logo
استشهد بحنكة نيجيرفان بارزاني.. تقرير يتناول اهتمام الكورد بالسلام الإقليمي

استشهد بحنكة نيجيرفان بارزاني.. تقرير يتناول اهتمام الكورد بالسلام الإقليمي

شفق نيوز٢١-٠٤-٢٠٢٥

شفق نيوز/ اقتبست صحيفة "ناشيونال" مقولة لرئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، قال فيها مؤخراً إن "قوة السلام أعظم من قوة كل الحروب"، لتشير إلى أن الديناميكيات المتغيرة والتحولات السريعة والاضطرابات في الشرق الأوسط، تركت بصماتها على دور الكورد وطموحاتهم في المنطقة، والتي تبدلت حيث صار سعيهم هو الحفاظ على السلام الذي يملكونه.
وأوضح تقرير الصحيفة الصادرة بالإنجليزية في أبوظبي، ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه في ظل انتشار الكورد في دول رئيسة في العراق وسوريا وتركيا وإيران، فإن التغييرات الأخيرة في المنطقة، حولت حلم الاستقلال الكوردي إلى حلم السلام، حيث تضمنت الرسائل التي أطلقها مسؤولون كورد من العراق وسوريا خلال الشهور الأخيرة، الدعوات إلى منع الصراعات وصون السلام للحفاظ على ما هو لديهم.
وذكر التقرير، بأن نيجيرفان بارزاني، أعلن خلال منتدى السليمانية قبل أيام، أن "قوة السلام أعظم من قوة كل الحروب"، مردداً شعوراً يبدو أنه مشترك بين كل الأطياف السياسية الكوردية.
وبحسب التقرير، فإن ما حفز على هذا التغيير هو انهيار نظام الأسد في سوريا في نهاية العام الماضي، وجهود الحكم الجديد في دمشق، مع وضع الحكم الذاتي الذي أسسته المناطق الكوردية في شمال شرق سوريا خلال أكثر من عقد من الحرب.
واعتبر التقرير، أنه في ظل الحروب الدائرة، وفي ظل الدول التي قمعت حركات الاستقلال طويلاً، فأنه يبدو أن الكورد في العراق قد تبنوا نهجاً أكثر براغماتية في مساعيهم لترسيخ مكانتهم كوسطاء للسلام، لكنهم برغم ذلك يواجهون تحديات داخلية.
ولفت التقرير، إلى أن الكورد في العراق قدموا المساعدة لأبناء عمومتهم في سوريا من أجل حماية استقلاليتهم في ظل الحكم الجديد، كما رحبوا بتحركات حزب العمال الكوردستاني للبدء بعملية السلام مع تركيا.
إقليم كوردستان
وبعدما قال التقرير إن الكورد في العراق تمتعوا طوال 3 عقود بحكم ذاتي واستفادوا منه من أجل صياغة مسارهم السياسي والاقتصادي الخاص حيث أقاموا علاقاتهم وشكلوا حكومتهم الخاصة، على عكس الكورد في الأماكن الأخرى، أشار إلى أنه بينما كانت بقية مناطق العراق غارقة في الصراع، فإن إقليم كوردستان بقي في المقابل بمثابة منارة للسلام، لدرجة أن الاستقلال ظهر وكأنه قابل للتحقق إلى أن تسبب استفتاء الاستقلال في عام 2017 من خلال رد الفعل إقليمياً عليه، في تهشيم هذا الحلم.
وبينما أشار التقرير، إلى أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني كانا على خلاف في السنوات الأخيرة، قال إنه برغم انتخابات الإقليم في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن الأحزاب في الإقليم لم تتوصل حتى الآن إلى توافق حول تشكيل حكومة، وهو ما يثير المخاوف من احتمال فشلها في ذلك قبل الانتخابات البرلمانية العراقية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، مذكراً بأن الرئيس بارزاني حث الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني على "تسريع" خطوات تشكيل الحكومة.
وفي حين قال التقرير إن الحزبين الرئيسيين عقدا محادثات على هامش منتدى السليمانية لم يكشف عن تفاصيلها، تابع قائلاً إنه برغم صراعاته الداخلية، فإن إقليم كوردستان مصمم على المساعدة في تمهيد الطريق نحو السلام، مذكراً بما قاله رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني بأنه "إذا تمكنا من لعب دور فعال في التوسط بين الأطراف المتورطة في الأعمال العدائية الإقليمية وتعزيز أمن المنطقة، فسيكون ذلك مساهمة إيجابية"، بينما قال نيجيرفان بارزاني إن "الكورد وشعب كوردستان مسالمون بطبيعتهم، وكلما ظهر بصيص من السلام، استقبله شعب كوردستان بتفاؤل".
