logo
فرج الغول... صوت القانون الَّذي أسكته القصف وخلِّدته غزَّة في ذاكرة الأوفياء

فرج الغول... صوت القانون الَّذي أسكته القصف وخلِّدته غزَّة في ذاكرة الأوفياء

غزة/ عبد الرحمن يونس:
في فجرٍ مثقلٍ بالدخان والموت، امتدت يد الاحتلال من جديد لتغتال بصاروخٍ رجلًا لم يكن يومًا في ساحات القتال فقط، بل في ميادين القانون والحقوق والإنسانية والسياسة والبرلمان، ترك رحيله بصمة دامية على قلوب أهالي غزة الذين غصّت صفحاتهم بتغريدات الرثاء، حين ودّعوا رجلًا جمع القانون والسياسة والدعوة، وترك خلفه إرثًا من النضال وسيرةً عطرة لا تمحوها صواريخ الاحتلال.
فجر أمس، ارتقى النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد فرج الغول، شهيدًا بعد قصف جوي إسرائيلي دمّر أحد منازل مدينة غزة، ما أسفر عن سقوطه مع عدد من الشهداء والجرحى. هذا الرجل الذي وُلد في رفح عام 1957، عاش حياته بين أروقة المحاكم ولجان التشريع وحلقات العلم والإصلاح والدعوة، حتى صار عَلَمًا بارزًا في القانون والمحاماة والحقوق، وأحد أكثر الأصوات المدافعة عن المظلومين أمام بطش المحتل.
كان الغول يشغل منصب عضو المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح، ممثلًا عن محافظة غزة بعد أن منحه الناس أكثر من 71 ألف صوت، وهو ما يعكس حجم الثقة والمحبة التي زرعها في قلوبهم. إلى جانب ذلك تقلّد منصب وزير العدل ووزير الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية العاشرة، برئاسة الشهيد إسماعيل هنية، ولم يكتف بذلك، بل ترأس اللجنة الحكومية المكلفة بمتابعة توصيات تقرير غولدستون، الذي وثّق جرائم الاحتلال بحق المدنيين في غزة.
ورغم كل هذه المناصب، بقي الغول رجلًا بسيطًا في تعامله، قريبًا من الناس، يدافع عن حقوقهم ويكفل الأيتام ويساعد المحتاجين. أسس "مؤسسة دار الحق والقانون لحقوق الإنسان"، وأدار مكتبًا للمحاماة في غزة، وكان واحدًا من أكثر الشخصيات القانونية حضورًا في توثيق الانتهاكات الإسرائيلية أمام المحاكم والهيئات الدولية.
بمجرد انتشار نبأ استشهاده، اشتعلت منصات التواصل في غزة بكلمات الرثاء والفقد. كلماتٌ تختصر كيف يرى الغزيون في هذا الرجل قيمة تتجاوز موقعه الرسمي، ليصبح أيقونة من أيقونات العمل الصادق. كتب عبد السلام هنية، ابن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية، في وداعه:
"رفيق الوالد وصديقه.. القائد النائب أبو أحمد فرج الغول. رجل القانون والسياسة والدعوة والرياضة. أحد الأوائل الذين انضموا في مرحلة التأسيس مع الشيخ أحمد ياسين. أبو أحمد من مؤسسي الجمعية الإسلامية، كان لاعبًا ورئيسًا لنادي الجمعية الإسلامية، وأمينها العام. وزير الأسرى والعدل في الحكومة الفلسطينية. رحمك الله أبو أحمد لتلتحق برفاقك في جنان النعيم."
أما الدكتور إياد القرا، فقد وصفه في تغريدة بأنه علم من أعلام القانون، بقوله:
"النائب محمد فرج الغول.. علم من أعلام القانون والمحاماة في فلسطين، خفيف الظل، فقيه بالقانون، مبتسم دومًا، عنوان لمساعدة المحتاجين، صاحب طرفة في أحلك الظروف. اغتاله الاحتلال الليلة الماضية."
لم تكن حياة الغول سهلةً، إذ يروي تامر أبو شعبان كيف عاش حياة النزوح والملاحقة رغم سنّه:
"نزح أكثر من ٤٠ مرة خلال الحرب، رجل لا يعرف الملل في العبادة، كان يقوم كل ليلة بسورتي البقرة وآل عمران رغم كبر سنه وتعبه. نجا من الاغتيال أكثر من خمس مرات خلال الحرب، وكان يكفل الكثير من العائلات. رائحة المسك كانت تفوح من جثمانه الطاهر، أنا شممتها بنفسي."
