logo
ارتفاع أسعار الذهب وتراجع النفط والدولار

ارتفاع أسعار الذهب وتراجع النفط والدولار

العربي الجديدمنذ يوم واحد

شهدت الأسواق الآسيوية تحركات محدودة يوم الخميس، في وقت تراجع فيه
الدولار الأميركي
قبيل إعلان البنك المركزي الأوروبي عن توجهاته المستقبلية في ظل مناخ اقتصادي عالمي مضطرب. وقد شهد الدولار انخفاضًا في الجلسة السابقة عقب صدور بيانات ضعيفة حول الوظائف وقطاع الخدمات في الولايات المتحدة، بانتظار بيانات توظيف أكثر أهمية غدًا الجمعة.
في سياق موازٍ، ارتفع العائد على
سندات الخزانة الأميركية
لأجل عشر سنوات نقطة أساس واحدة، مواصلاً صعوده بعد مكاسب يوم الأربعاء التي جاءت مدفوعة ببيانات أظهرت انكماشاً في قطاع الخدمات في الولايات المتحدة وتراجعاً في وتيرة التوظيف. أما في اليابان، فقد زاد ضعف الإقبال على السندات الحكومية لأجل 30 عاماً من المخاوف حيال ارتفاع العوائد عالمياً، ما زاد من الضغط على السلطات اليابانية لإعادة تقييم خطط إصدار السندات الحكومية طويلة الأجل.
مناخ اقتصادي ضبابي يُثقل كاهل الأسواق
في تقريره "بيج بوك"، أشار مجلس الاحتياط الفيدرالي إلى أن النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة شهد تباطؤاً طفيفاً في الأسابيع الأخيرة نتيجة تأثير الرسوم الجمركية وارتفاع مستويات عدم اليقين التي باتت تؤثر في مختلف القطاعات. رغم ذلك، أغلق مؤشر عالمي للأسهم عند مستوى قياسي يوم الأربعاء، وسط آمال بأن ذروة الاضطرابات ربما أصبحت خلفنا، لا سيما بعد فترة التوتر التي أثارتها تصريحات الرئيس دونالد ترمب بشأن رسوم جمركية متبادلة قبل شهرين.
وكان مؤشر "ISM" لقطاع الخدمات قد تراجع دون مستوى 50 نقطة، وهو الحد الفاصل بين النمو والانكماش، كما أظهرت بيانات التوظيف أن
القطاع الخاص
أضاف وظائف بأبطأ وتيرة له منذ عامين. وتترقب الأسواق تقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر يوم الجمعة، والذي قد يوفر مؤشرات أكثر وضوحاً بشأن أداء سوق العمل.
وفي الأسواق، ارتفع مؤشر MSCI الأوسع لأسهم آسيا والمحيط الهادئ (باستثناء اليابان) بنسبة 0.4%، بينما تراجع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 0.5%. وسجّل مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي ارتفاعًا بنسبة 0.9%، وهو أعلى مستوى له في 11 شهرًا، مدعومًا بتفاؤل سياسي بعد انتخاب الرئيس الجديد لي جاي ميونغ. كما ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.5% مدفوعًا بمكاسب في أسهم التكنولوجيا. وفي سوق العملات، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% إلى 98.879، بعد أن تراجع بنسبة 0.5% في الجلسة السابقة. كما ارتفع الدولار بنسبة 0.2% مقابل الين الياباني ليصل إلى 143 ينًا، بينما استقر اليورو عند 1.1411 دولار بعد ارتفاعه بنسبة 0.4%.
أسواق
التحديثات الحية
الأسواق اليوم | تراجع الذهب واستقرار الدولار وصعود النفط
على ضوء هذه التطورات، رفع متداولو عقود المبادلات رهاناتهم على خفضين متوقعين لأسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي خلال ما تبقى من العام، أحدهما في أكتوبر/تشرين الأول والثاني في ديسمبر/كانون الأول، فيما ارتفعت التقديرات لاحتمال تنفيذ خفض في سبتمبر إلى أكثر من 90% مقارنة بـ82% في السابق.
تركيز متزايد على أوروبا وآسيا وسط تقلبات الأسواق