وتابع التقرير، أن نيجيرفان بارزاني، كان يشير إلى التطورات في سوريا وتركيا، عندما قال إن محاولات محو الكورد في الماضي باءت بالفشل، ولم تلحق سوى الضرر بالمنطقة ككل، مضيفاً أن "القرن الماضي برهن بشكل مؤكد على أن تجاهل حقوق الكورد وشعب كوردستان ورفضها أدى إلى استمرار الصراع والفوضى والدمار والمعاناة والركود في المنطقة".
وبينما لفت التقرير إلى أن نموذج الحكم الذاتي في إقليم كوردستان، يعتبر ناجحاً من خلال تحقيق قادته التوازن في علاقاتهم مع بغداد وإيران وتركيا والولايات المتحدة، نقل عن وزير داخلية الإقليم، ريبر أحمد، قوله "نحن من أبرز الشركاء في الشرق الأوسط"، مضيفاً "علينا أن نتحدث عن توازن القوميات التي تعيش هنا، ومن وجهة نظر كوردية، فأنه يتحتم علينا أن نهتم بمستقبل كل المكونات في الشرق الأوسط"، مشيراً بذلك إلى فكرة إمكانية تمثيل الكورد في أماكن أخرى مع ظهور فرص السلام.
دعوة أوجلان
وبعد الإشارة إلى قضية الكورد في تركيا ودعوة زعيم حزب العمال الكوردستاني، عبدالله أوجلان، نقل التقرير عن الرئيس نيجيررفان بارزاني قوله إن "التطورات في تركيا الهادفة إلى تعزيز السلام تمثل فرصة تاريخية مهمة، ونحن نؤيد وندعم هذه الجهود بكل إخلاص"، وإنه من خلال السلام، سيتعزز دور كوردستان في المنطقة بشكل كبير".
ونقل التقرير عن الرئيسة المشاركة للشؤون الخارجية في الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، قولها إن "مبادرة أوجلان لاقت ترحيباً قوياً من جانبنا، لأنه طوال هذه السنوات، كان سبب هجوم تركيا علينا في الشمال الشرقي مرتبطاً بحزب العمال الكوردستاني"، مضيفة أن عملية السلام الخاصة بقوات سوريا الديمقراطية مع تركيا، قضية منفصلة.
كورد سوريا
وتابع التقرير، أن أولوية الكورد في سوريا تتمثل حالياً في ضمان حقوقهم في الدستور والإطار السياسي الجديدين، مذكراً بتصريح مسرور بارزاني، بأنه "بإمكان إخواننا وأخواتنا في سوريا الاستفادة من تجربة إقليم كوردستان"، مشيراً إلى أن تسوية القضية الكوردية في سوريا "ليست سهلة، إلا أن إقليم كوردستان مستعد لتقديم الدعم في هذا المجال".
وفي حين أشار التقرير إلى أن الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، وقعا اتفاقية مؤخراً لدمج القوات في مؤسسات الدولة، نقل عن إلهام أحمد قولها، إن الاتفاقية "تاريخية"، لكنها أعربت عن أسفها لعدم تمثيل الكورد في الدستور المؤقت، قائلة إن هناك "خطوطاً حمراء" عندما يتعلق الأمر بالدستور وأنهم اقترحوا تغيير اسم البلاد إلى الجمهورية السورية لإزالة الدلالات "العنصرية" المرتبطة باسمها الحالي الذي يتجاهل وجود جماعات عرقية أخرى.
وأضاف التقرير، أن المطلب الأساسي المتعلق بالدستور، والذي اتفق عليه حزب الاتحاد الديمقراطي الحاكم والمجلس الوطني الكوردي المعارض، هو مسألة الفيدرالية واللامركزية، ونقل عن إلهام أحمد قولها: "ما نقترحه الآن… لدينا سنوات من العمل على الإدارة الذاتية… نقترح تطبيق هذا النموذج في مناطق أخرى"، في إشارة إلى مناطق أخرى مثل درعا وإدلب والسويداء حيث تم تطبيق قدر من الإدارة الذاتية، مضيفة "سنؤكد على ذلك… حيث لا ينبغي أن يقتصر هذا النموذج على الشمال الشرقي، بل ينبغي أن يكون نموذجاً لسوريا بأكملها".
ونقل التقرير، عن إلهام أحمد قولها، إن الكورد في سوريا لا يسعون إلى الاستقلال، مشيرة إلى أن اللامركزية ستؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار والصراع، مذكراً بأن الرئيس نيجيرفان بارزاني، قال إنه "من خلال السلام، سيتعزز دور كوردستان في المنطقة بشكل كبير".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

