logo
القاهرة تحتضن منتدى كروز ايجيبت – مؤتمر مصر للسياحة البحرية لأول مرة

القاهرة تحتضن منتدى كروز ايجيبت – مؤتمر مصر للسياحة البحرية لأول مرة

أخبار السياحة٠٤-٠٦-٢٠٢٥
كتب ممدوح شحاتة:
في خطوة مفصلية تعكس توجه الدولة المصرية نحو تعظيم الاستفادة من مواردها الجغرافية والتاريخية وتفعيل رؤية 2030 للسياحة المستدامة، انطلقت أمس الأحد الأول من يونيو 2025 فعاليات Cruise Egypt Forum – مؤتمر مصر للسياحة البحرية في القاهرة، بمشاركة نوعية وغير مسبوقة من كبار صُنّاع القرار العالميين والإقليميين في صناعة الكروز، وممثلي الحكومات، والمؤسسات الاقتصادية الدولية، والفاعلين في قطاعات النقل والسياحة واللوجستيات، في لحظة تُرسي معالم تحول استراتيجي تقوده الدولة نحو تمكين مصر كمركز إقليمي محوري لصناعة الكروز العالمية.
ويأتي انعقاد مؤتمر مصر للسياحة البحرية تحت رعاية معالي الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير النقل والصناعة، وبمشاركة وزارية رفيعة المستوى من معالي وزير السياحة والآثار، وبدعم كامل من وزارة النقل، ووزارة السياحة والآثار – اكتشف آثار مصر، وقطاع النقل البحري واللوجستيات، وهيئة قناة السويس، والهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، ما يعكس الإرادة السياسية الواضحة لتفعيل هذا القطاع الواعد كأداة اقتصادية فاعلة لتعزيز الناتج المحلي، وجذب استثمارات نوعية، ورفع قدرة مصر التنافسية عالميًا.
وفي تعليقه على المؤتمر، قال السيد محمد جمال، رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر مصر للسياحة البحرية، ومساعد المدير العام لشركة GAC مصر، 'مؤتمر مصر للسياحة البحرية لا يُبنى على فكرة عرض الفرص فقط، بل على مبدأ إعادة هندسة الواقع السياحي البحري في مصر بما يتماشى مع تحولات السوق العالمي. نحن نطمح إلى بناء نموذج تشغيلي حديث لمنظومة الكروز، يرتكز على استثمار قدراتنا المينائية، وتسهيل الإجراءات، وربط مساراتنا السياحية بمحاور دولية نشطة. نتحرك برؤية استراتيجية تهدف إلى جعل مصر لاعبًا رئيسيًا على خريطة الكروز العالمية، ليس فقط من خلال استقبال السفن، بل عبر تقديم تجربة ثقافية متكاملة تمتد من الميناء إلى عمق الهوية المصرية. رؤيتنا مبنية على التنافسية، وعلى تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد المصري من خلال سياحة نوعية قادرة على خلق وظائف مستدامة وتعزيز دور مصر كمركز عبور وخبرة.'
ومن جانبه صرح السيد محمد بدوي، أحد الشخصيات القيادية في تنظيم المؤتمر وخبير في قطاع السياحة البحرية، 'نجاح مصر في التحول إلى مركز إقليمي لصناعة الكروز لا يتطلب فقط تطوير الموانئ أو البنية التحتية، بل يستدعي صياغة سردية وطنية جديدة تنطلق من مزيج فريد بين الجغرافيا، والتاريخ، والابتكار. مؤتمر مصر للسياحة البحرية هو نقطة انطلاق لهذه السردية، لأنه يُعبّر عن لحظة وعي مؤسسي بأن السياحة لم تعد ترفًا اقتصاديًا، بل ركيزة استراتيجية للأمن القومي والتنمية المستدامة. نحن نؤمن أن القطاع الخاص والدولة يمكن أن يشكّلا معًا منظومة متكاملة تستثمر في المستقبل، وتُصدّر تجربة مصرية مختلفة للعالم. طموحنا أن تكون كل رحلة بحرية إلى مصر بداية قصة لا تُنسى.'
