ثورة النسوان.. تظاهرة لم تشهدها عدن منذ رحيل بريطانيا
القيادات تتاجر بمعاناتنا والمواطن يكتوي بالأزمات
الحكومة المقيمة في الخارج لا تمت للشعب بصلة
حقوق المواطنين أهدرت بين 8 رؤساء
خرجت جموع غفيرة من نساء عدن ، اليوم السبت، في تظاهرة هي الأولى منذ حقبة الاستعمار البريطاني لمدينة عدن ، وذلك احتجاجا واستنكارا لانهيار الخدمات الأساسية في عدن وباقي المحافظات الجنوبية وفي مقدمتها خدمات الكهرباء والمياه والتعليم والصحة.
ورفعت نساء عدن في التظاهرة التي أقيمت في ساحة العروض بخورمكسر تحت اسم "ثورة النسوان" اللافتات المنددة بالانهيار الخدماتي والمعيشي الكامل في عدن ، والذي لم يسبق للمدينة وأهلها أن شهدوا مثيلا له على امتداد العقود الماضية ومنذ رحيل الاستعمار البريطاني.
وقالت المواطنة شفيقة عبدالله محمد: "نحن نوجه حديثنا للحكومة التي هي ليست بحكومة في الأساس كونها تعيش خارج الوطن، فالوزراء الذين يحبون وطنهم يعيشون داخل بلادهم، لينظروا في أمر مواطنيهم، ويلبون احتياجاتهم، ويهتمون بحقوق رعيتهم"، مضيفًة أن "الحكومة الحقيقية لا تعمل بالتجارة ولا تهتم بالربح والمكسب، ولا تعبث بمقدرات الوطن".
وأضافت شفيقة، "الحكومة التي لا تعطي للناس حقوقهم فهي لا تمثلها"، قائلة للوزراء "أنتم تمثلون أنفسكم ولا تمثلون الشعب".
ووجهت المواطنة ذاتها والمشاركة في الاحتجاج رسالتها إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية قائلة: "بما أنكم تقولون إن اليمن يقع ضمن البند السابع إذًا عليكم التزام كامل بمنح الشعب حقوقه كاملة ومن أبرزها توفير خدمة الكهرباء، وإيجاد وظائف للشباب العاطلين عن العمل، ودعم العملة المحلية لمكافحة ظاهرة غلاء أسعار المواد الغذائية، ومكافحة الفساد المستشري في البلاد".
وأردفت: "الموت أصبح أفضل بكثير من هذه الحياة البائسة التي يعيشها الناس، الناس مظلومون والموت أرحم من هذا الوضع المعيشي الكئيب".
وطالبت التظاهرة الحكومة بأن تعود إلى أرضها، والعمل من داخل العاصمة عدن ، مناشدة مجلس الوزراء القيام بواجبه بإنهاء الأزمات، أو الرحيل وترك الشعب يواجه مصيره.
المتظاهرة علياء علي محمد عبده، قالت بدورها: "أهالي عدن لم يكونوا بهذا الوضع في الزمن الماضي"، مردفًة أن "المدارس مغلقة بسبب الإضراب، والحال قد ضاق بسكان عدن جراء عدم استلامهم رواتبهم، بالإضافة إلى انعدام خدمة التيار الكهربائي وخصوصًا في فصل الصيف، وكذا انقطاع الماء عن منازل السكان".
وتساءلت علياء: "إلى أين سيصل بنا المطاف؟"، مستغربًة من "غياب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ولا يعلم الناس من هو الرئيس الفعلي في مجلس القيادة الرئاسي من بين الثمانية الأعضاء، والذي بيده الصلاحيات الكاملة لإنهاء كل هذه الأزمات".
وطالبت المشاركة في المظاهرة النسوية من مجلس القيادة الرئاسي أن "ينزل إلى الشعب ويتلمس هموم المواطنين، ويقترب من معاناتهم اليومية المستمرة والتي تتفاقم يومًا عن يوم"، مؤكدًة أنها وعدد من موظفي الدولة يتسألون "إلى أين تريد الحكومة أن تأخذ الشعب المغلوب على أمره؟".
وأكدت علياء أن عدن كانت من أفضل المدن العربية في حصول مواطنيها على الخدمات الحكومية دون انقطاع وباتت اليوم من أسوأ مدن العالم في المعيشة اليومية بسبب حكام هذه البلاد بالرغم من أن عدد سكانها قليل وليست بتلك الكثافة السكانية مقارنًة بالمدن العربية كالقاهرة أو دمشق أو بغداد.
أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية وهو الطالب في المستوى الأول بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة عدن صالح الشعيبي أفاد أنه وزملائه طلاب الكلية عجزوا عن مراجعة دروسهم نتيجًة لغياب خدمة الكهرباء، وكذا الارتفاع الشديد لدرجة حرارة الجو في العاصمة عدن ، علمًا بأن التيار الكهربائي يعمل لمدة ساعتين فقط في ال 24 ساعة، واصفًا الوضع بالمأساوي.
وطالب الشعيبي الحكومة بتوفير الماء والكهرباء، وخفض سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وقد فشلنا في مجاراة أسعار مستلزمات الدراسة بحيث إن كل شيء قد ارتفع ثمنه، حتى الطعام والشراب لم نستطع إيجاده لكي نوفر مصروفات الكلية.
جدير بالذكر أن مراسل "الأيام" قد تعرض إلى مضايقات من بعض الجنود الذين تحدثوا إليه بطريقة استفزازية، مهددين بأخذه على متن الطقم الأمني إلى أن تدخل مدير قسم شرطة خورمكسر النقيب أحمد فضل الشاعري وحال تدخله دون توقف التغطية، والذي بدوره سمح للمراسل باستئناف تغطيته الصحفية للوقفة الاحتجاجية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 5 أيام
- نافذة على العالم
أخبار العالم : جماعة الحوثي تعلن استئناف الرحلات التجارية بمطار صنعاء بعد توقف 10 أيام
السبت 17 مايو 2025 07:00 مساءً نافذة على العالم - جماعة الحوثي تعلن استئناف الرحلات التجارية بمطار صنعاء بعد توقف 10 أيام أعلنت جماعة الحوثي، السبت، استئناف الرحلات التجارية في مطار صنعاء الدولي، بعد تعليقها 10 أيام جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت المطار. وذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن مطار صنعاء الدولي استأنف اليوم رحلاته المدنية عبر الخطوط الجوية اليمنية عقب توقف دام عشرة أيام، نتيجة تعرضه لعدوان إسرائيلي سافر. وأشارت إلى أن رحلة للخطوط الجوية اليمنية قدمت إلى مطار صنعاء من مطار الملكة علياء الدولي في الأردن، وعلى متنها 138 مسافرا، وغادرت نفس الطائرة مطار صنعاء وعلى متنها نحو 144 مسافرا باتجاه العاصمة عمّان. والخميس، استؤنفت الرحلات الإنسانية عبر مطار صنعاء الدولي، إذ أعلنت الجماعة إقلاع وهبوط 10 رحلات تابعة للأمم المتحدة. وفي 7 مايو/ أيار الجاري، أعلنت جماعة الحوثي توقف الرحلات الأممية والإنسانية عبر مطار صنعاء الدولي جراء تعرضه لغارات إسرائيلية. وفي 6 من الشهر ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي شن هجمات واسعة على العاصمة اليمنية شملت "مطار صنعاء الدولي" ومحطات كهرباء مركزية ومصنعا للأسمنت بعد يوم من إعلانه تدمير ميناء الحديدة غرب البلاد بسلسلة غارات. وقالت جماعة الحوثي في بيانات سابقة، إن الغارات الإسرائيلية ألحقت "دمارا كبيرا" في مطار صنعاء، وأدت إلى تعطيله بشكل كامل، بما في ذلك الرحلات الأممية والإنسانية، مقدرة الخسائر الناجمة عن القصف بنحو نصف مليار دولار.


