
بعد فقدان التصنيف الائتماني الأعلى.. هل تواجه المالية الأمريكية أزمة ثقة؟
للمرة الأولى في التاريخ، لم تعد الولايات المتحدة تتمتع بأعلى تصنيف ائتماني لدى أي من وكالات التصنيف العالمية الكبرى، وذلك بعد أن خفضت وكالة 'موديز' تصنيف البلاد من 'AAA' إلى 'Aa1'، مما يثير تساؤلات حول متانة الوضع المالي لأكبر اقتصاد في العالم وقدرته المستقبلية على سداد ديونه المتفاقمة.
تراجع جماعي في التصنيفات
لم يكن قرار 'موديز' مفاجئًا تمامًا، بل جاء في أعقاب خطوات مماثلة من وكالتي 'ستاندرد آند بورز' و'فيتش' خلال العقد الماضي:
ستاندرد آند بورز: كانت أول من خفض التصنيف الائتماني لأمريكا في عام 2011 من 'AAA' إلى 'AA+'، بسبب الخلافات السياسية حول سقف الدين.
فيتش: تبعتها في أغسطس 2023، مشيرة إلى استمرار التوترات السياسية وضعف القدرة على ضبط العجز.
موديز: وبعد أن حافظت على أعلى تصنيف منذ عام 1917، أعلنت في مايو 2025 تخفيضه إلى 'Aa1'، محذرة من فشل الحكومات الأمريكية المتعاقبة في كبح العجز المالي المتفاقم.
الديون ترتفع والتصنيفات تنخفض
بررت 'موديز' قرارها بالإشارة إلى الارتفاع المستمر في حجم الدين الفيدرالي ومدفوعات الفائدة، والتي تجاوزت مستويات الدول الأخرى المصنفة ضمن نفس الفئة. وقدرت الوكالة أن تصل نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 134% بحلول 2035، مقارنة بـ98% فقط في عام 2024.
وأشارت إلى أن قرارها يأتي بعد تخفيض نظرتها المستقبلية للديون الأمريكية إلى 'سلبية' في نوفمبر 2023، قبل أن تعود إلى 'مستقرة' مؤخرًا، مع احتفاظ الولايات المتحدة بعوامل قوة ائتمانية، مثل حجم اقتصادها ومرونته، إلى جانب استمرار دور الدولار كعملة احتياط عالمية.
اعتراضات وانتقادات
البيت الأبيض لم يخفِ استياءه، واعتبر الخطوة ذات دوافع سياسية. وقال المتحدث باسم الرئيس السابق دونالد ترامب، ستيفن تشيونغ، إن الخبير الاقتصادي في 'موديز' مارك زاندي لطالما كان ناقدًا معروفًا لسياسات الإدارة الجمهورية.
في المقابل، تؤكد الوكالة أن قرارها يستند إلى معايير مالية بحتة، وليس إلى اعتبارات سياسية أو انتقادات داخلية، مشيرة إلى أن البنك الفيدرالي ما زال يحافظ على استقلاليته ويقود سياسة نقدية فعالة رغم التحديات.
توقيت حساس ومخاوف متزايدة
جاء قرار 'موديز' في لحظة بالغة الحساسية، حيث تجاوز الدين الوطني الأمريكي 36 تريليون دولار، في وقت يسعى الجمهوريون في الكونغرس لتمرير مشروع قانون يمدد التخفيضات الضريبية ويضيف أخرى جديدة، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة العجز بنحو 3 تريليونات دولار خلال السنوات العشر المقبلة، وفق تقديرات مستقلة.
التأثير المحتمل على الأسواق
ورغم أن سندات الخزانة الأمريكية تُعتبر تقليديًا ملاذًا آمنًا للمستثمرين، فإن تراجع التصنيف قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض، حيث سيطالب المستثمرون بعوائد أعلى لتعويض المخاطر، مما قد يضغط على النمو الاقتصادي ويؤثر سلبًا على معنويات السوق.
ويرى بعض الخبراء، من بينهم الاقتصادي محمد العريان، أن تأثير القرار سيكون محدودًا على المدى القصير، مستشهدًا بتجارب سابقة مثل خفض 'ستاندرد آند بورز' في 2011 و'فيتش' في 2023، حيث تراجعت الأسواق ثم تعافت سريعًا.
هل من أمل في استعادة التصنيف الأعلى؟
تشير 'موديز' إلى أن استعادة التصنيف الائتماني الممتاز ممكنة في حال تمكنت الإدارة الأمريكية من تقليص العجز المالي، سواء عبر زيادة الإيرادات أو تقليص الإنفاق. ويزعم فريق ترامب أن خططه لإصلاح الجهاز الحكومي بقيادة إيلون ماسك، والتي شملت تسريح آلاف الموظفين، تهدف إلى تحسين كفاءة الإنفاق العام.
خلاصة
في وقت يتجاوز فيه العجز الفيدرالي السنوي تريليوني دولار، وتتصاعد فيه تكلفة خدمة الدين نتيجة أسعار الفائدة المرتفعة، يبرز قرار 'موديز' كجرس إنذار جديد حول المخاطر المالية التي تواجه الاقتصاد الأمريكي. فهل يدفع ذلك إدارة ترامب المقبلة لإعادة النظر في سياساتها المالية؟ الأيام المقبلة ستكشف عن مدى جدية الإصلاح المالي، وقدرة أمريكا على استعادة ثقة الأسواق العالمية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 35 دقائق
- الجمهورية
انخفاض أسعار الذهب اليوم .. تعرف على الأسعار الجديدة
سجل عيار 24 الأعلى سعرًا في السوق المحلية نحو 5194 جنيهًا للجرام، بينما جاء عيار 21 عند 4545 جنيهًا، وعيار 18 عند 3895 جنيهًا للجرام. أما الجنيه الذهب فقد بلغ سعره 36360 جنيهًا.شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025، تراجعًا محدودًا في التعاملات اليومية، نتيجة لانخفاض سعر الدولار أمام الجنيه المصري داخل البنوك المحلية، إلى جانب هبوط سعر المعدن الأصفر عالميًا الذي سجل 3226 دولارًا للأوقية. سجل عيار 24 الأعلى سعرًا في السوق المحلية نحو 5194 جنيهًا للجرام، بينما جاء عيار 21 عند 4545 جنيهًا، وعيار 18 عند 3895 جنيهًا للجرام. أما الجنيه الذهب فقد بلغ سعره 36360 جنيهًا.


