logo
غزة أمام خطر المجاعة وحرب مصطلحات حول قطاع مدمر ومحاصر

غزة أمام خطر المجاعة وحرب مصطلحات حول قطاع مدمر ومحاصر

القدس العربي ٢٦-٠٧-٢٠٢٥
باريس: إن كانت الأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية تحذر من خطر مجاعة وشيكة ومعممة في قطاع غزة، إلا أنه لا يمكن إعلان المجاعة رسميا إلا بموجب معايير محددة تقوم على أدلة علمية.
ومن المستحيل حاليا جمع هذه الأدلة لأسباب عدة أبرزها صعوبة الدخول إلى القطاع أو حتى التنقل فيه في ظل الحصار الإسرائيلي المحكم عليه.
ما هي المجاعة؟
تم تعريف مصطلح 'المجاعة' منذ العام 2004 بموجب مقاييس دقيقة وصارمة تستند إلى مؤشر لقياس الأمن الغذائي يعرف بـ'التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي' (IPC) ويقوم على معايير علمية دولية.
المجاعة هي المرحلة الخامسة والأشدّ من هذا المقياس (IPC5)، وتتميز بـ'الحرمان الشديد من الغذاء'.
تحدث المجاعة في منطقة محددة عند بلوغ ثلاث عتبات، وهي حين تواجه 20% من الأسر فيها نقصا حادا في الغذاء، ويعاني 30% من الأطفال سوء التغذية الحاد، ويموت شخصان بالغان من كل عشرة آلاف يوميا 'كنتيجة مباشرة للجوع أو للتفاعل بين سوء التغذية والمرض'.
وعندما تتحقق هذه المعايير، يعود للجهات المعنية على مستوى البلاد كالحكومات ووكالات الأمم المتحدة أن تعلن حالة المجاعة.
ما هو الوضع في غزة؟
أعلنت أماند بازيرول منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود 'لا يمكننا اليوم إجراء التحقيقات التي تسمح لنا بتوصيف المجاعة رسميا'، مضيفة 'من المستحيل علينا معاينة (السكان).. لأخذ مقاساتهم وتقييم نسبة الوزن إلى الطول وما إلى ذلك'.
من جانبه، قال جان رافايل بواتو مسؤول الشرق الأوسط في منظمة 'العمل ضد الجوع' إن 'ما يعقد الأمور إلى حد بعيد كل هذه التنقلات المتواصلة (نزوح السكان القسري مع إصدار الجيش الإسرائيلي تعليمات بالإخلاء)، وتعذر الذهاب إلى شمال (القطاع) كما إلى أماكن كثيرة حيث السكان الأكثر عرضة' لنقص الغذاء.
وأوضح نبيل طبال من برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية 'واجهنا صعوبات على صعيد البيانات والوصول إلى المعلومات'، مشددا 'نحن في حاجة ماسة للاستناد إلى بيانات موثوقة… وهذا العمل جار'.
والمؤشرات القليلة المتوافرة ترسم صورة مقلقة عن الوضع الغذائي في القطاع، في وقت حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بأن 'نسبة كبيرة' من السكان 'تتضور جوعا'.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن ربع أطفال غزة بين سن الستة أشهر والخمس سنوات والنساء الحوامل والمرضعات الذين قصدوا عياداتها للمعاينة الأسبوع الماضي، كانوا يعانون سوء التغذية الحاد، متهمة إسرائيل باستخدام الجوع 'سلاح حرب'.
من جانبه، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الجمعة أن حوالي ثلث سكان القطاع 'لا يأكلون لأيام'، مشيرا إلى تزايد سوء التغذية بشكل كبير.
وأكد أحد مستشفيات غزة الثلاثاء وفاة 21 طفلا خلال 73 ساعة جراء سوء التغذية والجوع.
والمواد الغذائية النادرة جدا المتوافرة في القطاع لا يمكن الحصول عليها بسبب ارتفاع أسعارها إلى حدّ باهظ، حيث بلغ سعر كيلوغرام الطحين مئة دولار، في وقت جعلت الحرب الأراضي الزراعية غير صالحة.
وتفيد المنظمات غير الحكومية بأن شاحنات المساعدات العشرين تقريبا التي تدخل القطاع يوميا تتعرض بشكل منتظم للنهب، وهي بالأساس غير كافية إطلاقا لسد حاجات أكثر من مليوني نسمة من سكان غزة.
وقالت أماند بازيرول 'بات الأمر محض تقني أن نشرح أننا في وضع انعدام حاد للأمن الغذائي من الدرجة الرابعة على التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يطال السكان بصورة شبه كاملة، فهذا لا يعني شيئا للناس، في حين أننا في الواقع نتوجه بسرعة إلى المجاعة، هذا مؤكد'.
هل ما زال من الممكن تفاديها؟
دعت حوالي مئة منظمة غير حكومية دولية بينها أطباء بلا حدود وأطباء من العالم وكاريتاس ومنظمة العفو الدولية وأوكسفام، إسرائيل إلى فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفي أن يكون يمنع دخول المساعدات، وأكد الثلاثاء أن ثمة 950 شاحنة مساعدات في غزة تنتظر أن تتسلمها الوكالات الدولية لتوزيعها.
غير أن المنظمات غير الحكومية تندد بالقيود الصارمة التي تفرضها سلطات الاحتلال، وتنتقد نظام التوزيع الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر هيئة خاصة تُعرف بـ'مؤسسة غزة الإنسانية'.
واتهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الثلاثاء جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص في غزة منذ نهاية أيار/ مايو أثناء سعيهم للحصول على مساعدات إنسانية، وكان معظمهم قرب مراكز مؤسسة غزة الإنسانية.
وترى فرنسا أن 'خطر المجاعة' في غزة هو 'نتيجة الحصار' الذي تفرضه إسرائيل، على ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأربعاء.
ورد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر 'ليس هناك في غزة اليوم مجاعة تسببت بها إسرائيل' متهما حركة حماس بمنع توزيع المساعدات وبنهبها، وهو ما تنفيه الحركة.
ويرى البعض أن هذا الجدل الفني أو اللفظي حول إعلان المجاعة لا معنى له إزاء الوضع الطارئ والحاجات الملحة.
وقال جان مارتان باور مدير تحليل الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي إن 'أي إعلان مجاعة… يأتي بعد فوات الأوان. حين تعلن المجاعة رسميا، تكون أزهقت أرواح كثيرة'.
ففي الصومال، حين أعلنت المجاعة رسميا عام 2011، كان نصف العدد الإجمالي لضحايا الكارثة قضوا جوعا قبل ذلك الحين.
(أ ف ب)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'الصحة العالمية': وباء الكوليرا منتشر في كل ولايات السودان
'الصحة العالمية': وباء الكوليرا منتشر في كل ولايات السودان

