
الكشف عن أسرار تحملها الصناديق السوداء في الطائرات
كشف ديفيد وارن في حل من شأنه أن يساعد في جميع تحقيقات شركات الطيران المستقبلية، كاشفًا عما تسجل الصناديق السوداء في الطائرات.
وكان في منتصف خمسينيات القرن الماضي، أثناء التحقيق في سلسلة من حوادث تحطم غامضة لطائرة دي هافيلاند كوميت، أول طائرة ركاب نفاثة تجارية في العالم، فكر ديفيد وارن في حل من شأنه أن يساعد في جميع تحقيقات شركات الطيران المستقبلية، وهو مسجل طيران.
وتتكون مسجلات الرحلات الجوية من مكونين منفصلين، هما مسجل بيانات ومسجل صوت، حيث غالبًا ما يخبرك مسجل البيانات بما حدث، لكن مسجلات الصوت تخبرك لماذا حدث.
ويقع مسجل بيانات الرحلة في ذيل الطائرة، وهي المنطقة الأكثر احتمالًا للنجاة من التحطم، أما مسجل الصوت، فيوضع داخل قمرة القيادة لتسجيل محادثات الطيارين والأصوات الأخرى التي قد تُشير إلى ما حدث قبل لحظات من وقوع الحادث.
وكل مسجل من هذه المسجلات مزود بمنارات تُرسل إشارات صوتية لتسهيل العثور عليه في حالة وقوع حادث فوق الماء.
ورغم اسمها المستعار، فإن مسجلات الطيران ليست في الواقع صناديق سوداء، بل هي برتقالية اللون عن قصد، لتبرز بوضوح في موقع التحطم.
وصُممت هذه المسجلات لتحمل الظروف القاسية مثل الصدمات الشديدة والحرائق وضغط أعماق البحار، واستخدمت في صناعتها مواد متينة مثل التيتانيوم أو الفولاذ المقاوم للصدأ في صناعة الغلاف.
ومع ذلك، قد تؤدي بعض الحالات إلى تعطل الأنظمة، مثل التعرض لفترات طويلة للحريق أو بيئة المياه العميقة، وحوادث التحطم عالية السرعة.
وبخلاف التصاميم السابقة التي استخدمت الشريط المغناطيسي، تُخزّن المعلومات في مسجلات الرحلات الجوية الحديثة في بطاقة ذاكرة صلبة، كتلك المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة.
ووفق المجلس الوطني لسلامة النقل، يمكن لبعض مسجلات البيانات الاحتفاظ بما لا يقل عن 88 معلومة من عملية الطيران، بما في ذلك الوقت والارتفاع والسرعة الجوية بشكل مستمر لمدة 25 ساعة.
بالإضافة إلى ذلك، تُسجل هذه الأجهزة أكثر من 1000 نقطة بيانات داخل الطائرة، مما قد يُساعد في التحقيقات.
وعلى سبيل المثال، تُسجل هذه الأجهزة ما إذا كان قد تم تشغيل إنذار الدخان ومتى، ومواضع أجنحة الطائرة، ومتى تم تفعيل الطيار الآلي.
من ناحية أخرى، يلتقط مسجل صوت قمرة القيادة أصواتًا مثل ضوضاء المحرك، وحركات عجلات الهبوط، ونقرات المفاتيح، وغيرها من التنبيهات داخل قمرة القيادة.
وعادةً ما يكون المسجل متصلًا بميكروفون علوي يُوضع بين الطيارين.
وتُلزم إدارة الطيران الفيدرالية الطائرات التجارية بامتلاك مسجلات صوتية بسعة تسجيل متواصلة لا تقل عن 25 ساعة.
مع العلم أنه لا يُمكن الوصول إلى المواد المسجلة إلا من قِبل أعضاء التحقيق في الحادث، مثل المجلس الوطني لسلامة النقل وإدارة الطيران الفيدرالية والجهات المعنية الأخرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى الالكترونية
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- صدى الالكترونية
اختفاء نيزك من متحف بالخرطوم في ظروف غامضة
اختفى نيزك 'المناصير' من المتحف التعليمي بمقر الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية وسط العاصمة الخرطوم. وذكر رئيس الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية ومستشار وزارة المعادن، الشيخ محمد عبد الرحمن، أن النيزك سُرق بالفعل، إلى جانب المجموعة الكاملة من النيازك التي كانت تُعرض داخل المتحف الجيولوجي. ورجحت تقارير تعرض النيزك لعملية السرقة عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة. ويعد 'نيزك المناصير' الأكبر من نوعه في البلاد، ويبلغ وزنه نحو طن وعشرة كيلوغرامات، ويتمتع بتركيبة معدنية فريدة تضم نحو 95% من الحديد، ونحو 3% من النيكل، إلى جانب عناصر نادرة مثل التيتانيوم. ويقع موقع سقوط النيزك في صحراء بيوضة، وهي منطقة تقع بين ولايتي نهر النيل والشمالية، وتُعد ملائمة لرصد الأجسام السماوية نظراً لانعدام الغطاء النباتي فيها وامتدادها المكشوف. ورغم أن زمن سقوط 'نيزك المناصير' لا يُعرف بدقة، فإن روايات الأهالي تشير إلى وجوده منذ عقود في منطقة 'الصنقير' بشمال السودان، بينما يُرجّح علماء الجيولوجيا أن النيزك سقط قبل مئات أو ربما آلاف السنين.