النفط يمرّ من هنا.. كوردستان تكتب مستقبلها
النفط يمرّ من هنا.. كوردستان تكتب مستقبلها

موقع كتابات

timeمنذ 19 ساعات

  • موقع كتابات

النفط يمرّ من هنا.. كوردستان تكتب مستقبلها

في مشهد سياسي واقتصادي لافت، بدا رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني وكأنه يلعب دورا مزدوجا: مبعوث استثماري يحمل بين يديه مفاتيح مستقبل الطاقة في الإقليم، وسفير سياسي يوقّع على رسالة مفادها أن كوردستان ما زالت حليفا استراتيجيا موثوقا وسط الشرق الأوسط المتقلب، حيث وقف في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن، لا ليطلب دعماً عسكرياً كما كان يفعل الساسة في عراق ما بعد 2003، بل ليشهد توقيع اتفاقيتين في قطاع الطاقة بقيمة تقدّر بعشرات المليارات من الدولارات، نعم، مليارات وليست ملايين، وشركتا 'HKN Energy' و'Western Zagros' لم تكونا ضيفتين جديدتين على مائدة النفط الكوردستاني، بل شركاء قدامى، فالاتفاقيتان ليستا جديدتين بل تمت إعادة تثبيت أقدامهما في لحظة توقيت سياسي بالغ الحساسية، فالعراق، منذ 2005، لم يستطع حتى اللحظة أن يلد قانوناً موحداً للنفط والغاز، ليبقى الجنين التشريعي مُعلّقاً في رحم خلافات بغداد – أربيل، ورغم ذلك، تُصر أربيل على أن ما لا تستطيع بغداد تقنينه، تستطيع كوردستان استثماره، وهنا يكمن الذكاء السياسي، فمن خلال هذا التوقيع العلني، تضع كوردستان طابع 'الشرعية الدولية' على اتفاقياتها النفطية، وتقول بصوت عالٍ: نحن هنا، نتعاقد، ننتج، ونوقّع، والعالم يشهد. الحدث الذي جرى داخل مقر غرفة التجارة الأمريكية، لا في دهاليز السياسة المعتمة، لم يكن مجرد توقيع بالأحبار الرسمية، بل أشبه بإشهار سياسي أنيق، يحمل بين سطوره رسائل سياسية دقيقة إلى كل من يهمه الأمر، عبر كلمات الترحيب التي كانت حافلة بالتفاؤل، وأُحيطت الاتفاقيات بهالة من المديح عن الاستقرار الكوردستاني والاستثمار طويل الأمد، فما حصل لم يكن فقط اتفاقاً نفطياً، بل مشهداً دبلوماسياً ناعماً يلمّح إلى تحولات في تموضع الإقليم في الخارطة الإقليمية والدولية، بارزاني لم يوقّع فقط على عقود طاقة، بل عزّز 'عقد شراكة' سياسي طويل الأمد مع واشنطن، بينما في بغداد، لا يزال البرلمان يُمسك بورقة 'مشروعية العقود'، رغم أن المحاكم العراقية نفسها، وفق ما أعلنته وزارة الثروات الطبيعية في الإقليم، قالت كلمتها قبل سنوات وأقرّت بصحة الاتفاقيات، الطريف أن العراق، كدولة، لم ينجز