وصرح السيد جاسم زيتون، مدير شركة زيتون والمستشار الفني لمؤتمر مصر للسياحة البحرية، 'ما نشهده اليوم ليس مجرد مؤتمر متخصص، بل لحظة إعادة تموضع استراتيجي لصناعة الكروز في المنطقة. مصر تمتلك من المقومات ما يؤهلها لتكون نقطة التقاء رئيسية بين الشرق والغرب في هذا القطاع، لكنها الآن تمتلك أيضًا الرؤية والإرادة والآليات. عملنا خلال التحضير للمؤتمر على بناء أجندة فكرية وتنفيذية ترتكز على التكامل بين البنية التحتية والابتكار والتعاون الدولي. هذا المنتدى يضع الأساس لتحالفات مستقبلية، ومسارات جديدة، وشراكات تتجاوز حدود التقليد، وهو ما تحتاجه المنطقة للعب دور فاعل في الاقتصاد العالمي المرتبط بالكروز.'
يستعرض منتدى Cruise Egypt Forum – مؤتمر مصر للسياحة البحرية من خلال خمس جلسات حوارية عالية المستوى أجندة شاملة لإعادة هيكلة منظومة الكروز في مصر، عبر مناقشة التحديات والممكنات، وتقديم نماذج دولية ناجحة، واستعراض فرص التعاون بين المشغلين الدوليين ومطوري الموانئ والسلطات الحكومية. من أبرز هذه الجلسات، الجلسة الأولى تحت عنوان 'إطلاق إمكانات البحر المتوسط والبحر الأحمر'، التي يشارك فيها كل من السيدة ساشا روجيه، نائب رئيس تخطيط المسارات بشركة Orient Express، وأنطوان زوبي، مصمم المسارات في Silversea التابعة لمجموعة Royal Caribbean، وأوسمان إرلار، المدير العام لشركة Miray Cruises، وتتناول الآليات المقترحة لتحويل البحرين إلى محور جذب متكامل لمسارات الكروز العالمية.
أما الجلسة الثانية، 'الترويج للمنطقة الكبرى العربية'، فتستعرض تجارب المملكة العربية السعودية والإمارات في تطوير منظومة الكروز، من خلال مداخلات ماشهور باشين، المدير التنفيذي في Cruise Saudi، ومحمد وجدي، مدير تطوير قطاع الكروز في موانئ أبو ظبي، وجاسم زيتون، مدير شركة Cruise Zaiton. كما يشهد المؤتمر جلسة فكرية متقدمة بعنوان 'الحوكمة والتقنيات الصاعدة في عصر الذكاء الاصطناعي' يقدمها الدكتور سالي عثمان، الخبير العالمي في إدارة المخاطر السيبرانية والقيادي السابق بصندوق النقد الدولي وأرامكو وأمازون.
اليوم الثاني للمؤتمر يشهد زخماً متزايداً عبر جلسة 'كيفية تصميم برامج كروز ناجحة' بمشاركة Columbia Blu، وOrient Express، وMiray Cruises، بالإضافة إلى جلسة نوعية تتناول خطط التنمية وتسهيل دخول السفن السياحية، بمشاركة هيئة قناة السويس، وقطاع النقل البحري المصري، وخبراء من موانئ أبو ظبي. كما يضم المؤتمر جلسة ختامية بعنوان 'فرص المستقبل، الشراكات الاستراتيجية، والمبادرات' بمشاركة مجموعة من المؤسسات الدولية من بينها Oxford Economics، Ayan Consulting، Cruise Zaiton، وممثلي وسائل الإعلام المتخصصة.
وفي ختام فعالياته، ينقل المؤتمر ضيوفه في تجربة حيّة تعكس جوهر ما يمكن لمصر أن تقدمه لروّاد الكروز من حول العالم، من خلال زيارة حصرية للمتحف المصري الكبير، وجولة ثقافية في قلب القاهرة الإسلامية وخان الخليلي، تتوّج بعشاء رسمي في مطعم نجيب محفوظ، في مشهد يُجسد التكامل بين الحاضر والماضي، والهوية والابتكار، ويؤكد أن مصر ليست مجرد ممر أو وجهة، بل تجربة متكاملة تستحق أن تكون في صدارة صناعة السياحة البحرية عالميًا.
Cruise Egypt Forum – مؤتمر مصر للسياحة البحرية ليس فعالية احتفالية، بل إعلان استراتيجي عن دخول مصر بقوة إلى مستقبل صناعة الكروز، برؤية وطنية، بدعم سياسي، وبشراكات دولية تُعيد رسم معالم الخريطة السياحية من جديد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأردن تستقبل 3.3 مليون زائر خلال النصف الأول من 2025 بزيادة 18%
الأردن تستقبل 3.3 مليون زائر خلال النصف الأول من 2025 بزيادة 18%