العربية
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- العربية
وسط ظروف غامضة.. سرقة نيزك من متحف بقلب الخرطوم
في واحدة من أغرب حوادث السرقة التي شهدها السودان، اختفى نيزك "المناصير" – الذي يُعد من أكبر الأجسام الفضائية التي عُثر عليها في البلاد – من مقر الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية وسط العاصمة الخرطوم، وذلك في ظروف غامضة. ونيزك المناصير، المعروف محلياً بـ"نيزك الصنقير"، كان محفوظاً داخل متحف تعليمي تابع للهيئة، ويبلغ وزنه نحو طن وعشرة كيلوغرامات، ما يجعل من تهريبه عملية لوجستية معقدة يصعب تنفيذها دون تخطيط وتنسيق محكم. فيما تُرجّح مصادر أن عملية السرقة وقعت عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة، حيث يقع مقر الهيئة، ضمن تمددها العسكري في عدد من المواقع الاستراتيجية بالعاصمة حينها. أكبر نيزك حديدي مكتشف في السودان بدوره، أكد رئيس الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية ومستشار وزارة المعادن، الشيخ محمد عبد الرحمن، في حديثه لـ"العربية.نت" أن النيزك سُرق بالفعل، إلى جانب المجموعة الكاملة من النيازك التي كانت تُعرض داخل المتحف الجيولوجي. وأوضح أن "نيزك المناصير" يُعد الأكبر من نوعه في البلاد، ويتمتع بتركيبة معدنية فريدة تضم نحو 95% من الحديد، ونحو 3% من النيكل، إلى جانب عناصر نادرة مثل التيتانيوم. كذلك أشار الخبير الجيولوجي والأستاذ الجامعي إلى أن أهمية النيزك تتجاوز قيمته المادية أو الجيولوجية، إذ يُعد مرجعاً علمياً نادراً يُسهم في تعميق الفهم حول التركيب الداخلي لكوكب الأرض، مشدداً على أن هذا النوع من النيازك يُمثّل من حيث التكوين "لب الأرض". سقوط النيزك... زمن مجهول وموقع معروف ورغم أن زمن سقوط "نيزك المناصير" لا يُعرف بدقة، فإن روايات الأهالي تشير إلى وجوده منذ عقود في منطقة "الصنقير" بشمال السودان، بينما يُرجّح علماء الجيولوجيا أن النيزك سقط قبل مئات أو ربما آلاف السنين. ويقع موقع سقوط النيزك في صحراء بيوضة، وهي منطقة تقع بين ولايتي نهر النيل والشمالية، وتُعد ملائمة لرصد الأجسام السماوية نظراً لانعدام الغطاء النباتي فيها وامتدادها المكشوف. إرث فضائي رفض السودان التفريط فيه وبحسب ما أفادت به الهيئة، فإن الحكومة السودانية رفضت في وقت سابق عروضاً مغرية لشراء أو استبدال النيزك، متمسكة باعتباره إرثاً جيولوجياً لا يُقدّر بثمن. وكان يُعرض ضمن مجموعة من النيازك الأخرى التي تم العثور عليها في مناطق متفرقة من البلاد، منها نيزك حلفا (12 كجم)، ونيزك التبون (1 كجم)، ونيزك الحريق في شمال كردفان (2 كجم)، ونيزك أم الحراير في شمال دارفور (75 كجم). كذلك أوضح الشيخ أن الكتلة المعروضة داخل الهيئة لا تمثل الحجم الكامل للنيزك، إذ إن الجزء الأكبر منه لا يزال في موقع سقوطه الأصلي بصحراء بيوضة، حيث تم العثور على شظايا متعددة لا تزال باقية هناك. وشدد على أن النيازك بقيمتها العلمية والكونية، يجب أن تُحفظ في المتاحف العلمية لتكون متاحة للباحثين والمهتمين، بوصفها أجساماً وافدة من الفضاء الكوني إلى سطح الأرض، تحمل أسراراً عن نشأة الكون وتكوينه. دعوات لاستعادة "الكنز الفضائي" ووصف النيازك الحديدية بأنها "آيات كونية" نادرة الوجود، مبرزاً أن عنصر الحديد فيها لا يتشكل في القشرة الأرضية، بل ينزل من الفضاء، مستشهداً بالآية الكريمة: (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ). فيما ختم حديثه بدعوة عاجلة للجهات الوطنية والدولية المختصة للتعاون في تتبع مصير النيزك واستعادته، مؤكداً أن "الحق لا يضيع، لكن استرجاعه يتطلب تضافر جهود وتنسيق شامل على المستويين المحلي والدولي".