حيروت الإخباري
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- حيروت الإخباري
مؤسسة وجود تصدر بيان مساندة وتأييد للتظاهرة النسوية المطالبة باستحقاقات الأمن الإنساني تحت شعار 'ثورة النسوان'
عدن 11/5/2025 تشيد مؤسسة وجود للأمن الإنساني بكل فخر واعتزاز بالتظاهرة النسوية تحت شعار 'ثورة النسوان' التي نفذت يوم أمس في العاصمة المؤقتة عدن؛ والتي تعبر عن صوت جميع المحافظات التي تحت سيطرة الحكومة الشرعية وعدن أنموذجاً؛ وتؤكد على أحقية ما تضمنتها مطالبها المشروعة المعبرة عن معاناة الحياة اليومية الملموسة في الظروف اللاإنسانية ومشقة العيش جراء فشل الحكومة والسلطة المحلية في تلبية الحقوق الأساسية للعيش الكريم والآمن. إننا في مؤسسة وجود إذ نؤيد هذه التظاهرة النسوية نجدد دعوتنا التي أطلقناها في بيان المؤسسة بعنوان ضعوا حداً لتهديدات الأمن الإنساني ولم نجد أي نوع من التفاعل والاستجابة من الحكومة والسلطة المحلية؛ بل تركت الأوضاع تسير من أسواء الى أسواء وبتكرار مع كل صيف إضافة الى التنصل بتطبيق إجراءات استراتيجية اقتصادية توقف حالة انهيار العملة الوطنية التي لم تعد تفي بأبسط متطلبات الحياة اليومية؛ وإرتفاع كافة الأسعار خاصة المواد الغذائية والدوائية والصحية والوقود وانقطاع المرتبات لفترات طويلة؛ مما خلق وضعاً لا إنسانياً وهدد حياة وسلامة وصحة المواطنات والمواطنين خاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال والفئات الأشد فقراً وتهميشاً. ان خروج النساء للتظاهر وإعلان مطالبهن أمام العالم؛ بينما هو تجسيد لحقهن في حرية التظاهر والتجمع السلمي وحرية الرأي والتعبير؛ فإنه يقدم صوتاً فاعلاً للنساء وتأثير تلك المعاناة على الأمن الإنساني؛ ويشرح المبادرة المستمرة من الحركة النسوية في إعلاء المطالب المختلفة المتعلقة بالحق في المواطنة المتساوية والعيش الكريم؛ ومناهضة صنوف الانتهاكات للحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي مست بشكل جماعي المواطنات والمواطنين من خلال تنصل الحكومة الشرعية والسلطة المحلية عن الوفاء بإلتزاماتها في توفير الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء والماء والنظافة؛ وصرف المرتبات لكافة قطاعات المؤسسات العامة والمختلطة؛ وإيقاف نزيف العملة وسقوطها. وتدعو مؤسسة وجود للأمن الإنساني الحكومة الشرعية والسلطة المحلية للوفاء بالتزاماتها بموجب واجباتها الدستورية والقانونية بإعطاء الأولوية لحقوق المواطنات والمواطنين؛ والتوقف عن سياسة العقاب الجماعي للمواطنات والمواطنين؛ وسرعة اجراء معالجات جذرية فورية شاملة وحلول مستدامة تكفل توفير كافة الحقوق المعيشية والأساسية وتمنع مزيد من المعاناة التي لم يعد باستطاعة الشعب تحملها. مقالات ذات صلة

يمرس
١١-٠٥-٢٠٢٥
- يمرس
ثورة النسوان.. تظاهرة لم تشهدها عدن منذ رحيل بريطانيا
القيادات تتاجر بمعاناتنا والمواطن يكتوي بالأزمات الحكومة المقيمة في الخارج لا تمت للشعب بصلة حقوق المواطنين أهدرت بين 8 رؤساء خرجت جموع غفيرة من نساء عدن ، اليوم السبت، في تظاهرة هي الأولى منذ حقبة الاستعمار البريطاني لمدينة عدن ، وذلك احتجاجا واستنكارا لانهيار الخدمات الأساسية في عدن وباقي المحافظات الجنوبية وفي مقدمتها خدمات الكهرباء والمياه والتعليم والصحة. ورفعت نساء عدن في التظاهرة التي أقيمت في ساحة العروض بخورمكسر تحت اسم "ثورة النسوان" اللافتات المنددة بالانهيار الخدماتي والمعيشي الكامل في عدن ، والذي لم يسبق للمدينة وأهلها أن شهدوا مثيلا له على امتداد العقود الماضية ومنذ رحيل الاستعمار البريطاني. وقالت المواطنة شفيقة عبدالله محمد: "نحن