الكاتب أحمد الكومي أوجز سيرة الرجل في كلمات قصيرة: "إلى رحمة الله شهيدًا الشيخ المجاهد والقائد الكبير الذي تحبه غزة وغربها. رجل القرآن والقانون، النائب الذي تعرفه كل الميادين. نشهد لك القائد أبو أحمد بأنك أديت الأمانة وصنت العهد وارتقيت على ما مات عليه القادة والشهداء. هنيئًا لك هذه الخاتمة."
أما الدكتور صلاح عبد العاطي، فقد ودّعه كصديق وزميل: "أتقدم بخالص التعازي والمواساة باستشهاد الأخ والصديق المحامي المستشار وعضو المجلس التشريعي محمد فرج الغول أبو أحمد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. المجد والخلود للشهداء."
حتى جيرانه وأهله لم يغيبوا عن المشهد. عائد أبو حمام، أحد رفاق دربه، كتب متأثرًا:
"أبو أحمد الأستاذ محمد فرج الغول يلتحق بركب الشهداء العظام هذا الصباح.. رحمك الله أيها العزيز وتقبلك في عليين. خاتمة تليق به."
وغرّد الصحفي فضل مطر بكلمات قصيرة لكنها حملت كل الدلالات:
"رحم الله القائد الوطني محمد فرج الغول.. لكل من عرفه حقيقيةً، رحيله خسارة لفلسطين. يوم حزين."
ما لا يعرفه كثيرون أن الغول كان أيضًا من رواد العمل الدعوي والرياضي. فقد انضم في بداياته إلى صفوف الحركة مع الشيخ أحمد ياسين في المسجد الشمالي، وكان من مؤسسي الجمعية الإسلامية في غزة، بل ولعب لنادي الجمعية الإسلامية، ثم صار رئيسًا له وأمينًا عامًا للجمعية فيما بعد.
تلك الجوانب المتعددة في حياته كانت تعكس شخصيته الجامعة بين القانون والدين وخدمة الناس. فكان كما وصفه كثرٌ "خلية نحل" لا يهدأ ولا يتوقف، حتى صار اسمه مرتبطًا بمساعدة المحتاجين ورفع قضاياهم.
وفي مواجهة حملات التشويه المغرضة، غرّد محمد أبو عون ساخرًا:
"أحد قادة حماس الهاربين في فنادق تركيا وقطر.. وزير العدل الفلسطيني السابق وأحد قادتها الكبار محمد فرج الغول شهيدًا."
في إشارة واضحة إلى كذب تلك الدعايات التي تحاول تصوير القادة بعيدين عن ساحة الخطر، بينما تحفر القنابل أسماءهم في ذاكرة الناس شهداء
بينما كتب محمد أبو العمرين بكلمات مقتضبة حملت حجم الخسارة: "أبو أحمد.. محمد فرج الغول.. شهيد .. رحيل رجل من الذين نحبهم. يوم حزين."
اليوم، ترك الشهيد الغول خلفه زوجةً وأبناءً لا شكّ أنهم يعتصرون ألم الفقد، لكن غزة كلها صارت لهم عائلةً كبرى تحتضن سيرته ومناقبه. لم يكن اغتيال الغول استهدافًا لشخصه فحسب، بل كان اغتيالًا لصوت القانون وأمانة الكلمة، إذ طالما سعى لتجميع ملفات القضايا وتوثيق الجرائم لرفعها إلى المحافل الدولية، وكان صوته مدويًا في الدفاع عن الأسرى والحقوق والحريات.
اما الداعية نادر ابو شرخ فكتب : "استهداف النائب في المجلس التشريعي الشـ.ـهيد المجـ.ـاهد: محمد فرج الغول "أبو أحمد" من أوائل الشباب الملتحقين بالعمل الإسلامي مع الشيخ ياسين
رئيس الجمعية الإسلامية بقطاع غـ.ـزة ثم أمينها العام
وزير الأسرى ثم وزير العدل في الحكومة الفلسطينية
من خيرة رجال الله في الأرض تواضعاً ورزانة وأدباً وحكمة
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح الجنان."
ومع كل رثاءٍ جديد يكتب على صفحات الغزيين، يبدو جليًا أن رصاص الاحتلال وقصفه لم يستطع أن يغتال الروح التي زرعها الغول في الناس. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة من عرفوه ومن أحبوه ومن حملوا معه همّ الحق والعدالة.
محمد فرج الغول لم يمت وحده، بل رحل تاركًا بين الركام وصايا مكتوبة بدمه: أن يكون القانون والحق والأمانة سلاح الفلسطينيين الأصدق في وجه القهر، وأن يبقى حب الناس هو القنديل الذي يضيء عتمة الحرب.
المصدر / فلسطين أون لاين
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشعب الفلسطيني والحل السياسي
الشعب الفلسطيني والحل السياسي

