logo
أطباء بلا حدود: وفاة 652 طفلا على الأقل بسبب سوء التغذية في نيجيريا خلال 6 أشهر

أطباء بلا حدود: وفاة 652 طفلا على الأقل بسبب سوء التغذية في نيجيريا خلال 6 أشهر

القدس العربي ٢٦-٠٧-٢٠٢٥
أبوجا: قالت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة إن 652 طفلا على الأقل لقوا حتفهم نتيجة سوء التغذية في ولاية كاتسينا النيجيرية خلال الأشهر الستة الأولى من 2025، وعزت المنظمة ذلك إلى خفض الجهات المانحة للتمويل.
وتشهد ولاية كاتسينا في شمال نيجيريا حالة من انعدام الأمن.
وأضافت المنظمة 'نشهد في الفترة الراهنة تخفيضات ضخمة في الميزانية، خاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، وهو ما له تأثير بالغ على علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية'.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء إنه سيضطر إلى تعليق المساعدات الغذائية لنحو 1.3 مليون نيجيري في شمال شرق البلاد الذي يشهد أعمال عنف، وذلك بحلول نهاية يوليو/ تموز بسبب نفاد المخزونات.
وخصصت نيجيريا 200 مليار نيرة (130 مليون دولار) هذا العام لتعويض جزء من العجز الناجم عن سحب الولايات المتحدة تمويلها لقطاع الصحة.
وقالت أطباء بلا حدود إن عدد الأطفال في كاتسينا الذين يعانون من أكثر أشكال سوء التغذية حدة ارتفع بنحو 208 بالمئة هذا العام مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، وأضافت 'للأسف توفي 652 طفلا بالفعل في منشآتنا منذ بداية 2025'.
(رويترز)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحذيرات من مخاطر بديل السكّر في غزة
تحذيرات من مخاطر بديل السكّر في غزة