وفيما تتجه الأنظار نحو قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة خلال اليوم، أظهر مسح خاص أن قطاع الخدمات في الصين سجل نمواً بوتيرة متسارعة خلال مايو/أيار، ما يدل على بعض الاستقرار في الطلب المحلي رغم التهديدات التي تفرضها التعرفات الجمركية الأميركية المرتفعة على الصادرات الصينية. وفي اليابان، استمر المتداولون في مراقبة سوق السندات من كثب، خصوصاً بعد ضعف الإقبال في المزادات الأخيرة على السندات لأجل 20 و40 عاماً، ما زاد من قلق المستثمرين إزاء قدرة الحكومة على جذب المشترين للديون طويلة الأجل، وهو ما قد يتطلب إعادة النظر في استراتيجية الإصدار الحكومية.
ارتفاع الذهب والنفط يتراجع بفعل المخزونات والأسعار
أنهت
أسعار الذهب
تعاملات يوم الأربعاء على ارتفاع بلغ نحو 0.45%، بحسب المؤشرات العالمية، حيث وصلت العقود الآجلة إلى 3397.20 دولارًا للأوقية، فيما قلّص مكاسبه السابقة، وارتفع اليوم الخميس بنسبة 0.1% إلى 3,377.79 دولارًا للأونصة، كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1% إلى 3401.20 دولار. هذا الأداء يعكس استمرار الإقبال على الذهب باعتباره أداةَ تحوّط مفضّلةً في أوقات التقلّب الاقتصادي العالمي. وحافظ المعدن النفيس على مكاسبه في تداولات اليوم الخميس، مع تزايد قناعة الأسواق بأن مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي قد يلجأ إلى تقليص أسعار الفائدة مرتين قبل نهاية العام الحالي في محاولة للحد من مخاطر الانكماش الاقتصادي.
وجاء هذا التوجه بعد صدور بيانات اقتصادية أميركية أظهرت تباطؤاً ملحوظاً في قطاع الخدمات، إلى جانب انخفاض وتيرة خلق الوظائف. وجرى تداول السبائك قرب مستوى 3,375 دولاراً للأونصة، بعد أن كانت قد قفزت بنسبة 0.6% في الجلسة السابقة. أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1.3% إلى 34.50 دولارًا للأونصة، وزاد البلاتين 0.6% إلى 1090.81 دولارًا، بينما تراجع 0.2% إلى 998.70 دولارًا.
على صعيد النفط، تراجعت أسعار
النفط
، يوم الخميس، بنسبة 1% بعد زيادة في المخزونات الأميركية وخفض السعودية الأسعار المخصصة للمشترين الآسيويين في يوليو/تموز، وفقاً لـ"رويترز". وتراجع الخام الأميركي بنسبة 0.5% إلى 62.58 دولارًا للبرميل، فيما لم تشهد العقود الآجلة لمؤشر "يورو ستوكس 50" ولـ"ستاندرد أند بورز 500" تغيّرًا يُذكر. ووسط مؤشرات على احتمال إقدام تحالف "أوبك+" على زيادة جديدة وكبيرة في الإنتاج، وهو ما أثار قلق الأسواق من حدوث فائض في المعروض خلال الفترة المقبلة، فقد هبط خام "برنت" إلى ما دون مستوى 65 دولارًا للبرميل، بعد خسارة بلغت 1.2% في الجلسة السابقة، بينما انخفض خام "غرب تكساس الوسيط" إلى أقل من 63 دولارًا للبرميل.
وكانت الأسعار قد شهدت ارتفاعًا طفيفًا في وقت سابق من الأسبوع بعدما قرر التحالف المضي قدمًا في خطط التوسّع الإنتاجي ضمن التوقعات، ما خفف بعض المخاوف بشأن زيادة غير متوقعة في الإمدادات. إلا أن السوق عادت لتتفاعل مع تقارير عن نية التحالف تنفيذ زيادة إضافية 411 ألف برميل يوميًا ، ما أعاد الضغوط الهبوطية إلى الواجهة.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
مخاوف في الأسواق بعد هجوم ماسك ضد قانون ضرائب ترامب
وقد ساهمت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية إضافية، خاصة على واردات المعادن، في تعميق المخاوف من تباطؤ اقتصادي يضغط على استهلاك الطاقة. ونقلت وكالة "بلومبيرغ" عن ريبيكا بابين، وهي خبيرة في شؤون الطاقة لدى "CIBC Private Wealth Group"، أن نيات "أوبك+" كانت واضحة في السوق، إلا أن رد فعل المتعاملين يعكس القلق من استمرار هذا النهج. وأشارت إلى أن التحالف يبدو مصرًا على الاستمرار في مساره الإنتاجي الحالي.