جريدة الايام

timeمنذ 2 ساعات

  • جريدة الايام

الشعب الفلسطيني والحل السياسي

- هل حق الشعوب في تقرير مصيرها مطلق أم مقيد؟ -مطلق. لم تكن الحاجة لقلة الكلمات كما هي اليوم وغداً؛ فقليل منها كثير إن ارتبط القليل بالفعل الذي يصعب الزهد به، لأنه سيكون زهداً بوجودنا. ضمت الدول القديمة والإمبراطوريات شعوباً كثيرة داخلها، لكن الشعب الذي احتفظ بخصوصيته نجا، ولذلك فإن عصر ظهور القوميات هو من أسس لا للدولة الحديثة، بل للثقافات واللغات أيضاً. على هذه الأرض، نشأت حضارة أهلها الأصلية، وانتقلت الى بلاد بعيدة أيضا، لكن ما يعنينا هنا هو بقاء البلاد وأهلها، فببقائهم ظلت الأرض، «كانت تسمى فلسطين صارت تسمى فلسطين»؛ فمع تفكك آخر امبراطورية هنا، لم نبحث عن أنفسنا، لأننا هنا أصلاً، ولنا ما لنا من خصائص شعبنا، ولا يتناقض ذلك بالطبع مع الانتماء للمحيطين العربي، والإسلامي إن شاء من يربط كون الحضارة العربية الإسلامية خلقت خصوصية انتظام القوميات فيها، من الفرس والأتراك والأفارقة والأمازيغ والأكراد وآخرين.. كنا هنا بلغتنا وثقافتنا وفنوننا الشعبية والرسمية، وأزيائنا، وبنظامنا التعليمي، وباقي جوانب منظومة مجتمعنا؛ فلم ننقطع عن أنفسنا، فبانتهاء الدولة العثمانية بقينا، وبانسحاب الانجليز بقينا، وبوجود الاحتلال للجزء الأكبر من فلسطين عام 1948 بقينا أيضا، كذلك بقينا بعد الاحتلال عام 1967. لسنا سكاناً لجأنا الى بلادنا، بل شعب مثل باقي الشعوب، فحتى حين تم «الانتداب البريطاني» بعد الحرب العالمية الأولى، اعتبرت فلسطين من الدول التي لها أولوية الاستقلال. ولكن كون فلسطين كانت في مرمى تدخلات الدول الكبرى، خاصة فيما ظهر من اتفاقية سايكس بيكو، وباقي القصة معروفة حلقاتها. والمدهش بعد قرن من الزمان، أن الشعب الفلسطيني ظل شعباً، بالرغم من تشتت جزء كبير منه لاجئين خارج الوطن. تلك هي العبقرية، ورحم الله أجدادنا وآباءنا حبن ظلوا باقين هنا، يعمرون البلاد بوجودهم، تلك السواعد والعقول التي بنت وما زالت تبني في مجالات الحياة جميعها، في المدن والبلدات والقرى والبوادي والبرية والمخيمات فيما بعد. منذ أكمل الاحتلال احتلال باقي فلسطين عام 1967، وهو يبحث عن خلاص للمأزق الذي وجد نفسه فيه، فكما أن فلسطين المحتلة عام 1948 لم تكن بدون شعب، وقد تم تهجير غالبيته، فإن الضفة الغربية وقطاع غزة كانتا عامرتين، لذلك فقد سعى لحلول تدور حول الحكم الذاتي، فلم يرد أن يرانا شعباً من قبل ولا من بعد. وهو منذ احتلال 67 وهو يسعى للاحتفاظ بالقدس، وعدم الانسحاب منها، كذلك ما يتعلق بالأغوار والحدود بشكل عام، ولعل خطة إيغال ألون التي ظهرت فور الاحتلال، هي المعبر عن هذا الفهم. كذلك لم يكن في بال الاحتلال عودة اللاجئين، وبالطبع فإن الاستيطان في أماكن معينة من الأرض المحتلة كان موجوداً، كون الاحتلال أعلن صراحة أنه لن يفعل ذلك. ولأن الاحتلال أراد وما زال إطالة عمر الدولة المحتلة، فقد كانت وصفة «فرّق تسد» جاهزة، فقد