القدس العربي

timeمنذ 3 ساعات

  • القدس العربي

'الصحة العالمية': وباء الكوليرا منتشر في كل ولايات السودان

بورت سودان: أكدت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، رصد حالات إصابة بوباء الكوليرا في كل الولايات السودانية (18 ولاية)، حيث يستمر النزاع لأكثر من عامين، مشيرة إلى تسجيل أكثر من 96 ألف حالة منذ أغسطس/ آب 2024. جاء ذلك في منشور للمنظمة الأممية عبر منصة إكس بشأن الوضع في السودان. وقالت 'الصحة العالمية' إنه بعد أكثر من عامين من الصراع، يواجه السودان واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، والتي تتسم بالمرض والجوع والنزوح واليأس. وأكدت أن 'الكوليرا انتشرت في جميع ولايات السودان الثماني عشرة، حيث 'سُجِّلت أكثر من 96 ألف حالة إصابة منذ أغسطس 2024'. كما أشارت المنظمة إلى استمرار انتشار الحصبة والملاريا. والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة السودانية، في بيان، تسجيل ألفين و345 إصابة جديدة بالكوليرا بينها 21 حالة وفاة خلال أسبوع واحد، ليرتفع عدد الإصابات إلى 96 ألفا و681 منذ أغسطس 2024. وأشارت إلى أن معظم الإصابات من منطقة 'طويلة' بولاية شمال دارفور غرب البلاد. والأحد، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'يونيسف' من تعرض أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة لخطر متزايد من العنف والجوع والمرض، وسط تفشي مرض الكوليرا في ولاية شمال دارفور غربي السودان. وتتزامن الكوارث الصحية بالبلاد هذه الأيام مع المعاناة جراء استمرار حرب متواصلة منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش و'قوات الدعم السريع' خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا. (الأناضول)