بعد قانوناً واضحاً للنفط والغاز، لكنه لا يمانع من إصدار فتاوى سيادية حول دستورية ما لم ينظّمه بعد. الاتفاقيتان، كما أكد مسرور بارزاني، ليستا مجرد صفقة نفطية، بل إعلان صريح بأن الإقليم يمضي قدما نحو 'أمن طاقي' مستقل، مدعوم ببنية تحتية وغطاء دبلوماسي ثقيل الوزن، فالكلمات التي نُطقت من واشنطن لم تكن دبلوماسية خالصة، بل جاءت مشحونة بدلالات استراتيجية، فحين تصف وزارة الخارجية الأمريكية هذا التوقيع بـ'تعزيز العلاقات التجارية وتوسيع إنتاج الغاز في العراق'، فإن الرسالة الأوضح قد تكون: من يملك الغاز، يملك مفاتيح التفاوض، ولم تكتفِ وزارة الخارجية الأمريكية بالترحيب، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بالحديث عن منافع تعود على 'الشعبين'، أي الشعب الأمريكي وشعب كوردستان، في تصريح فيه من الرمزية أكثر مما فيه من دبلوماسية، ليتحول إلى تحالف استراتيجي اقتصادي معلن. والأكثر إثارة هو ما جاء من وزارة الثروات الطبيعية في كوردستان التي بدت وكأنها ترد على اتهامات استباقية من بغداد، مؤكدة أن العقود نافذة منذ سنوات، وأن التغيير الوحيد هو 'اسم الشركة المشغلة'، مشيرة إلى شرعية دستورية لا يمكن تجاهلها، الرسالة هنا كانت واضحة: لا تنتظروا موافقة بغداد، فالإقليم يتحرك بقوانينه، ومصالحه، وتحالفاته. ما يُعقّد المشهد أكثر هو أن العراق 'كدولة اتحادية' لم ينجح حتى الآن في إقرار قانون موحد للنفط والغاز، ما يُضعف حجج الاعتراضات الرسمية من بغداد، كيف يمكن الحديث عن 'لا شرعية' لاتفاقيات، والقانون الذي يُفترض أن يحتكم إليه الجميع لم يولد بعد، وبينما ما تزال بعض القوى في بغداد تصرّ على استخدام لغة الوصاية، جاء الرد بلغة أكثر حضارية: تفضلوا بتشريع قانون النفط أولاً، ثم حدّثونا عن 'المشروعية'. فحكومة الإقليم لم تتأخر في تسويق اتفاقياتها كجزء من صلاحياتها الدستورية، مستندة إلى المادة 112 من الدستور العراقي، التي فُسّرت وما تزال تُفسّر بطرق شتى، في المقابل، تلوّح بغداد دوماً بأن النفط والغاز 'ثروات وطنية'، وأن لا اتفاق شرعي دون المرور من بوابة الدولة المركزية، وفي الواقع، التوقيع في واشنطن لم يكن فقط إبراما لعقود طاقة، بل عرض سياسي يُذكّر المركز بأن كوردستان ليست مجرد وحدة إدارية تحت عباءة بغداد، بل كيان يعرف كيف يدير مصالحه، بمعنى آخر: كوردستان لا تسعى فقط إلى تصدير الوقود، بل تسعى إلى تصدير نموذجها الخاص في التنمية والطاقة والشراكة، في وقت ما