عمل وما زال يعمل بشكل مباشر أو غير مباشر على تفريقنا، وللأسف وقعنا فيما خطط له، وما زلنا؛ من ذلك على سبيل المثل فكرة «روابط القرى»، حيث كان يدرك الاحتلال أنها لن تنجح لسبب بسيط أنها مفروضة، وأنها تنتقص من فكرة السيادة. وليست روابط القرى وليدة تماما، فقد سعى الاحتلال البريطاني الى فعل ما يشبه ذلك. لقد لعب الاحتلال على تشجيع الخلاص المنطقي والعائلي، لكن ذلك لم ينجح، وكان ما كان من بروز منظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني، باختيار شعبنا الذي يؤمن بحق تقرير مصيره. وكان ما كان من مدريد وأوسلو، وحتى لا نجلد أنفسنا كثيرا، فإن الاحتلال لم تصف نواياه يوما باتجاه حقنا في تقرير المصير وإقامة الدولة، لكن للأسف فإن نجاحنا الجزئي منح الاحتلال فرصة لإدامة الاحتلال، والتضييق علينا الى درجة دفع الشعب الى الخلاص الفردي. وهكذا فقد عاد الى طروحات حلوله المتعلقة بنا كسكان لا كشعب، فكان السلام الاقتصادي الذي بشّر به بنيامين نتنياهو هو أقصى ما تنظر له القوة المحتلة تجاهنا. وقد تسارع ذلك بعد الحرب على غزة وشمال الضفة الغربية، لكن الاحتلال ينسى أو يتناسى بأننا أهل السيد المسيح الذي قال حاسماً أمرنا والبشرية: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان». فلسطينياً، لنا طريق واضح أجمعنا عليه، وهو أننا شعب لنا الحق بدولة ذات سيادة، لكن ذلك سيتحقق بأن يقود الجيل القادم الذي لا يرث عيوبنا بأن يراكم البناء بعيداً عن حلول الخلاص الفردي وشخوصه، وبعيداً عن مغامرات لا طاقة لنا بنتائجها. والآن، ليكن اهتمامنا بالبقاء، فلسنا في موقع لاتفاقيات سياسية ستنتقص من سيادتنا وحقوقنا، وعليه فالطريق واضح بتقوية البنية الفلسطينية الكاملة، باستعادة الوحدة وتعمير البلاد. نحن شعب وهذا هو الأصل، وهذه الأرض نقف بقوة عليها، وهذه دولتنا الراسخة، لا شكليات تنقص منا، فكل فلسطيني حرّ ومخلص وجاد ينطلق وفق هذه البوصلة العملية والاستراتيجية هو فلسطيني حقيقي يستحق أن يعبر بنا الرحلة نحو تقرير المصير. نحن شعب عريق متنوع الجمال في انسجام الفسيفساء الأصيلة، لا خليطاً مهجراً، نحن الأديان جميعها، سيصعب القفز عن خصوصيتنا؛ فقد بنينا في الشتات فلسطينيتنا لا لنبقى لاجئين، بل لنعود ونستأنف حياتنا هنا على أرضنا، ونحب من يريد العيش معنا. استطعنا البقاء، وسنبدع فيه؛ فليس هناك سبب ليثنينا عن الفكرة والوجود، بل هذا هو الأمر الطبيعي، غير الطبيعي هو محاولة تحويل شعب عريق الى مجرد سكان. وهذا هو الأمر غير الممكن. من الآخر: إن دولة فلسطين شبه الغائبة والتي يحاول الاحتلال تغييبها، هي الأكثر حضوراً. لذلك فإن تقوية بقاء شعبنا على أرضه هو المفتاح، أما الطريق فهو «أن تكون القلوب ع بعضها»، ونقوي أنفسنا أولاً. أما من يتردد في أن يكون عكازة شعبه، فنحن لا نتردد حين نتجاوزه ونمضي. - الشعب الفلسطيني والحل السياسي؟ - بل هو الحلّ السياسي، بل الحلّ العملي والإستراتيجي و...الحقيقي.