إسرائيل تحارب الصورة... وتواصل التجويع
إسرائيل تحارب الصورة... وتواصل التجويع

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

إسرائيل تحارب الصورة... وتواصل التجويع

لا يزال الجدل متواصلاً في الأوساط الصحافية العالمية حول صورة الطفل محمد زكريا المطوق، ابن العام ونصف العام، والتي عكست وحشية سياسة التجويع الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة . الصورة التي ظهر فيها المطوق بجسد هزيل تبرز عظامه تحت جلد رقيق وعينين غائرتين أثارت موجة تعاطف واسعة مع ضحايا التجويع في القطاع، لكنها تحولت في الوقت نفسه إلى محور حملة تحريض إسرائيلية شرسة ضد وسائل الإعلام التي نشرتها، وعلى رأسها "ذا غارديان" البريطانية و"نيويورك تايمز" الأميركية. رداً على التهجم الإسرائيلي، كتبت محررة شؤون القراء العالمية في صحيفة ذا غارديان إليزابيث ريبانز مقالاً تدافع فيه عن خيار نشر الصورة، وتؤكد تمسكها بموقفها. المنصب الذي تحتله ريبانز مستقل داخل المؤسسة الإعلامية، ويُعنى بتلقي شكاوى القراء واستفساراتهم، ومراقبة أداء الصحيفة من حيث الالتزام بالمعايير الأخلاقية والمهنية في التغطية. وأشارت في مقالها، المنشور أمس الأربعاء، إلى أنه "بين إبريل/ نيسان ومنتصف يوليو/ تموز من هذا العام، أدخل أكثر من 20 ألف طفل في غزة إلى المستشفى لتلقي العلاج من سوء التغذية، من بينهم ثلاثة آلاف يعانون من سوء تغذية حاد، وفقاً لتصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC)"، وهي مبادرة عالمية تضم في عضويتها وكالات تابعة للأمم المتحدة، مثل منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، و"يونيسف"، إلى جانب منظمات غير حكومية ومعاهد بحثية، وقالت إن "ذا غارديان" نشرت خلال تلك الفترة وفي الأسابيع التالية "صوراً عدة لأطفال جائعين، بينها ما لا يقل عن 20 صورة لأطفال ظهروا في حالة هزال شديد. لكن صورة واحدة ظهرت على الصفحة الرئيسية للموقع في 23 يوليو وعلى الصفحة الأولى من الطبعة المطبوعة في اليوم التالي أثارت جدلاً حاداً". عرجت ريبانز على الحملة التي قادها الصحافي البريطاني المعروف بدعمه للاحتلال ديفيد كولير، الذي اتهم المؤسسات الإعلامية التي نشرت الصورة بأنها "تروج كذبة حول المجاعة"، واستند إلى تقرير طبي يعود إلى مايو/ أيار 2025، يفيد بأن الطفل مصاب بالشلل الدماغي، كما ذكرت أن قارئاً تواصل معها مباشرة ووصف الصورة بأنها "مفبركة"، وكذلك قارئ آخر قال "بالتأكيد هذا الطفل المسكين يعاني. ولكن هل هذا بسبب الجوع؟ بل بسبب عدة حالات طبية وُلد بها محمد... عليكم التأكد من أن قراءكم يعرفون السبب الحقيقي وراء هذه الصورة". وردت عبر التأكيد على أن "توفر هذه المعلومة (الحالة الصحية للطفل) ليست دائماً بالأمر السهل. الحرب فوضوية، والظروف الفردية معقدة بطبيعتها". وأضافت: "إسرائيل تمنع الصحافيين الأجانب من دخول غزة، ما يعني الاعتماد على صحافيين محليين، بمن فيهم المصورون الذين يعملون في ظروف صعبة وخطيرة. تتلقى ذا غارديان نحو ألف صورة يومياً من غزة، مقدمة من وكالات الصور الكبرى أو عبرها. وصورة محمد وصلتها عبر وكالة Getty من وكالة الأناضول التركية الحكومية". وفي حين أقرت بأن الصحيفة البريطانية لم تكن على علم بالحالة الصحية للطفل، إلا أنها سألت: "هل كان ينبغي على المحررين الاستفسار؟ قال المحررون المعنيون الذين تحدثت معهم إن رؤية جسده المنهك لم تكن ملفتة بشكل خاص؛ إذ إنهم شاهدوا صوراً مماثلة باستمرار على مدى شهور". وأضافت: "في أزمة جوع، يشير الخبراء إلى أن الأطفال والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقاً هم من بين الأكثر عرضة للخطر. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، من بين 63 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية سجلت في يوليو، كان هناك 24 طفلاً دون سن الخامسة، وهذا يشكل 38%، في حين أن الأطفال دون الخامسة يمثلون نحو 15% من إجمالي سكان غزة. الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النمو قد تكون لديهم احتياجات غذائية خاصة. قال طبيب أطفال تحدثت معه إن التشخيص غالباً ما يكون تحدياً في البيئات التي تفتقر إلى أدوات الكشف المبكر، ما يعني أن الشلل الدماغي، على سبيل المثال، لا يُشخّص بشكل نهائي أحياناً حتى يبلغ الطفل عامين". إعلام وحريات التحديثات الحية "أونست ريبورتينغ"... حاجز صهيوني على الكلمة والصورة وتابعت: "قال المحررون إن الإشارة إلى المشاكل الصحية القائمة لدى محمد كانت ستُدرج لو عُرفت - وقد عدلت تعليقات الصور الآن - لكنهم يرون أن الصور لا تزال صالحة للنشر، ويقولون إن الطفل المريض الذي يعاني من الجوع ليس أقل استحقاقاً لانتباهنا من أي طفل آخر". وختمت ريبانز مشددة على تمسكها بالصورة، فقالت: "من جانبي، أوافق على أن المعلومات المفقودة كانت ذات صلة بقراءة أكثر اكتمالاً للصورة. لكن ذا غارديان لم تعتمد، كما زعم البعض، على هذه الصورة وحدها لتوضيح ما وصفه تقرير IPC بعد أيام (رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض هذا التقييم) بأنه مجاعة آخذة في التفاقم. وإذا ما اعترفنا بأن الأكثر هشاشة هم الأكثر تأثراً بنقص الغذاء والخدمات الصحية، فإن نشر هذه الصورة لمعاناة حقيقية لم يكن، في رأيي، عملاً مخادعاً". "نيويورك تايمز" كانت قد ردت أيضاً على الحملة الإسرائيلية بحقها بعد نشرها صورة المطوق على صفحتها الأولى قبل أسبوعين. عدّلت "نيويورك تايمز" تقريرها حول التجويع في غزة، لتضيف أن محمد المطوق "يعاني من مشكلات صحية سابقة"، مستندةً إلى ما قالت إنه "معلومات جديدة من المستشفى وسجلات طبية". وأصدرت متحدثة باسم الصحيفة البيان التالي: "الأطفال في غزة يعانون من سوء تغذية ويواجهون خطر المجاعة، كما وثّق صحافيو نيويورك تايمز وآخرون. ونشرنا أخيراً تقريراً عن أكثر المدنيين عرضة للخطر في غزة، بمن فيهم محمد زكريا المطوق، البالغ من العمر نحو 18 شهراً، والذي يعاني من سوء تغذية حاد. ومنذ ذلك الحين، تلقينا معلومات جديدة، بما في ذلك من المستشفى الذي عالجه وسجلاته الطبية، وحدثنا التقرير لإضافة سياق يتعلق بمشكلاته الصحية السابقة. هذا التفصيل الإضافي يمنح القرّاء فهماً أوسع لحالته. صحافيونا ومصورونا يواصلون تغطية ما يحدث في غزة بشجاعة وحساسية، وعلى حساب سلامتهم الشخصية، كي يرى العالم عواقب هذه الحرب عن كثب". ومع ذلك، تواصل الهجوم عليها، واتهمها رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينت بـ"الترويج لتشويه دموي"، زاعماً أن الطفل يعاني من "حالة صحية سابقة"، وصورته ليست دليلاً على المجاعة، ووصف التقرير بأنه "افتراء دموي عصري". واستمرت منظمة أونست ريبورتينغ الصهيونية في تحريضها على الصحيفة فكتبت، تحت عنوان "اعتذار نيويورك تايمز الشكلي عن فرية الدم البغيضة"، أن "خمسة أيام من الضغط من القنصلية الإسرائيلية في نيويورك ومنظمات مثل أونست ريبورتينغ استغرقت صحيفة نيويورك تايمز حتى تعترف بخطئها"، ثم استنكرت تمسك الصحيفة "بالرسالة الضمنية التي حاولت إيصالها عبر نشر الصورة، وهي اتهام إسرائيل (...) وبدلاً من أن تُمارس النقد الذاتي بحق صحافييها الذين أخطأوا في سرد القصة، عمدت إلى تمجيد شجاعتهم وحساسيتهم". لكن رواية الاحتلال تنهار أمام الوقائع الميدانية، كما وثّقتها وكالة الأناضول وشهادات طبية مباشرة. الطفل محمد كان يعاني من ارتخاء عضلي ومشكلات عصبية طفيفة بعد ولادته، لكنه استعاد قدرته على الوقوف والمشي بفضل برنامج تغذية وعلاج طبيعي منتظم. وبعدما منعت إسرائيل دخول المكملات الغذائية إلى القطاع، انتكست حالته مجدداً، وفقد ثلاثة كيلوغرامات من وزنه، وتحوّل جسده إلى هيكل عظمي. وقالت والدته إنه "انهار صحياً من جديد بسبب الجوع، وفقد القدرة على الحركة. أحاول إسكات جوعه بالماء فقط". وأضافت أن إغلاق إسرائيل المعابر قطع آخر سبل النجاة، وأن التكايا الخيرية توقفت عن العمل، ولم يتبقَّ لهم سوى الانتظار على حافة الموت.