أخبار السياحة

timeمنذ 8 ساعات

  • أخبار السياحة

الأردن تستقبل 3.3 مليون زائر خلال النصف الأول من 2025 بزيادة 18%

استقبلت الأردن 3 ملايين و292 ألف زائر دولي خلال النصف الأول من عام 2025، بنسبة ارتفاع قدرها 18% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، التي بلغ فيها عدد الزوار 2 مليون و786 ألف زائر. وارتفع عدد سائحي المبيت خلال الأشهر الـ6 الأولى إلى 2 مليون و717 ألف زائر، مقارنة بـ2 مليون و375 ألف زائر خلال الفترة نفسها من عام 2024، محققا زيادة بنسبة 14%. وفقا لمنشور على صفحة وزارة السياحة والآثار الأردنية عبر موقع 'فيس بوك'. في حين بلغ عدد زوار اليوم الواحد حوالي 575 ألف زائر، مقارنة بـ 411 ألف زائر في الفترة ذاتها من عام 2024، بنسبة نمو لافتة بلغت 40%. وأظهر التقرير أن أعلى نسبة نمو في أعداد سائحي المبيت خلال النصف الأول من عام 2025 جاءت من الدول الأوروبية بنسبة ارتفاع 82%، تلتها مجموعة دول آسيا والباسيفيك بنسبة 44%، ثم مجموعة الدول الأمريكية بنسبة 43%، وأخيرا مجموعة الدول العربية بنسبة 5%. واستقبلت الأردن خلال شهر يونيو من عام 2025 نحو 595 ألف زائر دولي، محققا نسبة ارتفاع بلغت 8% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024، الذي بلغ فيه عدد الزوار حوالي 551 ألف زائر، بالرغم من الظروف الإقليمية التي شهدتها المنطقة خلال شهر يونيو. كما ارتفع إجمالي أعداد الزوار الدوليين خلال الربع الثاني في الفترة من أبريل إلى يونيو من عام 2025 إلى مليون و784 ألف زائر، بنسبة نمو وصلت إلى 23% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، التي بلغ فيها عدد الزوار مليون و452 ألف زائر. كما حقق الدخل السياحي خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 نحو 2 مليار و167 مليون دينار أردني، بزيادة قدرها 16% مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2024، التي بلغ فيها الدخل السياحي حوالي 1 مليار و873 1.873 ألف دينار أردني. كما ارتفع الدخل السياحي خلال شهر مايو وحده بنسبة 18%، ليبلغ 447 مليون دينار أردني، مقارنة بـ380 مليون دينار في مايو 2024. ويرجع هذا الأداء الإيجابي إلى تكاتف جهود مختلف الجهات العاملة في القطاع السياحي، بما في ذلك وزارة السياحة والآثار، هيئات الترويج، القطاع الخاص، شركات الطيران، والمستثمرين في البنية التحتية والخدمات، إلى جانب كافة العاملين في القطاع. وقد شملت هذه الجهود تطوير المنتج السياحي، وتحسين تجربة الزائر، والتوسع في الحملات الترويجية في أسواق جديدة، مما ساهم في تعزيز مكانة الأردن كوجهة سياحية مميزة. ويواصل القطاع السياحي، بدعم وتنسيق جميع الأطراف، تنفيذ استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق نمو مستدام، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص عمل جديدة، بما يعزز من قوة الاقتصاد الوطني، ويرسخ موقع الأردن كوجهة سياحية عالمية غنية بالمواقع التاريخية، الدينية والطبيعية. وتستمر وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة في العمل على احتواء تداعيات الأوضاع الإقليمية التي أدت إلى انخفاض عدد الزوار من أسواق تأثرت بالتعليق المؤقت لبعض خطوط الطيران منخفضة التكلفة إلى الأردن، بالإضافة إلى العمل على إرجاع هذه الخطوط بأسرع وقت ممكن.