زالت فيه بغداد غارقة في جدل قانوني بلا قانون. خطاب رئيس حكومة إقليم كوردستان لم يكن اقتصادياً صرفاً، الرجل تحدث عن الاستقرار، والأمن، والإصلاح، والكهرباء التي 'نأمل أن نصدّرها لباقي العراق'، وهذا ليس مجرد طموح تقني، بل تلويحة رمزية للجهة الجنوبية تقول: حين تغرقون في الظلام التشريعي، نضيء نحن الطريق، ولو بيد واحدة، فأهمية هذه الاتفاقيات لا تكمن فقط في استثمار النفط، بل في إنتاج الغاز الطبيعي الذي سيُغذّي محطات الكهرباء في كوردستان، وربما لاحقاً في وسط وجنوب العراق، ومع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والغاز كبديل استراتيجي، يصبح من يملك مفاتيح الغاز لاعباً سياسياً لا يُستهان به، وكوردستان، كما يبدو، تسعى لتكون تلك اليد التي تُشعل المصابيح وتطفئ الأزمات. صحيح أن الغاز الطبيعي سيكون وقود محطات الكهرباء في الإقليم وربما العراق، لكن الوقود الحقيقي هنا هو الرؤية، رؤية حكومة تعرف كيف تستخدم السياسة الدولية لصالح شعبها، وتدرك أن بناء علاقات مع واشنطن عبر الاقتصاد، أكثر نفعاً من التلويح بالخطابات القومية في مجالس السياسة الداخلية، فزيارة مسرور بارزاني شملت ملفات أكثر سخونة من الغاز والكهرباء، من الأمن والدبلوماسية إلى الاستثمار والسلام، كل تلك العناوين كانت على طاولة المباحثات مع المسؤولين الأمريكيين، وأي متابع يعلم أن توقيع اتفاق نفطي بهذا الحجم لا يتم دون ضوء أخضر سياسي ثقيل. في المقابل، تقف بغداد أمام مشهد معقّد، فالاتفاقية قد تُحرج الحكومة الاتحادية وتفتح ملفا جديدا في العلاقة المتوترة أصلا مع إقليم كوردستان، فكلما خطا الإقليم نحو الاستقلال المالي والاستثماري، زادت وتيرة الجدل في البرلمان العراقي حول 'المشروعية' و'الحصة النفطية'، وكأن الجميع يُجمع على قطف ثمار لم تُزرع بعد، لكن الأهم أن أمريكا، من خلال هذه الاتفاقيات، باتت حاضرة بقوة في المشهد الطاقي العراقي، ولكن من بوابة كوردستان، وهو ما قد يدفع دولا أخرى، وربما لاعبين إقليميين، إلى إعادة حساباتهم في خارطة النفوذ. الرسالة الأهم من كل ما جرى قد تكون ببساطة: كوردستان تريد أن تحجز مقعدها في المستقبل الاقتصادي للعراق، وربما أبعد من ذلك، بمساعدة شركات كبرى وحلفاء كبار، لكن الواقع يُشير إلى أن طريق الطاقة محفوف بالأسلاك السياسية، وأن كل برميل نفط أو متر مكعب من الغاز في هذا الجزء من العالم لا يُمكن عزله عن معادلات النفوذ، والسيادة، والتحالفات الدولية.

