات وبنهبها، وهو ما تنفيه الحركة. ويرى البعض أن هذا الجدل الفني أو اللفظي حول إعلان المجاعة لا معنى له إزاء الوضع الطارئ والحاجات الملحة. وقال جان مارتان باور مدير تحليل الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي إن 'أي إعلان مجاعة… يأتي بعد فوات الأوان. حين تعلن المجاعة رسميا، تكون أزهقت أرواح كثيرة'. ففي الصومال، حين أعلنت المجاعة رسميا عام 2011، كان نصف العدد الإجمالي لضحايا الكارثة قضوا جوعا قبل ذلك الحين. (أ ف ب)


القدس العربي
منذ 2 أيام
- القدس العربي
أطباء بلا حدود: وفاة 652 طفلا على الأقل بسبب سوء التغذية في نيجيريا خلال 6 أشهر
أبوجا: قالت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة إن 652 طفلا على الأقل لقوا حتفهم نتيجة سوء التغذية في ولاية كاتسينا النيجيرية خلال الأشهر الستة الأولى من 2025، وعزت المنظمة ذلك إلى خفض الجهات المانحة للتمويل. وتشهد ولاية كاتسينا في شمال نيجيريا حالة من انعدام الأمن. وأضافت المنظمة 'نشهد في الفترة الراهنة تخفيضات ضخمة في الميزانية، خاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، وهو ما له تأثير بالغ على علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية'. وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء إنه سيضطر إلى تعليق المساعدات الغذائية لنحو 1.3 مليون نيجيري في شمال شرق البلاد الذي يشهد أعمال عنف، وذلك بحلول نهاية يوليو/ تموز بسبب نفاد المخزونات. وخصصت نيجيريا 200 مليار نيرة (130 مليون دولار) هذا العام لتعويض جزء من العجز الناجم عن سحب الولايات المتحدة تمويلها لقطاع الصحة. وقالت أطباء بلا حدود إن عدد الأطفال في كاتسينا الذين يعانون من أكثر أشكال سوء التغذية حدة ارتفع بنحو 208 بالمئة هذا العام مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، وأضافت 'للأسف توفي 652 طفلا بالفعل في منشآتنا منذ بداية 2025'. (رويترز)