ورغم تراجع الأسعار، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاضًا في مخزونات الخام بنحو 4.3 ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو ما قد يشير إلى شح مؤقت في المعروض. في المقابل، تراجع الطلب على البنزين، ما قلّص من تأثير انخفاض المخزونات. ورغم التحديات، سجّلت أسعار النفط مكاسب خلال الأسبوع الجاري مستفيدة من ارتياح الأسواق لعدم لجوء "أوبك+" إلى رفع الإنتاج بوتيرة أقوى من المتوقع. كما عكس اتساع الفارق الزمني بين عقود خام "برنت" تسليم الشهر الحالي والمقبل - في بنية تُعرف باسم "باكورديشن" - إشارات إلى وجود شح نسبي في الإمدادات على المدى القصير.
أما وول ستريت، فتحافظ على استقرارها رغم مؤشرات التباطؤ الاقتصادي، بينما ظلت مؤشرات الأسهم الأميركية مستقرة إلى حد كبير على الرغم من صدور بيانات اقتصادية أضعف من التوقعات، ما عزز الرهانات على قيام مجلس الاحتياط الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة مرتين خلال العام الجاري في محاولة لتفادي الركود. وقد شهدت سندات الخزانة الأميركية ارتفاعاً مع تراجع عوائدها على مختلف آجال الاستحقاق مدفوعة بانكماش نشاط قطاع الخدمات وتراجع وتيرة التوظيف.
الدولار الأميركي يتراجع
من ناحية أخرى، تراجع الدولار الأميركي في تعاملات اليوم الخميس، بينما حافظ مؤشر "إس أند بي 500" على تماسكه من دون تغييرات تذكر مدعوماً بأداء قوي للقطاعات الدفاعية مثل الرعاية الصحية والاتصالات. والتقرير المعروف بـ"البيج بوك" الصادر عن الاحتياط الفيدرالي أشار إلى تراجع طفيف في النشاط الاقتصادي الأميركي خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل استمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية والتوترات التجارية. كما تراجع مؤشر "معهد إدارة التوريدات" لقطاع الخدمات إلى ما دون حاجز 50 نقطة، في إشارة واضحة إلى دخول القطاع في مرحلة انكماش.
تعكس هذه المؤشرات تزايد الضرر الذي لحق بالاقتصاد الأميركي نتيجة الإجراءات العشوائية للرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية، فيما لا تزال العديد من الاتفاقيات التجارية الثنائية غير مُنفذة. وفي المقابل، بدأت كندا التحضير لإجراءات انتقامية ردًا على فرض تعرفات أميركية جديدة على المعادن، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي عن إحراز تقدم في مفاوضات التجارة مع واشنطن. وفي هذه الأجواء، يرجّح المحللون أن يُقدم البنك المركزي الأوروبي على خفض أسعار الفائدة الرئيسية مع تركيز الأسواق على تصريحات رئيسته كريستين لاغارد بشأن التوجهات المستقبلية.
وقال كايل رودا، كبير محللي الأسواق في "كابيتال.كوم"، إن حالة الغموض التي تكتنف السياسة التجارية الأميركية وتباطؤ النمو العالمي يجعلان من التوجيهات المستقبلية للبنك عاملًا حاسمًا في استقرار الأسواق أو اضطرابها، وقد تمنح اليورو دفعة إضافية نحو الصعود.
وقد دخل قرار ترامب مضاعفة الرسوم على واردات الصلب والألومنيوم حيّز التنفيذ مستهدفًا كندا والمكسيك على وجه الخصوص، فيما تسعى الإدارة الأميركية إلى الحصول على "أفضل العروض" من شركائها التجاريين لتفادي رسوم إضافية في يوليو/تموز. من جهة أخرى، أوفدت اليابان مفاوضها التجاري ريوسي أكازاوا إلى واشنطن لإجراء جولة جديدة من المحادثات، في حين يستعد المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرز لزيارة العاصمة الأميركية.
(رويترز، العربي الجديد)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نمو محدود لقطاع الإنترنت في الصين لهذه الأسباب
نمو محدود لقطاع الإنترنت في الصين لهذه الأسباب