العربي الجديد

timeمنذ 9 ساعات

  • العربي الجديد

تحذيرات من مخاطر بديل السكّر في غزة

يقبل الكثير من الفلسطينيين على شراء "بديل السكّر" من الأسواق الشعبية في قطاع غزة في ظل انقطاع السكر الطبيعي، رغم التحذيرات الطبية المتواصلة من استخدام تلك المادة التي يؤكد الأطباء أنها ضارة في حال استخدامها لفترات طويلة. بديل السكّر المنتشر حالياً في غزة ليس منتجاً معروفاً بعلامة تجارية أو تركيبة واضحة، وإنما يُباع في أكياس بلاستيكية بيضاء أو لفافات ورقية، من دون بطاقة تعريف أو تاريخ إنتاج أو صلاحية، ورغم ذلك يشتريه الكثير من الأهالي وذلك نتيجة مباشرة لنفاد السكّر من جراء الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تشديد الحصار في مطلع مارس/ آذار الماضي. ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من السكّر الطبيعي إلى قرابة مائة دولار أميركي بعد أن كان يباع بأقل من دولار واحد، في حين يُباع بديل السكر في الطرقات بأسعار تراوح بين عشرة شيكلات وخمسة عشر شيكلاً لكل غرام، ويشتريه كثيرون لقدرته على تحلية المشروبات، أو لصنع بعض أصناف الحلويات البسيطة، رغم النكهة المختلفة عن السكر الطبيعي. وقد يكون بديل السكّر المنتشر في غزة مزيجاً من مُحليات صناعية رخيصة مثل "الأسبرتام"، وهو مُحلٍ صناعي شهير تعادل حلاوته 200 مرة السكّر العادي، أو "الساكرين"، وهو أرخص أنواع المحليات، ويستخدم منذ عقود، لكنه يرتبط بمخاوف صحية، أو "السيكلامات" المحظور في بعض الدول لارتباطه بأضرار صحية، إلى جانب مركبات غير معروفة المصدر. ويزيد من خطورة الأمر أنّ بدائل السكّر المتوفرة تستخدم من دون أي رقابة، وغالباً من دون وعي كاف بمخاطرها، ومن أبرز الأضرار، وفق مختصين محليين، تأثيراتها على الجهاز العصبي، إذ إن بعضها قد يسبب صداعاً ودواراً، أو مشاكل في التركيز، إلى جانب إجهاد الكبد والكلى بفعل تراكم المواد الكيميائية. ومن بين الأضرار المحتملة اختلال توازن السكّر في الدم، فرغم أنها لا تحتوي على الغلوكوز، إلا أن بعض البدائل الصناعية قد تؤثر على استجابة الجسم للأنسولين، وزيادة احتمال التحسس أو التسمم الغذائي، خاصة عند الأطفال والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة، علاوة على أن بعض المُركبات أظهرت ارتباطاً محتملاً بزيادة مخاطر السرطان. نفد السكر منذ أشهر في غزة، مارس 2024 (محمد عابد/فرانس برس) ويوضح رئيس قسم الغدد والسكري في مستشفى غزة الأوروبي أحمد أبو طه، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأسواق الشعبية في القطاع تشهد بيع بديل السكّر منذ فترة، وهو مادة مجهولة المصدر. ظروف العدوان الإسرائيلي تسببت في غياب الرقابة على بعض الأصناف المباعة، ومنها بدائل السكر التي تباع بدون أي توضيح لمصدرها، ومن دون أن تخضع للفحص المخبري عن طريق وزارة الصحة". ويبين الطبيب أبو طه أن "منتجات بديل السكّر لا تمت بصِلة إلى سُكر اللوز كما يشيع الباعة المتجولون، وهي مكونة من مادة تسمى (سكارا لوز)، وهي مادة مصنعة غير طبيعية، وتعتبر بديلاً للمُحليات، لكن هذه