"شاهدوا الجحيم".. توصية أمريكية للعراق باحتواء ألفي طفل إيزيدي جندهم "داعش"
"شاهدوا الجحيم".. توصية أمريكية للعراق باحتواء ألفي طفل إيزيدي جندهم "داعش"

شفق نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • شفق نيوز

"شاهدوا الجحيم".. توصية أمريكية للعراق باحتواء ألفي طفل إيزيدي جندهم "داعش"

شفق نيوز/ حذر مركز الدراسات الأمنية التابع لجامعة جورجتاون الأمريكية، يوم الجمعة، من إهمال جريمة "العسكرة الممنهجة" التي خضع لها الأطفال الإيزيديون في العراق، مؤكداً أن العالم ركز اهتمامه على معاناة الفتيات الإيزيديات اللواتي جرى إخضاعهن لـ"استعباد جنسي"، بينما جرى تجاهل معاناة الفتيان الذين تم تحويلهم إلى أدوات للقتل والعنف. وتحت عنوان "هؤلاء الذين شاهدوا الجحيم"، ذكر المركز في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه "فيما بعد هجوم الإبادة الذي شنه تنظيم داعش على الطائفة الإيزيدية في سنجار، ركز الاهتمام العالمي بشكل محق، على استعباد النساء والفتيات الإيزيديات، إلا أنه فشل في معالجة فظاعة أخرى والمتمثلة في تجنيد الفتيان الإيزيديين كجنود، وهو ما يمثل فشلاً في معالجة النطاق الكامل لإستراتيجية داعش الخسيسة لإبادة الشعب الإيزيدي". العسكرة الممنهجة للأطفال وأشار التقرير إلى أن "العسكرة الممنهجة للأطفال الإيزيديين، تحتاج إلى اعتراف وتحرك بشكل عاجل، حيث أنهم لم يكونوا مجرد ضحايا جانبيين، بل أن داعش استخدمهم كوسيلة لإدامة الإبادة الجماعية من خلال الدمج القسري والتلقين العقائدي". واعتبر أن "الصدمة النفسية الطويلة التي عانى منها الفتيان الإيزيديون المجندون قسراً من قبل داعش، لا تمثل أزمة إنسانية فقط، وإنما أيضاً بمثابة قنبلة موقوتة أمنية واجتماعية، حيث يحمل هؤلاء، الناجون من أسر داعش، ندوباً جسدية ونفسية عميقة حيث عانى العديد منهم من العنف وسوء تغذية خلال فترة تجنيدهم القسري، بما في ذلك فقدان أطرافهم جراء القتال، ومشاكل صحية مزمنة". وأوضح أن "نحو 2000 طفل إيزيدي هربوا من داعش، تركوا يعانون من أزمة صحية جسدية ونفسية لا سابق لها، وغالباً ما يتم إهمالهم وبلا دعم كافٍ". "أنتم كفار" ونقل التقرير عن منظمة العفود الدولية، أن "كثيرين منهم يعانون من نوبات غضب، وذكريات مؤلمة، وكوابيس"، حيث أظهرت دراسة سريرية أجريت على 81 طفلاً من جنود داعش السابقين، معظمهم من الأولاد الإيزيديين الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و14 عاماً، أن نحو نصفهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (48.3%)، ومن الاكتئاب (45.6%) واضطرابات القلق (45.8%). وحذر التقرير من أنه "بدون دعم نفسي واجتماعي قوي، ستستمر معاناة العديد منهم من الاكتئاب وذنب الناجي والأفكار الانتحارية، كما أن عدم معاجلة الصحة العقلية لا يسبب معاناة فردية فقط، وإنما يمكن أن تغذي أيضاً دورات عنف مستقبلاً". ولفت إلى أن "الزرع الممنهج للتطرف بحق الفتيان الإيزيديين شكل عنصراً أساسياً في مشروع الإبادة الجماعية لداعش"، مذكراً بأن التنظيم "أجبر الأطفال الإيزيديين على التخلي فوراً عن دينهم تحت التهديد بالقتل". ونقل التقرير عن أحد الناجين البالغ من العمر 16 عاماً، أنه قيل له "أنتم إيزيديون وكفار، نريد أن نهديك إلى الدين الحق حتى تدخل الجنة"، منوهاً بأن "داعش أجبر فتياناً لا تتخطى أعمارهم