«حكومي غزة» يتهم إسرائيل بهندسة التجويع
«حكومي غزة» يتهم إسرائيل بهندسة التجويع

القدس العربي

timeمنذ 7 ساعات

  • القدس العربي

«حكومي غزة» يتهم إسرائيل بهندسة التجويع

غزة – «القدس العربي»: صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على المناطق التي أنذر سكانها بـ «النزوح القسري»، وشن سلسلة غارات جوية عنيفة، في الوقت الذي ارتكب فيه سلسلة مجازر دامية باستهدافه مناطق أخرى في القطاع، كما واصلت استهداف السكان المجوّعين قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية. يأتي هذا في الوقت الذي لا تزال فيه إسرائيل تعوق دخول مساعدات كافية للقطاع المحاصر والمجوّع، ومع إعلان منظمة الصحة العالمية أن إسرائيل تعوق دخول الفرق الطبية إلى القطاع بالتزامن مع زيادة الوفيات بسبب النزاع وتفاقم المجاعة في القطاع. واستشهد الأربعاء أكثر من 30 غزيا واصب العديدون حسب مصادر طبية. وأعلنت وزارة الصحة في وقت سابق عن وصول مستشفيات قطاع غزة 138 شهيدًا، و771 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، وذكرت أن حصيلة حرب الإبادة ارتفعت إلى 61,158 شهيدًا 151,442 إصابة منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023. ومن بين الشهداء الطفلة الرضيعة حبيبة معروف، التي قتلتها رصاصة أطلقتها طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع «كواد كوبتر» أثناء وجودها في خيمة عائلتها بشارع النفق شمالي مدينة غزة. وارتقى 8 شهداء وأصيب عدد من المواطنين جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلين في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، كما انتشل شهيد وسجلت 5 إصابات في استهداف منزل مأهول بالسكان بالقرب من دوار حبيب في الحي. وجاء ذلك بعدما أصدر جيش الاحتلال صباح الأربعاء، تحذيرا جديدا لسكان الحي، هددهم فيه بإخلاء عدد من «البلوكات» السكنية المحددة فورا، والتوجه جنوبا نحو منطقة المواصي. ومن شأن هذا التحذير أن يضيق مساحة المناطق التي لا تشملها أوامر الإخلاء، والتي كانت تقدر بأقل من 20% من مساحة القطاع، كما يأتي هذا التصعيد العسكري. شهداء المساعدات وصناديقها واستشهد مواطن وأصيب عدد من المواطنين جراء استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب دوار التوام شمال غربي مدينة غزة. وأعلن مستشفى حمد عن استقبال شهيد و18 مصابا نتيجة سقوط صناديق المساعدات في عملية إنزال جوي شمالي قطاع غزة. أما في وسط القطاع، فوقعت كارثة إنسانية جديدة، حيث استشهد 20 مواطنا، بسبب انقلاب شاحنة تقل مساعدات إنسانية فوق عشرات السكان المجوعين. انقلاب شاحنة مساعدات يودي بحياة أكثر من 20 فلسطينيا وسحق انقلاب الشاحنة التي كانت تسير في طريق دمرتها قوات الاحتلال سابقا، من كان على متنها وبجوارها، وأحدث العديد من الإصابات الخطيرة إلى جانب الضحايا، الذين كانوا يبحثون عن فتات طعام لأسرهم المجوعة. واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في بيان الجيش الإسرائيلي بالتسبب في الحادث، مشيرا إلى أن الشاحنة أجبرت على دخول المدينة عبر طرق غير آمنة سبق أن تعرضت للقصف، ولم تؤهل لتكون صالحة لحركة المرور. وأضاف البيان أن الجيش الاسرائيلي «يعمد إلى هندسة الفوضى والتجويع من خلال منع تنظيم عملية توزيع المساعدات وتركها تمر في ظروف عشوائية وخطرة». وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد شاب من عائلة طبازة، بنيران جيش الاحتلال بالقرب من مركز توزيع المساعدات في المنطقة القريبة من «محور نتساريم» وسط قطاع غزة، كما ارتقى 5 شهداء بينهم سيدة وطفلان، وأصيب آخرون، في