نوجه حديثنا للحكومة التي هي ليست بحكومة في الأساس كونها تعيش خارج الوطن، فالوزراء الذين يحبون وطنهم يعيشون داخل بلادهم، لينظروا في أمر مواطنيهم، ويلبون احتياجاتهم، ويهتمون بحقوق رعيتهم"، مضيفًة أن "الحكومة الحقيقية لا تعمل بالتجارة ولا تهتم بالربح والمكسب، ولا تعبث بمقدرات الوطن". وأضافت شفيقة، "الحكومة التي لا تعطي للناس حقوقهم فهي لا تمثلها"، قائلة للوزراء "أنتم تمثلون أنفسكم ولا تمثلون الشعب". ووجهت المواطنة ذاتها والمشاركة في الاحتجاج رسالتها إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية قائلة: "بما أنكم تقولون إن اليمن يقع ضمن البند السابع إذًا عليكم التزام كامل بمنح الشعب حقوقه كاملة ومن أبرزها توفير خدمة الكهرباء، وإيجاد وظائف للشباب العاطلين عن العمل، ودعم العملة المحلية لمكافحة ظاهرة غلاء أسعار المواد الغذائية، ومكافحة الفساد المستشري في البلاد". وأردفت: "الموت أصبح أفضل بكثير من هذه الحياة البائسة التي يعيشها الناس، الناس مظلومون والموت أرحم من هذا الوضع المعيشي الكئيب". وطالبت التظاهرة الحكومة بأن تعود إلى أرضها، والعمل من داخل العاصمة عدن ، مناشدة مجلس الوزراء القيام بواجبه بإنهاء الأزمات، أو الرحيل وترك الشعب يواجه مصيره. المتظاهرة علياء علي محمد عبده، قالت بدورها: "أهالي عدن لم يكونوا بهذا الوضع في الزمن الماضي"، مردفًة أن "المدارس مغلقة بسبب الإضراب، والحال قد ضاق بسكان عدن جراء عدم استلامهم رواتبهم، بالإضافة إلى انعدام خدمة التيار الكهربائي وخصوصًا في فصل الصيف، وكذا انقطاع الماء عن منازل السكان". وتساءلت علياء: "إلى أين سيصل بنا المطاف؟"، مستغربًة من "غياب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ولا يعلم الناس من هو الرئيس الفعلي في مجلس القيادة الرئاسي من بين الثمانية الأعضاء، والذي بيده الصلاحيات الكاملة لإنهاء كل هذه الأزمات". وطالبت المشاركة في المظاهرة النسوية من مجلس القيادة الرئاسي أن "ينزل إلى الشعب ويتلمس هموم المواطنين، ويقترب من معاناتهم اليومية المستمرة والتي تتفاقم يومًا عن يوم"، مؤكدًة أنها وعدد من موظفي الدولة يتسألون "إلى أين تريد الحكومة أن تأخذ الشعب المغلوب على أمره؟". وأكدت علياء أن عدن كانت من أفضل المدن العربية في حصول مواطنيها على الخدمات الحكومية دون انقطاع وباتت اليوم من أسوأ مدن العالم في المعيشة اليومية بسبب حكام هذه البلاد بالرغم من أن عدد سكانها قليل وليست بتلك الكثافة السكانية مقارنًة بالمدن العربية كالقاهرة أو دمشق أو بغداد. أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية وهو الطالب في المستوى الأول بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة عدن صالح الشعيبي أفاد أنه وزملائه طلاب الكلية عجزوا عن مراجعة دروسهم نتيجًة لغياب خدمة الكهرباء، وكذا الارتفاع الشديد لدرجة حرارة الجو في العاصمة عدن ، علمًا بأن التيار الكهربائي يعمل لمدة ساعتين فقط في ال 24 ساعة، واصفًا الوضع بالمأساوي. وطالب الشعيبي الحكومة بتوفير الماء والكهرباء، وخفض سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وقد فشلنا في مجاراة أسعار مستلزمات الدراسة بحيث إن كل شيء قد ارتفع ثمنه، حتى الطعام والشراب لم نستطع إيجاده لكي نوفر مصروفات الكلية. جدير بالذكر أن مراسل "الأيام" قد تعرض إلى مضايقات من بعض الجنود الذين تحدثوا إليه بطريقة استفزازية، مهددين بأخذه على متن الطقم الأمني إلى أن تدخل مدير قسم شرطة خورمكسر النقيب أحمد فضل الشاعري وحال تدخله دون توقف التغطية، والذي بدوره سمح للمراسل باستئناف تغطيته الصحفية للوقفة الاحتجاجية.