سبع سنوات على الصلاة خمس مرات يومياً، ودراسة القرآن الكريم، وترديد شعارات داعش، بينما كانوا في معسكرات التدريب، يطلق عليهم أسماء إسلامية عربية، ويمنعهم من التحدث باللغة الكوردية، وجرى تلقينهم أن المعتقدات الإيزيدية هي بمثابة عبادة للشيطان". وبين أن "الهدف من ذلك كان محو الهوية الإيزيدية، وأن داعش نجح في إعادة تشكيل عقول هؤلاء الأطفال الذي صاروا يحملون إيديولوجية داعش، وتحولوا إلى ضحايا وأدوات عنف في الوقت نفسه، لدرجة أن بعض الناجين رفضوا عائلاتهم ومجتمعاتهم بعد إنقاذهم". وبحسب واحدة من الأمهات الإيزيديات، فإن ابنها العائة صار يعتبر تنظيم "داعش" كأنه عائلته بعد عامين من الأسر، بينما سعى فتى آخر، إلى العودة للتنظيم، ووصف والدته وإخوته بـ"الكفار"، وهذه الروايات تظهر كيف أن "داعش" وظف الهوية كسلاح لفصل الأطفال عن مجتمعاتهم. إعادة الدمج وأوضح التقرير، أن "إعادة دمج هؤلاء الفتيان ليست مجرد إعادتهم إلى ديارهم، بل هي رحلة طويلة وصعبة"، مشيراً إلى أن "الفتيان محرومون من التعليم ومن لغتهم وروابطهم الأسرية، كما أن أفراد أسرهم وجيرانهم قد ينظرون إليهم بخوف، من إن يكونوا قنابل موقوتة، كما أن وصمة العار المرتبطة بانتمائهم إلى داعش، غالباً ما تجعلهم منبوذين اجتماعياً". ولفت التقرير إلى أنه "برغم صدور قانون الناجيات الإيزيديات، الذي أقره البرلمان العراقي عام 2021، حيث يوفر تعويضات مالية وخدمات دعم للنساء والفتيات الناجيات من قبضة داعش، إلا أنه لا يشمل الفتيان بشكل هادف، ولهذا ما يزال الأولاد، مستبعدين بدرجة كبيرة من خدمات الدعم النفسي والتعليمي وإعادة الدمج التي ترعاها الدولة". وبين أن "تجارب الفتيان الإيزيديين تتقاطع مع معاناة الفتيات الإيزيديات الموثقة بشكل جيد، حيث أنه بينما أخضع داعش الفتيات لاستعباد جنسي وأجبرهن على الولادة، فأنه على النقيض من ذلك، حول داعش الفتيان الإيزيديين إلى أدوات للعنف، وجعلهم يرتكبون أو يشهدون فظائع، أحياناً بالإكراه"، مضيفاً أن "صدمة المجموعتين عميقة، لكن طبيعة معاناتهم وتحديات إعادة دمجهم تختلف". واقترح التقرير توسيع خدمات الصحة النفسية المخصصة للفتيان الإيزيديين الذين كانوا محتجزين لدى داعش، مشيراً إلى أنه "من دون هذه الرعاية الطويلة، فأنه من الممكن أن تتفاقم هذه الجروح النفسية، مما يعوق جهود إعادة الدمج ويعرض المجتمع الإيزيدي لمزيد من العنف، ولهذا فأنه من أجل كسر الحلقة المفرغة، يتحتم على الجهات المانحة الدولية والحكومة العراقية، أن تستثمر في بنية تحتية للصحة النفسية تراعي الاعتبارات الثقافية والصدمات النفسية". وحذر من أن "ترك هذا الجيل في حالة من الضياع الفكري وبحالة انعزال عن تراثه الإيزيدي والمجتمع العراقي الأوسع، إذ أن تركهم بدون دمج سيجعلهم يعانون من تشوش دائم في الهوية، ومن العزلة الاجتماعية والسخط، مما يجعلهم أكثر عرضة للتطرف والإجرام، أو إعادة التجنيد من قبل الجماعات المسلحة". وشدد التقرير، على "ضرورة توسيع قانون الناجيات الإيزيديات وإشراك الفتيان فيه، حيث أنه في وضعه الحالي، يعترف بالنساء والفتيات كضحايا، لكنه يستثني الفتيان الذين اختطفوا وغسلت عقولهم واستخدموا كجنود، ولذلك فإن هناك حاجة لتعديل صياغة القانون ليشمل بشكل واضح الناجين الذكور، وإنشاء آليات لتسجيلهم وتقييمهم وتعويضهم أو من خلا منح دراسية ومساعدات صحية".