صدى الالكترونية
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- صدى الالكترونية
الكشف عن أسرار تحملها الصناديق السوداء في الطائرات
كشف ديفيد وارن في حل من شأنه أن يساعد في جميع تحقيقات شركات الطيران المستقبلية، كاشفًا عما تسجل الصناديق السوداء في الطائرات. وكان في منتصف خمسينيات القرن الماضي، أثناء التحقيق في سلسلة من حوادث تحطم غامضة لطائرة دي هافيلاند كوميت، أول طائرة ركاب نفاثة تجارية في العالم، فكر ديفيد وارن في حل من شأنه أن يساعد في جميع تحقيقات شركات الطيران المستقبلية، وهو مسجل طيران. وتتكون مسجلات الرحلات الجوية من مكونين منفصلين، هما مسجل بيانات ومسجل صوت، حيث غالبًا ما يخبرك مسجل البيانات بما حدث، لكن مسجلات الصوت تخبرك لماذا حدث. ويقع مسجل بيانات الرحلة في ذيل الطائرة، وهي المنطقة الأكثر احتمالًا للنجاة من التحطم، أما مسجل الصوت، فيوضع داخل قمرة القيادة لتسجيل محادثات الطيارين والأصوات الأخرى التي قد تُشير إلى ما حدث قبل لحظات من وقوع الحادث. وكل مسجل من هذه المسجلات مزود بمنارات تُرسل إشارات صوتية لتسهيل العثور عليه في حالة وقوع حادث فوق الماء. ورغم اسمها المستعار، فإن مسجلات الطيران ليست في الواقع صناديق سوداء، بل هي برتقالية اللون عن قصد، لتبرز بوضوح في موقع التحطم. وصُممت هذه المسجلات لتحمل الظروف القاسية مثل الصدمات الشديدة والحرائق وضغط أعماق البحار، واستخدمت في صناعتها مواد متينة مثل التيتانيوم أو الفولاذ المقاوم للصدأ في صناعة الغلاف. ومع ذلك، قد تؤدي بعض الحالات إلى تعطل الأنظمة، مثل التعرض لفترات طويلة للحريق أو بيئة المياه العميقة، وحوادث التحطم عالية السرعة. وبخلاف التصاميم السابقة التي استخدمت الشريط المغناطيسي، تُخزّن المعلومات في مسجلات الرحلات الجوية الحديثة في بطاقة ذاكرة صلبة، كتلك المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة. ووفق المجلس الوطني لسلامة النقل، يمكن لبعض مسجلات البيانات الاحتفاظ بما لا يقل عن 88 معلومة من عملية الطيران، بما في ذلك الوقت والارتفاع والسرعة الجوية بشكل مستمر لمدة 25 ساعة. بالإضافة إلى ذلك، تُسجل هذه الأجهزة أكثر من 1000 نقطة بيانات داخل الطائرة، مما قد يُساعد في التحقيقات. وعلى سبيل المثال، تُسجل هذه الأجهزة ما إذا كان قد تم تشغيل إنذار الدخان ومتى، ومواضع أجنحة الطائرة، ومتى تم تفعيل الطيار الآلي. من ناحية أخرى، يلتقط مسجل صوت قمرة القيادة أصواتًا مثل ضوضاء المحرك، وحركات عجلات الهبوط، ونقرات المفاتيح، وغيرها من التنبيهات داخل قمرة القيادة. وعادةً ما يكون المسجل متصلًا بميكروفون علوي يُوضع بين الطيارين. وتُلزم إدارة الطيران الفيدرالية الطائرات التجارية بامتلاك مسجلات صوتية بسعة تسجيل متواصلة لا تقل عن 25 ساعة. مع العلم أنه لا يُمكن الوصول إلى المواد المسجلة إلا من قِبل أعضاء التحقيق في الحادث، مثل المجلس الوطني لسلامة النقل وإدارة الطيران الفيدرالية والجهات المعنية الأخرى.