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

نمو محدود لقطاع الإنترنت في الصين لهذه الأسباب

شهد قطاع الإنترنت في الصين تسجيل نمو محدود خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، وسط استمرار تراجع الأرباح وارتفاع الإنفاق على البحث والتطوير، في وقت أظهر فيه الأداء الإقليمي تفاوتاً ملحوظاً بين المقاطعات. وسجلت شركات الإنترنت والخدمات ذات الصلة في الصين، التي لا تقل الإيرادات السنوية لكل منها عن 20 مليون يوان، إيرادات بقيمة 597 مليار يوان (الدولار يساوي حوالى 7.2 يوان) خلال الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني إلى إبريل/نيسان 2025، مسجلة زيادة سنوية بنسبة 1.5%، وفق ما أعلنت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات. وبحسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، تراجع الانخفاض في إجمالي الأرباح مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما واصلت الشركات زيادة استثماراتها في مجالات البحث والتطوير بشكل مطرد. وأظهرت البيانات أن الأرباح المجمعة لشركات الإنترنت بلغت 41.73 مليار يوان، بانخفاض سنوي قدره 10.8%. وفي المقابل، خصصت الشركات 29.15 مليار يوان للاستثمار في البحث والتطوير، بزيادة سنوية وصلت إلى 4.8%. كما ارتفع معدل نمو هذا الاستثمار بمقدار 0.2 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من العام. من الناحية الجغرافية، حققت أكثر من ثلث المناطق الصينية نمواً إيجابياً في قطاع الإنترنت خلال الفترة المشمولة. وسجلت مقاطعات بكين وقوانغدونغ وشنغهاي وتشجيانغ وقويتشو، وهي الأعلى من حيث الإيرادات، ما مجموعه 501.5 مليار يوان، بزيادة سنوية بلغت 5.2%، وهو ما يعادل 84% من إجمالي الإيرادات على مستوى البلاد. كما كشفت البيانات عن تحقيق 11 منطقة على مستوى المقاطعة نمواً إيجابياً في إيرادات قطاع الإنترنت، من بينها شانشي وشنشي وسيتشوان وبكين، حيث تجاوزت معدلات النمو في هذه المناطق نسبة 10%. سيارات التحديثات الحية شركات السيارات الصينية تطلق موجة تخفيضات مشعلة حرب أسعار يأتي هذا الأداء في وقت يواصل فيه الاقتصاد الصيني التكيف مع تحديات محلية ودولية، من بينها تباطؤ النمو العالمي، وتوترات التجارة الخارجية، والتغيرات التنظيمية الداخلية التي طاولت شركات التكنولوجيا في السنوات الأخيرة. وتسعى الشركات التكنولوجية في البلاد إلى الحفاظ على تنافسيتها من خلال التركيز على الابتكار الرقمي، وتوسيع نطاق خدماتها، والاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، في محاولة لتعويض تراجع الأرباح وضمان استقرارها على المدى المتوسط. كما تواجه هذه الشركات ضغوطاً متزايدة للاستجابة للسياسات الحكومية التي تشجع على الأمن السيبراني والاستخدام الآمن للبيانات، ما يدفعها إلى تعديل استراتيجياتها التشغيلية والتوسع بحذر داخل وخارج السوق المحلية. ( أسوشييتد برس، العربي الجديد)

عيد الأضحى في سورية: انخفاض أسعار الأضاحي هذا العام وسط تحديات مناخية واقتصادية
عيد الأضحى في سورية: انخفاض أسعار الأضاحي هذا العام وسط تحديات مناخية واقتصادية