وزير السياحة يبحث تطوير السياحة النيلية مع أحدى الشركات الصينية
وزير السياحة يبحث تطوير السياحة النيلية مع أحدى الشركات الصينية

أخبار السياحة

timeمنذ 14 ساعات

  • أخبار السياحة

وزير السياحة يبحث تطوير السياحة النيلية مع أحدى الشركات الصينية

عقد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، اجتماعًا، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع Peng Jianhu، رئيس مجلس إدارة شركة Gaund Holding الصينية، إحدى الشركات العالمية الكبرى المتخصصة في بناء وتشغيل وإدارة البواخر السياحية النهرية والبحرية، لبحث فرص التعاون المشترك في تطوير منتج السياحة النيلية في مصر، وذلك بحضور السيد حسام الشاعر، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية. أكد الوزير على أهمية السوق الصيني بالنسبة للسياحة المصرية، في ضوء الزيادة الملموسة في أعداد السائحين الوافدين من الصين خلال العام الماضي، وتطلع الوزارة لاستمرار هذا النمو خلال الفترة المقبلة. من جانبه، استعرض Peng Jianhu حجم أعمال الشركة وخططها المستقبلية في مصر، مشيرًا إلى تطلعهم لإقامة شراكة استراتيجية طويلة الأمد في مجال تطوير السياحة النيلية، بما يشمل بناء وتشغيل عدد من الفنادق النيلية العائمة الصديقة للبيئة والمزودة بأحدث وسائل التكنولوجيا، في ضوء خبراتهم في تصميم وتشغيل هذا النوع من الفنادق حول العالم. كما أشار إلى بدء الشركة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق أول فندق عائم لها في مصر، على أن يتم العمل للوصول إلى إطلاق خمس فنادق عائمة كمرحلة أولى. وفي ختام الاجتماع، دعا الوزير الشركة إلى تقديم دراسة تفصيلية توضح رؤيتها وخطتها التنفيذية لتطوير منتج السياحة النيلية في مصر، تمهيدًا لدراستها من جانب الوزارة، مؤكدًا على استعداد الوزارة للتعاون في إطار ما يخدم تحقيق الأهداف المشتركة وتطوير هذا المنتج السياحي الواعد. وقد شارك في حضور الاجتماع من الوزارة محمد عامر، رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية، والسيد أحمد نبيل، معاون الوزير للطيران والمتابعة.

ميادة سيف تكتب :مشروع جرجوب قصة نجاح استزراع التونة بمرسى مطروح
ميادة سيف تكتب :مشروع جرجوب قصة نجاح استزراع التونة بمرسى مطروح