أخبار اليوم المصرية
منذ 41 دقائق
- أخبار اليوم المصرية
ترامب يعيد تشكيل أمريكا بالعزلة والتسليح
x إغلاق إسراء ممدوح في خطاب مثير أمام الكونجرس الأمريكي ، كشف الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب عن ملامح ميزانيته للسنة المالية المقبلة، واضعًا بصمته الخاصة على أولويات الإنفاق الفيدرالي. الخطة التي طرحها حملت بصوت عالٍ فلسفة «أمريكا أولاً» بكل ما تعنيه من عزلة، وتخفيض للمساعدات الخارجية، مُقابل تعزيز غير مسبوق لميزانية الدفاع، والسؤال.. هل يعيد ترامب رسم ملامح الدور الأمريكي عالميًا؟ وفي الفيديوجراف التالي، تسلط «بوابة أخبار اليوم» الضوء على باقي التفاصيل... اقرأ أيضًا| فيديوجراف| «الدبابة MGCS».. الجنازير الفرنسية الألمانية تخوض حرب التسليح نوال الدجوي تكشف مفاجأة في تحقيقات المباحث بواقعة خزائن الذهب قرارات هامة من النيابة في واقعة سرقة فيلا الدكتورة نوال الدجوي «3 ملايين دولار ومصوغات ذهبية».. من وراء سرقة منزل نوال الدجوي؟ سرقة «كنز» من منزل نوال الدجوي.. المجني عليها تكشف هوية المتهم تراجع أسعار الذهب اليوم الإثنين بالتعاملات المسائية بلاغ ضد ابنتي الفنان نور الشريف بالاستيلاء على مليون جنيه من مهندس بالشيخ زايد تراجع سعر الريال السعودي في ختام تعاملات اليوم 19مايو 2025 بشرى للعاملين بالدولة.. زيادات في الأجور والعلاوات والحوافز بدءًا من يوليو 2025


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
من الجمود إلى الشراكة.. بريطانيا والاتحاد الأوروبى تطويان صفحة توتر ما بعد البريكست
دخلت العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي مرحلة جديدة بعد إعلانهما، أمس الاثنين، التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن التعاون في مجالات حيوية مثل الدفاع، والطاقة، إلى جانب خطوات لتخفيف القيود الجمركية، وذلك بعد سنوات من تعقيدات خروج لندن من الكتلة، وسط توقعات بأن تسهم هذه الخطوة في إعادة الاستقرار للعلاقات التجارية بين الطرفين. وترى صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن الاتفاق جاء تتويجًا لمفاوضات طويلة، موضحة أنه يتضمن تعهدات بتعزيز التعاون في مجالات متعددة، ويفتح الباب أمام مزيد من المرونة في التجارة والسفر بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، ما يحرر قطاعات بأكملها من قيود البيروقراطية. وتقدر بريطانيا، أن الاتفاق سيعود على اقتصادها بحوالي 9 مليارات جنيه إسترليني سنويًا بحلول عام 2040. وتوصلت حكومة حزب "العمال" البريطانية والاتحاد الأوروبي إلى اتفاقية دفاعية وأمنية سبق أن اختارت حكومات حزب المحافظين السابقة عدم السعي إليها عند بدء مفاوضات خروج بريطانيا من التكتل. واتفق الجانبان على ضرورة تعاون دول القارة بشكل أكبر في مجال الدفاع، في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ودعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى تحمل مزيد من أعباء هذا التحالف. وستوافق بريطانيا على شراكة أمنية ودفاعية جديدة، قالت إنها "ستمهد الطريق" للشركات البريطانية للاستفادة من برنامج بقيمة 150 مليار يورو (167 مليار دولار) لإعادة تسليح أوروبا. وستدرس لندن أيضًا المشاركة في إدارة الأزمات المدنية والعسكرية في الاتحاد الأوروبي، وستكون قادرة على المشاركة في المشتريات المشتركة مع الكتلة. وتضمن الاتفاق الذي جاء بعد ما يقرب من 9 سنوات من تصويت لندن على الانفصال عن بروكسل، الالتزام بالعمل على وضع ضوابط مشتركة للمعايير الصحية والصحة النباتية، ما يضمن التزام بريطانيا بقواعد السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي بشأن صحة النباتات والحيوانات. ووفقًا لوثيقة "تفاهم مشترك" نُشرت، الاثنين، فإن الاتفاق سيسمح بتنقل "غالبية" المنتجات النباتية والحيوانية بين الجانبين دون الحاجة إلى الفحوصات أو الشهادات المعقدة التي تُطلب حاليًا، وهو ما سيشمل أيضًا حركة البضائع بين بريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية. ورغم ذلك، فإن الاتفاق ينُص على وجود "قائمة قصيرة من الاستثناءات المحدودة"، ولكن يُشترط ألا تؤدي هذه الاستثناءات لـ"معايير أقل من تلك المعتمدة في قوانين الاتحاد الأوروبي".