المادة مجهولة المصدر وقد انتشرت بديلاً للسكر بسبب اختفاء السكر منذ فترة طويلة أو بيعه بأسعار مبالغ فيها لا يمكن للمواطنين دفعها، ما يضطرهم إلى شراء البديل نظراً لحاجتهم إلى السكريات التي تمد الجسم بالطاقة، خاصة مع نفاد معظم أصناف المواد الغذائية"، ويبيّن أيضاً أن "بديل السكر يعتبر مادة مصنعة غير طبيعية، وهو بالتالي مادة غير غذائية، إذ لا يمتصها الجسم، ولا يتعامل معها، ما يفسر زيادة نسبة التحلية التي ينتجها بديل السكر مقارنة بالسكر العادي المكون أساساً من الغلوكوز. بحسب دراسات علمية متعلقة بالمواد المُحلية، فإن بديل السكر يتسبب لمن يتناوله لفترات طويلة بعدة آثار جانبية، وبعدد من الأمراض، من بينها أمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، كما ظهر من بعض التجارب التي تم تنفيذها على حيوانات تأثيره على صحة الجهاز الهضمي". وينصح الطبيب أبو طه الأشخاص بعدم تناول بديل السكّر وغيره من المواد غير المعروفة، وغير المُغلفة، والتي لا يتم توضيح طريقة أو مكان تصنيعها، إلى جانب عدم شراء العصائر التي تباع في الشوارع، والتي تتم إضافة بديل السكر إليها، والتي قد تضاف إليها أصناف أدوية تساهم في التحلية، وكلها لا تطابق مواصفات وزارة الصحة والجهات الرقابية المعنية. قضايا وناس التحديثات الحية العطش ينافس الجوع على الفتك بأهالي غزة في المقابل، لا تجد النازحة من حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، سمية عناية (42 سنة)، بديلاً عن استخدام بديل السكّر في المرات التي يطلب فيها أحد أطفالها الخمسة الشاي، أو بعض الحلويات البسيطة، خاصة في ظل انقطاع الحلويات والمسليات بشكل تام منذ بداية العدوان. وتقول عناية: "السكر الطبيعي مفقود، وإن توفر في السوق السوداء يتم بيعه بأسعار خرافية لا يمكنني دفعها، لذلك أتجه في بعض الأحيان لشراء غرام من بديل السكر لتحلية لترين من الماء، أو تحلية رقائق الخبز كي أعوض أطفالي عن الحلويات المفقودة. لا أفكر في الأضرار المحتملة، فالأضرار تحيط بنا من كل جانب، والقصف خطر مباشر على حياتنا، إلى جانب مخاطر برك الصرف الصحي، وعدم نظافة مياه الشرب، وتلوث الهواء". بدوره، يوضح الفلسطيني عادل أبو ريالة (38 سنة)، أنه لم يتمكن من تذوق السكّر منذ ثلاثة شهور، ويقول: "كان عندي كيلوغرامان من السكر، اعتمدت عليهما بعد إغلاق المعابر منذ شهر مارس/ آذار، لكن السكر نفد بعد شهرين، ولم أتمكن من شرائه بعدها نظراً لثمنه الخيالي. أصبحت أشرب الشاي من دون سكر، لكن أطفالي لم يتقبلوا طعمه، ما اضطرني أخيراً إلى شراء بديل السكر رغم عدم اقتناعي بجدواه. الطعم يختلف كثيراً عن السكر الطبيعي، لكننا لا نمتلك رفاهية الخيارات في ظل نفاد السكر وبيع المتوفر منه بأسعار فلكية". ويتابع أبو ريالة: "اشتريت البديل من بائع متجول في كيس صغير، وكان سعر اللفافة سبعة شيكلات، من دون وجود أي اسم منتج، أو حتى لون مميز، لكن الناس يشترونه. شخصياً شعرت بأن طعمه غريب، وهو يشعرني بجفاف في الحلق والفم. قطع المواد الأساسية عنا يدفعنا إلى البدائل حتى لو كانت خطرة".