أخبار السياحة

timeمنذ يوم واحد

  • أخبار السياحة

ميادة سيف تكتب :مشروع جرجوب قصة نجاح استزراع التونة بمرسى مطروح

مشروع استزراع التونة الزرقاء في منطقة جرجوب غرب مرسى مطروح كأحد الركائز الاستراتيجية التي لا تمثل مجرد إضافة للقطاع السمكي، بل نقلة نوعية للثروه السمكيه بمصر هذا المشروع، الذي يُعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط لإنتاج وتسمين وتفريخ التونة الزرقاء، بسبب الموقع الجغرافي المتميز لمصر، وتوظيف أحدث التقنيات العالمية، والاستفاده من الخبرات المتخصصة لتحقيق أقصى عائد اقتصادي وبيئي. فمشروع جرجوب لا يهدف فقط إلى سد الفجوة المحلية في استهلاك التونة، بل يتجاوز ذلك ليضع مصر على خريطة الدول المصدرة لهذه السلعة الثمينة، مما يعزز من قدرتها على توفير العملة الصعبة وتحقيق التنمية المستدامة لقطاع الثروة السمكية ككل. اساس الابتكار والإنتاجية : إن النجاح المتوقع لمشروع جرجوب يرتكز على بنية تحتية متطورة وتكنولوجيا فائقة الدقة، تم تصميمها بعناية لتتناسب مع طبيعة أسماك التونة الزرقاء ومتطلبات استزراعها ليشمل المشروع 44 حوضًا مخصصة لإنتاج 280 طنًا من الأسماك البحرية المتنوعة، بالإضافة إلى 32 قفصًا بحريًا عملاقًا مخصصًا لأسماك التونة الزرقاء، بطاقة إنتاجية تبلغ 3840 طنًا في المرحلة الأولى. هذه الأقفاص، التي يبلغ قطر الواحد منها 90 مترًا وعمق 20 مترًا، صُممت خصيصًا لمقاومة التيارات البحرية القوية في مياه البحر المتوسط، مما يضمن استقرارها وسلامة الأسماك بداخلها وتبلغ طاقة القفص الواحد 120 طنًا، مما يعكس الحجم الهائل للإنتاج المستهدف. لا يقتصر التطور التقني على الأقفاص فحسب، بل يمتد ليشمل جميع مراحل عملية الاستزراع يضم المشروع مفرخات متخصصة لإنتاج زريعة التونة الزرقاء ذات الجودة العالية، مما يضمن توفير سلالات نقية وصحية للتربية كما يعتمد نظام التغذية في المشروع على روبوتات ذكية تعمل آليًا، مما يقلل من الفاقد في الأعلاف ويرفع من كفاءة النمو، ويضمن حصول الأسماك على الكميات المناسبة من الغذاء في الأوقات المحددة. تعتمد التكنولوجيا الأساسية للمشروع على استغلال مسارات الهجرة الطبيعية لأسماك التونة عبر المياه المصرية خلال فصلي الربيع والصيف فيتم صيد التونة المهاجرة وتسمينها في الأقفاص البحرية حتى تصل إلى أوزان تسويقية مثالية، والتي تقدر بنحو 60 كيلوجرامًا للسمكة الواحدة. هذه العملية لا تضمن فقط إنتاج أسماك ذات جودة عالية، بل تساهم أيضًا في الحفاظ على المخزون السمكي الطبيعي من خلال التحكم في أعداد الأسماك التي يتم استزراعها كما أن المشروع يراعي تطبيق معايير بيئية صارمة تتوافق مع الاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقية برشلونة لحماية البيئة البحرية في البحر المتوسط، مما يؤكد على الالتزام بالاستدامة البيئية جنبًا إلى جنب مع التنمية الاقتصادية. العائد الاقتصادي: يمثل مشروع استزراع التونة في جرجوب رافدًا اقتصاديًا هائلاً لمصر، حيث يتوقع أن يحقق عوائد اقتصادية متعددة الأوجه، تساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. 1. تقليل فاتورة الاستيراد: كانت مصر تستورد نحو 90% من احتياجاتها من التونة المعلبة، بقيمة سنوية تقارب 400 مليون دولار أمريكي ومع بدء تشغيل مشروع جرجوب، يتوقع أن يغطي المشروع 40% من الطلب المحلي في مرحلته الأولى، مما يوفر حوالي 160 مليون دولار سنويًا من العملة الصعبة ومع التوسع المستقبلي للمشروع، يمكن لمصر أن تحقق الاكتفاء الذاتي الكامل من التونة، مما يوفر مئات الملايين من الدولارات سنويًا. 2. زيادة الصادرات : يفتح المشروع الباب واسعًا أمام تصدير التونة الزرقاء الطازجة عالية القيمة إلى أسواق الاتحاد الأوروبي واليابان، بقيمة متوقعة تصل إلى 120 مليون دولار سنويًا. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تصدير التونة الصفراء المعلبة إلى دول أفريقيا والخليج بقيمة 80 مليون دولار، ومنتجات ثانوية مثل زيت التونة ومسحوقها، التي تستخدم في صناعة الأدوية والأعلاف، بقيمة 20 مليون دولار سنويًا وبذلك، يبلغ إجمالي العائد المتوقع من التصدير وحده 220 مليون دولار سنويًا، مما يعزز بشكل كبير من إيرادات مصر من العملات الأجنبية. 