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

عيد الأضحى في سورية: انخفاض أسعار الأضاحي هذا العام وسط تحديات مناخية واقتصادية

شهدت أسواق المواشي في سورية قبل أيام من عيد الأضحى هذا العام وفرة في الأضاحي، مع انخفاض واضح في الأسعار مقارنة بالسنوات السابقة. وأكد رئيس جمعية اللحامين في دمشق معتز العيسى لـ"العربي الجديد"، أن أسعار الأضاحي لهذا العام شهدت انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بالعام الماضي، وعزا هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى تراجع سعر صرف الليرة السورية في السوق، وانخفاض أسعار العلف، بالإضافة إلى إلغاء الإتاوات والضرائب وتكاليف الشحن التي كانت تضاف إلى السعر النهائي للمستهلك. وأوضح العيسى أن سعر كيلو الخروف القائم يتراوح حاليًا بين 50 و55 ألف ليرة سورية، بينما يتراوح سعر كيلو العجل القائم بين 40 و45 ألف ليرة، مشيرًا إلى أن الأسعار تختلف من محافظة لأخرى حسب العرض والطلب، وحركة التصدير، وسعر الصرف. ولفت إلى أن السوق يشهد حركة نشطة هذه الفترة مع عودة عدد كبير من المغتربين، مما أدى إلى زيادة في الطلب على الأضاحي. وحذّر العيسى من ظاهرة متكررة في السوق؛ حيث يتبع المربّون حركة الأسعار، فإذا انخفض السعر عن التكلفة، يحدث ارتداد في السوق. فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك 100 مربٍّ في السوق، وعندما ينكمش السوق بسبب انخفاض الأسعار ، ينخفض عدد المربين إلى 50 في السنة التالية، مما يؤدي إلى قلة العرض وارتفاع مضاعف في الأسعار لاحقًا. وأوضح أن هذه المشكلة لا تزال دون حل، سواء بالنسبة لأضاحي لحوم العواس أو الثروة الحيوانية بشكل عام. وأشار العيسى إلى أن الجمعية منحت خلال العام الماضي 254 رخصة نظامية للحامين داخل العاصمة، وذلك بالتعاون مع مديرية الشؤون الصحية في محافظة دمشق. وبيّن أن هناك العديد من الأسواق العشوائية وأشخاصًا يمارسون الذبح والبيع دون رخص نظامية، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا في تنظيم السوق وضبط الأسعار، حيث لا يمكن الوصول إليهم أو متابعتهم بشكل رسمي. وأضاف العيسى أن دمشق تضم حاليًا مسلخًا واحدًا فقط هو مسلخ الزبلطاني، والذي لا يزال يعمل حتى الآن، فيما يجري العمل على صيانة مسلخ جوبر المركزي، والذي يُعد أحد أهم المسالخ النموذجية في سورية، بهدف إعادة تأهيله وتجهيزه وفق الشروط الصحية والفنية المطلوبة. اندماج الأسواق يحد من التهريب من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي عبد العظيم المغربل لـ"العربي الجديد"، أن انخفاض أسعار الأضاحي هذا العام في السوق السورية جاء نتيجة عدة