"رسائل حاسمة حول الميدان والأسرى والمفاوضات"... طالع أبرز ما جاء في كلمة أبو عبيدة
"رسائل حاسمة حول الميدان والأسرى والمفاوضات"... طالع أبرز ما جاء في كلمة أبو عبيدة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 7 ساعات

  • فلسطين أون لاين

"رسائل حاسمة حول الميدان والأسرى والمفاوضات"... طالع أبرز ما جاء في كلمة أبو عبيدة

متابعة/ فلسطين أون لاين قال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن المقاومة مستمرة في معركة استنزاف طويلة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن المجاهدين نجحوا في إيقاع مئات الجنود بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى آلاف المصابين باضطرابات نفسية، منذ استئناف العدوان قبل 4 أشهر. وفي كلمة متلفزة، هي الأولى منذ مارس الماضي، شدد أبو عبيدة على أن قيادة القسام تعتمد في هذه المرحلة على استراتيجية تقوم على تنفيذ عمليات نوعية، ومحاولات أسر جنود، وإيقاع مقتلة واسعة في صفوف الاحتلال، في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة. وكشف أن مجاهدين من القسام حاولوا في الأسابيع الأخيرة تنفيذ عمليات أسر لجنود صهاينة، في إطار تكتيكات ميدانية متطورة تم تطويرها بعد استخلاص العبر من "أطول حرب ومواجهة في تاريخ الشعب الفلسطيني"، بحسب وصفه. وأضاف: "مقاومة غزة تمثل أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر"، مؤكدًا أن كتائب القسام في جهوزية كاملة لمواصلة القتال مهما تغير شكل العدوان وخطط الاحتلال. وفي ملف الأسرى، أكد أبو عبيدة أن كتائب القسام عرضت مرارًا خلال الأشهر الماضية إبرام صفقة شاملة يتم بموجبها تسليم جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة، لكن حكومة نتنياهو رفضت ذلك. وقال: "اتضح لنا أن حكومة العدو ليست معنية فعليًا باستعادة جنودها الأسرى، وهو ما يثبت تخليها عنهم"، مضيفًا: "ندعم بكل قوة موقف وفد المقاومة الفلسطيني في المفاوضات غير المباشرة، ونراقب مجريات التفاوض آملين أن تُفضي إلى صفقة تضمن وقف حرب الإبادة وانسحاب الاحتلال وإغاثة أهلنا". وحذر أبو عبيدة من أن "إصرار حكومة العدو على استمرار حرب الإبادة يعني أنها قررت أيضًا استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط"، لافتًا إلى أن الاحتلال يتلقى دعمًا غير محدود من "أقوى قوى الظلم في العالم" في صورة قوافل من السلاح والذخيرة. رسائل للعرب وأحرار العالم وانتقد أبو عبيدة الموقف العربي والإسلامي الرسمي تجاه ما يجري في غزة، قائلاً: "أنظمة وقوى أمتنا تتفرج على أشقائها يُقتلون ويجوعون ويُمنعون من الدواء والماء"، مضيفًا: "لا نعفي أحدًا من مسؤولية الدم النازف، ولا نستثني من يستطيع التحرك، كل حسب قدرته". واعتبر أن رقاب القادة والنخب والعلماء العرب والمسلمين مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء الذين خذلوا بصمتهم، بينما وجّه تحية إلى أنصار الله في اليمن، قائلاً إنهم "فرضوا جبهة فاعلة ضد العدو وأقاموا الحجة على القاعدين والخانعين". كما أشاد أبو عبيدة بـ"كل أحرار العالم الذين يخاطرون من أجل التضامن مع غزة وكسر الحصار"، مؤكدًا أن المقاومة لن تتوقف عن القتال حتى يتحقق وقف العدوان، ورفع الحصار، واستعادة الحقوق الفلسطينية كاملة.