غارة إسرائيلية على منزل شمال مخيم النصيرات. وواصلت قوات الاحتلال تنفيذ عدة هجمات على مدينة خان يونس، التي تحتل غالبية مناطقها، واستشهدت الطفلة جنات العمور إثر إصابتها بعيار ناري في الرأس داخل خيمتها في منطقة أصداء شمال غربي المدينة. ومع استمرار استهداف المجوعين، استشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون كثر بجراح مختلفة، جراء استهداف جيش الاحتلال منتظري المساعدات في منطقة الشاكوش شمال غربي مدينة رفح جنوبي القطاع، وكان هؤلاء يحاولون الوصول إلى أحد مراكز توزيع المساعدات التي تديرها الشركة الأمريكية. وذكرت مصادر محلية أن من بين الشهداء سليمان العبيد لاعب منتخب فلسطين السابق لكرة القدم، ليرتقع عدد الرياضيين الذين قضوا منذ بداية الحرب إلى 656 شهيدا، كما استشهد شاب من مدينة رفح متأثراً بجراحه التي أُصيب بها في استهداف سابق. وفيات المجاعة ومع استمرار الجوع في قطاع غزة، جراء الحصار الإسرائيلي المشدد، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 5 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الـ 24 الماضية، وذكرت أنه بذلك يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 193 شهيدًا، من بينهم 96 طفلًا. هذا وقال المكتب الإعلامي الحكومي، وهو يؤكد على استمرار المجاعة، إن إجمالي عدد شاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة منذ 10 أيام بلغ 853 شاحنة فقط من أصل نحو 6,000 شاحنة كان ينبغي أن تدخل خلال نفس الفترة. وقالت لويز ووتريدج، مسؤولة الطوارئ في «الأونروا»، إنه في الوقت الذي تمتلئ فيه المستودعات خارج غزة بالمساعدات، ينتظر الناس في الداخل جائعين، مرضى، ومحرومين من المساعدة، وكانت تشير إلى عدم سماح إسرائيل بمرور هذه المساعدات، وقال «هذه المعاناة يمكن تجنبها»، وشددت على وجوب السماح للمساعدات بالدخول. وقال مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، الدكتور محمد أبو سلمية إن النظام الصحي في قطاع غزة «يعاني من انهيار شبه كامل، في ظل تصاعد الضغط على المستشفيات ونقص حاد في الإمدادات الطبية». وأوضح أبو سلمية في تصريحات، حصلت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن الطاقة الاستيعابية للمستشفيات تجاوزت 300%، مؤكدا أن بعض المصابين يفقدون حياتهم بسبب عدم توفر غرف عمليات كافية ونقص الموارد الطبية الحيوية. عمليات للمقاومة ميدانيا، قالت «ألوية الناصر صلاح الدين» إنها بالاشتراك مع «كتائب القسام» و»سرايا القدس» قصفت تجمعاً لجنود وآليات الاحتلال قرب صالة المهند في منطقة السطر الغربي شمال مدينة خانيونس بقذائف الهاون من العيار الثقيل. كما قالت «سرايا القدس» إنها دمرت دبابة إسرائيلية متوغلة في منطقة شارع المارس وسط مدينة خان يونس بتفجير عبوة برميلية من نوع (ثاقب)، وقصفت بالاشتراك مع «كتائب القسام» بقذائف الهاون الثقيل محضن آليات الاحتلال محيط موقع الحشاشين جنوب خان يونس. وأعلنت «كتائب القسام» أنها استهدفت جرافة عسكرية من نوع «D9» بقذيفة «تاندوم» مساء الثلاثاء في محيط «منتزه» المحطة شرق حي التفاح شرق مدينة غزة. في سياق متصل، ذكر إعلام إسرائيلي أن قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع الإسرائيلية يعالج حاليا نحو 80 ألف عسكري، بينهم 26 ألفا يعانون اضطرابات نفسية، وفق إعلام عبري الأربعاء. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن نحو 26 ألفا من مصابي الجيش يعانون اضطرابات نفسية، فيما يشكل اضطراب ما بعد الصدمة أكثر من 33 في المئة من المصابين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store