من واشنطن.. مسرور بارزاني: إقليم كوردستان سيوفر الكهرباء للعراق والمنطقة
من واشنطن.. مسرور بارزاني: إقليم كوردستان سيوفر الكهرباء للعراق والمنطقة

شفق نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • شفق نيوز

من واشنطن.. مسرور بارزاني: إقليم كوردستان سيوفر الكهرباء للعراق والمنطقة

شفق نيوز/ تحدث رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني، يوم الخميس، في مؤتمر الطاقة في واشنطن بالولايات المتحدة الامريكية عن "مشروع روناكي" وسعي حكومته لتوفير الكهرباء على مدار الساعة لجميع مناطق الاقليم، مؤكدا امكانية توفيرها لباقي مناطق العراق والمنطقة بعد الاستفادة من زيادة انتاج الغاز بفضل الاتفاقتين التي تم ابرامهما مع شركتين امريكيتين. وجاء في بيان لحكومة الاقليم ورد لوكالة شفق نيوز، ان "رئيس الحكومة مسرور بارزاني شارك، في حلقة نقاشية في "مؤتمر الطاقة في واشنطن" وتحدث عن مشروع "روناكي" والمشاريع المهمة المعنية بالطاقة"، معربا عن "شكره لوزير الطاقة الامريكي والحاضرين والمشاركين في المؤتمر". واضاف ان "مشروع روناكي واحد من تلك الخدمات الاولية الضرورية حيث ان من اللائق بالجميع ان يتمتعوا بالكهرباء على مدار الساعة، لان هذه المشكلة يعاني منها جميع المواطنين منذ عشرات السنوات، وقد بدأنا الاصلاح انطلاقا من هذا المشروع واعلنا عن مشروع روناكي وهو ما يعني توفير الكهرباء على مدار الساعة لجميع مناطق كوردستان". وبين بارزاني ان "المشروع طبق في البداية في مراكز المدن الرئيسة، ومن المؤمل ان تتوفر الكهرباء لجميع المدن في موعد لا يتعدى نهاية العام الجاري وان يشمل المشروع جميع مناطق اقليم كوردستان حتى نهاية العام المقبل"، منوها الى انه "بسبب عدم وجود المصادر اللازمة لم تتوفر الكهرباء بشكل مناسب للمواطنين وتم الاعتماد في اغلب الاوقات على المولدات، وهو ما ادى الى زيادة الحمل على كاهل المواطنين من الناحية المادية ولم تستطع توفير طاقة كهربائية دائمة". واكد ان "مشروع روناكي سعى قبل كل شيء الى توفير الكهرباء الدائمة للمواطنين وتكون تكاليفها المادية اقل بنسبة 80 بالمائة منهم مقارنة بالسابق اذ ان السعر سيكون اقل الا للذين استهلكوا كميات اكبر من الكهرباء من اجل الرفاهية الشخصية، والا فإن الاسعار اقل بكثير من السابق بالمقارنة مع كهرباء المولدات والنظم السابقة للكهرباء الوطنية". وذكر بارزاني ان "هدف الحكومة ليس توفير الطاقة الكهربائية لاقليم كوردستان فحسب، بل تريد عن طريق انتاج 'الكاز' انتاج كميات اكبر من الكهرباء وتوفيرها لباقي العراق وحتى المنطقة"، مبينا ان "العراق والمنطقة يعانيان من مشكلة الطاقة الكهربائية". وأعرب عن "افتخاره بتوقيع اتفاقيتين جيدتين للغاية مع اثنتين من الشركات الامريكية التي تعمل في الاقليم منذ اكثر من 15 عاما"، لافتا الى ان "ذلك سيساعد في التمكن من انتاج كميات اكبر من الغاز لتسهم في توليد الطاقة الكهربائية". على صعيد متصل تحدث وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت في مؤتمر للطاقة في واشنطن بالقول، ان "الطاقة هي العمود الفقري للحضارة، وهي التي تحسن اقتصاد شعبنا وإن السياسة الأميركية تجاه الاستثمار في قطاع الطاقة واضحة للغاية وتتجسد في، الرخاء في الولايات المتحدة والسلام فيها"، لافتا الى ان "هدف بلاده هو العمل المشترك للشركات ومحاولة نشر هذه العلاقة التجارية في جميع أنحاء العالم، وليس الصراع". واشار رايت الى انه "تباحث مع رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني، وان اقليم كوردستان يتمتع بموارد طاقة جيدة، وفي الوقت نفسه، هناك فرصة جيدة للغاية للولايات المتحدة للاستثمار والتنسيق"، مبينا ان "من الأمثلة على ذلك توقيع الاتفاقيتين اللتين تم توقيعهم".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store