إسرائيل تحارب الصورة... وتواصل التجويع
إسرائيل تحارب الصورة... وتواصل التجويع

العربي الجديد

timeمنذ 16 ساعات

  • العربي الجديد

إسرائيل تحارب الصورة... وتواصل التجويع

لا يزال الجدل متواصلاً في الأوساط الصحافية العالمية حول صورة الطفل محمد زكريا المطوق، ابن العام ونصف العام، والتي عكست وحشية سياسة التجويع الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة . الصورة التي ظهر فيها المطوق بجسد هزيل تبرز عظامه تحت جلد رقيق وعينين غائرتين أثارت موجة تعاطف واسعة مع ضحايا التجويع في القطاع، لكنها تحولت في الوقت نفسه إلى محور حملة تحريض إسرائيلية شرسة ضد وسائل الإعلام التي نشرتها، وعلى رأسها "ذا غارديان" البريطانية و"نيويورك تايمز" الأميركية. رداً على التهجم الإسرائيلي، كتبت محررة شؤون القراء العالمية في صحيفة ذا غارديان إليزابيث ريبانز مقالاً تدافع فيه عن خيار نشر الصورة، وتؤكد تمسكها بموقفها. المنصب الذي تحتله ريبانز مستقل داخل المؤسسة الإعلامية، ويُعنى بتلقي شكاوى القراء واستفساراتهم، ومراقبة أداء الصحيفة من حيث الالتزام بالمعايير الأخلاقية والمهنية في التغطية. وأشارت في مقالها، المنشور أمس الأربعاء، إلى أنه "بين إبريل/ نيسان ومنتصف يوليو/ تموز من هذا العام، أدخل أكثر من 20 ألف طفل في غزة إلى المستشفى لتلقي العلاج من سوء التغذية، من بينهم ثلاثة آلاف يعانون من سوء تغذية حاد، وفقاً لتصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC)"، وهي مبادرة عالمية تضم في عضويتها وكالات تابعة للأمم المتحدة، مثل منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، و"يونيسف"، إلى جانب منظمات غير حكومية ومعاهد بحثية، وقالت إن "ذا غارديان" نشرت خلال تلك الفترة وفي الأسابيع التالية "صوراً عدة لأطفال جائعين، بينها ما لا يقل عن 20 صورة لأطفال ظهروا في حالة هزال شديد. لكن صورة واحدة ظهرت على الصفحة الرئيسية للموقع في 23 يوليو وعلى الصفحة الأولى من الطبعة المطبوعة في اليوم التالي أثارت جدلاً حاداً". عرجت ريبانز على الحملة التي قادها الصحافي البريطاني المعروف بدعمه للاحتلال ديفيد كولير، الذي اتهم المؤسسات الإعلامية التي نشرت الصورة بأنها "تروج كذبة حول المجاعة"، واستند إلى تقرير طبي يعود إلى مايو/ أيار 2025، يفيد بأن الطفل مصاب بالشلل الدماغي، كما ذكرت أن قارئاً تواصل معها مباشرة ووصف الصورة بأنها "مفبركة"، وكذلك قارئ آخر قال "بالتأكيد هذا الطفل المسكين يعاني. ولكن هل هذا بسبب الجوع؟ بل بسبب عدة حالات طبية وُلد بها محمد... عليكم التأكد من أن قراءكم يعرفون السبب الحقيقي وراء هذه الصورة". وردت عبر التأكيد على أن "توفر هذه المعلومة (الحالة الصحية للطفل) ليست دائماً بالأمر السهل. الحرب فوضوية، والظروف الفردية معقدة بطبيعتها". وأضافت: "إسرائيل تمنع الصحافيين الأجانب من دخول غزة، ما يعني الاعتماد على صحافيين محليين، بمن فيهم المصورون الذين يعملون في ظروف صعبة وخطيرة. تتلقى ذا غارديان نحو ألف صورة يومياً من غزة، مقدمة من وكالات الصور الكبرى أو عبرها. وصورة محمد وصلتها عبر وكالة Getty من وكالة الأناضول التركية الحكومية". وفي حين أقرت بأن الصحيفة البريطانية لم تكن على علم بالحالة الصحية للطفل، إلا أنها سألت: "هل كان ينبغي على المحررين الاستفسار؟ قال المحررون المعنيون الذين تحدثت معهم إن رؤية جسده المنهك لم تكن ملفتة بشكل خاص؛ إذ إنهم شاهدوا صوراً مماثلة باستمرار على مدى شهور". وأضافت: "في أزمة جوع، يشير الخبراء إلى أن الأطفال والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقاً هم من بين الأكثر عرضة للخطر. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، من بين 63 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية سجلت في يوليو، كان هناك 24 طفلاً دون سن الخامسة، وهذا يشكل 38%، في حين أن الأطفال دون الخامسة يمثلون نحو 15% من إجمالي سكان غزة. الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النمو قد تكون لديهم احتياجات غذائية خاصة. قال طبيب أطفال تحدثت معه إن التشخيص غالباً ما يكون تحدياً في البيئات التي تفتقر إلى أدوات الكشف المبكر، ما يعني أن الشلل الدماغي، على سبيل المثال، لا يُشخّص بشكل نهائي أحياناً حتى يبلغ الطفل عامين". إعلام وحريات التحديثات الحية "أونست ريبورتينغ"... حاجز صهيوني على الكلمة والصورة وتابعت: "قال المحررون إن الإشارة إلى المشاكل الصحية القائمة لدى محمد كانت ستُدرج لو عُرفت - وقد عدلت تعليقات الصور الآن - لكنهم يرون أن الصور لا تزال صالحة للنشر، ويقولون إن الطفل المريض الذي يعاني من الجوع ليس أقل استحقاقاً لانتباهنا من أي طفل آخر". وختمت ريبانز مشددة على تمسكها بالصورة، فقالت: "من جانبي، أوافق على أن المعلومات المفقودة كانت ذات صلة بقراءة أكثر اكتمالاً للصورة. لكن ذا غارديان لم تعتمد، كما زعم البعض، على هذه الصورة وحدها لتوضيح ما وصفه تقرير IPC بعد أيام (رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض هذا التقييم) بأنه مجاعة آخذة في التفاقم. وإذا ما اعترفنا بأن الأكثر هشاشة هم الأكثر تأثراً بنقص الغذاء والخدمات الصحية، فإن نشر هذه الصورة لمعاناة حقيقية لم يكن، في رأيي، عملاً مخادعاً". "نيويورك تايمز" كانت قد ردت أيضاً على الحملة الإسرائيلية بحقها بعد نشرها صورة المطوق على صفحتها الأولى قبل أسبوعين. عدّلت "نيويورك تايمز" تقريرها حول التجويع في غزة، لتضيف أن محمد المطوق "يعاني من مشكلات صحية سابقة"، مستندةً إلى ما قالت إنه "معلومات جديدة من المستشفى وسجلات طبية". وأصدرت متحدثة باسم الصحيفة البيان التالي: "الأطفال في غزة يعانون من سوء تغذية ويواجهون خطر المجاعة، كما وثّق صحافيو نيويورك تايمز وآخرون. ونشرنا أخيراً تقريراً عن أكثر المدنيين عرضة للخطر في غزة، بمن فيهم محمد زكريا المطوق، البالغ من العمر نحو 18 شهراً، والذي يعاني من سوء تغذية حاد. ومنذ ذلك الحين، تلقينا معلومات جديدة، بما في ذلك من المستشفى الذي عالجه وسجلاته الطبية، وحدثنا التقرير لإضافة سياق يتعلق بمشكلاته الصحية السابقة. هذا التفصيل الإضافي يمنح القرّاء فهماً أوسع لحالته. صحافيونا ومصورونا يواصلون تغطية ما يحدث في غزة بشجاعة وحساسية، وعلى حساب سلامتهم الشخصية، كي يرى العالم عواقب هذه الحرب عن كثب". ومع ذلك، تواصل الهجوم عليها، واتهمها رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينت بـ"الترويج لتشويه دموي"، زاعماً أن الطفل يعاني من "حالة صحية سابقة"، وصورته ليست دليلاً على المجاعة، ووصف التقرير بأنه "افتراء دموي عصري". واستمرت منظمة أونست ريبورتينغ الصهيونية في تحريضها على الصحيفة فكتبت، تحت عنوان "اعتذار نيويورك تايمز الشكلي عن فرية الدم البغيضة"، أن "خمسة أيام من الضغط من القنصلية الإسرائيلية في نيويورك ومنظمات مثل أونست ريبورتينغ استغرقت صحيفة نيويورك تايمز حتى تعترف بخطئها"، ثم استنكرت تمسك الصحيفة "بالرسالة الضمنية التي حاولت إيصالها عبر نشر الصورة، وهي اتهام إسرائيل (...) وبدلاً من أن تُمارس النقد الذاتي بحق صحافييها الذين أخطأوا في سرد القصة، عمدت إلى تمجيد شجاعتهم وحساسيتهم". لكن رواية الاحتلال تنهار أمام الوقائع الميدانية، كما وثّقتها وكالة الأناضول وشهادات طبية مباشرة. الطفل محمد كان يعاني من ارتخاء عضلي ومشكلات عصبية طفيفة بعد ولادته، لكنه استعاد قدرته على الوقوف والمشي بفضل برنامج تغذية وعلاج طبيعي منتظم. وبعدما منعت إسرائيل دخول المكملات الغذائية إلى القطاع، انتكست حالته مجدداً، وفقد ثلاثة كيلوغرامات من وزنه، وتحوّل جسده إلى هيكل عظمي. وقالت والدته إنه "انهار صحياً من جديد بسبب الجوع، وفقد القدرة على الحركة. أحاول إسكات جوعه بالماء فقط". وأضافت أن إغلاق إسرائيل المعابر قطع آخر سبل النجاة، وأن التكايا الخيرية توقفت عن العمل، ولم يتبقَّ لهم سوى الانتظار على حافة الموت.