عوامل متداخلة، أبرزها اندماج الأراضي السورية بعد "التحرير من النظام البائد" — على حد وصفه — حيث أصبح هناك تواصل مباشر بين المناطق التي كانت تحت سيطرته والمناطق المحررة، خاصة مناطق حماة وإدلب التي تضم أعدادًا كبيرة من رؤوس المواشي. وبيّن المغربل أن سهولة حركة المواشي بين هذه المناطق حدّت بشكل كبير من عمليات التهريب، وخلقت نوعًا من التوازن في السوق المحلي. وأضاف أن هذا الانخفاض يُعد أيضًا نتيجة طبيعية لانخفاض سعر صرف الدولار خلال الفترة الماضية، مما ساهم بشكل مباشر في خفض تكاليف استيراد الأعلاف والأدوية البيطرية والخدمات المرتبطة بتربية المواشي، وهو ما أثّر بشكل كبير على خفض السعر النهائي للمنتج، إلى جانب تحسّن حركة السوق مع عودة المغتربين، مما خلق نوعًا من التوازن بين العرض والطلب. وأشار إلى أن تحقيق الاستقرار الحقيقي في سوق الثروة الحيوانية وأسعار الأضاحي يتطلب فترة لا تقل عن ثلاث إلى خمس سنوات، وهو أمر مرهون بمدى توفر حزمة من الإصلاحات الاقتصادية، ودعم مباشر لقطاع الزراعة والإنتاج الحيواني، إلى جانب تحسّن في سعر الصرف والبيئة الاستثمارية بشكل عام. اقتصاد الناس التحديثات الحية عيد الأضحى في سورية... الأسواق تبحث عن مشترين تحسين واقع المربين وحول موضوع التصدير، أوضح مدير مديرية الصحة والإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، عبد الحي اليوسف، أن الحركة التصديرية للأغنام تأتي نتيجة وجود فائض في أعداد رؤوس الأغنام، حيث اقتصر التصدير حاليًا على ذكور الأغنام والماعز فقط. وبيّن أن ارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة التغيرات المناخية فتح باب التصدير بهدف تحسين واقع المربين وتجنّب تعرّضهم لخسائر مادية بسبب ارتفاع تكاليف التربية مقارنة بأسعار السوق المحلية. وأشار إلى أن قرار التصدير سيكون لفترة محدودة، وذلك لضمان الحفاظ على استقرار السوق المحلي وعدم حدوث ارتفاع كبير في أسعار الخراف، خصوصًا مع اقتراب عيد الأضحى وزيادة الطلب على الأضاحي. وفي هذا السياق، كشف أحد تجار المواشي في ريف دمشق، طلب عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد" أن أسعار الأضاحي، سواء من الغنم أو الفطيمة، انخفضت إلى النصف تقريبًا مقارنة بالعام الماضي. وأوضح أن سعر الفطيمة التي يبلغ وزنها حوالي 50 كيلوغرامًا كان يُباع في العام السابق بحوالي 3 ملايين ليرة سورية، بينما يُباع اليوم بنحو مليون ونصف فقط. وعن أسباب هذا التراجع في الأسعار، أرجع التاجر السبب الرئيسي إلى انخفاض سعر صرف الليرة السورية، بالإضافة إلى قلة الأمطار وموجات الجفاف التي أثرت سلبًا على الثروة الحيوانية وإنتاج الأعلاف.