3. تعزيز الاحتياطي النقدي وخلق فرص العمل: من المتوقع أن يحقق المشروع عائد العملة الصعبة تصل إلى 280 مليون دولار سنويًا بحلول عام 2030، وهذا التوفير يساهم بشكل مباشر في تعزيز الاحتياطي النقدي لمصر ودعم استقرار الجنيه المصري. على الصعيد الاجتماعي : يوفر المشروع 500 فرصة عمل مباشرة في مجالات التشغيل والصيانة، بالإضافة إلى 2000 فرصة عمل غير مباشرة في الصناعات المرتبطة مثل التصنيع والتغليف والنقل، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي ويساهم في خفض معدلات البطالة في المنطقة. 4. التأثير على ميزان المدفوعات : يمثل مشروع جرجوب نقطة تحول استراتيجية في ميزان المدفوعات المصري فبدلاً من أن تكون مصر مستوردًا صافيًا للتونة، ستتحول إلى دولة مصدرة تنافس كبار المنتجين مثل تايلاند والفلبين ومع وصول الإنتاج إلى 25 ألف طن سنويًا يرتفع نصيب مصر من السوق العالمي للتونة الذي تبلغ قيمته 40 مليار دولار، مما يعزز الاحتياطي النقدي ويدعم استقرار الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، ويساهم في تحقيق التوازن الاقتصادي الكلي. التعاون الدولي لمصر: الالتزام باتفاقيات ICCAT (اللجنة الدولية للمحافظة على أسماك التونة الأطلسية) لإدارة مصايد التونة المستدامة، مما يؤكد التزام مصر بالمعايير العالمية في الحفاظ على الثروة السمكية كما يسعى المشروع إلى نقل الخبرة المصرية المتراكمة في هذا المجال إلى دول أفريقية مثل جيبوتي وإريتريا. التحديات والحلول: على الرغم من الإمكانيات الهائلة، يواجه مشروع استزراع التونة في جرجوب عددًا من التحديات التي تتطلب حلولاً مبتكرة : • ارتفاع تكلفة الاستثمار: تُعد تكلفة إنشاء قفص واحد (5 ملايين دولار) مرتفعة نسبيًا لمواجهة هذا التحدي، يتم العمل على شراكات مع القطاع الخاص وتقديم منح ضريبية وحوافز لجذب المزيد من الاستثمارات. • تأثير التغيرات المناخية: يمكن أن تؤثر التغيرات في درجات حرارة المياه والتيارات البحرية على نمو التونةفيتم التصدي لذلك باستخدام تكنولوجيا تعتمد على الأقمار الصناعية لرصد حرارة المياه وتحسين مواقع الأقفاص لضمان الظروف المثلى للنمو. آفاق التوسع والرؤية المستقبلية: مصر 2030 ضمن رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، يخطط المشروع للتوسع على عدة مستويات: إنشاء مصانع تعليب متخصصة في مرسى مطروح، مما يوفر 300 مليون دولار إضافية من العملة الصعبة، ويضيف قيمة مضافة للمنتج النهائي. • البحث العلمي والتطوير: يجري التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية لتطوير سلالات تونة مقاومة للأمراض باستخدام تقنيات جينية آمنة، مما يضمن استدامة الإنتاج ويقلل من المخاطر البيولوجية. توصيات لتعظيم العائد الاقتصادي لتحقيق أقصى استفادة من هذا المشروع الواعد، يمكن تقديم التوصيات التالية: 1. إنشاء مركز وطني لأبحاث التونة بمرسى مطروح: يهدف هذا المركز إلى دعم الابتكار والتطوير المستمر في مجال استزراع التونة، وإجراء البحوث اللازمة لتحسين السلالات، وتطوير الأعلاف، ومكافحة الأمراض، وتطبيق أحدث التقنيات. 2. تطوير اتفاقيات تبادل حر مع الاتحاد الأوروبي: تهدف هذه الاتفاقيات إلى إعفاء الصادرات المصرية من التونة من الرسوم الجمركية، مما يزيد من تنافسيتها في الأسواق الأوروبية ويعزز من حجم الصادرات. 3. ربط المشروع بسياحة الصيد الرياضي: يمكن استغلال وجود التونة في المنطقة لجذب سياحة الصيد الرياضي، مما يوفر مصدرًا إضافيًا للعملة الصعبة وينوع من مصادر الدخل للمنطقة. في الختام، يمثل مشروع استزراع التونة في جرجوب إنجازًا وطنيًا بكل المقاييس، فهو ليس مجرد مشروع اقتصادي، بل تحويل مصر من مستورد صافٍ للتونة الي مصدر عالمي، و يعزز المشروع من قدره توفير العملة الصعبة ويضعها في مصاف الدول الرائدة في تصدير المنتجات السمكية عالية القيمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store