أطباء مصر بين العبودية الجديدة والهجرة القسرية
أطباء مصر بين العبودية الجديدة والهجرة القسرية

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

أطباء مصر بين العبودية الجديدة والهجرة القسرية

لا طريق أمام أطباء مصر سوى الخضوع للعبودية الجديدة، والقبول بالانتهاكات الإنسانية والمهنية البغيضة التي تُمارس ضدهم ليل نهار، أو الهجرة القسرية إلى الخارج حيث التقدير المادي والمعنوي، واكتساب الخبرات الجديدة في المجال الطبي الذي يتطور بسرعة. أمس الثلاثاء خرجت علينا طبيبة مصرية شابة بكلمات صادمة وقاسية تكشف لنا أوضاع الأطباء المتردية، سواء تعلق الأمر بالنواحي المادية الضعيفة و الرواتب المتدنية، والتي لا تتجاوز 200 دولار شهرياً وربما أقل، أو بظروف وبيئة العمل بالغة السوء والقسوة، أو الضغوط الإدارية الشديدة وحالات القهر التي يتعرضون لها ليل نهار، والتي تصل إلى العمل لأيام متواصلة، وإلى حد تهديدهم بالفصل التعسفي والإحالة للتحقيق وقطع الأرزاق دون أي مبرر إداري أو أخلاقي. وفي رسالة طويلة على صفحتها في "فيسبوك" تحكي الطبيبة، رنين جبر، قصة عملها في أحد المستشفيات الحكومية والضغوط الشديدة التي تعرضت لها مع زملائها، ودفعتها إلى الاستقالة والمحافظة على ما تبقى من حالتها الصحية والنفسية. تقول الطبيبة إنها رقم ثمانية من بين زملائها الأطباء الذين استقالوا من قسم النساء والتوليد بجامعة طنطا من بين 15 طبيباً، أي استقالة ما يزيد عن نصف العدد، وإن رؤساءها يجبرونها على العمل المتواصل لمدد تصل إلى يومين، وربما ثلاثة أيام، وإن المدة قد تصل إلى 82 ساعة في حال المرور المفاجئ من مسؤول. وتقسم قائلة: "والله والله كنا ننام في الـ82 ساعة أقل من 6 ساعات، وأيام كثيرة لا ننام فيها أصلا، أو نقسّم فترات النوم بحيث يكون نصيب كل واحد نصف ساعة أو ساعة إلا ربع فقط، ويشهد ربنا إنني عملت كل حاجة أقدر عليها وأديت من كل طاقتي وصحتي ونفسيتي عشان خاطر هذا المكان". وتتحدث عن بيئة العمل المدمرة داخل المستشفى الحكومي قائلة: "كنا ننام على الأرض أو على أسرّة المرضى أو الولادة.. وأحياناً كنت أنام على الكرسي الذي أجلس عليه لأنه لا يوجد مكان آخر!، ويمر أسبوع كنا ننام في المستشفى على الأرض ولا نرى أهالينا.. وممنوع ننزل نأخذ دش في السكن وممنوع ننزل من قسم الولادة لأي سبب.. وممنوع ننزل نشتري مياه من تحت، أو ندخل الحمام في السكن من غير ما نعرف كل رؤسائنا في العمل.. بقالي 11 شهر في المكان حضور يومي، لا يوجد ولا يوم إجازة.. لا يوجد حاجة اسمها إجازة مرضي، أو حاجة اسمها إجازة عارضة أو اعتيادية، لو بتموت أحضر للعمل وفق التعليمات الصادرة لنا". وتحكي رنين عن سياسة القهر والبطش التي تمارس ضدها والأطباء العاملين معها قائلة: "في يوم من الأيام جمعونا، وقالوا لنا بالنص إن وجودكم غير مرحب به في القسم، ومش هنشغلكم، فقدموا استقالاتكم وامشوا". اقتصاد الناس التحديثات الحية عمالة الأطفال في مصر: الربح والتصدير على حساب الحقوق وتنهي الطبيبة رسالتها قائلة بقهر وعتب شديد "كان نفسي مثلما أتعب ألاقي.. كان نفسي ألاقي تقدير لمجهودي.. كان نفسي أتعلم، كان نفسي أبقى دكتورة نساء شاطرة، كان نفسي زي ما تعبت وتفوقت في سنين دراستي.. جامعتي تقدرني وتكرمني.. مش يتقلي احنا مش عايزينكم ووجودكم مش مرحب به! القسم خسر 8 أطباء شاطرين ومجتهدين، اشتريت نفسي وصحتي، وكرامتي وأهلي وبيتي، والأهم راحة بالي، شكراً على أوحش 11 شهر قضيتهم في حياتي". رسالة الطبيبة ورغم قساوتها إلا أنها تعبر عم ملايين المصريين وتفسر جزءاً من تنامي ظاهرة هروب الأطباء المصريين إلى الخارج، والأسباب التي تدفع آلاف من خريجي كليات الطب بالجامعات المصرية إلى الهجرة وربما البحث عن فرصة عمل في مجال أخر. السؤال هنا: هل ما قامت به الطبيبة وزملاؤها هو عمل كريم وواجب إنساني يجب تقديره والاحتفاء به، أم أنها كانت تعمل في اطار نظام سخرة واحتقار، في علم الاقتصاد يسمون الممارسات التي تعرضت لها الطبيبة وزملاؤها استغلالاً وإهداراً للخبرات وهضماً لحقوق الكوادر البشرية وفشلاً إدارياً وسوء بيئة العمل، وفي علم الحياة يطلقون عليه عبودية. وبعدها نسأل ببلاهة: لماذا يهرب الأطباء المصريون إلى الخارج، وتصبح المستشفيات الحكومية خاوية على عروشها، ونتعجب حينما نتابع الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة المصرية، والتي تشير إلى أن أكثر من 60% من الأطباء المصريين باتوا يهربون إلى الخارج، وأن هناك زيادة في أعداد الأطباء الذين يتقدمون باستقالاتهم من الوزارة سنوياً بغرض الهجرة والسفر والعمل في دول الخليج، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا والولايات المتحدة، وربما حفاظاً على الصحة النفسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store