أضاحي مدعومة للقطريين... واستقرار أسعار المواشي
أضاحي مدعومة للقطريين... واستقرار أسعار المواشي

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

أضاحي مدعومة للقطريين... واستقرار أسعار المواشي

يشهد سوق الوكرة المركزي للمواشي، جنوب العاصمة القطرية الدوحة ، انتعاشاً مع حلول عيد الأضحى ، وتعرض الحظائر أنواعاً من الأغنام والعجول والإبل، وتتفاوت الأسعار بحسب النوع والوزن والمصدر. ويساهم الدعم الحكومي للحوم الحمراء في توازن الأسعار واستقرارها، إذ بدأت شركة ودام الغذائية، بيع الخراف للمواطنين القطريين بأسعار مدعومة وبواقع رأس واحد من الخراف الحية لكل بطاقة شخصية، وينبغي ألا يقل عمر المشتري عن 18 عاماً، وحدد سعر البيع للخروف المحلي أو المستورد بألف ريال (274.7 دولاراً). وتُباع الأضاحي المدعومة للمواطنين لغاية رابع أيام عيد الأضحى في مقاصب شركة ودام الغذائية الستة المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، كما تُدفع رسوم الذبح والتقطيع والتغليف والتحميل، عن طريق كوبونات منفصلة بما يعادل 50 ريالاً. وكشفت جولة لـ"العربي الجديد" في سوق الوكرة المركزي للمواشي، عن وفرة وتنوع في المعروض من الخراف والأغنام والعجول، مع تفاوت في الأسعار بحسب النوع والوزن والمنشأ. اقتصاد عربي التحديثات الحية موازنة قطر تسجل 500 مليون ريال عجزاً بالربع الأول واستورد تجار ماشية دفعات من الخراف في مقدمتها السورية، والتي تراوح أسعارها بين 1500 إلى ألفي ريال (الدولار = نحو 3.65 ريالات)، بحسب سعود الأحمدي الذي يدير حظيرة في السوق المركزي. وبيّن الأحمدي، لـ"العربي الجديد"، أن الطلب يكثر على الخروف البلدي القادم إلى السوق من العزب المحلية، ويتجاوز سعره الخروف السوري أحياناً، ثم يأتي الخروف العربي، إذ يباع السوداني بنحو ألف ريال، والصومالي بـ650 ريالاً، والإيراني بـ1200 و1300 ريال، بحسب الوزن والعمر، ويراوح سعر الثور البلدي ما بين ثمانية إلى تسعة آلاف ريال، والعجل السوداني بين 4500 و6500 ريال، ويبدأ سعر الإبل من 12 ألف ريال، وهي الأغلى سعراً ولكن الطلب عليها قليل. يقول المواطن، أبو حمد التميمي، لـ"العربي الجديد"، إنه حضر إلى سوق الوكرة للمواشي، لشراء أضحيتين من الخراف، عن ولديه اللذين لم يبلغا الـ 18 عاماً، واعتبر الأسعار معقولة، لافتاً إلى فروقات قليلة في السعر عن العزب، لكنه يفضل حظائر السوق المركزي، نظراً إلى توفر المقصب داخل السوق، ما يوفر مشقة نقل الماشية من العزب إلى المقصب. وأشاد التميمي بحظائر السوق المركزي الذي افتتحت قبل نحو خمس سنوات، إذ كانت سوق المواشي في منطقة أبو هامور (جنوب غرب الدوحة) عشوائية وغير صحية، وتفتقر إلى الخدمات. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2020، بدأت شركة أسواق لإدارة المنشآت الغذائية، تشغيل سوق الوكرة المركزي للمواشي، ويمتد على ما يقارب 230 ألف متر مربع، ويحتوي على 600 حظيرة مقسمة ما بين حظائر عرض وحظائر تخزين، منها 166 حظيرة للمواشي والباقي للأبقار والجمال، إضافة إلى 100 محل مقسمة لبيع الأعلاف والمنتجات الأخرى التي تخدم المواشي. وكشف السوري، أحمد الخالد، أن أسعار الخراف في العزب الخاصة أرخص من أسعار السوق المركزي، مبيناً أنه اشترى خروفاً سورياً، يزن نحو 15 كيلوغراماً، بـ1200 ريال، وطلب من صاحب العزبة أن يبقيه لديه حتى صباح ثاني أيام العيد، نظراً إلى أن أول أيام العيد يكون الزحام شديداً على المقاصب الآلية الحديثة، حيث يتم ذبح الأضحية وسلخها بيسر وسهولة، مع وجود أطباء بيطريين يراقبون كل المراحل. اقتصاد عربي التحديثات الحية قطر تحظر العمل في الأماكن المكشوفة بهذا التوقيت وتحظر السلطات القطرية نحر الأضاحي خارج المقاصب الرسمية، المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، ومنها مقصب الوكرة الآلي الأول من نوعه في الشرق الأوسط، والذي تبلغ سعته الاستيعابية نحو 9 آلاف رأس يومياً في خط الأغنام، و50 رأساً في الخط الخاص بالعجول والجمال، وتوجد رقابة من أطباء بيطريين لفحص المواشي قبل عملية الذبح، مع شاشات إلكترونية لمتابعة المراحل التي وصلت إليها الأضحية، من الذبح والسلخ وغيره. واعتبر الخالد أن أسعار الأضاحي مستقرة في قطر منذ سنوات، لافتاً إلى أنها ارتفعت خلال أزمة كورونا عام 2021، والتي شلت الحركة التجارية وسلاسل التوريد العالمية، وأفاد بأنه يفضل الخروف البلدي على المستورد، لأنه يتربى ضمن الظروف الطبيعية للدولة، ولا يتأثر بتغيرات الطقس بين بلد المنشأ وقطر، وكذلك نوعية المرعى التي تنعكس على مذاق لحم الخروف. وظهرت إعلانات إلكترونية لمجمعات تجارية في قطر، تعرض توفير الأضاحي للراغبين، وفي إعلان لمجمع شهير يعرض حجز الأضحية للخروف العربي دون تحديده (سوداني، أردني أوغيره) بـ 1099 ريالاً، بوزن بين 17 إلى 23 كيلوغراماً، والخروف الصومالي بـ 799 ريالاً، ويزن بين 13 إلى 18 كيلوغراماً، والتسلم من فروع المتجر أول وثاني وثالث أيام العيد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store