أبو عبيدة: أوقعنا مئات القتلى والجرحى بصفوف الاحتلال ومستعدون لمعركة استنزاف طويلة
أبو عبيدة: أوقعنا مئات القتلى والجرحى بصفوف الاحتلال ومستعدون لمعركة استنزاف طويلة

معا الاخبارية

timeمنذ 7 ساعات

  • معا الاخبارية

أبو عبيدة: أوقعنا مئات القتلى والجرحى بصفوف الاحتلال ومستعدون لمعركة استنزاف طويلة

غزة- معا- أكد الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبو عبيدة، اليوم الجمعة، أن المقاومة الفلسطينية أوقعت مئات الجنود الإسرائيليين بين قتلى وجرحى خلال الأشهر الأربعة الماضية، فضلاً عن إصابة الآلاف منهم بأمراض نفسية وصدمات. جاء ذلك في كلمة لأبو عبيدة، تناول فيها آخر مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأشار أبو عبيدة إلى أن "أربعة أشهر مضت على استئناف العدو عدوانه، بعد أن نقض العهود وانقلب على الاتفاق المبرم مع المقاومة" في يناير الماضي. ولفت إلى أن "مجاهدي القسام يفاجئون الاحتلال بتكتيكات وأساليب جديدة بعد استخلاصهم للدروس من أطول حرب ومواجهة بتاريخ شعبنا". كما كشف الناطق باسم القسام عن أن "المجاهدين حاولوا في الأسابيع الأخيرة تنفيذ عدة عمليات لأسر الجنود الإسرائيليين". وشدد على أن "مقاومة غزة هي أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر". وأكد أبو عبيدة أن المقاومة في "جهوزية تامة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد قوات الاحتلال مهما كان شكل عدوانه وخططه"، مضيفاً أن "استراتيجية قيادة القسام في هذه المرحلة هي إيقاع مقتلة بالعدو وتنفيذ عمليات نوعية والسعي لأسر جنود". وهدد أبو عبيدة حكومة الاحتلال، قائلاً: "إذا اختارت حكومة العدو الإرهابية استمرار حرب الإبادة فهي تقرر استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط". وانتقد أبو عبيدة الدعم الدولي للاحتلال، قائلاً: "عدونا تمده أقوى القوى الظالمة في العالم بقوافل لا تتوقف من السلاح والذخيرة". كما وجه انتقاداً لاذعاً للأنظمة العربية والإسلامية، قائلاً: "أنظمة وقوى أمتنا تتفرج على أشقائها بأرض الرباط يقتلون بعشرات الآلاف ويجوعون ويمنعون الماء والدواء". وأضاف: "لا نعفي أحداً من مسؤولية الدم النازف ولا نستثني أحداً ممن يملك التحرك كل حسب قدرته وتأثيره". ووجه تحية لـ "إخوان الصدق أنصار الله في اليمن" الذين "فرضوا على العدو جبهة فاعلة أقامت الحجة الدامغة على القاعدين والخانعين"، كما حيا "كل أحرار العالم الذين يحاولون التضامن وكسر الحصار ورفع الظلم عن شعبنا بكل السبل رغم المخاطر". وبخصوص المفاوضات، أكد أبو عبيدة دعم القسام الكامل لـ "موقف الوفد التفاوضي للمقاومة الفلسطينية في المفاوضات غير المباشرة مع العدو". وكشف أن القسام عرض مراراً خلال الأشهر الأخيرة "عقد صفقة شاملة نسلم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة"، إلا أن "مجرم الحرب نتنياهو ووزراءه رفضوا ما عرضناه وتبين لنا أنهم ليسوا معنيين بالأسرى كونهم من الجنود".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store